لا يمكن أن تكون متفاجئة لسماعه يمتدح جمالها، لقد سمعت ذلك كثيرًا حتى سئمت من سماعه .
كان قلبها ينبض بسرعة .
تحدثت يلينا كما لو لم يحدث شيء .
" إذن، ما الجميل بي ؟ لم تكن تخطط لإنهائه هكذا، أليس كذلك ؟ "
" ….. "
يبدو أنه خطط لإنهائه هكذا .
أرتبك وجه الدوق مايهارد مرة أخرى عندما بدا و كأنه قد استعاد هدوئه .
" أخبرني بالتفصيل، كم أنا جميلة، و أين ؟ "
شفتا الدوق مايهارد كانتا مغلقتان بإحكام .
وجدت يلينا ردة فعله ممتعة للغاية، في الواقع، هو فقط رائع .
من المحتمل جدًا أنه كان أول رجل رأته يجد صعوبة كبيرة في مدح الآخرين .
خاصة أنه من الأسهل بالنسبة لمعظم الناس مدح المظهر .
" شعرك الفضي … جميل "
" و ؟ "
" عينيك جميلتان "
" بشكل أكثر تحديدًا ؟ "
" اللون زاهي و مشرق "
بدلاً من القول بأنه لا يوجد شيء في يلينا لتُمدح عليه …، كان الدوق مايهارد هو الذي كان محرَجًا و كان يجد صعوبة في مدحها .
' ألم يمدح أحد من قبل في حياته كلها ؟ '
هل يمكن أن يكون هذا صحيحًا ؟
بالرغم من أن يلينا أرتبكت عندما فكرت في هذا الأمر، إلا أنها كانت منطقية إلى حد ما .
ضيقت يلينا عينيها و أحتفظت بتلك الشكوك المعقولة لنفسها .
لم يكن متأكدًا كيف يفسر تعبير يلينا، تمتم الدوق مايهارد بشيء ما تحت أنفاسه قبل أن يتحدث .
" أصابعك "
' أصابعي ؟ '
أتسعت عيون يلينا .
لم يواصل الدوق مايهارد جملته على الفور .
تحركت شفتيه، لكن بدا أنه غير كلماته في اللحظة الأخيرة، مما أدى إلى إنهاء الجملة بشكل محرج .
" … إنهن جميلات "
رمشت يلينا بعينين واسعتين .
سواء كان الدوق مايهارد يحاول أن يقول أن أصابعها كانت جميلة أم لا، فهذا ليس مهمًا بالنسبة إلى يلينا .
غرقت يلينا بتفكير عميق .
' هل طلبت الكثير ؟ '
إلى أي مدى أفتقر الدوق للمديح لدرجة أنه أضطر إلى اللجوء لمدح أصابعها … ؟
بالرغم من أنها أرادت رؤيته مرتبكًا، إلا أنها شعرت بالذنب لأنها رأت مدى صعوبة الأمر عليه .
" شكرًا لك، هذا كل شيء، من أجل المديح "
قررت يلينا أن تخفف عنه آلامه .
أعتقدت أن الدوق مايهارد سيصبح مرتاحًا، لكنه بدا هادئًا بشكل مدهش .
أثناء مراقبتها لتعبيرات وجهه، بدأت يلينا دون وعي بالتعمق في شيء آخر .
ركزت عيون يلينا لتفاصيل أصغر عنه وهي تراقب الدوق بهدوء .
على سبيل المثال، أنفه مرتفع و متوازن و جبهته صافية .
عيناه معتدلة و عميقة و النثرة كانت ذات عرض جميل .
توضيح : المنطقة المجوفة ما بين شفتيك و أنفك تدعى " النثره "
شفتيه ذات شكل جيد، و ذقن محلوق بشكل نظيف …
' أوه ؟ '
تفاجأت يلينا فجأة .
مهلاً، ماذا ؟
ما كان هذا ؟
إذا لم تكن متوهمة، فإن زوجها كان في الواقع حسن المظهر …
رمشت يلينا بإحراج و قالت : " إ إسمي "
" ….. "
" ماهو إسمي ؟ "
على الرغم من أنها طرحت سؤالاً عشوائيًا، فلماذا …
كان الأمر محبِطًا .
سارعت يلينا في محاولة لجعل سؤالها يبدو صحيحًا .
" آه ، فكر في الأمر، أنت لم تناديني بإسمي، أليس كذلك ؟ هذا لا يعني بالضرورة أنك لا تعرف إسمي، و لكن للتأكد فقط "
" يلينا "
" هل يجب أن أضيف اسمك الأخير ؟ يلينا سورت الآن أصبح … يلينا مايهارد "
بدأ قلب يلينا ينبض .
لم تكن يلينا متأكدة ماذا تسمي هذا الشعور، و كأنها تعرضت لهجوم مفاجئ .
و مع ذلك، بدأ خيالها يعمل .
' يبدو أنه من اللطيف أن تأتي منه '
من المؤكد أنه لم يكن أسوأ مما توقعت، عندما سمعت إسمها منه .
بينما قفز عقلها لنسج قصته الخاصة، كان دور فمها .
" … هذا شيء آخر أريده، ناديني بإسمي عندما نكون بمفردنا "
بالرغم من إهتزاز عينيه، فقد فات الأوان لإستعادة هذه الكلمات .
كانت المشكلة الأكبر هي أن يلينا لم ترغب في حدوث ذلك، هذا فقط سيقف في طريق خطتها .
آهه ، أيًا يكن .
توقفت يلينا عن التفكير الزائد و قفزت من على المكتب .
" سأرحل الآن ! شكرًا لإعطائي قليلاً من وقتك ! "
بالرغم من أن يلينا هي التي أقتحمت المكان دون أن تفكر لثانية واحدة و أخذت وقته .
الفصل : ٢٢
" آه ، ليس عليك أن تأتي إلى غرفة نومي بعد الآن "
غادرت يلينا المكتب بسرعة قبل أن تسمع الرد .
شعرت بإحساس غريب من ديجا ڤو، لكنها لم تهتم بذلك .
توضيح : ديجا ڤو هي الشعور الذي يشعر به الفرد بأنه رأى أو عاش الموقف الحاضر من قبل .
جلست يلينا على سريرها بمجرد أن وصلت إلى غرفة نومها .
خفق قلبها بشدة، و الذي يمكن أن يكون بسبب إندفاع الأدرينالين .
مع حلول موعد العشاء، حل السلام على يلينا أيضًا .
' لقد كنت منشغلة جدًا بالمكتب في وقت سابق '
كان ذلك ممكنًا أيضًا، لأنها فعلت ذلك بإندفاع .
يلينا التي أعماها الغضب و الإرهاق، ربما شقت طريقها إلى مكتبه دون تفكير .
ومع ذلك، كانت بخير الآن .
مع غروب الشمس، توجهت يلينا إلى الفراش مبكرًا للتعافي من التعب الذي أصابها .
عندها فقط، الخادمة التي لم تناديها يلينا، طرقت على بابها .
" ما الأمر ؟ "
" أمم … "
الخادمة ألقت التحية على يلينا بطريقة مهذبة و سلمت لها شيئًا .
" ماهذا ؟ "
" إنه مرهم "
" همم ؟ "
" قال سيدي أن أحضر لك هذا يا سيدتي "
" لماذا قد يرسل لي هذا … " أوقفت يلينا سؤالها فجأة " يمكنك المغادرة "
بمجرد أن غادرت الخادمة الغرفة، أسرعت يلينا إلى المرآة .
" …… "
كانت الكدمة في منتصف جبهتها واضحة بشكل مؤلم .
" إييك …. ! "
كتمت يلينا صراخها و قفزت على سريرها .
متجاهلة الألم الذي شعرت به عندما هبطت فوق سريرها على وجهها، تعثرت يلينا بين الوسائد .
* * * * * * * * * * * *
خفت الكدمة التي بجبهتها بعد يومين، لكن يلينا بقيت في غرفتها لمدة ثلاثة أيام أخرى .
لقد تراكمت الوسائد في زاوية سريرها بعد أن كانت الطرف المتلقي لأفعال يلينا .
نظرت يلينا إلى الوسائد بمشاعر متضاربة و أدارت رأسها .
خلال الأيام القليلة الماضية، واجهت سلسلة من المشاعر .
أولاً : الغضب .
' كان يجب أولاً أن يخبرني أن جبهتي بها كدمة ! لماذا لم يفعل ؟ لماذا ؟! '
ثانيًا : لوم النفس .
' كلا، هذا خطئي لأنني لم أكن أعلم ماحدث لجسدي، نعم، هذا خطئي … '
ثالثًا : الإستسلام .
' ألن يصاب الناس مرة واحدة على الأقل في حياتهم بكدمة في جبهتهم و يدخلون لمكتب شخص آخر ؟ '
رابعًا : الغضب مرة أخرى .
' لكن الطريق إلى المكتب كان طويلاً جدًا ! لماذا لم يخبرني أحد بذلك من قبل ؟! '
بعد تقلب المشاعر، أصبحت يلينا هادئة بما يكفي لعدم بحثها عن وسادتها، نظرت إلى المرهم فوق المنضدة التي بجانب سريرها .
" … هوووه "
تنفست يلينا الصعداء و نزلت من سريرها .
الوقت كان منتصف الليل، لاشيء بالخارج سوى الظلام .
بشكل تلقائي لمست يلينا جبهتها مرة أخرى و توجهت للخارج مع مصباح في يدها .
" إلى أين أنت ذاهبة يا سيدتي ؟ " سأل الحارس الذي يقف بجانب باب غرفة نوم يلينا عندما خرجت .
" لم أستطع النوم، لذلك أشعر برغبةٍ في المشي "
" دعيني أرافقك لأن الوقت متأخر جدًا الآن "
" لا بأس، سأمشي فقط في الممرات "
تَمَلصت يلينا من الحارس و مشت على طول الرواق خفيف الإضاءة .
علاوة على ذلك، عندما أصبح الليل أكثر ظلمة، أصبحت الممرات أكثر هدوءًا .
تعمقت يلينا بالتفكير بينما كانت تمشي في الرواق المظلم .
' إنه اليوم '
' سأنقض عليه الليلة '
لم يكن الممر الذي سلكته يلينا سوى ذلك الذي يؤدي إلى غرفة نوم الدوق مايهارد .
كانت تنتظر هذا اليوم و أجرت كل الإستعدادات اللازمة .
الآن، كل ما تحتاجه هو شيئين : الطريقة و الدوق مايهارد يتخلى عن حذره .
سيكون من الأسهل التعامل مع شخص ما فجأة.
خلال الأيام الخمسة الماضية، عندما كانت يلينا تتخبط من الحرج، كانت تعمل على تمثيلها .
على وجه الخصوص، أرادت أن تتصرف كما لو أنها فقدت الإهتمام بزوجها تمامًا .
كما لو كانت بدون ندم، تصرفت يلينا بشكل فظ إلى حد ما أمام زوجها .
ربما، أنخدع زوجها بأدائها الآن و أعتقد أنها تخلت عن محاولتها للنوم معه .
' ماهذه السذاجة '
سرعان ما وصلت يلينا إلى غرفة نوم زوجها .
فتحت يلينا باب غرفة نومه بحذر .
ثم دخلت الغرفة بهدوء قدر الإمكان .
لم يكن هناك حارس عند غرفة نومه .
بالرغم من أنها لم تكن تعرف السبب، إلا أنه كان شيئًا جيدًا بالنسبة إلى يلينا .
بفضل ذلك، لن تعاني مع الحارس .
كليك .
أغلقت يلينا الباب خلفها .
********************