فتحت يلينا فمها .
تحركت شفتيها كما لو كانت على وشك أن تقول شيئًا، لكن لم تقل شيئًا في النهاية .
* * * * * * * * * * *
فقط بالحب يمكن أن يولد المحارب .
قالت المرأة العجوز تلك الكلمات و أختفت فجأة و كأنها قد أدت دورها .
قبل أن تختفي بالكاد أمسكتها يلينا و طرحت عليها سؤالاً واحدًا .
" إنتظري، من فضلك أخبريني بهذا على الأقل، أريد أن أمنع موت عائلتي … هل هناك طريقة ؟ "
ستموت عائلة يلينا قبل أن تغزو الشياطين العالم .
مرض والدها و تعرضت أختها و شقيقها لحادثة عربة .
أرادت تغيير ذلك إذا أستطاعت .
أجابت المرأة العجوز بكلمات ذات مغزى " لا تهتز جذور الشجرة بسبب الريح، بل تهتز أوراقها و أغصانها، لا يمكنك التنبؤ بالرياح "
كانت هذه آخر كلماتها .
بعد أن غادرت، بقيت يلينا مصدومة لفترة طويلة .
" أي نوع من الشعراء أنتِ ؟ "
كانت يلينا منزعجة .
كانت المرأة العجوز دائمًا هكذا، تتصرف كما لو أنه يجب عليها أن تتحدث بشكل غامض، كان الأمر كما لو أنها ستصاب بمرض و تموت إذا تحدثت بشكل مباشر .
أثناء سيرها بلا هدف في الحديقة بأفكار معقدة، ركلت يلينا الحجر الذي لمس طرف قدمها بقوة .
" آه …. "
ثم جلست القرفصاء وهي تئن .
كان الحجر الذي ركلته بغضب أكبر مما كانت تعتقد .
بعد لحظة من التذمر جلست على المقعد .
كانت أفعالها مثيرة للشفقة لدرجة أنها لم تستطع إلا أن تتنهد .
لكن لم يحن الوقت للتنهد أو الإسترخاء .
أولاً، كان على يلينا تفسير الكلمات الأخيرة التي قالتها المرأة العجوز .
' جذور الشجرة لا تهتز، لكن الأوراق و الأغصان تهتز '
إذا فكرت في الأمر بهدوء، فلم يكن من الصعب تفسيره .
كان ذلك إستعارة لما سيحدث في المستقبل .
' الأحداث الكبيرة تحدث كما هي، لكن الأحداث الصغيرة يمكن أن تتغير وفقًا للسلوكيات أو الظروف '
ثم يمكن أن يكون الحدث الكبير هو تدمير العالم بسبب غزو الشياطين، و كان الحدث الصغير هو وفاة عائلة يلينا .
بمعنى آخر، يمكنها تغيير مصير عائلتها .
و لكن في الوقت الحالي، لن تستطيع يلينا فعل أي شيء بشأن وفاة عائلتها التي ستكون بعد بضع سنوات .
كما قالت المرأة العجوز، إتجاه الريح غير متوقع .
مهما حاولت جاهدة الآن، فإنها ستصبح عديمة الفائدة إذا تغيرت الأمور حينها .
' … حسنًا، جيد، فهمت ذلك '
أغمضت يلينا عينيها بإحكام ثم فتحتهما .
الآن كان هناك شيء أكثر أهمية .
' ماذا تقصد بالحب ؟ '
شعرت يلينا بشعور اليأس و الظلم، لم تكن تعرف ماذا تقول .
شعرت يلينا كما لو أنها تعرضت للخداع .
أعتقدت أنها يجب أن تتزوج من الدوق مايهارد فقط و تنجب طفلاً .
أعتقدت أن هذا سيحل كل شيء .
ومع ذلك، حب ؟
" …… ! "
لم تستطع يلينا التغلب على إحباطها من المرأة العجوز .
في النهاية، كان الأمر أشبه بسماع إعلان بأن كل ما فعلته يلينا حتى الآن ذهب سدى .
كان هذا غير عادل و فظيع .
يجب أن يكون هذا هو شعور المرء عندما يخسر نصف ثروته بعد أن يُخدع بكلمات مقنعة .
" كان عليها أن تخبرني بذلك منذ البداية، كنت أتمنى لو أخبرتني أن المحارب لن يولد إلا إذا كان هناك حب … "
تتشابك الأرواح .
لقد كان تعبيرًا غامضًا، لذا بالطبع لم تكن يلينا لتعرف ماتعنيه !!
" … هاه "
غطت يلينا وجهها بكلتا يديها .
شعرت أن رأسها سينفجر .
بعد أن تمنت عدة مرات أن تواجه شعورها بالإحباط، أعتقدت أنها وجدت الحل أخيرًا .
ينبغي أن تبني الثقة مع زوجها و تثق به .
ثم تحصل على تعاون زوجها بعد أن يعلم بالمستقبل .
' أخيرًا لدي فكرة في رأسي من شأنها أن تنقذ العالم من خلال إنجاب طفل زوجي '
لكنها كانت غير مجدية .
لقد كانت خطة لا معنى لها .
كان على يلينا أن تبدأ مرة أخرى من الصفر .
' ماذا يجب أن أفعل ؟ '
***************
الفصل : ٥٠
أبعدت يلينا يديها من وجهها .
لم يكن لديها أي فكرة من أين أو كيف تبدأ .
حب … ، كانت كلمة موجزة جدًا .
بكل صدق، لم تكن يلينا تعرف أي شيء عن الحب .
كانت تعرف فقط عن الحب الذي في الروايات الرومانسية .
لكنها في الواقع كانت تجهل عن الحب .
عندما لاتعرف أي شيء، كانت تتعلم من الكتب .
ومع ذلك، أن تتعامل مع الكتب كمدرس لها حتى تتمكن من التعرف على الحب ……
" …… "
جلست يلينا على مقعد الحديقة وهي تفكر في ذلك مليًا و سرعان ما قفزت على قدميها .
' لنشرب فنجانًا من الشاي الدافئ '
أولاً كانت بحاجة إلى شيء يهدئ نفسها .
إذا أستمرت يلينا في القيام بذلك هنا، فقد تصاب بالجنون .
عادت يلينا على الفور إلى غرفتها و طلبت من آبي أن تحضر لها الشاي .
الشاي الذي أوصت به آبي، كان له تأثير ممتاز على الإستقرار العقلي و البدني .
" هاه .… "
جلست يلينا التي كانت تحتسي الشاي الدافئ، على الأريكة و تنهدت تنهيدة طويلة .
عندها ….
" سيدتي، هل أنت هنا ؟ "
" بن ؟ "
أجابت يلينا بفضول للصوت المألوف .
تساءلت عن سبب وجوده هنا .
" ادخل "
دخل بن إلى غرفة يلينا .
توقف للحظة عندما رأى آبي تقدم الشاي لكنه سرعان ما أقترب من يلينا .
" ما الأمر ؟ "
" أنا هنا لأخبرك عن النفقة "
" النفقة ؟ "
رمشت يلينا .
عندما سمعت كلمة نفقة، فكرت على الفور أنها ترغب في المطالبة بالتعويض عن الضرر النفسي من المرأة العجوز .
بينما كانت تفكر للحظات في شيء آخر، أستمر بن في الشرح .
" سأحاول مطابقة المبلغ الذي تريدينه، إذا كنت ترغبين في ذلك، يمكن أن تكون شهادة ملكية في الأعمال، على أي حال، أعطاني الدوق تعليمات لأبذل قصارى جهدي للتعاون مع طلب السيدة …. "
" مهلاً مهلاً "
قاطعت كلام بن .
فهمت متأخرًا كلمة " النفقة " التي ذكرها بن .
" هل النفقة ما أفكر به ؟ أعني … هل يمنحني الدوق النفقة ؟ "
" آه ، الإجراء لن يكون طلاقًا بل فسخًا، لكن النفقة ستُدفع بالكامل بغض النظر عن الإجراء … "
تـاك !
قفزت يلينا التي وضعت فنجان الشاي فجأة .
أرتطم الجزء السفلي من فنجان الشاي بالطاولة و أصدر ضوضاء عالية .
أغلق بن فمه بسبب حركتها المفاجئة .
سألت يلينا وهي تحدق في بن بنظرة حادة " الدوق … هل هو في مكتبه الآن ؟ "
* * * * * * * * * * * *
بـانـق !
فُتح باب مكتب الدوق مايهارد بقوة .
لاحظ الدوق أن يلينا تندفع نحوه، فلوح بيده و أرسل الجميع خارج المكتب .
بمجرد أن أصبح المكتب فارغًا، وقفت يلينا أمام مكتبه و ضربت فوق المكتب بكلتا يديها .
بـانـق !
لقد أصدرت صوتًا عاليًا جدًا .
وسع الدوق مايهارد عينيه بدهشة .
" زوجتي، يدك … "
" انظر إلي "
طلبت يلينا أن يوجه إنتباهه بعيدًا عن يديها .
ربما كان منزعجًا من أنها ضربت المكتب بقوة، حدق الدوق مايهارد في يد يلينا قبل أن ينظر إلى وجهها .
" أنت …. هل ستطلقني ؟ حقًا ؟ "
حدق الدوق مايهارد في يلينا التي بدت غاضبة، و أعتقد أنها أساءت فهم شيء ما .
لذا صحح سوء الفهم هذا .
" هذا ليس طلاقًا، لم يمر نصف عام على زواجنا، لذا يمكننا المضي قدمًا في فسخ الزواج، لن يكون هناك وصمة عار على زوجتي …. "
" في كلتا الحالتين ! سوف تطردني من هنا ! "
كان فم الدوق مايهارد مغلقًا .
طردها ؟
هذه الفكرة لم تخطر بباله أبدًا .
قضمت يلينا شفتها السفلى .
كانت قد أخذت أنفاسًا عميقة وهي في طريقها إلى هنا .
ومع ذلك، أستمر صوتها بالإرتجاف .
" … لماذا فجأة ؟ لماذا تريد الإنفصال عني فجأة ؟ "
" هذا … "
" هل فعلت شيئًا خاطئًا ؟ هل هذا هو السبب لأنك لاتحب ذلك ؟ "
ماذا حدث في يوم واحد فقط ؟
كان الأمر سخيفًا .
قبضت يديها .
لم يمر يوم واحد منذ أن شعرت بالسعادة لأنها أكتسبت أخيرًا ثقة زوجها لقد وثق بها بما يكفي لإخبارها قصة شخصية .
' ولكن ماذا تعني بالطلاق ؟ '
لا يمكن أن يكون ……
******************