" آه، سمعت أنه لم يتبقى الكثير من الوقت حتى موعد الولادة ؟ هذا من حسن الحظ، بمجرد أن تكتشف الحقيقة، قد تتعرض للإجهاض بسبب الصدمة "
واصل إنكان حديثه بنبرة سعيدة " ألن يكون ذلك أفضل من رميها للطفل بعد أن مرت بكل هذه المشاكل لتلده ؟ على الرغم من أنه إذا أجهضت بسبب صدمة كهذه فلا يمكننا التأكد من أنها ستكون بخير …. "
" …. سأفعل ذلك "
في النهاية سقط الخادم على ركبتيه .
مع إرتجاف أطرافه، فتح فمه و سأل .
" … ماذا تريد مني أن أفعل بعد أن أدخل لغرفة السيدة ريبيكا ؟ "
بعد أن حصل على الإجابة التي كان ينتظرها، أبتسم إنكان برضى .
" هذا بسيط، ألم أخبرك بالفعل ؟ ليس بالشيء الكبير، أنت فقط بحاجة إلى أن تجلب لي من غرفتها، هذا الشيء …. "
* * * * * * * * * * *
" هذا الطلاء ! " صرخت يلينا بنبرة جادة .
كانت تحمل في يدها دلو طلاء صغير .
" نحن بحاجة لشراء طلاءات جديدة، لا أحب هذه الألوان الموجودة لدينا حاليًا "
" أهذا صحيح ؟ "
" أمم، نعم خاصة اللون الأزرق "
بعد قول هذا، وضعت يلينا الطلاء و رفعت يدها .
" آه، لكن ابقَ مكانك "
كانت يلينا و كايوين جالسين في غرفة الرسم الذي تم بناؤه داخل قلعة الدوق .
كان سبب وجودهما هنا في غرفة الرسم بسيطًا .
لقد بدأ كل شيء بمحادثة أجروها بعد عودتهم من المهرجان .
" بالمناسبة يا زوجي أنت ليس فقط ليس لديك أي تفضيلات، يبدو أنه ليس لديك هوايات أيضًا، أليس كذلك ؟ "
" ليس لدي وقت فراغ حقًا لفعل أي شيء آخر "
" لكن الأمر ليس و كأنك لا تمتلك بعض من وقت الفراغ، أليس كذلك ؟ "
" قد يكون الأمر كذلك، و لكن …… "
" حسنًا، دعني أجد لك هواية، فقط اعطني بضعة أيام، لأنني سأفكر في ما قد يناسبك بشكل أفضل "
الهواية التي قررتها في النهاية كانت الفن، على وجه التحديد الرسم .
' هذا لأنني لست بهذا السوء عندما يتعلق الأمر بالرسم '
أمتلكت يلينا مهارات جهنمية تجعل الأفواه فاغرة تمامًا بطريقة سيئة، كانت فاشلة بكل شيء عدا الرسم، فقد كانت تعرف الكثير عن الرسم، على الأقل كانت تعرف ما يكفي لتعلم المبتدئين تمامًا مثل كايوين .
' بهذه الطريقة، سنتمكن من قضاء الكثير من الوقت معًا '
بدأت يد يلينا التي كانت ترسم على اللوحة بالتحرك بحماس أكثر، قبل أن تبدأ في درس أساسيات الرسم لهذا اليوم، كانت يلينا تغتنم الفرصة لإظهار مهاراتها .
عندما كانت تركز على رسم كايوين الجالس، قالت يلينا فجأة " أوه بالمناسبة، هل سمعت الخبر ؟ على ما يبدو أندلع حريق في قبو النبيذ في منزل البارون أنهايم "
تذكرت يلينا الأخبار التي نقلها بن إليها هذا الصباح و تابعت " أندلع الحريق بشكل كبير و انتهى الأمر بفقدان البارون لمعظم مجموعات النبيذ الثمينة الخاصة به، يقولون انه شخص فاشل و سكير لدرجة أنه اغمى عليه بسرعة و انه مازال غير قادر على النهوض من السرير …. "
ما كان مفاجئًا للغاية بشأن هذه الأخبار لم يكن أن حريقًا قد أندلع في قبو النبيذ الخاص به و لكن حقيقة أن البارون أنهايم كان شخصًا سكيرًا فاشلاً .
" أي نوع من الفاشلين يضع المخدرات في مشروباته ؟ "
هل هناك طريقة تجعل الشخص يقدر مذاق النبيذ بشكل صحيح إذا كان مخدرًا ؟
أو هل يمكن أن يكون العقار يحسن مذاق النبيذ ؟
بينما كانت هذه الأفكار تراود يلينا، أجاب كايوين " هل حدث شيء كهذا ؟ هذه أول مرة أسمع فيها هذا "
" حقًا ؟ "
' إذن لم يخبره بن بذلك ؟ '
كانت تعتقد أن من عادة كبير الخدم أن يبلغ زوجها بجميع الأمور أولاً قبل إبلاغها، يبدو أنه كانت هناك أيضًا أيام لم يتبع فيها هذا النظام .
تجاهلت يلينا هذا و اخفضت نظرتها إلى اللوحة .
" همم …… " أخرجت همهمة محتارة من شفتيها .
كانت يلينا عالقة عند مفترق الطرق .
' ماذا علي أن أفعل ؟ '
كانت يلينا على وشك الإنتهاء من اللوحة التي ترسمها، أنتهت من كل شيء ما عدا العيون، كل ما كان عليها أن تفعله الآن هو أن ترسم عيون زوجها و ستنتهي من اللوحة .
لكن ظهرت مشكلة بسيطة في هذه المرحلة .
' اللون الأزرق هذا لا يناسب ذوقي حقًا '
لم يكن لون الطلاء ملفتًا للنظر بدرجة كافية، كانت ألوان الطلاء الأخرى جيدة، لكن اللون الأزرق كان إستثناء .
' إذا أستخدمت هذا اللون للتعبير عن لون عيون زوجي سيكون هذا …. '
شعرت بأنه سيكون أقل بكثير من لون عيونه الحقيقية .
حدقت يلينا في اللوحة للحظات ثم بعد أن أنتهت من التفكير بدأت فرشتها بالتحرك مرة أخرى .
على الرغم من أن أفعالها كانت نصف مندفعة إلا أن النتيجة كانت أفضل مما كانت تتوقعه .
وضعت يلينا فرشتها و أخذت لحظة لتقدير الصورة التي رسمتها قبل أن تخرج رأسها من خلف اللوحة .
" كما تعلم …. "
" نعم ؟ "
" قد تكون النتيجة مفاجئة بعض الشيء لكن حاول ألا تتأثر كثيرًا "
بعد أن أخبرته بهذا التحذير، رفعت يلينا حامل اللوحة و قلبته .
عندما دارت اللوحة و أصبحت الرسمة في مجال رؤية كايوين .
" هذا …… "
****************
الفصل : ١٠٠
حذرته يلينا من أنه قد يتفاجأ لسببين .
السبب الأول .
" قبل كل شيء، لم يناسب الطلاء الأزرق ذوقي حقًا …. لذا بعد التفكير قليلاً قررت استخدام لون مختلف بدلاً من ذلك "
لقد لونت عيون كايوين باللون الوردي .
بدلاً من استخدام لون باهت مقارنةً بلونه الحقيقي .
فكرت يلينا بتلوينه بلون مختلف تمامًا و قبل أن تعرف ذلك بدأت يدها في التحرك .
و المثير للدهشة أن النتيجة لم تكن سيئة للغاية بالنسبة لشيء فعلته دون تفكير .
في الواقع، لقد اتضح أن النتيجة كانت جيدة جدًا، كرسامة لم تجد يلينا أي سبب لتكون غير راضية .
و السبب الثاني .
" و أيضًا قررت ألا أرسم البقع الخاصة بك، بعد كل شيء، إنها مجرد لوحة و هناك شيء مثل ترخيص فني …… "
في اللوحة كان وجه كايوين بلا علامات .
حدقت يلينا بصمت في الرسمة التي رسمتها بيديها .
' كم هو وسيم '
خلال الأيام القليلة الماضية، أدركت يلينا شيئًا ما ببطء .
كان زوجها وسيمًا .
إذا كان عليها تحديد ذلك، فقد كان وسيمًا لدرجة أنها شعرت أحيانًا بالإرتباك قليلاً لمجرد النظر إليه .
حتى التحديق في الرسمة كما تفعل الآن كان كافيًا لجعلها تشعر بهذه الطريقة .
نظرًا لأن يلينا لم تكن رسامة مشهورة، كان من الواضح أن لوحاتها ستكون أدنى من لوحات المحترفين الحقيقيين لكن جمال كايوين الذي تم الكشف عنه من خلال هذه اللوحة كان مذهلاً للغاية لدرجة أن أي شخص سينظر لهذا لن يكون قادرًا سوى على الإعجاب به .
' التفكير بأن لا أحد يعلم بهذا …… ' شعرت يلينا بمشاعر معقدة .
على الرغم من وجود كل أنواع الشائعات التي تحيط بزوجها إلا أن لا أحد منها تحدثت عن مظهره .
حسنًا، كلا، كانت هناك واحدة .
شائعة أن وجه الدوق الوحشي كان قبيحًا .
' لقد تجرأوا بالفعل على وصف هذا الوجه بالقبيح ؟ '
حتى لو تحول عيون الجميع بطريقة ما إلى حجارة، كان من الصعب فهم كيف توصلوا إلى مثل هذا الإستنتاج .
بالطبع كانت تستطيع تخمين سبب انتشار هذا النوع من الإشاعات .
لابد أنهم ركزوا على البقع التي تغطي وجه زوجها ولم يفكروا حتى في التدقيق ليروا كيف تبدو ملامحه في الواقع .
' بمجرد أن تدقق في ملامحه ستكتشف بأنه وسيم بشكل لا يصدق '
في الواقع، حتى مع البقع كانت تعتقد أن جمال زوجها لا مثيل له، أنتشرت البقع السوداء في جلده فقط ولم تؤثر على ملامح وجهه على الإطلاق .
تستطيع يلينا أن تقسم بصدق أنها لم ترى رجلاً يمتلك ملامح وسيمة أكثر من التي يمتلكها زوجها، حتى النبلاء الشبان الذين صنعوا أسماءً لأنفسهم في المجتمع الأرستقراطي بسبب مظهرهم الجيد سيتعين عليهم إخفاء وجوههم من العار عندما يقفون بجانب زوجها .
' هووف '
كلما فكرت في وسامة زوجها كلما أنتفخ صدرها إلى ذقنها بتعجرف .
تمامًا عندما كانت يلينا تشعر بسعادة مفرطة مع نفسها، سأل كايوين الذي كان يحدق في اللوحة بصمت " …. هل أبدو هكذا حقًا ؟ "
ردت يلينا بصدق " حسنًا، في الحقيقة أنت تعطي شعورًا مختلفًا قليلاً "
بالرغم من أنها غيرت لون عيونه فقط لكن الرسمة أعطت شعورًا مختلفًا تمامًا عن كايوين في الحياة الحقيقية .
الحقيقة هي أنه عندما لا يبتسم زوجها فهو يترك إنطباعًا باردًا بعض الشيء .
بالرغم من أنه يبدو وسيمًا إلا أنه يبدو أيضًا من الصعب الإقتراب منه، جمال جليدي إذا صح التعبير .
من ناحية أخرى، بدت الرسمة أكثر دفئًا من الحقيقة، لسبب ما أعطت الرسمة شعورًا لطيفًا .
' لقد فكرت في الأمر الآن، في الواقع هو شخص لطيف ألا تبدو الرسمة أكثر دقة من مظهره الخارجي في الحياة الحقيقية ؟ على أي حال، يبدو أن لون العيون أكثر أهمية مما كنت أعتقد '
لم تعتقد أن العيون الوردية ستعطيه هذا النوع من الإنطباع، إذا كان هذا هو الحال، فهل يمكن أن تكون عيناها قد أعطت الآخرين هذا النوع من الشعور ؟
لقد أكتشفت شيئًا غير متوقع .
بينما كانت تفكر أنها تريد إلقاء نظرة في المرآة لاحقًا، قالت يلينا " ومع ذلك، بغض النظر عن هذا الشعور المختلف، إن ملامح وجهك التي قمت برسمها متطابقة تقريبًا مع ملامح وجهك، تبدو جيدة أليس كذلك ؟ "
بينما كانت تنظر بين لوحتها و العارض، برزت فجأة فكرة في رأسها .
' لو أنجبت أنا و زوجي طفلاً في المستقبل …. '
إذا أنجبت صبيًا يشبه زوجي، بإستثناء لون عينيه ألن يعطي هذا النوع من الشعور ؟
بدا الأمر منطقيًا بعد أن تخيلت ذلك .
أبقت يلينا عينيها ثابتة على اللوحة و بدأت توقعاتها تتصاعد ثم فتحت شفتيها لتقول شيئًا لكنها أبتلعت كلماتها .
زوجها حاليًا لا يهتم بإنجاب وريث، لذلك من السابق لأوانه التحدث بمثل هذه الأحاديث .
' لننتظر لفترة أطول قليلاً و عندما يحين الوقت، يمكنني جلب هذه الرسمة و فتح هذا الموضوع بمهارة أثناء عرض اللوحة عليه '
كانت تفكر في أنها يجب أن تعتني باللوحة جيدًا حتى يأتي ذلك اليوم، ثم تحدثت يلينا " إحم، على أي حال، لقد أريتك أسلوبي، من الغد فصاعدًا سنبدأ بالدروس و الحصص ستكون مرتين في الأسبوع "
" ……. "
" لماذا تنظر الي هكذا ؟ "
" لاشيء "
*****************