تبعتها الخادمة التي كانت تنتظر خارج الباب .
" سيدتي، ماذا أفعل بالفستان الأسود الذي طلبته سابقًا ؟ "
" قومي برميه "
لقد اشترته حدادًا عليه لأنها كانت ستضطر لحضور جنازة شقيقها الأصغر و ستحاول ذرف دموع حزينة إذا مات في ' عملية سرقة '
" …. آه، لا تفعلي ذلك " غيرت ريبيكا رأيها فجأة .
" اتركيه للآن، أعتقد أنني سأحتاجه قريبًا "
" حسنًا سيدتي "
" آنسة ريبيكا ! "
جاء خادم يركض إلى ريبيكا من مسافة بعيدة .
لقد استدعاها الفيكونت ماريزون .
* * * * * * * * * * * * * * * * *
" ما الذي كنتِ تفكرين فيه يا ريبيكا ؟ "
أطلق الفيكونت العنان لغضبه في اللحظة التي خطت فيها ريبيكا لمكتبه .
نظرت إلى الفيكونت بوجه هادئ و قالت " ماذا تقصد يا أبي ؟ "
" أنت …. إذا لم تقولي أن نحبس إنكان في الإقطاعية مدى الحياة، فلا شيء من هذا كان سيحدث ! "
" من فضلك تحدث بطريقة أستطيع فهمك بها بسهولة "
" ذلك اللقيط إنكان لم يكن ليفعل مثل هذا الشيء الجنوني لو لم يتم دفعه إلى الزاوية ! "
كانت فكرة ريبيكا أن يُسجن إنكان في الإقطاعية مدى الحياة .
في ذلك الوقت، لم يتردد الفيكونت ماريزون بالموافقة على فكرتها .
لم يتذكر بالضبط سبب موافقته و لكن بحلول الوقت الذي عاد فيه إلى رشده كان قد قرر بالفعل حبس ابنه بشكل دائم .
و أعتقد أن الأمر لا يهم على أي حال لأن ابنه كان عديم الفائدة مقارنة بابنته .
" من كان يظن أن ذلك اللقيط سيفعل مثل هذا الشيء …. "
" اهدأ يا أبي، إنها ليست مشكلة كبيرة "
" ليست مشكلة كبيرة ؟ " ضرب الفيكونت ماريزون على مكتبه .
" هل تعتقدين أن الدوق مايهارد سيترك الأمر هكذا فقط ؟ بالطبع لا، قد يتهم عائلتنا بأنها على علم بمخططات إنكان و التواطؤ معه "
أرتجفت قبضة الفيكونت .
" سوف ينتقم دون شك، هذا يختلف تمامًا عن وضع إنكان يده على الخادمات، التفكير بأنه حاول إختطاف الدوقة …. "
" أبي "
" أنا متأكد من أنه سوف يعاقبنا حتى لا نتمكن من القيام بالأعمال التجارية و إذا قرر البدء في إعاقة توزيعنا لن يكون هناك إجراءات مضادة يمكنني إتخاذها، إنه ممكن بشكل كافي مع مقدار رأس المال الذي يمتلكه ذلك اللقيط، اللعنة جميع عملي الشاق لرفع مكانة هذه العائلة سيكون بلا فائدة بسبب ذلك الوحش …. "
" أبي، اهدأ …. "
" هذا كله خطأك ! " توقف الفيكونت عن التمتمة بقلق ليعود إلى نقطته الأساسية .
" لماذا أقترحت مثل هذه الفكرة ! هذه العائلة ستنهار بسببك "
" هاااه " تنهدت ريبيكا .
ضغطت على صدغيها كما لو أن رأسها يؤلمها ثم تحدثت " فقط اخرس "
" ماذا ؟ "
" أشعر أن رأسي يرن بسبب إزعاجك، لذا توقف عن الصراخ و أغلق فمك فقط يا أبي "
" ماذا قلتِ للتو …… "
تجمد الفيكونت للحظة غير قادر على إستيعاب ما سمعه للتو ثم قفز من مقعده غاضبًا .
و في تلك اللحظة، أقترب من ريبيكا مهددًا و كأنه سيصفعها .
" ريبيكا، كيف تجرؤين على التحدث بهذه الطريقة …. ! "
— شينق
سطع ضوء غريب من عقد ريبيكا و اتجه إلى الفيكونت ماريزون .
كان ضوء قرمزي .
ثم توقفت خطوات الفيكونت .
أصبح وجهه شاردًا و عيناه تلمعان .
نظرت ريبيكا في عينيه الشاردة و سألت " سوف تصمت الآن، أليس كذلك ؟ "
" …. نعم "
" عد و اجلس "
سار الفيكونت بطاعة إلى المكتب و جلس على كرسيه .
تحدثت مرة أخرى وهي تراقب والدها يتصرف مثل كلب مطيع .
" سأتأكد من أن الدوق مايهارد لن يعاملنا كمتواطئين مع إنكان لذلك لا تقلق بشأن ذلك "
" …. حسنًا "
" لا تبحث عني لبقية اليوم، فقط قم بعملك "
" …. حسنًا "
اختفى الضوء الساطع من عقد ريبيكا .
ثم استدارت و غادرت المكتب .
' أولاً، سأفعل ما يجب الإهتمام به على الفور، أما بالنسبة للدوقة …. '
حولت ريبيكا نظرتها إلى الأسفل، فشكلت رموشها الطويلة ظلاً تحت عينيها .
' …. أكره أن أستمر في الشعور بعدم الإرتياح لذلك سأضطر إلى إنتظار الفرصة للتخلص منها '
سارت ريبيكا في الرواق بخطوات سريعة بعض الشيء .
* * * * * * * * * * * * * * * *
" هذا غريب "
جلست يلينا على المكتب في غرفة نومها و أخذت تحرك كاحلها لأعلى و لأسفل و تنقر برأس قلم الريشة على المكتب .
' لماذا لم يردوا بعد ؟ '
************************
الفصل : ١٢٨
قبل أيام قليلة، بعد وقوع حادثة الإختطاف تقريبًا، كتبت يلينا رسالتين .
تم إرسال كل رسالة إلى مكان مختلف .
تم إرسال رسالة إلى عائلتها في العاصمة و الأخرى تم إرسالها إلى ملكية الكونت ماكس حيث كانت تعيش روزالين .
تلقت يلينا ردًا من ملكية الكونت ماكس على الفور في اليوم الذي أرسلت فيه الرسالة، قائلاً أنه لسوء الحظ كانت روزالين حاليًا بعيدة عن الملكية و أنه إذا أرسلت يلينا رسالة فسيستغرق الأمر بعض الوقت للوصول إليها .
على أي حال، بفضل هذا الرد تمكنت يلينا من التأكد من أن رسالتها وصلت إلى ملكية الكونت ماكس بأمان .
على الجانب الآخر ……
' أعتقدت بأنهم سيردون على الفور … '
ما زالت يلينا لم تتلقى ردًا من عائلتها .
كانت العاصمة أبعد من ملكية الكونت ماكس و لكن الحمام المدرب جيدًا يمكنه بسهولة تسليم رسالة في غضون يوم واحد .
إذا كانت عائلتها قد ردت عليها بمجرد تلقيهم رسالتها لكان هذا الرد قد وصل إلى دوقية مايهارد الآن .
' هذا يستغرق وقتًا أطول من المتوقع …. أو هل ضاعت رسالتي أثناء النقل ؟ '
هزت يلينا رأسها متذكرة سعر الحمام الزاجل الذي سيوصل رسالتها، كان من المستحيل أن يكون هذا هو الحال .
" حسنًا، سيصل ذلك في النهاية ما دمت أنتظر "
قررت يلينا ألا تقلق بشأن ذلك، لم يكن تلقي الرد على رسالتها مهمًا على أي حال .
لقد كتبت عن الأحداث الأخيرة، حدث لها كذا و كذا لكن أنتهى كل شيء على ما يرام، هي بخير لذلك ليس عليهم أن يقلقوا كثيرًا حتى لو انتهى بهم الأمر بسماع ذلك من مكان آخر .
' بما أنه لا شك في أن الشائعات ستكون مبالغة …. '
ستكون الشائعات المتداولة في العاصمة و الإقطاعيات الأخرى حول حادثة الإختطاف، بأن يلينا قد تكون ميتة .
كتبت يلينا رسائل إلى الأشخاص المقربين منها للتخلص من أي قلق لا داعي له عليها .
" كل شيء سيكون على ما يرام إذا تم تسليم الرسالة بشكل صحيح …. على أي حال، هذا ليس الوقت المناسب للتفكير في هذا الآن "
ربما شردت في أفكارها لفترة وجيزة لأنها كانت تمسك بقلمها .
توقفت يلينا عن النقر برأس قلمها على المكتب و حدقت في الورقة أمامها .
كانت التعليمات المكتوبة على الورقة المستطيلة بخط يد يلينا تعليمات بسيطة .
[ خطوات المعلمة روزالين السبع لرومانسية ناجحة ]
الخطوة ١ : نادي الشخص الآخر باسم تدليلي بمودة ( مهم )
الخطوة ٢ : التعرف على هوايات الشخص الآخر و إهتماماته .
الخطوة ٣ : اكسب ود الشخص الآخر عن طريق شراء هدية تناسب ذوقه .
الخطوة ٤ : اصنعي ذكريات بينكما فقط من خلال موعد .
الخطوة ٥ : إبتكري هواية يمكنك مشاركتها مع الشخص الآخر .
الخطوة ٦ : مشاركة سر بينكما فقط .
الخطوة ٧ : التكرار ( بشكل عشوائي )
" …. همم "
وضعت قلمها و وضعت ذقنها في يدها .
لقد أكملت إلى الخطوة ٥ في القائمة .
' يمكن إستخدام تعليمه كيفية الرسم للخطوة ٥، أما بالنسبة للخطوة ٦ …. '
سر ……
تذكرت يلينا عندما كانت تعتني بزوجها الذي أصيب بحمى شديدة مفاجئة .
لقد رأت ندوب زوجها في ذلك اليوم .
وقد علمت عن طفولته .
و كان هذا أكثر من كافي ليتم إعتباره سرًا بينهما .
' صحيح، لأنه قصد في الأصل إخفاءهم عني لكن انتهى بي المطاف برؤيتهم …. '
و بذلك، يمكنها إعتبار الخطوة ٦ مكتملة .
الآن كل ما تبقى هو الخطوة ٧ .
كل ما كان عليها فعله هو تكرار الخطوات السابقة بدون ترتيب معين .
ذهب إنتباه يلينا مباشرة إلى الخطوة ٤ ' موعد '
في الحقيقة، لقد رسمت بالفعل دائرة حول الخطوة و كتبت [ رحلة بالقارب ] بأحرف صغيرة بجوارها .
' أريد أن أخبره أننا يجب أن نذهب في رحلة إلى البحيرة '
كانت يلينا محتارة بين رحلة بالقارب أو المهرجان كأول موعد لها و أختارت المهرجان في النهاية .
إذا كانوا سيذهبون في موعد آخر فيجب أن يكون بالطبع رحلة بالقارب .
' …. لكن المشكلة هي أن الموعد الثاني ربما لن يحدث في وقت قريب '
كانت يلينا تُعامل حاليًا كمريضة .
على سبيل المثال، كانت بالكاد تستطيع المشي في الحدائق وسط مخاوف جميع الناس من حولها، التفكير بأنها تريد الذهاب إلى البحيرة في ورطتها الحالية ….
' كما أعتقدت لن يكون ذلك ممكنًا، أليس كذلك ؟ '
حتى لو أصرت و خرجت في النهاية، أعتقدت أنه سيكون من الصعب أن تشعر بأنه موعد حقيقي .
قد ينتهي الأمر بالشعور و كأنها خرجت لتستنشق نفسًا من الهواء النقي أثناء التعافي .
' …. كلا، هذا لن يجدي، دعونا نفكر في هذا ببطء '
قررت يلينا عدم التسرع في الأمور، لم يكن من الصعب عليها قضاء وقت الفراغ بسبب ….
" ……. "
***********************