" … ما الذي تتحدث عنه ؟ من قال أن هذه كانت كذبة ؟ ميلي ؟ هل كانت ميلي هي من قالت ذلك ؟ "
" يلينا أنا أعرفك "
توقف إدوارد أيضًا عن المشي و تقابلت نظراته مع يلينا .
" معظم ذكرياتي معك هي ضرب بعضنا البعض لكن مع ذلك أتينا من نفس الرحم و كبرنا تحت سقف واحد "
" ……. "
" هل تعتقدين أني لن أتمكن من معرفة متى تكذبين ؟ في ذلك الوقت كان بإمكان كل فرد في عائلتنا معرفة أنك تكذبين "
كانت يلينا في حيرة ولم تستطع الرد، لم تكن تعرف ذلك ظنت أنها خدعت عائلتها بسهولة بتمثيلها .
" … على الرغم من أن هذا العذر لا يبدو أنه كذبة كاملة في الوقت الحالي " تمتم إدوارد بصوت عالٍ ثم أخذ نفسًا عميقًا و واصل حديثه .
" على أي حال، الشيء المهم هو أنك تصرفتِ بعناد لأول مرة أمام والدي … و لهذا السبب وافق على طلبك "
" ……. "
" و بعد أن تلقينا رسالتك، أعرب عن أسفه الشديد لقراره و عاتب نفسه "
" كما قلتُ من قبل، لم يكن للاختطاف أي علاقة بالدوقية بشكل خاص … "
" أعلم، ظللت أفكر في الأمر بعد أن قلتِ ذلك في أول يوم وصلتُ فيه إلى هنا، أعترف أنني كنت غير عقلاني ولم يعد بإمكاني إنكار أنك أكثر أمانًا هنا "
" ……. "
تابع إدوارد بهدوء " لن أطلب منك العودة إلى المنزل " كان مشهدًا نادرًا أن أراه على هذا النحو .
ثم تابع " اخبري والدي بذلك شخصيًا، قابليه و طمئنيه و اقنعيه بنفسك "
" ……. "
" إنه أفضل بكثير من أن أنقل رسالتك، أنت تعلمين هذا، أليس كذلك ؟ "
كانت يلينا هادئة عندما تقابلت نظراتهما .
" هذا كل ما أطلبه منك، من فضلك "
بعد فترة وجيزة، قالت يلينا بهدوء " … أعطني بعض الوقت للتفكير في الأمر "
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
بعد بضعة أيام، قررت يلينا زيارة العاصمة كما ساعد رأي كايوين في دعم قرارها .
" ربما يجب عليك الذهاب "
" لماذا ؟ "
" لم تريه منذ حفل الزفاف، يمكنك إستغلال هذه الفرصة لقضاء بعض الوقت معه أيضًا "
" همم …. "
" لأكون صريحًا، أخشى أيضًا أنني سأكون مكروهًا إذا لم أرسلك يا زوجتي "
" مكروه ؟ من … أنت ؟ ممن ؟ "
" عائلتك "
" إذًا ماذا لو كانوا يكرهونك ؟ لا تمتلك أي علاقة معهم "
" أعلم أنه لا علاقة لي بهم، لكن … "
" ……. "
" لسبب ما، ما زلت أريد أن أبدو جيدًا أمام الأشخاص الذين يحبونك "
عبثت يلينا بشحمة أذنها بخجل أعطتها المحادثة شعورًا غريبًا .
عندها تحدث سيدريون " إنه جاهز "
حدقت يلينا في الأرض، حيث تم رسم نمط معقد للغاية بشكل دائري .
" هل هذا ختم سحري ؟ "
أجاب سيدريون وهو يقف في منتصف الختم " نعم، من أجل النقل الآني … بغض النظر عن طريقة تفكيري في الأمر، فإن إستخدام الختم السحري للمساعدة في نقل العديد من الأشخاص إلى العاصمة سيجعل الأمور أسهل "
سيستغرق الوصول إلى العاصمة بالعربة أسبوعًا واحدًا .
دون حتى التظاهر بالتفكير في ركوب العربة، أستدعت يلينا سيدريون و كان على سيدريون أن ينقل خمسة أشخاص إلى العاصمة .
يلينا و إدوارد .
كولين و توماس و ماكس .
للتوضيح، لم يكن سيدريون مسؤولاً فقط عن نقل يلينا إلى العاصمة ولكن أيضًا سيكون حارسًا شخصيًا لها أثناء إقامتها .
لذلك فكرت يلينا في فصل نفسها عن الفرسان الثلاثة لكن توماس و ماكس شعروا بذلك و سرعان ما سقطوا على الأرض إحتجاجًا و ألغوا فكرة يلينا .
شاهدهم كولين ثم أنضم لهم بخجل .
' يا إلهي، لقد ولدوا فقط للإحتجاج '
تنهدت يلينا ثم سقطت نظرتها فجأة على إدوارد الذي كان يراقب الختم السحري ببريق مبهور في عينيه ثم أبتسمت يلينا بتعجرف .
" هل رأيت ؟ "
" …. أرى ماذا ؟ "
" ما مدى كفاءة صديق زوجي، إنه ينقلنا جميعًا إلى العاصمة في الحال، لا يمكن لأي شخص أن يفعل ذلك، أنت تعلم ذلك صحيح ؟ "
للوهلة الأولى، بدا الأمر و كأن يلينا كانت تُطري على سيدريون ولكن عند التمعن … كان التركيز في الواقع على ' صديق زوجي ' بعبارة أخرى، كانت تقول أنه حتى أصدقاء زوجها كانوا مثيرين للإعجاب .
" ……. "
نظر إدوارد إلى يلينا بعيون مذهولة .
قال سيدريون " سوف نغادر الآن، من فضلكم إجتمعوا داخل الختم السحري "
" رحلة آمنة "
لوحت ميري بمنديلها بينما بدأ إدوارد و الآخرون بالدخول إلى داخل الختم السحري، لقد قررت ميري البقاء في القلعة، لقد أعربت عن نيتها في خدمة يلينا كما كانت من قبل .
لقد أبلغت يلينا أنها انفصلت عن حبيبها السابق، ربما يكون قد حدث شيئًا للرجل و أنها لم تتركه في حالة جيدة قبل مغادرتها للمجيء إلى القلعة .
' لكنني متأكدة من أنه لا يزال على قيد الحياة '
بعد القلق لفترة وجيزة بشأن الشاب، نظرت يلينا إلى كايوين .
" سأذهب و أعود "
" سأكون في الإنتظار "
ملأ صوته العذب أذنيها، عندها أدركت فجأة أنها لن تتمكن من سماع هذا الصوت خلال الأيام القليلة المقبلة .
' لن أتمكن من رؤية وجهه أيضًا ' ملأها تفكيرها بالندم و حشد ندمها شعلة من الشجاعة و الإندفاع .
" …. يا إلهي ! "
****************************
الفصل : ١٤٨
كانت ميري تلوح بمنديلها لكنها توقفت و شهقت .
وقفت يلينا على أطراف أصابعها و أمسكت بياقة كايوين و قبلت خده الأيسر ثم تراجعت .
" …. أراك قريبًا "
ربما تفاجأ كايوين لكنه وقف بثبات في مكانه بينما ركضت يلينا إلى الختم السحري و وقفت داخله .
تبادلت يلينا نظراتها مع سيدريون لكنها كانت تشعر بنظرة شديدة على مؤخرة رأسها، على الأرجح من إدوارد لكنها تجاهلت ذلك .
" سوف نغادر الآن "
بعد فترة وجيزة، قام سيدريون بتنشيط سحر النقل الآني .
ظهر ضوء مسبب للعمى من الختم السحري و أخفى وجه يلينا المتورد .
* * * * * * * * * * * * * * * * *
" يلينا ! "
" أختي "
بمجرد وصول يلينا إلى منزل الكونت في العاصمة، أحتضنت أختها الكبرى ليليانا .
" كيف كان حالك ؟ أنت بصحة جيدة صحيح ؟ "
" لقد كنت بخير، نعم أنا بصحة جيدة "
" آنستي الشابة، لم أرك منذ وقت طويل "
" مرحبًا آنستي الشابة "
بينما كانت يلينا تتلقى الكثير من الترحيب، قام كبير خدم الكونت بإرشاد سيدريون و الفرسان إلى غرفهم الفردية .
عندها شهدت يلينا مشهدًا غير متوقع ….
" هل رأيته ؟ "
" من هو ؟ "
" بناءً على ما سمعته، أعتقد أنه ساحر "
" إنه وسيم … إنه يبدو كالأمير "
" أعتقد أن ذلك الفارس جيدًا جدًا أيضًا "
" من ؟ أحمر الشعر ؟ "
" كياا، إنه يروق لي أيضًا ! "
" بصراحة، أليس الفرسان الآخرون وسيمون أيضًا ؟ إنهم طويلين و يبدو أن لديهم أجسادًا رائعة …. "
" إنهم كذلك، إنهم كذلك "
كان سيدريون و الفرسان الثلاثة يتمتعون بشعبية كبيرة لدى الخادمات .
" ……. ؟ "
كانت شعبية سيدريون مفهومة لكن لم تستطع يلينا أن تتخيل أن الفرسان الثلاثة سيكونون مشهورين أيضًا .
بينما فوجئت يلينا بالوضع غير المتوقع، قالت ليليانا " دعينا نذهب للقاء والدي "
أومأت يلينا برأسها " …. حسنًا "
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
كان والد يلينا الكونت سورت في غرفة المعيشة حيث كانت النيران مشتعلة في المدفأة .
سألت يلينا " … لماذا أشعلتم المدفأة ؟ "
كانت الأيام تزداد حرارة، لم يكن هذا الوقت مناسب لإشعال النيران في المدفأة .
من مقعده على الأريكة الطويلة، نظر الكونت إلى يلينا و أشار إليها للجلوس بجانبه .
" لقد وصلت يا يلينا "
" ……. "
" المدفأة … حسنًا، كنت أفكر بك " أبتسم الكونت وهو يحدق في المدفأة .
" لقد أحببت المدفأة منذ أن كنت صغيرة "
" … أحببت الدفء فقط، لأنني أصاب بالبرد بسهولة "
" هل هذا صحيح ؟ "
حول الكونت نظرته نحو يلينا .
' لقد زادت تجاعيده بشكل أعمق قليلاً '
" تصابين بالبرد بسهولة مثل والدتك "
" ……. "
" أنت تعلمين ذلك أيضًا، أليس كذلك ؟ "
" أعلم و أنا الوحيدة التي تشعر بالبرد بيني و بين أختي الكبرى و أخي الأكبر "
عندما كانت صغيرة، لم تستطع ليليانا و إدوارد أن يفهموا أبدًا كيف كانت يلينا ضعيفة تجاه البرد ولكنها قوية ضد الحرارة، لأنهم لم يكونوا كذلك .
على الرغم من أنهم لم يتمكنوا من فهم أختهم الصغرى إلا أنهم عملوا بجد ليكونوا مراعيين لها لدرجة أنها كانت دافئة دائمًا في كل شتاء بسبب المدفأة و كانت قد تلقت الكثير من المعاطف و البطانيات و الفراء السميكة كهدايا و بسبب ذلك تشكل جبلاً في أحد أركان غرفتها .
" في الواقع …. "
" ……. "
" يلينا، أنت تشبهين والدتك أكثر من بقية أطفالي لهذا السبب كثيرًا ما أتذكر والدتك عندما أنظر إليك "
" ……. "
" ربما لهذا السبب أنا أبالغ في حمايتك "
" والدي أنا …. "
هل سيخبرها أن تعود إلى المنزل ؟ إذا كان الأمر كذلك، فسيتعين عليها رفضه و إقناعه كما فعلت مع إدوارد .
لكن قال الكونت شيئًا آخر خارج توقعاتها وهو يمسك بيديها بحزم .
" لم أرسل إدوارد للضغط عليك للعودة إلى المنزل "
" هاه ؟ "
" لا بأس إذا لم تعودي، إذا كان هذا ما تريدينه فأنا لا أمانع "
" ……. "
" لكن … أردت فقط أن أخبرك بهذا "
حدق الكونت في يلينا برقة ثم قال " أتذكرين ما قالته ليليانا في يوم زفافك ؟ أنه يمكنك العودة إلى المنزل متى أردت "
" …. نعم أتذكر "
" أردت أن أخبرك أن هذه لم تكن كذبة "
" ……. "
" لا تفكري في الأوضاع، لا تفكري في ظروفك أو في البيئة المحيطة أيضًا "
" ……. "
" فقط فكري فيما تريدين، لذا إذا أردت العودة إلى المنزل … يمكنك القيام بذلك في أي وقت، سنرحب بك مرة أخرى كما لو كنا ننتظر دائمًا "
" ……. "
" أبقي هذا في ذهنك "
كان صوت الجمر في المدفأة خافتًا مثل الموسيقى الخلفية .
ربما بسبب المدفأة … فقد شعرت بالدفء من اليد التي تمسك بها .
أجابت يلينا بصوت منخفض " … حسنًا والدي "
****************************