الفصل ١٦١ : ‏Do Your Best to Regret

{ ابذل قصارى جهدك للندم }


" إذًا، سأذهب الآن."

اختفت أوليڤيا بالكامل خارج باب قاعة الاجتماعات .

بعد أن وقف وينستر مذهولاً لبعض الوقت، تمتم بضحكة خالية من المعنى : " … يا إلهي، ليس هذا هو الوقت المناسب للقول، ولكنكما رومانسيان جدًا، كلاكما."

" صحيح، لم أكن أتوقع أن أرى شيئًا كهذا هنا."

هزّ ديان رأسه موافقًا. لقد كان ذلك قبل قليل، حين كانت الآنسة تحدق بالدوق مادلين بنظرة فارغة .

" رجاءً، لِنَنتَقِل إلى مكان آخر، إلى مكتب الدوق."

قالت الآنسة ذلك بلا تردد، و مدّت يدها على الفور لسموّه. كان مظهر الآنسة، التي تعكس غرورًا فطريًا كالأميرات، آسرة لدرجة أنها لفتت أنظار نبلاء الإمبراطورية المنسحبين كأنهم مهزومون .

وعندما قابل سموّه تلك اللفتة بالإمساك بيدها بلطف وتقبيل ظهرها، أعتقد ديان أنه سمع حتى صوتًا يطلق تنهيدة إعجاب كالتهليل .

" يا إلهي، حقًا."

هز ديان رأسه، ولوّح بيده للتخفيف من حرارته، لكنه لم يستطع منع زاوية فمه من الارتفاع .

" إذا كان القصد هو إغاظة نبلاء الإمبراطورية، فقد نجحتما، يا للرومانسية التي لا يمكن لأحد مجاراتها."

بدأ ديان و وينستر في الضحك فيما بينهما. الوحيد الذي لم ينسجم مع هذا الجو هو هوارد، الذي كان عليه الانتقال لتوثيق المفاوضات .

" رومانسي ؟ "

بالنسبة لهوارد، الذي شاهد اللحظة من أقرب نقطة، لم تكن قبلة ظهر اليد رومانسية بالكامل . كانت كثافة تلك اللحظة مهيبة بطريقة ما، ومأساوية بطريقة أخرى …

" … كفارس."

" صحيح."

صمت هوارد فور سماعه صوتًا هادئًا. نظر إدوين إلى هوارد، الذي كان الوحيد الذي أصاب التوقع، و رفع زاوية فمه .

تذكر إدوين اليد المرتجفة التي امتدت إليه. وتذكر أيضًا اليد الصغيرة والضعيفة التي كانت مغلفة داخل كفه، لكن ما كان أقوى من ذلك هو العينان الخضراوان المتقدتان بشراسة، و وقفتها الفخورة، و الشفاه المطبقتين بإحكام .

والأهم هو : الارتجاف الذي توقف كالسحر عندما قبّل يدها تمنيًا للنصر .

يبدو أن الفائز اليوم لن يكون هو وحده، لذا ابتسم إدوين بإشراق .

*

*

كان ضوء القمر الساطع باردًا بشكل خاص .

كان الطريق إلى مكتب عمل الدوق مادلين هادئًا .

فيما مضى، سارت أوليڤيا في هذا الممر عدداً لا يحصى من المرات. كانت تغير زهور المزهرية الموضوعة على الطاولة الصغيرة بتجاهل من اللورد هُكسلي، و تنظر إلى مكتب العمل متأملةً أنها ستتمكن من دخوله يوماً ما .

لكن توقعاتها كانت تصطدم دائمًا بباب مكتب العمل الصلب. لم يكن مسموحًا لها بالدخول إلا إلى هذا الممر فقط .

تمامًا كما كان الحال عند باب مكتبه في قصر مادلين .

لمست أوليڤيا ظهر يدها التي قبّلها إدوين بلا وعي. كانت العينان الحمراوان الناظرتان إليها تعلم الحقيقة .

وحرارة الشفاه التي لامست يدها ببطء كأنها تطبع شيئًا، كانت دليلاً على ذلك .

على عكس المكتب في قصر الدوق التي فرّت منه، فإنها اليوم ستغادر مكتب العمل هذا بإرادتها .

" أهلاً بك يا دوق … ومرحبًا بكِ مجددًا يا آنسة."

" أحضر الشاي إلى المكتب."

تعاقب على السمع تحية اللورد هُكسلي الذي بدا مرتبكًا بعض الشيء عند الباب، وصوت الدوق الأجش والهادئ .

وبعد ذلك، فُتِح باب المكتب .

المكان الذي لطالما تمنّت دخوله .

كان عاديًا لدرجة يبعث على الإحباط .

*

*

" … مهما قلت، أعلمُ تمامًا أن ما سأقوله هنا والآن سيبدو مجرد أعذار، لا … أعلمُ تمامًا أنها أعذار."

فقط عندما ساد الصمت، فتح الدوق جيوفاني مادلين فمه .

كانت تلك الكلمات، المختارة من بين آلاف الكلمات، مجرد أعذار واهية .

ومع ذلك، بدأ يتحدث هكذا …

" أردت أن أوضح أن عائلة الدوق مادلين لا تفعل هذا رغبةً منها في الانضمام إلى ڤيكاندر."

كان هذا مريح. أنه لم يتم إشعال أي ضوء، كما طلبت أوليڤيا، لذا، لم يكن وجه الطفلة واضحًا بشكل كامل .

" … في الماضي، كان كل شيء خطئي، كما قلتِ، أنتِ لم تفعلي شيئًا."

لم يستطع جيوفاني أن يرفع عينيه ليواجه نظرة العيون الخضراء التي كانت تحدق به. كان فمه جافًا وكأن به حبات رمل، لكنه استمر في إلقاء اعترافاته المترددة .

" لقد أدركت ذلك متأخرًا، و أدركت أين يجب أن يتجه سيفي، ومن هذا المنطلق، بدأت بفعل ذلك."

لكن أوليڤيا لم تتحرك قيد أنملة. أصبح جيوفاني أكثر توترًا. كان فضوليًا بشأن تعابير وجهها الآن، وفي الوقت ذاته، لا يريد أن يعرف.

بدأ ضوء القمر البارد يتسلل من النافذة الكبيرة إلى داخل المكتب . وفي كل مرة كان يرى فيها خط فكها الذي غطّته الظلمة، و شعرها الفضي الذي يُشبه شعره، و شفتيها المُطبقتين بإحكام، لم يستطع جيوفاني إخفاء قلقه .

صوته امتد وكأنه توسل : " أرجوكِ، لا تقلقي بشأن الدوق إلكين، سأعيد له أضعاف المعاناة التي مررنا بها بسبب أفعاله، لذا …… "

وربما … إذا لامس هذا الانتقام قلبها .

" اكرهيني كما تشائين، و استخدمي مادلين كيفما أردتِ، ثم، هل تسمحين لي يومًا بأن أسدد لكِ كل ما أخطأتُ به تجاهكِ ؟ "

كان قلبه يتمزق، بينما كان يحاول تقليص المسافة التي بينهما .

" … أتمنى لو كان بإمكاني أن أفعل شيئًا من أجلكِ."

لأنه لم يستطع النظر إلى الأمام، أغمض جيوفاني عينيه .

أخطاؤه التي لا تُحصى، والتي لا يمكن أن يتذكرها كلها، بدأت تطفو على سطح ذاكرته .

شعر جيوفاني مادلين بضآلة شديدة أمام كل ما حاولت أوليڤيا مادلين أن تفعله لتصبح جزءاً من العائلة .

ازدادت الأفكار، ولكن من الواضح أن الصداع الرهيب الذي كان يعذبه بدأ يتلاشى تدريجيًا، وكأن الأوعية الدموية المتشابكة بدأت تعود إلى أماكنها، لكن الهدوء كان لحظيًا .

" … كان هناك سببان لطردي الدوق إلكين من ڤيكاندر."

فتح جيوفاني عينيه على الصوت المنخفض. في الظلام الذي اعتادت عليه عيناه تمامًا، ظهر وجه أوليڤيا بوضوح الآن .

" أحدهما، أنني سئمت من سماع صراخه البغيض الذي يشبه نحر الخنازير."

وجه خالي من التعبير بشكل مروع. عيون ثابتة بلا أي اهتزاز. حينها أدرك جيوفاني بعمق أن كلامه المتسرع لم يكن له أي تأثير على هذه الطفلة .

" والسبب الآخر، هو لأنني أعرف وضوح مادلين."

مادلين الذي يكون حاسمًا في المكافآت، وأكثر وضوحًا في الانتقام .

" أعلم أن مادلين ستوجه نصل سيفها بوضوح شديد عندما تعرف العدو."

هذه الطفلة كانت تعرف ذلك أفضل من أي شخص آخر .

" أرسلتُ شخصًا إلى شارع إدينغتون لمعرفة ذلك، هل صحيح أن والدتي …… "

بلعت أوليڤيا ريقها ببطء .

" … تعمّدت هي و الدوق إلكين أن يقوما بتشويه سمعتك ؟ أردت أن أتأكد من ذلك."

على الرغم من أنها كانت تعلم أن الأمر ليس كذلك، وعلى الرغم من علمها بأن أمها الجميلة والقوية ليست من يفعل ذلك، كان عليها أن تتأكد .

لأنه بهذا الشكل فقط يمكن للدوق أن يبقى الجاني في عالمها، و يمكنها أن تكرهه إلى الأبد .

" ثم لاحقًا، حتى فكرة اكتشاف الحقيقة الخفية اختفت، على أي حال، من المؤكد أن أمي تلقت مالاً من أحدهم، وحقيقة أنها قضت الليلة معك مقابل ذلك كانت حقيقة أيضًا."

" …… "

" لذا، فقد تفهمت تمامًا، سبب كرهك لأمي."

أخذت أوليڤيا نفسًا عميقًا و زفرته ببطء. على عكس المرة السابقة حيث كان مجرد سيل من الكلمات، يجب أن تكون نهاية اليوم بطريقتها الخاصة .

لذا، نظرت أوليڤيا إلى عيني الدوق بتفحص : " قلت إنك تود أن تفعل شيئًا من أجلي، أليس كذلك ؟ "

أومأ الدوق برأسه بخفة في الظلام، لأنه كان حقًا ما أرادت أن تسمعه، ولأن قلبها شعر بانقباض خفيف، ابتسمت أوليڤيا ابتسامة خافتة .

" أنا أيضًا كنت كذلك."

" …… "

" منذ اليوم الذي دعاني فيه الدوق إلى القصر …… "

لا … هزّت أوليڤيا رأسها للحظة .

" … ربما، منذ أن أمسكت الدوقة الراحلة بيدي."

لم يعد الدوق يغضب من ذكر القاعدة غير المكتوبة. كان توترها السابق لا معنى له. لذلك، استطاعت أوليڤيا أن تقول الكلمات التي تركت فيها ندبة عميقة ومؤلمة بسهولة تامة .

" لقد بذلتُ قصارى جهدي حقًا من أجلك، ومن أجل مادلين."

سواء لم يصل ذلك أم أنه بدأ يفيض الآن، لم يعد الأمر من شأنها .

" لذا، أيها الدوق، افعل الشيء نفسه أيضًا …… "

عندما نادت الدوق مادلين، ابتسمت أوليڤيا ابتسامة عريضة .

" انتقم انتقامًا عنيفًا ضد الدوق إلكين و الإمبراطورة … "

صححت أوليڤيا كلامها : " ضد الإمبراطورة، و الأميرة، بالقدر الذي يُرضيني."

" … بقدر كافٍ، وأكثر، أعدك بذلك."

الصوت المنهك، الذي انكمش منه الغطاء كاشفًا عن شيء حقيقي، منحها الثقة لأول مرة، لذا أومأت أوليڤيا برأسها .

" وأتمنى أن تندم أيضًا."

… إلى أي مدى ؟

" بقدر ما أحببت مادلين، وبذلت قصارى جهدي."

ابتسمت أوليڤيا ابتسامة باهتة. من الواضح أنه بعد أربعة عشر عامًا، لن يتمكن الدوق مادلين من الندم بقدر ما أحبت هي مادلين، لكن أوليڤيا كانت متسامحة. لأن الإجابة التي بحثت عنها خلال ليالٍ لا تُحصى تتلألأ فيها النجوم، لم تكن كل هذا فقط .

" وعندما ينتهي كل ذلك الوقت …… "

حركت أوليڤيا شفتيها للحظة . وفي تلك اللحظة، تذكر جيوفاني شيئًا قديمًا جدًا في تلك العيون الواضحة .

" هل أنتَ أبي ؟ "

الفرحة الواضحة، أو ربما الأمل الحذر، التي ظهرت فجأة وهي ترفع رأسها وتسأل. كان الأمر مشابهًا للحظة التي دخلت فيها تلك الطفلة ذات الست سنوات منزله لأول مرة .

لذا، تطلّع جيوفاني إلى أمل ضئيل . ربما، إذا شاء القدر، أن يتمكنا من بناء علاقة جيدة في المستقبل … أو إذا كان أكثر طموحًا، أن يتمكن من تعويض تلك الطفلة التي جُرحت بسبب خطئه، حتى تنسى الماضي تمامًا ……

" من فضلك، انسى الأمر ببطء."

…… كيف يجرؤ ؟ يرسم مخططات مستحيلة دون أن يعلم أن الأرض التي يقف عليها تتحطم بشكل مروع .

" الذكريات التي سببت لك الحزن بسبب أمي، والذكريات التي تندم عليها … "

تابعت أوليڤيا كلامها بصوت بطيء ولكن واضح، كما لو أنها فكرت طويلاً . تلك الكلمات هوت بثقلها على جيوفاني .

مع كل صوت حاد يتطاير منه الشظايا، كان يتألم وهو يُطعن بخداع ونفاق كان قد فرضه على نفسه برضاه .

" قرار محو كرهك لأمي يعود لقلبك، أيها الدوق … ولكن، إفعل ذلك عندما تصبح بخير حقًا."

كان الادعاء بأن تحسين العلاقة ليس الهدف كذبة. فالأمنية التي نمت بلا حياء كانت مليئة بآمال واهية .

" أعتقد أن هذا هو أفضل ما يمكنك أن تفعله من أجلي يا دوق."

… كان السقوط لا نهاية له . بقدر ما توقّع، وبقدر ما نافق، كان جيوفاني يزداد سقوطًا إلى الأسفل .

" لن يكون الأمر صعبًا عليك."

في المكان الذي ظن أنه القاع، استجمع جيوفاني قواه بصعوبة .

كان على وشك أن يقول من بين شفتيه المرتجفتين إنه يستطيع أن يفعل أي شيء، وأن يمسك بتلك الفتاة مرة أخرى، لكن ……

ابتسمت أوليڤيا بارتياح : " … لأنك تمنيت أن تمحوني لمدة أربعة عشر عامًا."

" لو كان بإمكاني فعل شيء، لتمنيت أن أمحوك من حياتي."

في تلك اللحظة، نظر جيوفاني إلى الخيط الذي حاول يائسًا الإمساك به . مجرد كومة من الرماد المتبقي بعد حريق مشتعل. المشاعر التي جفت حتى براعمها اختفت في ابتسامة خفيفة كالنسيم .

كأنه لم يُسمح أبدًا لجيوفاني، أو لمادلين، بامتلاك أي شيء في المقام الأول .

… في ضوء القمر، تلألأ شعر الدوق الفضي ببريق .

كان يومًا ما رمز عائلة الدوق مادلين، الذي كانت أوليڤيا تفخر به أكثر من غيره . كانت تؤمن بأن هذا القاسم المشترك يربط عائلة الدوق مادلين معًا كوحدة واحدة .

لكنها كانت تعرف الحقيقة . أن مفهوم العائلة يعني علاقة مثل علاقة كبير الخدم في قصر ولي العهد وابنه، ومثل علاقة الإمبراطورة والأميرة، ومثل العلاقة بين إدوين و الدوق الأكبر السابق .

علاقات متينة ولا يمكن قطعها، لذا، كانت علاقة أوليڤيا وعائلة الدوق مادلين علاقة يستحيل أن تتحقق .

— طرق .

عندها فقط، أبعدت أوليڤيا نظرها عن شعر الدوق الفضي وأجابت .

دخل اللورد هُكسلي بوجه مشدود وقلق. كان البخار يتصاعد من الصينية التي يحملها .

راقبت اللورد هُكسلي وهو يضع فنجان الشاي ويسكب الشاي من إبريق الشاي. كان لون الشاي بنيًا داكنًا .

شعرت أوليڤيا وكأنها ستضحك. ربما لاحظ اللورد هُكسلي زاوية فمها المرتفعة بخفة، فتحدث بحذر : " … مهما بحثت، لم أستطع العثور على الشاي الذي كنتِ تعدينه يا آنسة."

" لن تجده أبدًا."

حتى لو أعطاها الملايين، فهي لن تجفف الشاي بنفسها للدوق مرة أخرى .

في اللحظة التي أجابت فيها بابتسامة باهتة، التقت عيناها بعيني الدوق . كبرت عيناه بلون الجمشت وكأنه أدرك شيئًا. على عكس اللورد هُكسلي، الذي كان يبدو حائرًا، بدا أن الدوق قد أدرك الأمر .

أنه حتى لو مرت عشرات السنين، فلن تعود هي لتلتفت إلى مادلين أبدًا .

بعد تفكير وجيز في قواعد الآداب، نهضت أوليڤيا من مقعدها وأمسكت بطرف فستانها، ثم انحنت ببطء لتقديم التحية للدوق .

كان مظهر الدوق وهو يخفض رأسه مثيرًا للشفقة، لكنها لم تشعر بأي أسى أو اضطراب في قلبها .

كانت هذه نهاية علاقة قدرية مثالية .

" لـ، لحظة واحدة يا آنسة."

نظر اللورد هُكسلي المذهول بين الدوق والابنة الكبرى، ثم سارع بالقفز نحو الابنة الكبرى المبتعدة .

كان خياره صائبًا . فبينما ابتعد اللورد هُكسلي، انحنى ظهر جيوفاني مادلين الذي كان يخفض رأسه ببطء .

… حتى ذلك الشاي، كان من صنع يديها .

تسرب ألم لم يتخيل أنه سيعرفه طوال حياته من بين شفتيه المنطبقتين بقوة .

نبض قلبه المضطرب بقوة في أذنه … لا، لم يكن ذلك نبض قلبه. بل كان صوت خطواتها وهي تبتعد .

تلك الطفلة التي لم يحتضنها ولا لمرة واحدة . ومع ذلك، كانت تكن له حبًا أعمى . والتي لم تعد تكرهه الآن … بماذا يمكن تعريفها ؟

خلال رؤية بعيدة وضبابية، طفت على السطح اللحظات العديدة التي أضاعها .

الفتاة الصغيرة التي كانت دائمًا مطأطئة الرأس كالظل، ولكنها كانت تبتسم له بابتهاج، كبرت شيئًا فشيئًا، وبينما كانت مشاعرها الشفافة تزداد صلابة و تألمًا فوق عينيها .

سقط جسده المنحني بلا قوة على الأرض .

وفي لحظة ما، عندما لامست ركبته المتصلبة التي لم تركع حتى أمام الإمبراطور الأرض، بدأ جسده المنهار يرتجف بصمت .

لقد خسر، وإلى الأبد، ابنته الكبرى التي لم يحتضنها قط .

— الصورة التوضيحية : هـنـا .

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان