" الخادمات مثلي لا يذهبن مباشرة إلى العيادة لمجرد أننا نشعر بتوعك "
تحولت عيون يلينا إلى آبي التي كانت مستمرة بالتفسير .
" إذا وجدت نفسك مريضة، عليك الإستمرار بعملك حتى و أنت تشعرين بتوعك … بالإضافة إلى أن تكلفة الفحص متعبة للغاية، حتى لو لم يتقاضى الطبيب العامل في القلعة رسومًا إضافية مقابل رسوم الفحص، فمن عادة الخادمة توفير المال "
تفرقت شفاه يلينا قليلاً .
" … آه "
صحيح ، لم أفكر في ذلك .
بالنسبة إلى يلينا كان من الطبيعي أن تحضر طبيبًا إذا كانت مريضة .
" ثم إذا لم يقدم إنكان رشوة للطبيب، فربما سيكون هناك بعض الخادمات اللاتي لن يعرفن أنهن حوامل حتى يصبح الإنتفاخ ملحوظًا "
لم يكن هذا ما أراده إنكان .
إذا حدث ذلك، فإن الأشخاص القريبين من الخادمة قد يلاحظوا أن الخادمة حاملاً، و سينتشر الخبر في النهاية .
سألت يلينا " … ماذا عن إنكان ؟ " كانت تشعر أن عقلها كان في حالة من الفوضى .
أجابت آبي " يتم إستجوابه، لدينا شهود و شهادات، لذلك أعتقد أنه سيعترف قريبًا "
" حسنًا "
تناولت يلينا رشفة أخرى من الشاي و وضعت فنجان الشاي .
عرف زوجها على الفور ما فاتها .
هذا يعني أنه يعرف ما يكفي عن حياة موظفيه .
كان هناك الكثير من الرؤساء في العالم الذين لم يهتموا بكيفية عيش عامليهم .
لكن الدوق مايهارد لم يكن مثل أولئك الرؤساء .
عبثت يلينا بفنجان الشاي .
سرعان ما فتحت فمها بعد أن ضاعت في أفكارها .
" أين هو الدوق الآن ؟ "
* * * * * * * * * * * * * *
كان الدوق مايهارد خارج من الغرفة بعد أن أستجوب إنكان بنفسه لكنه توقف عندما رأى يلينا .
" زوجتي "
" لدي شيء لأقوله لك "
سحبته يلينا فجأة إلى غرفة عشوائية في الردهة و أغلقت الباب دون إنتظاره ليتحدث .
" …… "
حدق الدوق مايهارد في يلينا بدهشة حيث جره خصم ضعيف أصغر من نصف حجمه .
" ما الذي تريدين قوله ؟ "
" سأطرح عليك سؤالاً، لكن عليك أن تكون صادقًا "
" أي نوع من الأسئلة … "
" عدني أن تكون صادقًا "
ألتزم الدوق مايهارد الصمت للحظة على كلمات يلينا قبل أن يفتح فمه .
" إذا كان هذا سؤالاً يمكنني الإجابة عليه، فسأفعل "
" واه إنظروا لهذا ، لقد جهز له مخرج "
نظرت يلينا إلى الدوق مايهارد بإمتعاض خفيف لكنها سرعان ما تجاهلت ذلك كما لو أن الأمر لايهم .
سيكون بإمكان يلينا معرفة ما إذا كانت إجابته صادقة أم لا، كانت عيناها مثل الصقر .
يلينا التي ضربت الحائط بيد واحدة تحاصره ، تحدثت :
" سبب قولك أنك لن تقضي ليلة معي "
" هذا …. "
" لم أنتهي بعد "
أخذت يلينا نفسًا عميقًا و رفعت رأسها ، و تابعت " السبب … هل هذا بسبب الشائعات ؟ "
" …… "
" بسبب سمعتك أو بسبب شائعة أنه تم لعنك، لذلك إذا أقتربت مني كثيرًا فأنت تخشى أن تؤذيني … هل هذا هو السبب ؟ "
تساءلت يلينا كيف سترد إذا كان الجواب نعم .
إذا فكرت في الأمر بعقلانية، يجب أن تكون سعيدة .
إذا كان هذا هو السبب، فلن تكون مشكلة كبيرة لأنه يمكن حلها على الفور، ماهو الصعب في ذلك ؟
إذا قالت يلينا المسؤولة عن الأمر، أن الأمر على مايرام، فهذا يكفي .
ثم سيتم حل مشاكل يلينا على الفور، و لن تضطر بعد ذلك إلى المعاناة من مشكلة ولادة المحارب الذي من شأنه أن ينقذ العالم .
ستكون هذه الإجابة موضع ترحيب .
لكن لماذا شعرت يلينا أنه من غير المحتمل أن تشعر بالسعادة إذا أعطى الدوق مايهارد إجابة إيجابية ؟
بدلاً من ذلك، ستكون غاضبة .
هكذا كان الأمر ، عضت يلينا شفتيها .
كان هناك صمت لا يقاس، و أخيرًا فتح الدوق مايهارد فمه .
" … كلا "
" … هاه "
زفرت يلينا غير مدركة أنها كانت تحبس أنفاسها، و سألت :
" حقًا ؟ "
" نعم "
" هل أنت صادق ؟ "
" أجبت بصدق "
درست عيون يلينا وجه الدوق مايهارد بإستمرار .
كان الأمر كما لو كانت تحاول العثور على أي علامة للكذب .
و بعد فحص شامل لم تجد أي علامات مريبة، لذلك سرعان ما أختفى التوتر من نظرة يلينا .
" … صحيح ، ليس هذا السبب "
هل كانت هذه الإجابة سيئة أم جيدة ؟
و هل كان هذا الشعور خيبة أمل أم إرتياح ؟
*******************
الفصل : ٣٦
أعتقدت يلينا أنه من النادر بالنسبة لها أن تشعر بهذا التناقض .
عاشت حياتها معتقدة أنها شخص بسيط .
يبدو أن هناك أيام مثل هذه حيث لايكون لديها أدنى فكرة .
" إذن ماهو السبب الحقيقي ؟ إنسى ذلك ، لم أسألك مع توقع أنك ستجيب "
لوحت يلينا بيدها بعد أن سألت .
عندما أنزلت يلينا يدها من على الحائط، تحدثت بنبرة أكثر نعومة من ذي قبل .
" حسنًا، على أي حال … لقد جئت فقط لأسئلك هذا، لذا ليس لدي مزيد من الأسئلة "
" …… "
" إذا ليس لديك شيء تخبرني به، هل أغادر ؟ "
أنتظرت يلينا للحظة، و عندما لم تسمع أي كلمات من خصمها، مدت يدها إلى الباب المغلق .
فجأة ظهرت يد كبيرة، و أمسكت يدها .
" إنتظري يا زوجتي "
" …… ؟ "
" هل يمكنني رؤية معصمك ؟ "
رفعت يلينا كمها بلا مبالاة و أظهرت له معصمها .
" هنا "
هز الدوق مايهارد رأسه .
" ليس هذا الجانب، المعصم الآخر "
" …… "
أصبحت يلينا هادئة .
بدلاً من أن ترفع كمها دون تردد، فكرت للحظة قبل أن ترجع خطوة للخلف .
" بالتفكير في الأمر، لا أعتقد أن هذا صواب "
أضافت يلينا وهي تخفي معصمها الذي أشار إليه الدوق مايهارد خلف ظهرها .
" على الرغم من أننا زوجين، أليس من المبالغة أن تطلب مني أن أظهر لك بشرتي العارية هكذا ؟ "
" …… "
" أعتقد أن لدي الحق في إختيار الوقت و المكان، أولاً أفضل الليل على النهار، أيضًا أفضل غرفة النوم بجو رائع بدلاً من غرفة غير مألوفة بدون تحضير مثل هذه …. "
" يلينا "
" …… "
" معصمك "
زمت شفتيها و نظرت إلى وجه الدوق مايهارد، الذي كان يفوقها طولاً .
" من فضلك "
تنهدت يلينا أخيرًا و مدت معصمها الذي كانت تخفيه خلف ظهرها .
على مضض رفعت أكمامها قليلاً، كاشفة عن الكدمة السوداء على معصمها .
كانت كدمة على شكل أصابع .
كان جلدها شاحبًا جدًا لذا كانت الكدمة أكثر وضوحًا .
سرعان ما أنزلت يلينا أكمامها .
" هل يكفي هذا ؟ "
" هل هذا مافعله إنكان ؟ "
تذمرت يلينا " ليس الأمر كما لو أنني أستطيع أن أقول لا، أليس كذلك ؟ "
إذا كان ذلك ممكنًا لم تكن لتظهر هذا له، و لكن في النهاية كان عليها ذلك .
' أوه ، أنا محرجة '
كانت مستاءة من حقيقة أن جسدها كان ضعيفًا .
لم تصدق أنها تعرضت لهذا النوع من الإصابة من إنكان .
لقد كان وصمة عار حقيقية .
ظل الدوق مايهارد صامتًا لبعض الوقت .
مع إستمرار الصمت، رفعت يلينا نظرتها التي ركزت على الأرض بدافع العار .
كان ذلك عندما تحدث الدوق مايهارد .
ربما كان ذلك بسبب الحالة المزاجية، لكن صوته بدا شديدًا .
" لماذا فعلتِ ذلك ؟ "
" … ماذا تقصد ؟ "
" لماذا جرحت نفسك لهذا الحد لتكشفي فقط عن جرائمه ؟ "
" الآن بعد أن ذكرت هذا … " تمتمت يلينا و سرعان ما تجهمت .
بصراحة، كان ذلك بسبب شخص آخر .
' من الذي سيذهب إلى هذا الحد لأنهم أرادوا ذلك ؟ '
و مع ذلك، لم تكن النتائج جيدة بما يكفي لتطرح أي شكوى .
كشفت يلينا عن جريمة إنكان، لكن الدوق مايهارد هو الذي وجد الشاهد و الشهادة لتأكيد الجريمة .
كان الأمر محرجًا .
أكتشفت يلينا المشكلة و طرحتها، لكن في الواقع كان الدوق مايهارد هو من حلها .
لقد سلب منها شيء مهم .
لهذا السبب لم تستطع يلينا حتى إخبار الدوق مايهارد أنه مدين لها كما خططت في البداية .
كانت بالفعل في حالة مزاجية سيئة بسبب ذلك، و في هذه الأثناء أدى سماعها لهذه الكلمات التي يبدو أنه يلومها إلى إنفجار قلبها .
فتحت يلينا فمها وهي تنوي أن تقول ما تشاء .
" لماذا ؟ بسببك "
" …… "
" لأنك قلت أنك لن تنام معي ! "
" … زوجتي "
" أردت أن أقدم مساهمة رائعة من خلال الكشف عن حقيقة إنكان، لذلك سيكون لدي سبب لجعلك تنام معي ! كان هذا هدفي ! هذا هو السبب ، فهمت ؟ "
بعيون دامعة بصقت يلينا كلماتها بغضب و أنهت كلامها بـ " هووف "
فجأة ، عادت إلى صوابها .
" …… "
' لقد جننت ، ماذا قلت للتو ؟ '
وجدت يلينا بقعة تنظر إليها بعيون مهتزه حيث غمرها إندفاع متأخر من الإحراج و العار .
نظر الدوق مايهارد إلى يلينا كما لو كان يحاول أن يقول شيئًا ما و لكن سرعان ما فتح الباب المغلق بدلاً من ذلك .
" سأرسل لك الدواء "
**********************