الفصل 27 و 28 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


" لا ، بالتفكير بالأمر، ليس لدي شهية "

" آه … لقد فهمت "

" يجب أن تمضي قدمًا و تتناول طعامك، سأذهب الآن "

ثم استدارت يلينا و غادرت الرواق بسرعة .

خفق قلب يلينا وهي تسرع في خطواتها .

' لا يمكن أن يكون، صحيح ؟ '

كيف يكون مجرمًا ؟ مستحيل .

كان من النادر جدًا مقابلة المجرمين، إضافة إلى ذلك، فإن المجرم الذي يمكن أن يخدع الآخرين بسمعة طيبة كان نادرًا .

توقفت يلينا مرة أخرى .

و أستدارت و حدقت في المكان الذي كان يقف فيه إنكان في وقت سابق .

فشعرت بعدم الإرتياح .

* * * * * * * * * * * * * * * *

" هل أنتِ قلقة حول شيء ما ؟ "  سأل الدوق مايهارد عندما رأى يلينا لم تلمس طعامها .

توقفت يلينا عن غرس شوكتها بقطعة اللحم .

ترددت لبعض الوقت قبل أن تتحدث بتردد  " لن أخبرك حتى لو كنتُ كذلك "

" …… "

' هل كنت طفولية جدًا ؟ '

حسنًا، لايهم .

هذا لم يكن شيئًا مقارنة بما يخفيه عنها .

' و كان سيقول أنه ليس هناك ما يدعو للقلق '

كانت المشكلة التي يلينا مهتمة بها الآن بسيطة .

هل إنكان ماريزون مجرمًا أم لا ؟

بصراحة، حتى لو كان مجرمًا، فلا يهم مادام أنه لن يفعل لها شيئًا .

' نعم، أنا لست محققة حتى …. '

نظرًا لعدم وجود دليل لديها و كان لديها شعور سيء تجاهه، كان من الأفضل الإبتعاد عنه .

على أي حال، لن يكون هناك الكثير من الصدف لمقابلة إنكان لأن القلعة كانت ضخمة .

طالما لن تذهب يلينا للبحث عنه، سيكون من الصعب رؤيته .

' بالرغم من أنه قد يكون هناك فرص ليتقابلوا بالصدفة مع بعضهم البعض مثل ماحدث في وقت سابق '

و عندما يحدث ذلك، سيكون عليها فقط أن تأتي بعذر و تغادر .

بالإضافة إلى أن إنكان لن يبقى في القلعة لفترة طويلة .

منذ أنه هنا لتوصيل الأدوية، فسيغادر بعد بضعة أيام .

' مهلاً '

توقفت يلينا للحظة .

' أدوية ؟ '

سرعان ما أتسعت عيناها .

' صحيح، الدواء ! إنكان هنا في القلعة لأنه مسؤول عن تسليمها، أليس كذلك ؟ '

في هذه الحالة ماذا سيحدث لو كان شخص سيء ؟

ماذا لو فعل شيئًا بالدواء الذي سلمه إلى القلعة و لديه نوايا خفية .…

' لست متأكدة، لكن الضرر الذي سيحدث لن يكون صغيرًا '

و لكن ماذا لو كشفت يلينا أن إنكان كان رجلاً سيئًا قبل أن يتسبب في أي ضرر ؟

ألا يعني ذلك أنه لن يتمكن من الإقتراب من القلعة مرة أخرى ؟

إذا نجحت يلينا في تحقيق ذلك، فستمنع وقوع مشكلة كبيرة في المستقبل .

ماذا يعني هذا ؟

هذا يعني أن الدوق مايهارد سيكون مدينًا لها .

' مدينًا لي ! '

إذا كان مدينًا لها فعليه أن يرد لها الدين .

وقد قررت يلينا بالفعل ما الذي سيدفعه لها الدوق .

تغيرت خطط يلينا فجأة .

لقد تحول قرارها السابق بشأن تجنب إنكان في الإتجاه المعاكس .

' أنا أعتمد عليك إنكان '

قبضت يلينا على شوكتها فجأة .

' من فضلك كن المجرم ! '

أشتعلت عيون يلينا الوردية بشغف عندما أتى الأمل و التحفيز .

بعد العشاء، عادت يلينا إلى غرفتها و نادت آبي .

" ساعديني بالتحقيق حول إنكان ماريزون "

" السيد ماريزون ؟ "

" نعم، شائعاته و علاقاته و ما كان يفعله أثناء إقامته في القلعة … إذا أكتشفت أي شيء مريب بشأنه، فأخبريني على الفور "

على الرغم من أن آبي كانت تجهل السبب وراء تعليمات يلينا، إلا أنها أجابت كخادمة مهذبة و غادرت الغرفة .

* * * * * * * * * * * * * *

في اليوم التالي، رتبت يلينا غدائها مع إنكان .

بالطبع، كان عليها أن تراقبه عن كثب .

تصرف إنكان و تحدث بلا مبالاة أمام يلينا .

" إن هذا لشرف كبير لي، يا دوقة "

" هذا لاشيء، وظيفتي هي إستقبال الضيوف و ترتيب وجبات معهم، على أي حال "

" أنا لست ضيفًا بهذا المستوى …. "

" سأكون الشخص الذي يقرر ذلك، بالإضافة إلى أنك قد قمت بمساعدتي في الحديقة، أليس كذلك ؟ "

' صحيح ذلك الحادث خلق هذه الفرصة '

" فكر في هذا على أنه إمتناني لك "

" حسنًا، شكرًا لك دوقة "

قدمت الخادمات الماء .

طرح إنكان سؤالاً بحذر وهو يشاهد الزجاج الفارغ يُملأ .

" صحيح، صاحب السعادة …... "

" الدوق مشغول، لذلك لن ينضم إلينا لتناول طعام الغداء "  أجابت يلينا بحزم و هدوء على سؤال إنكان .

و أبتسمت لنفسها .

************************


الفصل : ٢٨


أستبعدت يلينا الدوق مايهارد عمدًا من الوجبة .

إذا كان زوجها حاضرًا، سيتشتت إنتباهها، و سيكون من الصعب مراقبة إنكان بشكل صحيح .

أبقت يلينا عينيها على إنكان بينما كانت تحاول جعل نظراتها حذرة و خاطفة قدر الإمكان .

" لماذا أنت مستاء ؟ هل لأن الدوق ليس هنا ؟ "

" ماذا ؟ لا ، لا، كيف يمكنني .… "

هز إنكان رأسه بسرعة، و فرك مؤخرة عنقه و كأنه يشعر بالخجل من ردة فعله الجادة على نكتتها .

فعل جعله يبدو و كأنه شاب بريء .

فكرت يلينا وهي تنظر إلى إنكان بريبة  ' لا يجب أن أُخدع '  قد تكون حركاته مدروسة بدقة .

يلينا التي كانت تأمل في أن يكون إنكان رجلاً سيئًا، مستعدة لتفسير كل تصرفاته بطريقة متحيزة .

مضت وجبتهم بهدوء .

ثم كان هناك حادث صغير وسط كل هذا .

قعقعة !

" آه ! "

" أوه، أنا آسف، هل تأذيتي ؟ "

" آه ، كلا ، هذا خطئي … "

أصطدمت خادمة تحمل طعامًا بطريق الخطأ بذراع إنكان و أسقطت طبقًا على الأرض .

كان هناك ضوضاء عالية و الأرض أصبحت متسخة الآن .

تحدث إنكان بلطف إلى الخادمة التي كانت مضطربة كما لو كانت طفلة .

" كلا، كان ينبغي أن أكون أكثر حذرًا، هذا خطئي "

أحمرت الخادمة بخجل وهي تنظف الأرضية المتسخة و تراجعت للخلف .

عندما نظرت يلينا إلى وجه الخادمة المحمر، لاحظت فجأة حقيقة جديدة حول مظهر إنكان .

' كان يتمتع بلياقة بدنية جيدة '

كان إنكان وسيمًا إلى حدٍ ما .

لم يكن رجلاً وسيمًا و جذابًا يلفت إنتباه الناس أينما ذهب، لكن مظهره لن يجلب له سمعة سيئة أبدًا .

' وهذا أكثر إثارة للريبة '

كلما كان المجرم أكثر شرًا، زاد إحتمال ظهورهم بشكل جيد .

مع المظهر الإيجابي، يمكن أن يرتكبوا جريمة بسهولة أكبر من الآخرين لأن الضحية يمكن أن تصبح مهملة و تفضلهم .

أستقرت يلينا بطريقة ما على هذا الإستنتاج المعقول .

" أشعر بهذا في كل مرة أتي فيها إلى هنا، الشيف ممتاز حقًا "

" حقًا ؟ "

" أنا أشعر بالغيرة من قدرة سعادتكم على إختيار مثل هذا الشيف الماهر "

" حسنًا … الدوق لديه عين فطنة "

" هذا صحيح "

على الرغم من أنها لم تكن الشخص الذي تم الإشادة به، إلا أنها شعرت بالفخر .

أستمر الحديث بينما كانت الخادمات يحضرن الحلوى .

فكرت يلينا .

كانت قد راقبت إنكان طوال الغداء لكنها لم تجد أي شيء مريب بشأنه .

قدم إنكان إقتراحًا إلى يلينا، التي غرقت بالتفكير .

" ما رأيك أن نأخذ نزهة قصيرة بعد الوجبة ؟ "

" حسنًا "

بعد إنتهائهم من الغداء، ذهب إنكان و يلينا إلى الحديقة .

بمجرد وصولهم إلى الحديقة، بدأت يلينا بمحادثة .

" إنكان، قلت أنك تزور القلعة لتوصيل الأعشاب الطبية "

" نعم سيدتي "

" أليس مرهق السفر لمسافة طويلة ؟ "

" لا بأس، أنا أفعل ذلك لأنني أريد ذلك "

' أنا أفعل ذلك لأنني أريد ذلك … ؟ '

ترددت شائعات عن تنازله عن حقه بالخلافة لأخته لأنه لم يكن لديه طموح و ليس بسبب أدائه، تحدثت يلينا مرة أخرى .

" سيكون الأمر أسهل بكثير إذا طلبت من أحد التابعين ذلك "

" و لكن بعد ذلك سأفقد أحد أشيائي المفضلة "

" هل تقول أنك تستمتع بتوصيل الأعشاب الطبية ؟ "

" نعم "

" إذا كنت لا تمانع، هل يمكنني أن أسألك ما الذي يعجبك في ذلك ؟ "

توقف إنكان للحظة قبل أن يفتح فمه  " الجميع يحتاج إلى أعشاب طبية "

" …… "

" الرجال و النساء و الأطفال الصغار و كبار السن … بغض النظر عن العمر أو الجنس، يمكن أن تشفي أمراض الناس و تخفف آلامهم، وفي بعض الحالات، يمكن لهذه الأعشاب أن تنقذ الأرواح أيضًا "

رفرفت فراشة حول الحديقة .

أتبعت عيون إنكان حركة الفراشة .

" أحب ذلك، عندما أفكر في تقديم شيء مهم للناس، أشعر بالواجب في عملي "

" …… "

" أليس هذا غريبًا ؟ في الواقع، إنها مهمة يمكن لأي شخص القيام بها، لا يجب أن يكون أنا "

" كلا "

عند سماع ردها الحازم، ألتفت إنكان إلى يلينا .

" هذا ليس غريبًا على الإطلاق "

" …… "

" أنا سعيدة لأجلك، أنت تفعل شيئًا جديرًا بالإهتمام "

" …. أشكرك لقولك هذا "

********************


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان