الفصل ١٥٤ و ١٥٥ : ذهبت الأميرة إلى الشمال و أفسدت الأمور

" يا سيد، لدي شيء أريد أن أسألك عنه "

سألت سيرفيليا صاحب الحانة وهو يضع كأس النبيذ على الطاولة .

مسح يده بمئزره و نظر إلى سيرفيليا .

"هل سبق لك أن قابلت القديسة؟"

" قبل حوالي خمس سنوات، ذهبت إلى هناك مرة واحدة في ذلك الوقت."

" حقا ؟ أين تقع غرفة صلاة القديسة في المعبد الكبير ؟ "

مد صاحب الحانة يده و شرح الموقع تقريبًا .

" إنها في الفناء الخلفي للمعبد الكبير، بمجرد دخولك، يصلون في المعبد ثم يوجهونك عبر الباب الخلفي إلى غرفة صلاتها."

وهكذا، أكلت سيرفيليا بعض المقبلات الجافة و انتظرت مرور الوقت .

لسوء الحظ، لم يكن آش رفيقًا مناسبًا للشرب . كان عبوسًا طوال الوقت، ويبدو أنه لم يعجبه الحانة المزدحمة، حتى أنه سد أنفه .

" ما الذي يزعجك هكذا ؟ "

" هذا قذر، و صاخب، و ذو رائحة كريهة … "

" لا تجب، فقط."

شعرت سيرفيليا بالاشمئزاز من سلوك ساحر البلاط الملكي الذي كان أكثر تطلبًا من العائلة المالكة نفسها .

عندما حل الليل، ساد الهدوء أخيرًا الساحة الصاخبة . عند إلحاح صاحب الحانة بأن وقت إغلاق المحل قد حان، أنهت سيرفيليا ما تبقى من الكحول في كأسها .

" دعنا نذهب، آش."

تبعها آش، سعيدًا للغاية لأنه أخيرًا تخلص من الحانة القذرة .

على الرغم من حلول الليل المتأخر، إلا أن الصف الذي لا نهاية له أمام المعبد الكبير لم يظهر أي علامات على التضاؤل .

بدا أن الجميع سيقضون الليل هنا، لكن تشاسترتي ستذهب للراحة بعد يوم طويل من العمل، لذا كانت هذه فرصتها .

مرت سيرفيليا عبر الحشد و ذهبت إلى الجزء الخلفي من المعبد الكبير . أعتقدت أنها ستجد غرفة صلاة تشاسترتي بسهولة بالقرب من هناك .

ولكن لم يكن من السهل الاقتراب سراً لأن الحراس بزي الفرسان المقدسين كانوا يحرسون المكان دون أي ثغرات .

" هل سينجح هذا ؟ يبدو أن هؤلاء الرجال سيحولوننا إلى أشلاء إذا قبضوا علينا."

قال آش بنبرة حذرة . وكما قال، كانوا الحراس يراقبون سيرفيليا و آش وهما يتجولان في الأنحاء بنظرات شديدة الحذر .

" ليس لدينا أي نية للقتال، ما الذي سنجنيه من إحداث فوضى هنا ؟ "

أرادت سيرفيليا إنهاء الأمر بهدوء قدر الإمكان .

' على أي حال، كيف دخل ليونارد ؟ '

بما أنه يعاني من صعوبة في المشي، فمن المستحيل أن يتجاوز هؤلاء الحراس و يتسلق الجدار.

بالإضافة إلى ذلك، إذا استخدم السحر بالقرب من المعبد الكبير، فسيتم اكتشافه على الفور .

' إذن هذا يعني أن شخصًا ما كان يساعد ليونارد … '

بعد لحظة من التفكير، وخزت سيرفيليا آش في جانبه وسألت .

" آش، هل تعرف أيًا من هؤلاء الفرسان المقدسين ؟ هل رأيت ليونارد معهم من قبل ؟ "

" هممم … آه، إنه قادم إلى هنا … ذلك الرجل، لقد رأيته مرة من قبل."

في المكان الذي أشار إليه آش بإصبعه، كان يقف شخص تعرفه سيرفيليا أيضًا بشكل غير متوقع .

" … اللورد كاليب ؟ "

اقترب كاليب منها بوجه عبوس . نظر حوله ثم سأل سيرفيليا بصوت منخفض .

" ماذا تفعل هنا ؟ "

" أتيت لرؤية القديسة، ساعدني من فضلك."

لم يكونا مقربين، لذلك تم حذف الكلمات الترحيبية غير الضرورية .

"كيف وصلت إلى هنا؟"

"قلت لك، أتيت لرؤية القديسة، الأمر عاجل، لذا أسرع و أرشدني."

" لا أعرف لماذا يجب أن أثق بك و أرشدك إلى سمو القديسة "

" كان يجب أن تقول ذلك لليونارد أيضًا."

تجمد وجه كاليب للحظة بسبب كلماتها الجريئة . كانت لحظة قصيرة، لكن سيرفيليا لاحظت ذلك التغيير الطفيف في المشاعر .

ابتسمت ابتسامة راضية على شفتيها .

" لا أفهم ما تعني "

" يا للأسف، إذا علمت القديسة أنك من أتباع ليونارد، فستصاب بخيبة أمل كبيرة."

" …… "

يبدو أن الفارس النبيل لم يكن معتادًا على الكذب. وخزت سيرفيليا كاليب في جانبه وقالت :

" حسنًا يا لورد كاليب، لقد أتيت لرؤية القديسة، ستكون القديسة سعيدة جدًا برؤيتي بعد فترة طويلة، سنكون مشغولين جدًا بالتحدث عن أمور لم ننتهي منها، ولن يكون لدينا وقت للتحدث عنك يا لورد كاليب، لا أريد إضاعة وقت ثمين هكذا."

قدمت سيرفيليا وعدًا ضمنيًا بعدم الكشف عن خيانته .

ظهر على وجه كاليب نظرة معقدة . بدا وكأنه يفكر للحظة فيما يجب أن يفعله، لكن لم يكن هناك سوى إجابة واحدة .

" لذا، من الأفضل لك أن تتعاون."

" …… اتبعني من هنا."

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

أخذ كاليب سيرفيليا و آش إلى مكان منعزل يقع خلف المعبد الكبير . على عكس الأماكن الأخرى، لم يكن هناك حراس هنا .

" هذا هو المكان الذي أتولاه، لذا لا يوجد فرسان آخرون."

أجاب كاليب كما لو كان قد سمع أسئلة سيرفيليا . أومأت سيرفيليا برأسها و طرحت سؤالاً .

" لكن متى أصبحت من أتباع ليونارد ؟ ألا يوجد كبرياء لدى فارس مثلك ؟ كيف تخدم سيدين ؟ "

" الأمر ليس كذلك، أردت فقط … أن أكون مفيدًا لسمو القديسة "

" حسنًا، لنفترض ذلك."

قبض كاليب على قبضته بإحكام كما لو كان مستاءً للغاية، لذلك قررت سيرفيليا عدم الاستمرار في طرح الأسئلة .

عندما أزاح كاليب الشجيرات، ظهر باب صغير في الجدار . تنحى جانبًا ليفتح الطريق .

" لكن دع هذا الرجل خلفك، أنا أثق بك، لكنني لا أستطيع الوثوق به "

أشار آش إلى نفسه بإصبعه بوجه مظلوم . لم يكن لدى سيرفيليا أي خيار آخر .

"انتظر هنا بهدوء يا آش."

تركت سيرفيليا صوت آش المتذمر خلفها و سلكت الطريق المؤدي إلى غرفة صلاة القديسة .

ظهر هنا وهناك مناظر طبيعية من لوحة أظهرتها القديسة لها ذات مرة . تحركت سيرفيليا كما لو كانت تعود إلى مكان مألوف .

' يبدو أن تلك هي غرفة الصلاة، إذن … هذه غرفة النوم ؟ '

ظهر مبنى متواضع خلف غرفة الصلاة الضخمة .

كان الضوء يخرج من ذلك المبنى الوحيد، لذا اقتربت سيرفيليا منه .

ربما كانت مطمئنة بسبب الأمان الكامل . لحسن الحظ، لم يكن الباب مغلقًا . فتحت سيرفيليا الباب الذي أصدر صريرًا و دخلت .

كانت غرفة تشاسترتي صغيرة و متواضعة . لم تكن هناك زينة أو أثاث كبير، بل كانت مليئة بأشياء بسيطة فقط، لكن سيرفيليا لم تكن في حالة ذهنية تسمح لها بفحص تصميم غرفتها أو الأشياء الموجودة فيها .

لقد سُحرت بالشيء الضخم الموجود في منتصف الغرفة .

الضوء الذي رأيته في وقت سابق لم يكن شمعة .

" …… سيرفيليا ؟ "

سمعت صوت تشاسترتي المفاجئ من جانبها، لكن سيرفيليا لم تستطع الالتفات . ما جذب انتباهها تمامًا كان ……

" لماذا حجر الروح هنا ؟ "

تمتمت سيرفيليا بألم . كان هناك شيء في منتصف غرفة النوم يشبه تمامًا حجر المانا الذي وجدته في الطابق السفلي من برج السحر الشمالي .

" سيرفيليا … هذا …… "

حاولت تشاسترتي بسرعة إخفاء حجر المانا تحت البطانية، لكنها لم تستطع منع الضوء المتسرب .

شعرت سيرفيليا بالإحباط . ترنحت قليلاً، فهرعت تشاسترتي إليها بوجه شاحب .

" إنه سوء فهم ! إنه … إنه شيء مختلف عما تعرفينه ! "

" ما المختلف ؟ "

" إنه … إنه مختلف عن حجر روح الأمير ليونارد، صدقيني، أرجوك."

بعد أن هدأت قليلاً و نظرت مرة أخرى، رأت اختلافًا واضحًا .

لقد كسرت سيرفيليا حجر روح ليونارد بسيفها، لكن هذا لم يكن عليه أي أثر من ذلك .

" إذن هل كان هناك حجرين روح في الأصل ؟ "

" نعم، هناك اثنان … واحد تركه سحرة البرج الشمالي و واحد أحضروه."

" كنت تعرفين كل شيء ؟ "

هذه المرة صمتت تشاسترتي، لكن تعابير وجهها كشفت عن كل شيء، لذلك لم تكن هناك حاجة إلى إجابة .

نعم، من الواضح أن سيرفيليا لم تثق بـتشاسترتي تمامًا . كانت تعتقد بوضوح أنها تخفي شيئًا ما، ولم تستطع فهم نواياها، لكن لم تكن تتوقع أبدًا أن يكون الأمر مرتبطًا بليونارد …

فجأة خطرت لسيرفيليا فكرة . شعرت وكأنها تختنق .

" انتظري "

جمع حجر روح ليونارد أرواح أولئك الذين ماتوا وراء الجدار الشمالي . وباستخدام تلك القوة، فتح بوابة عبر الزمان و المكان و استدعى الوحوش .

إذن ما هو مصدر الأرواح الموجودة في حجر الروح التوأم هذا ؟

" تشاسترتي، ما هي الأرواح الموجودة في حجر الروح هذا ؟ "

سألت سيرفيليا بحدة، فحدقت تشاسترتي بدهشة .

أين ذهبت القديسة المغرورة و المتغطرسة ؟

كانت تقف هناك مجرد فتاة صغيرة خائفة، لكن سيرفيليا لم تكن في مزاج يسمح لها بمراعاة ذلك .

" تحدثي الآن."

كانت بحاجة إلى معرفة ما الذي كانت تفعله هذه القديسة المتغطرسة و المعبد الكبير .

عضت تشاسترتي شفتيها كما لو كانت في مأزق، ثم تمتمت أخيرًا بصوت خافت كما لو أنها اتخذت قرارًا .

" الناس … الذين تمنوا أمنيات."

****************************

الفصل : ١٥٥


تذكرت سيرفيليا الحشود الكبيرة التي رأتها سابقًا، أولئك الذين انتظروا طوال الليل أمام المعبد الكبير .

كانت الوجوه التي كانت تغفو على جانب الطريق واضحة أمام عينيها .

كان هؤلاء هم الأشخاص الذين تدفقوا من جميع أنحاء القارة لمقابلة قديسة المعجزات ولو لثانية واحدة .

تجمعت و تجمعت العديد من القصص المختلفة أمام هذا المعبد الكبير .

" إذن هذا يعني أنك سرقتِ أرواح الأشخاص الذين اصطفوا أمام المعبد الكبير ؟ "

" يا إلهي، لم أسرقها ! لقد تلقيت فقط … القليل من الأرواح كتبرع مقابل تحقيق رغباتهم … "

لكن كما لو أنها لم تكن متأكدة من إجابتها، أصبح صوت تشاسترتي أصغر فأصغر، ثم أومأت برأسها في النهاية بتعبير بائس .

" لكن صدقيني يا سيرفيليا، لم أكن أرغب في فعل ذلك …… "

" كل ما فعلتيه بقوة قديسة المعجزات هو سرقة أرواح الناس ؟ "

"تعالي و اجلسي هنا أولاً، هدئي من روعك قليلاً، سأخبرك بكل شيء."

أرشدت تشاسترتي سيرفيليا إلى الأريكة بإلحاح . جلست سيرفيليا على الأريكة وهي لا تزال غير قادرة على كبح غضبها .

تراقص الضوء المنبعث من حجر الروح الأزرق أمام عينيها .

" لحظة، إذن هل هذا هو السبب في أن ليونارد جاء إليك ؟ "

" نعم، كان فضوليًا بشأن حجر الروح هذا، لذلك أخبرته أنه متصل بقوتي المقدسة، وأنه يمكنني جلب أرواح الأشخاص الذين عالجتهم أو باركتهم، ثم قال أنه سيخبرني بطريقة للتحرر من كونني دمية للمعبد الكبير "

أجابت تشاسترتي وهي تعبث بحافة ملابسها بيديها .

' دمية المعبد الكبير … '

كنت أعرف بالفعل أن تشاسترتي كانت تُعامل بهذه الطريقة . ألم يقيدوها هنا منذ أن كانت صغيرة جدًا، واصفين إياها بقديسة المعجزات و فخر المعبد الكبير ؟

لقد كانت حياة تقضيها في غرفة صلاة المعبد الكبير، و تستمع إلى رغبات الناس . من الواضح أن سيرفيليا شعرت بالأسف عليها .

" ما هي تلك الطريقة ؟ "

" قال الأمير ليونارد أن الأميرة سيرفيليا تمتلك قوة أقوى من أي روح جمعتها حتى الآن، قال إن الأرواح التي ماتت عدة مرات لديها مثل هذه القوة "

" وهل صدقتِ كلماته ؟ "

ترددت تشاسترتي للحظة، ثم تابعت حديثها كما لو أنها استسلمت .

" في الواقع، عندما باركت الدوق بيرنز السابق قبل 10 سنوات، اكتشفت سر تلك العائلة، لديهم القدرة على إعادة الزمن إلى الوراء، لذلك حكمت على أن كلمات الأمير ليونارد صحيحة، حتى لو كانت كذبة، اعتقدت أنه يستحق المحاولة "

أضافت تشاسترتي أنها تستطيع رؤية جزء من ذاكرة الشخص عند أخذ روحه، ثم تابعت شرحها بصوت مرتعش .

" إذا حصلت على روحك فقط، شعرت أنني أستطيع أخيرًا التخلص من هذه الحياة البائسة، لذلك وضعت خطة لتعريضك للخطر ثم علاجك لأخذ روحك."

" إذن لهذا السبب واصلتِ التقدم لمعالجتي."

يبدو أن موقفها الودود بشكل مريب أصبح منطقيًا الآن . خفضت تشاسترتي رأسها كما لو أنها ارتكبت خطيئة مميتة .

" نعم، آسفة، في الواقع، كل حديثي عن النبوءة كذب، كنت بحاجة إلى عذر معقول للذهاب إلى الشمال بنفسي، وإلا، لم أكن لأتمكن أبدًا من مغادرة المعبد الكبير "

" إذن أنتِ شريكة ليونارد ؟ "

" لا، مستحيل ! لم أرغب في اتباع طريقته، لم أكن أتمنى حقًا أن تموتي … أردت حقًا أن آخذ من روحك أقل قدر ممكن "

على أي حال، في النهاية كان لتشاسترتي نفس هدف ليونارد . تنهدت سيرفيليا تنهيدة طويلة .

ليس من العدل أن أموت عشر مرات، ثم أعيش حياة أعامل فيها كقطعة من المواد .

' وهذا كله بسبب أن الدوق أعاد الوقت إلى الوراء '

يبدو أنني سأشعر بالارتياح فقط إذا قابلت لوسيان ذو الشعر الفضي مرة أخرى و صفعت وجهه المتعجرف .

"هل أنتِ محبطة مني؟"

سألت تشاسترتي بحذر بوجه متوتر .

إحباط … ؟ العديد من المشاعر التي لا يمكن وصفها بهذه الكلمة مرت بها، لكن الأهم من ذلك، شعرت بالشفقة على القديسة .

" صحيح أنني اقتربت منكِ بنية، لكنني ما زلت أهتم بكِ بصدق يا سيرفيليا "

نظرت سيرفيليا إلى تشاسترتي بتعبير شفقة .

هل كانت نعمة حقًا أن تولد بقوة مقدسة ؟ لو عاشت حياة طبيعية، لما حدثت لها هذه المأساة .

" حسنًا، لا بأس، لن أموت إذا فقدت بعض من روحي "

قالت سيرفيليا وهي تفكر في لوسيان الذي فقد نصف روحه . عندها فقط تنهدت تشاسترتي تنهيدة طويلة كما لو أنها شعرت بالارتياح .

" لكنكِ تعرضتِ للخداع من قبل ليونارد، هل تعتقدين أنه أخبركِ بهذا السر لأنه يهتم بكِ ؟ "

" ماذا ؟ لكن حجر الروح هذا هو كنز المعبد الكبير، لا يمكن أن يكون هدفه هذا ! "

أطلقت سيرفيليا ضحكة ساخرة .

إذا كان علي أن أختار شخصًا واحدًا على هذه الأرض لا يؤمن بالحاكم، فسيكون ليونارد .

" ليونارد لا يهتم بالحاكم ولا بالمعبد الكبير، ربما احتفظ بهذا كنوع من التأمين، تحسبًا لفشله، من الواضح أن إخباره لكِ عني كان مقصودًا."

وهكذا، بينما كان ليونارد يعمل وراء الجدار الشمالي، كانت تشاسترتي تسرق روح سيرفيليا شيئًا فشيئًا .

الآن بعد أن تضرر حجر روح ليونارد، ربما حان الوقت أخيرًا لاستخدام حجر روح تشاسترتي .

" سيأتي ليونارد لأخذ هذا قريبًا."

وكان ذلك الوقت يقترب جدًا .

" يبدو أن ليونارد سيظهر بنفسه في هذا الاجتماع الثلاثي "

" لا ! هذا كنز المعبد الكبير ! وهو حياتي ! "

هرعت تشاسترتي و غطت حجر الروح بإحكام بالبطانية و أخفته . ابتسمت سيرفيليا وهي تنظر إليها .

" تشاسترتي، إذا كنتِ تريدين حماية الكنز، فتعاوني معي."

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

بعد عدة أيام .

كانت سيرفيليا تسير في الممر الطويل للمعبد الكبير . كان لوسيان بجانبها، و جونيا خلفها .

كانوا يسرعون خطواتهم خلف الكاهن الذي كان أمامهم .

ترددت أصداء خطوات عديدة في الممر الطويل بشكل مبهج ثم توقفت تمامًا فجأة.

خفض الكاهن الذي كان يرشدهم رأسه و وقف أمام أحد الأبواب .

انفتح الباب مع صرير .

كانت الغرفة مظلمة بسبب الستائر السميكة، ولم يكن من الممكن رؤية ما حولهم إلا بمساعدة عدد قليل من الشموع .

كان رجل ذو شعر أشقر فاتح يجلس بالفعل على الطاولة . على الرغم من أنه كان من الواضح أنه شعر بوجودهم، إلا أنه لم يلتفت أو ينهض من مقعده .

نظرت سيرفيليا إلى لوسيان بخفة . أومأ برأسه لها قليلاً . تشجعت سيرفيليا بهذا الفعل الصغير و ابتلعت ريقها و تقدمت إلى الأمام .

وقف كاهن أصلع الرأس على رأس طاولة مستطيلة طويلة . تعرفت سيرفيليا عليه أولاً و ألقت التحية .

" مرحبًا أيها الكاهن الأكبر جانوت، يبدو أن هذه هي المرة الأولى التي أراك فيها منذ تعميدي "

" … هل أنتِ الأميرة سيرفيليا ؟ "

" هذا صحيح."

أجابت سيرفيليا بمرح ثم ذهبت وجلست في المقعد الفارغ . تبادل لوسيان و جونيا التحية مع جانوت ثم جلسا في مقاعدهما .

" مرحبًا ليونارد."

ألقت سيرفيليا التحية على أخيها الأكبر الجالس مقابلها بتعبير طبيعي، لكن ليونارد لم يرد على تحيتها .

نظر جانوت إليهما بالتناوب بتعبير محرج . سال العرق من رأسه الأصلع .

" قبل أن نبدأ … كما تعلمون، يدعي البلاط الملكي أن الشمال اغتال الأميرة سيرفيليا، إذن من هذا الشخص الذي يقف أمامي ؟ أجب يا أمير ليونارد."

وجه جانوت سؤالاً حادًا إلى ليونارد . عندها فقط فتح ليونارد فمه ببطء .

" كيف يمكنني أن أصدق أنها سيرفيليا ؟ ربما تكون مُزيفة أحضرها الدوق بيرنز "

" ألا يعرف الأمير ليونارد، وهو أحد أفراد العائلة، الأمر بشكل أفضل ؟ "

" حسنًا، لا أعرف حقًا."

حدق ليونارد في سيرفيليا ثم أمال رأسه كما لو كان لا يعرف حقًا .

شتمت سيرفيليا بغضب .

" اعتقدت أنك تفقد عقلك، ولكن الآن أعتقد أنك تعاني من مشاكل في نظرك أيضًا "

" أنا أضمن ذلك."

فتحت جونيا التي كانت جالسة بجانبها فمها بصوت خافت . اتجهت نظرة جانوت إليها .

" تحدثي."

" أنا جونيا أبردين، رابع أفراد العائلة المالكة أبردين و دوقة جروسفينور، أقسم باسمي و شرفي على هوية الأميرة سيرفيليا، من المستحيل على أخي الأكبر أن ينكرني، حتى لو أنكر أختي "

نظر ليونارد إلى أخته الصغرى ثم اتكأ ببطء على كرسيه .

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان