الفصل 23 و 24 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


أضاء ضوء المصباح الغرفة بشكل خافت .

أقتربت يلينا ببطء من السرير الكبير و العتيق الذي كان يقع على الجانب في الغرفة الكبيرة .

سرعان ما رأت وجه زوجها المسالم الذي كان نائمًا .

أرتفعت زوايا فمها لأعلى لا إراديًا .

' حصلت عليه ! '

وضعت يدي يلينا المرتعشة المصباح على الطاولة بهدوء .

لمعت عيناها الوردية بإشراق أكثر من أي وقت مضى .

' حان الوقت ! '

* * * * * * * * * * * *

كانت تلك نهاية خطط يلينا .

" آه لماذا ! "

بغضب، قامت يلينا بركل حجر قريب منها .

تدحرج الحجر الصغير في الحديقة، الذي كان ضحية غضب يلينا، لمسافة بعيدة .

جلست يلينا القرفصاء و هي تراقب الحجر و هو يتدحرج بعيدًا .

" ماذا علي أن أفعل الآن ؟ "

في النهاية، فشلت خططها بالإنقضاض على زوجها فشلاً ذريعًا .

سيكون من الأفضل وصف الأمر بالفشل الذريع لأنها لم تكن قادرة حتى على وضع إصبع واحد عليه، ناهيك عن الإنقضاض عليه .

حاولت يلينا أن تنقض على زوجها مرتين بالإختباء في غرفته، لكن المحاولتين باءتا بالفشل .

في ليلة إقتحامها الأولى، أستيقظ زوجها على الفور، و لفها في بطانية، ثم عانقها لتنام .

أدركت يلينا سبب فشلها .

و هكذا، في المحاولة الثانية، عندما أختبئت في غرفة نومه، أبعدت بطانيته أولاً .

و مع ذلك، أستخدم زوجها ملاءات السرير و لفها بها .

و مرة أخرى، عانقها حتى تنام .

لم تكن هناك محاولة ثالثة لأنها كانت تعلم أن نفس النتائج ستحدث حتى لو حاولت مرة أخرى .

" اللعنة "

وقفت يلينا، و مشت نحو الحجر الذي ركلته من قبل، و ركلته مرة أخرى .

كان من الواضح أنه عمل لا معنى له .

جلست يلينا، التي كانت خططها كلها بلا جدوى، على مقعد عشوائي و تنهدت بحزن .

' ماذا علي أن أفعل ؟ '

الآن، كان عليها أن تفكر في طريقة جديدة لنصب كمين لزوجها بدلاً من الإختباء في غرفة نومه، بدا الأمر سهلاً، لكنها شعرت باليأس أثناء محاولتها التوصل لخطة .

عندما كانت يلينا معجبة بمنظر الحديقة في صمت، أتسعت عيناها فجأة .

' هل يجب أن أقول له الحقيقة فقط ؟ أن العالم سيتدمر بعد عشرين عامًا ؟ '

' إذا لم تتعاون معي و ننجب وريثًا، فستموت أنت أيضًا بعد عشرين عامًا '

" هل سينجح هذا حتى ؟ "  تمتمت يلينا و تنهدت .

من سيصدق أن الشياطين ستغزو العالم البشري يومًا ما و تحوله إلى دمار عندما لم يتم رصد أي منها على مدى قرون ؟

فقط من سيصدق كلماتها ؟

' ليس الأمر كما لو كان لدي أي دليل '

ستكون ممتنة إذا لم يعاملها كشخص مجنون إذا أخبرته بهذا .

في مثل هذه الأوقات، كان من المؤسف أنها لم تتمكن من تحديد مكان تلك المرأة العجوز .

' أين يمكنني أن أجدها ؟ '

فكرت يلينا في الأمر فجأة .

هي الآن الدوقة مايهارد و تتمتع بسلطة كبيرة .

' هل يجب أن أحاول ؟ '

ماذا لو أخبرتهم بالبحث عن المرأة العجوز ؟

على الرغم من أنها لم تكن متأكدة مما إذا كان يمكن العثور على المرأة العجوز نظرًا لقدراتها الغريبة، لكن كان الأمر يستحق المحاولة .

بغض النظر عما إذا كان يعمل، كان من الأفضل تجربته بدلاً من عدم القيام بأي شيء .

وقفت يلينا فور إتخاذ قرارها .

غادرت الحديقة بسرعة، فجأة أنزلقت قدميها عندما طارت حشرة في وجهها .

" شهيق ! "

فقدت يلينا توازنها .

' سوف أسقط ! '

أغمضت يلينا عينيها، لكن يد أمسكت بها قبل أن تسقط .

" هل أنت بخير ؟ "

فتحت يلينا عينيها المغلقتين بإحكام .

أعتقدت يلينا أن الصوت بدا غير مألوف و فتحت عينيها لترى وجه رجل غريب .

' من يكون ؟ '

لقد كان الأمر غريبًا، لكن كان من الصواب إعطاء تحيتها أولاً منذ أن تلقت المساعدة .

" أنا بخير، شكرــــ "

عندها فقط، قشعريرة جاءت من المنطقة التي وضع فيها الرجل يده .

تصلبت يلينا من الصدمة المفاجئة .

ساعد الرجل في توازن يلينا و رفع يده عن ذراعها .

ثم أختفت القشعريرة مع إبتعاد يده .

' ما كان هذا …... ؟ '

فركت يلينا لا شعوريًا حيث أمسك بها الرجل .

هل كانت مخطئة ؟

تحدث الرجل بينما كانت يلينا لا تزال مرتبكة .

" من اللطيف مقابلتك، يا دوقة "

" هل تعرفني ؟ "

" سمعت عنك عندما وصلت إلى القلعة اليوم، إنها المرة الأولى التي أراك فيها، أنا إنكان ماريزون "

" ماريزون ؟ "

ركزت يلينا على إسمه الأخير بدلاً من اسمه الأول .

يبدو أنها سمعت ذلك في مكان ما و سرعان ما تذكرت ذكرى .

" آه ، ذاك الماريزون ! "

الفصل : ٢٤

أشتهرت عائلة الفيكونت ماريزون بتوزيع الأدوية، وقد ألتقت يلينا سابقًا بالفيكونت ماريزون في حفلات مختلفة .

كان دائمًا محاط بمجموعة من الأشخاص كلما رأته .

" إذن، أنت الفيكونت ماريزون …. "

تذكرت يلينا أن الفيكونت ماريزون الذي ألتقت به كان رجلاً في منتصف العمر .

" أنا إبنه الأكبر "

آه ، هكذا كان الأمر .

أومأت يلينا برأسها، دون الكثير من التفكير، مدت يدها للمصافحة لكنها أوقفت نفسها فجأة .

القشعريرة التي شعرت بها في وقت سابق قد عادت إلى الظهور على نفس الذراع .

بعد الكثير من التفكير، أخفضت يلينا يدها في النهاية بشكل طبيعي قدر الإمكان و أبتسمت بدلاً من ذلك .

" ما الذي جاء بك إلى القلعة ؟ "

نظرًا لأنه لم يكن لديه لقب، كان هناك إختلاف واضح في المكانة بينهما، لذلك أصبح حديث يلينا أكثر راحة .

" أنا هنا لتقديم الدواء "

" شخصيًا ؟ "

على الرغم من أنها كانت تعلم أن عائلة ماريزون تتعامل مع الأدوية، إلا أنها لم تتوقع أبدًا أن يقوم ماريزون بتسليمها بنفسه .

' آه ، هل حان الوقت لتجديد العقد ؟ '

سيكون من المنطقي لأن ذلك سيتطلب وجود شخص مسؤول .

و مع ذلك، يبدو أن إنكان فسر ردة فعل يلينا بشكل مختلف .

فرك مؤخرة عنقه و أجاب : " أنا أوصل الأدوية إلى القلعة شخصيًا "

عندما رأت يلينا تعبير إنكان، أدركت فجأة أن ردة فعلها قد يجعله يفكر بطريقة خاطئة .

" أنا أعتذر، من فضلك سامحني إذا كنت قد أسئت إليك، مازلت بطيئة عندما يتعلق الأمر بأعمال القلعة "

" كلا، لا تقلقي بشأن ذلك "

" مم ، هل ستبقى لبضعة أيام ؟ "

" هذا صحيح "

" حسنًا، يجب أن تكون قد مررت برحلة طويلة، لذا إرتاح جيدًا أثناء وجودك هنا "

" أشكركِ على إهتمامك "

كان تعبيره و موقفه كلاهما نقيًا .

نظرت إليه يلينا لفترة أطول قبل أن تستدير لمغادرة الحديقة .

* * * * * * * * * * * *

" هل تقصدين السيد إنكان ماريزون ؟ "

أستدعت يلينا آبي بمجرد دخولها لغرفتها .

في الآونة الأخيرة، كانت آبي الخادمة الأكثر ثقة في نظر يلينا، و لكن لم يكن ذلك لأنها أمطرت يلينا بالإطراء على مظهرها قبل بضعة أيام .

بدلاً من ذلك، شهدت يلينا كفاءتها .

في الواقع، لم تخيب الخادمة المهذبة آبي آمالها و أبلغتها عن كل المعلومات التي كانت تعرفها عن إنكان .

" إنكان ماريزون، سبعة و عشرون سنة، إنه الطفل الثاني للفيكونت ماريزون و الأبن الأكبر، لديه أخت أكبر و أخ أصغر "

" سبعة و عشرون عامًا … "

كان أكبر مما أعتقدت .

كان فارق العمر بينهما ثماني سنوات .

" هل هو متزوج ؟ "

نظرًا لأن نصف الأرستقراطيين، يتزوجوا في بداية العشرينات من عمرهم، فيجب أن يكون لديه طفل أو طفلين أيضًا و ليس فقط متزوج .

و مع ذلك، هزت آبي رأسها .

" ليس لديه أسرته الخاصة بعد "

" و هل هناك سبب لتأخر زواجه ؟ ربما شائعة سيئة بين النساء ؟ "

" لم يكن هناك شيء من هذا القبيل "

" حقًا ؟ "

فكرت يلينا لفترة قبل أن تتابع بسؤال آخر  " ماذا عن شخصيته ؟ "

" سمعت أنه يتمتع بسمعة جيدة، إنه يعامل مرؤوسيه جيدًا و ليس طموحًا "

" ليس طموحًا ؟ "

" وريثة العائلة هي أخته ريبيكا ماريزون، الشائعات تدور حول أنه أعطى المنصب لأخته لأنه لم يكن مهتمًا "

" هممم ….. "

جلست يلينا على الأريكة .

كانت قلقة .

' ماذا … كانت تلك القشعريرة ؟ '

كانت لا تزال تشعر بالقلق حيال ذلك، رغم أنها كانت تشتبه في أنه يمكن أن يكون مجرد وهم .

و مع ذلك، بعد أن سمعت عن إنكان ماريزون من آبي التي تتسم بالكفاءة و الموثوقية، بدا أنه مجرد شاب عادي .

" آبي هل يمكنك أن تعطيني يدك ؟ "

كانت آبي مرتابة لكنها مدت يدها دون شكوى .

أمسكت يلينا بيدها .

" …… "

بالطبع لم تشعر يلينا بأي شيء غير عادي .

تذكرت يلينا المكان الذي لمسها فيه إنكان ماريزون في ذراعها .

" فلتمسكي بي هنا "

" هنا ؟ "

" لأعلى قليلاً "

أمسكت آبي بذراع يلينا حسب تعليماتها .

" هل يمكنك إمساكي بقوة أكبر ؟ "

" …… "

' في الواقع، لا أشعر بأي شيء '

بجدية، ماذا كان ذلك ؟

لم تستطع يلينا أن تنسى ذلك الشعور، ضيقت عينيها و دخلت بتفكير عميق حتى جاء شيء ما في ذهنها فجأة، و غادرت الغرفة .

دق دق .

رفع الدوق مايهارد يده عند الطرق .

فتح الخدم باب المكتب، و كشفوا عن يلينا التي أبتسمت بخجل عند رؤية الدوق مايهارد .

" ….. هل يمكنني الدخول ؟ "

كانت تشعر بالغرابة و الحرج لأنها كانت المرة الأولى التي تظل فيها هادئة للغاية أثناء مجيئها لرؤيته .

*********************


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان