" ذهبت إلى المطبخ و طلبت أفضل مشروب، لا أعرف اسمه "
" هممم ….. "
" إذا أعجبك، سأترك القنينة الفارغة هنا حتى تتمكن من إكتشاف ذلك بنفسك لاحقًا "
" هاها، حسنًا إذن "
وسط التوتر الخفيف، شاركت يلينا كأسًا مع إنكان .
بالطبع، أخذت المنشفة معظم نصيب يلينا من النبيذ .
بحلول الوقت الذي تبللت فيه المنشفة السميكة على حجرها، كانت رؤية إنكان مشوشة قليلاً و يتلعثم بالحديث بشكل ملحوظ .
تنهدت يلينا بإرتياح، وهي تلف الجواهر التي على سوارها .
' هووف '
" إذن … ما الذي يقلق الدوقة ؟ "
لقد كانت مجرد حجة لخلق هذه الفرصة و شرب النبيذ مع إنكان .
' ليس قلق، لدي سؤال، كنت أشعر بالفضول لمعرفة ما الذي فعلته بالخادمات لجعلهم يستقيلوا من وظيفتهم ؟ '
أرادت يلينا أن تسأله على الفور، لكنه لن يجيب على مثل هذا السؤال بصراحة مهما كان ثملاً .
قلقت من كيفية فتح هذا الموضوع و قررت أن تختلق مصدر قلق لمواصلة إستمرار المحادثة و تضع الكلمات في فمها .
توضيح : إن ' وضع الكلمات في فمي ' يعني أن تقول أو تفعل شيئًا يسيء أو يزعج أو يحرج الشخص الذي يقوله، في هذه الحالة، ستقول يلينا شيئًا محرجًا لتختلق شيئًا يثير قلقها .
" كما قلت، هذه ليست مشكلة كبيرة، إنها مشكلة طفل "
" مشكلة طفل ؟ "
' لا يوجد قلق أكثر إنتشارًا بين الزوجين من موضوع الأطفال '
في الواقع، كانت هناك بعض الحقيقة في كلمات يلينا .
في تلك اللحظة، تحدث إنكان .
" لم تتزوجي منذ فترة طويلة، لكنك بالفعل … قلقة بشأن ذلك ؟ "
' أووبس '
رمشت يلينا، كان ذلك عندما تذكرت أنها تزوجت حديثًا .
مر شهر واحد فقط على زواجها، ومع ذلك كانت هناك مشكلة تتعلق بالأطفال، لم يكن ذلك مستحيلاً، لكنه كان غير طبيعي .
سرعان ما وجدت يلينا عذرًا و واصلت " هذا صحيح، بدلاً من القلق بشأن عدم إنجاب الأطفال …. "
" أنا أتفهم ذلك "
" هاه ؟ "
" مشكلة الدوقة … أنا أفهمها "
' ماذا فهمت ؟ '
من أين أتت هذه الثقة ؟
لم تستطع يلينا فهم كلمات إنكان، لذا رمشت بعينيها فقط .
في أثناء ذلك، واصل إنكان حديثه .
" ماذا ستعطيني ؟ "
" ماذا ؟ "
" إذا كان بإمكاني حل مخاوفك … ماذا ستعطيني بالمقابل ؟ "
كانت كلماته ثقيلة .
استاءت يلينا من الثقة المفرطة التي شعرت بها في كلماته .
' هل ستحل الأمر ؟ ماذا ؟ كيف ؟ '
شكت في أن كلماته كانت بسبب النبيذ و أنه ثمل .
كانت يلينا في وضع يمكنها من مراقبة إنكان و إستجوابه .
ألقت يلينا نظرة على مظهر إنكان لأول مرة .
" حسنًا، هل ستفعلين أي شيء من أجلي ؟ "
" أي شيء … "
نظر إنكان إلى الطاولة و أمسك بالزجاجة النصف ممتلئة .
ثم سكب باقي النبيذ في فمه دفعة واحدة قبل أن يتحدث .
" أي شيء، حسنًا "
" …… "
" لدي دواء "
" دواء ؟ "
في غمضة عين، أصبحت تعابير يلينا محبطة .
' و أنا هنا كنت أتساءل ما الذي ستقوله أيضًا '
هل كان يشير إلى الأدوية التي تساعد في إنجاب الأطفال ؟
كانت هذه الأدوية متوفرة بالفعل على نطاق واسع في الأسواق .
" إنه ليس دواء يساعدك على الحمل "
" هاه ؟ "
" إنه دواء يجعلك حاملاً "
حاولت يلينا التفريق بين الإثنين .
' ألم يكن هذا نفس الشيء ؟ '
" بإستخدام هذا الدواء، يمكنك الحمل دون الحاجة إلى التعامل مع الجنس الآخر "
في تلك اللحظة، كادت يلينا أن تسكب النبيذ الذي كان في يدها .
حدقت يلينا، التي تمكنت من موازنة كأسها، في إنكان .
" ماذا قلت ؟ "
" هذا بالضبط ماقلته، حتى العذراء يمكنها أن تحمل بمجرد أن تتناول هذا الدواء "
" هذا سخيف …. "
كانت يلينا مندهشة لدرجة أنها شخرت .
بغض النظر عن مدى ثمالة الشخص، كانت هناك نكات يمكنك قولها و نكات لا يمكنك قولها .
هذا ما أعتقدته يلينا، لكنها تيبست فجأة كما لو أن البرق قد ضربها .
' مهلاً '
الشهادات التي سمعتها من الخادمات في اليوم السابق خطرت على ذهنها فجأة .
كان هناك شيء مشترك بين جميع الخادمات الذين أستقالوا في غضون شهرين بعد زيارة إنكان .
لقد كان الأمر مستحيل .
' لا يمكن أن يحدث هذا … مستحيل ؟ '
بدأت نبضات قلب يلينا في التسارع .
تحدث إنكان ببطء إلى يلينا، التي كانت عاجزة عن الكلام .
" تم إختبار الدواء، يمكنك الوثوق بالنتائج، ما رأيك ؟ "
" …… "
" أليس هذا هو الدواء الذي تريده الدوقة ؟ "
عندما ألتقت أعينهم، تابع إنكان " قد ترغبين في أن يكون لديك خليفة ليتولى الدوقية في المستقبل، لكن هذا لا يعني أنك تريدين حقًا إنجاب طفل من وحش "
*********************
.
الفصل : ٣٢
' آه '
عندها فقط أدركت يلينا أن إنكان أساء تفسير كلماتها .
كانت كلماته عكس الحقيقة تمامًا، لكن في هذه الحالة كان سوء الفهم جيد .
بفضل ذلك، جعلت إنكان يكشف أسراره .
كان قلبها ينبض بسرعة، و جسدها متوتر .
بدلاً من تصحيح سوء التفاهم، طرحت يلينا سؤالاً آخر .
" لقد تحققت من آثار الدواء ؟ كيف ؟ "
" هذا … "
" هل جربته على الناس ؟ "
تمايل رأس إنكان لأعلى و أسفل " نعم "
" على من ؟ "
" …… "
" لا ، أعني … كيف أجريت تجربة كهذه دون أن يعلم أحد ؟ أليس هذا مثير للإهتمام ؟ على الأقل كان يجب أن تكون هناك بعض الشائعات "
قامت يلينا بقبض يدها تحت الطاولة لتحافظ على هدوئها .
" أنا لا أفهم الطب جيدًا، إذا لم تشرح، فسيكون من الصعب علي التصديق بأن الدواء فعال، ألا توافق ؟ "
" … الخادمات "
" …… "
" أختبرت الدواء على الخادمات "
قبضت يلينا يدها تحت الطاولة .
" … الخادمات ؟ "
" هذا صحيح، جميع الخادمات أتوا من أماكن بعيدة، و بدون إخبار أحد بالحقيقة، عادوا بهدوء إلى مسقط رأسهم و أنجبوا طفلاً، لهذا السبب لا توجد شائعات عن الدواء "
" …… "
" هل الشرح كافي ؟ "
" … نعم، هذا يكفي "
كان من المريح أن إضاءة الغرفة كانت خافتة .
مهما حاولت يلينا جاهدة، لم تستطع التحكم في تعابير وجهها .
' لهذا السبب … لهذا السبب تركوا وظيفتهم جميعًا '
أجتمعت قطع اللغز معًا بشكل واضح .
بعد ستة أسابيع إلى شهرين من زيارة إنكان للدوقية، أستقالت الخادمات، خلال تلك الفترة الزمنية، يجب أن يكونوا قد أدركوا أنهم كانوا يحملون طفلاً .
كما أصبح معنى عبارة ' لا يمكن أن يحدث هذا ' واضحًا .
كانت الخادمات حوامل رغم كونهن عذارى .
سيكون هذا كل ما يمكنهم قوله .
' يا إلهي '
شعرت يلينا بالغثيان .
' ما الذي فعله ؟ '
كانت حقيقة وجود مثل هذا الدواء بحد ذاته صادمة، لكن حقيقة أن إنكان أطعمه سرًا للآخرين كانت مثيرة للإشمئزاز .
' يجب أن أغادر '
تأكدت يلينا أن كرة الفيديو التي بذراعها آمنة .
قبل أن تدخل الغرفة، تأكدت من تشغيل كرة الفيديو و ربطها بذراعها .
تم تسجيل جميع كلمات إنكان .
لم يكن لدى يلينا سبب للبقاء .
' لا أريد أن أبقى هنا أكثر '
عندما علمت يلينا بما فعله إنكان، بدا و كأنه حثالة أكثر من كونه إنسانًا .
بعد أن همست بسيل من الكلمات البذيئة و المليئة بالإزدراء، وقفت يلينا بينما كانت تمنع رغبتها في ركل مقعدها .
لم تنسى أن تترنح قليلاً كأنها ثملة لأنها كانت تخشى أن يشك فيها إذا بدت ثابتة للغاية .
عندما رفعت يلينا جسدها، سقطت المنشفة التي على حجرها على الأرض .
ركلتها يلينا سرًا و أرسلتها تحت كرسي إنكان .
تبعت نظرة إنكان يلينا، التي وقفت فجأة من مقعدها .
" دوقة ؟ "
" أنا سعيدة لأنني سمعت عن هذا الدواء، أنا مندهشة من وجود مثل هذا الدواء، لكن … أعتقد أنني سأضطر إلى التفكير أكثر فيما إذا كنت سأستخدمه أم لا "
" …… "
" سأرسل شخصًا عندما أتخذ قرارًا، أنا ثملةٌ للغاية و أشعر بالدوار من النبيذ، لذلك علي أن أعود اليوم، شكرًا لك على منحي بعض من وقتك، إذًا … "
تم إيقاف جسد يلينا بالقوة وهي تحاول الإستدارة .
نظرت يلينا إلى يد إنكان التي كانت تمسك معصمها .
" ماهذا ؟ "
" …… "
" دعني إنكان ماريزون "
" أنا متأكد من أن الدوقة قطعت وعدًا، إذا قمت بحل مشكلة الدوقة، فستفعل أي شيء من أجلي في المقابل "
بالرغم من أن يلينا قالت ذلك، لكن لم يكن هذا شيئًا يمكن أن يطرحه الآن .
" الأمر سيكون كذلك بعد أن أتلقى الدواء … "
" هل تحتاجين إلى وقت للتفكير ؟ لماذا ؟ يمكنني أن أعطيك الدواء الآن "
" …… "
" تم حل مشكلة الدوقة من خلال وجود هذا الدواء، الرجاء دفع الثمن "
ماهذا العناد الوقح ؟
جعدت يلينا جبينها و حاولت سحب معصمها من قبضة إنكان .
لكنه لم يتزحزح .
' هااااه … '
شعرت يلينا فجأة بالحزن بسبب الإختلاف الواضح في القوة .
عندما واجهت الإختلاف مع زوجها، كانت مندهشة فقط .
تحولت نظرة يلينا إلى معصمها الآخر، و الذي لم يلمسه إنكان .
عضت لسانها قليلاً و أبتلعت ريقها قبل أن تفتح فمها .
" أنت ثمل، تحدث إلي مرة أخرى بعد أن تستيقظ "
********************