الفصل 19 و 20 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


بعد أن غادرت الخادمة و تركت يلينا وحدها في غرفة الشاي، فركت جبينها بقوة .

' هذا مؤلم ! '

كان الألم شديدًا لدرجة أن الدموع كانت على وشك أن تنهمر على خديها .

' هل هناك كدمة ؟ '

كان الأمر مؤلمًا لدرجة أنها أشتبهت بوجود كدمة على جبينها .

نظرت يلينا من النافذة بينما كانت تفرك جبينها .

كانت الشمس مرتفعة في السماء .

ربما يمكنها أن تأخذ غفوة سريعة، لكن لم يكن الوقت مناسبًا لتنام بعمق .

تنهدت يلينا عندما تلاشى الألم في جبهتها قليلاً .

" فقط ما الذي فعلته ؟ "

لماذا سمحت لخادمتها بمشاهدتها وهي تضرب رأسها بالطاولة بينما تقاوم نعاسها في غرفة الشاي ؟

' ما الذي أعنيه بـ لماذا ؟ '

سرعان ما تحول يأس يلينا إلى غضب .

' كل هذا بسببه '

كان الهدف واضحًا .

لو لم يقل ذلك الرجل تلك الكلمات ! في غرفة الطعام !

ذلك الرجل .

كانت يلينا غاضبة للغاية لدرجة أنها لم ترغب في إستخدام كلمة " زوج "

' لو لم يقل أنه لن يقوم بواجباته كزوج رغم أننا زوجين ! '

بسبب قلة النوم أصبحت يلينا حساسة أكثر، مما أدى إلى جعل أفكارها وحشية .

' … بالتأكيد '

كان من البديهي أن يتم توجيه الغضب إلى الهدف عندما يكون واضحًا من هو المخطئ .

تذكرت يلينا فجأة ما قاله لها الدوق مايهارد بالأمس في غرفة الطعام .

' بالتأكيد هو المخطئ '

تألقت عيون يلينا الوردية اللامعة و هي تقف و تغادر غرفة الشاي دون تردد .

* * * * * * * * * * * *

توجهت يلينا مباشرة إلى مكتب الدوق مايهارد بعد خروجها من غرفة الشاي .

" زوجتي "

أستقبل الدوق مايهارد يلينا بهدوء .

عندما رأت ردة فعله، تذكرت يلينا أن هذه لم تكن المرة الأولى التي تقتحم فيها مكتبه .

لم يكن دافعها بالمجيء إلى مكتبه ذا أهمية كبيرة .

أقتربت يلينا من الدوق مايهارد دون تردد .

و مثل آخر مرة، تركها تفعل ما تريد .

وقفت يلينا أمام الدوق، و عقدت ذراعيها أمام صدرها .

" لديك بعض الوقت، أليس كذلك ؟ "

" زوجتي …. "

" ما الأمر ؟ "

" لاشيء "

ما الأمر مع ردة الفعل هذه ؟

كان يحدق في وجهي منذ قليل .

' هل علق شيء ما على وجهي ؟ '

أنزلقت يد يلينا على خديها .

لكن لم يكن هناك شيء عالق فيه .

صحيح، لم يكن هناك أي شيء يمكن أن يعلق عليها عندما تتناول كوبًا من الشاي فقط .

فحصت يلينا يديها النظيفتين قبل أن تتحدث .

" لقد سألتك إذا كنت متفرغًا "

" نعم، هل تحتاجين إلى شيء ؟ "

" شيء أحتاجه ؟ "

بالطبع، كان هناك، لقد أتت إليه يلينا بسبب ذلك .

و ذلك كان ……

' وجهك المرتبك '

أبتلعت يلينا تلك الكلمات .

جاءت يلينا إلى هنا للتنفيس عن غضبها، لأنها لم تعد قادرة على التحمل .

لم يكن لشيء عظيم .

أرادت يلينا فقط أن ترى وجهه الهادئ يصبح مرتبكًا .

ظنت أن ذلك سيهدئ من غضبها قليلاً .

قالت يلينا وهي لا تزال عاقدةً ذراعيها :

" هل مازلت تتذكر الكلمات التي قلتها لي في غرفة الطعام بالأمس ؟ "

" نعم أفعل "

كيف عرف ما كانت تشير إليه ؟

أعادت يلينا كلماته تلك .

" قلت أنك ستعطيني كل ما أريد "

" نعم فعلت "

" إذن، هذا أول شيء أريده، لا تحملني مسؤولية أيًا كان السبب الذي أتيتُ إلى هنا من أجله "

أومأ الدوق مايهارد برأسه .

" حسنًا "

" و ثانيًا، لا تفكر بطردي من هنا حتى أخرج أنا بمفردي "

" بالتأكيد "

" ثالثًا …. "

نظرت يلينا حول المكتب و حدقت بالخادم الذي يقف في زاوية الغرفة .

" أريدك أن ترسل الجميع خارج هذه الغرفة "

جالت عيون الدوق مايهارد على وجه يلينا لفترة من الوقت .

بدا الأمر و كأنه يريد تخمين ما كانت تفكر فيه .

لم تكن متأكدة مما إذا كان قد حصل على إجابته أم لا، فرقع الدوق مايهارد أصابعه للخادم .

" لا تأتي حتى أناديك "

" نعم سيدي "

كان الخادم يلقي نظرات بين الدوق مايهارد و يلينا حتى اللحظة التي أغلق فيها الباب .

كليك .... الباب مغلق .

أطلقت يلينا ذراعيها المتعاقدتين بمجرد خروج الخادم من الغرفة .

كان سبب طردها للخادم بسيطًا .

لم تكن تريد أن تسمح للآخرين بمشاهدة أفعالها التالية التي كانت على وشك القيام بها .

إنه يتعلق بسمعتها .

" …… "

" ما الأمر ؟ "

جلست يلينا بوقاحة على مكتب الدوق مايهارد و نظرت في عينيه .

موقفها لم يتأثر حتى من الوثائق المتناثرة على مكتبه .

حتى لو حدث ذلك، ستظل أفعالها المتحررة كما هي .

********************

الفصل : ٢٠

' إدوارد يكره عندما أفعل ذلك …. '

في بعض الأحيان، عندما يُغضب إدوارد يلينا، كانت تجلس على مكتبه وسط جدالهم .

كان السبب بسيطًا جدًا .

إذا تجادلوا أثناء وقوفهم، فسيؤلم ذلك ساقيها، و سيكون من المحبط الجلوس على كرسي حيث سيكون هناك إختلاق في مستويات النظر .

و بالتالي، فإن سبب إختيارها الجلوس على المكتب هو أنه يحقق نتائج جيدة نسبيًا .

' مهلاً، لكنه طويل جدًا …. '

تأخرت يلينا في إدراك مسألة أخرى .

بالعادة، عندما يجلس المرء على المكتب، ستتطابق مستويات أعينهم حتى لو كان الطرف الآخر واقفًا، أو سوف تصبح أطول حتى أثناء الجلوس، لكن الدوق مايهارد …..

" أنت "

" نعم "

" لا تنهض، فقط إبقى جالسًا، هذا شيء أريده أيضًا "

أعادت يلينا التأكيد على ذلك .

وافق الدوق مايهارد فورًا .

" … همم "

وجدت يلينا أنه من الغريب أن يقبل الدوق مايهارد بطاعة لجميع طلباتها حتى الآن .

لم تتوقع منه أبدًا أن يكون مطيعًا إلى هذا الحد .

على الرغم من أنه قد يفي بوعده بالسماح لها بفعل ما تريد، إلا أنه كان لا يزال أكثر طاعة مما كانت تتوقعه .

نظرت يلينا إلى الدوق مايهارد دون أن تكسر الصمت الذي كان يملأ المكتب .

شعره الأسود مع غرته المبعثرة قليلاً و تلك البقع السوداء التي غطت غالبية وجهه .

قبضت يلينا على يدها التي كانت على وشك التحرك .

و إلا فإنها ستلمس وجهه مرة أخرى .

' لماذا أرغب بإستمرار في لمس وجهه ؟ '

ما الذي سأفعله بعد لمسه ؟

' حسنًا، إنه ناعم نوعًا ما '

تذكرت يلينا آخر مرة شعرت فيها بملمس وجه الدوق مايهارد .

نعم … كانت ناعمة .

تشبه إلى حد كبير بشرة الأطفال .

أدركت يلينا، التي كانت لا تزال في أعماق التفكير، أن الصمت كان طويلاً للغاية و بدأت في التحدث مرة أخرى .

" كما تعلم، لا داعي للقلق بشأن ما سيحدث لمكتبك إذا جلست عليه لفترة طويلة "

" …… "

" أنا أخف مما أبدو "

" أنا أعلم ذل ــ "

" همم ؟ "

" لاشيء "

رمشت يلينا .

بالرغم من أن الدوق مايهارد أوقف جملته في المنتصف، شعرت يلينا بطريقة ما أنها سمعت الجملة كاملة .

' هل هو … يقول أنه يعرف ذلك ؟ '

نظرت يلينا قليلاً إلى معصميها، اللذين أمسكا بحافة المكتب، و كاحلها المكشوف بينما كان فستانها ملفوفًا من وضعية جلوسها .

' … هل أنا نحيلة ؟ حسنًا، في الحقيقة أبدو هزيلة جدًا … '

بالرغم من أنها كانت أطول من المتوسط، إلا أنها سمعت الآخرين يعلقون على أن جسدها كان نحيفًا .

شعرت يلينا فجأة بالخجل و تنحنحت .

" إحمم "

… على أي حال .

لم تكن تصرفات يلينا الغريبة ستنتهي عند هذا الحد .

سيكون من المؤسف أن تنهي مواجهته فقط بالجلوس على مكتبه، بينما هو كان وقحًا لرفضها .

' بالإضافة إلى أنه لا يبدو مرتبكًا على الإطلاق '

كان الدوق مايهارد هادئًا بشكل مدهش مقارنة بإدوارد، الذي يصاب دائمًا بالصدمة عندما تقفز يلينا للجلوس على مكتبه، و هو يصرخ قائلاً :

" مهلاً، أي نوع من الفتيات أنت ؟! "

' خصوصًا أن إدوارد متحيز جنسيًا، أفترض …. '

يلينا، التي كانت تسخر داخليًا من شقيقها، رفعت قدمها قليلاً، كانت ترتدي خفين .

تحولت نظرة الدوق مايهارد لفترة وجيزة إلى تلك الحركة .

توقفت يلينا في المنتصف بعد أن رفعت قدمها .

" هناك شيء آخر أريده الآن "

" بالتأكيد، ماهو … "

" إمدحني "

عندها فقط، ظهر المظهر المرتبك الذي كانت يلينا تنتظره أخيرًا على وجهه .

" أمتدحك …… "

" حسنًا، مثل مظهري ؟ هل أنا جميلة ؟ "

هذا هو .

غطت يلينا إبتسامتها عندما رأت النظرة المحرجة على وجه الدوق مايهارد .

" آه، لن تقول أنني قبيحة، أليس كذلك ؟ "

" هذا … كلا "

هووه، لقد أخافني للحظة .

' ما الأمر الكبير بشأن بذلك ؟ '

هدأت يلينا قلبها، الذي كان يتسابق دون سبب واضح .

" إذن أجبني، قلت أنك ستدعني أفعل ما أريد، أريد حقًا أن أسمع بعض الإطراءات في الوقت الحالي "

بصراحة، أريد فقط أن أرى وجهك المرتبك أكثر .

" هياا، يجب أن يكون هناك واحدة على الأقل في ذهنك عني، أليس كذلك ؟ "

" …… "

" ليس لديك شيء ؟ حقًا ؟ إذًا كذبت بقولك أنني لست قبيحة ـــ "

" أنت جميلة "

في تلك اللحظة أنزلقت يد يلينا التي كانت ممسكة بحافة المكتب .

" هل أنت بخير ؟ "

سأل الدوق مايهارد بتفاجؤ، مذكرًا يلينا بإستعادة رباطة جأشها بسرعة .

" نعم أنا بخير "

تحول وجه يلينا إلى اللون الأحمر من الحرج، و كادت أن تسقط من الصدمة .

' ذلك فاجأني '

ثم لماذا أنزلقت يدها …. ؟

*****************


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان