هل كان مجرد وهم ؟
' هل كان من الوهم أن أعتقد أنك وثقت بي و أخبرتني بمثل هذه القصة ؟ '
ربما كان ذلك يعني العكس .
ربما كان يقصد أنها يجب أن تعرف على الأقل السبب لأنهما كانا على وشك الإنفصال .
كان هذا الشعور يشبه إلقاء طعامها على الأرض .
" من وجهة نظري … أنت تعلم أن الوقت قصير جدًا لتقول أنك تعبت و سئمت مني، أليس كذلك ؟ "
" الأمر ليس كذلك "
قفز الدوق مايهارد، الذي ربما كان مرتبكًا على قدميه .
لقد كان تحت مستوى عينيها بقليل لكنه أرتفع الآن فوق رأسها .
رفعت يلينا رأسها إلى درجة أن رقبتها أصبحت تؤلمها .
عندما جلس على كرسيه مرة أخرى، أخفض الدوق مايهارد نظراته و فتح فمه .
" … لا أعلم لماذا فكرتي في ذلك، لكن الأمر ليس كذلك "
" ليس كذلك ؟ "
" لم أكن أعتقد أن زوجتي سترغب في الحفاظ على هذا الزواج "
" ماذا ؟ لماذا تعتقد هذا ؟ "
" لأنني لا أستطيع أن أعطيك ماتريدين "
" إذا كان الأمر يتعلق بما أريد …. "
" أعني الطفل "
ترددت يلينا، و تابع الدوق مايهارد وهو ينظر إلى وجهها .
" أعتقدت أن هدف زوجتي من الزواج هو إنجاب طفلي، على الرغم من أنني لا أعرف السبب … على أي حال، أخبرتك أنني لا أريد أي وريث "
" …… "
" لهذا السبب فكرت أن زوجتي قد ترغب في إلغاء هذا الزواج، لكن …. هل كان قراري خاطئًا ؟ " سأل بصوت متردد قليلاً .
لم تستطع يلينا قول أي شيء .
أصابت نقطة الدوق المسمار في رأسها .
ومع ذلك، لم تتخلى يلينا عن رغبة النوم معه بالرغم من كلماته بعدم رغبته في وريث .
" هذا …. "
زمت يلينا شفتيها .
كان محقًا جزئيًا، لكنها لم تستطع أن تقول بصراحة أنها لن تتخلى عن إنجاب طفل منه حتى الآن .
أجابت يلينا " نعم، لقد كان قرارك خاطئًا، أنت مخطئ "
" … هل هذا صحيح ؟ "
" لن أنفصل عنك، لا أريد ، الشيء نفسه ينطبق على الفسخ "
أبتلعت يلينا لعابها الجاف و قالت بحزم " من الآن فصاعدًا، لن أرغب مطلقًا في الإنفصال عنك أولاً لأي سبب من الأسباب، ولن يتغير رأيي، لذا ابقي هذا في ذهنك "
أرادت أن تخبره ألا يحلم بالطلاق أبدًا لأنها لن تسمح له بأن يطلقها .
لكنها تراجعت لأنها لا تريد أن تبدو شديدة التشبث .
خاصة في حالتهم التي كانوا فيها متزوجين بالإسم فقط، وفي الواقع لم يكن هناك شيء بينهم .
بعد قول هذه الكلمات، حاولت يلينا أن تستدير لتغادر لكنها توقفت .
سرعان ما ترددت و سألت بصوت منخفض جدًا .
" بالمناسبة … هل هذا هو السبب الوحيد حقًا ؟ "
" ماذا ؟ "
" سبب رغبتك في الطلاق … هل فعلت ذلك فقط لأنك أعتقدت أنني أريد ذلك ؟ "
أضافت يلينا بعد أن أخذت نفسًا قصيرًا " ربما لديك بعض الإستياء من هذا الزواج …. "
" كلا " كان جوابه سريعًا .
أطلقت يلينا نفسًا من الراحة .
" هل أنت متأكد أنك لا تفعل ؟ حسنًا ربما لديك شكوى صغيرة فقط أو شيء من هذا القبيل ؟ "
" يلينا، أنت …. "
بدا الدوق مايهارد متردد للحظة ثم فتح فمه .
" أنت تقومين بعمل جيد حقًا كزوجتي "
" …… "
" بشكل إستثنائي "
الكلمات التي تلت ذلك تحتوي على معنى عميق، لكن يلينا فوتت المشاعر المختبئة فيها لأنها ركزت فقط على مضمون الكلام .
' هل أنا حقًا أقوم بعمل جيد ؟ أنا ؟ '
أستذكرت يلينا إنجازاتها بعد مجيئها إلى قلعة الدوق، حسنًا لقد أمسكت بإنكان .
' و ؟ '
و ماذا كان هناك أيضًا ؟
… لم يأتي شيء إلى ذهني .
و لكن حتى لو لم تكن تعرف ماهو الأمر، بدا الأمر كما لو كانت تقوم بعمل جيد حقًا .
" همم، حسنًا إذا كنت تعتقد ذلك فلا بأس "
أستدارت يلينا و كانت تعابيرها أكثر إشراقًا .
عندما كانت على وشك مغادرة المكتب، سمعت فجأة صوت زوجها .
" سأرسل لك بعضًا من المرهم و الكريم الذي سيكون جيدًا ليديك "
نظرت يلينا إلى يديها .
بالتفكير في الأمر، لقد فقدت أعصابها منذ فترة وجيزة و ضربت مكتب زوجها بشكل قوي قليلاً .
' هل ستتورم مع مرور الوقت ؟ '
ردت يلينا دون النظر إلى الوراء لأنها شعرت بالحرج .
" لا بأس، ليس عليك إرسال مرهم "
" …… "
" أخبرتك بالتأكيد لا بأس ، لذا لا ترسله ! "
* * * * * * * * * *
" … لا ترسله، بجدية "
حدقت يلينا في المرهم و الكريم أمامها، و شعرت بالحيرة .
ربما كان يجب عليها أن تسمع إجابته قبل مغادرة المكتب .
لم يكن على زوجها أن يرسل لها هذا .
******************
الفصل : ٥٢
أنزلقت تنهيدة لا إرادية، لكن يلينا لم تكلف نفسها عناء إعادة المرهم و الكريم الذي أرسله لها زوجها .
' أعتقد أنه من الأفضل أن أضع منه قبل أن أنام '
إذا وضعته الآن فسيكون غير مريح إستخدام يديها .
فكرت يلينا في نفسها أثناء العبث بعبوة المرهم و الكريم و أستندت على اللوح الأمامي للسرير .
" هااه …. "
فقد جسدها كل قوته، و أنزلقت تنهيدة من فمها .
' كان ذلك وشيكًا '
شعرت حقًا و كأن سنوات قد أختفت من حياتها .
ضغطت يلينا بيدها اليمنى على الجانب الأيسر من صدرها .
كان قلبها ينبض أسرع قليلاً من المعتاد .
في وقت سابق، أعتقدت أن قلبها سينفجرأو يتوقف .
في الحقيقة كانت يلينا بنصف صوابها عندما شقت طريقها إلى مكتب زوجها بعد أن سمعت من بن عن النفقة و فسخ الزواج .
كانت هذه هي المرة الأولى التي شعرت فيها أن الطريق إلى المكتب يستغرق وقتًا طويلاً .
' … لقد فاجأني حقًا '
هذه الحادثة جعلت يلينا تدرك شيئًا .
' إذًا، الطلاق ، هناك طلاق '
لماذا أعتقدت أنها ستكون متزوجة دائمًا من نفس الشخص ؟
كان زواجهم مجرد ضمان .
لقد نسيت يلينا الحقيقة الواضحة .
لهذا السبب لم تستطع الرد عليه .
لأنها شعرت و كأنها هوجمت بشيء لم تفكر فيه قط .
كانت يلينا غارقة في التفكير .
' لا يمكنك فعل هذا '
أكتشفت اليوم أنه كان من السهل جدًا عليها و على الدوق مايهارد الطلاق، و كانت هذه مشكلة كبيرة .
عادةً كان الزواج بين النبلاء معقدًا للغاية .
و هذا هو السبب في عدم تمكن أي من الطرفين التفكير بسهولة في الطلاق .
لأن لحظة حدوث الطلاق ستكون هناك خسائر كبيرة .
ومع ذلك، لم يكن هذا هو الحال بالنسبة للدوق مايهارد .
كان ليلينا دور مهم تلعبه، لكن للأسف، لم تكن سوى بديلة لميلي .
بعد أن يطلق يلينا يمكن للدوق أن يطلب من الطرف المتعاقد، الماركيز ليندن ، أن يحصل على ضمان جديد .
للوهلة الأولى، قد يبدو الأمر و كأنه طلب غير معقول، لكن الماركيز ليندن سيقبله .
لقد كان جشعًا جدًا بشأن عمله مع الدوق مايهارد لدرجة أنه حاول بيع إبنته المحبوبة ميلي .
' عمي لم يكن دائمًا بهذه المادية … '
حاولت يلينا أن تتذكر نوع أعمال التعدين لكنها فشلت .
جعدت جبينها .
على أي حال، كان هذا هو وضع الدوق مايهارد، و عندما درست وضعها …
كان مثير للدهشة أنها لن تخسر أكثر من الدوق .
في المقام الأول، لم تكسب يلينا الكثير من هذا الزواج .
كان زواج أصرت هي عليه، و وافق عمها الماركيز ليندن، على تقاسم نصف الأرباح من العقد، و لكن في الواقع كان لديها ما يكفي من المال بدونه .
كانت عائلة يلينا ثرية بالفعل .
في النهاية، لن يواجه أي من الطرفين ضررًا كبيرًا من الطلاق .
الضرر الوحيد الذي سيلحق بهما هو أسم الطلاق .
' إذا شرعنا في فسخ الزواج، يمكننا تقليل الضرر '
كانت صفقة كبيرة .
لأنه لا يمكنها أن تستمر على هذا النحو .
كان الوضع فظيعًا للغاية، و شعرت يلينا بأزمة .
من الآن فصاعدًا، سيكون عليهما أن يحاولان حب بعضهما البعض .
كانت معركة مطولة لم يعرف أحد كم ستستغرقها .
لم تستطع السماح له بأن يعتبر هذا الطلاق تافهًا، كانت مخاطرة كبيرة .
بقيت نظراتها على المرهم و الكريم الذي على السرير .
أدركت يلينا أول شيء كان عليها القيام به .
* * * * * * * * * * * *
" أتمنى لك رحلة آمنة "
صعدت يلينا إلى العربة بعد أن تلقت وداع بن .
كانت أول رحلة لها .
لا، ستكون أول ليلة لها بالخارج .
ستسافر يلينا لمسافة طويلة بعيدًا عن الدوقية، كانت هذه هي المرة الأولى لها منذ أن تزوجت من الدوق مايهارد و أتت إلى هنا .
مع ذلك، ستصل إلى وجهتها بأقل من يوم .
ستركب يلينا العربة لمدة خمس أو ست ساعات .
سيكون السفر طويلاً و متعبًا، لهذا أعتقدت أنه سيكون من الجيد إذا أخذوا إستراحة في منتصف الطريق .
كان على يلينا أيضًا أن تفكر في مدة الرحلة، لذلك قررت أنها ستبقى في وجهتها لمدة يوم أو يومين قبل العودة إلى القلعة .
لقد منحها زوجها الإذن بسهولة – كان الأمر مملاً إلى حد ما .
ركبت يلينا العربة و نظرت من النافذة .
على الرغم من وجود العديد من الخدم لتوديع الدوقة، لكن كان من السهل عليها العثور على زوجها بينهم .
*******************