الفصل 123 و 124 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


لم يكن يعرف من أين أتى هذا الإمتلاء ولا يمكنه تسمية هذا الشعور ولا يعرف حتى متى بدأ يشعر بمثل هذه المشاعر .

لكن لا شيء من ذلك كان مهمًا، فقد كان سعيدًا بغض النظر عن ذلك .

يحتاج كايوين إلى زوجته وهو الآن يعرف هذه الحقيقة .

كان ذلك كافيًا بالنسبة له لأنه من الآن فصاعدًا سيتأكد من أنه لن يترك هذه اليد تذهب أبدًا .

الشخص الذي علمه كيف يرغب مرة أخرى كانت تشرق بإشراق .

كانت مشرقة و جميلة .

' أرنب '

بدت مثل الأرنب .

فكر كايوين بذلك وهو يحدق في زوجته التي كانت عينيها مفتوحتين على مصراعيها بسبب الصدمة .

ثم وضع إبتسامة على شفتيه .

* * * * * * * * * * * * * * * *

" صباح الخير سيدتي "

" كان من الممكن أن يكون صباح الخير "

كان سيكون صباح الخير لو لم تكن هنا، هذا ما يعنيه ردها، لم يكترث الطبيب و بدأ يفحصها .

" كيف تشعرين ؟ "

أخذت يلينا نفسًا عميقًا ثم ردت بطاعة " بخير "

" كيف كان نومك الليلة الماضية ؟ "

" رائع "

" ولم يكن لديك أي كوابيس ؟ "

" أعتقد أنه كلا لم يكن لدي "

" هل عانيت من طنين الأذن أو الهلوسة ؟ "

" لا "

فكرت يلينا بإضافة ' أتمنى لو كنتَ هلوسة ' لكنها أمتنعت عن قول ذلك لأنها كانت تعلم أنه لن يختفي حتى لو قالت ذلك .

' يا لحظي '

لقد مرت أربعة أيام بالفعل منذ حادثة إنكان، يمكنها أن تلخص كيف قضت تلك الأيام الأربعة في ستة أحرف : كمريضة .

و إذا كانت ستضيف أحرف أخرى لمنع أي سوء فهم : كمريضة بالقوة .

" دوكر " نادته وهي تستند على رأس السرير .

كان أسم طبيب القلعة دوكر، كان الناس يتطلعون إليه دائمًا و يوصون به بعد سماع اسمه في الطب و كأنه ولد ليكون طبيبًا .

وفقًا لهذه التوصيات، أصبح طبيبًا في النهاية .

و كطبيب كان ماهرًا بما يكفي ليكون مسؤولاً عن فحوصات الدوق و الدوقة لكنه كان دقيقًا جدًا ولا هوادة فيه أيضًا .

" نعم سيدتي "

" ألم تتعب من هذا ؟ "

" ماذا تقصدين بذلك ؟ "

" تكرار نفس الأسئلة و الأجوبة معي كل صباح هكذا "

" يجب أن أتوقف عن العمل كطبيب إذا سئمت يومًا من فحص المرضى "

لقد كانت إجابة مثالية لكن كانت هناك مشكلة كبيرة .

" ما أقوله هو أنك تعاملني كمريضة عندما لا أكون كذلك …. "

تأكيدات يلينا لم تتغير منذ حادثة الإختطاف حتى الآن بعد أربعة أيام .

أنا لست مريضة .

أنا لا أتألم في أي مكان .

أنا بخير .

هذا لا شيء .

لكن لم يصدق أحد تأكيداتها بإستثناء نفسها .

خاصة الطبيب لم يستمع إليها .

نظر إليها دوكر بنفس النظرة التي كان يعطيها لها في الأيام الأربعة الماضية و قال " لا يمكننا أن نشعر بالإرتياح الشديد بعد بالرغم من أنه يبدو أنه ليس لديك أعراض حالية لكننا لا نعرف أبدًا متى أو ما التأثيرات اللاحقة التي قد تحدث "

' تلك التأثيرات اللاحقة اللعينة '

لم يكن هناك سوى سبب واحد لإحتجاز يلينا التي لم تتعرض لإصابات خطيرة أو آلام في أي مكان، كمريضة ضد إرادتها .

التأثيرات اللاحقة .

كان الجميع من حول يلينا بما في ذلك الطبيب قلقين بشأن أي صدمة نفسية قد تكون لديها من الأحداث الأخيرة .

' لكنني بخير حقًا … حسنًا، لا أستطيع أن أقول أنني لا أفهم سبب قلقهم '

لقد تم إختطافها و حتى خنقها من قبل خاطفها .

بدلاً من ذلك، سيكون من الغريب ألا يشعر الناس بالقلق من أي تأثيرات لاحقة .

ومع ذلك، كانت يلينا حقًا، بصدق بخير تمامًا .

كانت بخير لدرجة أنها أيضًا شكت في نفسها .

' هل لأنني مت بالفعل مرة واحدة من قبل ؟ ' فكرت يلينا فجأة في نفسها .

كان الإختطاف عنيفًا للغاية لكنها عانت بالفعل من شيء أكثر فظاعة .

دمار المستقبل .

الشياطين التي كانت تلتهم الأحياء و الأموات .

الشخص الذي كانت تتحدث معه أصبح ميت في بركة من الدماء، شيطان يجري فوق الجثة و يخترق قلب يلينا .

' هذا صحيح مقارنة بذلك، هذا …. '

هدأت يلينا المرتجفة .

لقد خُنقت لكنه لم يكن كافيًا لقتلها .

حتى لو كان إنكان عازم على القيام بذلك، في النهاية لم تمت و كانت على قيد الحياة و بصحة جيدة .

عوضًا عن القلق الكثير و الخوف على سلامتها، يمكن أن تتذكر يلينا بسهولة حادثة الإختطاف دون الكثير من ردود الفعل .

في الحقيقة، من الواضح أن الذكرى التي بقيت في ذهنها لم يكن إنكان الذي كان يخنقها .

لقد كان زوجها الذي لم يرتدي قناعه و هرع لإنقاذها .

كان هذا أول ما فكرت به عندما تذكرت ذلك اليوم .

' هيهي '

ثم أبتسمت يلينا بإشراق .

*************************

الفصل : ١٢٤

ثم تحدث دوكر .

" كيف هي الكدمة التي على عنقك ؟ "

كانت الكدمة السوداء التي بقيت على عنق يلينا هي إصابتها الخارجية الوحيدة لكن لونها تلاشى بشكل كبير و أصبح الآن أزرق .

" لا بأس، لا يؤلمني حقًا عندما ألمسه الآن "

" تعافيتِ بسرعة، هذا مريح يبدو أن المرهم الذي وصفته يعمل جيدًا " قال دوكر ذلك ثم أشار بيده .

عند الإيماءة، أقتربت منهم الخادمة التي كانت واقفة بالقرب منهم وهي تحمل صينية فوقها وعاء .

في الوقت نفسه، ساءت بشرة يلينا فجأة .

" هذا هو دواء اليوم "

' مقرف '

كان هذا هو السبب الأول الذي جعل يلينا لا تحب دوكر مهما حاولت جاهدة .

يلينا التي تيبس وجهها وهي تبتلع صراخها، أضطرت لفتح فمها .

" …. دوكر، سأسمح بأي شيء آخر لكنني حقًا لا أعتقد أنني أستطيع تحمل هذا "

" إنه يساعد على الإستقرار العقلي و الجسدي و يعزز طاقتك "

" أنا بالفعل مستقرة عقليًا و جسديًا و مليئة بالطاقة للغاية "

كان رد دوكر حازمًا " خذيه من فضلك " قال ذلك بوجه صارم لدرجة أنه حتى الإبرة لن تكون قادرة على إختراقه .

في النهاية، أغمضت يلينا عينيها ثم فتحتهما و أجبرت نفسها على شرب الدواء .

' أورغغ '

طعمه فظيع .

' أعلم أن الأشياء المُرة من المفترض أن تكون مفيدة، لكن …. '

فكرت يلينا بإيجابية في أن من قام بإعداد هذا الدواء إما أن يكون لديه خلل في لسانه أو أنه كان مجنونًا .

كانت يلينا بالكاد قادرة على إنهاء الدواء مع وجه شاحب .

بعد التأكد من أن الوعاء كان فارغًا، نهض دوكر كما لو أن عمله قد أنتهى .

" حسنًا إذًا، لا ترهقي نفسك اليوم و إحصلي على قسط من الراحة، سأعود غدًا في هذا الوقت "

' من فضلك لا ' 

تمنت يلينا أن تستطيع إغلاق الباب حتى لا يتمكن من الدخول .

غادر دوكر آخذًا أمنية يلينا اليائسة التي لن تتحقق معه .

و بعد ذلك مباشرة، دخل شخص آخر .

و أشرق وجه يلينا .

" كايوين "

كان مثل المطر الذي طال إنتظاره بعد الجفاف .

حمل كايوين صينية تحمل فاكهة و طبقًا و سكينًا و أشياء مشابهة ثم جلس بشكل سلس على الكرسي الذي بجانب سرير يلينا .

' يبدو أنه سيقطع لي خوخًا اليوم '

كان هناك شيء واحد جيد في الدواء الجهنمي الذي يعطيه لها دوكر و الذي بدلاً من تحسين صحتها جعلها تكره دوكر أكثر .

كان الأمر أنه بعد شرب الدواء كان زوجها يأتي دائمًا إلى غرفتها ليطعمها الفاكهة لتغيير طعم الدواء .

اليوم كانت الفاكهة المثيرة للشهية التي تجلس على الصينية هي الخوخ .

حدقت يلينا بهدوء في الخوخ ثم تردد كايوين الذي كان يحمل السكين .

" سمعت أنك أحببت هذه الفاكهة … هل كان ذلك خاطئًا ؟ "

" لا، هذا صحيح أنا أحب الخوخ " أبتسمت يلينا بسعادة .

بدا كما لو أنه شعر بالإرتياح .

ثم بدأ كايوين في تقشير جلد الخوخ، كانت يداه تتحرك بمهارة .

أكتشفت يلينا مؤخرًا أن زوجها كان جيدًا في تقطيع الفاكهة .

' هل لأنه يجيد إستخدام السيف ؟ '

فقد كان سكين الفاكهة أيضًا نصلاً لذلك ربما كان مشابهًا للسيوف .

' لحظة واحدة، ثم هذا يعني أن الفارس في الواقع جيد في تقطيع الفاكهة …. '

…… هل كان الأمر كذلك ؟

بينما كانت يلينا تفكر في ذلك، قام كايوين بوضع خوخ مقطع بشكل جميل على الطبق .

" هل ستقطع لي الفاكهة غدًا أيضًا ؟ " سألت يلينا عندما أستلمت الطبق و الشوكة .

" أجل "

' هذا يعني أنني سأضطر إلى شرب هذا الدواء اللعين غدًا أيضًا …. '

لم يكن بيدي حيلة .

في الحقيقة كانت يلينا تتحمل ذلك فقط بسبب زوجها .

قامت يلينا بغرس الشوكة في قطعة الخوخ و وضعتها في فمها ثم سألت " ماذا ستقطع لي غدًا ؟ "

" أنا أفكر في ذلك، بالمناسبة هل هناك أي فاكهة أخرى ترغبين في تناولها ؟ "

" همم، لست متأكدة أنا فقط سأترك الخيار لك "

" فهمت "

ألقت يلينا نظرة سريعة على زوجها الذي كان يفكر بعمق .

كانت تحاول كتم ضحكتها .

لماذا وجدت الأمر لطيفًا عندما يفكر زوجها في مثل هذه الأشياء بجدية .

' يجب أن أربت على رأسه بمجرد أن تصبح يدي فارغة '

أخبرها زوجها بالتأكيد أنها تستطيع أن تربت عليه متى تريد .

مع هذه الفكرة، كانت يلينا مشغولة بقضم شرائح الخوخ بصوت عالي .

" مهلاً، يلينا " نهض كايوين و اتكأ على السرير .

ظهر ظل فوق وجه يلينا بينما كان إصبعه يمسح زاوية فمها .

" …. هنا "

رائحة زوجها الذي أقترب فجأة زادت بشكل أقوى .

تجمدت يلينا و رمشت بشكل سريع .

ثم أظهر لها كايوين قطعة صغيرة من الخوخ .

آه .

" …. لابد أنها ألتصقت بشفاهي عندما كنت أتناول الخوخ "

" في الأصل الخوخ فاكهة تلتصق بسهولة بشفاه الناس "

قال كايوين مثل هذا الشيء بهدوء كبير .

***********************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان