الفصل 111 و 112 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


و مع ذلك ……

" آنا "

رفعت يلينا يدها إلى أذنها بعد أن تركت يد آنا و خلعت أحد أقراطها .

كانت لا تزال يلينا تجلس القرفصاء لذا رفعت ذقن آنا لتتقابل نظراتهما، ثم وضعت القرط في يدها .

" هل لا بأس إذا طلبت منك معروفًا ؟ "

" آنسة ملاك ؟ "

" بمجرد أن أقف، خذي هذا القرط و توجهي مباشرة إلى قلعة الدوق "

عندما نظرت مباشرة في عيون آنا، همست يلينا بهدوء " عندما تصلين إلى هناك، إمسكي أي شخص و أطلبي منه تسليم هذا القرط إلى الدوق "

" ……. "

" ……. "

" يمكنك فعل هذا، أليس كذلك ؟ "

بمجرد أن سألتها ذلك، أومأت آنا برأسها .

ربتت يلينا على رأس آنا، للتعبير عن مدى فخرها بها .

" أنا أعتمد عليك "

بعد ذلك بوقت قصير، وقفت و أدارت ظهرها لآنا .

بدت آنا مترددة للحظات لكن بعد ذلك بوقت قصير سمعت يلينا صوت خطواتها وهي تركض .

بعد أن ألقت نظرات خاطفة على جسم آنا الصغير الذي أندمج بذكاء بين حشود الناس، تجهمت يلينا .

' شيء ما كريه الرائحة '

كانت هناك رائحة نتنة و قوية تفوح بالقرب منها .

لم يمضي وقت طويل حتى أكتشفت يلينا مصدر الرائحة الكريهة و بمجرد أن تحولت عينيها بذلك الإتجاه، خلع الرجل الواقف غطاء رأسه .

كان صوت الرجل واضحًا لها حتى وسط حشد الناس .

" لقد مضى وقت طويل، سموك "

" إنكان …… ! "

قبل أن تتمكن يلينا من الرد، كانت الخادمة قد رفعت صوتها بالفعل بدافع الخوف .

لكن كلماتها قُطعت قبل أن تتمكن من الإنتهاء .

بإيماءة من إنكان تقدم أحد رفاقه الذين كانوا ينتظرون في مكان قريب و ضرب الخادمة على مؤخرة عنقها مما أدى إلى فقدانها للوعي .

حدث كل هذا بسرعة لدرجة أنه بدا كما لو كان يدعم امرأة أغمى عليها بسبب الصدمة من أخبار رؤية الوحوش في مكان قريب .

عندما أستدارت يلينا سريعًا للنظر إلى خادمتها بقلق، تحدث إنكان " أعتقد أننا كلانا لا نريد إحداث ضجة في مكان مزدحم مثل هذا "

" ……. "

" لا نريد أن نرى الناس الطيبين في هذه الإقطاعية يتأذون بعد كل شيء، سموك "

مع الإبتسامة اللطيفة التي رأتها يلينا على وجهه في لقائهم الأول، سألها إنكان " أريد أن أكون قادرًا على معاملتك بأدب قدر الإمكان، لذا ما رأيك أن تتعاوني معي، من فضلك ؟ "

بينما كانت تنظر لعيون إنكان بصمت، قامت يلينا بشد قبضتيها بإحكام .

* * * * * * * * * * * *

" هنا، سيدي الفارس هنا "

في الموقع الذي أخذت المرأة كولين إليه، كان حراس المنطقة محاصرون بالفعل في معركة شرسة مع العديد من الوحوش .

" هناك ثلاثة غيلان ؟ "

كانوا الغيلان نوعًا من الوحوش التي كانت تشكل تهديدًا نظرًا لكبر حجمها و قوتها، لكنها لم تكن تعيش في مجموعات، لذلك كان من النادر رؤية أكثر من واحد أو أثنين منهم في وقت واحد .

سحب كولين سيفه بالفعل بالرغم من أنه كان يشعر بالحيرة من الموقف و قطع عنق أقرب واحد .

كان كولين ماهرًا بما يكفي للمشاركة في عمليات إخضاع الوحوش منذ ٨ سنوات .

على الرغم من أن الآخرين قد لا يكونون قادرين على قول ذلك بسبب تصرفاته المعتادة، إلا أن كولين كان في الواقع ماهرًا بما يكفي للتنافس على المراكز الأولى بين فرسان الدوق .

في غمضة عين، قضى كولين على الغيلان الثلاثة و أعاد سيفه إلى غمده .

" عزيزي ! جيني ! "

" ماما ! "

عانق رجل متوسط العمر و طفلته اللذين كانا مختبئين خلف الحراس، المرأة بإحكام .

أقترب أحد الحراس الذي كان يشاهد كولين وهو يقتل الغيلان بدهشة و سأله " أمم … أنت السير كولين، أليس كذلك ؟ شكرًا جزيلاً لقدومك، إذا لم تظهر لمساعدتنا فلا أعلم ماذا كان سيحدث …. "

ظل كولين صامتًا و بدلاً من ذلك حدق في جثث الغيلان المتناثرة على الأرض .

' هذا غريب '

بغض النظر عن طريقة تفكيره في الأمر، لم يستطع العثور على أي سبب لتجمع الثلاثة غيلان و سبب تركهم أعماق الجبال ليظهروا فجأة في مكان كهذا .

بعد كل شيء، من المستحيل أن يمسك بهم شخص ما و يطلق سراحهم عمدًا ….

' عمدًا ؟ '

في لحظة، تجمدت دواخله و سرعان ما بحث كولين عن المرأة التي أحضرته إلى هنا .

" اعذريني "

" آه أيها الفارس، شكرًا جـ …. "

" ما الذي دفعك للقدوم إلى حيث كنت لتطلبي المساعدة ؟ لابد أنه كانت هناك أماكن أخرى كان من الممكن أن تذهبي إليها "

كان موقع كولين بعيدًا جدًا عن الموقع الذي ظهرت فيه الوحوش .

بدت المرأة مترددة في البداية، لكنها سرعان ما أجابت " حسنًا، هذا … أخبرني أحدهم بينما كنت في منتصف بحثي المحموم عن المساعدة، قال أنني إذا أتجهت نحو الساحة المركزية فسيكون هناك فارس في الطريق، لذلك كل ما كنت بحاجة إلى فعله هو شرح الموقف بأعلى صوت ممكن و أطلب المساعدة منه …. "

ألقت المرأة نظرة على كولين، بعد أن أضافت أنها كانت مستنزفة بالخوف لدرجة أنها فعلت ما قيل لها أن تفعله .

كان وجهه شاحبًا جدًا .

بعد أن أدرك كولين ما حدث، أستدار بسرعة للإتجاه الذي أتى منه .

" سـيـدتـي ! "


الفصل : ١١٢

كانت العربة تسير بسرعة كبيرة على طريق غير ممهد .

و نتيجة لذلك، كانت الإهتزازات بالداخل شديدة للغاية .

تحدث إنكان إلى يلينا التي ثبتت نظراتها على نافذة العربة بعد أن قدمت عذرًا بأنها مصابة بدوار الحركة .

" من فضلك انتظري لفترة أطول قليلاً سموك، يمكننا أن نبطئ عندما نخرج من الدوقية و ستصبح الأمور أكثر راحة بعد ذلك "

بقيت يلينا صامتة .

كان رأسها مشغولاً حاليًا .

' كيف حدث هذا ؟ '

على حد علمها، يجب أن يكون إنكان محتجز حاليًا في منزل الفيكونت ماريزون في العاصمة .

كانت قد سمعت أنه أثناء وجوده هناك، سوف يركز على التعافي من إصاباته و بمجرد أن يتعافى سيتم نفيه إلى منزلهم الريفي .

' إذًا لماذا هو هنا ؟ '

هل هرب من كل شيء بمفرده ؟

هل تعافت إصاباته تمامًا ؟

هل يعرف الفيكونت ماريزون بهذا ؟

تصلب وجه يلينا .

على الأقل شعرت أنها يمكن أن تستبعد فكرة أن الفيكونت ماريزون يعرف هذا و يوافق عليه .

ما لم يكن مجنونًا، فمن المستحيل أن يسمح لإبنه الذي قرر بالفعل التخلي عنه، بإختطاف الدوقة .

حسنًا إذًا، لقد تم إختطافها حاليًا من قبل إنكان .

ولم يكن لديها أي فكرة إلى أين تسافر العربة .

عضت يلينا على شفتيها و واصلت التحديق من النافذة .

' هذا اللقيط المجنون '

لم تتخيل أبدًا أنها ستلتقي حقًا بإنكان بهذه الطريقة .

كيف ستتوقع شيئًا مجنونًا كهذا ؟

عقدت حاجبيها و أستدارت فجأة لتنظر إلى إنكان عندما جاء شيئًا ما إلى ذهنها .

" انتظر، في هذه الحالة كانت الرسائل التي تلقيتها منذ فترة .… "

" رسائل ؟ "

" …. لا تهتم "

بعد أن تحققت من تعابير إنكان بأنه لا يعلم شيئًا، أعادت يلينا نظرها إلى النافذة .

في هذه الحالة، لن يكون هناك سبب يدعو إنكان إلى التظاهر بالجهل إذا كان هو المسؤول .

حتى الآن، تجاهلت يلينا أي فكرة عن الرسائل المجهولة في رأسها .

أستمرت العربة في التحرك دون توقف .

و بينما كانت يلينا تتظاهر بتعديل شعرها المبعثر، لمست القرط الوحيد المتبقي .

كانت أقراطها تحتوي على سحر تتبع .

إذا كان لديك أحد الأقراط، فستتمكن من العثور على موقع الآخر .

إذا تمكنت آنا من توصيل القرط إلى زوجها بأمان، فلن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لإستخدامه للعثور على موقعها .

' رغم أن …. هذا فقط إذا تمكنت من توصيله بأمان '

كان على يلينا توقع الأسوأ .

لم يكن بإمكانها الإسترخاء و الإيمان فقط بالأقراط وحدها .

كانت آنا صغيرة جدًا .

كان عليها أن تفكر بإحتمال حدوث خطأ ما أثناء توصيل القرط، قد تفقد آنا القرط في طريقها .

أستذكرت يلينا بعناية المشهد الذي مرت به في ذاكرتها .

بالرغم من اختطافها، لم يقوموا بتقييد أي من أطرافها .

بسبب أنه يفضل التمسك بالسلوك النبيل، عندما لم تظهر يلينا أي علامات على المقاومة سمح لها إنكان بركوب العربة دون تقييد يديها أو قدميها .

فجأة بدأت العربة تهتز بشكل عنيف أثناء عبورها جسرًا حجريًا .

" ……. ! "

بعد أن أنتظرت طويلاً بما يكفي، نظرت يلينا فجأة إلى إنكان .

" أوورغغ ! "

" سموك ؟ "

" أعتقد أنني سوف أتقيأ - أورغغ ! "

" انتظري، حُوذي ! " نادى إنكان بسرعة على سائق العربة بنبرة مرتبكة .

توضيح : حُوذي معناها ' سائق العربة ' .

ربما بسبب مهارات السائق في القيادة، توقفت العربة سريعة الحركة على الفور .

بعد أن تأكدت أن العربة قد توقفت بالفعل، ربتت يلينا على صدرها .

' هذا من حسن الحظ، إذا استمروا بالتقدم فقد أضطر حقًا إلى التقيؤ '

كانت مستعدة حقًا لإخراج مافي داخلها في جميع أنحاء العربة، إذا أمر إنكان السائق بمواصلة القيادة دون توقف .

لم يكن الأمر صعبًا أيضًا .

منذ اللحظة التي ظهر فيها إنكان أمامها، تعرضت يلينا لرائحة كريهة كان يحملها .

حتى الآن، كانت الرائحة الكريهة لا تزال موجودة .

شعرت أنها ستخرج كل شيء أكلته اليوم، إذا أخذت نفسًا عميقًا بجوار إنكان .

' ماذا يمكن أن يكون سبب رائحته الكريهة ؟ '

فكرت يلينا في هذا السؤال للحظة .

الشيء الوحيد الذي كان يرتديه كتمويه هو غطاء رث يغطي وجهه فقط .

لذلك لم تستطع معرفة من أين تأتي هذه الرائحة الكريهة .

سأل إنكان بقلق " سموك، هل أنتِ بخير ؟ "

' ربما هو قلق من أنني قد أتقيأ على ملابسه أو حذائه '

دون أن ترفع رأسها، أخرجت يلينا صوتًا بدا و كأنها تحتضر " …. لا ، لا يزال داخلي في حالة اضطراب، أعتقد أنني بحاجة إلى الخروج لأتقيأ "

" هذا …. "

" هل علي التقيؤ هنا بدلاً من ذلك ؟ "

" ……. "

" ……. "

" إذا كنت قلقًا من أنني قد أحاول الهروب، فيمكنك الخروج أيضًا و مراقبتي، أنت لا تعتقد حقًا أنني سأتمكن من التغلب عليك بالقوة و الهرب، أليس كذلك ؟ "

بعد بعض التردد و سواء أقتنع بهذا أم لا، فتح إنكان باب العربة .

ثم قفزت يلينا من العربة و بدأت تتظاهر بالتقيؤ على جانب الطريق .

******************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان