أبتسم إنكان بتكلف و أخذ بعض الأعشاب، و وضعها في فمه و أبتلعها .
بعد لحظة، أصبحت رؤيته أكثر وضوحًا .
كما أصبح حديثه أسرع .
" هل هذا كافي ؟ "
' ماهذا … '
هل هذه العشبة موجودة حقًا ؟
هااه، هذه العشبة ستكون مفيدة في حفلات الشرب .
حدقت يلينا بغضب في إنكان و فتحت فمها " ماذا تريد ؟ "
" …… "
" ماذا تريد بالمقابل ؟ "
لم يرد إنكان .
و نظر ببطء من معصم يلينا، الذي كان محاصر في قبضته، إلى مؤخرتها .
أستاءت يلينا من أفعاله لكن سرعان ما وسعت عينيها .
" مستحيل "
" …… ؟ "
" هل أنت مجنون ؟ "
ظهرت قشعريرة في جميع أنحاء جسدها، أكثر مما شعرت به من قبل .
عندما رأى تعبير يلينا المتفاجئ، سأل إنكان :
" ألم يكن لدينا نفس الشعور ؟ "
" ماذا ؟ "
" ألم تشعري بنفس الشعور الذي شعرت به ؟ "
صُدمت يلينا لدرجة أن فمها فتح على مصراعيه .
" ماذا ؟ لماذا قد …. ؟ "
" ألم تنظري إلي بنظرة متحمسة ؟ بالأمس كنت تحدقين في وجهي طوال الوقت الذي كنتِ فيه معي "
" هذا ـــ "
كانت تلك مجرد نظرات شك و مراقبة كانت تحاول العثور على سلوك مشبوه منه .
يلينا التي لم تكن تعلم أن إنكان سيسيء الفهم، كانت تنفخ فمها مثل سمك الشبوط .
" … أنت مخطئ، حسنًا ؟ هذا خطأك، هل تفهم ؟ أنت مخطئ ! "
" حقًا ؟ حسنًا … لايهم "
" ماذا ؟ "
" لقد كنت أفكر في هذا منذ البداية "
أستقرت عيون إنكان على وجه يلينا .
" سيضيع جمالك على هذا الوحش "
" …… "
" لم أكن أعتقد أبدًا أنني سأعجب بعيون ذلك الوحش، لكن نعم، يجب أن أعترف بذلك "
جعدت يلينا جبينها .
لم تستطع أن تستمع لبقية هرائه .
' الوحش ' ظلت الكلمة تتردد في أذنيها .
' الآن، هذا الرجل قال عنه وحش '
واصل إنكان الحديث، غير مدرك أن نظرات يلينا كانت حادة .
" هل أردت منصب الدوقة ؟ لتصبحي أم الدوق المستقبلي ؟ حسنًا ، لا أهتم بالأسباب التي دفعتك إلى أن تصبحي زوجة الوحش "
" …… "
" أنا أقدم هذا الإقتراح من أجلك، لقد مررتي بوقت عصيب في أن تكوني زوجة لوحش، و لكن في بعض الأحيان، بعض المحن ضرورية …. "
" إخـ …. "
" ماذا ؟ "
" إخرس ! "
لم تعد يلينا قادرة على الإستماع إليه أكثر .
يلينا التي أمتلأت عيناها بالغضب، ركلت ساق إنكان بأقوى ما تستطيع من تحت الطاولة .
بـام !
" آآخخ ! "
بدلاً من التوقف عند هذا الحد، ألتقطت يلينا زجاجة النبيذ و ضربت رأس إنكان بها .
" شهيق ! "
عندها فقط ترك إنكان معصم يلينا .
أمسكت يلينا بمعصمها الذي كان يضغط عليه إنكان و صرخت و هي ترجع للخلف " لقد كنت أستمع إليك منذ البداية، هل تعرف من هو الوحش ؟ أنت الوحش ! "
" زوجتي … الآن … "
" لا تناديني زوجتي، أيها الحثالة ! زوجي هو الوحيد الذي يمكنه مناداتي بذلك ! "
صرت يلينا على أسنانها .
" إنه ليس وحشًا، إنه زوجي ! هل تفهم ؟ "
كان وجه إنكان غاضبًا بشدة .
دفع الطاولة و تحرك كما لو كان يحاول الإمساك بيلينا، حينها …..
ركـض !
سمعوا صوت خطوات عالية من الخارج .
أشرق وجه يلينا بينما أصبح وجه إنكان متيبسًا .
فُتح باب إقامة إنكان فجأة .
" سيدتي ! "
كان عند الباب عدة فرسان، أندفعوا إلى الداخل، و آبي التي بدت قلقة .
" آبي … "
" سيدتي، هل أنت بخير ؟ "
دون توقف ركضت آبي إلى يلينا و نظرت إليها .
تنهدت يلينا بإرتياح، و أخرجت القلق من جسدها .
* * * * * * * * * * * *
ما كانت ترتديه يلينا على معصمها الأيسر كان سوارًا سحريًا .
يأتي سواران معًا، السوار له وظيفة إرسال إشارة من جانب واحد، مما يتسبب في رنين السوار الآخر كلما تلقى إشارة .
قررت يلينا إستخدامه لإرسال إشارة منتظمة إلى آبي مرة كل خمس دقائق تقريبًا .
و عندما تنقطع الإشارة، أمرت يلينا آبي بإحضار الفرسان إلى الغرفة على الفور .
تم أخذ إنكان على الفور إلى الدوق مايهارد، و أخذت يلينا فقط الجزء الذي يحتوي على إعتراف إنكان بتجربة الدواء على الخادمات في مقطع الفيديو و قدمت ذلك كدليل .
كانت نتيجة هدف يلينا المتمثل بتقديم مساهمة رائعة من خلال الكشف عن حقيقة إنكان و إدانته كان نصف نجاح فقط .
************************
الفصل : ٣٤
.
" ماهي المشكلة ؟ "
" ماذا ؟ "
" صحيح أن العديد من الخادمات ساعدوا في التحقق من فعالية الدواء، لكن أنهم لم يوافقوا على هذا الإختبار، أين الدليل على هذا الإدعاء ؟ "
لسوء الحظ، كانت هناك ثغرة واحدة في إعتراف إنكان التي سجلتها يلينا .
" ماذا تقصد ؟ لم تعرف أي واحدة من الخادمات الذين أصبحوا خاضعات للإختبار سبب حملهم، هناك أيضًا شهود، رغم ذلك .…. "
" لم أعطي الدواء لخادمات الدوق "
" ماذا ؟ "
" قلت فقط أنني أعطيت الدواء للخادمات، لكنني لم أقل أنهن خادمات الدوق "
" …… ! "
لقد أخطأت، نجحت يلينا في كشف حقيقة إنكان، لكنها في النهاية تفتقر إلى الأدلة، لذلك لم تكن قادرة على جعله يدفع ثمن جريمته .
" أعترف أنها مصادفة مشبوهة، لذا إذا أطلقتم سراحي فلن أتابع هذه المسألة بشكل رسمي، أوه و حول هذا الجرح أيضًا "
بدلاً من ذلك، بدا إنكان أكثر قلقًا بشأن جرح رأسه الذي سببته يلينا .
إذًا، هل سيتم تبرئة إنكان من التهم و إطلاق سراحه بأمان ؟
لن يحدث هذا .
" متى من المقرر أن يعود إنكان ماريزون إلى عائلته ؟ "
" يومين من الآن "
" إذًا ، أي دليل يجب أن يُكشف، إسجنه في هذه الأثناء "
" حسنًا يا صاحب السمو "
" بن ، احضر الرجل الذي كنت أتحدث عنه إلى القلعة قبل بزوغ الفجر "
في اليوم التالي، بأمر من الدوق مايهارد أحضر بن الطبيب الذي توقف عن العمل في القلعة منذ عدة أشهر .
كان مختبئًا في منطقة نائية، أستغرق بن يومًا كاملاً ليصل إليه بالعربة، لذلك تم إحضار ساحر ليحضره إلى القلعة في الليل .
فوجئت يلينا عندما سمعت عن ذلك لأول مرة .
" … بن ، كم أنفقت ؟ "
حتى كمية كبيرة من الذهب لم تكن كافية لجعل الساحر يتعاون .
تم إستدعاء الساحر أيضًا في تلك الليلة و فجأة تم إجباره على العمل .
حثت يلينا كبير الخدم بن و سألته لكنه أبتسم فقط ولم يجب .
أعترف الطبيب الذي تم إعتقاله بجرائمه بعد الإستجواب .
تم رشوته من قبل إنكان و قام بفحص الخادمات في الوقت المناسب و تشخيصهم بالحمل .
ثم أقنع أولئك الذين كانوا في حالة إنكار و نصحهم بالإستقالة و العودة إلى مسقط رأسهم ليلدوا الطفل .
و مع ذلك، فإن ما قاله الطبيب لإقناع الخادمات كان سخيفًا .
" لعنة ؟ "
نقلت آبي كلماته بنبرة حائرة قليلاً .
" نعم ، أخبر الخادمات أن الأمر قد يكون لعنة و أنه لن يأتي شيء جيد من إخبار الناس أنهم ملعونون، نصحهم بإخفاء الحقيقة و الذهاب بهدوء إلى مسقط رأسهم لإنجاب طفل يتيم "
" هاه ؟ "
كان فم يلينا مفتوحًا على مصراعيه .
" كذلك ، منع أي عمليات إجهاض، و أدعى أنهم إذا أجهضوا الطفل بلا مبالاة، فستصيبهم لعنة أكبر "
" هل صدقوا ذلك ؟ الخادمات ؟ "
حتى لو كان الشخص ساذجًا، فلا بد أن يكون هناك حد لغبائه .
سألت يلينا التي لم تستطع الفهم على الإطلاق، مرة أخرى .
ظهرت على آبي علامات الحيرة .
بدت قلقة بشأن ما إذا كان ينبغي عليها الدفاع عن زميلاتها السابقات في العمل أو الإجابة بصدق .
أختارت الخادمة المهذبة آبي الخيار الأخير في النهاية .
" الشائعات المتداولة بين الأرستقراطيين عادةً ما يتم تداولها أيضًا بين العاملين الذين يقومون بخدمتهم "
المقصد هنا : انو الشائعات الي يتناقلوها الأرستقراطيين عن انو الدوق ملعون حتى العاملين الي يشتغلوا عند الدوق يتناقلوا ذي الشائعة و يصدقوها عشان كذا صدقوا انو جتهم لعنة بسبب الدوق، اتمنى الصورة تكون وضحت لكم .
" …… "
" في بعض الأحيان يصبح الأمر أكثر تعقيدًا مما هو عليه في الواقع "
تصلب وجه يلينا عند كلمات آبي .
سرعان ما اخفضت آبي رأسها، عندما رأت صمت يلينا .
" أنا آسفة "
" … كلا ، هذا ليس خطأك "
ضغطت يلينا قبضتها بجانب فنجان الشاي على الطاولة .
شائعات عنه .
لعنته .
هذا الوحش …
" ….… "
أغلقت يلينا فمها و هدأت غضبها .
على أي حال، كانوا مجرد ضحايا لهذا الأمر .
بغض النظر عن كونها غاضبة، لم ترغب في إلقاء اللوم على الخادمات .
بدلاً من ذلك، أعادت يلينا توجيه غضبها في إتجاه أكثر عقلانية .
" ماهي عقوبة الطبيب ؟ "
" قطع معصميه و لسانه "
أرتاحت تعبيرات يلينا قليلاً .
بغض النظر عن حديثه حول ' اللعنة ' فإن ما فعله الطبيب عندما قام إنكان برشوته كان فعلاً مُهينًا للدوقية بأكملها .
كانت عقوبة مستحقة .
رفعت يلينا فنجان الشاي و أخذت رشفة ثم فتحت فمها .
كان لديها سؤال .
" كيف علم الدوق أن الطبيب تلقى رشوة ؟ "
تمتمت يلينا تسأل نفسها، لكن آبي أجابت على الفور .
" هذا … ربما لأن الخادمات أستقالوا في غضون شهرين على الأكثر "
**********************