" أجل، سأعود إلى قصر سولين "
" …. فهمت "
كان كبير الخدم في قلعة ويستاش الذي أستلم أوراق فسخ الخطوبة بالنيابة عن ويستاش، أكثر حزنًا مما توقعت .
مع ذلك، لم يوقف نيفيا .
ربما لأن هذا طبيعي، فقد أراد فالور الإنفصال عنها دائمًا، لذلك لم يوقفها كبير الخدم و بدلاً من ذلك عرض عليها أن يساعدها في حزم أمتعتها .
لم ترفض نيفيا ذلك لكن في الواقع، لم يكن هناك شيء ليفعله .
كل الذي تمتلكه كان يخص ويستاش، لذلك كل الذي كان عليها أن تأخذه هو كتبها المفضلة و عدد قليل من أقلام الحبر التي أشترتها من نفقتها الخاصة .
خرجت نيفيا بحقيبة كان من المحرج حتى إعتبارها أمتعة .
تبعها كبير الخدم و قال :
" كما أخبرتك سابقًا، لقد تم تجهيز العربة بالخارج "
" شكرًا لك "
عندما أعلنت نيفيا منذ فترة وجيزة أنها ستغادر اليوم، قدم لها كبير الخدم لطفًا أخيرًا بتحضير عربة لها .
كما قال أنه سيسلم أوراق فسخ الخطوبة التي وقعت عليها للسيد ويستاش عندما يعود .
كان هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يفعله كبير الخدم لنيفيا .
كان لا يعلم لماذا غيرت التي كانت واقعة في حب فالور لمدة ١٠ سنوات رأيها فجأة، لكن سيكون من العبث طرح المزيد من الأسئلة بعد التوقيع على أوراق فسخ الخطوبة .
بدلاً من ذلك، سألها كبير الخدم سؤالاً واحدًا .
" ماذا ستفعلين بعد أن تغادري ؟ "
توقفت نيفيا التي كانت على وشك صعود درجة العربة .
ثم نظرت إلى كبير الخدم الذي كان يقف خلفها .
كان الوحيد الذي لم يعاملها معاملة سيئة، و كان هو أيضًا من ساعدها حتى النهاية .
في المقابل، أجابت نيفيا .
" سوف أتزوج "
" ….. ماذا ؟ "
سأل كبير الخدم بصوت محتار لكن لم يكن هناك أي إجابة .
و صعدت نيفيا إلى العربة .
في النهاية، لم تطأ قدميها الطابق الرابع في قلعة ويستاش أبدًا .
* * * * * * * * * *
كنت أعني ذلك عندما قلت أنني سأتزوج .
فكرت نيفيا .
' يجب علي إقناع إمبراطور فينفريد في فترة الزواج الوطني '
لقد قررت بالفعل من سأتزوج .
إمبراطور فينفريد، جوا كيم الثاني عشر .
قبل أيام قليلة، وصل وفد من إمبراطورية فينفريد إلى تييري .
و المثير للدهشة أن الوفد ضم إمبراطور فينفريد نفسه .
تفاجأ الجميع من أن الإمبراطور زار شخصيًا بلد آخر، لكن لا يزال هناك شيء مفاجئ أكثر .
حقيقة أن جوا كيم الثاني عشر تقدم بطلب زواج وطني .
" من أجل السلام و الرفاهية لبلدنا و بلدك، أنا الإمبراطور سأتزوج أيضًا من تييري "
تلك كانت كلمات جوا كيم الثاني عشر و بفضل هذا، أهتزت البلاد بأكملها، كلا ، القارة بأكملها .
كان الناس يتحدثون عن الأخ الغير شقيق لجوا كيم الذي تزوج من أميرة تييري .
و بدا أن فينفريد أختاروا أن يصنعوا السلام مع تييري من أجل تقليل القتال .
لكن في الواقع، كان هذا تقييمًا خارجيًا .
و الحقيقة هي أنه كان هناك وضع داخلي ….
' جوا كيم الثاني عشر ليس لديه علاقة جيدة مع والدته، الإمبراطورة الأرملة '
خلال تلك الفترة، توفي الإمبراطور السابق لفينفريد و توج بعدها جوا كيم الثاني عشر .
كان ويستاش مساعدًا مقربًا للإمبراطور، لذلك أتيحت الفرصة لنيفيا لرؤية العديد من الوثائق السرية .
في ذلك الوقت أيضًا، علمت أن هدية تييري لتهنئة الإمبراطور جوا كيم الثاني عشر ذهبت إلى الإمبراطورة الأرملة و ليس للإمبراطور .
و كان تبادل الرسائل يتم مع الإمبراطورة الأرملة و ليس مع الإمبراطور .
فأدركت نيفيا بشكل طبيعي .
أن الإمبراطورة الأرملة تحتفظ بالسلطة الكاملة لفينفريد و لهذا السبب لا يمكن للإمبراطورة الأرملة و جوا كيم الثاني عشر التوافق بشكل جيد .
' ماهو سبب ترك شعبك و الذهاب إلى بلد آخر للعثور على عروس ؟ '
جوا كيم الثاني عشر يريد شخصًا لا يمتلك أي صلة مع الإمبراطورة الأرملة .
إلى جانب ذلك، سيكون من الأفضل لو كان هناك شخص يمكنه مساعدته و دعمه في شؤون الدولة .
و كانت نيفيا الشخص المناسب لهذه الشروط .
' بالإضافة إلى أنه يمكنني تنفيذ الشرط الأخير '
إذا أستطعت فقط أن أقابله و أتحدث معه .
قد تكون نيفيا هي الإمبراطورة المثالية التي يريدها جوا كيم الثاني عشر .
لذلك كان عليها أن تذهب إلى قصر سولين، لأن هناك الكثير من التحضيرات التي يجب عليها القيام بها لتستطيع مقابلة جوا كيم الثاني عشر .
تذكرت فجأة والداها اللذان ألقيا بها إلى ويستاش كما لو كانا يرميانها بعيدًا، ولم يتواصلوا معها ولو لمرة واحدة لمدة ١٠ سنوات .
' لم أرغب في رؤيتك مرة أخرى، لكن لا أملك خيار آخر '
خططت نيفيا للعودة إلى قصر سولين و الإستعداد للمغادرة .
ليس لدي أي نية للبقاء في هذا المكان الفظيع لفترة طويلة .
عندما أنتهت نيفيا من التفكير، توقفت العربة .
" لقد وصلنا يا آنسة "
يمكنك أن ترى حديقة ذات مناظر طبيعية رائعة من نافذة العربة .
هذا هو قصر سولين المحفور في ذكريات طفولتها التي لا تُنسى .
كيف لم يتغير شيء هنا ؟
فتحت نيفيا الباب و نزلت .
في الماضي، لم تستطع الخروج من قصر سولين لأنها كانت خائفة من والديها، لكنها الآن لم تتردد في الدخول .
سارت في الحديقة بلا مبالاة .
بعد فترة وجيزة، شهدت نيفيا مشهدًا غير متوقع .
" هل ستأخذني إلى القصر الإمبراطوري في المرة القادمة يا أبي ؟ "
" بالطبع، لن يكون هذا صعبًا إذا كنت تريدين ذلك، هل هناك شيء آخر ترغبين به ؟ أخبريني بأي شيء، سأفعل كل ماهو ممكن تحت أسم سولين "
" أممم، أريد سيفًا حقيقيًا ! و ليس سيفًا مزيفًا، كم سيكون الأمر محرجًا إذا لم أستطع أنا خليفة عائلة سولين المبارزة "
كان الماركيز سولين الودود الذي لم يسبق لي رؤيته هكذا من قبل و فتاة شقراء تشبهه تمامًا يتجولان في الحديقة بينما يتحدثان بمودة .
* * * * * * * * * * * *
في هذه الأثناء، كان فالور الذي لم يعلم بعد أن نيفيا قد غادرت، يعمل بجد ليغادر العمل مبكرًا .
بعد المناقشة مع الإمبراطور لمدة ثلاث ساعات، توجه إلى مكتبه لكتابة ما يجب التفاوض عليه مع الوفد .
تحدث فالور بإنزعاج .
" لا أعرف لماذا يثيرون ضجة مفاجئة بشأن الزواج في هذا الوقت، الأشخاص الذين لم يسبق لهم أن خطو خطوة واحدة نحو تييري فجأة تزوج أثنين منهم من تييري …… "
" يجب أن يكون قد قرر أنه سيحتاج إلى مساعدة تييري للتوسع بإتجاه البحر، لذا لا يجب أن يتحمس كثيرًا، بفضله يمكننا الحصول على حصة أيضًا "
كان مساعده يحاول مواكبة خطوات فالور السريعة .
كان كل فرد في القصر الإمبراطوري يتطلع إلى الزواج الوطني مع فينفريد .
ليس من المبالغة القول أن فينفريد الواقعة في الشمال الشرقي من تييري، أحتلت قارة روزيتيا بأكملها لأنها كانت دولة قوية .
بالطبع تييري الواقعة في الجنوب الغربي و تحتكر الحقوق البحرية تقريبًا، قوتها لا تقل عن فينفريد .
منذ أن كان تقييمًا عامًا، كانت تييري هي الخصم الوحيد الذي يمكن أن يواجه فينفريد في قارة روزيتيا .
العلاقة بين البلدين كانت شبيهة بعلاقة الكلب و القط، لكن علاقتهما تغيرت بسرعة بسبب الفضيحة التي أندلعت بينهما منذ عام تقريبًا .
لكن هذه المرة، أتى الإمبراطور بنفسه لإختيار العروس .
كان هذا غير عادي حقًا .
بفضل هذا، كان إمبراطور تييري الآن، يرقص بفرح كبير، قائلاً أنه يمكنه توفير المال لتقوية القوة العسكرية .
كان هذا هو الشعور العام لتييري و كذلك الإمبراطور .
لكن شخصًا واحدًا فقط، لم يشعر هكذا، كان الدوق فالور ويستاش .
كان السبب بسيطًا، أصبح لديه الكثير من العمل ليقوم به .
أي شخص كان سينزعج من أولئك الذين يزيدون من عمله .
لقد فهم مساعده هذا .
قال مساعده وهو يمسح العرق من جبهته بينما كان يمشي كما لو كان يركض .
" سأحاول مساعدتك لتغادر في أسرع وقت ممكن، لا تقلق ! "
" لا ، لا داعي لذلك، أهتم بعملك فقط "
" أوه، نعم، سأفعل ذلك "
نظر فالور إلى مساعده الذي أحنى رأسه بسرعة، و أدار نظرته المنزعجة بعيدًا .
يبدو أن مساعده لم يدرك ذلك لأنه كان يحاول بجد، لكن فالور كان حادًا بشكل خاص اليوم .
و هذا بسبب خطيبته .
' لم أكن أعرف أن الآنسة يوستاس قد تقول مثل تلك الكلمات '
منذ وقت ليس ببعيد، في يوم كانت تسقط فيه أمطار الربيع، شاهد فالور عنف نيفيا العنيف لأول مرة .
بالأمس فقط سمع أن ذلك كان خطأ الآنسة يوستاس .
الشخص الذي يتم السخرية منه علانية بأنه خادم وضيع لا يسعه إلا أن يغضب .
عندما أدركت خطئي، شعرت بالضيق الشديد و كنت أريد أن أعتذر لنيفيا على الفور .
لذلك أثناء مروره بالطابق الثالث، كان ينتظر أن تظهر نيفيا بوجهها المبتسم كما كانت تفعل دائمًا، و تقول له ' لقد قمت بعمل رائع اليوم أيضًا ' و عندها سأعتذر لها و أتخلص من هذا الشعور المزعج .
لكن الليلة الماضية، لم تخرج نيفيا لرؤيته .
.