' بالفعل '
نظرت من النافذة، لم تغرب الشمس بعد .
هذا يعني أنه لايزال هناك وقت قبل أن يأتي الدوق مايهارد إلى الغرفة .
بينما شعرت يلينا بالحرج من سبب توترها، أدركت فجأة .
' آه، إن هذا واضح '
هذا ليس إتحادًا طبيعيًا .
كان الأمر مختلفًا عن قضاء ليلة عادية كزوجين .
كانت هذه هي الخطوة الأولى لإنقاذ العالم .
' هذا صحيح، يجب أن أنجب المحارب '
فكرت يلينا بذلك وهي تضع كأسها الفارغ .
يجب أن تلد يلينا ابن الدوق مايهارد، الذي سيصبح لاحقًا محاربًا و ينقذ العالم .
عندما فكرت في مهمتها، هدأ قلبها الذي ينبض بسرعة .
أصبح عقل يلينا واضحًا عندما فكرت في واجبها .
' طفل، يجب أن أنجب طفلاً '
كان هذا هو الغرض الوحيد من هذا الزواج .
كان مستقبل العالم يقع على عاتقها، و كان ثقل المسؤولية هذا على عاتقها .
لم تمد يلينا يدها إلى الكأس مرة أخرى .
حل الليل بسرعة .
عندما كانت جالسة على السرير بعد أن أستعدت للنوم، جَفَلت من صوت الباب .
توقف الجاني عندما كان على وشك دخول الغرفة .
" هل أخفتك ؟ "
قالت يلينا وهي تشير إليه بيدها " كلا ، تفضل بالدخول "
أغلق الدوق مايهارد الباب خلفه بعدما دخل الغرفة .
' إنه طويل ' فكرت يلينا وهي تحدق في قامته القريبة .
نظرًا لأنه كان جالسًا عندما زارته في مكتبه خلال النهار، لم تفكر في الأمر كثيرًا و لكن الآن عندما حدقت في قوامه، أدركت أنه طويلاً حقًا .
تذكرت إنطباعها الأول عنه في حفل الزفاف و فجأة أصبحت قلقة .
' هل سأكون بخير ؟ '
لا، كل شيء يجب أن يكون على مايرام .
حتى لو ساءت الأمور، لم يكن لديها خيار آخر .
بينما كانت كل هذه الأفكار تدور في ذهن يلينا، أقترب الدوق مايهارد من السرير .
مع تقلص المسافة بينهما، تمكنت من رؤية وجه الدوق و قوامه بوضوح .
درست يلينا ملابس الدوق لأنها شعرت بالتوتر .
بدت ملابسه أخف مما كانت عليه عندما رأته خلال النهار .
في مكتبه، كان يرتدي ربطة عنق تبدو خانقة جدًا عند النظر إليها، لكن إختياره للملابس الآن كان عبارة عن قميص و بنطال .
ربما كان ذلك لأنه يرتدي قميصًا، لكنها كانت تستطيع أن ترى صدره من خلال الأزرار المفتوحة .
' هذا جميل ' فكرت يلينا بهذا عن غير قصد .
' ما الذي فكرت فيه للتو ؟ '
بينما كانت يلينا مندهشة من أفكارها الخاصة، كان الدوق قد شق طريقه بالفعل إلى السرير .
المصباح الذي كان فوق المنضدة بجانب السرير أضاء جسده و أبتلعت يلينا ريقها بتوتر .
قال الدوق مايهارد " حقًا … "
عندها قبضت يداها التي كانت موضوعة فوق السرير من التوتر .
" ماذا ؟ "
" هل حقًا ستنامين معي الليلة ؟ "
لماذا يسأل مثل هذا السؤال الواضح ؟ فكرت يلينا وهي تومئ برأسها .
" نعم "
" … "
" لقد قلت لك بالفعل، أنا لا أحب النوم وحدي، إن لم يكن مع زوجي، فمن الذي سأنام معه ؟ "
للإحتياط فقط، أستخدمت نفس العذر الذي استخدمته خلال النهار في مكتبه .
ولكن أثناء ردها، أرتبكت يلينا، ألم يكن من المفترض أن ينام الأزواج معًا ؟ أعتقدت أنه شيء طبيعي دون أي نقاش .
" … "
لكن الدوق الصامت بدا متفاجئًا كما لو أنه لم يتوقع هذا الموقف .
" حسنًا " أجاب الدوق بعد صمت طويل .
سألت يلينا عندما كان يمد ذراعه نحو المنضدة،
" هل ستطفئ الأنوار ؟ "
" نعم " رد الدوق مايهارد كما لو كان الأمر بديهي .
هل من المفترض أن يكون صريح ؟
' تعمدتُ إبقاء الأضواء خافتة … '
كان هذا لخلق جوًا عاطفيًا بينهما .
أرادت يلينا أن تضيء شمعة و لكن في حالة نشوب حريق، قررت إبقاء أضواء المصباح خافتة .
فكرت يلينا ' لكني أعتقد أنه يحب الظلام الدامس '
كانت أيضًا بخير مع الظلام الدامس لأنها لن ترى أي شيء .
' الغريب أنني أشعر بخيبة أمل قليلاً … '
ثم أدركت أن زوجها لم يخلع ملابسه .
أليس من الأفضل أن يخلع ملابسه قبل إطفاء الأنوار ؟
إذا أراد فك جميع أزراره، فسيكون من الأفضل أن يفعل ذلك قبل إطفاء الأنوار .
هي لم تعني أي شيء، لقد أرادت فقط ذكر هذه الحقيقة مع التفكير في الراحة و السهولة .
" ألن تخلع ملابسك ؟ "
صمت الدوق مايهارد للحظة و أجاب .
" هكذا مريح أكثر "
" ماذا ؟ "
فكرت يلينا وهي تحاول معرفة إجابته، ماذا قصد بذلك ؟
هل يعني أنه من المريح أكثر خلع ملابسه بعد إطفاء الأنوار ؟
إذا لم يكن الأمر كذلك … عندما كانت يلينا تائهة في أفكارها، تم إطفاء المصباح .
كانت الغرفة بأكملها مظلمة و يمكن أن تشعر يلينا بحركة السرير عندما كان الدوق يتحرك .
قررت يلينا في حيرة من أمرها أن تستلقي .
على الرغم من أنها جاهلة، لكن ألا يحدث هذا عادةً مع إستلقاء الفتاة ؟
أستلقت بشكل متصلب و عيناها مغلقة بإحكام و انتظرت ما سيحدث لها .
لكن مع مرور الوقت، لم يحدث شيء .
أبقت عينيها مغلقتين بشدة ولم تجرؤ على التحرك، ولكن نظرًا لعدم حدوث شيء، نظرت حولها و أدارت رأسها نحو الدوق، الذي كان مستلقيًا على جنبه فوق السرير .
كانت عيناه مغمضتين كما لو أنه لم يتحرك شبرًا واحدًا، مثل شخص نائم .
رمشت يلينا بإرتباك، مستحيل أنه نام بالفعل في مثل هذا الوقت القصير .
لكن لم تكن هذه هي المشكلة، كل من ينظر إليه سيعرف أنه في وضعية النوم .
تفاجأت ، فكرت يلينا في نفسها .
' ماذا يحدث ؟ '
لم تصدق بأم عينيها أنه كان نائمًا .
هو حقًا نائم ؟ فقط هكذا ؟ بدون فعل شيء ؟
أصبح عقلها فارغًا لأنها ضاعت .
حدقت في الدوق النائم مرة أخرى و رمشت عدة مرات .
مع ذلك، فإن إضطرابها لم يدم طويلاً لأنها كانت منهكة أيضًا .
كانت قد ذكرت سابقًا في المكتب أنها كانت تواجه مشكلة في النوم لأنها كانت تنتظر شخصًا ما .
سرعان ما نامت يلينا مع أفكارها .
في صباح اليوم التالي، علمت يلينا أنها حظيت بنوم جيد عندما أستيقظت .
شعرت أن جسدها خفيف مثل الريشة .
حصلت على أفضل نوم حصلت عليه منذ أيام .
ولكن على عكس جسدها الخفيف، كان عقلها مغمورًا بالمخاوف .
حدقت يلينا في المكان الفارغ بجانبها .
كانت قد أستيقظت مبكرًا جدًا لكن الدوق مايهارد قد غادر الغرفة بالفعل .
عندما فتحت عينيها، لمست المكان الذي كان الدوق يحتله فشعرت بالدفئ .
هذا يعني أنه قد أستيقظ قبلها بقليل .
' مامدى إنشغاله، إنه يعمل بجد '
لكن لم تكن هذه هي المشكلة .
غسلت يلينا وجهها بالماء الدافئ الذي أحضرته الخادمة، و بينما كانوا الخادمات يجهزن ملابسها، فكرت في نفسها .
' لماذا نام فقط الليلة الماضية ؟ '
منطقيًا كان أمس أول ليلة لهم معًا منذ أنهم ناموا على نفس السرير بعد زواجهما .
ولكن على حد علم يلينا، كان يجب أن يحدث شيء ما الليلة الماضية، هكذا كان الأمر بالنسبة للزوجين .
لكن لم يحدث شيء .
كانت يلينا و زوجها نائمين فقط .
نامت بسلام لكنها وجدت الموقف غريبًا كما ظلت تفكر فيه .
" هل ترغبين في تناول الإفطار في غرفة الطعام ؟ "
سألتها الخادمة وهي تائهة في أفكارها .
تذكرت يلينا فجأة مشهدًا من رواية قرأتها من قبل، بعد أن قضت بطلة الرواية ليلتها الأولى مع زوجها، شعرت بالحرج الشديد من النظر إلى وجه زوجها ولم تخرج لتناول الطعام .
شعرت فجأة بإحساس شيء لكنها قررت تناول الطعام في غرفة الطعام .
سارت بثقة نحو غرفة الطعام حيث لم يكن لديها سبب للخجل من أي شيء .
لم يكن هناك ما يشير إلى الدوق مايهارد وهي تقترب من غرفة الطعام .
" هل الدوق يتخطى وجبة الإفطار ؟ "
" غالبًا يأكل في مكتبه "
وهذا يعني أن هذا هو الحال اليوم أيضًا .
" فهمت … "
تناولت يلينا وجبة الإفطار و تقبلت ببطء حدث الأمس .
كان ذلك لأنها تذكرت تجربة صديقتها .
أمضت صديقة يلينا التي أصبحت زوجة الكونت ليلتهما الأولى معًا بعد شهرين من الزواج .
سمعت أن السبب في ذلك هو أن الكونت كان يراعي زوجته و كان ينتظر حتى تصبح جاهزة .
كما تذكرت هذا، فهمت أن يوم أمس كان نفس السيناريو .
' مع ذلك أنت لا تحتاج حقًا إلى فعل الشيء نفسه لأجلي … '
* * * * * * * * * * * *