" لن يتغير شيء حتى لو حبستني هنا "
الصوت البارد الثابت أعاد الإمبراطور فجأة إلى ذلك اليوم قبل عشر سنوات . إلى ذلك الوقت الذي كانت فيه الأميرة، التي كانت تبتسم دائمًا بجانب الدوق الأكبر، تنظر إليه بوجه خالٍ من التعبير كاللوحة أمامه .
" … حسناً، أنا لا أتفق معك يا أميرة."
" إنني الدوقة الكبرى ڤيكاندر "
ما زالت عينا الأميرة، التي قطعت كلام الإمبراطور وهو يهز كتفه باسترخاء، واضحتين في ذهنه .
رمش الإمبراطور عينيه للحظة. على الرغم من أنها مجرد لوحة، إلا أن الرقي البارد الذي يغمر الناظر كانت تُشبه تمامًا الأميرة التي رغب بها الإمبراطور .
… لكنها الآن ميتة، و هالتها العظيمة لم تكن ذات فائدة أمام سلطة الإمبراطور .
كان هذا هو القصر الإمبراطوري، وكنتُ أنا الإمبراطور الأبدي لهذه الإمبراطورية .
ابتسم الإمبراطور، وهو يتذكر الماضي و الحاضر. لهذا السبب أظهر الإمبراطور الرحمة سرًا في ذلك الوقت .
" إذا كنتِ تريدين إنكار أصلكِ بهذا الشكل، يمكنني أن أمنحكِ هوية أخرى، يا أميرة "
كان الإمبراطور يستطيع أن يمنحها كل شيء لو أن الأميرة وافقت في ذلك الوقت. كان قلبه يخفق بترقب. لو أن كلمة "حسنًا" خرجت من شفتي الأميرة الملتويتين …
" … إذا كنت مصرًا على تذكيري بمجد لوڤيل القديم، فسأقول لك شيئًا واحدًا أيضًا "
رنّ الصوت الهادئ بوضوح كأغنية جميلة .
" هناك العديد من الأساطير المثيرة للاهتمام حول لوڤيل، والأكثر غموضًا بينها هي قصة شخص غنى بصوت نبيل و يملؤه الإخلاص، ألا تتساءل ماذا يحدث إذا غنى المرء بصدق ؟ "
— طرق، طرق .
تشوه وجه الإمبراطور وهو يستيقظ من ذكرياته على صوت طرق الباب من وراء غرفة نومه .
حتى لو كان ذلك رفضًا له، كانت تلك ذكرى المرأة التي أرادها بشدة .
لفظ الإمبراطور، الذي كان غاضبًا لدرجة أنه لن يترك أحدًا وشأنه، تنهيدة في النهاية . إذا فكر في الأمر، لم يكن هناك الكثير ممن يطرقون باب غرفة نوم الإمبراطور في هذه الليلة .
أسدل الإمبراطور الستارة بقسوة على اللوحة . نظر إلى المكان الذي تختبئ فيه الأميرة بأسف، ثم تقدم بخطوات واسعة نحو الباب .
وعندما فتح الباب .
" … أيتها الإمبراطورة، ما خطبك في هذه الليلة ؟ "
كان صوت الإمبراطور المنخفض ينم عن الانزعاج، لكن الإمبراطورة، بوجه مليء بالحنين، نظرت إلى داخل غرفة النوم وقالت :
" جلالتك، لم أستطع الانتظار طويلاً، وقد هرعت إليك بفارغ الصبر كأم لم ترى ابنتها لأيام، سمعت أن الأميرة قد وصلت."
" لقد تأخرتِ خطوة واحدة، يا إمبراطورة، رينا عادت إلى قصرها منذ فترة طويلة."
قال الإمبراطور ببرود. عند هذه النقطة، كان من المفترض أن تعود الإمبراطورة، لكن الإمبراطورة، ابتسمت كفتاة صغيرة و دخلت غرفة نوم الإمبراطور .
رفع الإمبراطور حاجبيه بحده عندما اقتحمت مساحته دون إذن .
" الطريق مظلم في الليل، لن تعيدني إلى هناك، أليس كذلك ؟ "
ارتخى حاجبا الإمبراطور عند سماع صوتها الآسر. وبخفة، ابتسمت الإمبراطورة وهي تغطي فمها بيديها، بينما خفت حدة نظرتها .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
" دخل ساحرٌ قادرٌ على استخدام سحر الحفظ غرفة نوم جلالته "
في ظلمة الليل، تذكرت الإمبراطورة كلمات خادمها، ففتحت عينيها ببطء. بعد أن تأكدت من أنها تسمع أنفاسًا ثقيلة بانتظام من جانبها، رفعت الإمبراطورة الجزء العلوي من جسدها .
لا بد أنه هناك. الإمبراطورة، التي كانت تنظر إلى جانب من غرفة النوم بعينين حادتين، رسمت ابتسامة باردة على شفتيها.
في أعمق جزء من غرفة النوم، عرفت الإمبراطورة بالضبط ما يوجد هناك .
" لا تدخلي إلى هنا مرة أخرى "
تذكرت صرخة الإمبراطور المليئة بالغضب . عندما أصبحت الإمبراطورة لأول مرة، دخلت ذلك المكان دون علم، وكان هوس الإمبراطور عالقًا به .
المرأة الشقراء التي لم يكن وجهها واضحًا لأن الستار كان مسدلاً .
لاحقًا، انتشر خبر وفاة الدوق الأكبر ڤيكاندر في جميع أنحاء الإمبراطورية. فقط عندما جاءت زوجته، الدوقة الكبرى، إلى القصر لتحمل المسؤولية، أدركت الإمبراطورة أن المرأة في اللوحة هي الدوقة الكبرى .
نظرت الإمبراطورة إلى الإمبراطور بعينين باردتين. لحسن الحظ، ورث ولي العهد و الأميرة دمها. على الأقل، لن يقوموا بأفعال حمقاء مثل التعلق بالماضي .
تذكرت الإمبراطورة طفليها . الأميرة التي أصبحت زهرة المجتمع من خلال استغلال أوليڤيا، و ولي العهد الوقور الذي يضع حتى الوضيعة بجانبه لازدهار الإمبراطورية .
ابتسمت مرة أخرى برضا و استلقت على السرير. كان عليها مقابلة الأميرة غدًا . لا شك أن سلالتها الفخورة ستجلب لها قصصًا شيقة لتسعدها .
في الليل المظلم، اخترق ضوء القمر البارد الظلام و أضاء وجه الإمبراطورة، ثم غطت الغيوم القمر على الفور .
كما لو كانت تحاول منع أي ذرة ضوء من الوصول إلى الإمبراطورة .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
" هل وصلت يا سمو الأميرة ؟ "
ما إن نزلت الأميرة من العربة، حتى انحنت وصيفات الشرف و خادماتها اللواتي كنّ في انتظارها .
تفحصت الأميرة قصرها بنظرة حادة . كان قصر الأميرة، الذي عادت إليه بعد غياب طويل، أنيقًا تمامًا كما تحب .
عند دخول القصر، انتشرت رائحة الورد الفواحة التي اراحتها، لكن ارتياحها من التخلص من قصر الفيكونت كاتانغا الريفي دام لفترة قصيرة .
" هل تم إرسال الخبر إلى الآنسة إثيل ؟ "
" نعم، أرسلنا فارسًا قبل قليل."
أجابت البارونة روهاس بصوت منخفض على سؤال الأميرة الهادئ .
" إذن، إلى أن تصل الآنسة إثيل، سأتلقى تقريرًا عن المأدبة أولاً "
لكن بمجرد أن بدأ التقرير في غرفة الاستقبال، لم تستطع الأميرة قول أي شيء .
" لا يوجد شيء صحيح على الإطلاق ! "
لم يكن هناك حتى خطة أساسية لمفهوم المأدبة أو مكانه. بل وحتى قائمة المدعوين مليئة بالثغرات !
اسم أوليڤيا مادلين، الذي كان من المفترض أن يكون موجودًا في قائمة تأكيد الحضور، لم يكن موجودًا. وعندما سألت عما حدث، انحنت رئيسة الخدم بوجه مرتبك .
" … وفقًا للآنسة إثيل، لم تتلقى إجابة بعد "
" هاه " أطلقت الأميرة نفسًا عميقًا وكأنها متفاجئة، ثم احمرّ وجهها غضبًا .
كانت هذه هي المرة الأولى التي ترى فيها تقريرًا بهذا السوء. لقد كانت قلقة بالفعل بشأن إعداد ماريا إثيل للمأدبة، ولم يكن قلقها في غير محله !
في تلك اللحظة، دخلت خادمة غرفة الاستقبال، ومن الواضح أنها جاءت لإبلاغ وصول الآنسة إثيل إلى القصر .
سألت رئيسة الخدم الخادمة بسرعة، وكأنها شعرت بالراحة أخيرًا : " أين الآنسة إثيل، ولماذا أتيتِ وحدكِ ؟ "
" هـ، هذا …… "
غضبت الأميرة بشدة عند رؤية الخادمة في حيرة من أمرها .
" لماذا لا تستطيعين الإجابة على السؤال ؟ أين الآنسة ! "
" تقول إن الوقت متأخر الآن، و ستأتي إلى القصر صباح الغد … "
قالت الخادمة المصدومة كلامها بسرعة. ولم تكن رئيسة الخدم و البارونة روهاس الوحيدين الذين فوجئوا بالجواب . فتحت الأميرة عينيها بصدمة وكأنها فقدت صوابها .
غرفة الاستقبال التي سادها الصمت بدت وكأنها عين الإعصار، مليئة بالتوتر، ثم تمتمت الأميرة : " يجب أن أخبر أخي أيضًا، يجب أن يعرف مدى سوء خطيبته الجديدة "
تجعّدت قائمة المدعوين التي كانت في يد الأميرة بلا رحمة، و لمعت عيناها اللتان كانتا تحدقان في الأوراق بشكل حاد .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
في هذه الأثناء، في القصر الإمبراطوري .
استغل خادم هدوء الليل، فتحرك بهدوء، ثم أخرج بسرعة ورقة من جيبه وبدأ يكتب شيئًا ما .
لم تستغرق قطعة الورقة هذه سوى بضع ساعات لتصل إلى قصر الدوق الأكبر ڤيكاندر في العاصمة .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
كان صباحًا مشرقًا كإشراقة الفجر .
دخل وينستر غرفة الاستقبال بوجهٍ مُبتسم .
" لقد فزت بالرهان، لم تنسى الرهان بأن الإمبراطور لا يعرف مالك منجم الكريستال الأبيض، أليس كذلك ؟ "
ضحك وينستر بمرح وهز قطعة الورقة .
كتب عليها أن لقاء الإمبراطور و الأميرة انتهى كالمعتاد دون أي حادثة .
هز سوبل كتفه وكأنه لا يصدق .
" هذا مضحك، لم نقم بمثل هذا الرهان من قبل "
" أقوله الآن، لذا ادفع لي يا سوبل "
" اذهب إلى منطقة ڤيكاندر فورًا "
تذمر وينستر بأن هذا مبالغ فيه. مهما كان، نظر سوبل إلى دعوة أرسلها ساعي القصر الإمبراطوري .
في الفجر الباكر، بالإضافة إلى الرسالة السرية التي تلقاها، كانت هذه الدعوة التي تصل إلى قصر الدوق الأكبر كل يوم تحتوي على أخبار حول مأدبة الصيف .
مقارنة بالدعوات السابقة، لم تتغير كلمة واحدة. الدعوة التي كان سيقبلها البعض بامتنان، قام سوبل بتمزيقها بلا ندم بمجرد أن أكمل التحقق منها .
" مهلاً، ومع ذلك، فقد طُبع عليها ختم العائلة الإمبراطورية "
" سموه قال أنه لا داعي لتوصيل أخبار مأدبة الصيف، وبما أنه لن يتم توصيلها على أي حال، فإننا نحافظ على أمن العائلة الإمبراطورية."
لم يعرف كم عدد الدعوات التي وصلتهم بالفعل. نظر سوبل إلى الدعوات المتكررة التي كانت تصلهم، ثم نظر فجأة إلى بوابة القصر البعيدة .
" … بالمناسبة، إنه عنيد جدًا "
" آه، حقًا، يبدو أنه تبعني، جايد مادلين "
تمتم وينستر وكأنه منزعج .
كان جايد مادلين، بشعره الفضي الذي يبرز حتى من بعيد، يقف أمام البوابة الرئيسية لقصر ڤيكاندر منذ أيام .
لقد حاول بالفعل دخول بوابة القصر عدة مرات، والآن كان يقف هكذا احتجاجًا أمام البوابة الصلبة و الثابتة، لكن الجميع في القصر عاملوه كما لو أنه غير موجود دون ذرة من التعاطف .
لقد تذكروا كيف كانت الآنسة عندما أتت إلى هنا لأول مرة .
قال سوبل بلا مبالاة : " كان يجب أن يتعامل معها جيدًا عندما كانت هنا "
في تلك اللحظة …
— طرق، طرق .
دخل الخادم مع صوت الطرق .
" وصلت رسالة من القصر الإمبراطوري."
هز سوبل رأسه وهو ينظر إلى الرسالة الموضوعة على الصينية. ابتسم وينستر ساخرًا على وجهه الذي بدا عليه التعب .
" يبدو أن القصر الإمبراطوري عنيد بنفس القدر "
قرأ الدعوة بدافع العادة، وكاد أن يمزقها، لكن عندما رأى الدعوة، تجهم وجه سوبل قليلاً .
" ما الخطب ؟ "
توقع وينستر وجود شيء غير عادي، فربت على كتف سوبل. أطلق سوبل تنهيدة، ثم قرأ تلقائيًا فقرة من الدعوة .
" سيحضر وفد هڤرتي المأدبة أيضًا "
تجهم وجه وينستر أيضًا. كان الدوق الأكبر قد أعلن رسميًا نيته حضور اجتماع النبلاء سابقًا. و بدءًا من المفاوضات مع هڤرتي .
" … بغض النظر عن هوية هذا الشخص، لقد استخدم عقله جيدًا، ماذا نفعل ؟ "
" ماذا نفعل ؟ اركض بسرعة دون توقف و أبلغه بهذا شخصيًا، يا وينستر كالتر "
أغلق سوبل الدعوة بلا مبالاة مرة أخرى، ثم ألقى بها على حضن وينستر. عبس وينستر و تذمر .
" لكنني كنت أتنقل بين إقليم ڤيكاندر و العاصمة دون توقف حتى الآن ! "
" آه، وهذا أيضًا "
تجاهله سوبل و سلّمه ظرفًا مليئًا بالرسائل كان على أحد جوانب غرفة الاستقبال، وأضاف بجدية : " إنها رسالة من قصر الدوق مادلين، تأكد من تسليمها إلى الآنسة بشكل كامل "
" آه " تغير تعبير وينستر، الذي كان يهز رأسه و يظهر على وجهه علامات الاستياء عند ذكر قصر الدوق مادلين، بسبب ما قاله بعد ذلك .
" آه، وهناك رسائل موجهة إلى 'ليڤ جرين' أيضًا "
كانت الابتسامة قد اختفت بالفعل من وجه وينستر الذي أمسك بالمظروف الورقي وكأنه يخطفه .
نظر سوبل إليه و تذكر ما قالته الخادمة التي أتت من قصر الدوق مادلين.
" تأكد من تسليم هذا للآنسة، إنها رسالة كانت تنتظرها بشدة، إذا قلت لها أنها رسالة من ليڤ جرين، ستكون سعيدة جدًا "
وُجدت كلمة "ليڤ جرين" في كلماتها وهي تطلب بجدية توصيل الرسالة . ابتسم سوبل بخفة .
الآنسة و الدوق الأكبر، مهما كان مصيرهما، لم يكن أحد ليتخيل أن الأمر سيصل إلى هذا الحد .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
في غرفة استقبال قصر ولي العهد .
" لقد تأكدنا من خروج فارس من قصر الدوق الأكبر، يا صاحب السمو، الفارس الخارج هو السير وينستر كالتر، وهو أحد المقربين من الدوق الأكبر "
ابتسم ليوبارد، الذي كان متكئًا على الأريكة بكسل، بخفة عند تقرير الفارس، ثم نظر إلى الأميرة رينا، التي كانت تجلس أمامه .
رينا، التي جاءت منذ الصباح وكانت تتذمر بشدة، ضمّت شفتيها .
" هل سمعتِ ذلك ؟ لذا لا تقلقي كثيرًا و اذهبِ الآن لتحضير حفل الشاي، ألا يجب أن تذهبِ و تهتمي بذلك بنفسك ؟ "
نظر ليوبارد إلى أخته وهي تهز رأسها بهدوء و ضغط على صدغيه بأصابعه. كانت لديه بالفعل جبال من الأعمال. وفي خضم ذلك، كان عليه أن يهتم بمأدبة الصيف أيضًا .
لم تفعل ماريا شيئًا صحيحًا بعد. ابتلع ليوبارد تنهيدة وهو يتذكر ماريا، ثم تذكر قراره الذي اتخذه بمجرد وصول رينا .
" ألا يمكننا أن نجبر الدوق الأكبر على المجيء ؟ على سبيل المثال … نعم، يمكننا أن نقدم مفاوضات هڤرتي كورقة رابحة "
بالطبع، كانت هناك بعض المشاكل المزعجة التي لا يمكن تجنبها .
" هل أنت حقًا تنوي دعوة وفد هڤرتي إلى مأدبة الصيف ؟ "
كان من الأفضل لو لم يكن هناك وجهه المتجهم هذا الذي طلب لقاء عاجل . كونراد مادلين . كان يعمل في وزارة الخارجية، فجاء راكضًا بمجرد أن سمع الخبر .
" ما المشكلة ؟ إنها مأدبة تستضيفها أختي، و الطرف الآخر هو وفد من هڤرتي، الدولة المهزومة "
" ولكن حتى لو كانت دولة مهزومة، فإن هڤرتي دولة أجنبية، إذا دعوت وفدًا أجنبيًا ولم يكن هناك حتى جدول زمني تقريبي للمأدبة بعد … ! "
ضاقت عينا كونراد عند كلمات ولي العهد المتجاهلة. كان يجب معاملة حضور الأجانب بشكل مختلف عن الحفلات العادية، لكن قبل أن ينهي كونراد كلامه، قاطعه الكونت هاجيس .
" سيستغرق الأمر حوالي خمسة أيام للحصول على رد من قصر الدوق الأكبر بشأن حضور الأميرة و الدوق الأكبر، خلال هذا الوقت، يجب عليك أيضًا الاتصال بـهڤرتي بعد إتمام الإجراءات، لقد تم بالفعل إبلاغ وزير الخارجية "
" لقد مرّ وقتٌ طويلٌ منذ رؤية الأميرة لذا يُرجى الاستعداد لتكون مهذبًا قدر الإمكان بشأن حضورها "
" نعم يا صاحب السمو "
نهض ليوبارد من مكانه وكأنه انتهى من مهمته، و شد كونراد أسنانه وهو ينهض ليتبعه .
لم يستطع كونراد أن يعرف ما إذا كان هذا الانزعاج الذي يدور في قلبه بسبب وفد هڤرتي، أو بسبب وجود أوليڤيا التي لم يسمع عنها منذ زمن طويل .
قبل أن يتمكن كونراد من ترتيب أفكاره، غادر ولي العهد غرفة الاستقبال أولاً. نظر الكونت هاجيس الذي تبعه بسرعة إلى كونراد .
" … قيل لي أن اللورد مادلين تبع الشخص الذي ذهب لإيصال الخبر "
عند رؤية الكونت هاجيس يغادر وكأن مهمته قد انتهت، شعر كونراد بثقل في قلبه .
متى عاد جايد إلى العاصمة بعد أيام من انقطاع أخباره ؟ وإذا كان قد غادر إلى إقليم ڤيكاندر مرة أخرى، فهل يعني ذلك أنه لم يرى أوليڤيا حقًا طوال هذا الوقت ؟
" أخي الأكبر "
— الصورة التوضيحية : هـنـا .
رفع كونراد رأسه فجأة عندما سمع صوتًا يرن في أذنه كهلوسة سمعية، و نظر حوله دون أن يُدرك ذلك، لكن لم يكن هناك أحد .
كان الأمر طبيعيًا .
بدا هذا الشعور الطبيعي غريبًا للغاية، ولم يبدو أن هناك أي طريقة لتخفيف هذا الفراغ .
عض كونراد شفتيه دون وعي، و خفق قلبه بقلق .
****************************