على الرغم من أن يلينا حاولت أن تكون متحيزة، لكن لم تكن هناك طريقة للنظر إليه بشكل مختلف .
' يا إلهي '
كانت تأمل أن يكون مجرمًا، لكنها توصلت إلى أنها كانت مخطئة .
' قبل كل شيء، سأذهب إلى غرفتي و أنتظر آبي … '
في تلك اللحظة، بينما كانت يلينا غارقة بالتفكير، حلقت نحلة أمامها .
' اللعنه إنها نحلة ! '
كانت يلينا مندهشة و تراجعت خطوة إلى الخلف، لكنها تعثرت هذه المرة إلى الخلف .
أمسك إنكان ظهر يلينا بسرعة لأنها كانت على وشك السقوط .
" هل أنت بخير ؟ "
" … أوه نعم، أنا بخير، شكرًا لك "
" أنت غالبًا ما تتعثرين "
ساعد إنكان يلينا على النهوض وهو يضحك على مزحته، لكن يلينا لم تستطع أن تضحك أو تجيب عليه .
كان عقلها مشتتًا بسبب القشعريرة التي على ظهرها حيث لمسها إنكان .
* * * * * * * * * * * *
قبل أن تعود يلينا إلى غرفتها، قابلت البستاني جاردنر، أعطته تعليمات للتعامل مع جميع النحل في الحديقة .
ثم في المساء، طرقت آبي بابها .
" سيدتي، آبي هنا "
" إدخلي "
آبي التي دخلت غرفة النوم، أقتربت بحذر من يلينا .
" كما طلبت، لقد بحثت بالأمر …. "
" ماذا وجدت ؟ "
" لاشيء، لم أجد أي شيء مريب "
" … حسنًا "
" لكن … "
رفعت يلينا رأسها المنحني و حدقت بآبي " لكن ؟ "
" لا أعلم ما إذا كان للأمر أي علاقة بالسيد ماريزون " ترددت آبي قبل أن تتابع " بعد أن بدأ السيد ماريزون بزيارة القلعة، كانت هناك خادمة واحدة أستقالت في غضون شهرين "
" أستقالت ؟ "
" نعم "
" … متى بدأ إنكان ماريزون التوصيل للقلعة ؟ "
" منذ ثلاث سنوات "
" هل أستقالت أي خادمة أخرى منذ ذلك الحين ؟ "
" إذا نظرتي إلى السجلات، نعم "
سلمت آبي السجلات إلى يلينا .
سُجلت في الأوراق جميع التواريخ الذي أتى فيها إنكان إلى قلعة الدوق لتزويدها بالأعشاب، و أيضًا عندما توقفت الخادمات عن العمل .
لقد قالت انها في غضون شهرين، لكن إحدى الخادمات أستقالت بعد ستة أسابيع، بينما أستقالت خادمة أخرى بعد أن أكملت شهرين .
بالإضافة إلى ذلك، زار إنكان القلعة مرتين أو ثلاث مرات فقط في السنة .
هذا غريب .
' نظرًا لوجود العديد من الخادمات العاملات، فليس من غير المعتاد أن يستقيل عدد قليل من الخادمات خلال عام …. '
ومع ذلك، لم تستطع يلينا أن تدع الأمر يذهب .
في كل مرة تعبر فيها الحديقة، تبدأ القشعريرة التي شعرت بها في ذلك اليوم بالظهور و كأنها تتشبث بظهرها بشكل مزعج .
ألتقطت يلينا السجلات، و بعد الكثير من التفكير، تحدثت أخيرًا .
" من فضلك نادي رئيسة الخدم، لولا "
* * * * * * * * * * * * * *
" سيدتي، سمعت أنك ناديتني "
" أجل "
جلست يلينا على الأريكة المقابلة للولا .
" هؤلاء الخادمات، هل أستقالوا بعد العمل هنا ؟ "
بناءً على السجلات التي قدمتها آبي، قامت بنسخ أسماء الخادمات على ورقة منفصلة، و سلمت الورقة إلى لولا .
بعد أن ألتقطت لولا الورقة و فحصت المحتوى بسرعة، أجابت على الفور .
" هذا صحيح "
" هل تتذكري الأوضاع عندما أستقالوا ؟ لماذا أستقالوا، أو هل كان هناك أي شيء مختلف عن المعتاد …. "
هذه المرة، أستغرقت لولا لحظة للتفكير قبل أن تتحدث .
" كانت جميع أسباب الإستقالات متشابهة، قالوا أن شيئًا ما قد حدث فجأة، و كان عليهم العودة إلى مسقط رأسهم "
" مسقط رأسهم ؟ أليس الجميع من هذه الإقطاعية ؟ "
" جميعهم كانوا من مناطق أخرى "
تذكرت يلينا أن هذه الإقطاعية قد نمت بشكل جيد منذ بضع سنوات فقط .
لم يكن الأمر غريبًا عندما فكرت بالأمر .
" بالنسبة لما كان مختلفًا عن المعتاد … حسنًا، لا أتذكر أي شيء، لكن الأطفال الذين كانوا قريبين من هؤلاء الخادمات ما زالوا في القلعة، لذلك سأناديهم إذا كنت بحاجة إليهم "
ومن بينهم، تقدمت خادمة بتوتر إلى الأمام و فتحت فمها " أنا أتذكر، كان هناك شيء غريب "
" ماهو الغريب ؟ "
" بدت مريضة قليلاً … و كانت تشعر بالغثيان، و ظلت تتمتم بهذه الكلمات "
" أي نوع من الكلمات ؟ "
" كانت تقول، لا يمكن أن يحدث هذا …… "
********************
.
الفصل : ٣٠
" نعم "
أومأت الخادمة برأسها بسرعة، تقدمت الخادمات الأخريات واحدة تلو الأخرى، ذاكرين قصص مشابهة .
" سمعت أيضًا، هذه الكلمات "
" أعتقد أنها كانت تقول في كثير من الأحيان : مستحيل … "
" سمعتها أيضًا، سمعتها تتمتم أن هناك شيئًا ما خاطئ و أنه لايمكن أن يحدث هذا "
ومع ذلك، لم يعرف أحد حقًا السبب وراء كلماتهم، كان هذا هو الشيء الوحيد الغريب الذي تتذكره الخادمات، يلينا التي غرقت في التفكير، أخرجت الخادمات .
" لا يمكن أن يحدث هذا ؟ "
ماذا يعني ذلك ؟
بعد الإستماع إلى شهادات الخادمات، بدا أن جميع الخادمات الذين أستقالوا قالوا ذلك .
فكرت يلينا وهي تحدق بالأرض، فجأة رفعت رأسها و قالت : " آبي "
" نعم سيدتي "
أقتربت منها آبي التي كانت تقف بالقرب .
" هل يمكنك إحضار هذه الأشياء بحلول الغد ؟ أولاً …. "
* * * * * * * * * * * *
أخذت يلينا نفسًا عميقًا لتخفيف التوتر و لمست السوار الذي على معصمها، أخيرًا طرقت باب إقامته .
" دوقة " قال إنكان بعد أن فتح الباب، ينظر إلى يلينا بدهشة، رفعت يلينا القنينة التي بين ذراعيها .
" لدي مشكلة أود التحاور معك بشأنها، هل لديك بعض الوقت ؟ من المحرج قليلاً التحدث إليك و أنا خالية اليدين "
" …… "
" إنه نبيذ نادر "
تلك لم تكن كذبة .
أعدت يلينا بعناية نبيذ باهظ الثمن بشكل خاص، كان نبيذًا قويًا باهظ الثمن، نظر إنكان بين يلينا و زجاجة النبيذ بين ذراعيها ثم تراجع من عتبة الباب .
" تفضلي "
" سمعت أنك تحب النبيذ، يبدو أن الشائعات صحيحة "
هدأت يلينا ضربات قلبها المتسارعة و خطت عبر عتبة الباب الذي أبتعد عنه إنكان .
أغلق إنكان الباب و أستدار قبل أن يتحدث " أعتقد أنه مازال الوقت مبكرًا للإستمتاع بمشروب "
" حقًا ؟ لكن من الصعب أن أتحدث عن ذلك بدون نبيذ "
وضعت يلينا زجاجة النبيذ على الطاولة التي على جانب الغرفة و فحصت إضاءة الغرفة .
لم يكن ساطعًا جدًا لأنه كان في بداية المساء، و لكن لم يكن الظلام شديدًا بحيث كان من الصعب الرؤية، لمست يلينا الستائر و سألت " هل يمكنني إغلاق الستائر ؟ أنا أفضل الشرب في الظلام "
" … بالتأكيد "
جعلت يلينا الغرفة مظلمة قدر الإمكان، و سحبت كرسيًا و جلست عليه .
" يجب أن تجلس أيضًا "
في دعوتها الغير رسمية، تردد إنكان للحظة قبل أن يجلس مقابل يلينا .
" ما نوع المشكلة التي تودين التحدث معي بشأنها ؟ "
" ليست مشكلة كبيرة " قالت يلينا وهي تفتح القنينة و تسكب النبيذ في الكأس " لكن إذا وصلت إلى أذني الدوق، فسوف أكون في مشكلة "
عرض إنكان أن يفعل ذلك، لكن يلينا هزت رأسها .
" و لكن كما تعلم، أنت الوحيد في القلعة الآن "
" …… "
" بغض النظر عن ذلك، أعتقدت أيضًا أنك سوف تتكتم على الأمر "
دفعت يلينا الكأس الممتلئ إلى إنكان .
" إذا كنت مخطئة، من فضلك أخبرني الآن "
" …… "
نظر إنكان بصمت إلى كأس النبيذ أمامه، ألتقطه و شربه بجرعة واحدة .
" … حسنًا، ماستقولينه هنا اليوم سيبقى هنا "
" شكرًا لك، أنا سعيدة لأن عيني لم تكن مخطئة "
توضيح : إنها تقول أن حكمها عليه لم يكن خاطئًا .
كم هذا مريح .
أبتسمت يلينا إبتسامة عريضة و دفعت كأسها نحو إنكان .
ألتقط إنكان القنينة و ملأ كأسها .
أخذت يلينا كأسها و تظاهرت بالشرب بينما كانت تصب النبيذ في حجرها، كانت على حجرها منشفة سميكة كانت قد أحضرتها مع النبيذ .
حجبت الإضاءة الخافتة في الغرفة أفعالها بسهولة .
" النبيذ قوي جدًا "
" النبيذ الجيد قوي "
" هل الأمر كذلك ؟ "
على الرغم من أن إنكان لم يشرب سوى كأسًا واحدًا، إلا أنه بدا ثملاً بالفعل .
' هل كان بهذه القوة ؟ '
حركت يلينا كأسها الممتلئ بالنبيذ تحت أنفها و شمته .
' … إنه قوي '
يمكنها معرفة ذلك بمجرد شمه .
' آبي لقد أعطتني شيئًا قويًا حقًا '
طلبت من آبي إحضار شيء قوي، لكن كان من الصعب على يلينا أن تشرب كأسًا كاملاً من هذا النبيذ .
تظاهرت يلينا بالثمالة بشكل طبيعي قدر الإمكان و قامت بنخب مع كأس إنكان .
يبدو أن إنكان، الذي عادةً ما يستمتع بالشرب، يحب النبيذ القوي .
*****************