الفصل 7 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


' هووف، لا بأس '

جهزت يلينا نفسها .

الزواج شيئًا كان عليها في النهاية مواجهته على أي حال، حتى لو لم يكن مع الدوق مايهارد .

جميع الآنسات النبيلات اللاتي عرفتهن قد وجدن مرشحًا مناسبًا ليكون العريس و تزوجوا بمجرد بلوغهم سن الرشد .

هؤلاء السيدات سيقولون انها تضحية .

تضحية لأجل عائلاتهم .

أقوى تضحية يمكن أن تتذكرها يلينا كانت من فتاة في عمرها تزوجت من رجل في الخمسينات من عمره لإنقاذ عائلتها المتدهورة .

عندما سمع الناس بهذه الأخبار، لم يستطيعوا التوقف عن الحديث عن تضحياتها النبيلة .

كانت يلينا أيضًا كذلك .

شعرت بأنها اعجبت بالفتاة التي لم ترى وجهها قط .

مقارنة بها، كان هذا الزواج لاشيء .

' نعم، شيء كهذا ليس تضحية أو أي شيء '

بالإضافة إلى ذلك، كانت تنقذ العالم .

إذا تمكنت من إنقاذ العالم فقط بفعلها لذلك، فهذا ثمن رخيص لدفعه .

حاولت يلينا أن تريح من نفسها و أخذت نفسًا عميقًا .

" آنستي الشابة، من هذا الطريق "

بينما كانت تفعل ذلك، كان قد حان وقت بدء الحفل .

توجهت يلينا إلى القاعة داخل الكنيسة، حيث كان يقام الإحتفال .

عندما اقتربت من الباب، بدأ قلبها الذي حاولت بذل قصارى جهدها لتهدئته يدق مرة أخرى .

' إهدا '

عندما وقفت أمام الباب، أخذت يلينا نفسًا عميقًا مرة أخرى .

فتحت ميري الباب .

في اللحظة التالية، رأت يلينا المحيط .

' محيط ؟ '

ثم أدركت يلينا أن ما كانت تنظر إليه ذكرها بالمحيط .

' عيناه … '

كان هناك رجل يقف ساكنًا في منتصف القاعة، ينتظرها .

على الرغم من وجود مسافة كبيرة بينهما، إلا أن يلينا رأت أولاً قزحية عينه التي لا تصدق .

' إذًا هي زرقاء '

يلينا تحب العيون الزرقاء .

كان لسبب شخصي .

في ذلك الوقت، أمسك شخص ما بيدها .

كان والدها .

عادت يلينا إلى رشدها .

بدأت يلينا بالتحرك وهي تمسك بيد الكونت سورت ببطء نحو الرجل الذي ينتظرها .

عندما وقفت أخيرًا أمامه ….

" …. "

أستغرقت يلينا بعض الوقت في النظر إليه .

كانت هناك عدة أسباب، لكن السبب المؤكد كان في النهاية عينيه .

عيون زرقاء .

لم تستطع يلينا أن ترفع عينيها عن اللون الزاهي الذي ظهر بين القناع الذي كان يرتديه .

في تلك اللحظة، وخزتها ميلي، التي كانت تحمل فستان يلينا من الخلف لأنها لم تكن تتحرك .

" يلينا، مهما كان الأمر ممتعًا، فمن الوقاحة التحديق به بهذه الطريقة "

ماذا ؟

فوجئت يلينا .

لم تدرك أنها كانت تحدق في شريكها، لكن هذا بالتأكيد لم يكن لمثل هذا السبب الوقح .

عندما فتحت يلينا فمها لتنكر ذلك، مد الرجل يده إلى يلينا .

اغلقت يلينا فمها بإحكام .

تركت يد والدها و أمسكت بيد الرجل .

' هل سمع ؟ '

استمرت يلينا في إلقاء نظرة خاطفة على شريكها وهم يسيرون نحو القسيس يدًا بيد .

كان صوت ميلي منخفض، لكن كان الرجل يقف بالقرب منها .

' ماذا علي أن أفعل إذا سمع ؟ '

حاولت يلينا جاهدة أن تتذكر الشائعات حول الدوق مايهارد .

لكنها لم تستطع تذكر أي شيء عن حاسة السمع لديه .

ثم بدأ القسيس في قراءة الطقوس التمهيدية المملة .

دخل صوت القسيس المسن من أذن و خرج من الأخرى بينما كان إهتمام يلينا يتركز على شيء آخر .

' يداه كبيرتان '

كانت يد الرجل التي كانت تمسك بها كبيرة .

' إنه طويل أيضًا '

كان هذا أحد الأسباب التي جعلت يلينا منغمسة في النظر إليه عندما رأته بالقرب منها .

كان الرجل طويل القامة مثل الشجرة العملاقة .

حتى بالمقارنة مع يلينا التي كانت بالفعل أطول من المتوسط، كان رأسه أطول .

ولم يكن طويل القامة فقط .

كان لديه أكتاف عريضة، و إستنادًا إلى الأزرار المجهدة في بدلته الضيقة، كان بإمكانها تخيل العضلات الموجودة أسفل البدلة تقريبًا .

بإختصار، كان الرجل كبيرًا فقط .

طول قامته، يداه كبيرتان، وجسمه كبير .

كل شيء ….

أوقفت يلينا خيالها بسرعة قبل أن يتحول إلى شيء لا تستطيع التراجع عنه .

بحلول ذلك الوقت، كان الحفل قد تقدم بسرعة و كان الوقت قد حان لتقول يلينا عهود الزواج .

" آنسة يلينا سورت، هل تقسمين بإسم الله أن تعتزي و تحبي الدوق كايوين مايهارد إلى الأبد ؟ "

" … نعم أفعل "

جاءت إجابة يلينا بعد نصف دقيقة .

كان ذلك في الواقع لأنها خرجت للتو من خيالها الشديد، لكن يلينا أدركت متأخرة أنه قد يتم تفسيرها بشكل مختلف .

لم يمنحها القسيس فرصة للشرح لأنه التفت ليسأل شريكها .

" الدوق كايوين مايهارد، هل تقسم بإسم الله أن تعتز و تحب الآنسة يلينا سورت إلى الأبد ؟ "

كانت يلينا تقرب أذنيها دون أن تعلم .

" نعم "

كانت إجابة الدوق مايهارد حازمة و سريعة .

بالرغم من أنها كانت إجابة رسمية فقط .

اخفضت يلينا بصرها، كان قلبها ينبض بسرعة .

كان يومًا غريبًا .

*     *     *     *     *     *    *

بعد إنتهاء الحفل، قبل أن يصعدوا إلى العربة متجهين إلى إقطاعية الدوق، أمضت يلينا بعض الوقت مع عائلتها .

" يلينا ! "

تشمل عائلتها و أقاربها .

صرخت ميلي وهي تعانق يلينا بشدة .

" أنا ، هيك … لم، هيك … أعلم أنك أحببتني كثيرًا "

استطاعت يلينا تخمين سبب سوء فهمها، لكنها أختارت أن تترك الأمر كما هو .

" شكرًا لك، يلينا "

لكنها على الفور رفعت رأسها على كلام عمها .

" إنه لاشيء "

كانت ميلي شيئًا، لكن عمها بالتأكيد لا ينبغي تركه يسيء الفهم .

كان هذا زواجًا حدث لأنها أرادته .

' يجب أن أخبره بذلك، هذه هي الطريقة الوحيدة التي سيفهمها زوجي .…'

لم تدرك يلينا أنها دعته بزوجها بالفعل في ذهنها بشكل طبيعي .

" أنت في ورطة، هاه، ماذا سيحدث لك الآن ؟ "

" أوبا "

" لن تستطيعي حتى شراء الملابس من متجرك المفضل في العاصمة بعد الآن، ولن تستطيعي تناول الحلويات في المتجر "

عقد الأخ الأكبر ليلينا و الطفل الثاني للكونت سورت، إدوارد سورت، ذراعيه و قال .

قد يبدو الأمر و كأنه كان يسخر، لكن يلينا علمت أنه قال ذلك لأنه كان قلقًا، ثم ردت يلينا بهدوء .

" يمكنني فقط شراء الملابس من متجر في الإقطاعية، و يمكنني تناول الحلويات في أشهر متجر في الإقطاعية "

" هل ستكونين راضية ؟ "

" ما الذي لن أكون راضية عنه ؟ "

" لا أعلم، أنتِ في النهاية … "

" إبتعد "

قالت شقيقة يلينا الكبرى و الإبنة الكبرى للكونت سورت، ليليانا سورت، قالت ذلك للتخلص من شقيقها الأصغر الذي استمر في إلقاء الهراء .

" يلينا، سأكون دائمًا بجانبك "

" أوني "

" إذا واجهت أي شيء صعب، لايهم متى، فلا تترددي في العودة "

" … نعم ، سأفعل ذلك "

بعد وفاة والدتهم، بدأت الأخت الكبرى التي كان لديها فارق كبير في السن مع يلينا تهتم و تعتني بها .

لم تكره يلينا ذلك .

بينما كانتا تحضيان بأجواء دافئة، تذمر إدوارد سورت المستبعد .

" تسك، يمكن لأي شخص أن يقول مثل هذا الكلام "

" إذًا يمكنك أن تفعلها أيضًا، توقف عن قول الهراء الذي لن يساعدها حتى، ولا تتحدث كما لو كنت تخوض معركة معها "

" هل يمكنك التحدث بشكل ألطف من فضلك ؟! "

" من حتى يستمع لك ؟ "

" أنا أقول لك أن تكون مراعي لشعور الآخرين "

عندما بدأ إخوتها الأكبر سنًا يتشاجرون كالمعتاد، اقترب الكونت سورت .

" والدي "

" يمكنك مناداتي أبي في يوم كهذا "

" إنه مُحرِج لذا لا أريد ذلك "

تجمد الكونت سورت في مكانه، ثم انفجرت يلينا في الضحك .

" إنها دعابة "

" … إحمم "

" ماذا ؟ هل أزعجت يلينا أبيها للتو ؟ "

" بالنظر إلى الوضع، يبدو الأمر كذلك "

" بعد كل شيء، والدنا يضعف دائمًا عندما يتعلق الأمر بيلينا "

" إدوارد، ضع يدك على صدرك و اسأل نفسك، إذا كنت أنت، هل ستكون ضعيفًا لإبن مثلك أم ستكون ضعيفًا لإبنة مثل يلينا ؟ "

" هذا … "

تجمد إدوارد من كلام ليليانا الحاد، لكنه انتقم بعد ذلك .

" ثم ماذا عنك يا نونيم ؟ ماذا ستفعلين ؟ بين إبنة مثلك و إبنة مثل يلينا تمامًا … "

توضيح : ( نونيم ) معناها : صيغة أكثر إحترامًا لـ ( نونا ) الي معناها أختي الكبرى .

" لن أضعف أمام طفلي "

" … ! "

بعد مراقبة جدال الإثنين التي كانت تحدث دائمًا بشكل مماثل في كل مرة، حولت يلينا نظرها إلى والدها .

ثم قالت فجأة .

" شكرًا لك على تربيتي يا أبي "

" …. "

" عليك أن تبقى على ما يرام "

حرك الكونت سورت فمه كما لو كان يريد أن يقول شيئًا، ولكن بعد ذلك لم يكن بإمكانه سوى قول شيء واحد بصوت متحشرج .

" … بالتأكيد "

*     *     *     *     *     *

تحركت العربة .

نظرت يلينا خارج نافذة العربة بنظرة قلقة .

' التفكير أن هؤلاء الثلاثة سيموتون جميعًا في المستقبل … '

تذكرت المستقبل الذي ذهبت إليه .

كان العالم في حالة خراب بعد ٢٠ عامًا، لكن جميع أفراد عائلتها ماتوا قبل أن يحدث ذلك .

حسب معرفتها من المستقبل، فإن والدها سيموت من المرض بعد ١٠ سنوات و يموت إخوتها الأكبر سنًا في حادثة عربة بعد ١٥ عامًا .

فكرت يلينا بوجه قاتم .

' كان من الرائع لو تمكنت على الأقل من معرفة المرض الذي قد يتعرض له والدي أو تاريخ حدوثه '

لم يكن والد يلينا يعاني من أي مرض مزمن .

هذا يعني أنها في الحقيقة ليس لديها أدنى فكرة عن هذا .

' الشيء نفسه ينطبق على أوني و أوبا، كيف تعرضوا لحادثة العربة ؟ '

فقد كلاهما حياته من حادثة العربة في نفس الوقت تقريبًا .

هذا يعني أنهما قد يكونا تعرضا للحادث معًا .

' إذا كنت أعلم أن الأمر سيكون على هذا النحو، لكنت سألت الخادمة عن أشياء عديدة عندما ذهبت إلى المستقبل …. '

*      *     *     *     *     *


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان