الفصل 39 و 40 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


أضطرت يلينا أن تستلقي على السرير و تذمرت  " هذا لأنك أتيت متأخرًا، حتى لو طلبت منك أن تأتي في المساء، هل كان عليك القدوم في هذه الساعة ؟ "

بسببه أعدت كل شيء و أنتظرت لوقت طويل .

كل ماكان عليها فعله هو الإستلقاء و إغلاق عينيها .

" كدت أن أنام أثناء إنتظارك، هل كنت ستضع الدواء علي بعد أن أنام ؟ هذا كثير جدًا "

" أنا آسف لذلك "

لم تستطع رؤيتها أن تتكيف بسرعة بسبب الظلام المفاجئ .

شعرت يلينا بتحرك خفيف لمرتبة السرير، مما يشير إلى أن الدوق مايهارد قد أستلقى .

" أنتهيت من عملي في وقت متأخر …. "

" هل أنت حقًا تشعر بالأسف ؟ "

" …… "

" إذا كنت تشعر بالأسف حقًا …… "

" مستحيل "

لقد رفض قبل أن تتمكن حتى من قول أي شيء .

بالطبع، كانت تخطط أن تطلب منه الشيء الذي يفكر فيه .

زمت يلينا شفتيها و تابعت :  " حسنًا ، حسنًا ، سأستسلم اليوم "

' اليوم '  كانت كلمة ذات معنى .

" أوه ، حسنًا "

سألت يلينا وهي مستلقية  " فيما يتعلق بإنكان، هل أعترف كيف صنع الدواء ؟ "

دواء يسمح للعذراء بإنجاب طفل بمفردها .

بغض النظر عن مدى تفكير يلينا في المكونات و كيف أبتكرها، لم تستطع معرفة ذلك .

' الخيمياء و السحر …. هل كان شيئًا من هذا القبيل ؟ '

نظرًا لأنه كان إنتهاكًا مباشرًا لقوانين الطبيعة، فقد كان إحتمالاً كبيرًا .

في الحقيقة، إذا لم يكن إنكان إرستقراطي، لكان قد تم إعتباره شيطانًا أو كائن شرير و كان سيُحرق على الفور .

بطريقة ما، تجرأ دوائه على خلق حياة من لاشيء .

عندما فكرت يلينا في هذا الأمر، تلقت الإجابة .

" قال أنه مزج دم وحش "

" دم الوحش ؟ "

رمشت يلينا التي أستدارت لتستلقي على جانبها .

" هل هناك أي حيوانات يمكن أن تحمل وحدها ؟ "

كان أمرًا غريبًا .

مستحيل .

كل حيوان في العالم عرفته يلينا كان ذكرًا أو أنثى .

أي وحش كان هذا ؟

كان معروفًا أن هناك وحوش ذكورًا و إناثًا، وقد أنجبوا نسل من خلال التزاوج .

بالإضافة إلى أنه حتى لو كان هناك مثل هذه الوحوش، فإن تأثير دخول دمائهم إلى جسم الإنسان ستكون مشكلة أخرى .

أضاف الدوق مايهارد كما لو أنه فهم ردة فعل يلينا المرتبكة .

" لا يبدو أنه يعرف نوع دم هذا الوحش، أولاً سأقوم بفحص مكونات الدواء الذي حصلت عليه أثناء الإستجواب "

" فهمت … "

دم الوحش .

لقد كان مكونًا لم يخطر بذهنها أبدًا .

' هل كانت كذبة ؟ أتضح أنه استخدم مكونًا لا معنى له ولا يمكن تناوله دون التقيؤ … '

فكرت يلينا بشكوكها المنطقية .

ثم تثاءبت قليلاً .

فقد كان الوقت متأخرًا، و كانت تشعر بالنعاس لأنه كان لديها الكثير من الأشياء لتقلق بشأنها خلال النهار .

كافحت يلينا لمنع نفسها من النوم بسرعة .

" كما تعلم …. "

" نعم ؟ "

" أنت …. إذا كنت قد حملت سيفًا منذ أن كنت في السادسة من عمرك، فهذا يعني أنك تحمل سيفًا لما يقارب ٢٠ عامًا، أليس كذلك ؟ "

" هذا صحيح "

" هذه الأيام …. هل تتدرب كثيرًا بالسيف ؟ "

تباطأ صوت يلينا بشكل ملحوظ .

أجاب الدوق مايهارد بهدوء  " أنا أفعل "

" حقًا ؟ لكن لماذا لم أرى ذلك …. "

في الواقع، كان من الطبيعي ألا ترى يلينا ذلك .

لأن الأماكن التي كانت تقابل فيها الدوق مايهارد إما في غرفة الطعام أو المكتب .

كانت تلك الأماكن غير مناسبة تمامًا للتدرب بالسيف .

أضافت يلينا التي كانت تفكر بالحقيقة  " أعتقد أنني …. سأضطر إلى زيارة ساحة التدريب في المرة القادمة "

" …… "

" أخبرني متى تتدرب مقدمًا، لكي يكون بإمكاني الذهاب إلى ساحة التدريب في الوقت المحدد "

" …… "

" ….. حسنًا ؟ "

كان الدوق مايهارد على وشك فتح فمه للإجابة .

لكنه في تلك اللحظة سمع نفسًا حادًا .

أغلق فمه و حدق في زوجته النائمة .

بالرغم من أنه لم يمر وقت كافي حتى تتكيف رؤية الشخص العادي بالظلام، إلا أن رؤية الدوق مايهارد كانت حادة .

لم يتحرك و كأنه خائف من إيقاظ زوجته النائمة، بدلاً من ذلك راقبها حتى سقطت في نوم عميق .

* * * * * * * * * * * * *

عند الفجر ……

تسرب ضوء خافت من المكتب الذي بجوار غرفة نوم يلينا .

الضوء المنبعث من كرة الفيديو كان يشغل مقطع فيديو مسجل .

لقد كانت كرة الفيديو نفسها التي أمرت يلينا كبير الخدم بن بالتخلص منها خلال النهار .

" إذن …. ما الذي يقلق الدوقة ؟ "

المقطع المسجل الذي تأكدت يلينا أنه تم حذفه قد تم تشغيله من كرة الفيديو .

******************

الفصل : ٤٠

" — الخادمات، لقد أختبرت الدواء على الخادمات "

واصل الدوق مايهارد الإستماع إلى المحادثة بصمت .

طوال المحادثة، لم يتغير تعبيره .

" — دعني ، إنكان ماريزون "

ثم في هذا الجزء، جعد الدوق مايهارد جبينه لأول مرة .

نظرت عيناه نحو غرفة النوم حيث كانت يلينا نائمة .

أُظلمت العيون الزرقاء .

أستمر مقطع الفيديو في تشغيل المحتوى المسجل .

" — هل أردت منصب الدوقة ؟ لتصبحي أم الدوق المستقبلي ؟ حسنًا ، لا أهتم بالأسباب التي دفعتك إلى أن تصبحي زوجة الوحش "

على عكس مخاوف يلينا، لم يستجب الدوق مايهارد للجزء التي كانت مترددة في السماح له بالإستماع .

ظهرت ردة فعله بعد ذلك بقليل .

" — بـام ! "

" — لقد كنت أستمع إليك منذ البداية، هل تعرف من هو الوحش ؟ أنت الوحش ! "

" زوجتي … الآن … "

" لا تناديني زوجتي ، أيها الحثالة ! "

كان صوتها الغاضب واضحًا .

" — إنه ليس وحشًا، إنه زوجي ! هل تفهم ؟ "

بعد ذلك حدث تشوش و أنقطع مقطع الفيديو .

حدق الدوق مايهارد بصمت في كرة الفيديو الصامتة .

أنطفأ الضوء من مقطع الفيديو، و غطى الظلام غرفة المكتب .

حجب الظلام تعبيره .

في الظلام، حدق بكرة الفيديو التي أنطفأت لبعض الوقت، دون أن يتحرك .

* * * * * * * * * * *

ركضت عربة على الطريق يقودها حصان بالرغم من ظلام الليل .

لم يكن طريقًا سلسًا .

لم تمتص العربة الصغيرة الإهتزازات جيدًا .

قعقعة !

" آآهه "

كلما أهتزت العربة، كان يتأوه من الألم ، و لم تكن هناك إستراحة .

تحدث بسلسلة من الكلمات المسيئة كما لو كان أمر طبيعي .

" أنت يا سائق العربة اللعين ! هل هكذا تقود العربة ؟ "

سمع صوت غاضب من خلال النافذة المتصلة بالعربة .

أجاب سائق العربة على الفور .

" أنا آسف سيدي، سأكون أكثر حذرًا "

" إحذر ، إحذر ، لقد قلت أنك ستكون حريصًا منذ لحظة "

" … أنا آسف "

" سائق عربة لا يستطيع حتى قيادة عربة، كم هو عديم الجدوى … آآآآههه "

قام سائق العربة بقبض يديه التي كانت تمسك باللجام .

' عليك اللعنة، من سيود قيادة عربة مع شخص مثلك ؟ '

كانت العربة المغادرة من الدوقية تحمل إنكان ماريزون .

علم سائق العربة أن إنكان كان مذنبًا .

لم يكن يعرف بالضبط ما الذي أرتكبه، لكنه كان يعلم أن إنكان لم يكن في وضع جيد بسبب الإستجواب القاسي .

كيف لا يعلم ؟

بعد مغادرة القلعة مباشرة، كلما أهتزت العربة قليلاً، كان يثير ضجة و يتسبب بجَلبة .

' لم أرغب حتى في قيادة العربة في هذه الساعة '

كان من الخطر قيادة عربة في منتصف الليل .

كانت مسألة بالطبع، لأن الرؤية في الليل أكثر صعوبة من النهار .

لايهم كم مرة قمت بقيادة عربة، لا يمكنك الرؤية لذاك البعد .

عندما يظهر شيء خطير لن تستطيع إكتشافه مسبقًا و تجنبه .

' لم أسمع أبدًا بأي شيء ظهر هنا، لذلك كل شيء على مايرام …. '

تذمر سائق العربة من الداخل .

قال سائق العربة لإنكان أن قيادة العربة ليلاً يعد أمرًا خطيرًا، لذلك أقترح أن يستريحوا طوال الليل في النزل و المغادرة صباح الغد، لكن إنكان رفض ذلك .

أصر إنكان على أنه يريد أن تسافر العربة طوال الليل حتى يتمكن من الخروج من هذه المنطقة و العودة إلى العاصمة بأسرع وقت ممكن .

بغض النظر عن الخطيئة التي أرتكبها إنكان، لم يستطع سائق العربة عصيان كلمات إنكان النبيل .

' هذا هو سبب كونهم نبلاء، حتى لو أخطأت فأنت لاتزال أفضل مني، هاه ؟ ماذا ؟ '

توقفت العربة فجأة .

انحنى جسد إنكان، الذي لم يكن مستعدًا للتوقف المفاجئ، إلى الأمام .

" آه ! أنت إبن …. ! "

" يا ، ياسيدي …. "

على الفور، أغلق إنكان فمه الذي كان على وشك سكب شتائم مضاعفة .

كان صوت سائق العربة غريبًا .

ليس ذلك فحسب، بل كانت هناك أصوات أخرى تأتي من الخارج .

كـروك … كريك .

غـررررر .

لم يكن وهمًا أو خطأ .

' ماهذا ؟ '

عندما كان إنكان يفكر، تلعثم سائق العربة  " و … و … إنه وحش "

" … ماذا ؟ "

" هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها عن وجود وحوش على هذا الطريق … إيييكك "

هـي - هينج !

ذهب الحصان، و تحطمت عجلة العربة .

بعد فترة، دوى صوت صراخ يائس طوال الليل .

********************


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان