الفصل 51 و 52 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


أدركت يلينا ذلك فجأة .

هل كان مجرد وهم ؟

' هل كان من الوهم أن أعتقد أنك وثقت بي و أخبرتني بمثل هذه القصة ؟ '

ربما كان ذلك يعني العكس .

ربما كان يقصد أنها يجب أن تعرف على الأقل السبب لأنهما كانا على وشك الإنفصال .

كان هذا الشعور يشبه إلقاء طعامها على الأرض .

" من وجهة نظري … أنت تعلم أن الوقت قصير جدًا لتقول أنك تعبت و سئمت مني، أليس كذلك ؟ "

" الأمر ليس كذلك "

قفز الدوق مايهارد، الذي ربما كان مرتبكًا على قدميه .

لقد كان تحت مستوى عينيها بقليل لكنه أرتفع الآن فوق رأسها .

رفعت يلينا رأسها إلى درجة أن رقبتها أصبحت تؤلمها .

عندما جلس على كرسيه مرة أخرى، أخفض الدوق مايهارد نظراته و فتح فمه .

" … لا أعلم لماذا فكرتي في ذلك، لكن الأمر ليس كذلك "

" ليس كذلك ؟ "

" لم أكن أعتقد أن زوجتي سترغب في الحفاظ على هذا الزواج "

" ماذا ؟ لماذا تعتقد هذا ؟ "

" لأنني لا أستطيع أن أعطيك ماتريدين "

" إذا كان الأمر يتعلق بما أريد …. "

" أعني الطفل "

ترددت يلينا، و تابع الدوق مايهارد وهو ينظر إلى وجهها .

" أعتقدت أن هدف زوجتي من الزواج هو إنجاب طفلي، على الرغم من أنني لا أعرف السبب … على أي حال، أخبرتك أنني لا أريد أي وريث "

" …… "

" لهذا السبب فكرت أن زوجتي قد ترغب في إلغاء هذا الزواج، لكن …. هل كان قراري خاطئًا ؟ "  سأل بصوت متردد قليلاً .

لم تستطع يلينا قول أي شيء .

أصابت نقطة الدوق المسمار في رأسها .

ومع ذلك، لم تتخلى يلينا عن رغبة النوم معه بالرغم من كلماته بعدم رغبته في وريث .

" هذا …. "

زمت يلينا شفتيها .

كان محقًا جزئيًا، لكنها لم تستطع أن تقول بصراحة أنها لن تتخلى عن إنجاب طفل منه حتى الآن .

أجابت يلينا  " نعم، لقد كان قرارك خاطئًا، أنت مخطئ "

" … هل هذا صحيح ؟ "

" لن أنفصل عنك، لا أريد ، الشيء نفسه ينطبق على الفسخ "

أبتلعت يلينا لعابها الجاف و قالت بحزم  " من الآن فصاعدًا، لن أرغب مطلقًا في الإنفصال عنك أولاً لأي سبب من الأسباب، ولن يتغير رأيي، لذا ابقي هذا في ذهنك "

أرادت أن تخبره ألا يحلم بالطلاق أبدًا لأنها لن تسمح له بأن يطلقها .

لكنها تراجعت لأنها لا تريد أن تبدو شديدة التشبث .

خاصة في حالتهم التي كانوا فيها متزوجين بالإسم فقط، وفي الواقع لم يكن هناك شيء بينهم .

بعد قول هذه الكلمات، حاولت يلينا أن تستدير لتغادر لكنها توقفت .

سرعان ما ترددت و سألت بصوت منخفض جدًا .

" بالمناسبة … هل هذا هو السبب الوحيد حقًا ؟ "

" ماذا ؟ "

" سبب رغبتك في الطلاق … هل فعلت ذلك فقط لأنك أعتقدت أنني أريد ذلك ؟ "

أضافت يلينا بعد أن أخذت نفسًا قصيرًا  " ربما لديك بعض الإستياء من هذا الزواج …. "

" كلا "  كان جوابه سريعًا .

أطلقت يلينا نفسًا من الراحة .

" هل أنت متأكد أنك لا تفعل ؟ حسنًا ربما لديك شكوى صغيرة فقط أو شيء من هذا القبيل ؟ "

" يلينا، أنت …. "

بدا الدوق مايهارد متردد للحظة ثم فتح فمه .

" أنت تقومين بعمل جيد حقًا كزوجتي "

" …… "

" بشكل إستثنائي "

الكلمات التي تلت ذلك تحتوي على معنى عميق، لكن يلينا فوتت المشاعر المختبئة فيها لأنها ركزت فقط على مضمون الكلام .

' هل أنا حقًا أقوم بعمل جيد ؟ أنا ؟ '

أستذكرت يلينا إنجازاتها بعد مجيئها إلى قلعة الدوق، حسنًا لقد أمسكت بإنكان .

' و ؟ '

و ماذا كان هناك أيضًا ؟

… لم يأتي شيء إلى ذهني .

و لكن حتى لو لم تكن تعرف ماهو الأمر، بدا الأمر كما لو كانت تقوم بعمل جيد حقًا .

" همم، حسنًا إذا كنت تعتقد ذلك فلا بأس "

أستدارت يلينا و كانت تعابيرها أكثر إشراقًا .

عندما كانت على وشك مغادرة المكتب، سمعت فجأة صوت زوجها .

" سأرسل لك بعضًا من المرهم و الكريم الذي سيكون جيدًا ليديك "

نظرت يلينا إلى يديها .

بالتفكير في الأمر، لقد فقدت أعصابها منذ فترة وجيزة و ضربت مكتب زوجها بشكل قوي قليلاً .

' هل ستتورم مع مرور الوقت ؟ '

ردت يلينا دون النظر إلى الوراء لأنها شعرت بالحرج .

" لا بأس، ليس عليك إرسال مرهم "

" …… "

" أخبرتك بالتأكيد لا بأس ، لذا لا ترسله ! "

* * * * * * * * * *

" … لا ترسله، بجدية "

حدقت يلينا في المرهم و الكريم أمامها، و شعرت بالحيرة .

ربما كان يجب عليها أن تسمع إجابته قبل مغادرة المكتب .

لم يكن على زوجها أن يرسل لها هذا .

******************

الفصل : ٥٢

أنزلقت تنهيدة لا إرادية، لكن يلينا لم تكلف نفسها عناء إعادة المرهم و الكريم الذي أرسله لها زوجها .

' أعتقد أنه من الأفضل أن أضع منه قبل أن أنام '

إذا وضعته الآن فسيكون غير مريح إستخدام يديها .

فكرت يلينا في نفسها أثناء العبث بعبوة المرهم و الكريم و أستندت على اللوح الأمامي للسرير .

" هااه …. "

فقد جسدها كل قوته، و أنزلقت تنهيدة من فمها .

' كان ذلك وشيكًا '

شعرت حقًا و كأن سنوات قد أختفت من حياتها .

ضغطت يلينا بيدها اليمنى على الجانب الأيسر من صدرها .

كان قلبها ينبض أسرع قليلاً من المعتاد .

في وقت سابق، أعتقدت أن قلبها سينفجرأو يتوقف .

في الحقيقة كانت يلينا بنصف صوابها عندما شقت طريقها إلى مكتب زوجها بعد أن سمعت من بن عن النفقة و فسخ الزواج .

كانت هذه هي المرة الأولى التي شعرت فيها أن الطريق إلى المكتب يستغرق وقتًا طويلاً .

' … لقد فاجأني حقًا '

هذه الحادثة جعلت يلينا تدرك شيئًا .

' إذًا، الطلاق ، هناك طلاق '

لماذا أعتقدت أنها ستكون متزوجة دائمًا من نفس الشخص ؟

كان زواجهم مجرد ضمان .

لقد نسيت يلينا الحقيقة الواضحة .

لهذا السبب لم تستطع الرد عليه .

لأنها شعرت و كأنها هوجمت بشيء لم تفكر فيه قط .

كانت يلينا غارقة في التفكير .

' لا يمكنك فعل هذا '

أكتشفت اليوم أنه كان من السهل جدًا عليها و على الدوق مايهارد الطلاق، و كانت هذه مشكلة كبيرة .

عادةً كان الزواج بين النبلاء معقدًا للغاية .

و هذا هو السبب في عدم تمكن أي من الطرفين التفكير بسهولة في الطلاق .

لأن لحظة حدوث الطلاق ستكون هناك خسائر كبيرة .

ومع ذلك، لم يكن هذا هو الحال بالنسبة للدوق مايهارد .

كان ليلينا دور مهم تلعبه، لكن للأسف، لم تكن سوى بديلة لميلي .

بعد أن يطلق يلينا يمكن للدوق أن يطلب من الطرف المتعاقد، الماركيز ليندن ، أن يحصل على ضمان جديد .

للوهلة الأولى، قد يبدو الأمر و كأنه طلب غير معقول، لكن الماركيز ليندن سيقبله .

لقد كان جشعًا جدًا بشأن عمله مع الدوق مايهارد لدرجة أنه حاول بيع إبنته المحبوبة ميلي .

' عمي لم يكن دائمًا بهذه المادية … '

حاولت يلينا أن تتذكر نوع أعمال التعدين لكنها فشلت .

جعدت جبينها .

على أي حال، كان هذا هو وضع الدوق مايهارد، و عندما درست وضعها …

كان مثير للدهشة أنها لن تخسر أكثر من الدوق .

في المقام الأول، لم تكسب يلينا الكثير من هذا الزواج .

كان زواج أصرت هي عليه، و وافق عمها الماركيز ليندن، على تقاسم نصف الأرباح من العقد، و لكن في الواقع كان لديها ما يكفي من المال بدونه .

كانت عائلة يلينا ثرية بالفعل .

في النهاية، لن يواجه أي من الطرفين ضررًا كبيرًا من الطلاق .

الضرر الوحيد الذي سيلحق بهما هو أسم الطلاق .

' إذا شرعنا في فسخ الزواج، يمكننا تقليل الضرر '

كانت صفقة كبيرة .

لأنه لا يمكنها أن تستمر على هذا النحو .

كان الوضع فظيعًا للغاية، و شعرت يلينا بأزمة .

من الآن فصاعدًا، سيكون عليهما أن يحاولان حب بعضهما البعض .

كانت معركة مطولة لم يعرف أحد كم ستستغرقها .

لم تستطع السماح له بأن يعتبر هذا الطلاق تافهًا، كانت مخاطرة كبيرة .

بقيت نظراتها على المرهم و الكريم الذي على السرير .

أدركت يلينا أول شيء كان عليها القيام به .

* * * * * * * * * * * *

" أتمنى لك رحلة آمنة "

صعدت يلينا إلى العربة بعد أن تلقت وداع بن .

كانت أول رحلة لها .

لا، ستكون أول ليلة لها بالخارج .

ستسافر يلينا لمسافة طويلة بعيدًا عن الدوقية، كانت هذه هي المرة الأولى لها منذ أن تزوجت من الدوق مايهارد و أتت إلى هنا .

مع ذلك، ستصل إلى وجهتها بأقل من يوم .

ستركب يلينا العربة لمدة خمس أو ست ساعات .

سيكون السفر طويلاً و متعبًا، لهذا أعتقدت أنه سيكون من الجيد إذا أخذوا إستراحة في منتصف الطريق .

كان على يلينا أيضًا أن تفكر في مدة الرحلة، لذلك قررت أنها ستبقى في وجهتها لمدة يوم أو يومين قبل العودة إلى القلعة .

لقد منحها زوجها الإذن بسهولة – كان الأمر مملاً إلى حد ما .

ركبت يلينا العربة و نظرت من النافذة .

على الرغم من وجود العديد من الخدم لتوديع الدوقة، لكن كان من السهل عليها العثور على زوجها بينهم .

*******************


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان