الفصل 57 و 58 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


فتحت روزالين فمها و كأنها لا تستطيع مساعدتها .

" حسنًا … عليك أن تغري زوجًا طيب القلب لا يمكنك قتاله بقتال الأيدي، أهذا ما تقولينه ؟ "

" …… "

" ثم، دعينا نفعل هذا أولاً …… "

* * * * * * * * * * *

بعد يومين، غادرت يلينا ملكية الكونت و صعدت إلى العربة للعودة إلى قلعة الدوقية .

فكرت يلينا في البقاء لبضعة أيام أخرى لأن الوقت الذي قضته مع صديقتها التي لم ترها منذ وقت طويل، كان أكثر متعة مما كانت تعتقد .

لكن كان هناك سبب لمغادرة يلينا .

" سوف تتصالحان عندما أغادر، أليس كذلك ؟ "

" … لا أعلم "  أجابت روزالين وهي تدير رأسها غاضبة .

تشاجرت روزالين مع زوجها الكونت ماكس .

كبر الخلاف بين الزوجين، الذي بدأ بخلاف بسيط .

هزت يلينا رأسها وهي تتذكر الخدم في ملكية الكونت وهم يمشون بحذر حول الزوجين .

" الجو المحيط بكما سيء، فلتتصالحا في أقرب وقت ممكن "

" أوه، أنا لا أعلم، أسرعي و أصعدي للعربة "

روزالين دفعت يلينا بخفة لتصعد إلى العربة .

قالت روزالين وهي تنظر للنافذة لتوديعها للمرة الأخيرة  " ارسلي لي رسالة إذا أحرزت أي تقدم "

" بالتأكيد "

" لا تنسي أن هذه المعلمة تهتف دائمًا لطالبتها "

" حسنًا، معلمتي " ضحكت يلينا وهي تلوح بيدها من النافذة .

لوحت روزالين إليها مرة أخرى .

في طريق عودتها إلى الدوقية، فكرت يلينا في شجار روزالين و زوجها .

' إنه شجار عشاق '

لم تكن يلينا قلقة للغاية .

بدا أن الزوجين يحبان بعضهما البعض بغض النظر عن كيفية نظر المرء إلى الأمر .

حتى لو كنت تحب شخصًا ما، فسوف تتشاجر معه .

غالبًا ما تساءلت يلينا عندما كانت طفلة كيف أمكنها دفع إدوارد إلى أسفل الجرف، لكنها مازالت تحبه لأنه فرد من أفراد عائلتها .

' أنا قلقة على نفسي أكثر من روزالين '

بينما كانت يلينا غارقة في التفكير، وصلت العربة إلى قلعة الدوق .

أستقبلها كبير الخدم بنظرة محتارة على وجهه .

" سيدتي، لقد عدتي ؟ "

قام بن بسرعة بتغيير تعابير وجهه، لكن يلينا لم تفوت تعابيره السريعة .

' ماهذا ؟ '

عادت يلينا وفقًا لما هو مقرر .

لم تكن متأخرة ولا مبكرة .

" سوف تحتاجين إلى تخفيف تعبك من السفر، سأخبرهم أن يجهزوا الحمام "

" لا بأس، سأهتم بذلك لاحقًا "

أرادت أن تفعل شيئًا قبل أن تستحم لتخفف تعبها من الرحلة الطويلة .

في ذاكرة يلينا، كان والدها دائمًا يزور والدتها أولاً بعد رحلة طويلة .

بنظر يلينا الطفلة بدا فعله هذا سلوكًا طبيعيًا و بدا بطريقة ما جيدًا حقًا .

لهذا في ذلك الوقت، كانت تلعب مع أصدقائها لعبة " لقد حظيت برحلة جيدة، يا عزيزتي "

لكن الآن، لم تكن لعبة، لقد كان وضعًا حقيقيًا .

' لأفعل ما أتذكره، يجب أن أقبله على خده …. '

لكن كانت يلينا تخشى أن الوقت مبكرًا جدًا لذلك .

أخبرتها روزالين أن مراحل ملامسات " العشاق الجدد " تتراوح من ١ إلى ١٠ .

من بينهم " قبلة الخد " كانت في المرحلة المتوسطة .

أعتقدت يلينا شخصيًا أنها ليست مشكلة كبيرة .

' هذا مؤسف، أعتقد اليوم سأراك فقط و أقول أنني حظيت برحلة جيدة … '

أيضًا، كان هناك شيء آخر تريد القيام به عندما تواجه زوجها .

أصبحت خطوات يلينا أسرع .

توقفت عند غرفتها لتغير ملابسها أولاً .

منذ أن كانت بالعربة لفترة طويلة، أصبحت ملابسها متسخة بسبب الغبار، أصبحت قلقة مرة أخرى .

" هل الدوق في مكتبه الآن ؟ "

سألت يلينا الخادمة، أثناء إنتظارها ليحضروا ملابسها .

في هذه اللحظة، يمكنها القول أن وجود زوجها في المكتب أمر لا شك فيه .

لقد كان سؤالاً تعرف إجابته .

ولكن، بشكل غير متوقع، هزت الخادمة رأسها .

" كلا، لقد ذهب اليوم إلى السرير مبكرًا "

" هاه ؟ بالفعل ؟ "

بإندهاش نظرت يلينا إلى الساعة مرة أخرى .

كانت الساعة تشير فقط إلى وقت بعد العشاء بقليل .

' ذهبت إلى السرير في هذه الساعة ؟ '

كان زوجها الذي تعرفه ينام متأخرًا .

بدون إستثناء، كان وقت نومه دائمًا متأخرًا كل ليلة .

' لماذا نام في وقت مبكر جدًا … ؟ '

مـهـلاً !

عبر تخمين في ذهن يلينا .

' هل أنت مريض ؟ '

******************

الفصل : ٥٨

الآن بعد أن فكرت يلينا في الأمر، كان ذلك معقولاً .

إذا نظرنا إلى الوراء، أفترضت يلينا أن السبب وراء ذعر كبير الخدم عندما رأى يلينا كان لأن زوجها مريضًا .

هرعت بالخروج من غرفة نومها، لكنها واجهت تحديًا غير متوقع أمام غرفة نوم زوجها .

" أنا آسف، لقد أُمرت بعدم السماح لأي شخص بالدخول "

رمشت يلينا بإحراج من الفارس الذي أغلق باب غرفة نوم زوجها .

' هل … وضعت حارسًا ؟ '

كانت يلينا تدخل و تخرج من غرفة نوم زوجها عدة مرات من قبل، و مع ذلك، كانت هذه هي المرة الأولى التي ترى فيها شخصًا يقف أمام بابه هكذا .

' ما مشكلتك بحق الأرض ؟ '

شكت يلينا في أن الدوق مايهارد لن يضع حارسًا إذا كان مريضًا بعض الشيء، لذلك بدأت بالذعر .

أقتربت من الفارس  " تنحى جانبًا، أنا زوجة الدوق "

" أنا آسف، أمرني الدوق بعدم السماح لأي شخص بالدخول "

" ألست إستثناء ؟ ألا تعرف من هي الدوقة ؟ أبتعد عن الطريق "

" أنا آسف "

أعتذر الفارس مرارًا و تكرارًا مثل الببغاء و أستمر بعدم رغبته في التحرك .

أستاءت يلينا و شعرت بالإحباط .

فجأة ….

رأت شخصًا يسير في الردهة، توقف الشخص فور رؤيته يلينا و الفارس، كان كبير الخدم .

" بن، لقد أتيت في الوقت المناسب تمامًا، الدوق … "

توقفت يلينا عن الحديث .

كان بن يحمل وعاء و منشفة في يده .

" … لقد أتيت لأرى إذا كان الدوق مريضًا، يبدو أنك قد قمت بالتحضيرات بالفعل، ماذا حل به ؟ "

أجاب بن على سؤالها بتردد  " إنه مصاب بنزلة برد "

" نزلة برد ؟ "

أرتبكت يلينا للحظة .

زوجها … و برد .

بطريقة ما، بدت الكلمتين غير متطابقتين إلى حد ما .

' لا، هذا ليس مهمًا '

بمجرد أن يصاب شخص ما بنزلة برد، ستكون حالته الجسدية و العقلية ضعيفة إلى حد ما .

سوف يحتاج إلى رعاية الناس من حوله .

مدت يلينا يدها .

" اعطني هذا الآن، سأدخل و أعتني به "

" … إنها نزلة برد سيئة، قد تصابين بالعدوى "

" لا بأس، أنا لا أصاب بنزلات البرد بسهولة، لا أعتقد أنني سأمرض حتى لو شربت ماء مثلج في منتصف الشتاء "

" إنه شديد العدوى، سأفعل ذلك بنفسي "

" إذا كنت قلقًا بشأن كونه معديًا، ألا يمثل ذلك خطرًا أكبر على كبير الخدم ؟ بن، كم عمرك هذا العام ؟ "

تردد بن بالإجابة على تعليق يلينا .

لكنه لم يتراجع بسهولة .

" كيف يمكنني مقارنة قيمة هذا الجسد الكبير بالسيدة ؟ "

" أنت تعلم أن لديك أعمال أكثر مني في هذه القلعة، أليس كذلك ؟ إذا مرضت، فمن سيفعل كل ذلك ؟ أنا ؟ توقف عن قول الهراء و أعطني هذا "

لم تتراجع يلينا أيضًا .

كانت آرائهم على خلاف .

بدأت يلينا ببطء تفقد مسار الموقف .

كان الأمر يتعلق فقط بمن سيهتم بالمريض .

' هل مثل هذا الشجار الكبير بيننا ضروري ؟ '

بين الدوقة و كبير الخدم ؟

تنهد بن فجأة، و بدأت يلينا تشعر بالريبة .

" … أنا آسف، سيدتي أرجوك سامحيني على عدم إحترامي "

" ماذا ؟ ما الذي … أنتظر، إتركني ! "

أمسك الفارس يلينا فجأة و أعادها إلى الخلف .

في هذه الأثناء، فتح بن باب غرفة نوم زوجها و دخل .

بـانـق .

أغلق الباب .

فتحت يلينا فمها بصدمة .

لم تستطع فهم ما حدث للتو على الفور .

بمجرد أن دخل بن غرفة النوم أطلق الفارس سراح يلينا و أعتذر مرة أخرى .

" أنا آسف "

" …… "

عندها فقط أكتشفت يلينا شيئًا واحدًا فاتها .

كان الفارس امرأة .

لم تلاحظ ذلك من قبل لأن الفارس شعره قصير و كان يرتدي الدروع .

" … هاه "

أنزلقت تنهيدة يائسة من شفتيها .

ربما تم تكليفها بإيقاف يلينا .

' لماذا ؟ '

وقفت يلينا كما لو كانت قدميها متسمرتان على الأرض، حدقت في الباب المغلق ثم أستدارت بعيدًا .

شعرت بالغرابة، و كان من الصعب وصف مشاعرها .

عندما عادت إلى غرفتها، و جلست عاقدة ذراعيها لتمضية الوقت .

' لا يمكنني الدخول، لكن كبير الخدم  يمكنه ذلك ؟ '

لا ، لا .

هزت يلينا رأسها، كان هذا مهمًا، لكن كان هناك شيء أكثر أهمية من ذلك .

' إنه أمر غريب بغض النظر عن مدى صعوبة التفكير فيه '

لماذا منع يلينا من دخول غرفة نوم زوجها ؟

' خوفًا من أن تصاب بالعدوى ؟ '

هذا سخيف .

******************


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان