" ماذا ؟ "
" ماذا حدث لسيدي الشاب …… "
" آخـخ ! " صرخ الرجل الذي كان يمسك بذراع يلينا .
فقد عضت يلينا يده بكل قوتها كان ذلك بسبب علمها أنه سيكون من غير المجدي محاولة دفعه بعيدًا .
" يـ يدي ! "
عضت يده بقوة لدرجة أنها بدأت تنزف .
" جاك، هل أنت بـ …. "
بينما كان الرجل الآخر مرتبكًا بسبب إصابة رفيقه، قامت يلينا بركله بوحشية بين رجليه .
" آآهـه ! "
يلينا التي جعلت رجال إنكان غير قادرين على الحركة لفترة وجيزة، ركضت دون أن تنظر إلى الخلف .
" إلى أين أذهب ؟ " نظرت يلينا حولها وهي تركض بأنفاس منقطعة .
لم تكن تعرف الطريق لذلك لم تكن تعرف إلى أين تتجه أو ما إذا كانت ستتمكن من مقابلة شرطي .
' في الوقت الحالي، يجب أن أبحث عن منزل لأي عائلة و أختبئ هناك، بعد ذلك يمكنني أن أكتشف أين أنا …. '
ولكن قبل أن تتمكن يلينا من التوجه نحو المنازل الخاصة، أمسكها أحدهم من شعرها .
" آآه ! "
" …. سموك "
كان إنكان .
كان يتنفس بقوة و يده في شعرها، كان إنكان في حالة فوضى و كان ينزف من فمه .
بصق إنكان لعابًا دمويًا و نظر إلي يلينا بغير تصديق .
" ما الذي حدث في وقت سابق ؟ هاه ؟ "
" آه، دعني …. "
" هل أستخدمتِ السحر أو شيء من هذا القبيل ؟ هل لديك أداة تخفينها تستخدم لمرة واحدة أو شيء ما ؟ هل هذا ما كان ذلك ؟ "
" قلت اتركني ! "
ضربت يلينا ذراع إنكان بأقصى ما تستطيع .
جفل إنكان لكن الوميض الذي ظهر على يد يلينا كان قد أختفى بالفعل .
ظهرت إبتسامة ملتوية على وجه إنكان و كشفت عن أسنانه بعد أن تأكد من عدم وجود قوة متبقية في يد يلينا .
" …. سموك، أتعلمين بأنك قد أذهلتني ؟ ظننت أنني سأموت "
ألقى يلينا على الأرض و صعد فوقها و قام بخنق رقبتها .
" آآآهه ! "
" اللعنة، أعتقدت حقًا أنني سأموت "
كافحت يلينا .
لقد ضربت أي جزء من ذراع إنكان يمكن أن تلمسه يدها و خدشته بأظافرها .
لكن إنكان لم يرمش حتى .
" أردت حقًا معاملتك جيدًا، لكنك الشخص الذي رفض ذلك و جعل الأمور تصل إلى هذه النقطة "
" …. آآهه ! "
" لماذا فعلت ذلك ؟ لو بقيتِ ساكنة لكان سيكون ذلك مفيدًا لك و جيدًا بالنسبة لي، كان ذلك سيكون رائعًا لكلينا "
أصبح كفاح يلينا ضعيفًا .
فلم تعد تستطع التنفس بشكل صحيح .
كانت تفقد وعيها تدريجيًا .
' كايوين …… '
ظهر شخص في رؤيتها الضبابية .
" لن أقتلك، لذلك لا تقلقي لقد قطعنا كل هذه المسافة إلى هنا لذلك سيكون عار حتى بالنسبة لي إذا فعلت ذلك، بدلاً من ذلك يجب أن تفقدي وعيك و تبقي ساكنة …. آآهـهه !! "
في تلك اللحظة .
يدي إنكان التي كانت تخنق يلينا فقدت قوتها فجأة .
تقيأ إنكان دمًا و فقد وعيه ببطء بجانب يلينا .
برز نصل من وسط صدر إنكان الفاقد للوعي .
" يـلـيـنـا ! "
أتضحت رؤية يلينا الضبابية بشكل مشرق و رفعت ذقنها بصعوبة بالغة .
من بعيد، رأت زوجها الذي بدا أنه ألقى سيفه على إنكان، يجري بسرعة .
لم يكن زوجها يرتدي قناعه .
لكنه كان شخصًا يحرص دائمًا على إرتداء قناعه عندما يخرج .
لأي درجة كان مستعجلاً ؟
أبتسمت يلينا ولم تهتم بحقيقة أن حياتها كانت مهددة قبل لحظات فقط .
" كايــ …… "
ثم فقدت وعيها .
* * * * * * * * * * * * * *
مساحة فارغة و بيضاء من كل الإتجاهات .
أستيقظت يلينا في مكان غريب، لم تستطع حتى تحديد مدى إتساعه .
نظرت حولها بحذر .
' …. أين أنا ؟ '
ثم تعرفت على وجه مألوف و صرخت " المرأة العجوز ! "
حدقت المرأة العجوز في يلينا و قالت " لقد تمت صحوتك الأولى "
" …. الصحوة الأولى ؟ "
" لقد أستوفيت الشروط بالفعل لذلك لن يكون هناك أي شيء غريب عندما تستيقظي لكنني لم أكن أعتقد أن هذا ما سيحفزه …. "
رمشت يلينا بحيرة .
لم تكن تعرف ما الذي كانت تتحدث عنه المرأة العجوز .
" أيتها المرأة العجوز، ما الذي تتحدثين عنه الآن ؟ أنا لا أفهم ذلك "
" ليس عليك أن تفهمي ذلك، لن تتذكري هذا عندما تستيقظين على أي حال "
كانت المرأة العجوز تقول أنه لا يهم ما إذا كانت يلينا تفهمها أم لا .
" لا أستطيع أن أخبرك أكثر مما أخبرتك بالفعل، هذه هي القوانين "
********************
الفصل : ١١٦
" القوانين …. ؟ "
أصبحت يلينا محتارة .
لم تكن المرأة العجوز تقول فقط أشياء لا تستطيع يلينا فهمها و لكن أيضًا الطريقة التي تتحدث بها تغيرت، لكن لم يكن لدى يلينا وقت للقلق بشأن ذلك .
" ما الذي تتحدثين عنه …. ؟ "
" لقد فعلت كل ما بوسعي لأكتشف من سيجلس في المقعد الأمامي، مصيرك أو مصير العالم، لقد خسرتي مرة واحدة ولكن بما أنني ساعدتك هذه المرة فقد تتغير الأمور "
" أيتها المرأة العجوز ؟ "
" أرجو أن تنجحي في إيقاف دمار العالم، حتى لا تذهب تضحية طفلي سدى "
" أيتها السيدة العجوز، إنتظري …. "
أدارت المرأة العجوز ظهرها .
مدت يلينا يدها بشكل غريزي نحو المرأة العجوز لكنها لم تستطع الوصول إليها .
فجأة سطع ضوء مشرق و أعمى بصرها .
أغمضت يلينا عينيها و فتحتهما مرة أخرى .
" …. سيدتي ! " سمعت صوت بكاء مضطرب .
فتحت يلينا عينيها بصعوبة فقد كان جفنيها ثقيلان .
" …. آبي ؟ "
" سأنادي الطبيب، أرجوك انتظري قليلاً ! "
راقبت يلينا بشكل غير واضح ظهر آبي من خلال رؤيتها الضبابية حيث خرجت الخادمة من الغرفة على الفور بعد أن قالت تلك الكلمات فقط .
فتحت يلينا عينيها المتيبستين و أغلقتهما لتزيل رؤيتها الضبابية .
بعد فترة وجيزة، بعد أن عادت رؤيتها إلى حالتها الطبيعية الواضحة تمامًا، كان أول ما رأته يلينا هو زوجها الذي كان بجانب سريرها .
" …. آه ! "
ذكرتها رؤية وجهه بما حدث قبل أن تفقد وعيها .
دون أن تدرك، حاولت رفع يدها إلى رقبتها لكن يدها اليسرى لم تتحرك .
فنظرت يلينا إلى الأسفل .
كان زوجها يضغط على يدها .
" كايـ …. إحم " قامت يلينا بتنظيف حلقها فقد كان صوتها أجش بشكل محرج .
" كايوين "
كان صوتها لا يزال أجش حتى بعد التظاهر بالسعال .
في النهاية، تخلت يلينا عن تنظيف حلقها و نظرت إلى كايوين و سألت " ماذا حدث ؟ كم من الوقت كنت فاقدة للوعي ؟ "
حدق كايوين في عينيها بدلاً من الإجابة .
ثم رفع يد يلينا إلى شفتيه .
" ……. "
كان بإمكان يلينا فقط مراقبته بإبتهاج، حيث لمست شفاه زوجها ظهر يدها برفق ثم أبتعد .
أشتاقت يلينا لدفء لمسته القصير .
" يلينا "
" ……. "
" قد لا تتذكرين ذلك، لكنك سألتني إذا كنتِ شخصًا أحتاجه "
حدقت به يلينا بدون تعابير كانت لا تزال غير قادرة على رفع نظراتها بعيدًا عن شفتيه .
" سأقدم لك إجابتي الآن "
" همم …. "
" نعم "
" ……. "
" أنت شخص أحتاجه "
لم يتحدث ببطء ولا بسرعة و وصل كل مقطع لفظي إلى أذنيها .
عندها عادت يلينا إلى رشدها و تحركت نظرتها من شفاه زوجها إلى عينيه .
أنعكست يلينا في تلك العيون الزرقاء .
" أحتاجك يلينا "
" ……. "
" لذا ارجوك لا تتأذي و استمري في البقاء بجانبي "
رمشت يلينا ببطء، كانت تسمع دقات قلبه من خلال يده الصلبة التي كانت تمسك بيدها .
' …. كلا '
كلا، الأمر ليس كذلك .
كان الصوت قادمًا من مكان آخر ….
' إنها قادمة مني '
بـادومب، بـادومب .
تسابقت دقات قلب يلينا بصوت واضح .
* * * * * * * * * * * * *
بدأ كايوين التحدث في سن مبكر جدًا .
عندما كان الآخرون بالكاد قادرين على التحدث، كان قادرًا على فهم كلام الآخرين بوضوح .
" التفكير بأن هذا هو حقًا الطفل الذي أنجبته …. "
" أوه، ساعدني يا إلهي "
" لا يمكنني حتى النظر إليه لأكثر من بضع ثوان، إنه مروع "
" أدعو أن يكون كل هذا حلم "
في ذلك الوقت، كان كايوين يفهم فقط ما يقوله الناس لكنه لم يستطع التمييز بين الحقيقة و الكذب .
" ابني الحبيب "
" طفلي نحن نحبك مهما حدث "
" بالطبع نحن نفعل، نحن والديك "
و هكذا، كانت هناك فترة من الوقت أعتقد فيها كايوين أن والديه كانا مجرد شخصان متقلبان المزاج .
عندما كبر كايوين قليلاً، علم أن الناس لا يقولون دائمًا ما يشعرون به حقًا .
كان كايوين يتعلم بسرعة كبيرة ولم يمضي وقت طويل حتى تمكن من التمييز بين الحقيقة و الكذب .
" كايوين، أنت هدية ثمينة منحت لنا "
كانت تلك كذبة .
" ارجو أن يخبرني أحد ما أنه ليس طفلي ! "
هذا ما يشعران به حقًا .
لم يعد كايوين يرتبك بعد أن تمكن من التفريق بين الحقيقة و الكذب .
كانا والديه يضربانه بقسوة بينما كانا يتحدثان ' بالحقيقة ' لكن كايوين لم يتشبث بوالديه إلا عندما يتحدثان ' بالكذب '
في ذلك الوقت ولد شقيق كايوين الأصغر .
" مبارك يا سيدتي "
" إنه طفل سليم "
" مارتن، سأسميه مارتن "
كرس والديه كل حبهم و رعايتهم لأخيه الذي كان يصغره بسنة واحدة فقط ولم يكذبوا على مارتن أبدًا .
*******************