بمساعدة الخادمة غيرت يلينا ملابسها إلى شيء أكثر بساطة في غرفة الملابس و عندما أنتهت عادت إلى غرفة النوم .
عندها فقط نزع كايوين قناعه و جلس على الأريكة، تفاجئت الخادمة التي ساعدت يلينا في إرتداء ملابسها برؤية وجه كايوين و غادرت الغرفة بعد فترة وجيزة .
" كايوين "
لم تعلم يلينا بردة فعل الخادمة حيث كانت الخادمة تقف خلفها، سارت يلينا إلى المقعد المقابل لكايوين و جلست .
" أنا آسفة، لقد أخذت مزيدًا من وقتك بسبب أموري الشخصية "
" لا بأس، بدلاً من ذلك، هل أنت بخير يا زوجتي ؟ "
" أنا ؟ لماذا ؟ "
" تبدين شاحبة قليلاً "
آه، وضعت يلينا يدها على وجهها، بالطبع هذا لم يكن شيئًا من شأنه أن يحسن بشرتها .
" أنا بخير، لقد كنت فقط مندهشة قليلاً، لذا …. "
بعد أن ترددت للحظة، واصلت يلينا حديثها " حول تلك المسرحية التي رأيناها سابقًا، شعرت أنه قد يكون مكتوبًا من قبل شخص أعرفه … و لهذا السبب أردت مقابلته شخصيًا لمعرفة ما إذا كان هذا صحيحًا "
بالرغم من وجود بعض الإغفالات في كلماتها، إلا أنها لم تكن تكذب .
' كان ذلك بالتأكيد شيطانًا '
كان هناك دور شيطان في المسرحية و هذا هو السبب وراء رغبة يلينا في مقابلة الكاتب المسرحي الذي كتب تلك المسرحية .
لم يستخدموا كلمة " شيطان " في المسرحية، لكن الوحش في المسرحية يتطابق تمامًا مع الشياطين التي رأتها يلينا .
' هل يمكن أن تكون المرأة العجوز ؟ '
عندما رافقهما البارون أنهايم إلى مكان إقامتهما قال أن الكاتب المسرحي كان شاعرًا شابًا و لكن إذا كانت السيدة العجوز، فربما تكون قد غيرت مظهرها من خلال السحر، السيدة العجوز التي عرفتها يلينا كانت شخصًا غير عادي بما يكفي للقيام بهذا النوع من الأشياء بسهولة .
' سأعلم بالتأكيد غدًا و لكن إذا كانت السيدة العجوز حقًا هي التي كتبت هذا السيناريو، فلا بد أن يكون هناك سبب لذلك '
حتى لو لم تكن المرأة العجوز، فإن الأمر يستحق مقابلته، لأنه سيعني أن هناك أشخاصًا آخرين يعرفون المستقبل غيرها .
' فيوووه '
تنهدت داخليًا و مالت يلينا إلى الخلف لتستند على الأريكة .
شعرت بألم في معدتها، دفعها تذكر الشياطين إلى التفكير في الموت الفظيع الذي عانته في المستقبل .
ربما كان هذا هو السبب في أن بشرتها كانت سيئة للغاية .
كان من المحبط أن ينتهي موعدهم الأول في الأماكن العامة بهذا الشكل، عندما فكرت أنه من المؤسف أن تنتهي الأمور بهذه الطريقة، بدأ الإستياء يتراكم داخلها .
' ما هذا ؟ '
في تلك اللحظة شاهدت يلينا زجاجة نبيذ موضوعة على الطاولة .
" من أين أتى هذا النبيذ ؟ "
لم تره هنا قبل أن تتجه إلى غرفة الملابس .
أجاب كايوين " جاءت الخادمة قبل قليل و تركت هذا هنا "
" حقًا ؟ "
بعد التحديق للحظة في زجاجة النبيذ و الكأسين اللذين تُركا بجانبها، مدت يلينا يدها و أخذت النبيذ، يمكن أن يكون النبيذ مفيدًا عندما تعاني من الصداع أو عندما تشعر بالإحباط، لذلك كان هذا مناسبًا تمامًا ليلينا .
" حسنًا إذًا، بما أنهم أعدوا لنا مشروبًا، فلماذا لا نشرب معًا ؟ "
بعد أن فتحت زجاجة النبيذ، ملأت يلينا الكأسين الفارغين و وضعت أحدهما أمام كايوين، لكن كايوين لم يظهر أي ردة فعل .
حدقت يلينا بفضول في كايوين الذي لم يظهر أي ردة فعل، قبل أن تتجمد فجأة، ثم بدأ وجهها يحمر من الأذن إلى الأذن .
" آه، هل هذا بسبب ذلك ؟ "
" هاه ؟ "
" محال لن أصبح ثملة كما كنت في ذلك الوقت، لذلك لا داعي للقلق "
ومضت ذكرى مؤلمة من الماضي في ذهن يلينا، كان ذلك عندما كانت ثملة و فقدت السيطرة على نفسها و حاولت الإعتداء على زوجها بتهور، في النهاية بدلاً من أن تجذب زوجها بنجاح، لم تتمكن حتى من وضع إصبعها عليه و تم لفها في بطانية و أضطرت للنوم حتى الصباح .
كانت تلك لحظة تتويجها بالخجل و العار .
أحمر وجه يلينا كالكرز .
حدق كايوين في وجه يلينا الخجول للحظة، لكنه سرعان ما هز رأسه في إرتباك .
" آه، كلا، الأمر ليس كذلك، لم يكن هذا ما كنت قلقًا بشأنه، لقد كنت أتساءل عما إذا كان من الجيد أن تشرب زوجتي النبيذ عندما لا تبدو بشرتها بحال جيدة …. ؟ "
" هذا مجرد عذر "
كانت تعلم يلينا أنه لم يكن عذرًا، قاطعت يلينا كلامه لأنها إذا أساءت فهم الموقف حقًا، فستشعر بالخجل لدرجة أنها يمكن أن تحتضر و تموت .
طلبت يلينا بنبرة متغطرسة و شديدة بشكل متعمد " خذ كأسك "
رفع كايوين بصمت كأسه من على الطاولة و قام بنخب مع يلينا، شربت يلينا دفعة واحدة، لأنها كانت محرجة للغاية لدرجة أنها شعرت أن حلقها كان يحترق .
عند رؤية هذا، أبتسم كايوين إبتسامة خفيفة و رفع كأسه أيضًا إلى شفتيه و لكن بمجرد أن أخذ رشفة صغيرة من النبيذ، تغير تعبيره .
" يلينا، إنتظري، هذا النبيذ …… "
" هاه ؟ "
أستدارت يلينا التي أفرغت كأسها لآخر قطرة، لتنظر إلى كايوين .
عندها تنهد كايوين .
" …. هؤلاء الحمقى "
" ماذا ؟ "
هل هناك مشكلة ما ؟
***************
الفصل : ٩٢
بإرتباك، نقلت يلينا نظراتها بين كأسها الفارغ و زجاجة النبيذ .
لم يكن هناك أي مشاكل مع نكهة النبيذ و إستنادًا إلى مدى سلاسة وصوله إلى حلقها، لم يكن الكحول قويًا جدًا .
بينما كانت يلينا محتارة بشأن هذا، كان كايوين قد قفز بالفعل من مقعده، ثم سار بهدوء نحو النافذة و فتحها .
" كايوين ؟ " نادته يلينا متسائلة عن سبب قيامه بذلك .
صحيح أن الأيام بدأت تزداد دفئًا، إلا أن ذلك كان فقط أثناء شروق الشمس و الليالي كانت قصة مختلفة .
جعل النسيم البارد جسدها يرتجف عندما دخل من النافذة المفتوحة و أصطدم ببشرتها العارية .
" زوجي، أتشعر بالحر ؟ "
بنظرة أظهرت أنه لم يكن متأكدًا مما سيقوله، عاد كايوين إلى مقعده .
ثم بتعبير معقد على وجهه قال " ليس أنا … بل أنت من ستشعرين بالحرارة، يا زوجتي "
" أنا سأفعل ؟ "
رمشت يلينا ثم ضحكت و كأنها سمعت نكتة مفاجئة .
" محال، أنا لست من النوع الذي يشعر بالحرارة الزائدة بسهولة، على الرغم من أنني لا أبلي جيدًا مع البرد "
في الواقع، كانت يلينا في أقوى حالاتها في الصيف و في أضعف حالاتها في الشتاء، بالرغم من أنها كانت تستمتع بالأطعمة الباردة، إلا أنها كرهت الطقس البارد، لذلك يمكن القول أن البرد هو لعنتها .
" أيضًا، ألقي نظرة على الملابس التي أرتديها "
كانت يلينا ترتدي معطفًا داخليًا خفيفًا يشبه ثوب النوم، على الرغم من أن القماش لم يكن شفافًا، إلا أنه كان هناك طبقة واحدة فقط و مع أكمام قصيرة، تكشف جلد ذراعيها العاري .
" هل هناك طريقة سأشعر بها بالحرارة أثناء إرتدائي لهذا الزي ؟ من ناحية أخرى، إذا قلت أنني قد أشعر بالبرد …. "
يلينا التي كانت في وسط حجة مقنعة على أساس ملابسها، تجمدت فجأة .
' مهلاً '
كان هناك شيء غريب .
' لماذا لا أشعر بالبرد ؟ '
مع هذا النسيم البارد الذي يضرب بشرتها العارية، يجب أن تكون متجمدة أو على الأقل يجب أن تشعر بقشعريرة خفيفة .
لكن في الوقت الحالي، كانت ……
سرعان ما لاحظت يلينا حدوث تغيير في جسدها .
" …. يا إلهي، أعتقد أنني قد أصبت بالحمى ؟ "
أغلق كايوين عينيه للحظة قبل أن يفتحها مرة أخرى .
أظهر تعبيره أنه كان يتوقع ذلك .
سألته يلينا مستشعرة بشيء من وجهه " هل يمكن أن يكون بسبب النبيذ ؟ "
" …… "
" إذًا لقد كان هناك شيء ما في النبيذ ؟ النبيذ الذي شربته للتو ؟ "
عند هذه النقطة، لم يكن لديها خيار آخر سوى التفكير بهذا الإفتراض، ثم أومأ كايوين برأسه ليؤكد أن تخمينها كان صحيحًا .
بنظرة عدم تصديق، وضعت يلينا كأسها الفارغ على الطاولة، ثم واصلت حديثها " أوه، أممم حسنًا، إذن …… "
" …… "
" لقد شربت بعض النبيذ فقط و لكن بالرغم من أنني لست ثملة إلا أن جسدي أصبح ساخنًا، مما يعني أنه كان هناك شيء ما في النبيذ …. "
بعد أن فكرت يلينا بهذا، عادت إلى رشدها و قفزت من على مقعدها .
" البارون، إذا كان يحاول العبث معي … ! "
بدا أن يلينا كانت على وشك الخروج و العثور على صاحب هذا المنزل، لكن هذا لم يحدث، لأنها بمجرد أن نهضت شعرت بدوار شديد .
" آه ! "
عندما كانت على وشك السقوط، أمسك كايوين الذي كان يتوقع ذلك جسدها الذي كان سيسقط .
" …. من الأفضل ألا تقومي بحركات مفاجئة، لأنك ستصابين بالدوار لفترة من الوقت "
" …… "
كانت يلينا صامتة و عقلها أصبح فارغًا تمامًا، كانت حقيقة أن كل شيء أمامها كان يدور مجرد مشكلة واحدة من مشاكلها و المشكلة الأخرى و الأكثر أهمية هي أنها كانت تدرك بشكل مفرط حقيقة أن زوجها يحتضنها في الوقت الحالي، مما جعلها مرتبكة للغاية لتقول أو تفعل أي شيء .
على الرغم من أنه لم يلمس بشرتها العارية، إلا أن المناطق التي كانت تلامسه شعرت بحرارة لدرجة أنها كانت كما لو أنها تشتعل .
" …. أهه، شكـ شكرًا لك، لكن أمم، هذا إلى حد ما …. "
" من فضلك إعذريني " قام كايوين بحمل يلينا بين ذراعيه و مشى إلى السرير .
سرعان ما تم وضع يلينا على سطح ناعم .
" بدلاً من التحرك أو الجلوس، سيكون من الأفضل لك الإستلقاء على ظهرك "
" …… "
بعد أن أستلقت يلينا على السرير، سحب كايوين كرسيًا و جلس بجانبها و هذا يدل على أنه سيواصل الإهتمام بها و الجلوس بجانب السرير .
تابعت يلينا بصمت كل حركات زوجها بعينيها و لكن سرعان ما فتحت شفتيها .
" كايوين "
" همم ؟ "
" الآن، هل أنا …. هل أنا تحت تأثير مثير للشهوة الجنسية ؟ "
على حد علم يلينا، كان هناك نوع واحد فقط من الأدوية يمكن أن يسبب أعراضًا مشابهة لما يعانيه جسدها حاليًا .
" …. أجل "
" كما توقعت "
أبتسمت يلينا .
' من بين كل الأشياء لقد كان مثيرًا للشهوة الجنسية '
دون أن تدرك ذلك، شربت الشيء ذاته الذي كانت تبحث عنه .
" …. زوجي، بأي فرصة، هل تعرف الكثير عن المنشطات الجنسية ؟ "
" لقد تعلمت بعض الأشياء عن الطب "
لقد أفترضت أن المنشطات الجنسية كانت نوعًا من الأدوية و لهذا السبب كان قادرًا على إتخاذ الإجراءات المناسبة فورًا لعلاج أعراضها، من فتح النافذة إلى وضعها على السرير هكذا .
********************