كان هذا فقط ما قاله حدسها .
لم تستطع التفكير في احتمالات أخرى الآن .
" هل هي هنا ؟ "
بعد أن نزلوا من العربة ومشوا في زقاق، وجدوا خيمة قذرة .
عبس الخادم عندما رأى الخيمة القديمة و القذرة التي بدت و كأنها ستنهار في أي لحظة .
" نعم، السيدة العجوز التي تبحثين عنها في الداخل … "
قبل أن ينتهي من الحديث، دخلت يلينا الخيمة .
" آ آنستي، الشابة "
بالرغم من أنها سمعت شخصًا يناديها فورًا من الخلف، لم يتبعها أحد .
نظرت يلينا إلى الجزء الداخلي من الخيمة .
" لقد أتيتِ "
كانت السيدة العجوز جالسة مثل تمثال البرونز .
" أهو أنتِ ؟ "
ربما يلينا سألت فجأة، لكنها كانت متأكدة من ذلك .
كان هناك شيء مخيف حول السيدة العجوز .
' لماذا لم أدرك هذا بالأمس ؟ '
عندما فكرت يلينا بذلك، هزت رأسها .
الأمر ليس كذلك .
لم يكن الأمرأنها لم تستطع ملاحظتها بالأمس، لكن السيدة العجوز كانت تخفي ذلك هي أظهرت نفسها الحقيقية الآن فقط .
تذكرت يلينا موقف الخادم الذي قال ان السيدة العجوز كانت مجرد متسولة خارج الطاحونة .
لابد أنه تصرف بهذه الطريقة لأنه لم يستطع رؤية ذلك الشيء المخيف .
إذا رأوا السيدة العجوز الآن، فلن يتمكن أحد من القول أنها مجرد متسولة .
" صحيح "
أكدت السيدة العجوز بصراحة سؤال يلينا المفاجئ .
شعرت أن الحديث سيكون طويلاً، جلست يلينا على الكرسي المقابل للسيدة العجوز .
" إن هذا المكان رث "
" هل الكرسي المهترئ أهم من حياتنا ؟ "
سألت يلينا بحدة .
" لماذا أريتني مثل هذا المستقبل "
تذكرت يلينا المستقبل الذي رأته واختبرته بنفسها .
بعد عام واحد من غزو الشياطين .
يبدو أن مملكتها احتلت بالكامل من قبل الشياطين .
رؤية كيف كانت الشياطين تجوب الشوارع ولكن لم يكن هناك جندي واحد يواجههم، كان من المنطقي افتراض أن جيش المملكة قد تم القضاء عليه .
' يجب أن تكون الممالك الأخرى في حالة مشابهة '
لأنه في المستقبل، قالت آنا انه قد مر عام منذ أن غزت الشياطين وانقلبت القارة على هذا النحو .
بعبارة أخرى، كان هذا هو المستقبل الذي يتدمر فيه العالم .
كان مستقبلاً مُريعًا .
مستقبل يجب ان لا يأتي أبدًا، ولا يُترك ليحدث .
" لدي القدرة على تغيير المستقبل، ولهذا السبب أظهرتي لي ذلك المستقبل، هل أنا على حق ؟ "
قالت يلينا ذلك بنبرة جادة .
كانت تأمل وبشدة ألا تكون السيدة العجوز اختارتها بشكل عشوائي .
هي لن تُظهر مستقبلاً غير قابل للتغيير لأي شخص عشوائي فقط للتسلية .
أجابت السيدة العجوز في نهاية الصمت الذي بدا طويلاً ولكنه كان قصيرًا في الواقع .
" هناك طريقة لتغيير المستقبل "
كما هو متوقع !
سألت يلينا بسرعة .
" وماهي ؟ "
" هل تعرفين الدوق كايوين مايهارد ؟ "
" كايوين مايهارد … "
تمتمت يلينا بالأسم الذي شعرت أنه مألوف إلى حد ما .
سرعان ماخطر برأسها شخص واحد .
" أنا أعلم، بالطبع أفعل، هذا الرجل … "
وحش .
كان هذا هو الأسم المستعار الذي أشتهر به الدوق كايوين مايهارد في جميع أنحاء المملكة .
تم إستخدامه فقط في المواقف الغير رسمية، لكن كان يطلق عليه " الوحش " أكثر مما كان يطلق عليه الدوق مايهارد أو أسمه .
بالنسبة إلى يلينا كذلك، بدلاً من أسمه الكامل، كانت أكثر معرفة بلقب الدوق الوحش .
لم يكن الأمر أنها عادةً ما تناديه بهذه الطريقة، ولكن هذا ما كانت تسمعه كثيرًا .
" ماذا به ؟ "
" طفل ذلك الرجل سيكون محاربًا في المستقبل "
" ماذا ؟ "
" سيكون الطفل محاربًا، و يوقظ قوة السيف المقدس التي ظهرت فقط في الأساطير، و يخترق قلب ملك الشياطين بالسيف المقدس "
" …. ! "
" هذه هي الطريقة الوحيدة لمنع المستقبل الذي رأيته يا آنسة "
" إنتظري، إذن هل هذا يعني في المستقبل الذي رأيته، المحارب لم يولد على الإطلاق ؟ "
" صحيح "
" لماذا ؟ "
حدقت السيدة العجوز في وجه يلينا .
ثم، بدلاً من الإجابة، قالت شيئًا آخر .
" تذكري، فقط عندما تتشابك الأرواح يمكن أن يولد المحارب "
شعرت يلينا بنذير شؤم .
" إنتظري … "
" هذا كل ما لدي لأقوله، لذا غادري من فضلك "
أصبح النذير حقيقة واقعة .
تم طرد يلينا .
لم تخرج بمفردها .
عندما عادت إلى حواسها، كانت بالفعل خارج الخيمة .
" …… "
" آنستي الشابة، هل أنت بخير ؟ هل حدث شيء ؟ "
" هل أنا … خرجت بنفسي ؟ "
" عذرًا ؟ "
" هل خرجت من الخيمة بقدمي ؟ "
بتعبير مندهش، أمال الخادم رأسه و أجاب .
" هذا صحيح .… "
" فهمت "
نظرت يلينا إلى مدخل الخيمة .
لم تكن تعرف الحيلة التي استخدمتها السيدة العجوز، لكنها تحركت رغم إرادتها .
إذا كان الأمر كذلك، حتى لو حاولت العودة، فستكون النتيجة نفسها .
رفعت يلينا عينيها عن الخيمة المتهالكة و استدارت .
" دعونا نعود "
* * * * * * * *
مباشرةً بعد عودتها إلى المنزل، بحثت عن معلومات تخص " الشياطين " .
كان تفسير السيدة العجوز يفتقر للكثير، و المستقبل الذي رأته لا يمكن أن يعطيها إدراك كافي عن الشياطين .
" آخر مرة شوهدوا فيها كانت منذ مئات السنين … "
تمتمت يلينا وهي تعبس كانت تحمل كتابًا في المكتبة .
شياطين .
كانت مخلوقات مشوهة لم تكن بشرًا ولا وحوشًا، عاشت في مكان يسمى عالم الشياطين بدلاً من عيشها في أي مكان من القارة .
' يبدو أن قائد الشياطين يسمى ملك الشياطين '
وفقًا للسيدة العجوز، فإن المحارب سيخترق قلب ملك الشياطين بالسيف المقدس .
بعبارة أخرى، الشخص الذي أحضر الشياطين لغزو هذا العالم هو ملك الشياطين، وفقط بقتله يمكن منع تدمير العالم .
" ألا يمكن قتل ملك الشياطين الآن ؟ "
ومع ذلك، كانت هناك مشكلتان مع هذا الحل .
أولاً، لا توجد طريقة حاليًا لمعرفة كيفية الذهاب إلى المكان الذي توجد فيه الشياطين، " عالم الشياطين "
ثانيًا، حتى لو وجدنا ملك الشياطين، فليس هناك ما يضمن أن هناك شخصًا آخر غير المحارب يمكن أن يقتله .
' لا توجد طريقة أخرى سوى الإنتظار بلا حول ولا قوة حتى يكون المحارب جاهزًا و ملك الشياطين يغزو القارة … '
" فوو، هذا صعب "
تنهدت يلينا وهي تغلق الكتاب .
الكتب عن الشياطين كانت نادرة .
في المكتبة الضخمة، لم تجد سوى كتاب واحد عنهم .
أعادت يلينا الكتاب إلى مكانه و خرجت من المكتبة محبطة .
كلما فكرت في المستقبل عندما يتدمر العالم، رأسها يتألم .
" ملك الشياطين هذا، يجب عليه فقط البقاء في منزله، لماذا فجأة يغزو عالم شخص آخر …. "
أمسكت يلينا برأسها و تخيلت سقوط ملك الشياطين في فرن مشتعل .
على الرغم من أنه كان فقط في رأسها، إلا أنها شعرت بتحسن قليلاً بعد أن تخيلت تعذيب ملك الشياطين و بكائه .
و بمزاج أكثر هدوءًا و انتعاشًا، استدعت يلينا كبير الخدم .
" هل هناك منزل على وشك الزواج من الدوق مايهارد ؟ "
كان الدوق كايوين مايهارد الذي عرفته يلينا شابًا و غير متزوج .
' من المستحيل أن ذلك الرجل لم يتزوج بعد '
بخلاف حقيقة أنه كان يطلق عليه الوحش من قِبل الشعب، فقد كان دوقًا .
الإقطاعية التي أدارها كانت غنية و سمعت أن لديهم الكثير من الأعمال التجارية .
بالنسبة للنبلاء الذين يفكرون في الزواج على أنه امتداد للأعمال التجارية، كان من المستحيل أن يدعوه يذهب هكذا .
كما هو متوقع، كبير الخدم ألبرت أجاب .
" إنه حاليًا في منتصف اقتراح الزواج من منزل ليندن "
" ليندن … هاه ؟ "
تراجعت يلينا .
" ليندن من ؟ "
" سمعت أنهم يدفعونه للزواج من الآنسة ميلي "
نهضت يلينا على الفور من مقعدها .
كانت ميلي ليندن ابنة عمها .
* * * * * * *
رحبت ميلي بإبنة عمها التي اقتربت منها دون سابق إنذار .
" ما الذي أتى بك إلى هنا فجأة، يلينا ؟ "
" أنتِ، سمعت أنك ستتزوجين الدوق مايهارد ؟ "
تجمدت ميلي .
و اظلم وجهها بسرعة .
" لذا أنت سمعت ذلك، و اتيتي الآن "
بعد أن أخذت ميلي يلينا إلى غرفتها، تنهدت .
" هذا هو الأمر، هذا الوالد اللعين، لايهم كم هو يحب عمله، لكن أن يبيع ابنته … "
" إذا تزوجتي، فمن المحتمل أن تنجبي طفلاً، صحيح ؟ "
" ماذا ؟ "
بالنظر إلى تعبير ميلي، أدركت يلينا أنها سألت بتهور .
رغم ذلك، لم يكن هناك فرق سواء أدركت أم لا .
كانت يلينا صبورة، ومع نفاذ صبرها، يمكنها فقط أن تذهب مباشرة .
" إذا تزوجتي، فسيتعين عليك إنجاب طفل و إدارة الأسرة، أليس كذلك ؟ سوف تلدين، أليس كذلك ؟ "
" هل أنت مجنونة ؟ أفضل الموت ! "
صرخت ميلي بينما أصبح وجهها شاحبًا .
كانت صرختها مخيفة للغاية لدرجة أن يلينا أضطرت إلى التراجع للخلف .
" تفضلين الموت ؟ لماذا ؟ "
" يمكنني أن أسألك نفس الشيء، ألا تعرفين الدوق مايهارد ؟ "
" بالطبع أعلم "
أعادت يلينا كل ما كانت تعرفه عن الدوق كايوين مايهارد في ذهنها .
كان دوقًا، شابًا، غير متزوج، غني …
وكان يدعى بالوحش .
بسبب البقع التي تغطي وجهه .
سمعت أن بقع الدوق مايهارد كانت خلقية .
ولد مع بقع سوداء تغطي معظم أجزاء وجهه .
لم يكن هناك من يعرف ماهي تلك البقع .
قال كل من كبير الكهنة و الطبيب ان هذه كانت المرة الأولى التي يروا فيها شيء كهذا و يهزوا رأسهم .
حاول الزوجان السابقان بلا توقف محو البقع من وجه ابنهما، لكن لم يكن هناك فائدة .
بغض النظر عما فعلوه، فإن البقع لم تختفي أو تنقص، ولكن بدت و كأنها نمت جنبًا إلى جنب مع نمو الدوق مايهارد .
عندما بدأ الناس يشعرون بالنفور من رؤية البقع المجهولة، نشر شخص ما كلمة بين مجتمع الطبقة العليا .
' هذا دليل لعنة الشيطان منذ زمن بعيد '
* * * * * * *
يمهه منها العجوز تتوقعون من هي ؟ وليش كانت تتسول تتوقعون أنها جد فقيرة ولا ؟
وأيش تتوقعون تكون ذي البقع ؟ وهل بيجي يوم تختفي فيها ولا لا ؟