الفصل 41 و 42 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


" هل سمعتم جميعًا القصة ؟ "

" أي قصة ؟ "

تحولت عيون السيدات الجالسات على الطاولة لينظروا إلى شخص واحد .

السيدة جاشيف .

لم يكن من المبالغة أن نقول أن جميعهم يعرفون كل شيء عن الإشاعات التي يتم تناقلها في الوقت الحالي، و لكن بطبيعة الحال، ركز الجميع على فمها .

ما الأخبار الصادمة التي ستخرج من هذا الفم اليوم ؟

جميع السيدات الذين سئموا من حياتهم اليومية المملة، أنتظروا قصتها بترقب .

السيدة جاشيف، التي كانت راضية عن الإهتمام المركز عليها، فتحت فمها .

" أنا متأكدة من أنكم جميعًا تعرفون إنكان ماريزون "

" بالطبع أنا أعلم "

" هل حدث شيء لإنكان ماريزون ؟ "

" الحقيقة هي … أصيب إنكان ماريزون بجروح خطيرة "

" أوه ! هل هذا صحيح ؟ "

" أوه ، يا إلهي ، ماذا حدث ؟ "

" سمعت أنه قابل وحشًا بينما كان يغادر بالعربة ليلاً "

" أوه ، يا إلهي "

" وحش ! يا إلهي … "

" أين حدث هذا ؟ "

" حدث ذلك بعد حدود دوقية الدوق مايهارد بقليل "

" لو كان داخل الدوقية، لكانوا قد أتهموا الدوق مايهارد و طالبوه بالتعويض عن الأضرار، لكنه كان خارجها "

" هذا صحيح "

" ولكن ماذا عن الفارس ؟ هل تحرك بدون أي فارس في تلك الليلة ؟ "

سألت إحداهن سؤالاً وجيهًا .

يبدو أن هذا هو السؤال الذي كانت تنتظره السيدة جاشيف .

" كان هناك فارس …. لكن قيل أنه هرب مع سائق العربة "

" عذرًا ؟ هرب بعيدًا ؟ "

" ليس فقط سائق العربة و لكن حتى الفارس هرب بعيدًا ؟ "

" أوه ، يا إلهي ، كيف يمكن لهذا أن يحدث ؟ "

" هل كانت لديهم مثل هذه العلاقة السيئة مع إنكان ماريزون ؟ "

" بغض النظر عن مدى صعوبة الموقف، إذا أنتشرت هذه الحقيقة، فلن توظف أي عائلة هؤلاء الفرسان …. "

" هل سيتوقفون عن كونهم فرسانًا و يصبحون مرتزقة ؟ "

تحدثت السيدات .

كانت حقيقة تخلي الفارس و سائق العربة عن مالكهما و هربهما صدمة كبيرة لهم .

" … عندما أعود إلى القصر، يجب أن أرى ما إذا كانت هناك أي شكاوي من فرسان العائلة "

" همم ، أنا أيضًا "

" عادةً ما أشعر بالأسف تجاههم، لكن في هذه الحالة، كانت وظيفتهم …. "

قرروا السيدات اللاتي شعرن بحجم المشكلة مايجب عليهن فعله بعد عودتهن إلى المنزل .

سألت إحداهن فجأة .

" بالمناسبة، ما مدى الضرر الذي لحق بإنكان ماريزون ؟ "

" أوه ، صحيح "

" هل هو بخير ؟ "

في تلك اللحظة، أتسعت إبتسامة السيدة جاشيف .

كان الأمر كما لو أنها كانت تتطلع إلى لحظة طرح هذا السؤال .

" لحسن الحظ، إنه بخير ، ولا يوجد خطر على حياته "

" يالها من راحة "

" إنه محظوظ "

" لكن …. "

' لكن ؟ '

شعروا السيدات بذلك بشكل بديهي، أن ماسيتبع هذا لن يكون خبرًا عاديًا .

واصلت السيدة جاشيف بصوت مليء بالأسف .

" يبدو أنه فقد شيئًا يمكن إعتباره أنه لا يقل أهمية عن حياته "

" ماذا ؟ "

" ماذا … "

" هاه ، مستحيل ! "

وسعت العديد من السيدات ذوات الذكاء السريع أعينهن .

كشفت السيدة جاشيف لمعجبيها ذلك، و غطت فمها و أومأت برأسها .

" نعم، لقد أصبح …. "

" أوه ! "

" أوه ، يا إلهي ! "

" …. هو أصبح ؟ "

" … كيف يمكن أن يحدث هذا ! "

صُدمت بقية السيدات اللاتي كن في العادة أبطأ فهمًا، و أغلقن أفواههن .

" إلهي … "

" يا إلهي ، كيف يمكن أن يحدث مثل هذا الشيء …. "

" كيف انتهى به الأمر هكذا ؟ هل هناك سبب ؟ "

" كان لدى إنكان ماريزون أعشاب طبية في بنطاله، و التي لسوء الحظ، تحفز الوحوش، فتعرض الجزء السفلي من جسده لهجوم مكثف .… "

" آه … "

" أوه ، يا إلهي …. "

" لا أستطيع أن أصدق أنه كان هناك مثل هذه العشبة …. "

أصبح الجو أكثر كآبة من أي وقت مضى .

" كيف تعرف سيدتي كل هذه الأخبار ؟ "

" عيناي و أذناي في جميع أنحاء الإمبراطورية ، و دوقية الدوق مايهارد ليست إستثناء "

في الواقع، إنها ملكة الأخبار .

لقد تأثروا جميع السيدات الحاضرات بشدة .

فتحت السيدة جاشيف فمها ببطء بعد أن أستمتعت تمامًا بنظرات الإعجاب إتجاهها .

" هناك شيء آخر، هل تريدون مني أن أخبركم بقصة ممتعة ؟ "

" قصة أخرى مثيرة للإهتمام ؟ "

" هل هذه القصة متعلقة بما أخبرتنا به للتو ؟ "

" نعم "

أضاءت عيون السيدة جاشيف قليلاً .

كانت مثل كلب صيد سُئل عن شكل فريسته .

" في الواقع ، إنكان ماريزون …… "

مع إستمرار القصة، تغيرت وجوه السيدات في كل لحظة .

بحلول الوقت الذي أنتهت فيه قصة السيدة جاشيف، كان هناك عدد قليل من السيدات اللاتي شعرن بالأسف على إنكان .

و بدا أن البعض مسرور بحادث إنكان .

و مع ذلك ، كان من غير اللائق أن نفرح بمصائب الآخرين .

* * * * * * * * * *

" هاهاهاهاها ! "

كانت يلينا سعيدة بوضوح .

أمسكت بيد آبي، التي نقلت لها الأخبار، و قفزت على الفور .

الفصل : ٤٢

" هذا رائع ! هنيئًا لك ! "

كان صوت يلينا مبتهجًا، و عيناها تلمعان .

" أصبح إنكان مخصيًا ! "

كان تعبيرها صريحًا تمامًا .

يلينا أبتسمت إبتسامة واسعة و تذكرت أمنيتها في اليوم الذي غادر فيه إنكان .

' آمل أن يصعق بالبرق ذلك المذنب '

كان العقاب قويًا .

حتى لو لم يصعق بالبرق، فقد تم عقابه بهذه الطريقة القاسية .

في البداية، كانت محبطة بعض الشيء لأن حياته قد أُنقذت، و لكن عندما فكرت في الأمر مرة أخرى، أعتقدت أن هذا أفضل .

' سار الأمر على نحو جيد '

إذا مت ، فهذه هي النهاية ، لكن الكوابيس تبقى مدى الحياة .

' إستمتع بكابوسٍ كل ليلة مع عرق بارد '

من الرفاهية أيضًا أن تموت بشكل جميل .

كان من الأفضل أن يعيش و يعاني لفترة طويلة .

كان من دواعي سرور يلينا أن تفكر في جميع الأفكار القاسية .

ثم فكرت فجأة و أعلمت آبي  " من فضلك أخبري الدوق أنني سأزوره الآن "

" حسنًا "

بعد مغادرة آبي، أنتظرت يلينا للحظة قبل مغادرة الغرفة .

يقول الناس أن مشاركة الفرح يضاعفها .

بالطبع ، كان من الطبيعي أن يشارك الأزواج الأخبار السارة و يضاعفوا فرحتهم .

مشت يلينا عبر الرواق بحماس، وكانت تفكر في مشاركة هذه الإثارة مع زوجها .

ثم صادفت فارسًا لم تره من قبل .

" مساء الخير دوقة "

" نعم ، عمل جيد .… "

توقفت يلينا التي كانت تتخطى الفارس، عن المشي .

" أيها السير "

" نعم دوقة "

كان الفارس حازمًا جدًا .

لم يكتفي فقط بتسميتها بـ " دوقة " بدلاً من " سيدتي " بل كانت وضعيته و تعبيرات وجهه كلها مظهر نموذجي للوافد الجديد .

أمالت يلينا رأسها و نظرت إليه .

' هل كانت غلطة ؟ '

كانت متأكدة من أنه فارس جديد و لكن … كان وجهه مألوفًا بشكل غريب .

كما لو كانت قد رأته من قبل .

' أين رأيته ؟ '

" ماهو اسمك ؟ "

" إسمي هايست "

هايست ، كان إسمًا لم تسمع به من قبل .

" اسم عائلتك ؟ "

" رانر "

هايست رانر .

كما توقعت، كان إسمًا غير مألوف .

سألت يلينا التي كانت تدقق بوجه الفارس  " هل أنت جديد في قلعة الدوق ؟ "

" نعم هذا صحيح "

" أين كنت تعمل سابقًا ؟ "

لأول مرة، تردد الفارس الذي كان يجيب بثبات مثل الآلة .

" … لقد كنت أخدم السيد الخطأ، لكن لحسن الحظ منحني سيدي الجديد فرصة للتخلص من العار، و الآن سأكرس نفسي لخدمة سيدي الجديد بعقلية جديدة "

' إذن أين كنت تعمل ؟ '

توقفت يلينا عن محاولة البحث في التفاصيل .

حسنًا ، لايهم .

' يبدو أن الشعور بالألفة قد يكون لأننا مررنا ببعضنا البعض من قبل '

أو ربما أخطأت بينه و بين شخص آخر .

ترك الفارس هايست إنطباعًا مألوفًا .

" حسنًا إذًا أود منك أن تعتني بنفسك في قلعة الدوق، سير هايست "

" سأبقي ذلك في ذهني ! "

تركت يلينا الفارس ذو الرد الحازم و توجهت إلى وجهتها الأصلية، مكتب الدوق .

و لكن عند وصولها إلى المكتب، استقبلها الدوق مايهارد بوجوده الغير متوقع .

" زوجتي "

" … إلى أين أنت ذاهب ؟ "

كان يقف هنا بدلاً من الجلوس في مكتبه .

أين هو ذاهب ؟

' أم أنك كنت تنتظرني لأنني أخبرتك أنني قادمة ؟ '

عندما أعتقدت يلينا ذلك، تقدم إليها الدوق مايهارد .

ربما بسبب ساقيه الطويلتين، بعد المشي بضع خطوات كان بالفعل أمامها .

لم يكن نفس عدد الخطوات التي كان على يلينا إتخاذها للإقتراب من مكتبه .

' لا أصدق أنني أشعر بالفرق الجسدي في هذه الأمور …. '

عندما أبدت يلينا إندهاشها، فتح الدوق مايهارد فمه  " هل ترغبين بأخذ نزهة قصيرة ؟ "

تم الإعتناء بحديقة الدوقة جيدًا لدرجة أنه تم تصنيفها على أنها مكان مثالي لإلقاء نظرة و التنزه، بحيث يمكن القول أنه مكان طبيعي .

خاصة مع الأخذ في الإعتبار أن هناك الآلاف من البستانيين الذين يعملون جنبًا إلى جنب مع رئيس البستانيين لقيادتهم .

تجولت يلينا بصمت في حديقة مشذبة بعناية .

وبينما كانوا يمشون بصمت دون أن ينطق أحد بأي كلمة، أمالت يلينا رأسها فجأة .

نظرًا لأن الدوق مايهارد كان أطول منها بكثير، فقد شعرت بالفضول، أرادت سؤاله عن كيف كان الهواء فوقها .

كان من الصعب قراءة تعبيره لأنه كان يحدق في الأمام بهذه الطريقة .

' … ما الأمر ؟ '

أنتقل الدوق مايهارد الذي عرض أن يمشي معها لمسافة قصيرة، مباشرة إلى حديقتها .

كانت يلينا تفكر أثناء إنتقالهما من المكتب إلى حديقتها .

و كان هناك إستنتاج واحد فقط .

' هل هناك شيء تريد إخباري به ؟ '

يبدو أن زوجها لديه ما يقوله لها .

******************


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان