الفصل 151 و 152 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


أقترب سيدريون ببطء من ليليانا التي كانت مثل دمية متجمدة مقطوعة خيوطها ثم وضع إصبعه تحت أنفها .

كانت تتنفس .

‏' ... حسنًا، بالطبع هي كذلك '

لم يكن الأمر كما لو أنها ستموت فجأة بعد شرب القليل من الكحول، لماذا تفاجأ سيدريون عندما علم بذلك ؟ كان سيدريون نفسه يعتقد أنه يتصرف بغرابة .

بعد أن أنزل يده، نظر إلى ليليانا التي يفترض أنها نائمة .

بعد إلقاء نظرة خاطفة، أستطاع أن يرى أن الغرفة التي نامت فيها ليليانا لم تكن غرفة نومها، بل غرفة دراسة أو غرفة تخزين، كان يرى كوبًا فارغًا وزجاجة نبيذ على المنضدة التي كانت تجلس عليها .

‏لابد أنها شربت بمفردها بعد أن شربت مع الاخرين في الحفل .

‏' زجاجة كاملة ... '

على أي حال، تساءل سيدريون عما إذا كان يجب أن يأخذ ليليانا إلى غرفتها لأن تركها في هذه الحالة لم يكن يبدو صحيحًا .

‏استخدم سيدريون السحر لرفع ليليانا النائمة و إصطحابها إلى غرفتها لكنه تردد فجأة .

كان هناك مشكلة .

لم يكن يعرف مكان غرفتها ولا كيفية الوصول إليها .

" ….... "

بعد التفكير لفترة وجيزة، صعد سيدريون عبر النافذة و دخل الى الغرفة و حمل ليليانا بين ذراعيه و خرج إلى الممر .

ثم صادف خادمة دون أن يتجول لفترة طويلة .

" يا الهي، آنسة ليليانا "

" صادف أن وجدتها نائمة في غرفة بدون سرير، أين غرفتها ؟ "

" آه، من هذا الطريق ... "

كانت الخادمة تختلس نظرات إليه وهم يشقون طريقهم إلى غرفة ليليانا .

عندما وصلوا إلى باب غرفة نومها، أخذت الخادمة ليليانا منه إلى الداخل .

قبل مغادرته، تساءل لفترة وجيزة عما إذا كانت ليليانا ستتذكر ما حدث ثم استدار .

لا يهم حقًا ما إذا كانت ستتذكر أم لا .

* * * * * * * * * * * * * * * * *

شاهدت يلينا مشهدًا نادرًا في الصباح … لم تكن سوى أختها الكبرى ليليانا حمراء كالطماطم .

' هل أرى بشكل صحيح ؟ '

فركت يلينا عينيها .

' ... ألم أستيقظ تمامًا بعد ؟ '

بعد ذلك، شكت في عقلها .

‏ولكن بعد النظر عدة مرات، كان وجه ليليانا لا يزال أحمر أمام سيدريون !

تساءلت يلينا عما يتحدثان ثم اختبأت لاشعوريًا عند مُنعطف الرواق و بقيت تشاهدهم .

و بعد مغادرة ليليانا، أقتربت يلينا من سيدريون .

" مالك البرج الأسود "

" آه ، دوقة "

" ماذا كان ذلك الآن ؟ هل حدث شيء مع أختي ؟ "

لم تتدخل يلينا أثناء محادثتهم في حال أنها ستضع أختها في موقف محرج .

" لم يكن شيء مهمًا، لقد ساعدت الآنسة سورت بشيء الليلة الماضية و تلقيت إعتذارًا ... إحم أعني، شكرًا منها "

" هل ساعدت أختي ؟ "

" لقد وجدتها نائمة في مكان غير مريح، لذلك أخذتها إلى غرفتها مع خادمة "

" آه "

تذكرت يلينا كل ذلك الشرب الذي حدث في حفلة الليلة الماضية، لذا كان توضيح سيدريون مفهومًا .

' لابد أنها شعرت بالحرج من تلقي المساعدة '

كان ذلك ممكنًا تمامًا نظرًا لشخصية ليليانا .

بينما كانت يلينا تفكر بذلك، بقيت نظرة سيدريون عليها .

" ماذا ؟ "

" لم أكن أعتقد أنه سيكون هناك لقب أكثر إثارة للصدمة من مالك البرج الأسود ... "

" هاه ؟ "

" كما توقعت، التفاحة لا تسقط بعيدًا عن الشجرة، لقد تعلمت شيئًا ما "

" ما الذي تتحدث عنه ؟ "

ضحك سيدريون بعد أن قال مثل هذه الأشياء الغير مفهومة .

فكرت يلينا في الضغط على سيدريون حول ذلك، لكنها تركته في النهاية .

* * * * * * * * * * * * * * * * *

بعد وجبة إفطار بسيطة - العلاج الخاص بالطباخ من صداع الكحول - توجهت يلينا إلى منزل الماركيز ليندن .

هناك تمكنت من الحصول على تأكيد واضح حول مشكلة كانت في ذهنها .

" … نعم أنتِ على حق "

‏" ….... "

" كل ذلك كان كذبة، لم أقصد أيًا من ذلك ! كل هذا بسبب أمبر الوغد ... "

قالت ميلي أنها ستحل محل يلينا إذا عادت إلى المنزل لكنها قالت هذا بدافع الغضب ولم تكن تعني ذلك، كان سبب هذا بسيطًا … شجار بين العشاق .

انتهى الأمر بميلي بقول هذه الأشياء بسبب مشاجرة دخلت فيها مع حبيبها أمبر .

" يلينا استمعي لي، هل تعرفين مدى غضبي على ذلك الحثالة أمبر ؟ قال إنه سيتراجع خطوة إلى الخلف لأجل سعادتي في أي وقت ... "

" نعم، نعم "

" أخبرني أنه يمكنني التخلص منه متى أردت ذلك إذا لم أعد بحاجة إليه ... ظل يقول أشياء من هذا القبيل، لذلك أنا ... "

" آه …، همم …. "

بغض النظر عن السبب، شعرت يلينا بالإرتياح، كان من المريح أن ابنة عمها لم تصب بالجنون .

بينما كانت يلينا في منزل الماركيز، تناولت وجبة خاصة مع عمها الماركيز ليندن كان الماركيز هو الذي أصر على تناول الطعام معها على إنفراد و أثناء وجبتهم كشف سبب ذلك .

****************************

الفصل : ١٥٢

" شكرًا لك يا يلينا "

‏" لأجل ماذا ؟ "

" لقد ضحيتِ بنفسك ... "

" أنا من يجب علي أن أشكرك يا عمي "

قاطعت يلينا حديثه بمجرد ظهور كلمة ' تضحية '

" شكرًا لك يا عمي، بفضلك أنا أعيش حياة زوجية سعيدة مع زوجي الحبيب "

" ….... "

" أنا ممتنة حقًا "

ابتسمت يلينا بهدوء .

لم يكن الماركيز ليندن شخصًا عديم اللباقة، نظف حلقه ثم أبتسم ليلينا .

" هذا جيد، كنت قلق لأنك انتقلت بعيدًا عن المنزل لكن يبدو أن الحياة في قلعة الدوقية تناسبك "

‏" بالطبع، ولكن لماذا تعيد طرح هذا الأمر مرة أخرى كما لو أنه ليس خبرًا قديمًا ؟ "

" آه، بخصوص ذلك ... "

أضاء وجه الماركيز ليندن، بدا سعيدًا .

" منذ فترة قصيرة، تمكنا من تنقيب أول آثار لنا بنجاح "

" آثار ؟ "

" آه في الواقع، لم أخبرك عن العمل بعد "

الشيء الذي كان الماركيز ليندن جشعًا بما يكفي للتفكير في بيع ابنته ميلي من أجله لم يكن سوى منجم آثار قديم .

أمتلك الدوق مايهارد المنجم لكن نظرًا لأن المنجم كان قريبًا من العاصمة، فقد استأجر شخصًا آخر ليكون مسؤولاً عن أعمال التنقيب و ترميم الآثار .

' آها، لهذا السبب ... '

أومأت يلينا برأسها، كانت تشعر بالفضول لمعرفة سبب إستعداد الماركيز لإجبار ميلي على الزواج، لم يكن الأمر و كأنه بحاجة إلى المال .

' أستطيع أن أرى لماذا يفعل ذلك من أجل الآثار، لطالما كان هذا حلمه ... '

إذا نجح الماركيز في التنقيب عن الآثار القديمة و إستعادتها بأمان، فإن المكاسب التي سيحققها لن تكون مالية فقط .

شرف .

إن تحقيق تنقيب الآثار سيخلق لنفسه اسمًا يتذكره الأجيال القادمة .

لكنه كان أيضًا مجرد شيء كان الماركيز ليندن يأمل دائمًا بتحقيقه .

" تهانينا، أي نوع من الآثار هذا ؟ "

" لا يزال قيد الفحص، لست متأكدًا تمامًا لكنني أعتقد أنه قد يكون سلاحًا ... "

" سلاح ؟ "

" هل تريدين إلقاء نظرة ؟ ستكون رحلة قصيرة بالعربة "

" لا بأس "

على عكس الماركيز ليندن، لم تكن يلينا مهتمة جدًا بالآثار و الأكثر من ذلك إذا كانت أسلحة مستخدمة في الحروب الماضية .

بدا الماركيز ليندن محبطًا من فقدان فرصة التباهي بالآثار لكنه لم يطلب منها مرتين .

* * * * * * * * * * * * * * * *

غادرت يلينا منزل الماركيز بالعربة، لم تكن رحلة طويلة لذلك لم تشعر بالحاجة إلى إستخدام سيدريون .

وبدلاً من ذلك، جلس سيدريون معها في العربة كحارس لها مع الفرسان الثلاثة .

يلينا التي كانت تنظر من نافذة العربة، فجأة أدارت رأسها و تحدثت .

" هل يحب أي شخص منكم الكعك ؟ "

كان هناك متجر كعك في العاصمة أعتادت يلينا زيارته بإنتظام، حتى أن إدوارد سخر منها في يوم زفافها و سألها عما ستفعله الآن لأنها لم تعد قادرة على الذهاب إلى متجر كعك .

كان المتجر على طريق العودة إلى المنزل .

أجاب توماس على سؤال يلينا بطريقته الخاصة .

" و ماذا عنك يا سيدتي، هل تحبين الكعك ؟ "

‏" نعم أفعل "

عند ردها، سارع الفرسان الثلاثة بالرد .

‏" إذًا أنا أحب الكعك أيضًا "

" أنا أيضًا "

" أنا أحب الكعك "

راقبهم سيدريون بهدوء، حيث لم يكن هناك شيء مثل الرأي الخاص .

أجرى إتصالاً بصريًا مع يلينا، فهو ما زال لم يعطي إجابته .

هز كتفيه و قال " هل تفضيلي مهم ؟ "

" بالطبع لا، أيها الحوذي إصطحبنا إلى متجر الحلوى الذي كنت أذهب إليه دائمًا "

" مفهوم "

قام السائق بتغيير إتجاه العربة بمهارة .

لكن العربة لم تتحرك لفترة طويلة .

كانت يلينا تبتسم لفكرة زيارة المتجر بعد وقت طويل عندما توقفت العربة بشكل مفاجئ .

" همم ؟ "

كان المكان خارج نافذة العربة مختلفًا عما تتذكره يلينا .

فكرت في نفسها ' هل غير المتجر موقعه ؟ '

" أممم، آنستي الشابة ... "

" ماذا ؟ هل هناك مشكلة ؟ "

" هناك عربة أمامنا، لكن ... "

و قبل أن ينتهي الحوذي من حديثه، تحدث صوت غريب بدا المتحدث هرمًا .

عند رؤية ملابس الرجل الذي أقترب من نافذة العربة، عرفت يلينا على الفور من هو .

" أنت كاهن "

كان الرجل يرتدي زي كاهن من المعبد، بدا أنه متوسط ​​العمر أو مسن .

ضحك الرجل بشكل لطيف .

" نعم، أنا بيكا عبد الإله، باركك الإله أيتها الآنسة الشابة "

" من فضلك ناديني سيدة وليس الآنسة الشابة، باركك الإله أيضًا أيها السيد الكاهن، لكن ما الأمر ؟ "

" كل ما في الأمر ... أن عربتنا لا يمكنها التحرك لأن هناك مشكلة في إحدى العجلات "

أخرجت يلينا رأسها لتنظر من النافذة .

لقد كان على حق، بدت العربة التي كانت تسد الطريق و كأنها عالقة في مكانها .

قالت يلينا ‏ " يبدو أن العجلة قد سقطت "

لم تكن يلينا متأكدة من التفاصيل الدقيقة ولكن كان الأمر هكذا بالنسبة لها .

أومأ الكاهن برأسه .

" لحسن الحظ لم تُكسر، لذلك أعتقد أنه يحتاج فقط إلى التثبيت مرة أخرى ولكن كما ترون نحن مجرد كهنة ضعفاء، وليس لدينا خدم لذلك نحن في مأزق "

**************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان