الفصل ١٤٢ : ‏Do Your Best to Regret

{ امتياز من يتمتع باليد العليا عاطفيًا }


" إذًا … هل تخليتِ عن الفارسَين لمجرد كلام بسيط كهذا يا جلالتك ؟ "

هزّت الإمبراطورة رأسها دون وعي ومدت يدها نحو ولي العهد. خرج الكلام متلعثمًا وكأن لسانها قد تجمد .

" مجـ، مُجرد ماذا يا ولي العهد ؟ "

" …… "

" الأمر يتعلق بشقيقتك و خالك."

" صحيح، الأمر يتعلق بالأميرة التي انعزلت بعد أن أفسدت حياتها بنفسها، و يتعلق بالدوق إلكين الذي ربما يكون قد ذهب في نزهة أو لهو في مكان ما، لكن …… "

الأميرة أفسدت حياتها بنفسها ؟ كيف يمكنه أن يقول شيئاً كهذا …!

تجمدت الإمبراطورة في دهشة، لكن ولي العهد، الذي لم يهتم بها، توقف للحظة وسأل : " ولكن، ما الذي ذهب الدوق إلكين لفعله في ڤيكاندر بالتحديد ؟ "

" يا ولي العهد، هذا …… "

ومض في ذهن الإمبراطورة صوت أوليڤيا، ولم تستطع سوى تحريك شفتيها فقط. الشك الذي زرعته تلك الوقحة كان يحرق أعصاب الإمبراطورة كفتيل متفجر .

" لقد جاء الدوق إلكين و اقترح أن يتبناني لأكون ابنة له وأصبح ولية العهد، لقد قال إنه أبلغ جلالة الإمبراطور مسبقًا، من المؤكد أن الدوق لن يكون مخلصًا لجلالة الإمبراطور فقط، ويترك جلالتكِ جانبًا، أليس كذلك ؟ "

" … جلالة الإمبراطور، سيعرف السبب يا ولي العهد."

عبّس ولي العهد . الإمبراطور و الدوق إلكين. لا بد أن نوعًا من الحديث قد دار بينهما .

ما هو هذا الحديث الذي لم يكشفه له الدوق، وهو الذي يتظاهر دائمًا بأنه خاله المقرب ؟

ثم ضحك ليوبارد ضحكة خفيفة : " آه، حسناً، لنفترض أن جلالتكِ أرسلتِ الدوق إلكين بنفسك إلى ڤيكاندر لتعديل ضريبة المعادن."

ماذا يهم ؟ كان من السهل اختلاق هدف لا يعرفه أحد .

" يجب أن أعقد اجتماعًا للنبلاء."

كانت الذرائع متوفرة بوفرة. ابتسم ليوبارد بتهكم وأكمل : " التجرؤ على سجن دوق قطع كل تلك المسافة الطويلة من أجل مصالح الإمبراطورية، أليست هذه وقاحة من الدوق الأكبر ويعني بها الاستعداد للحرب ؟ "

نظرت الإمبراطورة إلى ولي العهد بذهول . لماذا يبدو ابنها الفخور غريبًا عليها اليوم ؟ بدا غريبًا كأنه رجل لا تعرفه، فتمالكت نفسها وتحدثت بصوت قوي .

" يا ولي العهد …! أولاً وقبل كل شيء، سلامة الدوق … "

" أمي."

توقفت الإمبراطورة فجأة .

' أمي.' كان الصوت الذي ينادي بتلك الكلمة حلوًا كالعسل، لكن عيني ولي العهد، اللتين تنظران إليها الآن …

" لا تفعلي أي شيء آخر."

احتضنت الإمبراطورة نفسها بضم ذراعيها دون وعي، لكن البرودة في جسدها لم تتلاشى .

ضحك ولي العهد، و ارتفع صوته من حنجرته، ثم، مثل الابن البار الذي يساند والدته، سحب كتف الإمبراطورة وعاد ليجلسها على الأريكة .

اقترب منها وهمس : " لا تحاولي تدمير مستقبلي، أو إفساد كرامة الإمبراطورية، بعد الآن."

سرت قشعريرة في أذني الإمبراطورة .

" لن أتحمل المزيد من الحماقات مثل حماقة الأميرة."

" … ليو، ليوبارد."

في النهاية، نادت الإمبراطورة اسم ابنها الذي لم تكن تناديه به إلا في طفولته. نظر إليها ولي العهد وابتسم وكأنه راضٍ .

" صحيح، الاسم الفخور الذي منحتِني إياه يا أمي، ألم تقولي في كل مرة ناديتِني به، 'اسمي سيكون الاسم الأكثر فخرًا الذي سيحكم القارة' ؟ "

كان الأمر كذلك. ليوبارد فرانز. الاسم الأكثر فخراً في القارة … كان الملاك اللامع الذي كان يبتسم ببراءة كلما نادت اسمه وهو صغير .

" سأكون حاكمًا حكيمًا و أتفوق حتى على جلالة الإمبراطور، كما تمنيتِ يا أمي، بالطبع، سأتعب قليلاً في تنظيف ما أفسدته الأميرة، لكن لا بأس."

" …… "

من هو هذا الرجل الذي يهددها أمامها الآن ؟ شعرت الإمبراطورة بالصدمة للحظة .

في تلك الأثناء، رفع الرجل الوسيم زاوية فمه بابتسامة مائلة : " عائلة الدوق مادلين، و …… "

وعندما شعر أن الرغبة الشديدة واضحة في عينيه الزرقاوين، بغضب تقشعر له الأبدان، ابتسم الرجل بخفة .

" قديسة الإمبراطورية، أوليڤيا، ستكون معي."

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

" لقد وجدناها يا سموّ ولي العهد، الآنسة موجودة في مقهى إنينتيل."

بدا المشهد الممتد خارج نافذة العربة مألوفًا. قبض ليوبارد على قبضته بقوة ليهدئ خفقان قلبه الذي كان ينبض بشكل لا يمكن السيطرة عليه .

لماذا اختارت إنينتيل تحديدًا ؟

كان هناك وقت تمنى فيه أن تصل كل شائعاته إلى أوليڤيا.

كان يأمل أن تسمع أوليڤيا قصصًا عن ذهابه إلى المسرح مع ماريا إثيل، و زيارته للمقاهي، و تقديمه باقات الورد، فتشعر بالإهانة وتتخلى عن مكانها بجواره … لكن الآن، لم يكن الأمر كذلك .

فجأة، ضرب ليوبارد بموجة صدمة أحدثها حجر ألقاه عرضًا في الماء .

لماذا لم تهرب مع الفارسين ؟ ما الذي تفكر فيه أوليڤيا حقًا وهي تنتظره في إنينتيل ؟ وهل تعرف أن لديه الوثائق السرية للمنجم ؟

حتى أثناء نزوله من العربة و دخوله المقهى، كان عقل ليوبارد مليئًا بأفكار لا حصر لها. لم يكن هذا هو اللقاء الذي تصوره في الحقيقة .

لكن في اللحظة التي دخل فيها من الباب، وفقًا لإشارة الفرسان، شعر ليوبارد بأن عقله قد أصبح فارغًا تمامًا .

" أحيي شمس الإمبراطورية الصغير."

كانت أوليڤيا تُؤدي التحية وهي جالسة على كرسيها، ولكن ما لفت نظره قبل ذلك …

… كانت أوليڤيا نفسها بجمالها الآسر .

لقد كانت تتلألأ و تلمع حتى في فستانها البسيط، و شعرها المربوط بتسريحة عادية، ومن دون أي مجوهرات سوى منديل مربوط حول معصمها .

عندما رأى عينيها الخضراوين تنظران إليه، أدرك ليوبارد بعمق ما كان يتوق إليه بشدة .

أراد أن يعانق هذه المرأة بقوة حتى يكاد أن يقطع أنفاسها .

— الصورة التوضيحية : هـنـا .

كانت هي المرأة التي يتوق إليها بشدة . المرأة التي يجب أن يضمها بين ذراعيه، المرأة التي يجب أن تكون الأثمن من أي شخص آخر .

المرأة التي حلم بها كانت تتنفس أمام عينيه . شعر وكأن قلبه على وشك الانفجار من شدة النبض، لكن كلماتها التالية أسقطت ليوبارد من قمة سحابته .

" أوليڤيا لوڤيل ڤيكاندر، تحيي سموّ ولي العهد."

" … إذا كنتِ تحاولين استفزازي، فقد نجحتِ يا أوليڤيا."

جزّ ليوبارد على أسنانه. ڤيكاندر اللعينة المضافة إلى اسم أوليڤيا.

ابتسمت أوليڤيا ببطء وأضافت : " يمكنك مناداتي بـ 'الدوقة الكبرى المستقبلية' أيضًا يا سموّ ولي العهد، منذ اللحظة التي وصلتني فيها رسالتك، أردتُ أن تناديني بذلك."

على عكس صوتها الناعم، اخترقت نهاية كلماتها قلب ليوبارد ببرود. حبس ليوبارد أنفاسه وحدق في الطاولة أمامه . عندها فقط رأى الأطباق المكسورة و الحلويات المسحوقة الفوضوية .

في الماضي، كانت أوليڤيا تعدّ الحلويات بعناية فائقة. مع المرارة التي كانت تلسع قلبه، تجاهل ليوبارد الحلويات المسحوقة وقال : " … أيها الكونت، جهّز غرفة أخرى، مع بعض الحلويات."

" لا حاجة للحلويات."

قالت أوليڤيا بعبارة مقتضبة و نظرت إلى ولي العهد بتفحص . كانت زاوية فم ليوبارد ترتعش قليلاً كلما تحرك تعبيرها . نظراته الموجهة إليها، أطراف أصابعه، ميله نحوها، وحتى صوته اليائس .

ابتسمت أوليڤيا بخفة : " أتساءل إن كنت قد حققت هدفك من استدعائي إلى العاصمة."

" … لقد تجاوزتُ تحقيق الهدف، بمجرد أن تمكنت من رؤيتكِ مجددًا بهذا الشكل."

كان صوته المكبوت مشبعًا بالمشاعر . إلى أي مدى يمكن أن يذهب ؟ حركت أوليڤيا حاجبها بملل .

" هذا ليس من شيمك يا سموّ ولي العهد، في آخر مرة التقينا فيها، لم تحاول أن تغريني بمثل هذه الكلمات المعسولة."

" كرجل، لقد أدركتُ الحب متأخرًا، الآن ستتوالى الكلمات يا أوليڤيا."

كان اعترافه محرجًا. قبض ليوبارد على قبضته بقوة . كان لديه الكثير ليقوله، وكانت مشاعره عميقة .

لقد تمنى بشدة أن لا يكون وجهها الذي رآه في قصر ولية العهد هو الأخير، لقد استخدم كل الوسائل المتاحة لرؤيتها مرة أخرى، حتى أنه أقسم لنفسه أنه سيكون مستعدًا للتوسل إليها إن عادت إليه .

في تلك اللحظة، ارتفعت زاوية فم أوليڤيا، التي كانت بلا تعبير، ببطء .

" … لقد أخبرتك، إن كنت ستسميه حبًا، فعليك أن تُخفض من شأنك."

" إذا أردتِ ذلك، فسأفعل ما يحلو لكِ."

مدّ ليوبارد يده نحو أوليڤيا. كانت يده التي لم تستطع لمسها تبدو مثيرة للشفقة .

خرج صوته المرتعش بوضوح نحو أوليڤيا التي كانت تظهر تعابير متغطرسة وهي تنظر إلى يد فرد من العائلة الإمبراطورية .

" تعالي معي إلى القصر الإمبراطوري."

" …… "

" … أوليڤيا، قولي لي بنفسك أنكِ ستذهبين معي."

كان ليوبارد يتألم لأنه لم يكن يعرف إلى أي مدى يصل التوسل الذي تريده أوليڤيا.

يبدو أن حظًا قد جاءه لتصحيح ندمه. لم يكن يهم إذا كانت أوليڤيا تحاول اختباره أم لا .

الأهم هو أن يمسك بيدها الجميلة في يده، بدلاً من الشعور بالعجز الذي لا يمكن محوه .

لكن أوليڤيا لم تبتسم . ليوبارد، الذي غابت عنه الرؤية لشدة انفعاله، أصدر أمرًا للكونت هاجيس و الخدم الذين تبعوه .

" اخرجوا جميعًا."

" لا تخرج يا كونت."

في تلك اللحظة، رمش الكونت و الفرسان الذين كانوا على وشك الخروج تباعًا. الكلمات التي تلت ذلك جعلتهم يشكون في آذانهم .

" كيف سأستطيع أن أجلس وجهًا لوجه مع سموّ ولي العهد وأتحدث معه بمفردنا ؟ "

" ماذا …؟ "

عبّس ليوبارد جبينه كعادته لشعوره وكأنه تلقى صفعة على مؤخرة رأسه، ثم التقت عيناه بأوليڤيا. شعر ليوبارد بقشعريرة تسري في عموده الفقري .

عينيها الخضراوين الخاليتين من المشاعر، و وجهها الذي لا يحمل ابتسامة بل سخرية خالصة. إحساس بـ "ديجافو" اخترق قلب ليوبارد بحدة .

" هل نسيتَ مرة أخرى ؟ "

" مـ … ماذا ؟ "

" أنك قمعتني بسلطتك."

في تلك اللحظة، لوح ليوبارد بيده محاولاً الإمساك بشيء. لكنه لم يجد شيئًا يقبض عليه في الفراغ. تمامًا كما اختفت أوليڤيا من أمامه دون أي أثر في مأدبة الصيف .

" و أمسكتَ معصمي بطريقة مؤلمة."

فكّت أوليڤيا المنديل المربوط حول معصمها . برزت كدمة صفراء مزرقة على معصمها الأبيض و النحيل. ارتفعت شفتا أوليڤيا ببطء وهي ترى عيني ليوبارد تتسعان.

لم يكن اللسان الحاد كسيف حكرًا على العائلة الإمبراطورية .

" و أنك استدعيتني بتهديد لا يفعله إلا المحتالون … "

كان لسانًا لشخص يمتلك اليد العليا عاطفيًا .

" كيف لي أن أثق بذلك الحب الهش الذي تطلقه، يا ولي العهد ؟ "

وفي تلك اللحظة، كان ليوبارد يرغب بها بشدة .

استمتعت أوليڤيا بوجه ليوبارد الشاحب وهي تستخدم نفوذها عليه كما يحلو لها .

" … إذا لم تستطيعي أن تثقي بالحب، فعليكِ أن تثقي بقوة الوثيقة."

من عمق المرارة الواضحة، سحب ليوبارد طرف فمه بجهد ليبتسم بـ ثقة متكلفة .

كان يمكنه أن يتخلى عن اليد العليا بقدر ما ترغب، لكن هذا سيكون بعد أن تصبح أوليڤيا ملكه .

كانت الثقة المتبقية على وجهه المشتعل بالقلق مبررة .

' لقد نجحت أختي الغبية في شيء واحد.'

كانت مجرد ورقة. ما رفعه ليوبارد أمام أوليڤيا كان وثيقة سرية للعائلة الإمبراطورية، لم ترها من قبل .

هل بداخلها حقًا سر منجم الكريستال الأبيض ؟ لكن ما فتحه ليوبارد كان الصفحة الأخيرة .

" هل تتذكرين عندما استدعت الأميرة مسؤول الشؤون المالية عند منحكِ منجم الكريستال الأبيض ؟ "

ظهر جرح مؤلم في صوته الذي كان يخرج بين أسنانه . تحققت أوليڤيا من الوثيقة بوجه غير مبالي . وثيقة تحمل توثيق مسؤول الشؤون المالية. كان هناك شيء مطابق لها في وثائق المنجم التي تمتلكها .

" لقد أخذتِ وثائق المنجم، وقام مسؤول الشؤون المالية بختم الشعار السحري للأميرة الذي يثبت التوثيق."

أشار ليوبارد إلى التوقيع بإصبعه .

" ما رأيكِ، ألا ترين هذا التوقيع بوضوح ؟ "

ضحك ليوبارد بـاستهزاء وهو ينظر إلى الوثيقة التي لا تشوبها شائبة : 'الأميرة رينا فرانز' و 'الآنسة أوليڤيا مادلين' …

" هل أنتِ أوليڤيا الآن، أم الآنسة أوليڤيا مادلين ؟ "

" … هل تحاول أن تلعب معي بالكلمات الآن ؟ "

" ألم تصرّي طوال الوقت في مأدبة الصيف على أنكِ مجرد الآنسة أوليڤيا ولستِ أوليڤيا مادلين ؟ لكن وفقًا لهذه الوثيقة، منحت الأميرة المنجم للآنسة مادلين."

"آه."  لقد أصبحت حيلته الماكرة واضحة الآن .

" إذا قلتُ إنني أوليڤيا … "

" لا مفر، يجب أن تكون الأصول التي تخرج من القصر الإمبراطوري شفافة، إذا كنتِ أوليڤيا، فسأعلن بوضوح أنكِ لم تعودي مالكة المنجم."

كان لسان ليوبارد سلسًا و ماكرًا .

" وإذا كنتِ الآنسة مادلين، فسنُرسّخ التحالف بين العائلة الإمبراطورية وعائلة مادلين، وفقًا لإرادة الدوق مادلين."

يا له من ابتزاز صبياني و جبان ! لكن على الرغم من وضاعته، إلا أنه لم يكن غير معقول تمامًا .

ما لم تدّعي لقب مادلين، فلن يكون لأوليڤيا أي حق في الكلام. تظاهرت أوليڤيا بإخفاء وجهها الحائر ونظرت إلى معصمها .

كانت الكدمة التي أحدثها السحر لا تزال موجودة. لقد كان من المفترض أن تتحول الكدمة الصفراء إلى اللون الأزرق بمجرد خروج وينستر بسلام من القصر …

توقفت أوليڤيا عن الكلام، وكأنها غارقة في أفكارها، و ابتسم ليوبارد، راضيًا على ما يبدو .

" … لم أتوقع أن يصرّ سموّ ولي العهد على علاقة قد انتهت بالفعل."

" ماذا يهم أن يكون إصراراً أو غيره، إذا كان يمكنني إعادة كل شيء إلى مكانه ؟ يمكنني أن أهددكِ بما هو أقسى."

" إذا كان الأمر كذلك، فالمالك الأصلي للمنجم هو الدوق الأكبر، ألم تستولوا على المنجم عنوة حتى بعد تضحية الدوق الأكبر السابق من أجل الإمبراطورية ؟ "

" هل تريدين أن تعودي بالزمن إلى وفاة الدوق الأكبر السابق الذي لم يتحمل مسؤولية الهزيمة ؟ "

ضحك ليوبارد بهستيريا. شعر أن إصرار أوليڤيا اللئيم كان لطيفًا. مهما فعلت، لم يكن بإمكان أوليڤيا أن تهزم هذا الإكراه .

ابتسم بوجه يفيض بالثقة : " لأكون دقيقًا، لقد حصلنا عليه كتعويض عن موت الدوق الأكبر السابق الذي لم يتحمل مسؤولية الهزيمة، لذا، لن يكون هذا إكراهًا إلا إذا عاد هو حيًا."

" إذًا، تقصد أن عودته حيًا هو الحل ؟ "

لمعت عينا أوليڤيا بذكاء. نظر ليوبارد إلى عينيها الجميلتين وكأنه مسحور، وضحك غير مكترث .

" هل تأملين بحدوث معجزة ليعود ميت إلى الحياة ؟ "

'معجزة.' ابتسمت أوليڤيا ببرود. شبكت يديها، وتمتمت وهي تنظر إلى النافذة الخارجية : " إذا تمنيتُ، فسوف تتحقق."

" هذا مستحيل."

نظر ليوبارد إلى أوليڤيا بعينين مليئتين بالشهوة .

" كل شيء سينتهي قريبًا."

" …… "

" سواء كنتِ أوليڤيا أو الآنسة مادلين، أخبريني بذلك غدًا."

حدقت أوليڤيا في ليوبارد بتمعن. ابتسم ليوبارد بإشراق وكأن هذه النظرة أيضًا ثمينة، وأضاف : " بسبب سجن ڤيكاندر للدوق إلكين، عقدنا اجتماعًا طارئًا للنبلاء، سنحسم مالك المنجم مرة أخرى أمام جميع النبلاء، في ذلك اللقاء …… "

" …… "

" أتمنى حقًا أن نُقيم حفل خطوبة مرة أخرى، لذا، فلنذهب إلى القصر الإمبراطوري اليوم، لقد جهزتُ لكِ غرفة ولية العهد … "

نظرت أوليڤيا إلى الكدمة مرة أخرى ثم لفّت المنديل حول معصمها. كان وجه ليوبارد الذي بدا عليه الألم شيئًا مثيرًا للسخرية، ولكن …

" … أشعر بتوعك بسيط، لننطلق بعد قليل."

إذا لم تتغير الكدمة بعد انتظارها قليلاً، فيجب عليها الذهاب إلى القصر الإمبراطوري بنفسها .

على عكس ليوبارد الذي ابتهج وهو ينتظر بفارغ الصبر، كان وجه أوليڤيا باردًا كضوء القمر الفضي الجميل .

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان