" حسنًا … عليك أن تغري زوجًا طيب القلب لا يمكنك قتاله بقتال الأيدي، أهذا ما تقولينه ؟ "
" …… "
" ثم، دعينا نفعل هذا أولاً …… "
* * * * * * * * * * *
بعد يومين، غادرت يلينا ملكية الكونت و صعدت إلى العربة للعودة إلى قلعة الدوقية .
فكرت يلينا في البقاء لبضعة أيام أخرى لأن الوقت الذي قضته مع صديقتها التي لم ترها منذ وقت طويل، كان أكثر متعة مما كانت تعتقد .
لكن كان هناك سبب لمغادرة يلينا .
" سوف تتصالحان عندما أغادر، أليس كذلك ؟ "
" … لا أعلم " أجابت روزالين وهي تدير رأسها غاضبة .
تشاجرت روزالين مع زوجها الكونت ماكس .
كبر الخلاف بين الزوجين، الذي بدأ بخلاف بسيط .
هزت يلينا رأسها وهي تتذكر الخدم في ملكية الكونت وهم يمشون بحذر حول الزوجين .
" الجو المحيط بكما سيء، فلتتصالحا في أقرب وقت ممكن "
" أوه، أنا لا أعلم، أسرعي و أصعدي للعربة "
روزالين دفعت يلينا بخفة لتصعد إلى العربة .
قالت روزالين وهي تنظر للنافذة لتوديعها للمرة الأخيرة " ارسلي لي رسالة إذا أحرزت أي تقدم "
" بالتأكيد "
" لا تنسي أن هذه المعلمة تهتف دائمًا لطالبتها "
" حسنًا، معلمتي " ضحكت يلينا وهي تلوح بيدها من النافذة .
لوحت روزالين إليها مرة أخرى .
في طريق عودتها إلى الدوقية، فكرت يلينا في شجار روزالين و زوجها .
' إنه شجار عشاق '
لم تكن يلينا قلقة للغاية .
بدا أن الزوجين يحبان بعضهما البعض بغض النظر عن كيفية نظر المرء إلى الأمر .
حتى لو كنت تحب شخصًا ما، فسوف تتشاجر معه .
غالبًا ما تساءلت يلينا عندما كانت طفلة كيف أمكنها دفع إدوارد إلى أسفل الجرف، لكنها مازالت تحبه لأنه فرد من أفراد عائلتها .
' أنا قلقة على نفسي أكثر من روزالين '
بينما كانت يلينا غارقة في التفكير، وصلت العربة إلى قلعة الدوق .
أستقبلها كبير الخدم بنظرة محتارة على وجهه .
" سيدتي، لقد عدتي ؟ "
قام بن بسرعة بتغيير تعابير وجهه، لكن يلينا لم تفوت تعابيره السريعة .
' ماهذا ؟ '
عادت يلينا وفقًا لما هو مقرر .
لم تكن متأخرة ولا مبكرة .
" سوف تحتاجين إلى تخفيف تعبك من السفر، سأخبرهم أن يجهزوا الحمام "
" لا بأس، سأهتم بذلك لاحقًا "
أرادت أن تفعل شيئًا قبل أن تستحم لتخفف تعبها من الرحلة الطويلة .
في ذاكرة يلينا، كان والدها دائمًا يزور والدتها أولاً بعد رحلة طويلة .
بنظر يلينا الطفلة بدا فعله هذا سلوكًا طبيعيًا و بدا بطريقة ما جيدًا حقًا .
لهذا في ذلك الوقت، كانت تلعب مع أصدقائها لعبة " لقد حظيت برحلة جيدة، يا عزيزتي "
لكن الآن، لم تكن لعبة، لقد كان وضعًا حقيقيًا .
' لأفعل ما أتذكره، يجب أن أقبله على خده …. '
لكن كانت يلينا تخشى أن الوقت مبكرًا جدًا لذلك .
أخبرتها روزالين أن مراحل ملامسات " العشاق الجدد " تتراوح من ١ إلى ١٠ .
من بينهم " قبلة الخد " كانت في المرحلة المتوسطة .
أعتقدت يلينا شخصيًا أنها ليست مشكلة كبيرة .
' هذا مؤسف، أعتقد اليوم سأراك فقط و أقول أنني حظيت برحلة جيدة … '
أيضًا، كان هناك شيء آخر تريد القيام به عندما تواجه زوجها .
أصبحت خطوات يلينا أسرع .
توقفت عند غرفتها لتغير ملابسها أولاً .
منذ أن كانت بالعربة لفترة طويلة، أصبحت ملابسها متسخة بسبب الغبار، أصبحت قلقة مرة أخرى .
" هل الدوق في مكتبه الآن ؟ "
سألت يلينا الخادمة، أثناء إنتظارها ليحضروا ملابسها .
في هذه اللحظة، يمكنها القول أن وجود زوجها في المكتب أمر لا شك فيه .
لقد كان سؤالاً تعرف إجابته .
ولكن، بشكل غير متوقع، هزت الخادمة رأسها .
" كلا، لقد ذهب اليوم إلى السرير مبكرًا "
" هاه ؟ بالفعل ؟ "
بإندهاش نظرت يلينا إلى الساعة مرة أخرى .
كانت الساعة تشير فقط إلى وقت بعد العشاء بقليل .
' ذهبت إلى السرير في هذه الساعة ؟ '
كان زوجها الذي تعرفه ينام متأخرًا .
بدون إستثناء، كان وقت نومه دائمًا متأخرًا كل ليلة .
' لماذا نام في وقت مبكر جدًا … ؟ '
مـهـلاً !
عبر تخمين في ذهن يلينا .
الفصل : ٥٨
الآن بعد أن فكرت يلينا في الأمر، كان ذلك معقولاً .
إذا نظرنا إلى الوراء، أفترضت يلينا أن السبب وراء ذعر كبير الخدم عندما رأى يلينا كان لأن زوجها مريضًا .
هرعت بالخروج من غرفة نومها، لكنها واجهت تحديًا غير متوقع أمام غرفة نوم زوجها .
" أنا آسف، لقد أُمرت بعدم السماح لأي شخص بالدخول "
رمشت يلينا بإحراج من الفارس الذي أغلق باب غرفة نوم زوجها .
' هل … وضعت حارسًا ؟ '
كانت يلينا تدخل و تخرج من غرفة نوم زوجها عدة مرات من قبل، و مع ذلك، كانت هذه هي المرة الأولى التي ترى فيها شخصًا يقف أمام بابه هكذا .
' ما مشكلتك بحق الأرض ؟ '
شكت يلينا في أن الدوق مايهارد لن يضع حارسًا إذا كان مريضًا بعض الشيء، لذلك بدأت بالذعر .
أقتربت من الفارس " تنحى جانبًا، أنا زوجة الدوق "
" أنا آسف، أمرني الدوق بعدم السماح لأي شخص بالدخول "
" ألست إستثناء ؟ ألا تعرف من هي الدوقة ؟ أبتعد عن الطريق "
" أنا آسف "
أعتذر الفارس مرارًا و تكرارًا مثل الببغاء و أستمر بعدم رغبته في التحرك .
أستاءت يلينا و شعرت بالإحباط .
فجأة ….
رأت شخصًا يسير في الردهة، توقف الشخص فور رؤيته يلينا و الفارس، كان كبير الخدم .
" بن، لقد أتيت في الوقت المناسب تمامًا، الدوق … "
توقفت يلينا عن الحديث .
كان بن يحمل وعاء و منشفة في يده .
" … لقد أتيت لأرى إذا كان الدوق مريضًا، يبدو أنك قد قمت بالتحضيرات بالفعل، ماذا حل به ؟ "
أجاب بن على سؤالها بتردد " إنه مصاب بنزلة برد "
" نزلة برد ؟ "
أرتبكت يلينا للحظة .
زوجها … و برد .
بطريقة ما، بدت الكلمتين غير متطابقتين إلى حد ما .
' لا، هذا ليس مهمًا '
بمجرد أن يصاب شخص ما بنزلة برد، ستكون حالته الجسدية و العقلية ضعيفة إلى حد ما .
سوف يحتاج إلى رعاية الناس من حوله .
مدت يلينا يدها .
" اعطني هذا الآن، سأدخل و أعتني به "
" … إنها نزلة برد سيئة، قد تصابين بالعدوى "
" لا بأس، أنا لا أصاب بنزلات البرد بسهولة، لا أعتقد أنني سأمرض حتى لو شربت ماء مثلج في منتصف الشتاء "
" إنه شديد العدوى، سأفعل ذلك بنفسي "
" إذا كنت قلقًا بشأن كونه معديًا، ألا يمثل ذلك خطرًا أكبر على كبير الخدم ؟ بن، كم عمرك هذا العام ؟ "
تردد بن بالإجابة على تعليق يلينا .
لكنه لم يتراجع بسهولة .
" كيف يمكنني مقارنة قيمة هذا الجسد الكبير بالسيدة ؟ "
" أنت تعلم أن لديك أعمال أكثر مني في هذه القلعة، أليس كذلك ؟ إذا مرضت، فمن سيفعل كل ذلك ؟ أنا ؟ توقف عن قول الهراء و أعطني هذا "
لم تتراجع يلينا أيضًا .
كانت آرائهم على خلاف .
بدأت يلينا ببطء تفقد مسار الموقف .
كان الأمر يتعلق فقط بمن سيهتم بالمريض .
' هل مثل هذا الشجار الكبير بيننا ضروري ؟ '
بين الدوقة و كبير الخدم ؟
تنهد بن فجأة، و بدأت يلينا تشعر بالريبة .
" … أنا آسف، سيدتي أرجوك سامحيني على عدم إحترامي "
" ماذا ؟ ما الذي … أنتظر، إتركني ! "
أمسك الفارس يلينا فجأة و أعادها إلى الخلف .
في هذه الأثناء، فتح بن باب غرفة نوم زوجها و دخل .
بـانـق .
أغلق الباب .
فتحت يلينا فمها بصدمة .
لم تستطع فهم ما حدث للتو على الفور .
بمجرد أن دخل بن غرفة النوم أطلق الفارس سراح يلينا و أعتذر مرة أخرى .
" أنا آسف "
" …… "
عندها فقط أكتشفت يلينا شيئًا واحدًا فاتها .
كان الفارس امرأة .
لم تلاحظ ذلك من قبل لأن الفارس شعره قصير و كان يرتدي الدروع .
" … هاه "
أنزلقت تنهيدة يائسة من شفتيها .
ربما تم تكليفها بإيقاف يلينا .
' لماذا ؟ '
وقفت يلينا كما لو كانت قدميها متسمرتان على الأرض، حدقت في الباب المغلق ثم أستدارت بعيدًا .
شعرت بالغرابة، و كان من الصعب وصف مشاعرها .
عندما عادت إلى غرفتها، و جلست عاقدة ذراعيها لتمضية الوقت .
' لا يمكنني الدخول، لكن كبير الخدم يمكنه ذلك ؟ '
لا ، لا .
هزت يلينا رأسها، كان هذا مهمًا، لكن كان هناك شيء أكثر أهمية من ذلك .
' إنه أمر غريب بغض النظر عن مدى صعوبة التفكير فيه '
لماذا منع يلينا من دخول غرفة نوم زوجها ؟
' خوفًا من أن تصاب بالعدوى ؟ '
هذا سخيف .
******************