" آه … لقد فهمت "
" يجب أن تمضي قدمًا و تتناول طعامك، سأذهب الآن "
ثم استدارت يلينا و غادرت الرواق بسرعة .
خفق قلب يلينا وهي تسرع في خطواتها .
' لا يمكن أن يكون، صحيح ؟ '
كيف يكون مجرمًا ؟ مستحيل .
كان من النادر جدًا مقابلة المجرمين، إضافة إلى ذلك، فإن المجرم الذي يمكن أن يخدع الآخرين بسمعة طيبة كان نادرًا .
توقفت يلينا مرة أخرى .
و أستدارت و حدقت في المكان الذي كان يقف فيه إنكان في وقت سابق .
فشعرت بعدم الإرتياح .
" هل أنتِ قلقة حول شيء ما ؟ " سأل الدوق مايهارد عندما رأى يلينا لم تلمس طعامها .
توقفت يلينا عن غرس شوكتها بقطعة اللحم .
ترددت لبعض الوقت قبل أن تتحدث بتردد " لن أخبرك حتى لو كنتُ كذلك "
" …… "
' هل كنت طفولية جدًا ؟ '
حسنًا، لايهم .
هذا لم يكن شيئًا مقارنة بما يخفيه عنها .
' و كان سيقول أنه ليس هناك ما يدعو للقلق '
كانت المشكلة التي يلينا مهتمة بها الآن بسيطة .
هل إنكان ماريزون مجرمًا أم لا ؟
بصراحة، حتى لو كان مجرمًا، فلا يهم مادام أنه لن يفعل لها شيئًا .
' نعم، أنا لست محققة حتى …. '
نظرًا لعدم وجود دليل لديها و كان لديها شعور سيء تجاهه، كان من الأفضل الإبتعاد عنه .
على أي حال، لن يكون هناك الكثير من الصدف لمقابلة إنكان لأن القلعة كانت ضخمة .
طالما لن تذهب يلينا للبحث عنه، سيكون من الصعب رؤيته .
' بالرغم من أنه قد يكون هناك فرص ليتقابلوا بالصدفة مع بعضهم البعض مثل ماحدث في وقت سابق '
و عندما يحدث ذلك، سيكون عليها فقط أن تأتي بعذر و تغادر .
بالإضافة إلى أن إنكان لن يبقى في القلعة لفترة طويلة .
منذ أنه هنا لتوصيل الأدوية، فسيغادر بعد بضعة أيام .
' مهلاً '
توقفت يلينا للحظة .
' أدوية ؟ '
سرعان ما أتسعت عيناها .
' صحيح، الدواء ! إنكان هنا في القلعة لأنه مسؤول عن تسليمها، أليس كذلك ؟ '
في هذه الحالة ماذا سيحدث لو كان شخص سيء ؟
ماذا لو فعل شيئًا بالدواء الذي سلمه إلى القلعة و لديه نوايا خفية .…
' لست متأكدة، لكن الضرر الذي سيحدث لن يكون صغيرًا '
و لكن ماذا لو كشفت يلينا أن إنكان كان رجلاً سيئًا قبل أن يتسبب في أي ضرر ؟
ألا يعني ذلك أنه لن يتمكن من الإقتراب من القلعة مرة أخرى ؟
إذا نجحت يلينا في تحقيق ذلك، فستمنع وقوع مشكلة كبيرة في المستقبل .
ماذا يعني هذا ؟
هذا يعني أن الدوق مايهارد سيكون مدينًا لها .
' مدينًا لي ! '
إذا كان مدينًا لها فعليه أن يرد لها الدين .
وقد قررت يلينا بالفعل ما الذي سيدفعه لها الدوق .
تغيرت خطط يلينا فجأة .
لقد تحول قرارها السابق بشأن تجنب إنكان في الإتجاه المعاكس .
' أنا أعتمد عليك إنكان '
قبضت يلينا على شوكتها فجأة .
' من فضلك كن المجرم ! '
أشتعلت عيون يلينا الوردية بشغف عندما أتى الأمل و التحفيز .
بعد العشاء، عادت يلينا إلى غرفتها و نادت آبي .
" ساعديني بالتحقيق حول إنكان ماريزون "
" السيد ماريزون ؟ "
" نعم، شائعاته و علاقاته و ما كان يفعله أثناء إقامته في القلعة … إذا أكتشفت أي شيء مريب بشأنه، فأخبريني على الفور "
على الرغم من أن آبي كانت تجهل السبب وراء تعليمات يلينا، إلا أنها أجابت كخادمة مهذبة و غادرت الغرفة .
* * * * * * * * * * * * * *
في اليوم التالي، رتبت يلينا غدائها مع إنكان .
بالطبع، كان عليها أن تراقبه عن كثب .
تصرف إنكان و تحدث بلا مبالاة أمام يلينا .
" إن هذا لشرف كبير لي، يا دوقة "
" هذا لاشيء، وظيفتي هي إستقبال الضيوف و ترتيب وجبات معهم، على أي حال "
" أنا لست ضيفًا بهذا المستوى …. "
" سأكون الشخص الذي يقرر ذلك، بالإضافة إلى أنك قد قمت بمساعدتي في الحديقة، أليس كذلك ؟ "
' صحيح ذلك الحادث خلق هذه الفرصة '
" فكر في هذا على أنه إمتناني لك "
" حسنًا، شكرًا لك دوقة "
قدمت الخادمات الماء .
طرح إنكان سؤالاً بحذر وهو يشاهد الزجاج الفارغ يُملأ .
" صحيح، صاحب السعادة …... "
" الدوق مشغول، لذلك لن ينضم إلينا لتناول طعام الغداء " أجابت يلينا بحزم و هدوء على سؤال إنكان .
و أبتسمت لنفسها .
************************
الفصل : ٢٨
أستبعدت يلينا الدوق مايهارد عمدًا من الوجبة .
إذا كان زوجها حاضرًا، سيتشتت إنتباهها، و سيكون من الصعب مراقبة إنكان بشكل صحيح .
أبقت يلينا عينيها على إنكان بينما كانت تحاول جعل نظراتها حذرة و خاطفة قدر الإمكان .
" لماذا أنت مستاء ؟ هل لأن الدوق ليس هنا ؟ "
" ماذا ؟ لا ، لا، كيف يمكنني .… "
هز إنكان رأسه بسرعة، و فرك مؤخرة عنقه و كأنه يشعر بالخجل من ردة فعله الجادة على نكتتها .
فعل جعله يبدو و كأنه شاب بريء .
فكرت يلينا وهي تنظر إلى إنكان بريبة ' لا يجب أن أُخدع ' قد تكون حركاته مدروسة بدقة .
يلينا التي كانت تأمل في أن يكون إنكان رجلاً سيئًا، مستعدة لتفسير كل تصرفاته بطريقة متحيزة .
مضت وجبتهم بهدوء .
ثم كان هناك حادث صغير وسط كل هذا .
قعقعة !
" آه ! "
" أوه، أنا آسف، هل تأذيتي ؟ "
" آه ، كلا ، هذا خطئي … "
أصطدمت خادمة تحمل طعامًا بطريق الخطأ بذراع إنكان و أسقطت طبقًا على الأرض .
كان هناك ضوضاء عالية و الأرض أصبحت متسخة الآن .
تحدث إنكان بلطف إلى الخادمة التي كانت مضطربة كما لو كانت طفلة .
" كلا، كان ينبغي أن أكون أكثر حذرًا، هذا خطئي "
أحمرت الخادمة بخجل وهي تنظف الأرضية المتسخة و تراجعت للخلف .
عندما نظرت يلينا إلى وجه الخادمة المحمر، لاحظت فجأة حقيقة جديدة حول مظهر إنكان .
' كان يتمتع بلياقة بدنية جيدة '
كان إنكان وسيمًا إلى حدٍ ما .
لم يكن رجلاً وسيمًا و جذابًا يلفت إنتباه الناس أينما ذهب، لكن مظهره لن يجلب له سمعة سيئة أبدًا .
' وهذا أكثر إثارة للريبة '
كلما كان المجرم أكثر شرًا، زاد إحتمال ظهورهم بشكل جيد .
مع المظهر الإيجابي، يمكن أن يرتكبوا جريمة بسهولة أكبر من الآخرين لأن الضحية يمكن أن تصبح مهملة و تفضلهم .
أستقرت يلينا بطريقة ما على هذا الإستنتاج المعقول .
" أشعر بهذا في كل مرة أتي فيها إلى هنا، الشيف ممتاز حقًا "
" حقًا ؟ "
" أنا أشعر بالغيرة من قدرة سعادتكم على إختيار مثل هذا الشيف الماهر "
" حسنًا … الدوق لديه عين فطنة "
" هذا صحيح "
على الرغم من أنها لم تكن الشخص الذي تم الإشادة به، إلا أنها شعرت بالفخر .
أستمر الحديث بينما كانت الخادمات يحضرن الحلوى .
فكرت يلينا .
كانت قد راقبت إنكان طوال الغداء لكنها لم تجد أي شيء مريب بشأنه .
قدم إنكان إقتراحًا إلى يلينا، التي غرقت بالتفكير .
" ما رأيك أن نأخذ نزهة قصيرة بعد الوجبة ؟ "
" حسنًا "
بعد إنتهائهم من الغداء، ذهب إنكان و يلينا إلى الحديقة .
بمجرد وصولهم إلى الحديقة، بدأت يلينا بمحادثة .
" إنكان، قلت أنك تزور القلعة لتوصيل الأعشاب الطبية "
" نعم سيدتي "
" أليس مرهق السفر لمسافة طويلة ؟ "
" لا بأس، أنا أفعل ذلك لأنني أريد ذلك "
' أنا أفعل ذلك لأنني أريد ذلك … ؟ '
ترددت شائعات عن تنازله عن حقه بالخلافة لأخته لأنه لم يكن لديه طموح و ليس بسبب أدائه، تحدثت يلينا مرة أخرى .
" سيكون الأمر أسهل بكثير إذا طلبت من أحد التابعين ذلك "
" و لكن بعد ذلك سأفقد أحد أشيائي المفضلة "
" هل تقول أنك تستمتع بتوصيل الأعشاب الطبية ؟ "
" نعم "
" إذا كنت لا تمانع، هل يمكنني أن أسألك ما الذي يعجبك في ذلك ؟ "
توقف إنكان للحظة قبل أن يفتح فمه " الجميع يحتاج إلى أعشاب طبية "
" …… "
" الرجال و النساء و الأطفال الصغار و كبار السن … بغض النظر عن العمر أو الجنس، يمكن أن تشفي أمراض الناس و تخفف آلامهم، وفي بعض الحالات، يمكن لهذه الأعشاب أن تنقذ الأرواح أيضًا "
رفرفت فراشة حول الحديقة .
أتبعت عيون إنكان حركة الفراشة .
" أحب ذلك، عندما أفكر في تقديم شيء مهم للناس، أشعر بالواجب في عملي "
" …… "
" أليس هذا غريبًا ؟ في الواقع، إنها مهمة يمكن لأي شخص القيام بها، لا يجب أن يكون أنا "
" كلا "
عند سماع ردها الحازم، ألتفت إنكان إلى يلينا .
" هذا ليس غريبًا على الإطلاق "
" …… "
" أنا سعيدة لأجلك، أنت تفعل شيئًا جديرًا بالإهتمام "
" …. أشكرك لقولك هذا "
********************