الفصل 115 و 116 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


عقد الرجل حاجبيه فقط و كأنه منزعج من مقاومة يلينا لكنه لم يتزحزح .

" ماذا ؟ "

" ماذا حدث لسيدي الشاب …… "

" آخـخ ! " صرخ الرجل الذي كان يمسك بذراع يلينا .

فقد عضت يلينا يده بكل قوتها كان ذلك بسبب علمها أنه سيكون من غير المجدي محاولة دفعه بعيدًا .

" يـ يدي ! "

عضت يده بقوة لدرجة أنها بدأت تنزف .

" جاك، هل أنت بـ …. "

بينما كان الرجل الآخر مرتبكًا بسبب إصابة رفيقه، قامت يلينا بركله بوحشية بين رجليه .

" آآهـه ! "

يلينا التي جعلت رجال إنكان غير قادرين على الحركة لفترة وجيزة، ركضت دون أن تنظر إلى الخلف .

" إلى أين أذهب ؟ " نظرت يلينا حولها وهي تركض بأنفاس منقطعة .

لم تكن تعرف الطريق لذلك لم تكن تعرف إلى أين تتجه أو ما إذا كانت ستتمكن من مقابلة شرطي .

' في الوقت الحالي، يجب أن أبحث عن منزل لأي عائلة و أختبئ هناك، بعد ذلك يمكنني أن أكتشف أين أنا …. '

ولكن قبل أن تتمكن يلينا من التوجه نحو المنازل الخاصة، أمسكها أحدهم من شعرها .

" آآه ! "

" …. سموك "

كان إنكان .

كان يتنفس بقوة و يده في شعرها، كان إنكان في حالة فوضى و كان ينزف من فمه .

بصق إنكان لعابًا دمويًا و نظر إلي يلينا بغير تصديق .

" ما الذي حدث في وقت سابق ؟ هاه ؟ "

" آه، دعني …. "

" هل أستخدمتِ السحر أو شيء من هذا القبيل ؟ هل لديك أداة تخفينها تستخدم لمرة واحدة أو شيء ما ؟ هل هذا ما كان ذلك ؟ "

" قلت اتركني ! "

ضربت يلينا ذراع إنكان بأقصى ما تستطيع .

جفل إنكان لكن الوميض الذي ظهر على يد يلينا كان قد أختفى بالفعل .

ظهرت إبتسامة ملتوية على وجه إنكان و كشفت عن أسنانه بعد أن تأكد من عدم وجود قوة متبقية في يد يلينا .

" …. سموك، أتعلمين بأنك قد أذهلتني ؟ ظننت أنني سأموت "

ألقى يلينا على الأرض و صعد فوقها و قام بخنق رقبتها .

" آآآهه ! "

" اللعنة، أعتقدت حقًا أنني سأموت "

كافحت يلينا .

لقد ضربت أي جزء من ذراع إنكان يمكن أن تلمسه يدها و خدشته بأظافرها .

لكن إنكان لم يرمش حتى .

" أردت حقًا معاملتك جيدًا، لكنك الشخص الذي رفض ذلك و جعل الأمور تصل إلى هذه النقطة "

" …. آآهه ! "

" لماذا فعلت ذلك ؟ لو بقيتِ ساكنة لكان سيكون ذلك مفيدًا لك و جيدًا بالنسبة لي، كان ذلك سيكون رائعًا لكلينا "

أصبح كفاح يلينا ضعيفًا .

فلم تعد تستطع التنفس بشكل صحيح .

كانت تفقد وعيها تدريجيًا .

' كايوين …… '

ظهر شخص في رؤيتها الضبابية .

" لن أقتلك، لذلك لا تقلقي لقد قطعنا كل هذه المسافة إلى هنا لذلك سيكون عار حتى بالنسبة لي إذا فعلت ذلك، بدلاً من ذلك يجب أن تفقدي وعيك و تبقي ساكنة …. آآهـهه !! "

في تلك اللحظة .

يدي إنكان التي كانت تخنق يلينا فقدت قوتها فجأة .

تقيأ إنكان دمًا و فقد وعيه ببطء بجانب يلينا .

برز نصل من وسط صدر إنكان الفاقد للوعي .

" يـلـيـنـا ! "

أتضحت رؤية يلينا الضبابية بشكل مشرق و رفعت ذقنها بصعوبة بالغة .

من بعيد، رأت زوجها الذي بدا أنه ألقى سيفه على إنكان، يجري بسرعة .

لم يكن زوجها يرتدي قناعه .

لكنه كان شخصًا يحرص دائمًا على إرتداء قناعه عندما يخرج .

لأي درجة كان مستعجلاً ؟

أبتسمت يلينا ولم تهتم بحقيقة أن حياتها كانت مهددة قبل لحظات فقط .

" كايــ …… "

ثم فقدت وعيها .

* * * * * * * * * * * * * *

مساحة فارغة و بيضاء من كل الإتجاهات .

أستيقظت يلينا في مكان غريب، لم تستطع حتى تحديد مدى إتساعه .

نظرت حولها بحذر .

' …. أين أنا ؟ '

ثم تعرفت على وجه مألوف و صرخت " المرأة العجوز ! "

حدقت المرأة العجوز في يلينا و قالت " لقد تمت صحوتك الأولى "

" …. الصحوة الأولى ؟ "

" لقد أستوفيت الشروط بالفعل لذلك لن يكون هناك أي شيء غريب عندما تستيقظي لكنني لم أكن أعتقد أن هذا ما سيحفزه …. "

رمشت يلينا بحيرة .

لم تكن تعرف ما الذي كانت تتحدث عنه المرأة العجوز .

" أيتها المرأة العجوز، ما الذي تتحدثين عنه الآن ؟ أنا لا أفهم ذلك "

" ليس عليك أن تفهمي ذلك، لن تتذكري هذا عندما تستيقظين على أي حال "

كانت المرأة العجوز تقول أنه لا يهم ما إذا كانت يلينا تفهمها أم لا .

" لا أستطيع أن أخبرك أكثر مما أخبرتك بالفعل، هذه هي القوانين "

********************

الفصل : ١١٦

" القوانين …. ؟ "

أصبحت يلينا محتارة .

لم تكن المرأة العجوز تقول فقط أشياء لا تستطيع يلينا فهمها و لكن أيضًا الطريقة التي تتحدث بها تغيرت، لكن لم يكن لدى يلينا وقت للقلق بشأن ذلك .

" ما الذي تتحدثين عنه …. ؟ "

" لقد فعلت كل ما بوسعي لأكتشف من سيجلس في المقعد الأمامي، مصيرك أو مصير العالم، لقد خسرتي مرة واحدة ولكن بما أنني ساعدتك هذه المرة فقد تتغير الأمور "

" أيتها المرأة العجوز ؟ "

" أرجو أن تنجحي في إيقاف دمار العالم، حتى لا تذهب تضحية طفلي سدى "

" أيتها السيدة العجوز، إنتظري …. "

أدارت المرأة العجوز ظهرها .

مدت يلينا يدها بشكل غريزي نحو المرأة العجوز لكنها لم تستطع الوصول إليها .

فجأة سطع ضوء مشرق و أعمى بصرها .

أغمضت يلينا عينيها و فتحتهما مرة أخرى .

" …. سيدتي ! " سمعت صوت بكاء مضطرب .

فتحت يلينا عينيها بصعوبة فقد كان جفنيها ثقيلان .

" …. آبي ؟ "

" سأنادي الطبيب، أرجوك انتظري قليلاً ! "

راقبت يلينا بشكل غير واضح ظهر آبي من خلال رؤيتها الضبابية حيث خرجت الخادمة من الغرفة على الفور بعد أن قالت تلك الكلمات فقط .

فتحت يلينا عينيها المتيبستين و أغلقتهما لتزيل رؤيتها الضبابية .

بعد فترة وجيزة، بعد أن عادت رؤيتها إلى حالتها الطبيعية الواضحة تمامًا، كان أول ما رأته يلينا هو زوجها الذي كان بجانب سريرها .

" …. آه ! "

ذكرتها رؤية وجهه بما حدث قبل أن تفقد وعيها .

دون أن تدرك، حاولت رفع يدها إلى رقبتها لكن يدها اليسرى لم تتحرك .

فنظرت يلينا إلى الأسفل .

كان زوجها يضغط على يدها .

" كايـ …. إحم " قامت يلينا بتنظيف حلقها فقد كان صوتها أجش بشكل محرج .

" كايوين "

كان صوتها لا يزال أجش حتى بعد التظاهر بالسعال .

في النهاية، تخلت يلينا عن تنظيف حلقها و نظرت إلى كايوين و سألت " ماذا حدث ؟ كم من الوقت كنت فاقدة للوعي ؟ "

حدق كايوين في عينيها بدلاً من الإجابة .

ثم رفع يد يلينا إلى شفتيه .

" ……. "

كان بإمكان يلينا فقط مراقبته بإبتهاج، حيث لمست شفاه زوجها ظهر يدها برفق ثم أبتعد .

أشتاقت يلينا لدفء لمسته القصير .

" يلينا "

" ……. "

" قد لا تتذكرين ذلك، لكنك سألتني إذا كنتِ شخصًا أحتاجه "

حدقت به يلينا بدون تعابير كانت لا تزال غير قادرة على رفع نظراتها بعيدًا عن شفتيه .

" سأقدم لك إجابتي الآن "

" همم …. "

" نعم "

" ……. "

" أنت شخص أحتاجه "

لم يتحدث ببطء ولا بسرعة و وصل كل مقطع لفظي إلى أذنيها .

عندها عادت يلينا إلى رشدها و تحركت نظرتها من شفاه زوجها إلى عينيه .

أنعكست يلينا في تلك العيون الزرقاء .

" أحتاجك يلينا "

" ……. "

" لذا ارجوك لا تتأذي و استمري في البقاء بجانبي "

رمشت يلينا ببطء، كانت تسمع دقات قلبه من خلال يده الصلبة التي كانت تمسك بيدها .

' …. كلا '

كلا، الأمر ليس كذلك .

كان الصوت قادمًا من مكان آخر ….

' إنها قادمة مني '

بـادومب، بـادومب .

تسابقت دقات قلب يلينا بصوت واضح .

* * * * * * * * * * * * *

بدأ كايوين التحدث في سن مبكر جدًا .

عندما كان الآخرون بالكاد قادرين على التحدث، كان قادرًا على فهم كلام الآخرين بوضوح .

" التفكير بأن هذا هو حقًا الطفل الذي أنجبته …. "

" أوه، ساعدني يا إلهي "

" لا يمكنني حتى النظر إليه لأكثر من بضع ثوان، إنه مروع "

" أدعو أن يكون كل هذا حلم "

في ذلك الوقت، كان كايوين يفهم فقط ما يقوله الناس لكنه لم يستطع التمييز بين الحقيقة و الكذب .

" ابني الحبيب "

" طفلي نحن نحبك مهما حدث "

" بالطبع نحن نفعل، نحن والديك "

و هكذا، كانت هناك فترة من الوقت أعتقد فيها كايوين أن والديه كانا مجرد شخصان متقلبان المزاج .

عندما كبر كايوين قليلاً، علم أن الناس لا يقولون دائمًا ما يشعرون به حقًا .

كان كايوين يتعلم بسرعة كبيرة ولم يمضي وقت طويل حتى تمكن من التمييز بين الحقيقة و الكذب .

" كايوين، أنت هدية ثمينة منحت لنا "

كانت تلك كذبة .

" ارجو أن يخبرني أحد ما أنه ليس طفلي ! "

هذا ما يشعران به حقًا .

لم يعد كايوين يرتبك بعد أن تمكن من التفريق بين الحقيقة و الكذب .

كانا والديه يضربانه بقسوة بينما كانا يتحدثان ' بالحقيقة ' لكن كايوين لم يتشبث بوالديه إلا عندما يتحدثان ' بالكذب '

في ذلك الوقت ولد شقيق كايوين الأصغر .

" مبارك يا سيدتي "

" إنه طفل سليم "

" مارتن، سأسميه مارتن "

كرس والديه كل حبهم و رعايتهم لأخيه الذي كان يصغره بسنة واحدة فقط ولم يكذبوا على مارتن أبدًا .

*******************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان