' … أليست مجرد نزلة برد ؟ '
هل يشعر بألم شديد ؟
هل هو يخفي هذه الحقيقة لنفسه ؟
أصبحت يلينا مرتبكة بشكل أكبر .
أبقت فمها مغلقًا و أستدعت آبي .
" أخبريني عندما يخرج كبير الخدم من غرفة نوم الدوق "
بعد حوالي ساعة تم إبلاغها بأن بن قد خرج من غرفة نوم زوجها .
' ثم بدلاً من الباب، يمكنني الدخول من مكان آخر '
حدقت يلينا في الشجرة أمامها بوجه جاد .
نظرت إلى الأعلى و رأت شرفة غرفة نوم زوجها في الطابق الثاني .
' جيد '
بدا أن تسلق الشجرة كافٍ للعبور إلى الشرفة .
على الأقل، هذا ما بدا عليه الأمر في عينيها .
' أستطيع فعل ذلك '
كانت يلينا مليئة بالإصرار، علقت مصباحًا على الغصن و وضعت قدميها على قاعدة الشجرة .
ثم أخذت نفسًا عميقًا و بدأت بتسلق الشجرة .
' لقد مر ١٣ عامًا منذ أن تسلقت شجرة …. '
على وجه الدقة، كانت آخر مرة وهي في سن السادسة تقريبًا .
لا بأس يمكنها فعل ذلك .
' ينبغي أن يكون هذا ممكنًا '
و أصبحت هذه الفكرة حقيقة واقعة .
لم تكن القوة الجسدية و اللياقة البدنية ليلينا سيئة بالنسبة لإمرأة نبيلة في عمرها .
بالإضافة إلى أن أطرافها طويلة، و كانت خفيفة نسبيًا .
أكثر من أي شيء آخر، كان تسلق الشجرة فكرة جيدة .
' حسنًا ! '
تنفست يلينا التي كانت متعلقة فوق الشجرة .
لقد وصلت تقريبًا، كانت الشرفة قريبة .
الآن كل ماكان عليها فعله هو العبور إلى درابزين الشرفة .
' دعونا لا ننظر إلى الأسفل '
تحركت يلينا بحذر .
عندما لامست أطراف أصابعها السور، أمسكت به بإحكام .
يد واحدة و قدم واحدة .
الآن كان عليها فقط إحضار قدمها اليمنى .
' لقد تم الأمر '
استرخى جسد يلينا للحظة .
بعد ذلك، ربما بسبب ضعف تركيزها للحظة، أنزلقت قدمها اليمنى من السور و اصطدمت بالحائط .
كانت المشكلة أن المكان الذي أصيبت فيه كانت نفس المنطقة التي أصيبت فيها عن طريق الخطأ عندما ركلت الحجر في الحديقة قبل بضعة أيام .
" …… ! "
بسبب وميض الألم غير المتوقع، فقدت يلينا القوة في قدمها الأخرى التي كانت تدعم جسدها، و أنزلق جسدها إلى الأسفل .
فجأة يد قبضت بقوة على ذراع يلينا .
بالكاد تمكنت يلينا من رفع رأسها، بدا أن قلبها على وشك الإنفجار .
" … يلينا "
كان زوجها الدوق مايهارد يمسك يلينا من ذراعها و يحدق بها بغير تصديق .
قام الدوق مايهارد على الفور بسحب يلينا من فوق السور بقوة لا تصدق .
ثم أخذها إلى غرفة نومه .
جلست يلينا في غرفة نوم زوجها، و بالكاد هدأت نبضات قلبها المتسارعة، و نظرت إليه .
زوجها الذي كان جالسًا على السرير، كان يرتدي ملابس غير مرتبة بشكل صادم .
كان قميصه مفتوح الأزرار، ربما لبس في عجلة من أمره لتغطية جسده العاري .
بذلت يلينا قصارى جهدها لإبعاد عينيها عن بشرة زوجها العارية .
كان هذا أفضل مايمكنها فعله للحفاظ على ضميرها في هذا الموقف .
حدق الدوق مايهارد بصمت في يلينا بنظرات مُبهمة ثم فتح فمه .
" زوجتي "
" … نعم "
" للتو … "
لم يستطع أن يتابع حديثه على الفور .
بعد التفكير في الأمر، بدا هذا الموقف الآن مقلقًا ولا يمكن تصوره .
" ماذا كنت ستفعلين إذا لم أرك الآن ؟ "
" …… "
" كدتِ أن تصابي بجروح خطيرة، هل تدركين ذلك ؟ "
" إذا تأذيت، فسوف أتعافى إذا تلقيت العلاج "
أخبرته أنها لن تموت .
بالطبع لم يساعد ذلك على الإطلاق .
تشددت تعابير الدوق مايهارد .
" هل لا بأس إذا كسرتي ذراعك أو ساقك مادمتي ستتعالجين ؟ لا تكوني سخيفة "
تم توبيخها .
أخفضت يلينا نظراتها و حدقت بالأرض .
كان أبرد صوت سمعته على الإطلاق .
' … زوجي يغضب أيضًا '
' هذا صحيح '
لقد كان إنسانًا، لذلك بالطبع سيغضب .
عندما أدركت شيئًا سألته بهدوء " هل أنت غاضب ؟ "
" …… "
" … أنا آسفة، لقد فعلت شيئًا خاطئًا، لذلك لا تغضب "
" أنا لست غاضبًا …. "
تنهد الدوق مايهارد و تابع ما يريد قوله .
الفصل : ٦٠
" كنت قلقة أيضًا "
" ماذا ؟ "
" كنت قلقة عليك أيضًا، لهذا السبب جئت إلى هنا "
حاولت يلينا تخفيف الموقف .
" سمعت أنك مريض … ؟ رأيت بن يأتي إلى هنا بوعاء ماء و منشفة، لكنك لم تسمح لي بالدخول …… "
شعرت يلينا بالحزن عندما تذكرت ماحدث في الردهة .
لم يكن الأمر أنها لم تتعرض للتمييز أو التقييد من قبل، ومع ذلك فإن حالة التمييز هذه آلمتها أكثر من أي شيء آخر .
كان صوت يلينا مليئًا بالحزن بشكل طبيعي .
" بالطبع، كان كبير الخدم معك لفترة أطول بكثير مني، و أنا أعلم ذلك، لكن …. لكن أنا زوجتك "
لقد فهمت ذلك في رأسها فقط .
نعم بالطبع سيكون كبير الخدم الذي كان معه لفترة طويلة أكثر ثقة من زوجته التي تزوجها منذ أقل من شهرين ولم يكن لديه أي مشاعر إتجاهها .
كان من السهل فهم ذلك إذا فكرت في الأمر بعقلانية .
لكن عواطفها رفضت قبولها .
مهما حدث، كانت يلينا زوجته .
زوجته و إمرأته .
لقد كانا زوجان أقسمان بأنهما سيعتزان و يحبان بعضهما البعض لبقية حياتهما .
" زوجتي "
" نعم أنا زوجتك، على الرغم من أن زواجنا قد يكون من أجل العرض فقط … لكن مازلت زوجتك، فلماذا لا يمكنني حتى الإعتناء بزوجي عندما يكون مريضًا ؟ "
" هذا …. "
" … أو هل أنت قلق من أنني سأفعل شيئًا لك لأنك مريض و ضعيف ؟ "
" …… "
" …… "
كانت يلينا في حالة صدمة كبيرة بعد أن لفظت تلك الكلمات .
بالتفكير في الأمر، لقد تسللت إلى غرفة نومه من قبل في منتصف الليل و حاولت مهاجمة رجل نائم، كان لديها بالفعل تاريخًا سيكون من الصعب عليه بناء الثقة فيها .
' و هذا هو السبب '
تحول وجه يلينا إلى اللون الأحمر .
" حسنًا إذًا لقد أسأت فهمك كثيرًا، من الآن فصاعدًا لن أفعل ذلك مرة أخرى أبدًا، قد لا تصدق كلامي بعد …. "
بدأت يلينا تثرثر بسبب تصاعد شعورها بالخزي .
" مهلاً، كلا، إذا كنت قلقًا بشأن ذلك، فيمكنك التأكد من جعلي أنا و كبير الخدم موجودان دائمًا في نفس المكان ! ألا تعتقد ذلك ؟ "
رفعت يلينا رأسها وهي تحاول أن تجادل في وجهة نظرها مع زوجها .
لكن وجه زوجها الذي كان مختلفًا عن المعتاد، لفت إنتباهها .
وجهه أحمر و العرق على جبينه .
بعد أن فكرت للحظة في معنى ذلك، قفزت يلينا فجأة من كرسيها .
" عزيزي لديك حمى ! إستلقي بسرعة "
دون أن تقول أي شيء آخر، أجبرته يلينا على الإستلقاء و وضعت يدها على جبهته .
' … أوه يا إلهي '
كان جبينه يشتعل .
كان من المدهش أنه تمكن حتى من الوقوف و التحرك بحالته هذه .
' أريد شيئًا ما لخفض الحمى … '
نظرت يلينا حولها بشكل سريع .
يمكنها إستخدام أي قماش، و إذا لم يكن هناك أي قماش يمكنها تمزيق تنورتها .
' إذا ذهبت إلى الحمام، هل سيكون هناك وعاء الماء من قبل ؟ '
في تلك اللحظة، فُتح الباب الذي كان مغلقًا .
توقف بن الذي ظهر بوعاء ممتلئ و منشفة جديدة، عندما رأى يلينا .
" بن "
" … سيدتي ؟ "
كانت يلينا سعيدة لرؤية ما كان بين يديه .
" كيف وصلتي إلى هنا … "
" هل هذا مهم الآن ؟ سأشرح لك كل شيء لاحقًا، لذا تعال وضع هذه الأشياء هنا "
كانت يلينا في عجلة من أمرها .
كان جبين زوجها، الذي لمسته لفترة وجيزة، شديد الحرارة .
وقف بن متجمدًا في مكانه بنظرة محتارة، غير قادر على فعل أي شيء .
ثم أشار الدوق مايهارد، الذي كان مستلقيًا إلى بن .
أنه لا بأس بذلك .
بن الذي حدق في الدوق مايهارد و يلينا، تنهد بشكل غير متوقع .
وضع الوعاء بجانب يلينا و قام بإعطائها المنشفة و تراجع .
" أنا سأغادر الآن، أرجوك اعذريني سيدتي "
" ماذا ؟ ستغادر ؟ "
" يتعين وجود شخص واحد فقط "
قال بن ذلك و خرج من الغرفة دون تردد .
لقد كان خُروجًا لطيفًا لشخص أمر الفارس أن يستخدم القوة لمنع يلينا من دخول الغرفة .
' حسنًا ذلك رائع '
في هذه الحالة، قررت يلينا أن تعتني بزوجها من كل قلبها و تظهر له جانبًا مختلفًا عنها .
غمرت يلينا المنشفة بالماء و قامت بعصرها .
كان الماء يتساقط في الوعاء و يحدث ضوضاء عالية .
بدأت يلينا في مسح وجه زوجها .
بعد مسح جبهته المتعرقة و مؤخرة عنقه، بقي جسده ….
******************