الفصل 53 و 54 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


كانت تفكر في هذا في كل مرة تراه، أن زوجها كان طويل القامة .

حتى أمام خادم قوي البنية، كان أطول منه، لذلك كان يبرز أينما ذهب .

كانت هذه المقارنة بلا معنى، فاليوم عندما وقفت خادمة صغيرة بجانبه، بدت الخادمة مثل حشرة الزيز على شجرة كبيرة .

' منذ أنني أطول قليلاً من المتوسط …. '

كان فرق الطول لا يزال كبيرًا جدًا، لكن يلينا أعتقدت أنها تبدو جيدة معه .

بينما كانت يلينا تفكر في ذلك، أنطلقت العربة .

نظرت بعيدًا عن النافذة، و لمست المقعد الناعم عالي الجودة الذي بدا أنه يمتص معظم إهتزازات العربة .

" دعونا ننطلق بسرعة "

كان الفارس يقود العربة بأبطأ مايمكن في حال شعرت السيدة النبيلة بعدم الإرتياح .

لكن بعد إلحاح يلينا، أنطلق الفارس بسرعة .

* * * * * * * * * * * *

" يلينا ! "

غادرت العربة الدوقية و أتجهت غربًا لمدة خمس ساعات و نصف .

بعد ست ساعات مع إستراحة قصيرة في منتصف الطريق، وصلت يلينا إلى وجهتها .

" روزالين "

عانق جسد صغير رقيق يلينا بإحكام .

لقد كانت قوة كبيرة لا تتناسب مع بنية الجسم .

" يلينا كم مضى من الوقت لم أرك فيه ؟ لقد أشتقت إليك كثيرًا "

" من اللطيف رؤيتك، لكن …. أضلاعي تؤلمني، هل يمكنك أن تتركيني أذهب ؟ "

" أوه، آسفة "

أبتسمت روزالين و خففت القوة في ذراعيها اللذان أحتجزا الجزء العلوي من جسد يلينا .

أعتقدت يلينا للحظة أن حجم الجزء العلوي من جسمها قد تقلص قليلاً .

" بالمناسبة، يلينا خاصتي تصبح أكثر نُحفًا في كل مرة نلتقي فيها "

" ربما بسببك "

" هاه ؟ "

" لا تهتمي، لقد مر وقت طويل، كيف حالك ؟ "

لم تزر يلينا سوى منزل صديقتها روزالين .

على وجه الدقة، كان العقار ملكًا لزوجها الكونت ماكس، الذي تزوج روزالين العام الماضي .

كان هذا أول لقاء لروزالين بعد أن تزوجت و غادرت العاصمة .

' لم أكن أتوقع أن أراك مرة أخرى هكذا …. '

تم لم شملنا بعد أن تزوجنا .

ردت روزالين بينما كانت يلينا عالقة في مشاعر عاطفية خفية .

" بالطبع أنا بخير، و ماذا عنك ؟ كيف حالك ؟ سمعت للتو أنه لم يمر وقت طويل منذ أن تزوجتي .… "

رمشت روزالين قبل أن تضيف بحذر .

" هل يجب أن أحضر ميلي إلى هنا و ألقنها درسًا ؟ "

كان السؤال عما إذا كانت قد أُجبرت على الزواج من الدوق مايهارد نيابةً عن ميلي .

أبتلعت يلينا إبتسامة مريرة على سؤال صديقتها .

' هذا مايبدو عليه الأمر في عيون الآخرين '

شعرت ببعض الأسف إتجاه ميلي أيضًا .

كانت وصمة عار أن تبيع إبنة عمها بدلاً عنها .

بالطبع لم تكن ميلي لتفوت مثل هذه الفرصة لو جاءت بالفعل .

لكن لم يكن هذا هو الشكل الذي يجب أن يبدو عليه زواج يلينا .

' أنا هنا لأمسك بهم جميعًا اليوم '

هزت يلينا رأسها وهي تتذكر خطة اليوم .

" لا بأس، الأمر ليس كذلك، لذا دعينا نذهب "

" هل أنت خائفة من أنني سأقتل ميلي إذا دست عليها ؟ أنت تعرفيني، سأدوس عليها بما يكفي حتى لا تموت "

" روزالين، ألا تعرفيني ؟ هل أنا من النوع الذي سأتزوج لأن ميلي أجبرتني على ذلك ؟ "

تم إغلاق فم روزالين بإحكام، و رمشت بعينيها .

" لم يكن الأمر كذلك … ؟ "

" هذا صحيح، الآن دعينا ندخل "

بعد فترة وجيزة دخلت يلينا و روزالين المنزل جنبًا إلى جنب .

أثناء سيرهم في الممر فتحت يلينا فمها  " حول ماطلبته …. "

" جميع الإستعدادات جاهزة في غرفة الإستقبال، علينا فقط الذهاب إلى هناك "

" شكرًا لك "

نظرت روزالين إلى صديقتها بتعبير محتار .

فعلت كما طلبت منها يلينا لكنها في الواقع مازالت لا تعرف لماذا طلبت يلينا مثل هذه الخدمة .

بينما كانت روزالين محتارة بشأن ما إذا كانت ستسألها الآن أو لاحقًا، كان باب غرفة الإستقبال أمامهم فجأة .

' يجب أن أسألها لاحقًا '

فجأة قالت يلينا التي كانت واقفة أمام الباب لروزالين  " روزالين أود أن أطلب منك معروفًا آخر "

" هاه ؟ "

" من الآن فصاعدًا، بغض النظر عما سيحدث هناك، يجب ألا تفعلي شيئًا، من فضلك ابقي مكانك، هل يمكنك فعل ذلك ؟ "

بناءً على كلمات يلينا، أصيبت روزالين بالخوف .

' ماذا ستفعلين ؟ '

الآن هناك حفلة شاي تجري خلف هذا الباب .

لقد تمت دعوة العديد من السيدات النبيلات من جميع المنازل .

" يلينا … شيء واحد فقط، لا قتل "

" الأمر ليس كذلك "

دخلت يلينا تاركة وراءها روزالين المذعورة .

جميع الذين يجلسون و يتحدثون حول الطاولة المستديرة حولوا إنتباههم إلى مظهر شخص جديد .

" أوه، هذه … ؟ "

" إسمحوا لي أن أقدم لكم السيدة يلينا … كلا الدوقة مايهارد "

تقدمت روزالين إلى الأمام و قدمت يلينا .

تركزت نظراتهم على الفور على يلينا .

" ذلك الشخص …. "

" إذا كان الدوق مايهارد، فذلك هو الوحش …. "

" هشش ! "

*****************

الفصل : ٥٤

بعد أن همست إليها سيدة أخرى، أغلقت السيدة عديمة اللباقة فمها على الفور .

ثم رفعت سيدة جميلة من نفسها و قالت  " تعالي و إجلسي هنا، دوقة "

" نعم إجلسي، إنها المرة الأولى التي نلتقي فيها في مثل هذه المناسبة "

" برؤيتك هنا، يجب أن تكوني صديقة للكونتيسة روزالين ؟ "

كانت يلينا محاطة بالحديث و الإهتمام .

تلقت يلينا طوال حياتها الكثير من الإهتمام من قبل الآخرين بسبب مظهرها الجذاب، مما جعلها تبرز بين الحشود .

لكن الآن، كان الإهتمام مختلف عما تلقته طوال حياتها، كان الإهتمام الوقح و الفضول .

شعرت يلينا كما لو أنها أصبحت منظرًا نادرًا معروضًا في الشارع .

" مرحبًا بكم "  رسمت يلينا إبتسامة على وجهها  " هذه هي المرة الأولى التي نجتمع فيها، من الجيد حقًا مقابلتكم جميعًا "

* * * * * * * * * * * *

" أوه …. "

بعد حفلة الشاي، تم تنظيف المكان في لحظة .

تأوهت يلينا و وضعت وجهها على الطاولة الفارغة .

" روزالين، أحتاج بعضًا من الماء المثلج …. فيووه "

عرفت روزالين أن يلينا ستطلب الماء المثلج، فوضعت روزالين الكأس الذي أعدته مسبقًا بجانب يلينا .

" … شكرًا لك "

رفعت يلينا نفسها، و أخذت الكأس و شربته كله دفعة واحدة .

عقدت روزالين ذراعيها وهي تراقبها .

" ما الذي تفكرين به بحق الجحيم ؟ "

كانت تشير روزالين إلى أحداث حفل الشاي منذ فترة .

لقد كانوا وقحين بشكل لا يصدق .

أرادت روزالين قلب الطاولة خمس مرات على الأقل خلال الحفلة، لقد كان لديها ما يكفي من القوة للقيام بذلك، لكن روزالين أوقفت نفسها .

طلبت منها يلينا عدم التحرك مسبقًا .

" هل هذا هو السبب في أنك طلبت مني ذلك ؟ لماذا بحق الجحيم … ؟ "

ما لم تستطع روزالين فهمه هو موقف يلينا .

بالنظر إلى شخصية يلينا المعتادة، كان ينبغي عليها صب الشاي على وجههم حوالي ١٣ مرة خلال حفل الشاي .

و بالعادة كانت ستدهس قدمهم من تحت الطاولة حوالي ثلاث مرات، متظاهرةً بأن ذلك كان خطأً .

ومع ذلك، ظلت يلينا تبتسم طوال حفل الشاي .

كما لو أنها لا تستطيع قول أي شيء، كانت يلينا تربت على زاوية عينيها بمنديل مرة أو مرتين على الأقل أثناء المحادثة بنظرة متألمة .

هذا كل شيء .

روزالين ، التي كانت غاضبة و محبطة في البداية، أصيبت بالقشعريرة فيما بعد .

و الآن بدأت تقلق .

" لا تخبريني …. هل هذا هو الأمر ؟ سمعت أنه عندما يكون الشخص على وشك الموت، فإنه فجأة يفعل أشياء لم يفعلها من قبل …. ربما … "

" كلا "

هزت يلينا رأسها لروزالين التي أشتبهت بجدية أن صديقتها مصابة بمرض عضال .

تنهدت يلينا وهي تضع الكأس الفارغ على الطاولة .

شعرت بقليل من الإنتعاش الآن .

' … كان ذلك خطيرًا '

نعم، كان ذلك خطيرًا .

عبثت يلينا بكأس الماء الفارغ و أستذكرت أحداث حفل الشاي .

لقد أتت وهي عازمة على الإبتسام مثل الدمية أو كالبلهاء بغض النظر عما ستسمعه .

لكن في اللحظة التي سمعت فيها أشياء فظيعة عن زوجها، فقدت يلينا تقريبًا السيطرة على عواطفها و كانت ستتصرف بشكل غير عقلاني .

بفضلهم شربت يلينا الكثير من الشاي خلال الحفلة .

لم تستطع رفع الكوب و صب الشاي على وجه الشخص الآخر، لذا شربته فقط .

و بسبب ذلك، شعرت يلينا بالشبع بالرغم من أنها لم تأكل كثيرًا .

رفعت يلينا رأسها .

كانت روزالين لا تزال تنظر إليها بقلق و تساؤل .

يلينا التي ترددت لبعض الوقت، فتحت فمها في النهاية  " ليس هناك سبب محدد، أنا فقط بحاجة إلى بعض الشائعات "

" شائعات ؟ "

" نعم "

طوال حفل الشاي، كان هناك شيء واحد فقط أرادت يلينا إظهاره لهم، أنها كانت دوقة طيبة و حمقاء لأنها مفتونة بزوجها تمامًا .

بذلت يلينا قصارى جهدها لغرس تلك الصورة في ذهنهم، لكنها لم تعلم ما إذا نجحت طريقتها .

" أنا أحب زوجي كثيرًا …. ليس لدي مشكلة واحدة مع هذا الزواج … و لدي شخصية ضعيفة للغاية و لطيفة، حسنًا هذا النوع من الشائعات "

سألت روزالين بفضول حقيقي  " هل ستجنين شيء من مثل هذه الشائعات ؟ "

لم تجب يلينا بسرعة على السؤال .

في الواقع، إذا أنتشرت هذه الشائعات، فستحصل يلينا على شيء واحد فقط .

خطر الطلاق .

إذا تطلقا وسط تلك الشائعات، فمن المؤكد أنها ستترك وصمة عار كبيرة .

و ستواجه مشكلة .

كانت قصة بسيطة .

******************


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان