الفصل 121 و 122 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


" هل تحتاجني ؟ "

" ……. "

" هل أنا … شخص تحتاجه يا زوجي ؟ "

لم يستطع إعطاءها أي إجابة و كأنه قد تعثر بهذا السؤال .

كان ذلك اليوم الذي ذهب فيه الإثنان إلى مهرجان في إقطاعية أخرى .

كانت زوجته قد شربت عن طريق الخطأ دواء مثير للشهوة الجنسية مختلطة في نبيذهم، لقد سألته هذا السؤال وهي ثملة .

كان كايوين صامتًا لفترة طويلة، فقط بعد أن نامت زوجته أجاب بصوت منخفض .

" …. لست متأكدًا، ليس بعد "

منذ ذلك اليوم، بقي سؤالها في ذهنه لفترة طويلة .

لن تتذكر زوجته أنها طرحت هذا السؤال لكنه غالبًا ما كان يتذكر السؤال و يفكر .

شخص يحتاجه .

هل كانت زوجته شخص يحتاجه ؟

حسنًا، لقد أحتاج إليها كدوقة، بجعلها ضمان تجاري لكنه بدأ يشعر بأن هذا أصبح أقل صلة إلى جانب أنه تحسن رأي الأشخاص في القلعة فيها .

حتى بن كان يقول أشياء مثل " من حسن الحظ أن سيدتي هي سيدة قلعتنا " كما لو كان يريد أن يسمعه كايوين .

لم ينكر كايوين ذلك، لقد أصبح وجود زوجته ببطء أكثر أهمية للقلعة .

…. لكن، ماذا عنها كزوجته فقط و ليس الدوقة ؟ هل أحتاجها لتكون زوجته ؟

" عزيزي، سأعلمك كيف ترسم من الآن فصاعدًا، ما رأيك ؟ إنها هواية لطيفة تمامًا، أليس كذلك ؟ "

كان كايوين يحكم دائمًا على الأشخاص و الأشياء من خلال ما إذا كان بحاجة إليهم أم لا، إذا لم يجد سببًا موضوعيًا و مقبولاً ليعتبرها ضرورية فقد كان يعتبرها غير ضرورية .

بهذه الطريقة، لم يكن بحاجة إلى زوجته حقًا .

" لقد أنتهيت من الرسم قد تكون النتيجة مفاجئة بعض الشيء لكن حاول ألا تتأثر كثيرًا "

إذا أختفت زوجته ستتغير حياته اليومية، لكنها ستعود فقط إلى حالتها ' الطبيعية ' حياته اليومية التي تغيرت لبضعة أشهر بعد لقاء زوجته ستعود إلى ما كانت عليه من قبل .

حتى قبل ظهور زوجته لم تكن هناك أي مشاكل في عمله، في النهاية كان من الصعب القول أن غياب زوجته سيكون له تأثير كبير .

لذلك كان لديه الإجابة .

زوجته شخص جيد و كان ممتنًا لها كانت أجمل مما يستحق .

لكنها لم تكن شخصًا يحتاجه حقًا .

' هل أنا …. شخص تحتاجه يا زوجي ؟ '

لكن لماذا لم يستطع محو هذا السؤال من رأسه رغم إجابته ؟

* * * * * * * * * * * * * * *

بعد المهرجان و بغض النظر عما يفكر فيه كايوين بمفرده، أستمرت الحياة اليومية مع زوجته إلى جانبه كالمعتاد .

كان ذلك اليوم طبيعيًا أيضًا، لم يكن هناك أي شيء مختلف بشكل خاص في ذلك اليوم .

كان ذلك حتى وصول آنا غير المتوقع إلى القلعة .

" دوق، هناك طفلة تقول أنك بحاجة لرؤية هذا …. تقول أنها بحاجة إلى إظهار هذا لك …. "

سلمت آنا قرط يلينا إلى كايوين .

في اللحظة التي سلمت فيها الطفلة القرط الوحيد الذي كانت تمسكه بإحكام بيدها الصغيرة، أصبح ذهن كايوين فارغًا للحظات .

لماذا هذا ……

لماذا تعطيه هذا ؟

" سـ سموك ! هووف، إنها …. إنها حالة طارئة ! سيدتي …. ! " أقتحم كولين المكتب دون إذن .

و بعد ذلك، كانت ذكريات كايوين ناقصة لفترة طويلة .

بحلول الوقت الذي عاد فيه كايوين إلى رشده كان سيدريون قد تم بالفعل إستدعاءه من قبل كايوين و كان يفحص قرط يلينا .

" انتظر، سأتعقب موقعها في أسرع وقت و أرسلك إلى مكانها "

" …. سيدريون "

" ماذا ؟ "

" أنا أعتمد عليك "

" …. دع الأمر لي "

في عالم السحر كان من النادر ألا يعرف أي شخص موهبة و مهارة سيدريون .

لكن هذه المرة، واجه صعوبة بسيطة لا يمكن التنبؤ بها .

" أنا متأكد من أنها في هذه المنطقة …. "

" ماهو الموقع بالضبط ؟ لماذا يأخذ هذا وقتًا طويلاً ؟ "

" حسنًا، يبدو أن هناك قوة غير محددة تُعطل إكتشاف مانا القرط الآخر …. لكنني أوشكت على الإنتهاء، لذا انتظر لفترة أطول قليلاً، أنت تعرفني …. مهلاً ! "

غادر كايوين دون أن يدع سيدريون ينهي حديثه .

أخبره سيدريون بموقعها التقريبي، سيتمكن كايوين من العثور عليها إذا بحث في كل الأماكن القريبة .

تسارعت دقات قلب كايوين بقلق، شعر و كأن قلبه سينفجر .

فنبض قلبه لم يتسارع بهذه السرعة حتى عندما كان في الجبال يقاتل الوحوش بسيف واحد في يده .

عرف كايوين كيف يحل مشاكله، بغض النظر عن مدى إلحاح الأمر كان يتراجع دائمًا خطوة إلى الخلف و يفكر في الموقف و يصدر حكمًا عقلانيًا ثم يتصرف حتى لو كانت حياته تعتمد على الأمر .

لكن هذه المرة، لم يستطع أن يتبع هذه الطريقة .

لقد تحرك قبل أن يفكر و حتى بعد أن استعاد رشده متأخرًا، لم يكن بإمكانه سوى التفكير في شيء واحد .

كان عليه أن يجد زوجته .

كان عليه أن يتأكد من سلامتها .

تحرك كايوين كما لو كان هذا التفكير الوحيد يهيمن عليه تمامًا .

********************

الفصل : ١٢٢

" بدلاً من ذلك يجب أن تفقدي وعيك و تبقي ساكنة …. آآههه !! "

ألقى كايوين سيفه في قلب إنكان في الوقت المناسب .

" يلينا ! "

ركض كايوين نحو زوجته دون توقف .

" كايـ …. "

لمحته و بدت و كأنها تعرفت عليه لكنها سرعان ما فقدت وعيها و سقط رأسها على الأرض .

بعد ذلك مباشرة، ظهر سيدريون الذي أستخدم عربة صغيرة ليتتبع موقعهم .

" كايوين "

لم يلقي كايوين نظرة على صديقه الذي نادى اسمه .

و حمل زوجته الساكنة بين ذراعيه و بقي ساكنًا كما لو كان قد تجمد .

" دوق "

" ……. "

" المعذرة سموك، ياا "

" ……. "

" ياا ! سيطر على نفسك ! هل ستبقى هكذا ؟ ألا يجب أن تأخذ زوجتك إلى مكان آمن ؟ "

أعادته الجملة الأخيرة بالكاد إلى رشده .

رمش و أطلق أنفاسه التي كان يحبسها بعمق في رئتيه، عندها فقط أدرك أنه توقف عن التنفس .

" … شكرًا لك، خذنا إلى القلعة "

" …. حسنًا "

نقلهم سيدريون إلى القلعة في لحظة .

فحص طبيب القلعة يلينا و طمأنه " إنها بخير، قد تشعر بالألم قليلاً في رقبتها لبضعة أيام لكن بخلاف ذلك كل شيء على ما يرام "

" ليس هناك كدمات أيضًا ؟ "

" كلا ليس هناك، يبدو أنه أغمي عليها لأن جسدها يحتاج للراحة، لذا يجب أن تستيقظ قريبًا "

حدق كايوين بيلينا كأنه كان يحاول تقييم مصداقية الطبيب، لم تكن بشرة يلينا سيئة للغاية على الرغم من أنها كانت فاقدة للوعي .

" عمل جيد "

بقي كايوين بجانبها بعد مغادرة الطبيب .

كانت زوجته مستلقية في الفراش بسلام كأنها نائمة .

حدق فيها ثم أخفض رأسه .

لقد كان أحمق .

لقد أدرك مدى جهله و تغطرسه و حماقته .

أمسك كايوين بيد زوجته، لم تكن تحمل أي قوة لكنها كانت دافئة .

كما لو كان يحاول الشعور بالدفء، وضع كايوين يدها على خده و أغمض عينيه .

رأى ذات مرة طائرًا وهو يسير في أروقة القلعة عندما كان صغيرًا .

طار الطائر من نافذة مفتوحة .

كسر كايوين قطعة صغيرة من الكوكيز الذي كان يحمله، للطائر .

فألتقط الطائر الكوكيز بمنقاره الصغير .

حدق الطفل كايوين في الطائر لفترة طويلة ثم ذهب إلى والده و أخبره أنه يريد تربية طائر .

حدق فيه والده و قال " أعطني خمسة أسباب لماذا تريد تربية طائر "

لم يكن هناك شيء بشكل خاص في رغبة كايوين في تربية طائر، لقد وجد للتو الطائر الذي أكل من الكوكيز خاصته .

بالطبع لم يستطع التوصل إلى خمسة أسباب وجيهة لرغبته في تربية طائر، ناهيك عن خمسة أسباب قد يوافق عليها والده .

" الطائر … لطيف … "

" لا تعطني مثل هذا السبب العاطفي، أعطني سببًا موضوعيًا و مقبولاً و مقنعًا "

" ……. "

" ليس لديك سببًا واحدًا حتى ؟ هذا صحيح، لست بحاجة إلى تربية طائر لكنك تريد ذلك، يجب أن تعاقب على رغبتك في أشياء غير ضرورية، إيما احضري لي العصا "

في ذلك اليوم، تعرض كايوين للضرب لدرجة أنه لم يستطع الوقوف .

و تعلم ….

إذا لم يكن هناك سبب مقنع للآخرين لشيء ما فهو لا يحتاج إليه .

و إذا لم يكن بحاجة إليه فلا يجب أن يكون جشعًا له .

ما تعلمه في ذلك اليوم هو أنه لا يُسمح له أن يكون طموحًا، ظل عالقًا معه و تعزز طوال فترة مراهقته .

و أحتفظ بها في قلبه كقاعدة دون أن يدرك ذلك .

و هكذا ظن بأنه صحيح .

" كايوين "

لم يكن هناك سبب موضوعي لإقناع نفسه .

هذا الشخص، هذا الصوت .

" ماذا حدث ؟ كم من الوقت كنت فاقدة للوعي ؟ "

قرر من تلقاء نفسه أنه لا يحتاج إلى هذه النظرة ولا هذا الدفء .

" يلينا "

لكن في بعض الأحيان لا يكون لدى الناس سبب للإحتياج إلى شخص ما .

" قد لا تتذكرين ذلك، لكنك سألتني إذا كنتِ شخصًا أحتاجه "

حتى لو لم تتمكن من إعطاء سبب، يبدو فقط أنك لن تكون قادرًا على تحمل عدم وجود هذا الشخص بجانبك .

" سأقدم لك إجابتي الآن "

" همم …. "

" نعم "

" ……. "

" أنتِ شخص أحتاجه يا زوجتي "

يمكنه أن يكون جشعًا .

فقط بحقيقة أنها هي السبب وراء عدم رغبته في تركها .

" أحتاجك يلينا "

" ……. "

" لذا أرجوك لا تتأذي و استمري في البقاء بجانبي "

تقابلت نظرات كايوين مع زوجته .

و شعر بشعور غريب بالإمتلاء بمجرد التحديق في عينيها فقط .

**********************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان