الفصل 47 و 48 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


عند الفجر، قررت يلينا التي تخطت وجبتها لأنها كانت غارقة في أفكارها، قرارها أخيرًا .

سوف تربيه .

بعد ولادة الطفل على عكس والدي زوجها متحجرين القلب، هي بالتأكيد ستعتني بالطفل و تربيه بكل حب .

لن تدع الناس يشيرون بأصابعهم إليه و يثرثرون .

" طفلي، أمك ستحبك "

على الرغم من أنها كانت بعيدة جدًا عن ولادة هذا الطفل الآن، إلا أن يلينا تعهدت بذلك على أي حال .

لقد كان قرارًا كبيرًا بالنسبة لها .

' …. أنا جائعة '

عندما أنتهى وقت إضطرابها، شعرت بالجوع .

ترددت يلينا للحظة، ثم سحبت الحبل و طلبت من الخادمة وجبة بسيطة .

تنهدت يلينا بعد إبتلاع الحساء الدافئ الذي جلبته الخادمة .

" هاا، أعتقد أنني على قيد الحياة الآن "

لم تصدق أنها ضاعت في التفكير و معدتها فارغة .

' لكنني لا أستطيع حتى حل الشيء المهم '

لقد قررت أن تكون أمًا، لكن كان عليها أن تفكر أولاً في كيف ستصبح أمًا .

' أغمض عينيك و أترك الطفل معي، يمكنني أن أربي الطفل جيدًا …. '

و مع ذلك، لن يكون من المفيد بالتأكيد أن أدافع بشكل أعمى هكذا .

' إذا أستطعت إقناعك …. '

" مهلاً "

توقفت يلينا التي كانت تحتسي الحساء المتبقي .

' لماذا أخبرني زوجي بهذا فجأة ؟ '

رمشت يلينا بحيرة .

بالتفكير في الأمر، هذا يبدو غريبًا .

لقد كان غير مبالٍ و رفض بشدة أن ينام معها، فلماذا اليوم ؟

ليس ذلك فحسب .

لم يخبرها بالسبب فحسب، بل أخبرها أيضًا بإختصار قصة طفولته .

بالتفكير بالأمر لقد كانت قصة شخصية .

ربما، أقرب إلى ضعفه .

عادةً ما تُروى مثل هذه القصة لشخص قريب، أو على الأقل لشخص يثق به .

' شخص يثق به '

وضعت يلينا الملعقة التي كانت تقلب فيها الحساء و غطت فمها .

' أعتقد أنني أصبحت شخصًا يثق به ! '

أو شخص قريب منه .

على أي حال، كان هذا جيدًا .

المهم هو أن زوجها أخبرها قصة شخصية لن يخبرها للآخرين .

' لماذا ؟ لماذا فجأة ؟ أوه ، هل هذا بسبب ماحدث مع إنكان ؟ '

هذا الإدراك أضاء عقل يلينا .

' هذا هو ! '

ربما عندما أظهرت حقيقة إنكان و أتخذت الإجراءات على طريقتها الخاصة لابد و أنها أكتسبت ثقته .

كان هذا هو الشيء الوحيد الذي كان يمكن أن يغير رأي زوجها .

' الثقة … هل أصبح يعتبرني شخصًا جديرًا بالثقة ؟ '

تسارعت دقات قلبها .

غطت يلينا فمها بيديها .

لأول مرة شعرت ببعض الإمتنان إتجاه القمامة التي تشبه الإنسان، إنكان .

" ….. هههههههه "  تعالت ضحكاتها .

أستلقت يلينا على سريرها و أحتضنت وسادتها .

رفرف قلبها .

' لم تذهب جهودي هباء '

بالكشف عن أعمال إنكان .

' جيد، عمل جيد، أنا فخورة بنفسي، ثم إذا تقدمت خطوة للأمام … '

بدأ زوجها يثق بها، حسنًا، ماذا لو تطوروا أكثر من هذا ؟

ماذا لو أزدادت الثقة ؟

عندما تحين تلك اللحظة، قد تكون قادرة على إخباره .

كل الحقائق التي تعرفها، عن المستقبل البائس الذي رأته، و كيفية إنقاذ العالم .

' إذا أستطعت … '

إذا كان بإمكانها إخبار زوجها بكل شيء و صدقها .

أغمضت يلينا عينيها و تخيلت مستقبلاً مليئًا بالأمل .

بدت دقات قلبها سعيدة .

هل كان قلبها مليئًا بالعاطفة و الإثارة من أمل إنقاذ العالم، أم …

نامت يلينا قبل أن تتألم من السؤال الذي لم تكن تعرف إجابته .

* * * * * * * * * *

" … سيدتي، سيدتي "

" آه، هاه … "

تأوهت يلينا و فتحت عينيها من لمسة شخص يوقظها من نومها القصير .

لقد نامت في وقت متأخر جدًا الليلة الماضية، لذلك كانت عينيها منتفخة من التعب .

" هل هو الصباح بالفعل … ؟ "

" نعم سيدتي، و كبير الخدم يبحث عنك "

" هاه، من … ؟ "

" بن ، سمعت أنه وجد شخصًا … "

" شخص … "

رمشت يلينا بهدوء ثم قفزت من على السرير .

نظرت يلينا للخادمة بوجه مستعجل و أستفسرت .

" أين بن الآن ؟ "

* * * * * * * * * * *

' لقد وجد المرأة العجوز '

كان أمرًا لايصدق .

في طريقها إلى غرفة الإستقبال، تساءلت يلينا عما إذا كان هذا حلمًا .

' لا أصدق أننا وجدناك '

*****************

الفصل : ٤٨

بصراحة، لم تكن يلينا تتوقع ذلك .

كانت يلينا تأمل في أن يتمكنوا من العثور على المرأة العجوز لكنها أعتقدت أن ذلك مستحيل .

ومن ثم، أعطت يلينا تعليمات إلى بن بالعثور على المرأة العجوز، و لكن نظرًا لأنها كانت مشغولة بحادثة إنكان، فقد نست الأمر تقريبًا .

' هنا … المرأة العجوز '

أثناء وقوفها أمام باب غرفة الإستقبال المغلق بإحكام، أخذت يلينا نفسًا قصيرًا و أمرت  " إفتح الباب "

فتح الخادم الباب .

بمجرد أن دخلت يلينا غرفة الإستقبال، توقفت عن التنفس .

جلست امرأة عجوز لا تختلف عن تلك التي في ذاكرتها، على الأريكة داخل غرفة الإستقبال .

كانت دقات قلب يلينا تتسارع .

غمرها الإحساس بالواقع في وقت متأخر .

طردت يلينا جميع الخادمات المنتظرات في غرفة الإستقبال و جلست أمام المرأة العجوز .

بعد صمت قصير، تحدثت يلينا أولاً .

" … أيتها الجدة "

أدركت يلينا عندما نادتها أنها لاتعرف حتى إسمها .

" أنت … من أنت ؟ "

كان يجب أن تسألها ذلك عندما ألتقيا لأول مرة .

لقد كان سؤالاً طال إنتظاره، بدلاً من الإجابة، نظرت المرأة العجوز إلى يلينا بصمت .

نظرت يلينا إلى العجوز الصامتة .

لم تكن المرأة العجوز ترتدي ملابس متسولة، عكس عندما قابلتها يلينا لأول مرة .

هذا وحده جعلها تبدو و كأنها شخص مختلف إلى حدٍ كبير .

' كيف وجدوها ؟ '

كان هذا السؤال يدور في ذهن يلينا .

كانت المرأة مشابهة لوصف يلينا، لكن مظهرها كان مختلف جدًا .

' هل وجدوا هذه المرأة بإستخدام الملامح التي وصفتها ؟ '

في تلك اللحظة، فتحت المرأة العجوز فمها .

" من أنا … هل بحثت عن هذه المرأة العجوز بدافع الفضول فقط ؟ "

" هذا … "

" أنا لست شخص عظيم، أنا مجرد امرأة عجوز عادية فقط لدي موهبة لا يمتلكها أي شخص آخر "

' امرأة عجوز عادية ؟ '

تبادر إلى ذهن يلينا أنه كان تصريحًا جريئًا، لكنها لم تدحضه .

الآن كان هناك شيء أهم من أن تلتقط كل كلمة صغيرة .

" حسنًا، مهما كنتِ، فلا بأس، أيتها الجدة أرجوك ساعديني "

أمسكت يلينا بيد المرأة العجوز .

" ساعديني، زوجي … أظهري المستقبل للدوق، و أخبريه كيف يوقف المستقبل "

توسلت إليها يلينا وهي تمسك بيدها .

كانت هذه أسرع طريقة لحل وضع يلينا .

لم يكن هناك شك .

كانت يلينا تحدق في المرأة العجوز، بمزيج من الأمل و اليأس .

تنهدت المرأة العجوز فجأة بعمق .

" هااه … "

" …. ؟ "

" لهذا السبب كنت تبحثين عني، أنا سعيدة لأنني أتيت إلى هنا "

" ماذا تعنين … ؟ "

رمشت يلينا .

بدا و كأن المرأة العجوز أتت إلى هنا بمفردها .

' ألم يجدها بن ؟ '

لقد أحضرها بن بالتأكيد إلى هنا .

ثم هذا يعني، عندما علمت أنها كانت تبحث عنها، ظهرت المرأة العجوز عمدًا أمام بن …

" لا فائدة من هذا "

أتسعت عيون يلينا من كلام المرأة العجوز .

" ماذا ؟ "

" حتى لو أريت لزوجك المستقبل، فلن يتغير شيء "

" … ماذا تقصدين بذلك ؟ هل هذا يعني أنه لن يتعاون معي حتى لو علم بالمستقبل ؟ "

أعتقدت يلينا أن ذلك لا يمكن أن يكون صحيحًا .

مصير العالم على المحك .

بعبارة أخرى، كانت حياة زوجها تعتمد على ذلك .

لن يريد أن يفقد حياته بسبب هجوم جماعي بعد عشرين عامًا .

هزت المرأة العجوز رأسها و قالت  " هل تتذكرين ما قالته هذه المرأة العجوز من قبل ؟ "

" ماذا … ؟ "

" فقط عندما تتشابك الأرواح يمكن أن يولد المحارب "

' تذكري، فقط عندما تتشابك الأرواح يمكن أن يولد المحارب '

أومأت يلينا برأسها .

هي تذكرت .

لكنها أعتقدت أنها لم تكن بتلك الأهمية .

كان ذلك لأنها أعتقدت أن كلماتها المتعلقة بتشابك الأرواح كان مجرد تعبير مجازي .

بمعنى آخر، إذا توصل الشخصان إلى إتفاق و عملوا معًا، ستصبح أرواحهم متشابكة .

و عندما يمارسون الحب تتواصل أرواحهم ….

" مستحيل …. "

تصلبت يلينا .

فتحت المرأة العجوز فمها وهي تنظر إلى وجه يلينا المتصلب بشدة .

" كلمات هذه المرأة العجوز عن ' تشابك الأرواح ' تعني أن القلوب متصلة "

" …… ! "

" ببساطة، إنه الحب "

تلاشت القوة في يد يلينا التي كانت تمسك بيد المرأة العجوز .

و تابعت السيدة العجوز  " سيصبح طفل الدوق كايوين مايهارد و زوجته محارب، هذه حقيقة ثابتة، لكن إذا لم تتواصل الأرواح، بغض النظر عما تفعلينه، فلن يكون لديك طفل "

" …… "

******************


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان