لم يكن يعرف من أين أتى هذا الإمتلاء ولا يمكنه تسمية هذا الشعور ولا يعرف حتى متى بدأ يشعر بمثل هذه المشاعر .
لكن لا شيء من ذلك كان مهمًا، فقد كان سعيدًا بغض النظر عن ذلك .
يحتاج كايوين إلى زوجته وهو الآن يعرف هذه الحقيقة .
كان ذلك كافيًا بالنسبة له لأنه من الآن فصاعدًا سيتأكد من أنه لن يترك هذه اليد تذهب أبدًا .
الشخص الذي علمه كيف يرغب مرة أخرى كانت تشرق بإشراق .
كانت مشرقة و جميلة .
' أرنب '
بدت مثل الأرنب .
فكر كايوين بذلك وهو يحدق في زوجته التي كانت عينيها مفتوحتين على مصراعيها بسبب الصدمة .
ثم وضع إبتسامة على شفتيه .
* * * * * * * * * * * * * * * *
" صباح الخير سيدتي "
" كان من الممكن أن يكون صباح الخير "
كان سيكون صباح الخير لو لم تكن هنا، هذا ما يعنيه ردها، لم يكترث الطبيب و بدأ يفحصها .
" كيف تشعرين ؟ "
أخذت يلينا نفسًا عميقًا ثم ردت بطاعة " بخير "
" كيف كان نومك الليلة الماضية ؟ "
" رائع "
" ولم يكن لديك أي كوابيس ؟ "
" أعتقد أنه كلا لم يكن لدي "
" هل عانيت من طنين الأذن أو الهلوسة ؟ "
" لا "
فكرت يلينا بإضافة ' أتمنى لو كنتَ هلوسة ' لكنها أمتنعت عن قول ذلك لأنها كانت تعلم أنه لن يختفي حتى لو قالت ذلك .
' يا لحظي '
لقد مرت أربعة أيام بالفعل منذ حادثة إنكان، يمكنها أن تلخص كيف قضت تلك الأيام الأربعة في ستة أحرف : كمريضة .
و إذا كانت ستضيف أحرف أخرى لمنع أي سوء فهم : كمريضة بالقوة .
" دوكر " نادته وهي تستند على رأس السرير .
كان أسم طبيب القلعة دوكر، كان الناس يتطلعون إليه دائمًا و يوصون به بعد سماع اسمه في الطب و كأنه ولد ليكون طبيبًا .
وفقًا لهذه التوصيات، أصبح طبيبًا في النهاية .
و كطبيب كان ماهرًا بما يكفي ليكون مسؤولاً عن فحوصات الدوق و الدوقة لكنه كان دقيقًا جدًا ولا هوادة فيه أيضًا .
" نعم سيدتي "
" ألم تتعب من هذا ؟ "
" ماذا تقصدين بذلك ؟ "
" تكرار نفس الأسئلة و الأجوبة معي كل صباح هكذا "
" يجب أن أتوقف عن العمل كطبيب إذا سئمت يومًا من فحص المرضى "
لقد كانت إجابة مثالية لكن كانت هناك مشكلة كبيرة .
" ما أقوله هو أنك تعاملني كمريضة عندما لا أكون كذلك …. "
تأكيدات يلينا لم تتغير منذ حادثة الإختطاف حتى الآن بعد أربعة أيام .
أنا لست مريضة .
أنا لا أتألم في أي مكان .
أنا بخير .
هذا لا شيء .
لكن لم يصدق أحد تأكيداتها بإستثناء نفسها .
خاصة الطبيب لم يستمع إليها .
نظر إليها دوكر بنفس النظرة التي كان يعطيها لها في الأيام الأربعة الماضية و قال " لا يمكننا أن نشعر بالإرتياح الشديد بعد بالرغم من أنه يبدو أنه ليس لديك أعراض حالية لكننا لا نعرف أبدًا متى أو ما التأثيرات اللاحقة التي قد تحدث "
' تلك التأثيرات اللاحقة اللعينة '
لم يكن هناك سوى سبب واحد لإحتجاز يلينا التي لم تتعرض لإصابات خطيرة أو آلام في أي مكان، كمريضة ضد إرادتها .
التأثيرات اللاحقة .
كان الجميع من حول يلينا بما في ذلك الطبيب قلقين بشأن أي صدمة نفسية قد تكون لديها من الأحداث الأخيرة .
' لكنني بخير حقًا … حسنًا، لا أستطيع أن أقول أنني لا أفهم سبب قلقهم '
لقد تم إختطافها و حتى خنقها من قبل خاطفها .
بدلاً من ذلك، سيكون من الغريب ألا يشعر الناس بالقلق من أي تأثيرات لاحقة .
ومع ذلك، كانت يلينا حقًا، بصدق بخير تمامًا .
كانت بخير لدرجة أنها أيضًا شكت في نفسها .
' هل لأنني مت بالفعل مرة واحدة من قبل ؟ ' فكرت يلينا فجأة في نفسها .
كان الإختطاف عنيفًا للغاية لكنها عانت بالفعل من شيء أكثر فظاعة .
دمار المستقبل .
الشياطين التي كانت تلتهم الأحياء و الأموات .
الشخص الذي كانت تتحدث معه أصبح ميت في بركة من الدماء، شيطان يجري فوق الجثة و يخترق قلب يلينا .
' هذا صحيح مقارنة بذلك، هذا …. '
هدأت يلينا المرتجفة .
لقد خُنقت لكنه لم يكن كافيًا لقتلها .
حتى لو كان إنكان عازم على القيام بذلك، في النهاية لم تمت و كانت على قيد الحياة و بصحة جيدة .
عوضًا عن القلق الكثير و الخوف على سلامتها، يمكن أن تتذكر يلينا بسهولة حادثة الإختطاف دون الكثير من ردود الفعل .
في الحقيقة، من الواضح أن الذكرى التي بقيت في ذهنها لم يكن إنكان الذي كان يخنقها .
لقد كان زوجها الذي لم يرتدي قناعه و هرع لإنقاذها .
كان هذا أول ما فكرت به عندما تذكرت ذلك اليوم .
' هيهي '
ثم أبتسمت يلينا بإشراق .
*************************
الفصل : ١٢٤
ثم تحدث دوكر .
" كيف هي الكدمة التي على عنقك ؟ "
كانت الكدمة السوداء التي بقيت على عنق يلينا هي إصابتها الخارجية الوحيدة لكن لونها تلاشى بشكل كبير و أصبح الآن أزرق .
" لا بأس، لا يؤلمني حقًا عندما ألمسه الآن "
" تعافيتِ بسرعة، هذا مريح يبدو أن المرهم الذي وصفته يعمل جيدًا " قال دوكر ذلك ثم أشار بيده .
عند الإيماءة، أقتربت منهم الخادمة التي كانت واقفة بالقرب منهم وهي تحمل صينية فوقها وعاء .
في الوقت نفسه، ساءت بشرة يلينا فجأة .
" هذا هو دواء اليوم "
' مقرف '
كان هذا هو السبب الأول الذي جعل يلينا لا تحب دوكر مهما حاولت جاهدة .
يلينا التي تيبس وجهها وهي تبتلع صراخها، أضطرت لفتح فمها .
" …. دوكر، سأسمح بأي شيء آخر لكنني حقًا لا أعتقد أنني أستطيع تحمل هذا "
" إنه يساعد على الإستقرار العقلي و الجسدي و يعزز طاقتك "
" أنا بالفعل مستقرة عقليًا و جسديًا و مليئة بالطاقة للغاية "
كان رد دوكر حازمًا " خذيه من فضلك " قال ذلك بوجه صارم لدرجة أنه حتى الإبرة لن تكون قادرة على إختراقه .
في النهاية، أغمضت يلينا عينيها ثم فتحتهما و أجبرت نفسها على شرب الدواء .
' أورغغ '
طعمه فظيع .
' أعلم أن الأشياء المُرة من المفترض أن تكون مفيدة، لكن …. '
فكرت يلينا بإيجابية في أن من قام بإعداد هذا الدواء إما أن يكون لديه خلل في لسانه أو أنه كان مجنونًا .
كانت يلينا بالكاد قادرة على إنهاء الدواء مع وجه شاحب .
بعد التأكد من أن الوعاء كان فارغًا، نهض دوكر كما لو أن عمله قد أنتهى .
" حسنًا إذًا، لا ترهقي نفسك اليوم و إحصلي على قسط من الراحة، سأعود غدًا في هذا الوقت "
' من فضلك لا '
تمنت يلينا أن تستطيع إغلاق الباب حتى لا يتمكن من الدخول .
غادر دوكر آخذًا أمنية يلينا اليائسة التي لن تتحقق معه .
و بعد ذلك مباشرة، دخل شخص آخر .
و أشرق وجه يلينا .
" كايوين "
كان مثل المطر الذي طال إنتظاره بعد الجفاف .
حمل كايوين صينية تحمل فاكهة و طبقًا و سكينًا و أشياء مشابهة ثم جلس بشكل سلس على الكرسي الذي بجانب سرير يلينا .
' يبدو أنه سيقطع لي خوخًا اليوم '
كان هناك شيء واحد جيد في الدواء الجهنمي الذي يعطيه لها دوكر و الذي بدلاً من تحسين صحتها جعلها تكره دوكر أكثر .
كان الأمر أنه بعد شرب الدواء كان زوجها يأتي دائمًا إلى غرفتها ليطعمها الفاكهة لتغيير طعم الدواء .
اليوم كانت الفاكهة المثيرة للشهية التي تجلس على الصينية هي الخوخ .
حدقت يلينا بهدوء في الخوخ ثم تردد كايوين الذي كان يحمل السكين .
" سمعت أنك أحببت هذه الفاكهة … هل كان ذلك خاطئًا ؟ "
" لا، هذا صحيح أنا أحب الخوخ " أبتسمت يلينا بسعادة .
بدا كما لو أنه شعر بالإرتياح .
ثم بدأ كايوين في تقشير جلد الخوخ، كانت يداه تتحرك بمهارة .
أكتشفت يلينا مؤخرًا أن زوجها كان جيدًا في تقطيع الفاكهة .
' هل لأنه يجيد إستخدام السيف ؟ '
فقد كان سكين الفاكهة أيضًا نصلاً لذلك ربما كان مشابهًا للسيوف .
' لحظة واحدة، ثم هذا يعني أن الفارس في الواقع جيد في تقطيع الفاكهة …. '
…… هل كان الأمر كذلك ؟
بينما كانت يلينا تفكر في ذلك، قام كايوين بوضع خوخ مقطع بشكل جميل على الطبق .
" هل ستقطع لي الفاكهة غدًا أيضًا ؟ " سألت يلينا عندما أستلمت الطبق و الشوكة .
" أجل "
' هذا يعني أنني سأضطر إلى شرب هذا الدواء اللعين غدًا أيضًا …. '
لم يكن بيدي حيلة .
في الحقيقة كانت يلينا تتحمل ذلك فقط بسبب زوجها .
قامت يلينا بغرس الشوكة في قطعة الخوخ و وضعتها في فمها ثم سألت " ماذا ستقطع لي غدًا ؟ "
" أنا أفكر في ذلك، بالمناسبة هل هناك أي فاكهة أخرى ترغبين في تناولها ؟ "
" همم، لست متأكدة أنا فقط سأترك الخيار لك "
" فهمت "
ألقت يلينا نظرة سريعة على زوجها الذي كان يفكر بعمق .
كانت تحاول كتم ضحكتها .
لماذا وجدت الأمر لطيفًا عندما يفكر زوجها في مثل هذه الأشياء بجدية .
' يجب أن أربت على رأسه بمجرد أن تصبح يدي فارغة '
أخبرها زوجها بالتأكيد أنها تستطيع أن تربت عليه متى تريد .
مع هذه الفكرة، كانت يلينا مشغولة بقضم شرائح الخوخ بصوت عالي .
" مهلاً، يلينا " نهض كايوين و اتكأ على السرير .
ظهر ظل فوق وجه يلينا بينما كان إصبعه يمسح زاوية فمها .
" …. هنا "
رائحة زوجها الذي أقترب فجأة زادت بشكل أقوى .
تجمدت يلينا و رمشت بشكل سريع .
ثم أظهر لها كايوين قطعة صغيرة من الخوخ .
آه .
" …. لابد أنها ألتصقت بشفاهي عندما كنت أتناول الخوخ "
" في الأصل الخوخ فاكهة تلتصق بسهولة بشفاه الناس "
قال كايوين مثل هذا الشيء بهدوء كبير .
***********************