رمشت أوليڤيا عينيها ببطء . كان الليل قد اجتاح المكان. بين رموشها الطويلة، كان إدراكها للدفء المألوف والرائحة القريبة أسرع من وضوح تركيزها الضبابي .
" هل نمتِ جيدًا ؟ "
في مواجهة الصوت العذب الذي وصل إلى أذنها، رفعت أوليڤيا رأسها وقوّست عينيها بصمت .
ظل إدوين يقبّل زاوية عينيها الناعمة مراراً، ثم نظر إلى أوليڤيا وتمتم : " هذا صحيح بالفعل."
" ما هو ؟ "
" المقولة التي تقول إن الجميلات كثيرات النوم، اعتقدت أنه مجرد كلام، لكن كيف تزدادين جمالاً بهذا الشكل ؟ "
فقدت أوليڤيا الكلمات للحظة. لا يمكن أن يكون ذلك صحيحًا وهي للتو استيقظت و ربما يكون وجهها منتفخًا.
كشف ضوء القمر عن وجه إدوين. لو كان هناك أي أثر للمزاح، لضحكت و وافقت على كلامه، لكن إدوين بدا وكأنه قال حقيقة طبيعية مسلم بها. لهذا السبب، ربما …
انتشرت ابتسامة على وجه أوليڤيا بينما كانت تحدق في إدوين بدقة. جعلها هذا اليقين الراسخ توافق بشكل لا أساس له .
… ربما أصبحت حقًا أجمل لأنها نامت كثيرًا .
وفي هذه الأثناء، مرر إدوين أصابعه عبر شعرها. تألق شعرها الفضي الناعم الذي التف حول أصابعه كما لو أنه احتجز ضوء القمر البارد.
عندما لامست أصابعه شحمة أذنها، ظهرت واختفت مشاعر معقدة على ابتسامته، و مرّت نظراته القلقة على بطنها، لكن أوليڤيا لم تلاحظ .
" ألستِ جائعة ؟ "
حتى لو لاحظت، لم يكن هناك شيء ليتغير. على قلقه اليومي، تمدد صوت أوليڤيا مثل الحلوى الذائبة في الشمس .
" أعتقد أنني جائعة نوعًا ما … لكنني أشعر بالنعاس الآن."
" إذاً، نامي جيداً الآن، وغداً عندما تأتي بيثاني، يمكننا تناول الفطور جميعًا، أليس كذلك ؟ "
" بيثاني قادمة ؟ "
هل مر أسبوع بالفعل ؟ كانت أوليڤيا تعدّ الأيام التي تعود فيها بيثاني إلى القصر مرة واحدة في الأسبوع، متسائلة عما يجعل تطوير الأحجار السحرية بهذا القدر من الانشغال .
أغمضت عينيها المتعبتين من النعاس، ثم حركت جسدها ببطء والتصقت بإدوين بشدة.
" … كنت أشعر بالحر، لكن هذا الآن أصبح منعشًا."
أصبح صوتها المغمور بالنوم أخفض وأخفض. ضحك إدوين بخفة وربت على ظهرها. سرعان ما انتشر تنفسها الهادئ بانتظام .
حدق إدوين بعينين يقظتين في وجه زوجته النائمة. ولمس وجهها الجميل بيد حذرة للغاية. مؤخرًا، كان جسد أوليڤيا دافئًا أكثر من ذي قبل .
وفي الوقت نفسه، تذكر صوت ديان : " يا صاحب السمو، لدي شيء لأقوله."
ديان، الذي جاء بعد الظهر، تردد طويلاً ثم قال : " أرى أن حالة سمو الأميرة الآن تشبه كثيراً حالة أختي عندما كانت حاملاً."
لو كان الأمر قد توقف عند هذا الحد، لكان وجه إدوين قد غمره الفرح المذهول، لكن على كلمات ديان التي تلت ذلك، لم يستطع إدوين إخفاء تعبيره المظلم نوعًا ما.
ثم تمتم بصوت منخفض، وهو ينفض الذكرى : " … سنتأكد عندما تأتي بيثاني."
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
" لا، إذا كان الأمر كذلك، فيجب …… "
لقد سارعت بيثاني إلى المجيء بسبب الأخبار العاجلة بأن الأميرة تظهر عليها أعراض الحمل، وفوجئت برؤية إدوين يطلب منها إجراء التشخيص .
ارتفع صوتها في دهشة. تنحنحت بيثاني ونظرت عبر النافذة الزجاجية الكبيرة. فقط بعد أن تأكدت أن الأميرة كانت تتجول في الحديقة وتغمرها أجواء الربيع اللطيفة، تمتمت بيثاني، وهي تضغط على أسنانها وكأنها تخيط حنقها الداخلي :
" … يجب أن تستدعوا طبيبًا بدلاً مني."
" لكنك ساحرة، ويمكنكِ استخدام سحر الشفاء."
" ما علاقة سحر الشفاء بالقدرة على تأكيد الحمل ؟ "
" … آه."
أومأ الوجه الجميل الذي يعكس القلق بإدراك. حتى قادة الفرسان الأربعة و رئيس الخدم، الذين كانوا متوترين للغاية بسبب الأمير، بدوا مصدومين .
" يا إلهي … "
لقد تصرفوا كما لو أنهم نسوا حقيقة بديهية، وهي أنه إذا كانت هناك أعراض حمل، فيجب استدعاء طبيب. ومع وجود فرسان أذكياء و رئيس خدم بجواره !
قالت بيثاني، وهي لا تخفي حيرتها، بسرعة : " استدعوا طبيبًا على الفور ليفحصها، إذا كان الأمر حملاً مبكراً بالفعل، فيجب أن تبدأ … انتظر لحظة، لهذا السبب كنت تمنع سمو الأميرة من احتضانك للتو !."
قال ديان مترددًا : " لكن … ألا يجب أن نخبر الأميرة إذا استدعينا طبيبًا ؟ "
" إنها تغفو وتصحو، يمكننا أن نتعلل بأننا سنعيد تصنيع الوصفة العشبية بسبب خمول الربيع."
رفعت بيثاني يدها إلى جبينها بصدمة أمام وجوههم المستنيرة، ثم تساءلت فجأة : " لكن لماذا تريدون إبقاء الفحص سرًا عن سمو الأميرة ؟ لماذا ؟ ستكون سعيدة جداً."
أنهى إدوين كلامه بتردد : " إذا أجرينا الفحص لمعرفة ما إذا كانت حاملاً، ولم تكن كذلك … "
عرف إدوين الشعور بالدهشة والفرح والسعادة الباهرة التي انتشرت فيه تدريجيًا عندما سمع كلمات ديان لأول مرة، لكن ……
" لكن، ربما أكون مخطئًا، هانا قالت إن جسدها أصبح أكثر راحة، وهذا ليس هو الحال في معظم حالات الحمل المبكر، حيث تكون صحة الجسم متدهورة في الغالب."
تذكر إدوين كلمات ديان التي أضافها على عجل بحدة، وحاول أن يهز كتفيه. لكنه لم يستطع أن يمنع عبوسه الأنيق من الالتواء، وكشف عن خيبة أمل مريرة في توقعه المتضخم .
أخيراً، أطلق ضحكة خالية من الأمل على زاوية فمه عندما لاحظ نظرة بيثاني. لقد كان شعوراً بالفراغ والغربة أكثر مما توقع، أن تتبدد التوقعات التي تراكمت في لحظة كما لو كانت مدفوعة بموجة .
شعرت روحه بأنها فارغة ومتبقية عليها تجاعيد من خيبة الأمل. والأهم من ذلك، لم يكن يريد على الإطلاق أن تنفجر توقعات أوليڤيا، التي انتفخت كفقاعة صابون، هكذا أمامه. رفعت بيثاني يدها إلى جبينها .
" هل ستفكر سرًا في كل مرة تظهر فيها عليها أعراض لا حصر لها في المستقبل، وتستدعي طبيبًا بذريعة مختلفة ؟ يا صاحب السمو ؟ "
" … أليس هذا أفضل من الشعور بالندم ؟ "
" أي ندم ؟ عليكَ أن تُراجع مشاعرك بدقة أكبر، هل أنتَما مستعدان للطفل، أم سيكون من المقبول أن يصل الطفل متأخرًا قليلاً ؟ "
في تلك اللحظة، شعر إدوين وكأنه تلقى لكمة على رأسه. لقد تمنى بشدة أن يأتي المستقبل الذي تحدث عنه مع أوليڤيا، و إدوين لوڤيل ڤيكاندر لم يكن شخصًا يتردد أو يتلعثم عندما يواجه ما يريده، فلماذا …
" … بما في ذلك أطفالنا."
" …… "
" إذا كان ذلك ممكنًا، أتمنى أن يكونوا أطفالاً."
شعر بنفس الشعور. طالما كانت أوليڤيا بخير، فقد تمنى وصول الملائكة الصغار الذين يشبهونها.
انتشرت ابتسامة سلسة على وجهه، وذهب القلق. نظرت بيثاني إلى ما وراء النافذة الزجاجية .
" سيصبح الأمر أكثر وضوحًا بعد إجراء الفحص، على أي حال، وبغض النظر عن التشخيص، يجب أن تشرب الأميرة بعض الوصفات العشبية."
*
*
كانت هذه هي المرة الأولى التي تفكر فيها أمام دفتر يومياتها .
حدقت أوليڤيا في الورقة البيضاء من الدفتر ومسكت رأسها. من المؤكد أنها حلمت حلمًا رائعًا الليلة الماضية، لكنها لم تستطع تذكره عندما حاولت الكتابة .
هل بقيت أحلامها السابقة مجرد شعور عالق أيضًا ؟ في تلك اللحظة، أدركت فجأة .
" … لقد تخطيته."
قلبت أوليڤيا دفتر يومياتها بسرعة. لم يكن هناك أي علامات حمراء في مذكرات الشهر الماضي . تسلل نظرها لا إراديًا إلى اللوحات الموجودة على الطاولة .
في اللحظة التي نظرت فيها إلى اللوحتين اللتين رسمهما إدوين، تسارع نبض قلبها. في تلك اللحظة .
— طرق، طرق .
تبع صوت طرق الباب السريع مثل نبض قلبها دخول إدوين. للحظة، شعرت بالدهشة من تعابيره المتباينة التي جمعت بين الراحة والقلق، ثم رمشت أوليڤيا بعينيها عندما سمعت اقتراح إدوين .
" فحص … هل هذا بسبب خمول الربيع ؟ "
" هذا صحيح، ولكن …… "
ابتسم إدوين بوجه لم يكن على عادته، وخاليًا من الهدوء. شعرت أوليڤيا وكأن شفتيها جفت فجأة، و تصاعد توقع غامض من تخمينها الضبابي .
" … كنت أشعر أنني بحاجة إلى فحص أيضًا."
تحدث صوتها المشحون بالرجفة نحو إدوين. سألته بوجه مختلط بين الإثارة والقلق : " نحن نفكر بنفس الشيء الآن، أليس كذلك ؟ "
يا له من عار لو كان سيفوته هذا الوجه اللامع ! لم يستطع إدوين إصدار صوت، فقط أومأ برأسه. اقتربت أوليڤيا واحتضنته بعمق. ارتفعت أنفاسها الساخنة وانخفضت على صدره، ثم أومأ إدوين برأسه كمن اتخذ قراراً حازمًا .
*
*
ماذا يحدث ؟
كان تيار غير عادي يتدفق في غرفة استقبال الأمير والأميرة، بعد أن دفع الطبيب الفرسان القلقين و دخل. قدّم الطبيب احترامه وهو يراقب تعابير وجه الزوجين .
" تحياتي لصاحب السمو الأمير وسمو الأميرة."
" أنـ، أنا … "
على عكس مظهرها المعتاد الناعم والحازم، ابتلعت الأميرة كلماتها وكأنها متوترة بعض الشيء، و أمسك الأمير بيدها .
تشنج حلق الطبيب عندما تداخل مظهر الملك والملكة في ذلك المشهد، قبل اثنتين وعشرين سنة بالضبط. وفي تلك الأثناء، استمر صوت الأميرة الحذر .
" أشعر بالنعاس كثيراً، وأشعر بالإرهاق دائماً مؤخراً، لذلك أردت أن أتلقى تشخيصاً."
" … سأبدأ بالتشخيص الآن."
نظف الطبيب حلقه المتشنج وفحص نبض الأميرة. وعندما انتهى من التشخيص، ابتسم ابتسامة خافتة. كان سعيداً حقاً لأنه تمكن من إيصال الأخبار السارة إلى هذين الزوجين الشابين اللذين كان القلق والإثارة يظهر عليهما بوضوح .
" تهانينا، يا صاحب السمو الأمير وسمو الأميرة."
في اللحظة التي سقطت فيها كلمات الطبيب، نظرت أوليڤيا إلى إدوين. وإدوين فعل الشيء نفسه. مرت مشاعر لا حصر لها بين نظراتهما المتشابكة على الفور .
الشيء الذي تخيلاه أصبح حقيقة. كان الشعور غير واقعي ومذهلاً. هذا الدفء اللطيف الذي اقترب و تداخل ببطء هو ما أخبرهما بأن هذه السعادة حقيقية .
بدا صوت الطبيب بعيدًا : " لا يزال الحمل في مرحلة مبكرة وهناك العديد من الاحتياطات الواجب مراعاتها … "
شعر الطبيب بوخزة على ذراعه ونظر إلى بيثاني التي كانت بجانبه. وفي الوقت نفسه، رأى تعابير الزوجين الشابين اللذين كانا يحدقان ببعضهما بذهول، و انتشر الرضا على وجهه المتجعد.
" يبدو أن وقتكما الخاص هو الأولوية الآن، سأغادر، تهانينا مجددًا."
" مبارك حقاً، يا سمو الأمير وسمو الأميرة." فقدت بيثاني، التي كانت تحافظ على هدوئها، توازنها أيضًا .
آه حقًا، في هذا اليوم السعيد... احمرّت عينا بيثاني التي كانت تهمس بسعادة .
ابتسمت أوليڤيا ابتسامة عريضة وهي تسمع صوت بيثاني المليء بالدموع .
" شكرًا جزيلاً لكِ حقاً."
*
*
بمجرد أن غادر الطبيب غرفة الاستقبال، أغمض عينيه وفتحهما للحظة .
" ماذا حدث ؟ هل زار الملاك الصغير سمو الأميرة ؟ "
" أخبرنا بسرعة، لا أستطيع أن أسأل سمو الأميرة مباشرةً، أشعر أن قلبي سينفجر."
" حتى لو لم تكن كذلك، سأُحضر الوصفة العشبية المغليّة بسرعة ! "
اندفع الفرسان الأربعة والخادمة بضجة كصيصان تطالب بالطعام، وكأنهم ينتظرون خروج الطبيب و بيثاني بفارغ الصبر.
على صدى ذلك الصراخ، نظر الطبيب إلى الباب وكأنه يتفادى الموقف وقال باقتضاب : " اهدأوا."
" …… "
" حتى لا تشوشوا على محادثة أصحاب السمو الثلاثة."
لم يكن هناك احتمال ولو ضئيل لتسرب أصواتهم عبر هذا الباب الصلب والثقيل. تجمد الفرسان و الخدم الذين كانوا يردون قائلين : " ما هذا الذي تقوله ؟ انتظر، ثلاثة … ؟ "
من المؤكد أن الأشخاص الذين كانوا في غرفة الاستقبال هم أربعة : الأمير والأميرة والطبيب وبيثاني، خرج اثنان من الأربعة، لكنه قال "ثلاثة" ! يا تُرى … !
قام وينستر بثني وفرد أصابعه بشكل متكرر. ابتسمت بيثاني بخفة وهي ترى يده القوية ترتجف، وقالت الحقيقة الواضحة : " لقد جاء الملاك الصغير إلى سمو الأميرة."
— شهقة .
كتمت الأيدي المرتجفة الصرخات، لكن لم يكن من الممكن كتمان الفرحة التي لمعت في عيون الفرسان .
اخترقت الهتافات الصامتة القلعة بأكملها. كان مجرد مسألة وقت قبل أن ينتشر هذا الفرح الغامر إلى القصر بأكمله، وإلى ڤيكاندر بأسرها .
*
*
بعد سماع صوت إغلاق الباب .
ابتسمت أوليڤيا بخفة، وكأنها استيقظت من حلم زائل .
" لا أعرف ماذا أقول … "
شعرت وكأن الدموع ستنهمر في أي لحظة. لم ينفع تطمينها لنفسها بأنه قد لا يكون حملاً. كان الطفل الذي استجاب تماماً لتوقعاتها المتضخمة ثميناً جداً لدرجة أنها شعرت بالخوف بشكل غريب.
لم تستطع أوليڤيا حتى وضع يدها على بطنها، وفي تلك اللحظة …
" مرحبًا يا أوليڤيا."
مع اليد التي احتضنت كتفها، اقتربت عيناه القرمزيتان. كانت حافة عينيه محمرّة مثلها تمامًا، لكن إدوين تلا الأسماء العديدة التي أطلقت عليها بأناقة وبصوت ثابت .
" مرحبًا يا ليڤ."
" …… "
" مرحبًا يا سمو أميرتي الحبيبة."
ردد إدوين بصوت عالٍ كل لقب ثمين يشير إلى أوليڤيا : صاحبة الجلالة إمبراطورة المستقبل، سيدة الجنوب الغربي، القديسة، الآنسة الجميلة … ثم ابتسم ابتسامة مشرقة .
" … و … "
" …… "
" مرحبًا يا والدة الطفل."
حبست أوليڤيا أنفاسها أمام اللقب الممنوح حديثًا. تجمعت الدموع فوق عينيها الخضراوين اللتين كانتا تشعان بفرح متألق .
" ما رأيكِ ؟ ما رأيكِ في اللقب الجديد الذي أُطلق عليكِ يا ليڤ ؟ "
نظرت أوليڤيا إلى وجهه الذي كان يتدفق منه توتر معتدل وسعادة عظيمة، وابتسمت بخفة وقالت : " مرحبًا يا والد الطفل."
اللقب الذي خرج من طرف لسانها انتشر وذاب على قلب إدوين. هل كان اللقب الذي حصل عليه ساحرًا إلى هذا الحد ؟
حرك إدوين حنجرته ببطء. برؤية وجهه، تشجعت أوليڤيا أخيرًا .
" لا أعرف أي شيء آخر، لكني أعرف أن هذا هو الوقت المناسب لقول مرحبًا للطفل."
همست أوليڤيا بلطف وأمسكت يد إدوين و وضعتها على بطنها. ابتسمت أوليڤيا قليلاً و أومأت برأسها، لأن بطنها الذي لم يكن يظهر عليه أي أثر للحمل بدا وكأنه جديد عليها .
— الصورة التوضيحية : هـنـا .
" مرحبًا يا طفلي."
" مرحبًا يا طفلي."
تردد صوت أوليڤيا و إدوين وكأنهما في تناغم. أرادت أن تقول شيئاً رائعاً، لكن عقلها أصبح فارغاً تماماً.
نظرت أوليڤيا إلى إدوين وكأنها تطلب المساعدة، لكن إدوين كان ينتظر كلماتها وعيناه تلمعان .
" أتمنى لو يأتي الشتاء بسرعة، أريد أن أنسج أجمل الكلمات لأرحب بك عندما تخرج."
ثم هزت أوليڤيا رأسها. بغض النظر عن رغبتها في رؤيته بسرعة، كانت بحاجة إلى وقت لتجهيز الكلمات الجميلة. بما أنها أعلنت أنها ستستخدم "أجمل الكلمات"، ستحتاج أيضاً إلى قراءة كل كلمة في العالم. و إدوين أيضاً سيحتاج إلى التدرب على الرسم بجد.
" نحن أيضًا بحاجة إلى وقت للاستعداد، لذا، حتى تخرج بأمان، لنبذل قصارى جهدنا جميعًا معاً."
" طفلنا رائع حقًا، يا له من أمر عظيم أن يتمكن من قضاء الفصول الأربعة معنا بمجرد وصوله."
عبّر إدوين عن إعجابه ببراءة، و لمعت عيناه القرمزيتان بالفخر. بدا وكأنه نسي تماماً حقيقة أن معظم الأطفال يقضون تسعة أشهر في بطون أمهاتهم، لكن أوليڤيا اختارت أن تفتخر معه بدلاً من مواجهة هذه الحقيقة .
" هذا صحيح، إنه حقًا … حقًا رائع، طفلنا."
عندئذ، انهمرت القبلات الدافئة على وجه أوليڤيا. غمرت الضحكات المفعمة بالسعادة أذنيها. كان يوماً ربيعياً تتفتح فيه براعم الزهور الناعمة في سباق .
لقد زار الملاك الصغير ڤيكاندر، حيث نبتت البراعم الخضراء واستقرت عليها سعادة لا حصر لها، منتشرة مثل بذور الهندباء .
احتضنت أوليڤيا و إدوين هذه السعادة الغامرة بكل جوارحهما. وقررا الاستمتاع بهذا الوقت الذي كان فيه حتى الانتظار مبهجًا. لأنهما علما أنه بمجرد انقضاء هذا الانتظار الجميل، فإن السعادة التي سيلتقيان بها ستغمرهما بالكامل .
— النهاية —
****************************
وبكذا بيكون باقي الفصول الخاصة بس .
.