سوف تربيه .
بعد ولادة الطفل على عكس والدي زوجها متحجرين القلب، هي بالتأكيد ستعتني بالطفل و تربيه بكل حب .
لن تدع الناس يشيرون بأصابعهم إليه و يثرثرون .
" طفلي، أمك ستحبك "
على الرغم من أنها كانت بعيدة جدًا عن ولادة هذا الطفل الآن، إلا أن يلينا تعهدت بذلك على أي حال .
لقد كان قرارًا كبيرًا بالنسبة لها .
' …. أنا جائعة '
عندما أنتهى وقت إضطرابها، شعرت بالجوع .
ترددت يلينا للحظة، ثم سحبت الحبل و طلبت من الخادمة وجبة بسيطة .
تنهدت يلينا بعد إبتلاع الحساء الدافئ الذي جلبته الخادمة .
" هاا، أعتقد أنني على قيد الحياة الآن "
لم تصدق أنها ضاعت في التفكير و معدتها فارغة .
' لكنني لا أستطيع حتى حل الشيء المهم '
لقد قررت أن تكون أمًا، لكن كان عليها أن تفكر أولاً في كيف ستصبح أمًا .
' أغمض عينيك و أترك الطفل معي، يمكنني أن أربي الطفل جيدًا …. '
و مع ذلك، لن يكون من المفيد بالتأكيد أن أدافع بشكل أعمى هكذا .
' إذا أستطعت إقناعك …. '
" مهلاً "
توقفت يلينا التي كانت تحتسي الحساء المتبقي .
' لماذا أخبرني زوجي بهذا فجأة ؟ '
رمشت يلينا بحيرة .
بالتفكير في الأمر، هذا يبدو غريبًا .
لقد كان غير مبالٍ و رفض بشدة أن ينام معها، فلماذا اليوم ؟
ليس ذلك فحسب .
لم يخبرها بالسبب فحسب، بل أخبرها أيضًا بإختصار قصة طفولته .
بالتفكير بالأمر لقد كانت قصة شخصية .
ربما، أقرب إلى ضعفه .
عادةً ما تُروى مثل هذه القصة لشخص قريب، أو على الأقل لشخص يثق به .
' شخص يثق به '
وضعت يلينا الملعقة التي كانت تقلب فيها الحساء و غطت فمها .
' أعتقد أنني أصبحت شخصًا يثق به ! '
أو شخص قريب منه .
على أي حال، كان هذا جيدًا .
المهم هو أن زوجها أخبرها قصة شخصية لن يخبرها للآخرين .
' لماذا ؟ لماذا فجأة ؟ أوه ، هل هذا بسبب ماحدث مع إنكان ؟ '
هذا الإدراك أضاء عقل يلينا .
' هذا هو ! '
ربما عندما أظهرت حقيقة إنكان و أتخذت الإجراءات على طريقتها الخاصة لابد و أنها أكتسبت ثقته .
كان هذا هو الشيء الوحيد الذي كان يمكن أن يغير رأي زوجها .
' الثقة … هل أصبح يعتبرني شخصًا جديرًا بالثقة ؟ '
تسارعت دقات قلبها .
غطت يلينا فمها بيديها .
لأول مرة شعرت ببعض الإمتنان إتجاه القمامة التي تشبه الإنسان، إنكان .
" ….. هههههههه " تعالت ضحكاتها .
أستلقت يلينا على سريرها و أحتضنت وسادتها .
رفرف قلبها .
' لم تذهب جهودي هباء '
بالكشف عن أعمال إنكان .
' جيد، عمل جيد، أنا فخورة بنفسي، ثم إذا تقدمت خطوة للأمام … '
بدأ زوجها يثق بها، حسنًا، ماذا لو تطوروا أكثر من هذا ؟
ماذا لو أزدادت الثقة ؟
عندما تحين تلك اللحظة، قد تكون قادرة على إخباره .
كل الحقائق التي تعرفها، عن المستقبل البائس الذي رأته، و كيفية إنقاذ العالم .
' إذا أستطعت … '
إذا كان بإمكانها إخبار زوجها بكل شيء و صدقها .
أغمضت يلينا عينيها و تخيلت مستقبلاً مليئًا بالأمل .
بدت دقات قلبها سعيدة .
هل كان قلبها مليئًا بالعاطفة و الإثارة من أمل إنقاذ العالم، أم …
نامت يلينا قبل أن تتألم من السؤال الذي لم تكن تعرف إجابته .
* * * * * * * * * *
" … سيدتي، سيدتي "
" آه، هاه … "
تأوهت يلينا و فتحت عينيها من لمسة شخص يوقظها من نومها القصير .
لقد نامت في وقت متأخر جدًا الليلة الماضية، لذلك كانت عينيها منتفخة من التعب .
" هل هو الصباح بالفعل … ؟ "
" نعم سيدتي، و كبير الخدم يبحث عنك "
" هاه، من … ؟ "
" بن ، سمعت أنه وجد شخصًا … "
" شخص … "
رمشت يلينا بهدوء ثم قفزت من على السرير .
نظرت يلينا للخادمة بوجه مستعجل و أستفسرت .
" أين بن الآن ؟ "
* * * * * * * * * * *
' لقد وجد المرأة العجوز '
كان أمرًا لايصدق .
في طريقها إلى غرفة الإستقبال، تساءلت يلينا عما إذا كان هذا حلمًا .
' لا أصدق أننا وجدناك '
*****************
الفصل : ٤٨
بصراحة، لم تكن يلينا تتوقع ذلك .
كانت يلينا تأمل في أن يتمكنوا من العثور على المرأة العجوز لكنها أعتقدت أن ذلك مستحيل .
ومن ثم، أعطت يلينا تعليمات إلى بن بالعثور على المرأة العجوز، و لكن نظرًا لأنها كانت مشغولة بحادثة إنكان، فقد نست الأمر تقريبًا .
' هنا … المرأة العجوز '
أثناء وقوفها أمام باب غرفة الإستقبال المغلق بإحكام، أخذت يلينا نفسًا قصيرًا و أمرت " إفتح الباب "
فتح الخادم الباب .
بمجرد أن دخلت يلينا غرفة الإستقبال، توقفت عن التنفس .
جلست امرأة عجوز لا تختلف عن تلك التي في ذاكرتها، على الأريكة داخل غرفة الإستقبال .
كانت دقات قلب يلينا تتسارع .
غمرها الإحساس بالواقع في وقت متأخر .
طردت يلينا جميع الخادمات المنتظرات في غرفة الإستقبال و جلست أمام المرأة العجوز .
بعد صمت قصير، تحدثت يلينا أولاً .
" … أيتها الجدة "
أدركت يلينا عندما نادتها أنها لاتعرف حتى إسمها .
" أنت … من أنت ؟ "
كان يجب أن تسألها ذلك عندما ألتقيا لأول مرة .
لقد كان سؤالاً طال إنتظاره، بدلاً من الإجابة، نظرت المرأة العجوز إلى يلينا بصمت .
نظرت يلينا إلى العجوز الصامتة .
لم تكن المرأة العجوز ترتدي ملابس متسولة، عكس عندما قابلتها يلينا لأول مرة .
هذا وحده جعلها تبدو و كأنها شخص مختلف إلى حدٍ كبير .
' كيف وجدوها ؟ '
كان هذا السؤال يدور في ذهن يلينا .
كانت المرأة مشابهة لوصف يلينا، لكن مظهرها كان مختلف جدًا .
' هل وجدوا هذه المرأة بإستخدام الملامح التي وصفتها ؟ '
في تلك اللحظة، فتحت المرأة العجوز فمها .
" من أنا … هل بحثت عن هذه المرأة العجوز بدافع الفضول فقط ؟ "
" هذا … "
" أنا لست شخص عظيم، أنا مجرد امرأة عجوز عادية فقط لدي موهبة لا يمتلكها أي شخص آخر "
' امرأة عجوز عادية ؟ '
تبادر إلى ذهن يلينا أنه كان تصريحًا جريئًا، لكنها لم تدحضه .
الآن كان هناك شيء أهم من أن تلتقط كل كلمة صغيرة .
" حسنًا، مهما كنتِ، فلا بأس، أيتها الجدة أرجوك ساعديني "
أمسكت يلينا بيد المرأة العجوز .
" ساعديني، زوجي … أظهري المستقبل للدوق، و أخبريه كيف يوقف المستقبل "
توسلت إليها يلينا وهي تمسك بيدها .
كانت هذه أسرع طريقة لحل وضع يلينا .
لم يكن هناك شك .
كانت يلينا تحدق في المرأة العجوز، بمزيج من الأمل و اليأس .
تنهدت المرأة العجوز فجأة بعمق .
" هااه … "
" …. ؟ "
" لهذا السبب كنت تبحثين عني، أنا سعيدة لأنني أتيت إلى هنا "
" ماذا تعنين … ؟ "
رمشت يلينا .
بدا و كأن المرأة العجوز أتت إلى هنا بمفردها .
' ألم يجدها بن ؟ '
لقد أحضرها بن بالتأكيد إلى هنا .
ثم هذا يعني، عندما علمت أنها كانت تبحث عنها، ظهرت المرأة العجوز عمدًا أمام بن …
" لا فائدة من هذا "
أتسعت عيون يلينا من كلام المرأة العجوز .
" ماذا ؟ "
" حتى لو أريت لزوجك المستقبل، فلن يتغير شيء "
" … ماذا تقصدين بذلك ؟ هل هذا يعني أنه لن يتعاون معي حتى لو علم بالمستقبل ؟ "
أعتقدت يلينا أن ذلك لا يمكن أن يكون صحيحًا .
مصير العالم على المحك .
بعبارة أخرى، كانت حياة زوجها تعتمد على ذلك .
لن يريد أن يفقد حياته بسبب هجوم جماعي بعد عشرين عامًا .
هزت المرأة العجوز رأسها و قالت " هل تتذكرين ما قالته هذه المرأة العجوز من قبل ؟ "
" ماذا … ؟ "
" فقط عندما تتشابك الأرواح يمكن أن يولد المحارب "
' تذكري، فقط عندما تتشابك الأرواح يمكن أن يولد المحارب '
أومأت يلينا برأسها .
هي تذكرت .
لكنها أعتقدت أنها لم تكن بتلك الأهمية .
كان ذلك لأنها أعتقدت أن كلماتها المتعلقة بتشابك الأرواح كان مجرد تعبير مجازي .
بمعنى آخر، إذا توصل الشخصان إلى إتفاق و عملوا معًا، ستصبح أرواحهم متشابكة .
و عندما يمارسون الحب تتواصل أرواحهم ….
" مستحيل …. "
تصلبت يلينا .
فتحت المرأة العجوز فمها وهي تنظر إلى وجه يلينا المتصلب بشدة .
" كلمات هذه المرأة العجوز عن ' تشابك الأرواح ' تعني أن القلوب متصلة "
" …… ! "
" ببساطة، إنه الحب "
تلاشت القوة في يد يلينا التي كانت تمسك بيد المرأة العجوز .
و تابعت السيدة العجوز " سيصبح طفل الدوق كايوين مايهارد و زوجته محارب، هذه حقيقة ثابتة، لكن إذا لم تتواصل الأرواح، بغض النظر عما تفعلينه، فلن يكون لديك طفل "
" …… "
******************