كان صوتًا واضحًا و لطيفًا .
قبل أن يعرف ذلك، وقفت يلينا أمامه فجأة و نظرت إليه بإبتسامة " سعيدة بلقائك، هل هذا أول لقاء لنا ؟ "
" عذرًا ؟ آه نعم، دوقة … آه كلا، سيدتي "
كان توماس مرتبكًا و متفاجئًا إما بظهور يلينا المفاجئ أو بجمالها .
واصلت يلينا التحدث بإبتسامة " هناك شيء أود أن أخبرك به على إنفراد …… "
أخفضت يلينا صوتها .
دون أن يدرك ذلك، أنحنى توماس بلا تردد نحو يلينا ليستمع لها .
دون أن تفوت الفرصة، دهست يلينا على قدم توماس بكل قوتها .
كعب حذائها الحاد و المدبب سحق قدمه بلا رحمة .
" …… ! "
" …. إذا كنت لا تستطيع تجنب قدم هذه المرأة الضعيفة، حتى لو تلقيت قوة من الشيطان، فسيكون ذلك عديم الفائدة "
" سـ سيدتي، هـذ هذه القدم …. قدمك …. "
" هذا ما أعتقده، و لكن ما الذي تعتقده يا سير ؟ "
" خـ خطأ …. لقد كنت مخطئًا "
" ماذا ؟ "
" لقد زل لساني، سيدتي، لذا أرجوك …. "
" هووفف "
بعد سماعها لإعتذاراته و توسلاته المتكررة، رفعت يلينا قدمها .
لقد داست عليه بكل قوتها، لذلك ربما تنزف قدمه الآن داخل حذائه الجلدي .
' من الجيد أنني أرتديت الكعب العالي '
بمجرد أن أزالت يلينا قدمها أستدارت، و بقي توماس يتألم في مكانه .
حتى بعد أن سحقت قدمه حرفيًا، لم يهدأ غضبها .
عندما رفعت رأسها فجأة تقابلت نظراتها مع زوجها .
بدا أن المبارزة قد أنتهت حيث لم يعد هناك فرسان يقفون أمام زوجها .
عندما رأت يلينا خادمة تحمل منشفة و تتجه نحو زوجها، سارت بسرعة للحاق بها .
" سآخذ هذا معي "
أخذت يلينا المنشفة من الخادمة و أقتربت من زوجها .
حدق كايوين بصمت في يلينا عندما أقتربت و أخذ المنشفة التي سلمتها له .
" …. شكرًا لك "
" لا مشكلة "
" ما الذي أحضرك إلى ساحة التدريب ؟ "
" كنت ذاهبة إلى مكتبك، لكن أخبروني الخدم أنك هنا "
عندما سمع كايوين أنها جاءت لرؤيته، توقف للحظة قبل أن يسلم المنشفة التي كان يستخدمها لمسح عرقه تقريبًا للخادم .
حتى بعد أن تبارز ضد العديد من الفرسان، لم يبدو أنه قد تعرق حتى .
فكرت يلينا عن غير قصد أن هذا وحده يكفي لإثارة غيرة الآخرين لكنها هزت رأسها على الفور .
توماس ذلك الوغد لن تسامحه أبدًا .
" ما الذي ستفعله الآن ؟ هل أنت ذاهب إلى المكتب ؟ "
" نعم، على الأرجح "
" أوه، هل أنت مشغول بالعمل ؟ "
" …. كلا، لا بأس "
" إذًا فلنذهب إلى هناك معًا "
كان مكتب زوجها مجهزًا جيدًا لإستقبال الضيوف .
لن تكون فكرة سيئة أن تتناول كوبًا من الشاي هناك، لكن فجأة أصبح تعبير يلينا جادًا عندما خرجت من ساحة التدريب مع زوجها .
سأل كايوين " ما الأمر ؟ "
" كما تعلم، على حد علمي، هناك الكثير من الفرسان في الدوقية، فهل سيكون من المقبول طرد شخص واحد ؟ "
" هل تقصدين توماس ؟ "
رمشت يلينا بتفاجؤ.
" …. كيف عرفت ؟ "
شعرت حقًا أنه يستطيع قراءة أفكارها .
عندما بدأت يلينا تشك في ما إذا كان زوجها لديه موهبة قراءة الأفكار أم لا، أجابها كايوين " رأيتك تدهسين قدمه "
" آه، هل رأيت ذلك ؟ "
تجنبت يلينا عينيه بإحراج .
" حسنًا، أنا أقول هذا فقط في حال أساءت فهمي، لكن هذا الشخص أرتكب خطأ أولاً، لذا دست عليه، أنا لست امرأة تدوس على أقدام الناس دون سبب "
" يمكنني توقع ذلك، توماس عادةً لا يتحدث بحذر شديد "
" ليس الأمر أنه لم يكن حذرًا …. لا، أنت تعلم ذلك لكنك ستتركه هكذا ؟ "
أسرعت يلينا بخطواتها و وقفت أمام كايوين.
كايوين الذي توقف عن المشي، نظر إلى يلينا و قال :
" إنه فارس جيد جدًا و أيضًا هو مؤهل تمامًا "
" حتى لو كانت شخصيته هكذا ؟ "
" هذا ليس شيئًا يؤثر بشكل كبير على مهاراته "
نظرت يلينا إلى كايوين بهدوء و عضت شفتيها عدة مرات و أطلقت تنهيدة .
" زوجي فقط يحكم على المهارات …. "
" زوجتي ؟ "
" لاشيء، لنذهب "
يبدو أنه سيكون هناك الكثير من الصعوبات التي يجب أن تمر بها قبل أن تقع في الحب و تنجب طفلاً من زوجها طيب القلب .
حسنًا، لا يمكنني مساعدته .
' ليس لدي خيار سوى أن أبقى قوية '
أتخذت يلينا قرارها بحزم و بدأت تمشي دون تردد .
* * * * * * * * * * * *
" …. هذا سخيف "
جاءت المشكلة في وقت أبكر مما كان متوقعًا .
" كيف يمكن هذا …… "
أرتجف صوت يلينا قليلاً .
الفصل : ٦٨
" زوجي ليس لديه تفضيلات ! بن، أهذا صحيح ؟ هل الدوق حقًا ليس له أذواق ؟ "
فتح بن عينيه المتيبسة .
بعد بضع ساعات من الإرهاق في العمل، كانت عيناه متعبة بالفعل .
هذا الجسم الكبير .
لم تكن الدورة الدموية كما كانت من قبل، لذلك كان وجهه شاحبًا بسبب إنخفاض تدفق الدم .
رد بن على يلينا وهو يأسف على أن الوقت لا رجوع فيه " نعم، ليس لديه "
" لماذا ؟ "
بدأت يلينا تصبح مرتبكة للغاية .
كانت الخطوة الثانية لعلاقة ناجحة هي تحديد تفضيلات الشريك و هواياته .
بالنسبة للخطوة الثانية، أمضت يلينا الأيام القليلة الماضية بإستمرار مع زوجها كايوين و أجرت معه العديد من المحادثات .
ثم أصابها الإدراك .
لم يكن لدى زوجها ما يُطلق عليه " التفضيلات "
لم يعجبه أي شيء بشكل خاص، ولم يكره أي شيء .
من الطعام إلى الناس إلى الأشياء …. كان الأمر يتعلق بكل شيء .
علاوة على ذلك، بدا أنه ليس لديه هوايات أيضًا .
حتى الآن، كانت تعتقد أن زوجها عالق في مكتبه كل يوم لأنه كان مشغولاً جدًا بالعمل، لكنها أكتشفت شيئًا بعد مراقبته بعناية في الأيام القليلة الماضية .
بدا أن زوجها ليس لديه شيء سوى العمل .
لا تفضيلات ولا إهتمامات .
في النهاية، لم يكن لديه شيء !
' هل أنت إنسان حتى ؟ '
بدأت يلينا تشك في ذلك .
هل يمكن أن يكون زوجها في الواقع حجرًا ؟
حجرًا على شكل إنسان تم إعداده للتحرك و التحدث بمساعدة القوة السحرية .
' هذا معقول '
كانت عضلات صدر زوجها و ذراعه التي لمستها بالصدفة صلبة مثل الحجر .
تساءلت كيف يمكن أن يكون جسم الإنسان هكذا، ولكن إذا كان ذلك لأنه كان في الواقع حجرًا، فهذا يفسر كل شيء .
فكرت يلينا بجدية في أفكارها السخيفة ثم تنهدت .
كان الأمر صادمًا .
" بن، أعطني رأيك الصادق، هل يمكن للشخص حقًا ألا يكون لديه أي تفضيلات أو هوايات ؟ "
" لست متأكدًا، لكن السيد ليس لديه أي منهما، لذلك أعتقد أن هذا ممكن "
قالت يلينا بجدية " فكر في الأمر يا بن "
بكل صدق، هي لم تستدعي بن لتشتكي له من الوضع فقط .
" لقد كنت مع الدوق لفترة طويلة جدًا و حتى الآن أنت لا تزال تخدمه "
" هذا صحيح "
" هل تعلم ماهي تفضيلاته التي هو ليس على علم بها ؟ ….. أو أي شيء من هذا القبيل ؟ فكر في الأمر بعناية شديدة، ما إذا كان يختار دون وعي لونًا معينًا في كثير من الأحيان عند إختيار شيء …. "
" لا يوجد شيء "
" هل حاولت حتى التفكير في الأمر ؟ الآن هل بذلت جهدًا للنظر إلى الماضي ؟ "
" إنه نفس الشيء في الماضي، السيد الذي شاهدته وهو يكبر لم يكن لديه أي تفضيلات معينة "
تحطم الأمل الأخير ليلينا .
' أنا في مشكلة خطيرة '
لم يكن لزوجها أي تفضيلات …. مما تسبب ذلك في مشكلة .
' ماذا عن الخطوة الثالثة ؟ '
كانت الخطوة الثالثة لعلاقة ناجحة هي الفوز بقلب الشريك بهدية صغيرة مصممة وفقًا لتفضيلاته .
' …. هل يجب أن أقدم له شيئًا كهدية ؟ '
ومع ذلك، كان هناك إختلاف في المعنى وراء الهدايا الصغيرة التي تتوافق مع ذوق الشخص الآخر و الهدايا الصغيرة العادية .
شعرت أن الأولى رائعة بعض الشيء .
و الأخيرة كانت مجرد شيء تافه .
' في هذه الحالة …. لما لا أحضر له شيئًا كبيرًا بدلاً من شيء صغير ؟ '
في تلك اللحظة، تذكرت كلام روزالين فجأة .
" أخبرك ألا تفكري في تقديم هدية كبيرة و عظيمة لزوجك "
" … لماذا ؟ "
" إذا كنت ترغبين في إضافة العبء و عدم الراحة إلى هديتك، فيمكنك فعل ذلك "
هذا صحيح .
" …… هااه "
أصبحت يلينا متجهمة، ثم لم يتبقى سوى حل واحد .
' ليس لدي خيار سوى التأكيد على إخلاصي '
تحدثت يلينا إلى بن .
" بن، يجب أن أخرج، لذا جهز لي العربة "
خرجت يلينا إلى منطقة التسوق لشراء هدية لزوجها .
قالت أنها ستؤكد على صدقها، لكن ليس لديها نية لتقدم له هدية تصنعها بنفسها .
كان هناك سببان .
أولاً، أعتقدت أن هذا مبالغ فيه بعض الشيء في هذه المرحلة .
ثانيًا … في الواقع كان هذا هو السبب الحقيقي كانت يلينا فظيعة بهذه الأشياء .
' إذا كنت سأصنع شيئًا ما …. '
في العادة عندما تفكر الزوجة في تقديم هدية لزوجها، فإنها تفكر في شيء مثل منديل مطرز .
لكن كانت مهارات يلينا في الخياطة هي الأسوأ .
كانت الأسوأ في جميع المهام التي تتطلب إبرة و خيط، كانوا جميعهم يصفعون رؤوسهم كلما رأوا شيئًا يصنع من يد يلينا .
حتى يلينا نفسها ……
' يجب أن أختار جيدًا '
********************