أنفجر الرجل ضاحكًا كما لو كان مصدومًا، هذا لأن الوحوش جلسوا على الأرض قرب آريا و نظروا إليها كما لو كانوا يريدون منها أن تربت عليهم .
' أنا على قيد الحياة …… '
وضعت يدها على قلبها الذي كان ينبض بسرعة و نظرت إلى الكونت كورتيز الذي لم يكن بعيدًا منها .
لقد أغمى عليه و كانت هناك رغوة في فمه .
" هل أصبتم بالجنون فجأة ؟ "
أمال الرجل رأسه للحظة و دفع برفق الوحش القريب منه بقدمه، وقف الوحش الذي دفعه بقدمه و أختبأ خلف ظهر آريا .
" هاه، هذا مدهش "
أقترب الرجل من آريا .
كانت آثار خطواته الدامية تنتشر على الشجيرات، في كل خطوة يقترب فيها .
أحذية رجالية سوداء دامية .
نظرت آريا إلى الحذاء الذي توقف أمامها مباشرة ثم رفعت رأسها .
كان الرجل طويل القامة لدرجة أنها أضطرت إلى إمالة رأسها و النظر إلى أعلى .
" أنتِ، من تكونين ؟ "
في البداية، كان يحدق بها بعيونه النصف مغلقة بملل، لكن الآن كان يحدق بها بإهتمام .
" أنتِ ترتدين قناعًا غريبًا "
كما قال الرجل، كانت آريا ترتدي قناعًا كبيرًا يغطي وجهها، كان القناع بقايا تركتها والدتها .
" كلاب الصيد خاصتي تستجيب بشكل غريزي للقوة القوية، الكلاب تطيعني لأنه لا يوجد أحد في العالم يستطيع التفوق على قوتي "
" …… "
" هل أنتِ أقوى مني ؟ "
مستحيل، كان هذا الرجل قويًا بشكل ساحق، عندما رأيته لأول مرة شعرت بضغط كبير لدرجة أنني لم أستطع التنفس لفترة .
بغض النظر عن مدى عظمة مواهبها و معرفتها، كانت الآن تبلغ من العمر ١٠ سنوات ولم يتم تدريبها على الإطلاق .
" تبدين ضعيفة جدًا "
قال الرجل وهو ينظر إلى آريا من الأعلى إلى الأسفل .
" لستِ أكثر من مجرد حشرة "
' هذا بسبب أن الحوريات صديقة للحيوانات '
كانت القدرة على التفاعل مع الحيوانات إحدى قدرات الحوريات الفريدة .
' لم أكن أعلم أنه سيعمل حتى على وحوش جبال إنغو سيئة السمعة '
نظرت آريا إلى الوحش الذي تحول إلى حمل وديع، كان من الصعب عليها أن تعود إلى رشدها لأنه كان يقوم بلعقها و يتصرف بلطف، و سرعان ما أصبح قناعها الذي كانت ترتديه مليئًا باللعاب .
في الواقع، لم تستخدم آريا أبدًا هذه القدرة للتواصل مع الحيوانات، هذا لأنه لم تكن هناك فرصة للتواصل مع الحيوانات، لأن الكونت أحتفظ دائمًا بقوس و نشاب في العربة و كان يطلق عليهم و يقتل كل حيوان يقترب من آريا .
" هل قمتي بإستدعائه ؟ هل تريدين الآن أن تحصلي على بعض المساعدة من الوحوش البرية ؟ هاه، هذا مضحك، لن تستطيعي الإبتعاد عني أبدًا "
لا أزال أتذكر الدماء الدافئة التي تناثرت على وجهي، و جسده الذي كان يفقد الدفء تدريجيًا و يصبح باردًا و يتصلب و الدماء المتجمعة حولي .
بعد أن مرت آريا بذلك عدة مرات، أصبحت تتجنب الحيوانات و لم تفكر أبدًا في التفاعل معهم .
' لكن هؤلاء الوحوش يبدون أقوياء '
كان جلدهم سميكًا، لذا بدا أنه لن يموت إذا أصيب من القوس و النشاب، ربما يكون الأمر بالنسبة لهم كوخزة خفيفة مثل الطعن بعود أسنان .
' قد يكون هذا لطيفًا بعض الشيء '
بعد لحظة من التردد، داعبت رأس الوحش ثم تدحرج على الأرض و أظهر بطنه لتداعبه .
' لطيف …… '
ذهبت يدي إلى معدته من تلقاء نفسها، بدا و كأنه ذئب لكنني عرفت سبب تسميته بالكلب، كان فراءه دافئًا و ناعمًا .
بدت آريا مدمنة على هذا الشعور الذي لم تواجهه من قبل .
" تـشـه "
طق الرجل بلسانه .
" سينتهي بك الأمر مدفونة "
كان الوحش كبيرًا و فراءه كثيرة، لذلك كانت آريا الصغيرة غير مرئية .
" دعينا نسمع التفاصيل في الداخل "
قال الرجل ذلك و أمسكها من مؤخرة عنقها و رفعها على الفور .
* * * * * * * * *
" شجاعة الكونت كبيرة حقًا "
قال الرجل العجوز ذو الشعر الأبيض الأنيق، لقد كان كبير الخدم في قلعة الدوق الأكبر .
" أنت أول شخص يقتحم قلعة الدوق ڤالنتين بتهور "
واصل كبير الخدم حديثه وهو يمسك كوبًا دافئًا قام بإعطائه لآريا .
" كنت محظوظًا، لقد أنقذت الفتاة الصغيرة حياتك "
أخذت آريا الكوب الذي يفوح منه رائحة الشوكولاتة و نظرت إلى داخله، لقد كان يحتوي على سائل بني .
' ما هذا ؟ '
كان هناك شيء دائري أبيض يطفو في السائل البني، فنقرته بإصبعي، تفاجأت و صدمت بمدى نعومتها .
همس كبير الخدم في أذنها " إنها خطمي "
عندما كانت آريا تنظر إلى داخل الكوب بنظرة جادة، تحدث الرجل الذي كان يراقبها وهو يستند على الحائط أخيرًا .
" أنا بحاجة للذهاب "
تحدث كبير الخدم بتساؤل " أتعني الآن ؟ "
" يجب علي أن أطعم كلاب الصيد خاصتي قبل أن يأكلوا جميع فرائسهم "
لا تخبرني أن طعامهم ….…
رفع الكونت كورتيز الذي كان يسحب شعره، رأسه و نظر إليه بتفاجؤ .
" كيـ كيف يمكنك أن تفعل هذا ؟ "
نظر الكونت في عيون الرجل، ثم تحدث بتلعثم .
" كيف يمكن أن يكون جميع الحراس و المرتزقة الذين وظفناهم بأسعار مرتفعة طعامًا للكلاب ! "
حدق الكونت في آريا بشدة .
( غرررر )
في نفس الوقت هددته الوحوش المستلقية عند قدميها، ثم أخفض الكونت نظراته بهدوء .
" سأخبرك مرة أخرى، لقد نجا الكونت الذي كان سيصبح طعامًا للكلاب، بفضل الفتاة الصغيرة "
ثم أضاف كبير الخدم :
" سأعوضك على الفور "
" …… "
" هل هناك شيء آخر تريد أن تقوله ؟ "
كان الكونت صامتًا للحظة على العرض الكريم .
" إذًا كم ستدفع ….… ؟ "
نظر كبير الخدم إلى الرجل بنظرة مثل ' ماذا يجب أن أفعل ؟ '
فرد الرجل بإنزعاج .
" أعطه بقدر ما يريد "
كان الأمر يستحق العناء، لم يستطع الكونت السيطرة على ارتفاع زوايا فمه .
" في الواقع، أنا هنا لأقدم لكم ابنتي "
كان الكونت خائفًا من الوحش، لذا لم يستطع الإقتراب من آريا، فأشار لها أن تخلع قناعها، لكن آريا لم تتحرك حتى، فأبتسم الكونت بشكل محرج فأضاف تفسيرًا .
" تستطيع رؤية وجهها لاحقًا، على أي حال هي حقًا ابنة زوجتي "
" إذًا لماذا كنت تخفيها حتى الآن ؟ "
" هذا لأنها لا تستطيع التحدث "
تم شرح كل شيء بجملة واحدة، كان هناك سبب واحد فقط جعل الكونت يختار الحورية التي لم تكن حتى نبيلة، لتكون زوجته .
كان من أجل الحصول على قوة الحورية و نقلها إلى عائلة كورتيز من جيل إلى جيل، لكن ابنة الحورية لا تستطيع التحدث، هذا يعني أنه ليس لها قيمة .
" و لكن حتى لو كانت لا تستطيع الغناء، أليس هذا الوضع جيد لتصبح الدوقة الكبرى ؟ "
لأنني لا أستطيع التحدث لن أستطيع نشر أسرارهم، و نظرًا لأنه لا أحد يعلم بوجودي، حتى لو أختفيت فلن يعلم أحد بذلك .
" إذا دفعت لي بشكل جيد مقابل هذه الطفلة، عندها لن أعود أبدًا إلى الدوقية مرة أخرى "
أبتسم الكونت بتعجرف كان يبدو كما لو أنه تاجرًا يشرح قيمة المنتجات الراقية .
" إذا كان هناك عيب واحد فهو أنني لم أعلمها القراءة و الكتابة، لكنها تعلمتها بنفسها و أيضًا إذا أردت تأديبها بلمسة صغيرة ستصبح مطيعة "
كانت آريا تستمع إليه بهدوء، كان الكونت كورتيز يبذل قصارى جهده لإثبات قيمتها .
لقد أخبرته أن يقوم ببيعي للدوق الأكبر لكنني لم أكن أعلم أنه سيقوم بمثل هذا العمل الجيد .
' هذا سيبدو جيدًا للدوق الأكبر، لأنني جيدة بما يكفي ليقوم بإستخدامي ثم التخلص مني '
ومع ذلك، كانت تعابير كبير الخدم ويليام، تكشف عن الإحتقار الذي لم يستطع إخفاءه .
" أيها الكونت كورتيز، لقد أتيت بدون أي إجراءات و أثرت ضجة و قمت بإهانة الدوق الأكبر ڤالنتين و الأمير "
" متى قمت بإهانته …… ! "
" لقد تغاضيت عن فظاظة الكونت لأن والدك الكونت كورتيز قائد الفرقة الموسيقية، ألف تحفة القرن تحت رعاية ڤالنتين "
أحمر وجه الكونت كورتيز بغضب، لأن ماقصده ويليام كان ' فكر في أنك نجوت بفضل والدك العبقري ' و تابع كبير الخدم حديثه كما لو أنه يستصغره .
" عائلة ڤالنتين تحب الفن و تدعمه، نحن نعرف قيمة العباقرة و نحترمهم، لذا لا تتجاوز الحدود "
كان هذا يعني أنك إذا تجاوزت الخط أكثر، سيصبح ذلك قاسيًا لرجل ممل مثلك، أرتعد جسد الكونت كما لو كان يشعر بالخزي .
لقد أعجب آريا ذلك .
' لمس غضب والدي '
كان كبير الخدم يعرف بالفعل من هو الكونت كورتيز، لطالما تمت مقارنة الكونت بوالده العبقري، لهذا عاش وهو يشعر دائمًا بالدونية .
' كما هو متوقع، لم يكن هذا غريبًا لأنه كبير خدم قلعة الشيطان '
هو يعرف حتى التفاصيل الشخصية للمتسلل الذي أقتحم المكان دون سابق إنذار، نظرت آريا إلى ويليام بتوتر قليلاً .
في تلك اللحظة، ألتقت أعينهم .
" أوه، فهمت، هل كنتِ غير قادرة على الشرب بسبب القناع ؟ "
عذرًا ؟
آريا التي كانت متوترة، شعرت بالحيرة .
تمتم كبير الخدم " لابد أن الأمير أستخدمه في المأدبة الأخيرة "
" سأحضر لك قناعًا مريحًا، حتى يمكنك شرب الكاكاو لتتمكني من تدفئة جسدك "
تغير تعبيره و موقفه في لحظة و تحدث بهدوء، أكتشفت آريا متأخرة أن أسم السائل الذي تفوح منه رائحة الشوكولاتة كان كاكاو .
لأكون صادقة، لقد شعرت بالحرج .
خادم الشيطان الذي لا يبدو أنه يتمتع بشخصية جيدة، كان لطيف معها بشكل خاص .
' لماذا ؟ '
ثم فجأة، نبح الوحش الذي كان عند قدمي آريا .
و كان يمسح الأرض بذيله مثل المكنسة، بدا كما لو أنه يحتاج إلى الإهتمام .
تمتم ويليام الذي كان يشاهد ذلك بوجه محتار .
" أعتقدت أنه كان ذئبًا، لكنه حقًا ينبح مثل الكلب، لم أكن أعرف ذلك "
في نفس الوقت، أدركت آريا أن كبير الخدم يقدر قدرة الحورية على ترويض الوحوش، إذا كان الأمر كذلك، يجب عليك أن تستفيد من ذلك .
فتشت آريا في حقيبتها ثم أخرجت البطاقات، و قامت بالكتابة بسرعة .
[ يمكنني ترويض كل الحيوانات ]
كتبت على الفور في البطاقة الثانية .
[ هناك أشياء كثيرة لا أعرفها، لكنني مفيدة أكثر، أنا سريعة التعلم ]
ثم كتبت التالي .
[ أرجوك خذني ]
أستمر الصمت الشديد لفترة طويلة، لدرجة يصعب فيها التنفس، شعر الكونت بشيء غريب لذا أخذ بسرعة بطاقات آريا ليقرأ ما كتبت، عندها عبس و تصلبت تعابيره .
" لا تفعلي أشياء عديمة الفائدة و إلتزمي الهدوء "
صر على أسنانه و هدد آريا ثم أمسك بذراعها و جذبها إليه .
في تلك اللحظة، قامت الوحوش بالزئير و كشفت عن أنيابها إتجاه الكونت .
( غررررر )
فجأة برزت يد كبيرة شاحبة و سحب آريا بعيدًا عنه و ثنى ذراعه .
" هذا جميل، سأشتريها "
قال الرجل وهو يخلع القبعة السوداء التي كانت تغطي نصف وجهه .
نظرت آريا إلى وجه الرجل المكشوف أمامها .
' الدوق الأكبر ڤالنتين '
كما هو متوقع، هذا الرجل هو والد لويد .
***************
يعني الي كان شعره طويل بالفصل الترويجي أبو البطل 😭😭 ايش السر أغلب الآباء حلوين
.