جاء لتسليم بيانات الميزانية التي تحدثت عنها في اليوم السابق .
" سيدتي ؟ "
لم يكن هناك رد من المكتب .
' قالت الخادمة أنها بالتأكيد في المكتب '
ما الذي يحدث هنا ؟
بعد المعاناة و الوقوف لبعض الوقت، فتح بن باب المكتب .
" سيدتي، سوف أدخل …. "
بن الذي فتح الباب و فحص الوضع داخل المكتب، وسع عينيه على الفور .
" سيدتي ! "
من صرخة بن، رفعت يلينا التي ضغطت على خدها فوق المكتب رأسها، و هي نصف نائمة .
" أوه، بن … ؟ هل أنت بن ؟ "
بن الذي أندفع بسرعة إلى المكتب لأنه أعتقد أن الدوقة قد أنهارت، توقف للحظة .
أوراق عديدة منتشرة على المكتب و الأرضية .
سأل بن بصوت ممزوج بالإرتياح و الإستياء .
" … سيدتي، هل كنت هنا طوال الليل ؟ "
هذا صحيح .
أمضت يلينا الليل كله في المكتب .
لم تكن تنوي أن يكون الأمر على هذا النحو منذ البداية .
ومع ذلك، تعمقت المخاوف و الصراعات المحيطة بمشكلة واحدة، و بينما كانت تحاول حلها، حل الفجر خارج النافذة .
" آه، حسنًا، …. هذا ماحدث، يبدو أن شمس الصباح تشرق في وقت أبكر مما كنت أعتقد …. "
" لا، ماذا كنت تفعلين …. "
كانت هناك ورقة عند قدمه، مما جعله يشعر بالإرتباك .
ألتقط بن الورقة و قرأ الكلمات .
" …. مهرجان ؟ "
هذا صحيح .
بقيت يلينا مستيقظة طوال الليل وهي تفكر في مكان تختاره لموعدهم .
الخطوة الرابعة لعلاقة ناجحة " إصنعي ذكريات بينكما من خلال الموعد "
في اليوم السابق، وضعت يلينا قلبها في ردها على رسالة روزالين، و كانت مليئة بالحماس .
في الوقت المناسب أيضًا، تفرغ زوجها ليوم واحد .
لم يكن هناك سبب للتأخير .
جمعت كل أنواع المعلومات للعثور على مكان لموعدهم .
و بعد فحص و تدقيق صارم، توصلت لنتيجتين .
كان أحدهم مهرجانًا .
و الآخر كان رحلة بالقارب .
كلاهما له إيجابيات و سلبيات كموقع لموعد .
بالنسبة للمهرجان، سيتعين عليهم التجول بين عدد لا يحصى من الأشخاص، لكن سيكون هناك العديد من الأشياء للإستمتاع بها و سيتمكنوا من صنع جميع أنواع الذكريات .
و رحلة القارب ستكون هادئة و سيمكنهم قضاء بعض الوقت بمفردهم في جو جميل، لكن الذكريات ستكون محدودة .
مهرجان أو رحلة بالقارب .
رحلة بالقارب أو مهرجان .
كانت الأمور تسير بسلاسة و لكن ظهرت مشكلة أثناء مرحلة الإختيار النهائي .
عذاب الإختيار بين الإثنين منع يلينا من مغادرة المكتب طوال الليل .
بعد الكثير من التفكير، توصلت إلى إجابة مفادها أنهما يمكنهما الذهاب إلى كليهما، ولكن بعد ذلك تساءلت عن المكان الذي يجب أن يذهبوا إليه " أولاً "
لأن المكان الذي سيذهبوا إليه أولاً سيكون مكان موعدهم الأول .
' موعدنا الأول ! '
لم تعطي يلينا الكثير من الإهتمام لمعنى التجارب الأولى في حياتها .
بدلاً من ذلك، غالبًا ما أعتقدت أنه نظرًا لأنها كانت المرة الأولى، لم تكن مشكلة كبيرة .
' لكنني الآن أثرت ضجة كبيرة طوال الليل '
كانت يلينا مندهشة قليلاً لأنها لم تفهم نفسها .
شعرت باليأس وهي تراقب شروق الشمس .
' حسنًا، على أي حال، لقد أنتهى بي الأمر بإختيار مكان واحد …. '
بعد السهر طوال الليل، نجحت أخيرًا بالإختيار بين الإثنين .
كان إختيارها هو ركوب القارب .
نعم، سيكون هذا هو أول موعد لهم لذلك سيكون من الأفضل قضاء الوقت معًا بدلاً من أن يتم سحقهم من قبل الآخرين .
بدلاً من المهرجان، سنذهب برحلة بالقارب .
" هل ستذهبين إلى المهرجان ؟ "
" لا، لقد فكرت بالأمر للحظة، لكن الآن …. "
" بالتفكير في الأمر، لم يحضر السيد مهرجانًا من قبل "
توقفت يلينا للحظة .
" ماذا ؟ "
" كان الزوجان الميتان مترددين جدًا بالكشف عن السيد في الخارج، بالنسبة للأحداث الخارجية مثل المهرجانات …. حسنًا، ليس هناك ما يقال "
أطلق بن تنهيدة ثقيلة .
" عندما تخرج الأسرة بأكملها لمشاهدة المهرجان، كان السيد الشاب دائمًا يبقى في القلعة بحجة مرضه "
" …… "
" كان هناك وقت أنتشرت فيه الشائعات بأن السيد ولد ضعيفًا، كانت شائعة سخيفة، في ذلك الوقت كان يحمل سيفًا بالفعل و يمكنه الركض بضع لفات وهو يرتدي درعًا ….. "
" …… "
" لقد ماتوا بالفعل، لكنهم سيعاقبون في الجحيم …. "
" بن "
وضعت يلينا جانبًا المعلومات المتعلقة برحلة القارب التي كانت تحت يدها منذ فترة .
ثم أخرجت الورقة التي تحتوي على مكان و تاريخ المهرجان و قالت :
الفصل : ٨٠
كان السبب وراء رغبة يلينا بالتعرف على ساحر بسيطًا .
المهرجان الذي كانت تتطلع إليه سيقام في منطقة أخرى .
سوف يستغرق حوالي يومين للسفر إلى ذلك المكان بالعربة .
لن يتمكنوا من ركوب العربة لمدة يومين للموعد، ناهيك عن أربعة أيام، إذا تضمنت رحلة العودة أيضًا، لذلك ستحتاج حتمًا إلى ساحر ليساعدها .
" سيكون من الرائع إذا أحضرت ذلك الساحر الذي كلفته من قبل، ذلك الساحر الذي ساعدنا بإحضار الطبيب الذي عمل هنا سابقًا "
في ذلك الوقت، أحضر الساحر الطبيب الذي كان مختبئًا في بلدة على بعد اسبوعين بالعربة، لكنه أحضره إلى القلعة في غضون يوم واحد .
لقد كان عملاً لا يُنسى .
ومع ذلك، بدا بن محتارًا إلى حد ما من طلب يلينا .
" …. ذلك الساحر ؟ "
" لماذا ؟ هل هناك مشكلة ؟ ربما التكلفة مرتفعة للغاية أو أن جدوله مشغول للغاية ؟ أو …. "
" عندما يتعلق الأمر بالمشكلة ….. لا، لا تهتمي، إذا كانت السيدة فسيكون الأمر على مايرام، هل ترغبين بمقابلته على الفور ؟ "
كانت هذه هي الطريقة التي قابلت بها يلينا الساحر .
و الآن بعد أن فكرت في الأمر ……
الكلمات التي كان بن على وشك قولها و لكنه أبتلعها ربما كانت ' عندما يتعلق الأمر بالمشكلة …. فالساحر نفسه هو المشكلة '
" سعيد بلقائك "
رفرف رداء أبيض بسبب الرياح القوية .
" أنا مالك البرج الأسود، السيد سيدريون "
حدقت يلينا بقوة في الرجل .
فشعرت بألم في رقبتها و عينيها .
لكن ذلك لم يكن لأن الرجل كان طويل القامة و وسيمًا .
" …. حسنًا، فهمت، لكن لماذا لا تنزل من هناك أولاً ؟ "
كان ذلك لأنه كان يقدم نفسه وهو على قمة قلعة الدوق .
عبست يلينا من وهج ضوء الشمس الذي يزعج رؤيتها .
' لماذا تفعل هذا في مثل ذلك المكان ؟ '
كان هناك شيء آخر لم تستطع فهمه .
يمكنها سماع الكلمات التي قالها الساحر من أعلى قمة القلعة بوضوح في أذنيها .
لكن يلينا كانت على الأرض .
بالنظر إلى الإرتفاع و الرياح القوية، كان ذلك مستحيلاً .
في هذه الحالة، لابد أنه أستخدم السحر، ومع ذلك لم تستطع يلينا معرفة سبب استخدامه للسحر لمثل هذا الشيء .
لقد كان هذا أكثر إساءة لإستخدام السحر و إسرافًا و عديم الجدوى في العالم .
قفز الساحر من الأعلى و هبط برفق أمامها … لابد أنه سمع كلمات يلينا .
" مرحبًا مجددًا، اسمي سيدريون "
" همم .… "
فكرت يلينا بالكلمات التي ستقولها للحظة .
كانت مرتبكة بعد أن علمت أنه رئيس لمجموعة من السحرة .
بالرغم من أن يلينا كانت دوقة، لكن عليها أن تكون حذرة في كلماتها .
كما لو أن الرجل لاحظ تعابير وجهها فأضاف " يمكنك التحدث براحة "
" حسنًا، تشرفت بلقائك، هل قلت أنك مالك البرج الأسود ؟ "
" نعم "
سمعت يلينا تقريبًا عن البرج الأسود .
كانت مِلكًا للإمبراطورية من حيث الموقع لكنهم لم يستمعوا، كانوا مجموعة مستقلة من السحرة .
أما عن سبب تسميته " بالبرج الأسود " فقد سمعت أن السبب هو لأن البرج كله أسود .
' بن كلف بشكل غير متوقع شخصًا مهمًا للقيام بهذا العمل '
بغض النظر عن حقيقة أنه شخصًا غريبًا بعض الشيء، لكنه رئيس لمجموعة من السحرة .
فتحت يلينا فمها بهذه الفكرة " إذًا سأناديك مالك البرج الأسود "
في تلك اللحظة تردد الطرف الآخر .
" … مالك البرج الأسود ؟ "
" نعم، أليس صاحب البرج الأسود، ببساطة هو مالك البرج الأسود ؟ "
ظل الساحر سيدريون صامتًا للحظة .
لم يكن هذا خطأً، ولم يكن هذا صحيحًا، و لكن ….
" …. إنه أمر محرج بعض الشيء لأنها المرة الأولى التي يطلق علي هذا الأسم "
" حقًا ؟ ثم كيف يخاطبك الآخرون ؟ "
" ينادوني بالسيد أو السيد سيدريون "
" آآه " تذكرت يلينا مقدمة سيدريون الذاتية .
" لهذا السبب قدمت نفسك على أنك السيد سيدريون "
لقد فهمت ذلك .
ومع ذلك، قررت يلينا التمسك باسم " مالك البرج الأسود "
بالطبع كان هناك سبب .
" إذا أستخدمت السيد، فسيبدو الأمر كما لو كنت أنا و أنت بعلاقة مثل علاقة السيد و الخادم، و يبدو السيد سيدريون أكثر من اللازم، لذا سأستخدم مالك البرج الأسود "
" …. أو يمكنكِ فقط مناداتي سيدريون "
" إذا ناديتك بأسمك الأول فسيبدو هذا ودودًا للغاية، أحتاج إلى الإحساس بالمسافة، لذا فإن مالك البرج الأسود مثالي "
أهتزت نظرات سيدريون .
******************