" ……. "
" هل أنا … شخص تحتاجه يا زوجي ؟ "
لم يستطع إعطاءها أي إجابة و كأنه قد تعثر بهذا السؤال .
كان ذلك اليوم الذي ذهب فيه الإثنان إلى مهرجان في إقطاعية أخرى .
كانت زوجته قد شربت عن طريق الخطأ دواء مثير للشهوة الجنسية مختلطة في نبيذهم، لقد سألته هذا السؤال وهي ثملة .
كان كايوين صامتًا لفترة طويلة، فقط بعد أن نامت زوجته أجاب بصوت منخفض .
" …. لست متأكدًا، ليس بعد "
منذ ذلك اليوم، بقي سؤالها في ذهنه لفترة طويلة .
لن تتذكر زوجته أنها طرحت هذا السؤال لكنه غالبًا ما كان يتذكر السؤال و يفكر .
شخص يحتاجه .
هل كانت زوجته شخص يحتاجه ؟
حسنًا، لقد أحتاج إليها كدوقة، بجعلها ضمان تجاري لكنه بدأ يشعر بأن هذا أصبح أقل صلة إلى جانب أنه تحسن رأي الأشخاص في القلعة فيها .
حتى بن كان يقول أشياء مثل " من حسن الحظ أن سيدتي هي سيدة قلعتنا " كما لو كان يريد أن يسمعه كايوين .
لم ينكر كايوين ذلك، لقد أصبح وجود زوجته ببطء أكثر أهمية للقلعة .
…. لكن، ماذا عنها كزوجته فقط و ليس الدوقة ؟ هل أحتاجها لتكون زوجته ؟
" عزيزي، سأعلمك كيف ترسم من الآن فصاعدًا، ما رأيك ؟ إنها هواية لطيفة تمامًا، أليس كذلك ؟ "
كان كايوين يحكم دائمًا على الأشخاص و الأشياء من خلال ما إذا كان بحاجة إليهم أم لا، إذا لم يجد سببًا موضوعيًا و مقبولاً ليعتبرها ضرورية فقد كان يعتبرها غير ضرورية .
بهذه الطريقة، لم يكن بحاجة إلى زوجته حقًا .
" لقد أنتهيت من الرسم قد تكون النتيجة مفاجئة بعض الشيء لكن حاول ألا تتأثر كثيرًا "
إذا أختفت زوجته ستتغير حياته اليومية، لكنها ستعود فقط إلى حالتها ' الطبيعية ' حياته اليومية التي تغيرت لبضعة أشهر بعد لقاء زوجته ستعود إلى ما كانت عليه من قبل .
حتى قبل ظهور زوجته لم تكن هناك أي مشاكل في عمله، في النهاية كان من الصعب القول أن غياب زوجته سيكون له تأثير كبير .
لذلك كان لديه الإجابة .
زوجته شخص جيد و كان ممتنًا لها كانت أجمل مما يستحق .
لكنها لم تكن شخصًا يحتاجه حقًا .
' هل أنا …. شخص تحتاجه يا زوجي ؟ '
لكن لماذا لم يستطع محو هذا السؤال من رأسه رغم إجابته ؟
* * * * * * * * * * * * * * *
بعد المهرجان و بغض النظر عما يفكر فيه كايوين بمفرده، أستمرت الحياة اليومية مع زوجته إلى جانبه كالمعتاد .
كان ذلك اليوم طبيعيًا أيضًا، لم يكن هناك أي شيء مختلف بشكل خاص في ذلك اليوم .
كان ذلك حتى وصول آنا غير المتوقع إلى القلعة .
" دوق، هناك طفلة تقول أنك بحاجة لرؤية هذا …. تقول أنها بحاجة إلى إظهار هذا لك …. "
سلمت آنا قرط يلينا إلى كايوين .
في اللحظة التي سلمت فيها الطفلة القرط الوحيد الذي كانت تمسكه بإحكام بيدها الصغيرة، أصبح ذهن كايوين فارغًا للحظات .
لماذا هذا ……
لماذا تعطيه هذا ؟
" سـ سموك ! هووف، إنها …. إنها حالة طارئة ! سيدتي …. ! " أقتحم كولين المكتب دون إذن .
و بعد ذلك، كانت ذكريات كايوين ناقصة لفترة طويلة .
بحلول الوقت الذي عاد فيه كايوين إلى رشده كان سيدريون قد تم بالفعل إستدعاءه من قبل كايوين و كان يفحص قرط يلينا .
" انتظر، سأتعقب موقعها في أسرع وقت و أرسلك إلى مكانها "
" …. سيدريون "
" ماذا ؟ "
" أنا أعتمد عليك "
" …. دع الأمر لي "
في عالم السحر كان من النادر ألا يعرف أي شخص موهبة و مهارة سيدريون .
لكن هذه المرة، واجه صعوبة بسيطة لا يمكن التنبؤ بها .
" أنا متأكد من أنها في هذه المنطقة …. "
" ماهو الموقع بالضبط ؟ لماذا يأخذ هذا وقتًا طويلاً ؟ "
" حسنًا، يبدو أن هناك قوة غير محددة تُعطل إكتشاف مانا القرط الآخر …. لكنني أوشكت على الإنتهاء، لذا انتظر لفترة أطول قليلاً، أنت تعرفني …. مهلاً ! "
غادر كايوين دون أن يدع سيدريون ينهي حديثه .
أخبره سيدريون بموقعها التقريبي، سيتمكن كايوين من العثور عليها إذا بحث في كل الأماكن القريبة .
تسارعت دقات قلب كايوين بقلق، شعر و كأن قلبه سينفجر .
فنبض قلبه لم يتسارع بهذه السرعة حتى عندما كان في الجبال يقاتل الوحوش بسيف واحد في يده .
عرف كايوين كيف يحل مشاكله، بغض النظر عن مدى إلحاح الأمر كان يتراجع دائمًا خطوة إلى الخلف و يفكر في الموقف و يصدر حكمًا عقلانيًا ثم يتصرف حتى لو كانت حياته تعتمد على الأمر .
لكن هذه المرة، لم يستطع أن يتبع هذه الطريقة .
لقد تحرك قبل أن يفكر و حتى بعد أن استعاد رشده متأخرًا، لم يكن بإمكانه سوى التفكير في شيء واحد .
كان عليه أن يجد زوجته .
كان عليه أن يتأكد من سلامتها .
تحرك كايوين كما لو كان هذا التفكير الوحيد يهيمن عليه تمامًا .
********************
الفصل : ١٢٢
" بدلاً من ذلك يجب أن تفقدي وعيك و تبقي ساكنة …. آآههه !! "
ألقى كايوين سيفه في قلب إنكان في الوقت المناسب .
" يلينا ! "
ركض كايوين نحو زوجته دون توقف .
" كايـ …. "
لمحته و بدت و كأنها تعرفت عليه لكنها سرعان ما فقدت وعيها و سقط رأسها على الأرض .
بعد ذلك مباشرة، ظهر سيدريون الذي أستخدم عربة صغيرة ليتتبع موقعهم .
" كايوين "
لم يلقي كايوين نظرة على صديقه الذي نادى اسمه .
و حمل زوجته الساكنة بين ذراعيه و بقي ساكنًا كما لو كان قد تجمد .
" دوق "
" ……. "
" المعذرة سموك، ياا "
" ……. "
" ياا ! سيطر على نفسك ! هل ستبقى هكذا ؟ ألا يجب أن تأخذ زوجتك إلى مكان آمن ؟ "
أعادته الجملة الأخيرة بالكاد إلى رشده .
رمش و أطلق أنفاسه التي كان يحبسها بعمق في رئتيه، عندها فقط أدرك أنه توقف عن التنفس .
" … شكرًا لك، خذنا إلى القلعة "
" …. حسنًا "
نقلهم سيدريون إلى القلعة في لحظة .
فحص طبيب القلعة يلينا و طمأنه " إنها بخير، قد تشعر بالألم قليلاً في رقبتها لبضعة أيام لكن بخلاف ذلك كل شيء على ما يرام "
" ليس هناك كدمات أيضًا ؟ "
" كلا ليس هناك، يبدو أنه أغمي عليها لأن جسدها يحتاج للراحة، لذا يجب أن تستيقظ قريبًا "
حدق كايوين بيلينا كأنه كان يحاول تقييم مصداقية الطبيب، لم تكن بشرة يلينا سيئة للغاية على الرغم من أنها كانت فاقدة للوعي .
" عمل جيد "
بقي كايوين بجانبها بعد مغادرة الطبيب .
كانت زوجته مستلقية في الفراش بسلام كأنها نائمة .
حدق فيها ثم أخفض رأسه .
لقد كان أحمق .
لقد أدرك مدى جهله و تغطرسه و حماقته .
أمسك كايوين بيد زوجته، لم تكن تحمل أي قوة لكنها كانت دافئة .
كما لو كان يحاول الشعور بالدفء، وضع كايوين يدها على خده و أغمض عينيه .
رأى ذات مرة طائرًا وهو يسير في أروقة القلعة عندما كان صغيرًا .
طار الطائر من نافذة مفتوحة .
كسر كايوين قطعة صغيرة من الكوكيز الذي كان يحمله، للطائر .
فألتقط الطائر الكوكيز بمنقاره الصغير .
حدق الطفل كايوين في الطائر لفترة طويلة ثم ذهب إلى والده و أخبره أنه يريد تربية طائر .
حدق فيه والده و قال " أعطني خمسة أسباب لماذا تريد تربية طائر "
لم يكن هناك شيء بشكل خاص في رغبة كايوين في تربية طائر، لقد وجد للتو الطائر الذي أكل من الكوكيز خاصته .
بالطبع لم يستطع التوصل إلى خمسة أسباب وجيهة لرغبته في تربية طائر، ناهيك عن خمسة أسباب قد يوافق عليها والده .
" الطائر … لطيف … "
" لا تعطني مثل هذا السبب العاطفي، أعطني سببًا موضوعيًا و مقبولاً و مقنعًا "
" ……. "
" ليس لديك سببًا واحدًا حتى ؟ هذا صحيح، لست بحاجة إلى تربية طائر لكنك تريد ذلك، يجب أن تعاقب على رغبتك في أشياء غير ضرورية، إيما احضري لي العصا "
في ذلك اليوم، تعرض كايوين للضرب لدرجة أنه لم يستطع الوقوف .
و تعلم ….
إذا لم يكن هناك سبب مقنع للآخرين لشيء ما فهو لا يحتاج إليه .
و إذا لم يكن بحاجة إليه فلا يجب أن يكون جشعًا له .
ما تعلمه في ذلك اليوم هو أنه لا يُسمح له أن يكون طموحًا، ظل عالقًا معه و تعزز طوال فترة مراهقته .
و أحتفظ بها في قلبه كقاعدة دون أن يدرك ذلك .
و هكذا ظن بأنه صحيح .
" كايوين "
لم يكن هناك سبب موضوعي لإقناع نفسه .
هذا الشخص، هذا الصوت .
" ماذا حدث ؟ كم من الوقت كنت فاقدة للوعي ؟ "
قرر من تلقاء نفسه أنه لا يحتاج إلى هذه النظرة ولا هذا الدفء .
" يلينا "
لكن في بعض الأحيان لا يكون لدى الناس سبب للإحتياج إلى شخص ما .
" قد لا تتذكرين ذلك، لكنك سألتني إذا كنتِ شخصًا أحتاجه "
حتى لو لم تتمكن من إعطاء سبب، يبدو فقط أنك لن تكون قادرًا على تحمل عدم وجود هذا الشخص بجانبك .
" سأقدم لك إجابتي الآن "
" همم …. "
" نعم "
" ……. "
" أنتِ شخص أحتاجه يا زوجتي "
يمكنه أن يكون جشعًا .
فقط بحقيقة أنها هي السبب وراء عدم رغبته في تركها .
" أحتاجك يلينا "
" ……. "
" لذا أرجوك لا تتأذي و استمري في البقاء بجانبي "
تقابلت نظرات كايوين مع زوجته .
و شعر بشعور غريب بالإمتلاء بمجرد التحديق في عينيها فقط .
**********************