الفصل 109 و 110 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


" آآهه "

تأوه رجل ملطخ بالدماء وهو يتلوى على الأرض .

سألت سيدة شقراء كانت جالسة على المقعد تضع رجلاً فوق رجل و تحدق في هذا الرجل " إلى أين قلت أنه ذاهب ؟ "

" إلى - يلهث - إلى دوقية مايهارد …. "

كان من المستحيل معرفة ما إذا كان إرتجاف الرجل ناتج عن الألم أم الخوف .

حدقت المرأة في الرجل لفترة طويلة كما لو كانت تحاول معرفة ما إذا كان يكذب، قبل أن تلوح بيدها .

" اخرجه من هنا "

سرعان ما تم سحب الرجل و إخراجه من الغرفة، سحبه الفارسان مثل قطعة قمامة .

لقد خلف وراءه أثرًا طويلاً من الدماء، فقد كانت الدماء تمتد إلى الباب .

تنفست السيدة الصعداء .

" ذلك اللقيط المجنون …. "

لقد اختفى إنكان .

لم يكن إختفائه المشكلة الوحيدة لقد سرق أحد ممتلكاتها قبل أن يهرب .

' بدلاً من السرقة، هل سيكون من الأدق تسميتها أكل و هرب '

كان الرجل الذي تم إخراجه للتو من الغرفة وهو مغطى بالدماء من رأسه حتى أخمص قدميه هو الخادم الذي كان يتمركز دائمًا بجانب سرير إنكان، بإتباع تعليمات إنكان سرق الغرض من غرفتها و سلمه له .

" من المؤكد أن هذا الأحمق أستخدم ذكائه الضئيل، حسنًا سيكون من الصعب أن يحاول الهروب بجسده في مثل هذه الحالة "

' لقد كنت مهملة و غير مبالية لمراقبته، خاصة و أن جسده كان ضعيفًا للغاية '

تعكر مزاجها .

' و توجه إلى دوقية مايهارد من بين جميع الأماكن …. '

غرقت السيدة في التفكير للحظة قبل أن تلوح بيدها مرة أخرى .

بهذه الحركة، انحنى رجل كان ينتظر في مكان قريب على الفور على ركبة واحدة عند قدميها و أنتظر أوامرها .

" شق طريقك إلى دوقية مايهارد على الفور و عندما تصل …… "

أستمرت بإلقاء أوامرها لفترة طويلة .

بعد فترة و بعد أن حفظ أوامرها، أحنى الرجل رأسه و أختفى من المكان .

نهضت السيدة من مقعدها .

و عندما غادرت الغرفة قامت بمناداة خادمتها الشخصية .

" اتبعيني يا هانا، لنستعد للخروج "

" إلى أين سنذهب ؟ "

ردت المرأة دون النظر إلى خادمتها .

" أنا بحاجة للذهاب لشراء بعض الملابس السوداء "

توضيح : الأسود هو لون الحداد، شرائها للملابس تجعل الأمر يبدو و كأنها تتوقع موت شخص ما .

* * * * * * * * * * * * *

" سيدتي لقد وصلتك رسالة "

يلينا التي كانت على وشك مغادرة الغرفة، نظرت إلى الرسالة التي كانت الخادمة تمسك بها .

لم يكن هناك شيء يمكن تمييزه من شكل الرسالة، لذا أخذت يلينا الظرف و قلبته .

كما هو متوقع، لم يكتب أسم المرسل على الظرف .

" تمامًا مثل قبل، هل ليس لدى رجل التوصيل أي فكرة عن هوية المرسل ؟ "

" نعم، قالوا أنهم مسؤولين فقط عن تسليمها، لذلك …. "

بعد لحظة من الصراع الداخلي، فتحت يلينا الظرف و أخرجت الرسالة .

[ نظرًا لأنك لم تردي، هل نسيتني حقًا ؟ ]

سلمت يلينا الرسالة بسرعة إلى الخادمة .

نظرًا لأن الرسالة كانت قصيرة جدًا، فلم تأخذ وقتًا طويلاً بقراءتها .

" خذي هذا بعيدًا و احرقيه أيضًا من الآن فصاعدًا إذا وصلتني رسالة أخرى مثل هذه فلا تحضريها إلي و بدلاً من ذلك احرقيها أو ارميها بعيدًا "

" حسنًا سيدتي، كما تأمرين "

غادرت الخادمة بسرعة وهي تحمل شيئًا قابل للإشتعال على شكل رسالة .

بعد أن غادرت الخادمة، هزت يلينا رأسها و توجهت إلى غرفة الطعام لتناول طعام الغداء .

' هناك حقًا الكثير من غريبي الأطوار بالخارج '

" صـ صباح الخير يا سيدتي "

سرعان ما قابلت يلينا كولين أثناء ذهابها إلى غرفة الطعام .

بالعادة، كان سيذهب في طريقه الخاص بعد تحيتها و لكن يبدو أن كولين اليوم لديه شيئًا آخر في ذهنه .

" يبدو أن الطقس لطيف اليوم "

حدقت يلينا بفضول في كولين الذي بدا فجأة يتحدث عن الطقس، قبل أن تسأله " هل هناك شيء تود أن تقوله لي، سير كولين ؟ "

" …. بأي فرصة، هل سيكون لديك وقت بعد الغداء ؟ "

" أجل سأكون متفرغة، لماذا تسأل ؟ "

" هل لديك أي خطط للخروج اليوم ؟ "

" هاه ؟ "

عندما رمشت يلينا بتفاجؤ، احمر كولين خجلاً و تلعثم وهو يحاول التفسير .

" توماس و ماكس يتفاخران … مهلاً ! كلا، الأمر ليس كذلك، لقد أعتقدت فقط بما أن الطقس لطيف للغاية اليوم، ألن يكون من الجيد الخروج لبعض الوقت …. "

آه .

أدركت يلينا على الفور سبب إقتراح كولين لذلك .

بالتفكير في الأمر، كان لكل من ماكس و توماس فرصة في مرافقة يلينا و كان كولين الوحيد الذي لم يفعل ذلك بعد .

' إذا كان من أجل نزهة .… '

في النهاية، تحولت أفكارها إلى آنا .

' هل هي بخير ؟ '

منذ آخر لقاء لهما، عندما قامت يلينا بإنقاذها من الأطفال الآخرين في الزقاق، لم تسمع أي أخبار عن آنا .

هذا يعني أنه لم يكن هناك أي شيء على وجه الخصوص يحدث مع آنا .

لأن بن قرر أن يهتم بشكل أكبر في الحفاظ على آنا آمنة حتى يحين الوقت لفتح الصيدلية .

مع ذلك، الآن بعد أن برزت آنا في ذهنها، ظلت يلينا تشعر بالحاجة إلى رؤيتها .

بعد بعض التفكير، ألتفت يلينا إلى كولين .

" حسنًا إذًا، سأخرج في رحلة قصيرة بعد وجبة الطعام، لذا تأكد من الإستعداد لذلك "

" سأبذل قصارى جهدي لمرافقتك ! "

ألتمعت عيون كولين بشدة .

لم تبدو يلينا مندهشة على الإطلاق بعد أن تخلت عن فهم سبب شعور فرسانها بالطريقة التي يشعرون بها و بدلاً من ذلك تقبلت أن هذا هو بالضبط كيف يجب أن تكون الأمور .

* * * * * * * * * * * * *

" همم ؟ "

بعد الغداء، عندما كانت تستعد للخروج بشكل عشوائي، توقفت يلينا عندما رأت القرط الذي أحضرته لها الخادمة .

" هذا …… "

******************
الفصل : ١١٠

تفحصت الخادمة تعابير يلينا بحذر .

" لقد جهزت هذه لأنني أعتقدت أنها ستتناسب بشكل جيد مع الفستان الذي ترتديه سيدتي اليوم، إذا كانت لا تناسب ذوقك، فهل أستبدلها بزوج مختلف ؟ "

" لا، لا بأس "

أخذت يلينا الأقراط فورًا و وضعتها بأذنيها .

تألق إنعكاس الأقراط المرصعة بالجواهر الخضراء الباهتة في المرآة .

* * * * * * * * * * * * *

" آنسة ملاك "

كانت آنا مسرورة بمقابلة يلينا مرة أخرى للمرة الثالثة .

بالرغم من وجود مشكلة بسيطة بما كانت آنا تناديها لكن بعد بعض التفكير، قررت يلينا ترك الأمر كما هو .

أعتقدت أنه سيكون من الأفضل السماح لآنا بمناداتها كما تحب .

بدأت آنا و يلينا في المشي معًا .

" هل هناك شيء تود آنا أن تفعله ؟ "

" أمم …. أريد أن آكل بعض الفواكه المسكرة "

سُئلت عما تريد فعله لكنها أجابت بما تريد أن تأكله .

كما هو الحال دائمًا، ظلت إهتمامات آنا كما هي .

أبتسمت يلينا بهدوء معتقدة أن هذا كان أحد الأشياء التي جعلت آنا لطيفة للغاية ثم أخذتها إلى المتجر .

" شكرًا جزيلاً، من فضلك عودي مجددًا "

غادرت آنا المتجر بعد أن أختارت قطعتين من الفاكهة المسكرة .

يبدو أنه كان من الصعب عليها حملهما في نفس اليد .

سألت يلينا التي كانت تمسك بيد آنا الأخرى " هل تخططين لتناول كلاهما ؟ "

هزت آنا رأسها .

" سأعطي واحدة لهانز "

أُجبر هانز الذي تعافى مؤخرًا من مرض شديد على البقاء في المنزل بدلاً من مرافقتهم في هذه الرحلة .

" يبدو أنك تتوافقين جيدًا مع هانز "

" لقد وعدنا بعضنا أن نتزوج عندما نكبر "

" ……. "

" ……. "

ثم أضافت آنا " على الرغم من أنه شيء مقلق أن يمرض هانز كثيرًا و يتصرف أحيانًا كالأبله لكن لا بأس، لأنه من الآن فصاعدًا سأكبر لأكون أكبر من هانز و أستطيع حمايته "

تذكرت يلينا هانز و آنا المتزوجين بسعادة في المستقبل .

كانت آنا أقصر بكثير من هانز الذي سيصبح طويل القامة عندما يكبر .

أرتسمت إبتسامة دافئة في وجه يلينا .

" هذه خطة جيدة، لكن آنا إذا سألت السيد الفارس هنا، فأنا متأكدة من أنه سيكون …. "

وفي تلك اللحظة .

جاءت امرأة متوسطة العمر تركض نحوهم من مسافة بعيدة .

" حـ حالة طارئة ! إنها حالة طارئة ! "

كانت صرخاتها مستعجلة .

بعد مسح محيطها، رصدت المرأة متوسطة العمر كولين الواقف بجانب يلينا و أندفعت إليه على الفور .

" فارس ! أنت فارس، أليس كذلك ؟ أتوسل إليك، ارجوك ساعدنا ! "

" ماهي المشكلة ؟ "

" ظهرت الوحوش "

بعد أن قالت كلمة ' الوحوش ' أندلعت الضوضاء من حولهم .

" الوحوش ؟ "

" الآن هل قالت وحوش ؟ "

" يا إلهي …… ! "

بالرغم من أنه تم حل هذا الأمر الآن لكن لم يكن هناك من لا يعلم أن الوحوش كانت أكبر تهديد للدوقية في الماضي .

في لحظة، غطى جو من الخوف الشارع كله .

" هناك أكثر من وحش، لذا فإن الحراس لن يستطيعوا التعامل معهم، من فضلك ساعدنا أيها الفارس ! ارجوك أنقذ عائلتي …. "

" و … و لكن …. "

كان كولين الذي يعمل حاليًا كمرافق ليلينا مرتبكًا من هذه المعضلة .

تحدثت يلينا " فقط اذهب "

" سيدتي ! "

" لن أتحرك من هذا المكان لذلك لا تقلق بشأني، اذهب و اقضي عليهم "

لقد أبعدته يلينا بعيدًا .

بناءً على هذا الأمر الصريح لم يكن بوسع كولين إلا الإبتعاد و المغادرة على مضض .

" …. سأعود قريبًا "

بمجرد أن سحبت المرأة كولين بعيدًا، جلست يلينا القرفصاء و بدأت في مواساة آنا .

" آنا لا بأس، كل شيء سيكون على مايرام "

" …. حسنًا "

لقد فقدت آنا والدها أمام الوحوش .

على الرغم من أنه لم يكن مثل ظهور الوحوش أمامها مباشرة إلا أن الموقف نفسه كان كافيًا لتحفيز الصدمة لديها .

غرقت يلينا في التفكير عندما بدأت يدها المتعاطفة تربت على ظهر آنا الصغير .

' لكن أن تظهر الوحوش فجأة … وفي وسط المدينة أيضًا ! '

كانت تعلم أنه حتى بعد العمليات المكثفة لإخضاعهم، لا تزال الوحوش تظهر من حين لآخر في الدوقية .

حتى في الليلة التي أعتقدت يلينا بسذاجة أنها ستنام فيها مع زوجها للمرة الأولى، تم إستدعاءه للخروج من القلعة بسبب الوحوش .

ولكن نظرًا لأنها لم تسمع عن وجود أي مشكلات تتعلق بالخسائر البشرية، فقد أعتقدت أنه حتى لو ظهروا، فسيكون فقط في ضواحي الجبال .

ولكن حاليًا، كانوا في شارع مركزي مزدحم مليء بالناس .

' إلى جانب ذلك، كان الوضع سابقًا يبدو بعض الشيء …… '

على الرغم من شكوكها لم يكن بوسع يلينا تجنب إرسال كولين .

كان الجميع هنا قد رأوا و سمعوا المرأة وهي تتشبث بكولين بينما كانت تتوسل إليه لإنقاذ عائلتها .

إذا رفضت يلينا إرسال كولين سيكون من الواضح نوع الشائعات الغير سارة التي ستنتشر بين أهل الإقطاعية .

ستكون محظوظة إذا انتهى الأمر بإنتقاد الناس لشخصية زوجة الدوق .

في أسوأ الإحتمالات قد ينتشر عدم الثقة و الكراهية تجاه قلعة الدوق نفسها بين سكان الإقطاعية، مما سيؤدي إلى مغادرة أعداد كبيرة من الناس .

بالطبع كانت يلينا سترسل كولين حتى لو لم يكن هناك أي شخص من حولهم، لكن لا يمكن إنكار أن الوضع الآن لم يبدو مجرد مصادفة .

توقفت يد يلينا للحظة بعد أن توصلت إلى هذا الإستنتاج .

" ……. "

ربما كانت تقفز فقط إلى الإستنتاجات .

*****************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان