الفصل 5 : ‏I’ll Be The Warrior’s Mother


يجب أن يكون لدى تلك السيدة العجوز شيء .

كان هذا فقط ما قاله حدسها .

لم تستطع التفكير في احتمالات أخرى الآن .

" هل هي هنا ؟ "

بعد أن نزلوا من العربة ومشوا في زقاق، وجدوا خيمة قذرة .

عبس الخادم عندما رأى الخيمة القديمة و القذرة التي بدت و كأنها ستنهار في أي لحظة .

" نعم، السيدة العجوز التي تبحثين عنها في الداخل … "

قبل أن ينتهي من الحديث، دخلت يلينا الخيمة .

" آ آنستي، الشابة "

بالرغم من أنها سمعت شخصًا يناديها فورًا من الخلف، لم يتبعها أحد .

نظرت يلينا إلى الجزء الداخلي من الخيمة .

" لقد أتيتِ "

كانت السيدة العجوز جالسة مثل تمثال البرونز .

" أهو أنتِ ؟ "

ربما يلينا سألت فجأة، لكنها كانت متأكدة من ذلك .

كان هناك شيء مخيف حول السيدة العجوز .

' لماذا لم أدرك هذا بالأمس ؟ '

عندما فكرت يلينا بذلك، هزت رأسها .

الأمر ليس كذلك .

لم يكن الأمرأنها لم تستطع ملاحظتها بالأمس، لكن السيدة العجوز كانت تخفي ذلك هي أظهرت نفسها الحقيقية الآن فقط .

تذكرت يلينا موقف الخادم الذي قال ان السيدة العجوز كانت مجرد متسولة خارج الطاحونة .

لابد أنه تصرف بهذه الطريقة لأنه لم يستطع رؤية ذلك الشيء المخيف .

إذا رأوا السيدة العجوز الآن، فلن يتمكن أحد من القول أنها مجرد متسولة .

" صحيح "

أكدت السيدة العجوز بصراحة سؤال يلينا المفاجئ .

شعرت أن الحديث سيكون طويلاً، جلست يلينا على الكرسي المقابل للسيدة العجوز .

" إن هذا المكان رث "

" هل الكرسي المهترئ أهم من حياتنا ؟ "

سألت يلينا بحدة .

" لماذا أريتني مثل هذا المستقبل "

تذكرت يلينا المستقبل الذي رأته واختبرته بنفسها .

بعد عام واحد من غزو الشياطين .

يبدو أن مملكتها احتلت بالكامل من قبل الشياطين .

رؤية كيف كانت الشياطين تجوب الشوارع ولكن لم يكن هناك جندي واحد يواجههم، كان من المنطقي افتراض أن جيش المملكة قد تم القضاء عليه .

' يجب أن تكون الممالك الأخرى في حالة مشابهة '

لأنه في المستقبل، قالت آنا انه قد مر عام منذ أن غزت الشياطين وانقلبت القارة على هذا النحو .

بعبارة أخرى، كان هذا هو المستقبل الذي يتدمر فيه العالم .

كان مستقبلاً مُريعًا .

مستقبل يجب ان لا يأتي أبدًا، ولا يُترك ليحدث .

" لدي القدرة على تغيير المستقبل، ولهذا السبب أظهرتي لي ذلك المستقبل، هل أنا على حق ؟ "

قالت يلينا ذلك بنبرة جادة .

كانت تأمل وبشدة ألا تكون السيدة العجوز اختارتها بشكل عشوائي .

هي لن تُظهر مستقبلاً غير قابل للتغيير لأي شخص عشوائي فقط للتسلية .

أجابت السيدة العجوز في نهاية الصمت الذي بدا طويلاً ولكنه كان قصيرًا في الواقع .

" هناك طريقة لتغيير المستقبل "

كما هو متوقع !

سألت يلينا بسرعة .

" وماهي ؟ "

" هل تعرفين الدوق كايوين مايهارد ؟ "

" كايوين مايهارد … "

تمتمت يلينا بالأسم الذي شعرت أنه مألوف إلى حد ما .

سرعان ماخطر برأسها شخص واحد .

" أنا أعلم، بالطبع أفعل، هذا الرجل … "

وحش .

كان هذا هو الأسم المستعار الذي أشتهر به الدوق كايوين مايهارد في جميع أنحاء المملكة .

تم إستخدامه فقط في المواقف الغير رسمية، لكن كان يطلق عليه " الوحش " أكثر مما كان يطلق عليه الدوق مايهارد أو أسمه .

بالنسبة إلى يلينا كذلك، بدلاً من أسمه الكامل، كانت أكثر معرفة بلقب الدوق الوحش .

لم يكن الأمر أنها عادةً ما تناديه بهذه الطريقة، ولكن هذا ما كانت تسمعه كثيرًا .

" ماذا به ؟ "

" طفل ذلك الرجل سيكون محاربًا في المستقبل "

" ماذا ؟ "

" سيكون الطفل محاربًا، و يوقظ قوة السيف المقدس التي ظهرت فقط في الأساطير، و يخترق قلب ملك الشياطين بالسيف المقدس "

" …. ! "

" هذه هي الطريقة الوحيدة لمنع المستقبل الذي رأيته يا آنسة "

" إنتظري، إذن هل هذا يعني في المستقبل الذي رأيته، المحارب لم يولد على الإطلاق ؟ "

 " صحيح "

" لماذا ؟ "

حدقت السيدة العجوز في وجه يلينا .

ثم، بدلاً من الإجابة، قالت شيئًا آخر .

" تذكري، فقط عندما تتشابك الأرواح يمكن أن يولد المحارب "

شعرت يلينا بنذير شؤم .

" إنتظري … "

" هذا كل ما لدي لأقوله، لذا غادري من فضلك "

أصبح النذير حقيقة واقعة .

تم طرد يلينا .

لم تخرج بمفردها .

عندما عادت إلى حواسها، كانت بالفعل خارج الخيمة .

" …… "

" آنستي الشابة، هل أنت بخير ؟ هل حدث شيء ؟ "

" هل أنا … خرجت بنفسي ؟ "

" عذرًا ؟ "

" هل خرجت من الخيمة بقدمي ؟ "

بتعبير مندهش، أمال الخادم رأسه و أجاب .

" هذا صحيح .… "

" فهمت "

نظرت يلينا إلى مدخل الخيمة .

لم تكن تعرف الحيلة التي استخدمتها السيدة العجوز، لكنها تحركت رغم إرادتها .

إذا كان الأمر كذلك، حتى لو حاولت العودة، فستكون النتيجة نفسها .

رفعت يلينا عينيها عن الخيمة المتهالكة و استدارت .

" دعونا نعود "

*    *    *    *    *    *    *    * 


مباشرةً  بعد عودتها إلى المنزل، بحثت عن معلومات تخص " الشياطين " .

كان تفسير السيدة العجوز يفتقر للكثير، و المستقبل الذي رأته لا يمكن أن يعطيها إدراك كافي عن الشياطين . 

" آخر مرة شوهدوا فيها كانت منذ مئات السنين … "

تمتمت يلينا وهي تعبس كانت تحمل كتابًا في المكتبة .

شياطين .

كانت مخلوقات مشوهة لم تكن بشرًا ولا وحوشًا، عاشت في مكان يسمى عالم الشياطين بدلاً من عيشها في أي مكان من القارة . 

' يبدو أن قائد الشياطين يسمى ملك الشياطين '

وفقًا للسيدة العجوز، فإن المحارب سيخترق قلب ملك الشياطين بالسيف المقدس .

بعبارة أخرى، الشخص الذي أحضر الشياطين لغزو هذا العالم هو ملك الشياطين، وفقط بقتله يمكن منع تدمير العالم .

" ألا يمكن قتل ملك الشياطين الآن ؟ "

ومع ذلك، كانت هناك مشكلتان مع هذا الحل .

أولاً، لا توجد طريقة حاليًا لمعرفة كيفية الذهاب إلى المكان الذي توجد فيه الشياطين، " عالم الشياطين "

ثانيًا، حتى لو وجدنا ملك الشياطين، فليس هناك ما يضمن أن هناك شخصًا آخر غير المحارب يمكن أن يقتله .

' لا توجد طريقة أخرى سوى الإنتظار بلا حول ولا قوة حتى يكون المحارب جاهزًا و ملك الشياطين يغزو القارة … '

" فوو، هذا صعب "

تنهدت يلينا وهي تغلق الكتاب .

الكتب عن الشياطين كانت نادرة .

في المكتبة الضخمة، لم تجد سوى كتاب واحد عنهم .

أعادت يلينا الكتاب إلى مكانه و خرجت من المكتبة محبطة .

كلما فكرت في المستقبل عندما يتدمر العالم، رأسها يتألم .

" ملك الشياطين هذا، يجب عليه فقط البقاء في منزله، لماذا فجأة يغزو عالم شخص آخر …. "

أمسكت يلينا برأسها و تخيلت سقوط ملك الشياطين في فرن مشتعل .

على الرغم من أنه كان فقط في رأسها، إلا أنها شعرت بتحسن قليلاً بعد أن تخيلت تعذيب ملك الشياطين و بكائه .

و بمزاج أكثر هدوءًا و انتعاشًا، استدعت يلينا كبير الخدم .

" هل هناك منزل على وشك الزواج من الدوق مايهارد ؟ " 

كان الدوق كايوين مايهارد الذي عرفته يلينا شابًا و غير متزوج .

' من المستحيل أن ذلك الرجل لم يتزوج بعد '

بخلاف حقيقة أنه كان يطلق عليه الوحش من قِبل الشعب، فقد كان دوقًا .

الإقطاعية التي أدارها كانت غنية و سمعت أن لديهم الكثير من الأعمال التجارية . 

بالنسبة للنبلاء الذين يفكرون في الزواج على أنه امتداد للأعمال التجارية، كان من المستحيل أن يدعوه يذهب هكذا .

كما هو متوقع، كبير الخدم ألبرت أجاب .

" إنه حاليًا في منتصف اقتراح الزواج من منزل ليندن "

" ليندن … هاه ؟ "

تراجعت يلينا .

" ليندن من ؟ "

" سمعت أنهم يدفعونه للزواج من الآنسة ميلي "

نهضت يلينا على الفور من مقعدها .

كانت ميلي ليندن ابنة عمها .

*     *     *     *     *     *    * 


" ميلي ! "

رحبت ميلي بإبنة عمها التي اقتربت منها دون سابق إنذار .

" ما الذي أتى بك إلى هنا فجأة، يلينا ؟ "

" أنتِ، سمعت أنك ستتزوجين الدوق مايهارد ؟ "

تجمدت ميلي .

و اظلم وجهها بسرعة .

" لذا أنت سمعت ذلك، و اتيتي الآن "

بعد أن أخذت ميلي يلينا إلى غرفتها، تنهدت .

" هذا هو الأمر، هذا الوالد اللعين، لايهم كم هو يحب عمله، لكن أن يبيع ابنته … "

" إذا تزوجتي، فمن المحتمل أن تنجبي طفلاً، صحيح ؟ "

" ماذا ؟ "

بالنظر إلى تعبير ميلي، أدركت يلينا أنها سألت بتهور .

رغم ذلك، لم يكن هناك فرق سواء أدركت أم لا .

كانت يلينا صبورة، ومع نفاذ صبرها، يمكنها فقط أن تذهب مباشرة .

" إذا تزوجتي، فسيتعين عليك إنجاب طفل و إدارة الأسرة، أليس كذلك ؟ سوف تلدين، أليس كذلك ؟ " 

" هل أنت مجنونة ؟ أفضل الموت ! "

صرخت ميلي بينما أصبح وجهها شاحبًا .

كانت صرختها مخيفة للغاية لدرجة أن يلينا أضطرت إلى التراجع للخلف .

" تفضلين الموت ؟ لماذا ؟ "

" يمكنني أن أسألك نفس الشيء، ألا تعرفين الدوق مايهارد ؟ "

" بالطبع أعلم "

أعادت يلينا كل ما كانت تعرفه عن الدوق كايوين مايهارد في ذهنها .

كان دوقًا، شابًا، غير متزوج، غني …

وكان يدعى بالوحش .

بسبب البقع التي تغطي وجهه .

سمعت أن بقع الدوق مايهارد كانت خلقية .

ولد مع بقع سوداء تغطي معظم أجزاء وجهه .

لم يكن هناك من يعرف ماهي تلك البقع .

قال كل من كبير الكهنة و الطبيب ان هذه كانت المرة الأولى التي يروا فيها شيء كهذا و يهزوا رأسهم .

حاول الزوجان السابقان بلا توقف محو البقع من وجه ابنهما، لكن لم يكن هناك فائدة .

بغض النظر عما فعلوه، فإن البقع لم تختفي أو تنقص، ولكن بدت و كأنها نمت جنبًا إلى جنب مع نمو الدوق مايهارد .

عندما بدأ الناس يشعرون بالنفور من رؤية البقع المجهولة، نشر شخص ما كلمة بين مجتمع الطبقة العليا .

' هذا دليل لعنة الشيطان منذ زمن بعيد '


*     *     *     *     *     *     *

يمهه منها العجوز تتوقعون من هي ؟ وليش كانت تتسول تتوقعون أنها جد فقيرة ولا ؟ 

وأيش تتوقعون تكون ذي البقع ؟ وهل بيجي يوم تختفي فيها ولا لا ؟ 

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان