الفصل 129 و 130 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


وضعت يلينا الورقة بهدوء ثم ذهبت إلى سريرها و جلست عليه، بقيت ساكنة للحظات ثم فجأة بدأت تحرك قدميها .

لم يكن هناك حد لذلك .

بعد ذلك، بدأت تتدحرج على السرير، لم تستطع البقاء ثابتة .

تردد صوت زوجها بوضوح في رأسها .

" يلينا أنا أحتاجك، لذا أرجوك لا تتأذي و استمري في البقاء بجانبي "

" ……. ! "

دحرجة، دحرجة .

بعد فترة، هدأت يلينا أخيرًا - أو أستنفدت - و أستلقت على السرير محدقة في السقف .

تمتمت بهدوء " قال انه يحتاجني و طلب مني أن أستمر في البقاء بجانبه …. "

لقد قبل ظهر يدها عندما قال تلك الأشياء .

كانت ناعمة و لطيفة .

حتى أن جزء منها شعر بالوقار مثل قسم ولاء الفارس عندما يقسم أن يكرس حياته لسيده .

أحتضنت يلينا يدها بصمت ثم فتحت فمها و ضحكت بدون سبب، شعرت أنها فوق سحابة و ليس على سريرها .

" يا إلهي، التفكير بأنه في مرحلة ما، حاول إلغاء زواجنا لأنه أعتقد أن هذا هو ما أريده " سخرت يلينا و كانت كلماتها مليئة بالإستياء .

لكن سار كل شيء على ما يرام، لقد كانت سعيدة كذلك .

كلمات زوجها بغض النظر عن كيفية تفسيرها، تعني أنه أصبح يعتبرها مميزة .

لقد تقدمت علاقتهم بسرعة في ذلك .

كلما فكرت في الأمر، شعرت بالسعادة في قلبها و كان من الصعب عليها البقاء ساكنة بحماسها هذا .

' مهلاً، قال أنني سألته إذا كنت شخصًا يحتاجه …. فقط متى سألت مثل هذا السؤال ؟ '

هل سألت ذلك وهي نائمة ؟

حسنًا، لم يكن مهمًا متى سألته ذلك .

' إلى أي مدى أحرزنا تقدمًا ؟ '

هل يمكن أن يتحقق هدفها بأن يقع في حبها إذا ذهبت أبعد من ذلك بقليل ؟

' حسنًا، على الأقل أعتقد أننا قطعنا نصف المسافة '

شعرت و كأنه إذا كان الوقوع في الحب من ١٠، فقد كانوا في ٥ .

" هيهي "

لم يكن أحد يشاهدها لذلك تركت يلينا تعبيرها السخيف على وجهها .

لقد كانوا في منتصف الطريق، لم تدرك حتى أنهم وصلوا إلى هذه النقطة .

كان الأمر كما لو كانوا يبحرون بسلاسة مع رياح معتدلة، ستنجح الأمور حتى بدون محاولة تسريع الأمور .

" … لا، لا يزال يتعين علي الإسراع و القيام بشيء ما حيال معاملتهم لي كمريضة "

جلست يلينا فجأة على السرير .

كان الذهاب في موعد مريح أمرًا جيدًا، لكنها كانت مسألة منفصلة عن الرغبة في تحرير نفسها من مأزقها كمريضة لأسباب لا حصر لها .

لم يكن هناك الكثير من الأشياء الجيدة حول كونك مريضًا و لكن من المؤكد أنه كان هناك عدد هائل من الأشياء السيئة حول هذا الموضوع .

رتبت يلينا ملابسها و شعرها و التي كانت غير مرتبة بسبب تدحرجها ثم سحبت حبل الجرس بعد ذلك مباشرة .

" سيدتي، هل استدعيتني ؟ "

" آبي، سأذهب في نزهة لذا إستعدي "

" نزهة ؟ "

" داخل القلعة، لذا لا تقلقي "

كان دوكر قد أخبر يلينا بعدم إرهاق نفسها لكنه في الواقع حثها بالمشي في الداخل، كانت يلينا أكثر من سعيدة بذلك .

كبداية، مجرد القدرة على التجول جعلها تشعر بأنها أقل ضيقًا، أتاح التنزه في الداخل ليلينا أن تُظهر للأشخاص الذين قابلتهم مدى صحتها .

في هذه الأيام، كانت يلينا أكثر نشاطًا عندما تمشي في الداخل .

كان ذلك مقصودًا بالطبع .

قالت آبي " فهمت، من فضلك انتظري قليلاً " ثم خرجت و عندما عادت ساعدت يلينا على الإستعداد للمشي، رغم أنه لم يكن هناك الكثير للقيام به .

غطت يلينا الكدمة على رقبتها بوشاح ثم خرجت من غرفتها .

قابلها اثنان من الفرسان المتحمسين أمام باب غرفتها و كأنهما كانا ينتظرانها .

" سيدتي ! "

" سنتحمل مسؤولية نزهتك و سنرافقك بأمان اليوم أيضًا "

لم يكونا سوى ماكس و توماس بأعينهم المتلألئة البراقة .

كانت معتادة على هذا .

خلال الأيام القليلة الماضية، كلما نهضت يلينا لتذهب في نزهة، تطوعوا لمتابعتها و حراستها .

قامت آبي بتسهيل ذلك .

إذا فتحت يلينا فمها لتنطق بكلمة " نزهة " كان الفارسان رهن إشارتها مباشرةً .

قررت يلينا أن تتماشى مع ذلك .

' على الرغم من أنني لست متأكدة عن سبب حاجتي للحراسة في نزهة داخلية …. '

حسنًا، إذا كانا مصران فلا مانع من ذلك .

كان شعر توماس و ماكس مبلل بالعرق كما لو أنهما جاءا مباشرة من التدريب، لقد حافظوا على مسافة مناسبة من يلينا ربما لأنهما كانا قلقين بشأن الرائحة .

فكرت يلينا فجأة ' كولين ليس هنا اليوم أيضًا '

أعتاد الثلاثة على التجول معًا دائمًا، كان ذلك حتى إختطاف يلينا .

منذ ذلك اليوم المليء بالمشاكل، تحول الثلاثي إلى ثنائي .

أدركت يلينا أنه قد مرت عدة أيام منذ أن رأت وجه كولين آخر مرة .

" سير ماكس، سير توماس "

" نعم سيدتي "

" كنت أتساءل فقط عن السير كولين …. "

**********************

الفصل : ١٣٠

" أوه، ذلك الأحمق ؟ إنه يتدرب بجد "

" نعم، هذا صـ صحيح ! إنه يعمل بجد أكثر من أي شخص آخر و يضع كل قلبه و جهوده في التدريب "

رد توماس بهدوء بينما تجنب ماكس بشكل محرج عيون يلينا .

شاهدت يلينا ردود أفعالهم المختلفة بهدوء ثم بدأت في المشي .

' السير ماكس سيء في الكذب …. '

هل حدث شيء لكولين ؟

و لكن إذا كان صحيحًا أنه لم يتغيب عن التدريب فربما لم يكن هناك ما يدعو للقلق .

' حسنًا، ربما شعر بإحساس مفاجئ بالخزي بعد التسكع حول هذين الشخصين طوال الوقت '

فكرت يلينا بأن هذا يمكن أن يكون معقولاً تمامًا .

سارت حول القلعة لبعض الوقت .

و بينما كانت تمشي في ممر الطابق الأول، قابلت وجهًا كانت سعيدة برؤيته .

" مينا "

" سيدتي "

كانت الخادمة مينا تحمل الغسيل و عندما لاحظت يلينا انحنت لتحيتها، كما تبادلت التحية الصامتة مع آبي .

" سمعت أنك عدتي إلى العمل اليوم … هل أنت بخير حقًا ؟ "

" نعم بالتأكيد، أنا بخير تمامًا "

في يوم حادثة الإختطاف، تعرضت مينا لضربة في مؤخرة رقبتها من قبل مساعد إنكان و أفقدها وعيها .

لقد كانت مستلقية في منطقة نائية لعدة ساعات حتى تم إنقاذها مع يلينا، لحسن الحظ لم تتعرض لأي إصابات خطيرة أو آثار لاحقة، بعد الراحة لبضعة أيام عادت للعمل إبتداء من اليوم .

" لقد ارتحت بتلك الأيام القليلة لأنني أجبرت على ذلك فقط، أنا بصحة جيدة مثل الحصان …. " ثم رمشت مينا كما لو أن شيئًا آخر قد خطر على بالها .

" لكن …. أنا لا أعرف ما إذا كان السير كولين بخير رغم ذلك "

" السير كولين ؟ "

طرحت الأسم الذي كانت يلينا تفكر فيه قبل لحظات بشكل مناسب .

عندما ركزت يلينا أكثر على محادثتها، قالت مينا " بصدق، سألت عنه لأنني كنت قلقة عليه و مما سمعته، وجه السير كولين …. "

" وجهه ؟ "

" أبعد ما يكون عن انه بخير …. "

ألتفتت يلينا بشكل طبيعي إلى ماكس و توماس .

هذه المرة، تجنب كلاهما عينيها .

" دعونا نذهب إلى ساحات التدريب "

* * * * * * * * * * * * * * * *

كان كولين في ساحة التدريب .

ما قاله ماكس و توماس عن أنه يبذل كل جهده في التدريب كان صحيحًا لكن ما قالته مينا لم يكن خاطئًا أيضًا .

كان وجه كولين في حالة فوضى تامة، كان مليئًا بالكدمات و القشور .

جفل كولين عندما لاحظها وهي تحدق فيه بصمت ثم هرب بعيدًا .

كانت مرتبكة للغاية بسبب حالة مظهره لهذا لم تكن قادرة على الإمساك به .

و بدلاً من ذلك، عادت إلى غرفتها و غضبت من شخصين آخرين .

" هذا ليس عدلاً ! "

" نحن أبرياء، لم نفعل ذلك به ! "

ركع الفارسان بشكل متواضع أمام يلينا و أكدا على براءتهما .

جلست يلينا على كرسيها و وضعت ساق على الأخرى و حدقت في الرجلين و عقدت ذراعيها .

" أنت حقًا لم تفعل ذلك ؟ "

كانت نظرتها مليئة بالشك لسبب وجيه .

لقد وقعت حادثة مماثلة قبل أيام قليلة فقط، عندما تم القبض على الرجال الثلاثة متلبسين وهم يتشاجرون داخل القلعة .

على عكس الحادثة السابقة، كان كولين هو الشخص الوحيد الذي تم تهشيم وجهه هذه المرة و هذا يعني ببساطة أن القتال كان بين شخصين .

لكن بدا و كأنهما بعد ثوانٍ فقط سينهاران بسبب الظلم الذي يشعران به .

" أقسم بطوال مسيرتي كفارس، لم نفعل ذلك "

" أقسم كذلك، لم نكن نحن "

" إذن لماذا وجه السير كولين هكذا ؟ من فعل ذلك به ؟ "

كان من الصعب إلى حد ما الإعتراف بذلك لكن كولين و ماكس و توماس غالبًا ما تقاتلوا حول ترتيب فرسان القلعة، أوضح بن أنه إذا كان سيرتب الجميع بحسب المهارة، فسيكون الرجال الثلاثة في المراكز العشرة الأولى .

' خاصة كولين '

ربما يبدو كولين ضعيف الشخصية و غير قادر حتى على الصراخ، لكن مشاركته في إخضاع الوحش قبل ثماني سنوات لم تكن ضربة حظ .

بعبارة أخرى، كان كولين هو الأفضل من بينهم .

لكن التفكير بأنه قد تعرض لضرب مبرح .

' من في العالم …. '

" إذا لم يكن أحدًا منكم، فمن يكون ؟ "

" نحن لا نعرف أيضًا "

" نـ نعم، هذا صحيح نحن لا نعرف "

مرة أخرى، كان هناك إختلاف واضح في ردة فعلهم .

***********************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان