الفصل ٩٤ : ‏Do Your Best to Regret

{ اللحظة التي تنقلب فيها سيطرة النظرة }


" أميرة "

صوت الإمبراطورة الهادئ أوقف بصرها عن الاحمرار من الغضب .

رمشت الأميرة بعينيها. كانت السيدات النبيلات و الشابات الجالسات على الطاولة ينظرن إلى الأميرة بوجه مذهول. باستثناء شخص واحد فقط، أوليڤيا مادلين، التي كانت تبتسم ببهجة .

في الوقت الذي أدركت فيه الواقع، انتشرت قشعريرة باردة على ظهرها، و ارتعش كف يدها التي ضربت الطاولة .

كيف يمكن للأميرة، أن تنخدع من ذلك الاستفزاز البسيط ؟

نظرت الإمبراطورة إلى وجه الأميرة الذي فقد لونه، و قبضت على قبضتها تحت الطاولة .

ساد الصمت على الطاولة وكأن أحدهم سكب عليهم ماءً باردًا. السيدات النبيلات، اللاتي كن قبل قليل يتفقن مع الأميرة، أدرن رؤوسهن بسرعة وكأنهن يحاولن فهم الوضع .

كيف يمكن للأميرة، التي كانت بارعة في التواصل الاجتماعي، أن تفقد صوابها هكذا ؟ وكأن كلام الأميرة مادلين كان حقيقة .

— تصفيق .

فجأة، التفت الجميع نحو صوت التصفيق. الشخص الذي صفق بخفة كانت الإمبراطورة .

" لا يجب أن تتحدثي بهذه الطريقة غير المسؤولة يا أميرة "

" أنا آسفة يا جلالة الإمبراطورة، لقد أخطأتُ و اعتقدت أننا نتبادل شائعات ممتعة، لذا أخبرتكم بما سمعت، أنا آسفة لسمو الأميرة أيضًا."

ردت الأميرة مادلين ببراعة كأنها تمثل، بعد أن أشارت الإمبراطورة إلى خطئها .

هل كان هذا مجرد مزحة ؟ كان هذا تحديًا لأميرة سامية، لكن الأميرة شدت على أسنانها و ابتسمت وهي ترى الأميرة مادلين تخفض رأسها وكأنها آسفة .

كانت تشعر بالألم في وجنتاها من المتوتر، لكن لم يكن هناك سوى شيء واحد تستطيع الأميرة فعله في هذه اللحظة .

" هاهاها، كان الأمر ممتعًا، لكن بما أن هناك الكثير من المستمعين، فمن الأفضل أن نُقلل من 'المزاح القاسي' … "

قُطع كلام الأميرة مرة أخرى، وهي كانت تحاول التظاهر بالتسامح مع مزحة تجاوزت الحدود .

قبل أن تتكلم أوليڤيا، كانت الأميرة هي من قادت "المزاح القاسي". في النهاية، وقعت الأميرة في الفخ الذي نصبته بنفسها .

نظرت أوليڤيا إلى وجه الأميرة الذي أصبح شاحبًا تمامًا، و ابتسمت براحة .

" بالتأكيد يا سمو الأميرة."

تزايد البرود في الجو مرة أخرى. وفي هذا الجو المشحون، تحدثت الإمبراطورة .

" … حسنًا، لنذهب و نتحدث على انفراد، فمن المؤسف أن أرى وجه الدوق مادلين، الذي لا يبدو مرتاحًا، بصفتي والدة أيضًا "

كانت تتحدث بلباقة، لكن الإمبراطورة كانت تأمر في النهاية بلقاء خاص و فوري .

أن تمنح وقتها الثمين لتلك الوضيعة ! كان الأمر مكلفًا للغاية، لكنه كان خيارًا لا مفر منه إذا أرادت أن تأمر بإعادة المنجم المهجور .

حولت الإمبراطورة نظرها إلى أوليڤيا، و توقفت للحظة .

" بالتأكيد، يا جلالة الإمبراطورة."

الوجه الذي كان يبتسم بشكل غريب يشبه تلك الابتسامة التي ظهرت عندما قامت بأداء التحية .

شعور غريب اجتاح الإمبراطورة للحظة. شعرت بقلق وكأن شيئًا ما قد حدث ضد إرادتها، لكن الإمبراطورة هزت رأسها على الفور، و نهضت من مقعدها وقالت :

" إذن سأغادر أولاً، أيتها الأميرة، استمتعي بحفلة الشاي هذه "

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

" … إذن، هل نكمل حفلة الشاي ؟ "

غادرت الإمبراطورة و أوليڤيا، بالإضافة إلى عدد قليل من السيدات النبيلات المقربات من الإمبراطورة .

على الرغم من الأماكن الفارغة، تحدثت الأميرة بصوت أكثر حيوية. من الآن فصاعدًا، كان قيادة الجو أسهل .

كان الجميع إما من المقربين من والدتها أو من المقربين منها. في هذا الاجتماع، كان عليها أن تتأكد من التعامل مع قضية الآنسة إثيل بالأمس بشكل حاسم .

" بالتأكيد لقد بذلتِ جهدًا كبيرًا في إعداد المأدبة الرائعة "

في تلك اللحظة، على عكس الصوت الودود، جعل المحتوى قلب الأميرة يرتعش خوفًا .

إيسيلا مادلين …

نظرت إيسيلا حول الطاولة بذكاء و ابتسمت ببهجة نحو الأميرة، ثم سألت، ناظرة إلى ثلاث سيدات نبيلات دُعين خصيصًا لنشر الشائعات : " لم أتمكن من حضور المأدبة، لذا لا أعرف شيئًا على الإطلاق، هل يمكنني سماع ما حدث في المأدبة ؟ "

تلاشت الرؤية أمام عينيها. كانت شخصية لم تخطر ببالها. أن تتقدم إيسيلا مادلين، التي كانت ترتجف أمام والدتها الإمبراطورة، في هذه اللحظة !

شدت الأميرة على أسنانها بقوة، و خرجت أنفاسها الخشنة التي لم تتمكن من كتمها من بين شفتيها .

مادلين هؤلاء المزعجين، و الخائنين .

" … أيتها الأميرة الصغيرة، ما رأيك أن نتحدث عن شيء آخر ؟ "

أومأت إيسيلا برأسها عند كلام الآنسة ليبرون. سرعان ما اتجه الحديث نحو الاتجاه الذي ترغب فيه الأميرة، لكن إيسيلا لم تهتم .

لقد التقت بالفعل بنظر ثلاث سيدات نبيلات كنّ يتوهجن شوقًا للتحدث إليها. كان المكان مثاليًا لنشر الشائعات .

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

غرفة الاستقبال في قصر الأميرة .

أُغلق الباب الثقيل في صمت . في غرفة الاستقبال الصامتة بشكل مخيف، لم يتبقى سوى الإمبراطورة و أوليڤيا.

قامت الإمبراطورة بتفحص وجه أوليڤيا بتمعن . كان وجهها هادئًا لدرجة أنه كان من المستحيل معرفة ما تفكر فيه .

كان مختلفًا تمامًا عن تعبيرها الخجول المعتاد، لذلك، ألقت الإمبراطورة حجرًا على ذلك الوجه الهادئ .

" لقد احتللتِ المكان بجوار الدوق الأكبر في وقت قصير، ولم تتمكني من أسر ولي العهد، يبدو أن تلك العيون الخضراء الوضيعة التي تشبه عيون والدتكِ مفيدة "

عرفت الإمبراطورة أن ولي العهد قد طلب يد أوليڤيا و رفضته، لكن لم تكن هناك حاجة لذكر ذلك .

كانت نهاية الكلمات الهادئة تحمل سمًا .

"نصفية" مولودة من راقصة وضيعة، وليست من عائلة الدوق. كان مجرد النظر إليها يثير الغثيان .

تابعت الإمبراطورة حديثها دون إخفاء ازدراءها.

" يا لك من وقحة، لقد وضعتِ جرسًا في كاحل الدوق الأكبر، أليس كذلك ؟ حسنًا، كلاكما متشابهان، حتى الدوق الأكبر، لا يمكنه الهروب من طبيعة 'تلك السلالة'."

رمشت أوليڤيا للحظة . كانت كلماتها غريبة. لم تكن إهانة " للقاتل الشيطان" بل كانت تتحدث عن "السلالة".

إدوين كان سيد ڤيكاندر و الدوق الأكبر الوحيد للإمبراطورية. وكان أيضًا السليل الوحيد الباقي من العائلة المالكة لمملكة لوڤيل التي اختفت الآن .

كان هذا تناقضًا، لكن الإمبراطورة عبست و عقدت تعابير وجهها وهي تنظر إليها .

كانت هذه هي اللحظة التي أصبحت فيها حواس أوليڤيا أكثر حدة .

" … أعطني ذلك المنجم المهجور "

في تلك اللحظة، نظرت أوليڤيا إلى الإمبراطورة، و نسيت كل ما كانت تفكر فيه.

المنجم المهجور ! مستحيل أن تقصد منجم الكريستال الأبيض … لا، لا يجب أن يكون كذلك . كانت تعلم أن الإمبراطورة و الأميرة ستطمعان في ذلك المكان، لكن على الأقل، لم يكن ينبغي أن يُشار إليه بتلك الطريقة .

" ليس لديّ منجم مهجور "

" أنا أعلم أنكِ أخذتِ المنجم المهجور الملحق بأراضي ڤيكاندر، أليس كذلك ؟ "

الابتسامة الخفيفة التي ارتفعت على شفتيها كانت سخرية. لذلك، قبضت أوليڤيا على قبضتها بقوة أكبر. سبب مجيئها إلى هنا كان شيئًا آخر. لم يكن بإمكانها إفساد الأمور بسبب مشاعر اللحظة .

" … ذلك المكان ليس منجمًا مهجورًا، يا جلالة الإمبراطورة."

" هاه ! " أطلقت الإمبراطورة ضحكة خافتة، ثم تفحصت أوليڤيا وكأنها مندهشة .

" لقد تغيرتِ يا أوليڤيا، كيف تجرؤين على النظر إليّ مباشرة هكذا ؟ "

كلمات ماكرة كالأفعى ذكرت أوليڤيا بمظهرها القديم. حقًا، لقد اختفى مظهرها الذي كانت فيه دائمًا تحاول الابتسام و تتحسس مزاجها في كل مرة تلتقي فيها العيون .

بعد أن أصبحت مغرورة و سلبت مكان الأميرة و أهانت ولي العهد، الآن تجرؤ على النظر في عينيها ؟

" لقد تغيرتِ أنتِ أيضًا، يا جلالة الإمبراطورة."

" … ماذا ؟ "

نظرت العيون البنية السامة إلى أوليڤيا وكأنها تسحقها. أخذت أوليڤيا نفسًا عميقًا للحظة .

" سبب مجيئي إلى هنا لمقابلة جلالة الإمبراطورة هو …… "

" …… ! "

" … لأنني كـدوقة كبرى مستقبلية، لم يعد بإمكاني الخوف من جلالة الإمبراطورة "

كانت تتوقع أن يكون الجواب هو لحماية أختها الصغرى .

شعرت الإمبراطورة وكأنها تلقت لكمة قوية في مؤخرة رأسها. كان من الطبيعي أن تخاف أوليڤيا مادلين منها. أمر لا يتغير، تمامًا مثل شروق الشمس و غروب القمر .

بالنسبة للإمبراطورة، كان دفع أوليڤيا و إهانة الدوق الأكبر مرة أخرى، و تحويلها إلى جانب ولي العهد أمرًا سهلاً، ولكن، في هذا المكان الآن، كانت أوليڤيا تقلب كل تلك المسلَّمات رأسًا على عقب .

نظرت أوليڤيا إلى تعابير الإمبراطورة المهتزة و ضحكت بخفة. كانت القصص القديمة دائمًا تسبب لها ألمًا في القلب .

" كما تعلمين، لقد كنت أجد التعامل مع جلالتكِ صعبًا حقًا "

من بين العديد من علامات الازدراء، كان ازدراء الإمبراطورة مؤلمًا بشكل خاص . كان من الأفضل لو أنها وبختها بقسوة. كانت الإمبراطورة دائمًا تنظر إلى أوليڤيا باحتقار لفترة طويلة و تتحدث بكلمات قاسية .

كانت كل كلمة مؤذية لدرجة أنها تخترق القلب، وكلا الإمبراطورة و أوليڤيا كانتا تعرفان ذلك جيدًا .

" … لكنكِ اليوم مختلفة "

طريقة كسر الروح من خلال إجبارها على اتباع الآداب. كانت هذه طريقة الأميرة. وليس الإمبراطورة التي كانت دائمًا تنظر إليها وكأنها لا شيء .

كانت الإمبراطورة تكرهها لدرجة أنها كانت تقلل حتى من وقت مقابلتها على انفراد .

" لم تقبل جلالة الإمبراطورة بي كخطيبة ولي العهد، لذلك تأخرتِ في منحي حقوقي الشرعية."

" …… "

" جلالتكِ لقد كنتِ تقولين بوضوح أنكِ لا تستطيعين منحي من وقتك الثمين حتى لتحية الصباح، لكن اليوم راقبتِ آدابي لفترة طويلة جدًا "

" …… "

" لماذا فعلتِ ذلك ؟ "

لماذا ؟ كان سؤالاً أحمقًا للغاية. سخرت الإمبراطورة، لكن وجهها الذي كان يبتسم بأناقة تجمد تدريجيًا عند كلمات أوليڤيا التالية .

" لماذا حاولتِ إهانتي أمام الجميع عمدًا ؟ أنتِ التي كنت تتجاهلينني دائمًا دون حتى أن تنظري إليّ، لماذا حاولتِ اليوم عمدًا كسر روحي أمام الجميع ؟ "

" …… "

ملأ صوت أنفاس خفيفة غرفة الاستقبال. في مواجهة الإمبراطورة التي كانت لا تزال تنظر إليها وكأنها تستكشفها، رفعت أوليڤيا شفتيها الحمراوين بشكل مائل .

" هل …… "

شك صغير جدًا راودها منذ أن لم تقبل الإمبراطورة آدابها، لكن أصبح ذلك يقينًا الآن .

" هل أصبحتِ خائفة مني ؟ "

" … كيف تجرؤين ! "

صرخت الإمبراطورة بحدة و نهضت من مكانها .

خائفة منها ! كيف تجرؤ هذه الوضيعة على الثرثرة بإهمال !

إذا فقدت صوابها الآن، فإنها ستخسر أمام أوليڤيا. كانت تعلم ذلك و كتمت فمها بصعوبة، لكن جسدها كله كان يرتعش من الإهانة .

بدا الأمر وكأن عينيها اصبحت حمراء من الغضب . في خضم ذلك، كان وجهها الأنيق يبتسم بهدوء و وضوح .

" لا تقلقي، يا جلالة الإمبراطورة."

" …… "

" لن أرى جلالتكِ مرة أخرى، باستثناء عندما أعود كـدوقة ڤيكاندر الكبرى العام المقبل."

" …… "

" لكن، إذا واصلتِ استفزازي، فلن أبقى صامتة أيضًا."

قامت أوليڤيا من مكانها بعد أن أنهت حديثها . سخرت الإمبراطورة، وهي تتنهد بصوت خافت، من تصرفها الوقح وكأنها انتهت من عملها .

" أنتِ جريئة جدًا، ولكن ماذا يمكنكِ أن تفعلي ؟ كل ما ستفعلينه هو التشبث بالدوق الأكبر و الدموع في عينيكِ "

نظرت أوليڤيا إلى الإمبراطورة بوجه غريب . كانتا تنظران إلى بعضهما البعض بنفس الارتفاع تقريبًا . لم تصدق الإمبراطورة هذا الموقف. أن تكون أوليڤيا، في وضعها هذا، على مستوى نظر مماثل لها !

لم يكن هذا التعبير مناسبًا لأوليڤيا. عليها أن تكون بائسة و عاجزة، لذلك همست الإمبراطورة لتذكير أوليڤيا بوضعها .

" يا أوليڤيا المسكينة و الحمقاء، يجب أن تجدي طريقة بقوتكِ الخاصة."

" لذلك، أفكر في استخدام أيامي الماضية في تنفيذ أوامر سمو الأميرة كسلاح لي "

" أيتها الوقحة ! كيف تجرؤين ! "

حتى مع صرخة الإمبراطورة الحادة، ابتسمت أوليڤيا ببهجة و أوضحت لها الحقيقة .

" هل سأخاف من شيء مثل الفضيحة ؟ "

في الماضي، بغض النظر عن مدى جهدها، لم تستطع أن تصبح غير مبالية بالشائعات، لكن الآن الأمر مختلف. كان إدوين بجانبها، و جميع أهل ڤيكاندر كانوا معها .

" لكن سمو الأميرة لن تكون كذلك، لطالما كانت موضع إعجاب شعب الإمبراطورية "

كانت أوليڤيا هي من صنعت خلفية كل هذا الإعجاب. ابتسمت أوليڤيا بإشراق .

" لذا أقول لكِ هذا باهتمام، لا تلمسيني، ولا تلمسي الدوق الأكبر، ولا تلمسي ڤيكاندر "

تنهدت الإمبراطورة الغاضبة بقسوة .

لم تتخيل أبدًا أن اليوم سيأتي حيث ستواجه عينيها البنيتين المليئتين بالكراهية هكذا مباشرة . لم تتخيل أبدًا رؤية الإمبراطورة تحدق بها في فوضى عارمة، لذلك، قامت أوليڤيا بتقويم ظهرها أكثر . على عكس وضعية الإمبراطورة المضطربة تمامًا .

عندما بدأت نظراتهما المتعالية تتغير قليلاً، تحدثت أوليڤيا ببطء مرة أخرى .

" على الأقل بالنسبة لي منجم الكريستال الأبيض، الذي تلقيته باسم 'المهر'، لكن كيف تجرئين …… "

تجرئين ؟

ابتلعت الإمبراطورة ريقها عند الكلمة التي نطق بها الصوت الثابت. وجهها الذي احمر من الغضب حدق في أوليڤيا.

من يجرؤ على قول كلمة "تجرئين" إلى الإمبراطورة النبيلة ؟

لكن لم تكن هناك كلمة أكثر ملاءمة من تلك لوصف قيمة منجم الكريستال الأبيض . مكان ثمين جدًا لا يمكن للإمبراطورة وصفه بـمنجم مهجور بلا مبالاة .

" … لقد دخلنا، يا أوليڤيا "

إدوين الذي دخل المنجم دون تردد، حتى مع علمه بوجود سحر مقاوم. وجهه المصدوم الذي لم يصدق ذلك، و صوته الذي كان يرتعش بخفة.

بالإضافة إلى أنفاسه التي كانت تكتم البكاء . تذكرت أوليڤيا كل ذلك بوضوح، و وجهت تحذيرها بكل صدق .

" … لأنني أعرف بالضبط مقدار ثقله."

نظرت العيون الخضراء ببرود إلى الإمبراطورة . كان مظهرها أكثر وقارًا من أي شخص آخر.

كان يجب أن تصفعها على خدها . الإمبراطورة بالكاد استطاعت أن تدعم جسدها المرتعش . لم تصدق أنها قد تأثرت من قبل جو أوليڤيا التي تتحدث بهدوء .

شدت الإمبراطورة قبضتيها بقوة، و أظافرها التي كانت حادة تجاه الآخرين، دخلت في باطن يدها لأول مرة .

— الصورة التوضيحية : هـنـا .

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

وفي الوقت نفسه، في مكتب الإمبراطور .

نظر الإمبراطور إلى الأمام بوجه صارم .

" إدوين لوڤيل ڤيكاندر، يحيي شمس الإمبراطورية "

كان هذا الدوق الأكبر. على عكس تحيته المهذبة، كانت عيناه الحمراوان اللتان تنظران إلى الإمبراطور بازدراء متغطرستين للغاية .

رئيس الخدم الواقف عند الباب انحنى برأسه بوجه مصدوم، و فتح الإمبراطور فمه ببطء .

" أتذكر بوضوح أنني دعوت الدوق الأكبر على العشاء، كيف تجرؤ على المجيء إلى مكتبي هكذا فجأة ؟ "

ظهر استياءه بوضوح، وكان هذا بالضبط ما يريده إدوين .

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان