الفصل 59 و 60 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


من الواضح أن سلوك كبير الخدم منذ قليل كان مبالغًا فيه بحيث لا يمكن تفسيره من خلال حقيقة أنه مجرد نزلة برد معدية .

' … أليست مجرد نزلة برد ؟ '

هل يشعر بألم شديد ؟

هل هو يخفي هذه الحقيقة لنفسه ؟

أصبحت يلينا مرتبكة بشكل أكبر .

أبقت فمها مغلقًا و أستدعت آبي .

" أخبريني عندما يخرج كبير الخدم من غرفة نوم الدوق "

بعد حوالي ساعة تم إبلاغها بأن بن قد خرج من غرفة نوم زوجها .

خرجت يلينا من غرفتها دون تردد .

لكن باب غرفة نوم زوجها كان لايزال مغلقًا، و رفض الفارس التنحي .

' ثم بدلاً من الباب، يمكنني الدخول من مكان آخر '

حدقت يلينا في الشجرة أمامها بوجه جاد .

نظرت إلى الأعلى و رأت شرفة غرفة نوم زوجها في الطابق الثاني .

' جيد '

بدا أن تسلق الشجرة كافٍ للعبور إلى الشرفة .

على الأقل، هذا ما بدا عليه الأمر في عينيها .

' أستطيع فعل ذلك '

كانت يلينا مليئة بالإصرار، علقت مصباحًا على الغصن و وضعت قدميها على قاعدة الشجرة .

ثم أخذت نفسًا عميقًا و بدأت بتسلق الشجرة .

' لقد مر ١٣ عامًا منذ أن تسلقت شجرة …. '

على وجه الدقة، كانت آخر مرة وهي في سن السادسة تقريبًا .

لا بأس يمكنها فعل ذلك .

' ينبغي أن يكون هذا ممكنًا '

و أصبحت هذه الفكرة حقيقة واقعة .

لم تكن القوة الجسدية و اللياقة البدنية ليلينا سيئة بالنسبة لإمرأة نبيلة في عمرها .

بالإضافة إلى أن أطرافها طويلة، و كانت خفيفة نسبيًا .

أكثر من أي شيء آخر، كان تسلق الشجرة فكرة جيدة .

' حسنًا ! '

تنفست يلينا التي كانت متعلقة فوق الشجرة .

لقد وصلت تقريبًا، كانت الشرفة قريبة .

الآن كل ماكان عليها فعله هو العبور إلى درابزين الشرفة .

' دعونا لا ننظر إلى الأسفل '

تحركت يلينا بحذر .

عندما لامست أطراف أصابعها السور، أمسكت به بإحكام .

يد واحدة و قدم واحدة .

الآن كان عليها فقط إحضار قدمها اليمنى .

' لقد تم الأمر '

استرخى جسد يلينا للحظة .

بعد ذلك، ربما بسبب ضعف تركيزها للحظة، أنزلقت قدمها اليمنى من السور و اصطدمت بالحائط .

كانت المشكلة أن المكان الذي أصيبت فيه كانت نفس المنطقة التي أصيبت فيها عن طريق الخطأ عندما ركلت الحجر في الحديقة قبل بضعة أيام .

" …… ! "

بسبب وميض الألم غير المتوقع، فقدت يلينا القوة في قدمها الأخرى التي كانت تدعم جسدها، و أنزلق جسدها إلى الأسفل .

فجأة يد قبضت بقوة على ذراع يلينا .

بالكاد تمكنت يلينا من رفع رأسها، بدا أن قلبها على وشك الإنفجار .

" … يلينا "

كان زوجها الدوق مايهارد يمسك يلينا من ذراعها و يحدق بها بغير تصديق .

قام الدوق مايهارد على الفور بسحب يلينا من فوق السور بقوة لا تصدق .

ثم أخذها إلى غرفة نومه .

جلست يلينا في غرفة نوم زوجها، و بالكاد هدأت نبضات قلبها المتسارعة، و نظرت إليه .

زوجها الذي كان جالسًا على السرير، كان يرتدي ملابس غير مرتبة بشكل صادم .

كان قميصه مفتوح الأزرار، ربما لبس في عجلة من أمره لتغطية جسده العاري .

بذلت يلينا قصارى جهدها لإبعاد عينيها عن بشرة زوجها العارية .

كان هذا أفضل مايمكنها فعله للحفاظ على ضميرها في هذا الموقف .

حدق الدوق مايهارد بصمت في يلينا بنظرات مُبهمة ثم فتح فمه .

" زوجتي "

" … نعم "

" للتو … "

لم يستطع أن يتابع حديثه على الفور .

بعد التفكير في الأمر، بدا هذا الموقف الآن مقلقًا ولا يمكن تصوره .

" ماذا كنت ستفعلين إذا لم أرك الآن ؟ "

" …… "

" كدتِ أن تصابي بجروح خطيرة، هل تدركين ذلك ؟ "

" إذا تأذيت، فسوف أتعافى إذا تلقيت العلاج "

أخبرته أنها لن تموت .

بالطبع لم يساعد ذلك على الإطلاق .

تشددت تعابير الدوق مايهارد .

" هل لا بأس إذا كسرتي ذراعك أو ساقك مادمتي ستتعالجين ؟ لا تكوني سخيفة "

تم توبيخها .

أخفضت يلينا نظراتها و حدقت بالأرض .

كان أبرد صوت سمعته على الإطلاق .

' … زوجي يغضب أيضًا '

' هذا صحيح '

لقد كان إنسانًا، لذلك بالطبع سيغضب .

عندما أدركت شيئًا سألته بهدوء  " هل أنت غاضب ؟ "

" …… "

" … أنا آسفة، لقد فعلت شيئًا خاطئًا، لذلك لا تغضب "

" أنا لست غاضبًا …. "

تنهد الدوق مايهارد و تابع ما يريد قوله .

" كنت مندهشًا و قلقًا، كنت أخشى أن تتأذى زوجتي "

*****************

الفصل : ٦٠

" كنت قلقة أيضًا "

" ماذا ؟ "

" كنت قلقة عليك أيضًا، لهذا السبب جئت إلى هنا "

حاولت يلينا تخفيف الموقف .

" سمعت أنك مريض … ؟ رأيت بن يأتي إلى هنا بوعاء ماء و منشفة، لكنك لم تسمح لي بالدخول …… "

شعرت يلينا بالحزن عندما تذكرت ماحدث في الردهة .

لم يكن الأمر أنها لم تتعرض للتمييز أو التقييد من قبل، ومع ذلك فإن حالة التمييز هذه آلمتها أكثر من أي شيء آخر .

كان صوت يلينا مليئًا بالحزن بشكل طبيعي .

" بالطبع، كان كبير الخدم معك لفترة أطول بكثير مني، و أنا أعلم ذلك، لكن …. لكن أنا زوجتك "

لقد فهمت ذلك في رأسها فقط .

نعم بالطبع سيكون كبير الخدم الذي كان معه لفترة طويلة أكثر ثقة من زوجته التي تزوجها منذ أقل من شهرين ولم يكن لديه أي مشاعر إتجاهها .

كان من السهل فهم ذلك إذا فكرت في الأمر بعقلانية .

لكن عواطفها رفضت قبولها .

مهما حدث، كانت يلينا زوجته .

زوجته و إمرأته .

لقد كانا زوجان أقسمان بأنهما سيعتزان و يحبان بعضهما البعض لبقية حياتهما .

" زوجتي "

" نعم أنا زوجتك، على الرغم من أن زواجنا قد يكون من أجل العرض فقط … لكن مازلت زوجتك، فلماذا لا يمكنني حتى الإعتناء بزوجي عندما يكون مريضًا ؟ "

" هذا …. "

" … أو هل أنت قلق من أنني سأفعل شيئًا لك لأنك مريض و ضعيف ؟ "

" …… "

" …… "

كانت يلينا في حالة صدمة كبيرة بعد أن لفظت تلك الكلمات .

بالتفكير في الأمر، لقد تسللت إلى غرفة نومه من قبل في منتصف الليل و حاولت مهاجمة رجل نائم، كان لديها بالفعل تاريخًا سيكون من الصعب عليه بناء الثقة فيها .

' و هذا هو السبب '

تحول وجه يلينا إلى اللون الأحمر .

" حسنًا إذًا لقد أسأت فهمك كثيرًا، من الآن فصاعدًا لن أفعل ذلك مرة أخرى أبدًا، قد لا تصدق كلامي بعد …. "

بدأت يلينا تثرثر بسبب تصاعد شعورها بالخزي .

" مهلاً، كلا، إذا كنت قلقًا بشأن ذلك، فيمكنك التأكد من جعلي أنا و كبير الخدم موجودان دائمًا في نفس المكان ! ألا تعتقد ذلك ؟ "

رفعت يلينا رأسها وهي تحاول أن تجادل في وجهة نظرها مع زوجها .

لكن وجه زوجها الذي كان مختلفًا عن المعتاد، لفت إنتباهها .

وجهه أحمر و العرق على جبينه .

بعد أن فكرت للحظة في معنى ذلك، قفزت يلينا فجأة من كرسيها .

" عزيزي لديك حمى ! إستلقي بسرعة "

دون أن تقول أي شيء آخر، أجبرته يلينا على الإستلقاء و وضعت يدها على جبهته .

' … أوه يا إلهي '

كان جبينه يشتعل .

كان من المدهش أنه تمكن حتى من الوقوف و التحرك بحالته هذه .

' أريد شيئًا ما لخفض الحمى … '

نظرت يلينا حولها بشكل سريع .

يمكنها إستخدام أي قماش، و إذا لم يكن هناك أي قماش يمكنها تمزيق تنورتها .

' إذا ذهبت إلى الحمام، هل سيكون هناك وعاء الماء من قبل ؟ '

في تلك اللحظة، فُتح الباب الذي كان مغلقًا .

توقف بن الذي ظهر بوعاء ممتلئ و منشفة جديدة، عندما رأى يلينا .

" بن "

" … سيدتي ؟ "

كانت يلينا سعيدة لرؤية ما كان بين يديه .

" كيف وصلتي إلى هنا … "

" هل هذا مهم الآن ؟ سأشرح لك كل شيء لاحقًا، لذا تعال وضع هذه الأشياء هنا "

كانت يلينا في عجلة من أمرها .

كان جبين زوجها، الذي لمسته لفترة وجيزة، شديد الحرارة .

وقف بن متجمدًا في مكانه بنظرة محتارة، غير قادر على فعل أي شيء .

ثم أشار الدوق مايهارد، الذي كان مستلقيًا إلى بن .

أنه لا بأس بذلك .

بن الذي حدق في الدوق مايهارد و يلينا، تنهد بشكل غير متوقع .

وضع الوعاء بجانب يلينا و قام بإعطائها المنشفة و تراجع .

" أنا سأغادر الآن، أرجوك اعذريني سيدتي "

" ماذا ؟ ستغادر ؟ "

" يتعين وجود شخص واحد فقط "

قال بن ذلك و خرج من الغرفة دون تردد .

لقد كان خُروجًا لطيفًا لشخص أمر الفارس أن يستخدم القوة لمنع يلينا من دخول الغرفة .

' حسنًا ذلك رائع '

في هذه الحالة، قررت يلينا أن تعتني بزوجها من كل قلبها و تظهر له جانبًا مختلفًا عنها .

غمرت يلينا المنشفة بالماء و قامت بعصرها .

كان الماء يتساقط في الوعاء و يحدث ضوضاء عالية .

بدأت يلينا في مسح وجه زوجها .

بعد مسح جبهته المتعرقة و مؤخرة عنقه، بقي جسده ….

******************


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان