الفصل 147 و 148 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


توقفت يلينا عن المشي و وقفت في منتصف مسار المشي في الحديقة و حدقت في إدوارد بوجه مرتبك .

" … ما الذي تتحدث عنه ؟ من قال أن هذه كانت كذبة ؟ ميلي ؟ هل كانت ميلي هي من قالت ذلك ؟ "

" يلينا أنا أعرفك "

توقف إدوارد أيضًا عن المشي و تقابلت نظراته مع يلينا .

" معظم ذكرياتي معك هي ضرب بعضنا البعض لكن مع ذلك أتينا من نفس الرحم و كبرنا تحت سقف واحد "

" ……. "

" هل تعتقدين أني لن أتمكن من معرفة متى تكذبين ؟ في ذلك الوقت كان بإمكان كل فرد في عائلتنا معرفة أنك تكذبين "

كانت يلينا في حيرة ولم تستطع الرد، لم تكن تعرف ذلك ظنت أنها خدعت عائلتها بسهولة بتمثيلها .

" … على الرغم من أن هذا العذر لا يبدو أنه كذبة كاملة في الوقت الحالي " تمتم إدوارد بصوت عالٍ ثم أخذ نفسًا عميقًا و واصل حديثه .

" على أي حال، الشيء المهم هو أنك تصرفتِ بعناد لأول مرة أمام والدي … و لهذا السبب وافق على طلبك "

" ……. "

" ‏و بعد أن ‏تلقينا ‏رسالتك، ‏أعرب ‏عن ‏أسفه ‏الشديد لقراره و ‏عاتب ‏نفسه "

" ‏كما قلتُ من قبل، لم يكن للاختطاف أي علاقة بالدوقية بشكل خاص … "

" أعلم، ظللت أفكر في الأمر بعد أن قلتِ ذلك في أول يوم وصلتُ فيه إلى هنا، أعترف أنني كنت غير عقلاني ولم يعد بإمكاني إنكار أنك أكثر أمانًا هنا "

" ……. "

تابع إدوارد بهدوء " لن أطلب منك العودة إلى المنزل " كان مشهدًا نادرًا أن أراه على هذا النحو .

ثم تابع " اخبري والدي بذلك شخصيًا، قابليه و طمئنيه و اقنعيه بنفسك "

" ……. "

" إنه أفضل بكثير من أن أنقل رسالتك، أنت تعلمين هذا، أليس كذلك ؟ "

كانت يلينا هادئة عندما تقابلت نظراتهما .

" هذا كل ما أطلبه منك، من فضلك "

بعد فترة وجيزة، قالت يلينا بهدوء " … أعطني بعض الوقت للتفكير في الأمر "

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

بعد بضعة أيام، قررت يلينا زيارة العاصمة كما ساعد رأي كايوين في دعم قرارها .

" ربما يجب عليك الذهاب "

" لماذا ؟ "

" لم تريه منذ حفل الزفاف، يمكنك إستغلال هذه الفرصة لقضاء بعض الوقت معه أيضًا "

" همم …. "

" لأكون صريحًا، أخشى أيضًا أنني سأكون مكروهًا إذا لم أرسلك يا زوجتي "

" مكروه ؟ من … أنت ؟ ممن ؟ "

" عائلتك "

" إذًا ماذا لو كانوا يكرهونك ؟ لا تمتلك أي علاقة معهم "

" أعلم أنه لا علاقة لي بهم، لكن … "

" ……. "

" لسبب ما، ما زلت أريد أن أبدو جيدًا أمام الأشخاص الذين يحبونك "

عبثت يلينا بشحمة أذنها بخجل أعطتها المحادثة شعورًا غريبًا .

عندها تحدث سيدريون " إنه جاهز "

حدقت يلينا في الأرض، حيث تم رسم نمط معقد للغاية بشكل دائري .

" هل هذا ختم سحري ؟ "

أجاب سيدريون وهو يقف في منتصف الختم " نعم، من أجل النقل الآني … بغض النظر عن طريقة تفكيري في الأمر، فإن إستخدام الختم السحري للمساعدة في نقل العديد من الأشخاص إلى العاصمة سيجعل الأمور أسهل "

سيستغرق الوصول إلى العاصمة بالعربة أسبوعًا واحدًا .

دون حتى التظاهر بالتفكير في ركوب العربة، أستدعت يلينا سيدريون و كان على سيدريون أن ينقل خمسة أشخاص إلى العاصمة .

يلينا و إدوارد .

كولين و توماس و ماكس .

للتوضيح، لم يكن سيدريون مسؤولاً فقط عن نقل يلينا إلى العاصمة ولكن أيضًا سيكون حارسًا شخصيًا لها أثناء إقامتها .

لذلك فكرت يلينا في فصل نفسها عن الفرسان الثلاثة لكن توماس و ماكس شعروا بذلك و سرعان ما سقطوا على الأرض إحتجاجًا و ألغوا فكرة يلينا .

شاهدهم كولين ثم أنضم لهم بخجل .

' يا إلهي، لقد ولدوا فقط للإحتجاج '

تنهدت يلينا ثم سقطت نظرتها فجأة على إدوارد الذي كان يراقب الختم السحري ببريق مبهور في عينيه ثم أبتسمت يلينا بتعجرف .

" هل رأيت ؟ "

" …. أرى ماذا ؟ "

" ما مدى كفاءة صديق زوجي، إنه ينقلنا جميعًا إلى العاصمة في الحال، لا يمكن لأي شخص أن يفعل ذلك، أنت تعلم ذلك صحيح ؟ "

للوهلة الأولى، بدا الأمر و كأن يلينا كانت تُطري على سيدريون ولكن عند التمعن … كان التركيز في الواقع على ' صديق زوجي ' بعبارة أخرى، كانت تقول أنه حتى أصدقاء زوجها كانوا مثيرين للإعجاب .

" ……. "

نظر إدوارد إلى يلينا بعيون مذهولة .

قال سيدريون " سوف نغادر الآن، من فضلكم إجتمعوا داخل الختم السحري "

" رحلة آمنة "

لوحت ميري بمنديلها بينما بدأ إدوارد و الآخرون بالدخول إلى داخل الختم السحري، لقد قررت ميري البقاء في القلعة، لقد أعربت عن نيتها في خدمة يلينا كما كانت من قبل .

لقد أبلغت يلينا أنها انفصلت عن حبيبها السابق، ربما يكون قد حدث شيئًا للرجل و أنها لم تتركه في حالة جيدة قبل مغادرتها للمجيء إلى القلعة .

' لكنني متأكدة من أنه لا يزال على قيد الحياة '

بعد القلق لفترة وجيزة بشأن الشاب، نظرت يلينا إلى كايوين .

" سأذهب و أعود "

" سأكون في الإنتظار "

ملأ صوته العذب أذنيها، عندها أدركت فجأة أنها لن تتمكن من سماع هذا الصوت خلال الأيام القليلة المقبلة .

' لن أتمكن من رؤية وجهه أيضًا ' ملأها تفكيرها بالندم و حشد ندمها شعلة من الشجاعة و الإندفاع .

" …. يا إلهي ! "

****************************

الفصل : ١٤٨

كانت ميري تلوح بمنديلها لكنها توقفت و شهقت .

وقفت يلينا على أطراف أصابعها و أمسكت بياقة كايوين و قبلت خده الأيسر ثم تراجعت .

" …. أراك قريبًا "

ربما تفاجأ كايوين لكنه وقف بثبات في مكانه بينما ركضت يلينا إلى الختم السحري و وقفت داخله .

تبادلت يلينا نظراتها مع سيدريون لكنها كانت تشعر بنظرة شديدة على مؤخرة رأسها، على الأرجح من إدوارد لكنها تجاهلت ذلك .

" سوف نغادر الآن "

بعد فترة وجيزة، قام سيدريون بتنشيط سحر النقل الآني .

ظهر ضوء مسبب للعمى من الختم السحري و أخفى وجه يلينا المتورد .

* * * * * * * * * * * * * * * * *

" يلينا ! "

" أختي "

بمجرد وصول يلينا إلى منزل الكونت في العاصمة، أحتضنت أختها الكبرى ليليانا .

" كيف كان حالك ؟ أنت بصحة جيدة صحيح ؟ "

" لقد كنت بخير، نعم أنا بصحة جيدة "

" آنستي الشابة، لم أرك منذ وقت طويل "

" مرحبًا آنستي الشابة "

بينما كانت يلينا تتلقى الكثير من الترحيب، قام كبير خدم الكونت بإرشاد سيدريون و الفرسان إلى غرفهم الفردية .

عندها شهدت يلينا مشهدًا غير متوقع ….

" هل رأيته ؟ "

" من هو ؟ "

" بناءً على ما سمعته، أعتقد أنه ساحر "

" إنه وسيم … إنه يبدو كالأمير "

" أعتقد أن ذلك الفارس جيدًا جدًا أيضًا "

" من ؟ أحمر الشعر ؟ "

" كياا، إنه يروق لي أيضًا ! "

" بصراحة، أليس الفرسان الآخرون وسيمون أيضًا ؟ إنهم طويلين و يبدو أن لديهم أجسادًا رائعة …. "

" إنهم كذلك، إنهم كذلك "

كان سيدريون و الفرسان الثلاثة يتمتعون بشعبية كبيرة لدى الخادمات .

" ……. ؟ "

كانت شعبية سيدريون مفهومة لكن لم تستطع يلينا أن تتخيل أن الفرسان الثلاثة سيكونون مشهورين أيضًا .

بينما فوجئت يلينا بالوضع غير المتوقع، قالت ليليانا " دعينا نذهب للقاء والدي "

أومأت يلينا برأسها " …. حسنًا "

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

كان والد يلينا الكونت سورت في غرفة المعيشة حيث كانت النيران مشتعلة في المدفأة .

سألت يلينا " … لماذا أشعلتم المدفأة ؟ "

كانت الأيام تزداد حرارة، لم يكن هذا الوقت مناسب لإشعال النيران في المدفأة .

من مقعده على الأريكة الطويلة، نظر الكونت إلى يلينا و أشار إليها للجلوس بجانبه .

" لقد وصلت يا يلينا "

" ……. "

" المدفأة … حسنًا، كنت أفكر بك " أبتسم الكونت وهو يحدق في المدفأة .

" لقد أحببت المدفأة منذ أن كنت صغيرة "

" … أحببت الدفء فقط، لأنني أصاب بالبرد بسهولة "

" هل هذا صحيح ؟ "

حول الكونت نظرته نحو يلينا .

' لقد زادت تجاعيده بشكل أعمق قليلاً '

" تصابين بالبرد بسهولة مثل والدتك "

" ……. "

" أنت تعلمين ذلك أيضًا، أليس كذلك ؟ "

" أعلم و أنا الوحيدة التي تشعر بالبرد بيني و بين أختي الكبرى و أخي الأكبر "

عندما كانت صغيرة، لم تستطع ليليانا و إدوارد أن يفهموا أبدًا كيف كانت يلينا ضعيفة تجاه البرد ولكنها قوية ضد الحرارة، لأنهم لم يكونوا كذلك .

على الرغم من أنهم لم يتمكنوا من فهم أختهم الصغرى إلا أنهم عملوا بجد ليكونوا مراعيين لها لدرجة أنها كانت دافئة دائمًا في كل شتاء بسبب المدفأة و كانت قد تلقت الكثير من المعاطف و البطانيات و الفراء السميكة كهدايا و بسبب ذلك تشكل جبلاً في أحد أركان غرفتها .

" في الواقع …. "

" ……. "

" يلينا، أنت تشبهين والدتك أكثر من بقية أطفالي لهذا السبب كثيرًا ما أتذكر والدتك عندما أنظر إليك "

" ……. "

" ربما لهذا السبب أنا أبالغ في حمايتك "

" والدي أنا …. "

هل سيخبرها أن تعود إلى المنزل ؟ إذا كان الأمر كذلك، فسيتعين عليها رفضه و إقناعه كما فعلت مع إدوارد .

لكن قال الكونت شيئًا آخر خارج توقعاتها وهو يمسك بيديها بحزم .

" لم أرسل إدوارد للضغط عليك للعودة إلى المنزل "

" هاه ؟ "

" لا بأس إذا لم تعودي، إذا كان هذا ما تريدينه فأنا لا أمانع "

" ……. "

" لكن … أردت فقط أن أخبرك بهذا "

حدق الكونت في يلينا برقة ثم قال " أتذكرين ما قالته ليليانا في يوم زفافك ؟ أنه يمكنك العودة إلى المنزل متى أردت "

" …. نعم أتذكر "

" أردت أن أخبرك أن هذه لم تكن كذبة "

" ……. "

" لا تفكري في الأوضاع، لا تفكري في ظروفك أو في البيئة المحيطة أيضًا "

" ……. "

" فقط فكري فيما تريدين، لذا إذا أردت العودة إلى المنزل … يمكنك القيام بذلك في أي وقت، سنرحب بك مرة أخرى كما لو كنا ننتظر دائمًا "

" ……. "

" أبقي هذا في ذهنك "

كان صوت الجمر في المدفأة خافتًا مثل الموسيقى الخلفية .

ربما بسبب المدفأة … فقد شعرت بالدفء من اليد التي تمسك بها .

أجابت يلينا بصوت منخفض " … حسنًا والدي "

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان