الفصل 29 و 30 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


كان إنكان مجرد شخص جيد، أتضح ذلك من الطريقة التي أعتنى بها بالخادمة و إجابته على أسئلتها .

على الرغم من أن يلينا حاولت أن تكون متحيزة، لكن لم تكن هناك طريقة للنظر إليه بشكل مختلف .

' يا إلهي '

كانت تأمل أن يكون مجرمًا، لكنها توصلت إلى أنها كانت مخطئة .

' قبل كل شيء، سأذهب إلى غرفتي و أنتظر آبي … '

في تلك اللحظة، بينما كانت يلينا غارقة بالتفكير، حلقت نحلة أمامها .

' اللعنه إنها نحلة ! '

كانت يلينا مندهشة و تراجعت خطوة إلى الخلف، لكنها تعثرت هذه المرة إلى الخلف .

أمسك إنكان ظهر يلينا بسرعة لأنها كانت على وشك السقوط .

" هل أنت بخير ؟ "

" … أوه نعم، أنا بخير، شكرًا لك "

" أنت غالبًا ما تتعثرين "

ساعد إنكان يلينا على النهوض وهو يضحك على مزحته، لكن يلينا لم تستطع أن تضحك أو تجيب عليه .

كان عقلها مشتتًا بسبب القشعريرة التي على ظهرها حيث لمسها إنكان .

* * * * * * * * * * * *

قبل أن تعود يلينا إلى غرفتها، قابلت البستاني جاردنر، أعطته تعليمات للتعامل مع جميع النحل في الحديقة .

ثم في المساء، طرقت آبي بابها .

" سيدتي، آبي هنا "

" إدخلي "

آبي التي دخلت غرفة النوم، أقتربت بحذر من يلينا .

" كما طلبت، لقد بحثت بالأمر …. "

" ماذا وجدت ؟ "

" لاشيء، لم أجد أي شيء مريب "

" … حسنًا "

" لكن … "

رفعت يلينا رأسها المنحني و حدقت بآبي  " لكن ؟ "

" لا أعلم ما إذا كان للأمر أي علاقة بالسيد ماريزون "  ترددت آبي قبل أن تتابع  " بعد أن بدأ السيد ماريزون بزيارة القلعة، كانت هناك خادمة واحدة أستقالت في غضون شهرين "

" أستقالت ؟ "

" نعم "

" … متى بدأ إنكان ماريزون التوصيل للقلعة ؟ "

" منذ ثلاث سنوات "

" هل أستقالت أي خادمة أخرى منذ ذلك الحين ؟ "

" إذا نظرتي إلى السجلات، نعم "

سلمت آبي السجلات إلى يلينا .

سُجلت في الأوراق جميع التواريخ الذي أتى فيها إنكان إلى قلعة الدوق لتزويدها بالأعشاب، و أيضًا عندما توقفت الخادمات عن العمل .

لقد قالت انها في غضون شهرين، لكن إحدى الخادمات أستقالت بعد ستة أسابيع، بينما أستقالت خادمة أخرى بعد أن أكملت شهرين .

بالإضافة إلى ذلك، زار إنكان القلعة مرتين أو ثلاث مرات فقط في السنة .

هذا غريب .

' نظرًا لوجود العديد من الخادمات العاملات، فليس من غير المعتاد أن يستقيل عدد قليل من الخادمات خلال عام …. '

ومع ذلك، لم تستطع يلينا أن تدع الأمر يذهب .

في كل مرة تعبر فيها الحديقة، تبدأ القشعريرة التي شعرت بها في ذلك اليوم بالظهور و كأنها تتشبث بظهرها بشكل مزعج .

ألتقطت يلينا السجلات، و بعد الكثير من التفكير، تحدثت أخيرًا .

" من فضلك نادي رئيسة الخدم، لولا "

* * * * * * * * * * * * * *

" سيدتي، سمعت أنك ناديتني "

" أجل "

جلست يلينا على الأريكة المقابلة للولا .

" هؤلاء الخادمات، هل أستقالوا بعد العمل هنا ؟ "

بناءً على السجلات التي قدمتها آبي، قامت بنسخ أسماء الخادمات على ورقة منفصلة، و سلمت الورقة إلى لولا .

بعد أن ألتقطت لولا الورقة و فحصت المحتوى بسرعة، أجابت على الفور .

" هذا صحيح "

" هل تتذكري الأوضاع عندما أستقالوا ؟ لماذا أستقالوا، أو هل كان هناك أي شيء مختلف عن المعتاد …. "

هذه المرة، أستغرقت لولا لحظة للتفكير قبل أن تتحدث .

" كانت جميع أسباب الإستقالات متشابهة، قالوا أن شيئًا ما قد حدث فجأة، و كان عليهم العودة إلى مسقط رأسهم "

" مسقط رأسهم ؟ أليس الجميع من هذه الإقطاعية ؟ "

" جميعهم كانوا من مناطق أخرى "

تذكرت يلينا أن هذه الإقطاعية قد نمت بشكل جيد منذ بضع سنوات فقط .

لم يكن الأمر غريبًا عندما فكرت بالأمر .

" بالنسبة لما كان مختلفًا عن المعتاد … حسنًا، لا أتذكر أي شيء، لكن الأطفال الذين كانوا قريبين من هؤلاء الخادمات ما زالوا في القلعة، لذلك سأناديهم إذا كنت بحاجة إليهم "

" نعم من فضلك "

بعد وقت قصير، قابلت يلينا العديد من الخادمات .

ومن بينهم، تقدمت خادمة بتوتر إلى الأمام و فتحت فمها  " أنا أتذكر، كان هناك شيء غريب "

" ماهو الغريب ؟ "

" بدت مريضة قليلاً … و كانت تشعر بالغثيان، و ظلت تتمتم بهذه الكلمات "

" أي نوع من الكلمات ؟ "

" كانت تقول، لا يمكن أن يحدث هذا …… "

********************

.

الفصل : ٣٠


" لا يمكن أن يحدث هذا ؟ "

" نعم "

أومأت الخادمة برأسها بسرعة، تقدمت الخادمات الأخريات واحدة تلو الأخرى، ذاكرين قصص مشابهة .

" سمعت أيضًا، هذه الكلمات "

" أعتقد أنها كانت تقول في كثير من الأحيان : مستحيل … "

" سمعتها أيضًا، سمعتها تتمتم أن هناك شيئًا ما خاطئ و أنه لايمكن أن يحدث هذا "

ومع ذلك، لم يعرف أحد حقًا السبب وراء كلماتهم، كان هذا هو الشيء الوحيد الغريب الذي تتذكره الخادمات، يلينا التي غرقت في التفكير، أخرجت الخادمات .

" لا يمكن أن يحدث هذا ؟ "

ماذا يعني ذلك ؟

بعد الإستماع إلى شهادات الخادمات، بدا أن جميع الخادمات الذين أستقالوا قالوا ذلك .

فكرت يلينا وهي تحدق بالأرض، فجأة رفعت رأسها و قالت : " آبي "

" نعم سيدتي "

أقتربت منها آبي التي كانت تقف بالقرب .

" هل يمكنك إحضار هذه الأشياء بحلول الغد ؟ أولاً …. "

* * * * * * * * * * * *

أخذت يلينا نفسًا عميقًا لتخفيف التوتر و لمست السوار الذي على معصمها، أخيرًا طرقت باب إقامته .

" دوقة "  قال إنكان بعد أن فتح الباب، ينظر إلى يلينا بدهشة، رفعت يلينا القنينة التي بين ذراعيها .

" لدي مشكلة أود التحاور معك بشأنها، هل لديك بعض الوقت ؟ من المحرج قليلاً التحدث إليك و أنا خالية اليدين "

" …… "

" إنه نبيذ نادر "

تلك لم تكن كذبة .

أعدت يلينا بعناية نبيذ باهظ الثمن بشكل خاص، كان نبيذًا قويًا باهظ الثمن، نظر إنكان بين يلينا و زجاجة النبيذ بين ذراعيها ثم تراجع من عتبة الباب .

" تفضلي "

" سمعت أنك تحب النبيذ، يبدو أن الشائعات صحيحة "

هدأت يلينا ضربات قلبها المتسارعة و خطت عبر عتبة الباب الذي أبتعد عنه إنكان .

أغلق إنكان الباب و أستدار قبل أن يتحدث  " أعتقد أنه مازال الوقت مبكرًا للإستمتاع بمشروب "

" حقًا ؟ لكن من الصعب أن أتحدث عن ذلك بدون نبيذ "

وضعت يلينا زجاجة النبيذ على الطاولة التي على جانب الغرفة و فحصت إضاءة الغرفة .

لم يكن ساطعًا جدًا لأنه كان في بداية المساء، و لكن لم يكن الظلام شديدًا بحيث كان من الصعب الرؤية، لمست يلينا الستائر و سألت  " هل يمكنني إغلاق الستائر ؟ أنا أفضل الشرب في الظلام "

" … بالتأكيد "

جعلت يلينا الغرفة مظلمة قدر الإمكان، و سحبت كرسيًا و جلست عليه .

" يجب أن تجلس أيضًا "

في دعوتها الغير رسمية، تردد إنكان للحظة قبل أن يجلس مقابل يلينا .

" ما نوع المشكلة التي تودين التحدث معي بشأنها ؟ "

" ليست مشكلة كبيرة "  قالت يلينا وهي تفتح القنينة و تسكب النبيذ في الكأس  " لكن إذا وصلت إلى أذني الدوق، فسوف أكون في مشكلة "

عرض إنكان أن يفعل ذلك، لكن يلينا هزت رأسها .

" و لكن كما تعلم، أنت الوحيد في القلعة الآن "

" …… "

" بغض النظر عن ذلك، أعتقدت أيضًا أنك سوف تتكتم على الأمر "

دفعت يلينا الكأس الممتلئ إلى إنكان .

" إذا كنت مخطئة، من فضلك أخبرني الآن "

" …… "

نظر إنكان بصمت إلى كأس النبيذ أمامه، ألتقطه و شربه بجرعة واحدة .

" … حسنًا، ماستقولينه هنا اليوم سيبقى هنا "

" شكرًا لك، أنا سعيدة لأن عيني لم تكن مخطئة "

توضيح : إنها تقول أن حكمها عليه لم يكن خاطئًا .

كم هذا مريح .

أبتسمت يلينا إبتسامة عريضة و دفعت كأسها نحو إنكان .

ألتقط إنكان القنينة و ملأ كأسها .

أخذت يلينا كأسها و تظاهرت بالشرب بينما كانت تصب النبيذ في حجرها، كانت على حجرها منشفة سميكة كانت قد أحضرتها مع النبيذ .

حجبت الإضاءة الخافتة في الغرفة أفعالها بسهولة .

" النبيذ قوي جدًا "

" النبيذ الجيد قوي "

" هل الأمر كذلك ؟ "

على الرغم من أن إنكان لم يشرب سوى كأسًا واحدًا، إلا أنه بدا ثملاً بالفعل .

' هل كان بهذه القوة ؟ '

حركت يلينا كأسها الممتلئ بالنبيذ تحت أنفها و شمته .

' … إنه قوي '

يمكنها معرفة ذلك بمجرد شمه .

' آبي لقد أعطتني شيئًا قويًا حقًا '

طلبت من آبي إحضار شيء قوي، لكن كان من الصعب على يلينا أن تشرب كأسًا كاملاً من هذا النبيذ .

تظاهرت يلينا بالثمالة بشكل طبيعي قدر الإمكان و قامت بنخب مع كأس إنكان .

يبدو أن إنكان، الذي عادةً ما يستمتع بالشرب، يحب النبيذ القوي .

*****************


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان