الفصل 131 و 132 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


حدقت يلينا بدون تعبير في ماكس ثم تنهدت و تمتمت بصوت عالٍ بما يكفي ليسمعها الجميع " أنا لا أعرف عن الآخرين، لكنني حقًا أثق بالسير ماكس، أعتقدت أنه كان فارسًا شريفًا لكنه قاتل اثنين ضد واحد مثل الجبان …. أشعر بخيبة أمل كبيرة …. "

" السير كولين فعل ذلك " صرخ ماكس فجأة .

ثم غطى فمه و كأنه أدرك خطأه متأخرًا لكن الأوان كان قد فات .

" …. ماذا ؟ "

صفع توماس جبهته و تحدث بإستسلام .

" حسنًا …. إنه على حق، الشخص الذي فعل ذلك بوجه كولين هو السير كولين نفسه "

رمشت يلينا بتفاجؤ .

كانت مندهشة لدرجة أنها قالت نفس الشيء مرتين " ماذا ؟ "

* * * * * * * * * * * * * * *

أخبر بن يلينا بما لم تكن تعرفه .

بعد وفاة إنكان و إنقاذ يلينا، ركع كولين أمام غرفة يلينا طوال المدة التي كانت فيها فاقدة للوعي، عاد إلى مسكنه فقط بعد أن استعادت وعيها .

لم تكن تعرف ذلك .

عندما تنهدت يلينا توقف كايوين بمنتصف تقطيعه للتفاحة .

" هل هناك شيء يدور في ذهنك ؟ "

" حسنًا كما تعلم، البارحة …. "

أخبرت يلينا كايوين بكل شيء بقلب مثقل .

وضع كايوين التفاحة و سأل " هل أنت قلقة عليه ؟ "

" بالطبع أنا كذلك، و …. "

أسندت يلينا ذراعها على ركبتيها و وضعت ذقنها في يدها .

" … أتساءل لماذا لم أشك في حدوث ذلك "

كان كولين مع يلينا يوم الإختطاف .

كان بإمكانها بالتأكيد توقع أنه سيكون يشعر بالذنب مسبقًا لكنها لم تفعل ذلك .

' حسنًا، هذا لأنني لم أعتقد أنه أرتكب أي خطأ '

و بالتالي، لم تكن لتتخيل أن سبب عدم رؤيتها لكولين كان بسبب هذا .

" كايوين "

" نعم يلينا "

" ماذا علي أن أفعل ؟ "

في الحقيقة، وجدت يلينا صعوبة في فهم تصرفات كولين .

كان بإمكانها أن تفهم سبب شعوره بالذنب لكن أن يفعل ذلك بوجهه كان مبالغًا فيه .

" هل يجب علي إستدعاءه و أخبره أنني بخير و أن ذلك لم يكن خطأه و عليه أن يتوقف عن تعذيب نفسه ؟ "

سألت عن رأي زوجها لأنه بالتأكيد يعرف كولين أفضل منها .

بدا أن كايوين كان يفكر في الأمر ثم تحدث " بدلاً من ذلك، أعتقد أن معاقبته ستكون أكثر فاعلية "

" أتقول معاقبته ؟ " اتسعت عيون يلينا بدهشة و أضافت " لكنني لا أعتقد أن السير كولين أرتكب أي خطأ "

" أنا متأكد من أنه يفكر بشكل مختلف، معاقبته ستجعله فعلاً يشعر بالراحة لأنه سيعتقد أنه دفع ثمن أفعاله "

" لكن مع ذلك …. "

لم تكن تريد ذلك .

معاقبة كولين تعني أنها تعترف بأنه أرتكب خطيئة تستحق العقاب .

عندما رأى كايوين أن يلينا لا تبدو سعيدة بذلك، تحدث مرة أخرى " أو ماذا عن فعل هذا ؟ "

" فعل ماذا ؟ "

بعد الإستماع إلى شرح كايوين بالكامل، قامت يلينا بإمالة رأسها قليلاً .

" هل سيكون ذلك جيدًا حقًا ؟ "

" ربما "

" همم، حسنًا إذن " قبلت يلينا بفكرته .

في الواقع لقد بدا أفضل من معاقبة كولين، أدى العثور على حل إلى رفع بعض الثقل عن قلبها .

عاد كايوين إلى تقطيع التفاح .

و أثناء مشاهدته بصمت، أضاء وجه يلينا بإهتمام .

" انه أرنب "

أنهى كايوين تقطيع التفاح و وضعه في الطبق، كانت الشرائح على شكل أرانب .

تفاحة على شكل أرنب .

لقد كان شكلاً شائعًا لكن يلينا شعرت أنه كان أكثر إبداعًا و إثارة للإهتمام عندما فعلته يدي زوجها .

عندما تلقت الطبق قالت مازحة " هل تحب الأرانب ؟ "

لقد كان سؤالاً سخيفًا و لكن لسبب ما ظلت نظرة زوجها عليها لفترة طويلة .

لم تكن تعرف السبب لكن نظرة زوجها الثابتة عليها بدأت تجعل خديها يشعران بسخونة قليلاً، عندها قال زوجها " نعم، أفعل "

' إذًا هناك حيوان يحبه '

و لكن لماذا أثار كل هذه الجلبة بإستغراقه وقتًا طويلاً في الإجابة ؟

سرعان ما طعنت يلينا شريحة التفاح بالشوكة و وضعتها في فمها كما لو كانت تحاول إخفاء الإحراج الذي شعرت به .

كانت تفاحة الأرنب اللذيذة حلوة و مقرمشة .

* * * * * * * * * * * * * * * *

بعد ظهر ذلك اليوم، استدعت يلينا كولين .

على الرغم من أنه هرب بعيدًا بمجرد أن رأى يلينا في اليوم السابق، إلا أنه أطاع إستدعاءها الرسمي .

" … سيدتي، سمعت أنك استدعيتني "

نهضت يلينا من مقعدها و اقتربت منه .

في اللحظة التي دخل فيها غرفة يلينا، احنى كولين رأسه كمذنب .

استطاعت يلينا تفحص وجهه بالرغم من انه كان يحني رأسه، بسبب إختلاف الطول بينهما ولم يكن لدى يلينا مشكلة بذلك .

' تسك '

عند رؤيته مرة أخرى، لم يكن لديها كلمات تعبر عن مظهره .

' بطريقة ما، يبدو أنه أصيب بكدمات أكثر بين ليلة و ضحاها '

بالكاد تمكنت من كبح التنهد و قالت " سير كولين "

" …. نعم "

" هل لديك أي فكرة لماذا استدعيتك هنا اليوم ؟ "

**********************

الفصل : ١٣٢

" هل لديك أي فكرة لماذا استدعيتك هنا اليوم ؟ "

" …. نعم، أعلم "

" لماذا تعتقد أنني استدعيتك هنا اليوم ؟ "

" لمعاقبتي على وقاحتي أمس …. "

" كلا، ليس لهذا السبب " قاطعته يلينا على الفور و واصلت " لقد استدعيتك هنا لمعاقبتك و لكن ليس بسبب ذلك "

" ……. "

" لقد كنت تحرسني في نزهتي قبل أيام قليلة لكنك لم تقم بواجبك كحارس "

تصلب كولين بشكل ملحوظ .

" هل توافق على هذا ؟ "

أجاب بحزم " …. أوافق "

لم يستطع كولين النظر إليها لأن عينيه كانتا لا تزالان ملتصقتين بالأرض لكن يلينا أومأت برأسها و عقدت ذراعيها .

ثم قالت " حسنًا إذن، ستتحمل المسؤولية عن تلك الحادثة و تعاقب "

" ……. "

" ستكون مسؤولاً عن حراستي للأشهر الستة القادمة "

" حسنًا، فهمت …. عذرًا ؟ " رفع كولين رأسه .

كانت هذه هي المرة الأولى التي ينظر فيها إلى يلينا منذ دخوله غرفتها .

" و أيضًا، لن يتم الدفع لك "

" ……. "

" سوف تتطوع للأشهر الست القادمة، عندما أخرج سيتعين عليك إتباعي دون شكوى "

" أعني، لكن …. " وضع كولين تعبيرًا غبيًا على وجهه .

بعد التلعثم لبعض الوقت، تحدث بشكل صحيح " فرصة … هل تعطيني فرصة أخرى ؟ أنـ أنا لا أستحق …. "

" ما الذي تتحدث عنه ؟ لا تسيء الفهم لقد أخبرتك، هذه عقوبة " قاطعت يلينا حديثه بحزم و أضافت " أنت مذنب لذا فأنت تُعاقب، هل تعتقد أن العمل دون أجر مزحة ؟ دعنا نرى ماهو رأيك بعد الكدح لمدة ٦ أشهر دون الحصول على فلس واحد في المقابل "

" ……. "

" و ليس لديك أي خيار، أنت تعلم الشخص الذي يتلقى العقوبة ليس له أي رأي، أليس كذلك ؟ "

أغلقت يلينا فمها بعد أن أنتهت من قول كل ما تريد قوله .

' …. هل كان ذلك جيدًا ؟ '

كانت متوترة في داخلها .

كان جوهر نصيحة زوجها هو معاقبة كولين بشيء بسيط .

كان الجزء المهم هو الإصرار بلا خجل قدر إستطاعتها، كلما كانت وقحة كان ذلك أفضل .

كانت واثقة عندما يتعلق الأمر بالإصرار بلا خجل .

أظهرت يلينا جرأتها الفطرية لذا الآن كل ما تبقى هو الدعاء لكي تعمل هذه الطريقة بشكل فعال .

راقبت كولين عن كثب، بالرغم من أنها تصرفت كما لو أنها لم تكن كذلك .

وفي تلك اللحظة .

تفاجئت يلينا " سير كولين ؟ "

تساقطت الدموع على وجه كولين المشتعل .

و كانت هذه هي البداية فقط .

أنخفض صوت كولين إلى أن توقف عن البكاء و وقف هناك دون أن يقوم بأي حركة أو صوت .

" ……. ؟ "

بينما لم تصدق يلينا عينيها، تحدث كولين .

" شكرًا …. هـيـك، شكرًا لك سيدتي، شكرًا جزيلاً لك "

" حسنًا، أعني مهلاً، فقط لماذا تبكي …. "

" أعطتني سيدتي هذه الفرصة رغم عيوبي العديدة …. سأفكر فيها على أنها فرصتي الأخيرة ولن أرتكب أي خطأ، سأبذل قصارى جهدي و أكرس نفسي لحماية سيدتي "

لم يعرف أحد ولا حتى يلينا هذا و لكن بصدق، في الأيام القليلة الماضية كان كولين محاصر في كابوس .

كان شعوره بالذنب أعمق مما يمكن لأي شخص أن يتخيله .

لم يستطع محو فكرة أن كل شيء كان خطأه .

من البداية لقد كان هو من أقترح على سيدته الخروج في ذلك اليوم .

لولا اقتراحه أو إذا قام بحمايتها بشكل صحيح لما اضطرت السيدة أن تجرب مثل هذا الشيء .

' هذا كله خطأي '

لقد كافأ لطفها بالأذى .

لم يستطع الخروج من هذه الأفكار بمجرد أن يبدأ بالتفكير في ذلك .

في بعض الأحيان، لم يكن قادرًا حتى على التنفس، كما شعر و كأنه يتعرض للخنق .

كان يعتقد أنه سيصاب بالجنون إذا بقي ساكنًا لذلك ضرب وجهه .

خفف الألم عذابه قليلاً لكنه كان مؤقتًا فقط .

بالأمس هرب في اللحظة التي لاحظ فيها يلينا، في الواقع كان جزء من السبب هو إخفاء الفوضى التي على وجهه و لكن الجزء الأكبر كان بسبب الوشاح الملفوف حول عنق يلينا .

الوشاح الذي غطى كدماتها .

طعن مظهرها بشعور كولين بلا رحمة، شعر و كأنه يُجر إلى حفرة مظلمة لا نهاية لها أثناء الإختناق .

كان ذلك حتى قبل لحظات قليلة، عندما منحته يلينا فرصة جديدة و أخرجته من تلك الحفرة .

" ……. "

نظرت يلينا إلى كولين بقلق غير مدركة للتغيرات العاطفية التي كان يمر بها لأن دموعه لم تؤدي إلا إلى إرتباكها الشديد .

' ماذا يحدث هنا ؟ '

لم بحق هو يبكي ؟

' هل هذا بسبب تأثره …. ؟ هل تأثر لدرجة أنه بدأ بالبكاء ؟ '

************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان