عادةً، عندما يريد الأرستقراطي شراء شيء ما، فإنهم يستدعون التجار إلى قصرهم، طالما هي صادقة، فلا بأس بذلك .
" دعونا نذهب إلى هناك " أمرت يلينا الفارس بعد أن نظرت بإهتمام من نافذة العربة إلى الشارع .
دخلت العربة الزقاق الذي كان يقع فيه محل المجوهرات .
' إنه لأمر مخزي إذا أخترت في النهاية سلعة شائعة …. '
عندما غادرت يلينا القلعة كانت تعاني وهي تفكر بهدية، لكنها توصلت في النهاية إلى نتيجة مقبولة " أزرار أكمام " وهي إكسسوار رجالي يتم إرتداؤه على كم القميص .
في البداية فكرت بإعطائه شيء يتعلق بالسيوف بدلاً من الإكسسوارات .
بعد كل شيء، كان زوجها مبارزًا .
لكنها أستسلمت بسرعة .
' ليس لدي خبرة في شراء شيء من هذا القبيل '
لكي نكون واضحين، بشكل مفاجئ كان جميع الرجال الذين حول يلينا ليست لديهم أي صلة بالسيف .
كان الكونت سورت موهوبًا في مجال الأعمال، و كان شقيقها الأكبر إدوارد أكثر ملاءمة في هذا من والده .
إلى جانب هذين، كان لدى يلينا صديق طفولة، لكن في الواقع كان هذا الصديق أسوأ منهم في السيف .
منذ ولادته كان جسده ضعيفًا ولم يكن في حالة جيدة، لذلك لم تتح له فرصة اللعب في الخارج بشكل صحيح .
عندما كانت طفلة، غالبًا ما كان لديها هذا التفكير عندما تقضي وقتًا مع صديق طفولتها، لقد تساءلت متى سيتقيأ دمًا و كيف ستتعامل معه عندما يحدث ذلك .
لكن لحسن الحظ، غادر صديق طفولتها العاصمة قبل أن يتقيأ دمًا .
لقد ترك لها رسالة مفادها أنه سيعود كشخص مختلف، لكنها لم تسمع عنه منذ ذلك الحين .
' بالتفكير في الأمر، لا أعلم ماذا تفعل الآن …. أنت لن تظهر فجأة بشكل أضعف، أليس كذلك ؟ '
تخيلت يلينا لقاءً مع صديق طفولتها الذي تحول إلى جثة .
لن يكون ذلك جيدًا .
" أوه، أوقف العربة هنا و إنتظرني "
وصلت أمام متجر المجوهرات الذي تريده، بينما كانت تفكر .
نزلت يلينا من العربة مع خادمتها .
في تلك اللحظة .
" إنه لص ! "
" إقبضوا على النشال ! "
" نشال ؟ "
نظرت يلينا لا شعوريًا في إتجاه الإزعاج .
كان الرجل الذي تتم ملاحقته يجري في إتجاهها .
نظر الرجل إلى يلينا و بدأ يقترب منها أكثر فأكثر كما لو كان يستهدفها .
" هاه ؟ " أعربت الخادمة عن حيرتها .
كانت يلينا في حيرة من الموقف المفاجئ .
" سيدتي، هذا خـطـيـر …. ! "
في نفس اللحظة عندما حاولت الخادمة حماية يلينا، سمعت " بـانـق ! " من أمامها .
مع صرخة قصيرة، أنهار جسد النشال .
على بعد مسافة قصيرة، كان هناك فارسًا يتنفس بصعوبة .
" هااه هاااه، عليك اللعنة، لو لم أؤذي قدمي فقط، لما كنت بحاجة إلى الركض بحجر …. "
" …. توماس ؟ "
تمتمت يلينا بصدمة .
كانت قد رأت وجهه مرة واحدة فقط، لكنه كان وجهًا لن تنساه أبدًا .
في الوقت نفسه، لاحظ الطرف الآخر أيضًا يلينا، و أظلمت تعابيره .
" …. سيدتي ؟ "
* * * * * * * * * * * *
قال توماس أنه كان في إجازة اليوم، لقد جاء إلى منطقة التسوق لشراء بعض الأشياء التي يحتاجها، و صادف بالصدفة النشال، و أمسك به .
عقدت يلينا ذراعيها و حدقت فيه .
لم تصدق يلينا أنها لم تكن المرة الأولى التي يمسك فيها توماس نشالاً كما فعل الآن .
النشال الذي أغمى عليه بعد أن أصيب بالحجر في مؤخرة رأسه تم تسليمه إلى الشرطة، و سمعت الشرطية تقول " سيدي توماس، مرة أخرى ! شكرًا لك على كل مرة "
حتى توماس أظهر تعابير تدل على عدم إهتمامه عندما قام بتسليم النشال .
كان الأمر كما لو أنه فعل ما كان من المفترض أن يفعله .
" إنه فارس جيد جدًا و أيضًا هو مؤهل تمامًا "
تذكرت يلينا ما قاله زوجها .
ربما لم يكن يعني الذهاب إلى ساحات التدريب كل يوم و يتدحرج على الأرض فقط ولكن بدلاً من ذلك كان قادرًا على القبض على المجرمين .
يلينا التي كانت تنظر إلى توماس بأفكار معقدة، فتحت فمها .
" كيف حال قدمك ؟ "
" هاه ؟ آه نعم، لا بأس إنها على مايرام "
قام توماس بإخفاء قدمه التي دهستها يلينا من قبل .
أبتسمت يلينا قليلاً، يبدو أنه حذرًا من الحذاء التي ترتديه الآن .
" شكرًا لك على اليوم "
" لا، لم يكن هذا شيئًا "
الفصل : ٧٠
أثار تعليق يلينا غير المتوقع حيرة توماس .
" آه، هـذ هذا صحيح، بالطبع لقد أرتكبت خطأً فادحًا في ذلك الوقت، مازلت أفكر في نفسي "
" …. هل تعلم أنني كنت غاضبة جدًا في ذلك اليوم، و أردت أن يطردك الدوق من القلعة ؟ "
تصلب جسد توماس و بلع ريقه .
" ومع ذلك، أوقفني الدوق و قال أنك فارس جيد و مؤهل "
" …… "
" ولكن طريقتك القاسية في الحديث …. "
" أنا أنا آسف "
" حسنًا، الدوق قال أنه بخير، لكنني لست على مايرام مع ذلك، لذا إذا كنت تريد أن تبدو جيدًا بالنسبة لي، فمن الأفضل لك إصلاح الأمر "
" سأصحح نفسي بالتأكيد ! " أجاب توماس بصوت عالٍ .
نظرت يلينا إلى توماس الذي كان مليئًا بالحيوية، بنظرة محتارة .
يبدو أن توماس قد نسي لوهلة مكان وجودهم الآن .
الناس الذين يمرون عبر زقاق التسوق ألقوا نظرة على يلينا و توماس .
' حسنًا، هذا أفضل من التردد و عدم الرد بشكل صحيح '
أومأت يلينا التي قررت التفكير بإيجابية .
" حسنًا إذًا إستمتع بعطلة جيدة و إعمل بجد عند عودتك "
" … شكرًا لك "
أستدارت يلينا دون تردد و غادرت .
لقد حان الوقت لتحقيق الغرض الحقيقي من القدوم إلى زقاق التسوق .
* * * * * * * * * * *
عادت يلينا إلى القلعة وهي تشعر بإضطراب بعض الشيء .
لم يكن بسبب الهدية، أشترت هدية رائعة .
و كانت مسرورة بما أختارته لأنها ظلت تحدق فيه طوال الطريق إلى القلعة .
لكن كان هناك شيء آخر أدى إلى تعكير مزاجها .
' توماس '
بعد أن فكرت بإحتمال أن يكون الفارس شخصًا أفضل مما كانت تعتقد، بدأت تشعر بالإنزعاج من تلك اللحظة .
لذا أستفسرت عن سمعة توماس في الدوقية تحسبًا لذلك .
و المثير للدهشة أنها كانت في الأغلب إيجابية، جاءت غالبية الإجابات الجيدة تحديدًا من الخدم .
يبدو أن توماس كثيرًا ما ساعد الخادمات و الخدم الذين واجههم في طريق عودته من التدريب .
' هاه … '
أصبحت يلينا مضطربة أكثر عندما أكتشفت الجانب الجيد لتوماس .
في النهاية ذهبت لزيارة بن لسماع رأي كبير الخدم الذي أدار القلعة .
" بن، أريد أن أسألك سؤالاً عن الفارس توماس …. "
مع ذلك، كان رد فعل بن عنيف بشكل غير متوقع .
" إبن العاهرة ذاك ؟ "
ترددت يلينا " …. إبن العاهرة ؟ "
" آه، لقد أرتكبت خطأً، إسمحي لي أن أصحح ذلك، ذلك اللقيط ؟ "
الأمر أزداد سوءًا .
في هذه الحالة، سؤال بن عن رأيه في توماس بلا فائدة .
غيرت يلينا السؤال و سألت " أنت لا تحب توماس ؟ "
" لماذا ؟ " لمعت عيناه كما لو كان ينتظر هذا السؤال .
" ستفهمين ذلك عندما تسمعين ذلك الرجل المجنون يثرثر بفمه المجنون "
ابن العاهرة، لقيط و المجنون .
بعد أن فكرت بصمت بتغيير بن العنيف للقب توماس لثلاث مراحل، سألت يلينا " الفارس توماس …. أي نوع من الفرسان هو ؟ "
" الأمر بسيط جدًا، إنه ابن عاهرة ليس لديه سوى عقدة الدونية إتجاه سيده "
" ليس لديه شيء ؟ "
" …. لا، ليس لديه في الواقع ' شيء ' "
بعد أن شتم كل هذا الوقت، صحح بن لنفسه على مضض بصوت هادئ .
تنفس الصعداء و خفف سخطه و حدته .
" أنا آسف، قبل كل شيء أود أن أعتذر عن السلوك الغير ناضج الذي أظهرته، مع تقدمي في العمر تطورت لدي عادة رهيبة تتمثل في أن أكون عاطفيًا كلما سمعت أسماء معينة، و أحدهم هو توماس "
" أفهم ذلك "
" شكرًا لك "
قام بن بتنظيم عواطفه قبل أن يتابع .
" توماس …. أنضم إلى فرسان قلعة الدوق العام الماضي، مهاراته جيدة جدًا، كلا إنه إستثنائي، كان يطلق عليه بالمعجزة في المنطقة التي ينتمي إليها "
" حقًا ؟ "
معجزة .
فوجئت يلينا بالتقييم العالي الغير متوقع .
' لقد قلت أنه مؤهل …. '
منذ متى تعني المهارات الرائعة أن تُسمى عبقريًا في المنطقة ؟
واصل بن حديثه بينما راجعت يلينا معايير تقييم زوجها بسرعة .
" نظرًا لأنه لم يكن لديه منافس في سن مبكرة فلا بد أنه أصبح مغرورًا و لكن عندما جاء إلى قلعة الدوق تحطمت هذه الثقة المتغطرسة بالنفس على الفور عندما ألتقى بالسيد "
********************