" بالتأكيد "
" إذن سأدخل "
دخلت يلينا بسرعة إلى المكتب .
عندما أقتربت من الدوق مايهارد، ألتقطت كرسي بسهولة و جلست عليه .
" ما الأمر ؟ "
" أمم … " ترددت يلينا لفترة من الوقت قبل أن تتحدث " هل تستطيع أن تعطيني يدك ؟ "
" … يدي ؟ "
" نعم ، تلك اليد "
أشارت يلينا إلى يده الأخرى التي لم تكن تحمل أي وثائق .
لم يستطع الدوق مايهارد تخمين نواياها لكنه مد يده إليها كما طلبت .
أمسكت يلينا بيده، تمامًا مثل ما فعلت مع آبي .
' لا أشعر بأي شيء '
لكن بشكل أدق، شعرت بشيء ما .
كانت يد الدوق مايهارد مثيرة للإهتمام بعض الشيء .
كان جلده الذي على ظهر يده ناعمًا جدًا، و لكن كفه كان خشنًا جدًا .
' آه ، إنه يستخدم السيف '
تذكرت يلينا أن زوجها قاد مجموعة من الفرسان، و قاتل الوحوش في الجبال حتى قبل أن يبلغ سن الرشد .
بالإضافة إلى ذلك، عاد الدوق مايهارد من قتال الوحوش عندما أساءت يلينا فهمه بأنه تجاهلها قبل شهر .
كم هو رائع .
' لم أره يمسك سيفًا بعد … '
لم يكن لدى يلينا شك في أنه سيبدو رائعًا لأن زوجها كان لديه جسد المبارز المثالي .
كانت أكتافه عريضة و أطرافه طويلة و عضلاته مشدودة ….
" زوجتي "
" شهيق "
عادت يلينا إلى الواقع .
" مـ ماذا ؟ "
" هل هناك شيء خاطئ في يدي ؟ "
ثم أدركت يلينا أنها كانت تقوم بتدليك يده بينما كانت منغمسة في خيالها .
" …… "
بتفاجؤ تركت يلينا يده و نظرت حول المكتب بإحراج قبل الرد :
" … إنه مثير للإهتمام "
" …… "
" آه ، أممم، يدك أكبر و أسمك من يدي، لذلك فكرت، لما لا ألمسها … أشعر بالإهتمام ؟ "
بطريقة ما، تحولت جملتها إلى سؤال .
نظرت يلينا حولها بإحراج مرة أخرى قبل أن تمسك بيد الدوق مايهارد مرة أخرى .
ثم وضعت كفها على يده .
" إنظر، الفرق كبير جدًا، يدك كبيرة إلى هذا الحد، و يدي صغيرة إلى هذا الحد "
فوجئت يلينا بأنها كانت قادرة على الإستمرار .
' إنها حقيقة '
كانت يده كبيرة نسبيًا .
لم تكن هناك الكثير من المواقف حيث بدت يدها صغيرة إلى هذا الحد .
جسدها فقط الذي كان صغيرًا، لكن يديها و قدميها لم تكن صغيرة .
" فهمت "
تركت يلينا يده عندما أعطى الدوق مايهارد إجابة بسيطة .
هل كان هذا مجرد وهم ؟
عندما ألتقت كفيهم معًا شعرت بالدغدغة .
" صحيح، لدي معروف أطلبه، الأمر ليس صعبًا للغاية "
" حسنًا "
" هل يمكنك أن تمسك بي هنا ؟ "
مدت يلينا ذراعها .
تردد الدوق مايهارد " عذرًا ؟ "
" ليس لدي نوايا غريبة، لن أفعل مثل هذا الشيء هنا في هذا الوقت من اليوم "
ثم واصلت يلينا بسرعة للدفاع عن نفسها :
" لدي أسبابي، سأخبرك لاحقًا "
" …… "
" أسرع " فجأة أصبحت يلينا مستاءة لأنها قالت ذلك .
لم ستكلف نفسها عناء إخباره بالأسباب، بعد كل شيء لماذا تحتاج إلى شرح كل التفاصيل الصغيرة له ؟
" كلا، لا يمكنني إخبارك بالسبب، هووفف، على أي حال فقط أمسك ذراعي "
سرعان ما تحول هذا الطلب المهذب إلى أمر .
أخرجت يلينا بطاقتها الرابحة عندما لاحظت أن الدوق مايهارد ليس لديه نية للتحرك .
" مازلت تتذكر، أليس كذلك ؟ ستفعل ما أريد ــ "
" حسنًا "
عندها فقط أمسك الدوق مايهارد بذراع يلينا .
كان من الأدق القول أنه لمسها فقط بدلاً من ذلك .
كانت يلينا تحدق في يد الدوق مايهارد، التي كانت تمسك بذراعها .
يده الكبيرة يمكنها بسهولة أن تمسك ذراعها الهزيلة بالكامل .
تساءلت يلينا فجأة عما سيكون عليه الحال إذا أمسكت بذراعه بدلاً من ذلك .
' في النهاية شيء مثل هذا سيكون مستحيلاً '
يمكنها أن تشعر بالفرق فجأة .
سألت يلينا بطريقة غريبة و حذرة " أسفل قليلاً "
" …… "
" بقوة أكثر ؟ "
زاد الدوق مايهارد من قوة قبضته .
و مع ذلك، كانت تلك القوة التي شعرت بها ضئيلة لدرجة أنها ربما لن تشعر بها إذا لم تنتبه .
هل سيتغير شيء إذا طلبت منه بذل المزيد من القوة هنا ؟
حافظت يلينا على صمتها لفترة قبل أن تتحدث مرة أخرى .
الفصل : ٢٦
" حسنًا، الآن يمكنك التوقف "
كما لو كان ينتظر، سرعان ما ترك الدوق مايهارد ذراع يلينا و تراجع .
عبست يلينا داخليًا على حركته .
' بجدية ! ليس الأمر كما لو أنه لدي ڤيروس '
علمت يلينا بالطبع أن ذلك لم يكن نيته .
' و لكن مع ذلك، فإنه يجعل الآخرين يشعرون بالخزي و الإحراج '
بصراحة، لقد تعانقوا و ناموا معًا، فما ردة الفعل هذه …. ؟
توقفت يلينا عن التفكير عندما بدأت أفكارها تذهب بعيدًا .
' ما الذي كنت أفكر فيه ؟ '
وقفت يلينا من كرسيها فجأة .
دفعت كرسيها إلى الخلف فأصدر صوتًا صاخبًا .
" شكرًا لك، سأرحل الآن " تحدثت يلينا بشكل متصلب .
غادرت يلينا المكتب بسرعة دون النظر إلى الخلف، حتى بعد أن تجاوزت إطار الباب .
بالرغم من أنها دائمًا تدرك ذلك في وقت متأخر، لكن بطريقة ما، شعرت و كأنها ديجا ڤو في كل مرة تأتي و تغادر من مكتب الدوق، لكنها لا تستطيع فعل أي شيء حيال ذلك الآن .
* * * * * * * * * * * * * *
حتى بعد مرور يوم واحد، ما زالت يلينا لم تعلم سبب إصابتها بالقشعريرة عندما قابلت إنكان .
لايهم الآن كانت مشغولة بشيء آخر .
" هل تريدين منا أن نجد هذه المرأة العجوز ؟ "
نظر كبير الخدم، بن ، إلى يلينا .
أومأت يلينا برأسها " لا يهمني كم من الوقت يستغرق ذلك، أما بالنسبة للتكاليف … فهذه لاتهم أيضًا، إذا كنت بحاجة إلى موافقة الدوق، فسأحصل عليها منه "
هز بن رأسه و قال : " كلا، لا بأس هذا في نطاق سلطتك، لكن … لست متأكدًا مما إذا سنكون قادرين على تحديد مكانها لأنها ذات وجه عادي "
كان بن على حق .
تذكرت يلينا ملامح المرأة العجوز .
كانت ملامح وجهها عادية، لم يكن هناك شيء مميز في لون عينيها أو شعرها .
' لكن كان الشعور الغريب حولها مميزًا بالتأكيد، و لكن إذا أرادت المرأة العجوز إخفاءه، فإنهم لن يكونوا قادرين على تحديد مكانها '
على الرغم من أن تحديد مكانها لن يكون سهلاً، إلا أن يلينا ما زالت تريد المحاولة .
" من فضلك، إبحث عنها بأفضل ما لديك، إنها شخص مهم حقًا بالنسبة لي "
' إنها أيضًا مهمة لك و لسيدك … في الواقع، إنها مهمة لجميع من في هذا العالم '
أبتلعت يلينا الكلمات التي لم تستطع قولها .
" فهمت "
حدقت يلينا من النافذة بعد أن غادر بن .
كانت الشمس بالفعل في منتصف السماء .
' لقد مر وقت منذ أن تناولت الإفطار '
شعرت يلينا بالجوع بعد أن أدركت الوقت .
خرجت من المكتب و توجهت إلى غرفة الطعام .
قبل أن تنعطف، وصل همس خافت إلى أذنيها .
" هل هذا صحيح ؟ "
" بالتأكيد، يجب ألا تتجاهلي أبدًا غريزة المرأة "
غريزة المرأة .
عاد إنكان إلى الظهور في ذهن يلينا عندما سمعت تلك الكلمات … تلك القشعريرة.
' هل يمكن تصنيفها على أنها نوع من الغريزة أيضًا ؟ '
توقفت يلينا و غرقت بتفكير عميق، و أستمرت الأصوات عند المنعطف .
" هل يمكن أن يكون الأمر مجرد إحساس و ليست غريزة المرأة ؟ أنا لم أشعر بأي شيء … "
" هل هذا مهم الآن ؟ على أي حال، الأهم هو ما إذا كان مجرمًا من قبل "
" حسنًا، هذا صحيح، من يعرف ؟ قد يبدو لطيفًا من الخارج، لكنه قد يكون أيضًا يتاجر بالبشر و يخطف الأطفال … "
جعدت يلينا جبينها .
إن هذا أسوأ نوع من المجرمين .
" و كدت أن أقابل هذا النوع من الرجال، ياللفظاعة "
" كيف علمتِ أنه يجب عليك تجنبه ؟ "
" أخبرتك، لمست يده عن طريق الخطأ، و زحفت قشعريرة على الفور في جميع أنحاء جسدي "
أتسعت عيون يلينا .
" أوه، حقًا، واو … أظن أن القشعريرة كانت علامة على أنه مجرم "
" من الأفضل أن تكوني حذرة أيضًا، إذا شعرت برعشة و قشعريرة عند ملامسة شخص ما، فمن الأفضل لك الركض، إنها غريزتك التي تحذرك "
" حسنًا …. لكنني حقًا لم أفهم ذلك "
" ماذا ستفعلين إذا كانوا قريبين منك ؟ "
بدأت أصواتهم تبتعد تدريجيًا .
حتى بعد أن أختفت أصواتهم، وقفت يلينا متصلبة في نفس المكان لبعض الوقت .
عندها فقط، نادى عليها أحدهم من الخلف .
" سيدتي "
" شهيق ! "
أستدارت يلينا التي كانت تائهة في أفكارها، بتفاجؤ.
وقف إنكان ماريزون هناك بإبتسامة خرقاء على وجهه .
" أنا أعتذر، هل فاجئتك ؟ "
" كلا، لا بأس، كنت أفكر في شيء ما "
أرتفعت زوايا فمها بشكل محرج .
" هل أنتِ في طريقك إلى غرفة الطعام ؟ "
" آه ، نعم، لكن … "
" أنا في طريقي إلى هناك أيضًا، إذا كان لا بأس معك، فهل نذهب معًا ؟ "
هزت يلينا رأسها و رجعت خطوة إلى الخلف .
شعرت و كأنها مصابة بتشنجات في زوايا فمها بسبب إبتسامتها المجبرة .
******************