تحدثت الخادمة " أرسل السيد للتو سالي إلى العاصمة للحصول على فستان ترتديه الطفلة الصغيرة "
شهقت خادمة أخرى و قالت " لقد أتيت في الوقت المناسب، في الواقع كنا نتحدث عن ذلك الآن …. "
" سيقوم بإرسال هذه الطفلة … كلا، الآنسة الصغيرة إلى الدوق الكبير ڤالنتين "
في تلك اللحظة، توقفت الثرثرة و حل الصمت عليهم، لقد كانوا عاجزين عن الحديث .
" إنه أيضًا بأموال الدوق الأكبر "
تحولت نظرات الخادمات إلى آريا .
لقد كانوا شاحبين لأنهم خافوا من تخيل ماقد يفعله الدوق الكبير عندما يكتشف سوء معاملتهم لآريا داخل القصر .
بشكل غير متوقع، بدأوا يشعرون بالأسف إتجاهها، و أشفقوا عليها لأنها تعرضت للإيذاء طوال حياتها .
" لكن الأمير لم يرسل خطاب زواج رسمي بعد " حاولت إحدى الخادمات طمأنة الآخرين .
لكن الخادمات كانوا يعلمون أن النبلاء يعقدون زواجهم عندما يبلغون من العمر ١٤ عامًا على الأكثر و كان الأمير سيبلغ من العمر ١٤ عامًا هذا العام .
" حسنًا، سوف تموت على أي حال "
" نعم، هذا صحيح، سيتم التضحية بها للشيطان قبل أن تؤذينا "
كان منزل ڤالنتين يبحثون عن شريكة زواج مرة واحدة فقط كل جيل، بعد ذلك يجب على الزوجة أن تحمل طفل الدوق الكبير و تواصل سلالته .
و سيحصل الطفل على حقوق اللقب و الإرث و الممتلكات، لكن ذلك لم يكن جيدًا كما يبدو .
كانت الدوقة الكبرى عادةً تموت بعد ولادة الوريث، و ذلك لأنها كانت تعاني من القلق بعد الولادة و تموت بعدها بفترة قصيرة .
كانت هناك شائعات كثيرة حول هذا الموضوع، لكن لم يعرف أحد الحقيقة .
و كان عليهم أيضًا أن يقطعوا جميع الروابط مع عائلاتهم و أصدقائهم .
' إنها مثل التضحية '
هذا ما أطلق عليها الجميع .
" لا يمكنك حتى التحدث، و ستحبسين في قصر الدوق الكبير إلى الأبد، لكن ليس لديك ماتخشينه رغم ذلك ! أنا متأكدة من أنك عانيت أسوأ من ذلك بكثير "
تذكرت آريا الليلة الماضية، وهي تستمع بصمت إلى كلمات الخادمة، كان غسل دماغ الكونت بدون دموع الحورية أسهل من التنفس فقد وضعت هذه الكلمات بأغنيتها " أرسلني إلى الدوق الكبير ڤالنتين فورًا "
' هل أفعل لهم مافعلته لوالدي ؟ '
لا، ليست هناك حاجة لذلك .
فتشت آريا في الحقيبة الصغيرة القديمة التي كانت تحملها على كتفها، كانت تحمل هذه الحقيبة كل يوم عندما لم تكن تستطيع التحدث، لأنها تحتوي على أشياء تساعدها على التواصل .
كان بداخلها زجاجة حبر و ريشة و العديد من البطاقات، كتبت آريا على بطاقة و رفعتها إلى الخادمات .
[ تخلصوا من هذا و أحضروا شيئًا صالحًا للأكل ]
توسعت أعينهم بصدمة، لم يصدقوا ذلك .
" الـ الآن هي تأمرنا …. "
حدقت آريا فيهم بتعابير فارغة، ثم ركلت وعاء الحساء الذي بجانب قدميها و سكبته على الأرض .
[ حـالاً ]
* * * * * * * * * * * * * *
حدقت آريا في الخادمة التي قدمت لها الشاي بتوتر .
طلبت منهم طعامًا صالحًا للأكل فقط لكنهم أيضًا قدموا إليها الشاي بعد الظهر دون أن تطلب ذلك .
وضعت الخادمة بعض الحلوى التي لا أعرفها حتى على الطاولة، كانت الرائحة الحلوة تخترق أنفي .
' هذا يجعلني أبدو مثل طفلة نبيلة '
ماهي المدة التي مرت منذ أن عوملت كإنسان و ليس كطائر في قفص ؟
طلبت منهم آريا المغادرة بعد أن أحتست رشفة من الشاي .
" إذ، إذا أحتجتي إلى أي شيء، من فضلك إستدعيني في أي وقت "
مستحيل لن أمنحهم فرصة للتعويض عن ذلك أبدًا .
نظرت إلى الخادمات اللواتي أساءوا إليها واحدة تلو الأخرى .
' سأنتقم منكم يومًا ما '
تألقت عيونها الوردية بين رموشها الطويلة ذات اللون الوردي، و عندما أبتسمت بدت أكثر حلاوة من الحلوى التي على الطاولة، أصبحوا الخادمات مفتونات و متصلبات .
في تلك اللحظة، فتحت آريا شفتيها الوردية .
{ إخرجن }
شعرت الخادمات اللواتي قرأن تحركات شفاه آريا بالدهشة و غادرن العلية بسرعة كأنهن يهربن .
بعد فترة، أختفت أصوات الخطوات تمامًا .
' لقد تجمدت أجسادهم بالتأكيد عندما رأوا وجهي المبتسم '
كانت آريا تعرف هذا التعبير الذي يظهر عندما ترى شيئًا لم تتخيله أبدًا .
" هل نحن نسير على الطريق الصحيح ؟ " تذمر الكونت كورتيز بإنزعاج .
أجاب المرشد بصوت متوتر " أنا … لست متأكدًا، نحن نتبع المسار الصحيح، لكنني لم أستطع الخروج من سلسلة الجبال هذه … "
" من الذي سيعلم إن كنت لاتعلم ذلك ؟ "
يبدو أنه فقد أعصابه في النهاية، صرخ الكونت على المرشد قائلاً " أوقف العربة على الفور ! "
لقد كان الوقت صباحًا بالتأكيد عندما وصلوا إلى سلسلة الجبال هذه لكن الآن الشمس كانت تغرب بالفعل .
لقد ركبوا العربة لعدة أيام دون راحة، أصبحوا منهكين تمامًا .
" اللعنة على أولاد الشيطان، ما الفائدة عندما ينتقدك الجميع ؟ "
صر الكونت على أسنانه و تمتم بغضب، كانت دوقية ڤالنتين أرضًا مجهولة محاطة بغابات و جبال إنغو، كانت الأرض معزولة عن الخارج و كان ممنوعًا على الغرباء دخولها، قامت عائلة ڤالنتين بمراقبة و تفتيش خصومها بدقة شديدة حتى عند القيام بأنشطة دبلوماسية كبيرة و صغيرة أو عند التعامل مع كبار المسؤولين.
و بطبيعة الحال، لقد تجاهلوا طلب الكونت الذي أراد مقابلتهم، نظرت آريا إلى الكونت الذي لم يستطع التغلب على الغضب .
' لم يكن هناك حتى ردًا على الرسالة '
أشتهرت عائلة كورتيز بنسبها من الموسيقيين من جيل إلى جيل من بينهم كان الموسيقار كورتيز السابق، قائد فرقة موسيقية و ملحنًا عبقريًا .
كان يُدعى بــ " والد الموسيقى " ولا يزال يعتبر أفضل موسيقي .
' لكن حتى كورتيز سيد الموسيقى لا يعد شيئًا بالنسبة إلى ڤالنتين '
بفضل هذا أصبح الكونت غاضبًا جدًا لم يستطع تحمل تجاهلهم له .
لهذا أستأجر على الفور مرشدًا من نقابة المعلومات، و خطط لإقتحام قصر الدوق الكبير .
تحدث المرشد " أعتقد أنه من الأفضل العودة الآن "
عندما أستأجره الكونت من نقابة المعلومات، قدم المرشد نفسه أنه واثقًا من أنه الأفضل في الصناعة .
لكن الآن آريا شعرت بالرعب .
" لقد كان طلبك سخيفًا منذ البداية ! لا أحد يعرف الطريق من جبال إنغو إلى قلعة ڤالنتين أو لأنهم لم يعودوا أحياء ! "
أعطاه الكونت مبلغًا كبيرًا من المال، لكنه الآن يطلب منه العودة ! حدق الكونت إليه بنظرات قاتلة .
" أنت الشخص الذي أستلم طلبي، إذا كنت لا ترغب بتحمل المسؤولية حتى النهاية، فقم بسداد دينك بحياتك ! "
فتح الكونت باب العربة و سحب سيفه و وضعه بالقرب من عنق المرشد .
" من الأفضل أن تقرر ما إذا كنت ستموت هنا أولاً أو ستموت معنا أثناء البحث عن الدوق الكبير "
" شهيق ! "
عندما كان الكونت و المرشد يخوضان شجارًا لا معنى له، كانت نظرة آريا في مكان آخر، مدت يدها خارج النافذة، عندما ركزت إنتباهها شعرت بوخزات في جسدها .
' هل هذا … حاجز ؟ '
مصدر قوة الحورية هو السحر .
' سحر ' الحورية .
' المانا ' للساحر .
' القوة الإلهية ' للكاهن .
' القوة الروحية ' للشامان .
كل القوى لها إختلافات خاصة، لكن جوهر الطاقة كان نفسه .
أستطعت إكتشاف أن حدود ضخمة مثل الحواجز قامت بتغطية مدخل جبل إنغو .
منعهم الحاجز من دخول الجبل، بدا الأمر كما لو أنهم ساروا في طريق مستقيم لكن في الحقيقة كانوا يدورون بإستمرار حول نفس المكان .
المتسللين الذين لم يستطيعوا الوصول لم يكونوا قادرين على التعامل مع الموقف، لذلك أنتهى بهم الأمر بقتل بعضهم البعض أو قتل أنفسهم .
' كما هو متوقع، لا توجد طريقة تسمح لي بالدخول بسهولة '
و مع حلول الظلام في الغابة، سمعوا صراخ الوحوش من كل مكان .
و بدا أن الأرض تهتز .
" شهيق ! "
" ماذا يحدث هنا ؟ "
قام فرسان و مرتزقة عائلة كورتيز بإخراج سيوفهم في نفس الوقت، لقد كانوا قلقين من المكان حولهم و وجوههم أصبحت متوترة للغاية .
" لهذا السبب طلبت منك العودة ! " صاح المرشد بعيون دامعة " يا إلهي، ماذا سنفعل إذا كانت الشائعة عن الوحش صحيحة ؟ "
" وحش ؟ "
" أعني الوحش الذي هو أكبر بكثير من الوحوش العادية …. "
" ماذا ؟ لماذا تخبرني بهذا الآن ؟ "
" لأنك لم تفكر حتى في الإستماع لي، ضللت تصرخ في وجهي "
سمعت آريا أيضًا بهذه الشائعة .
كان هذا أحد الأسباب التي جعلت الكثير من الناس يعتقدون أن عائلة ڤالنتين كانت تعبد الشياطين لأجيال .
" إنها لعنة الشيطان ….... " تمتم أحدهم .
" يا إلهي ! "
فجأة سمعوا صرخة قوية .
" آآآآهه "
" سـ ساعدوني ! "
تعالت الصرخات في لحظة، لم ترفع آريا عينيها عنهم للحظة، لكنها لم تستطع معرفة ما حدث، لم تستطع عينيها مواكبة مايحدث لكنها تعلم أن هناك شيئًا ما هنا .
في تلك اللحظة، أنتهى كل شيء، كان الفرسان و المرتزقة و المرشد جميعهم أمواتًا، و في الوسط وقف رجل يرتدي عباءة سوداء.
" هذا ممتع "
كان صوته عميقًا، و أرتفعت زوايا فمه بإبتسامة .
' طريقة القتل هذه …. '
بجانب الرجل كان هناك مخلوقان كبيران يبدو أنهما " الوحوش " التي تحدث عنها المرشد .
" لقد مرت فترة منذ أن أكلت الكلاب "
دعا الرجل الوحوش " بالكلاب " كانت هذه الوحوش تبدو أكبر بثلاث مرات من الذئاب لأنها كانت تشبه الذئاب البرية .
ألتقت نظرات آريا بنظرات الرجل .
' عيون رمادية باهتة '
عندما أقترب منها الرجل فتح فمه و أشار إليها .
" إقتلوها "
هل سبق لك أن كنت عاجزًا جدًا في حياتك ؟ كما لو كانت تواجه تسونامي أمامها مباشرةً، أحست آريا بتوقف أنفاسها عندما رأت قطيعًا من الوحوش يهجمون عليها، أغمضت عينيها بإحكام .
" كياااا !!!! "
………………………
لكن لم تشعر بأي ألم على الإطلاق .
فتحت آريا عينيها ببطء، و الدموع متجمعة بعينيها .
" هيك، هيك …… "
كان الوحش يلعق يد آريا و يهز ذيله كالكلب .
********************
ايش الرعب ذا الي مرت فيه .... مين تتوقعوا ذا الشخص ؟ وليش الوحوش ذي ماقتلتها زي ما أمرهم ؟
..