قال لوسيان دون أن يتغير تعبير وجهه وهو يكتب ' الأرنب الجبان ' في دفتر ملاحظاته .
" لست متأكدة إن كنا سنجده، عادةً ما تُنشر مثل هذه الكتب بدون اسم المؤلف."
" سنجده إذا تتبعناه، بالمناسبة، كيف يصف الكتاب برج السحر ؟ "
" يصفه كمجموعة من الأشرار يهاجمون التنين الأحمر."
" إنه نوعًا ما … كتاب غريب، أليس التنين عادةً هو الشرير ؟ "
قلّب لوسيان صفحات الكتاب ببطء، ثم عبس وهو يشير إلى الأخطاء الإملائية واحدة تلو الأخرى .
انتزعت سيرفيليا الكتاب منه مرة أخرى .
" الطريقة الوحيدة لجعل الأمر ممتعًا هي تغيير مثل هذه الكليشيهات "
" هل الأخطاء الإملائية جزء من تغيير الكليشيهات أيضًا ؟ "
" نسمي هذا رخصة شعرية."
" إنها ملحمة عظيمة حقًا "
بحث الاثنان في كل ركن من أركان المكتبة عن الكتب ذات الصلة . أخرجا كل المخطوطات القديمة و بحثا بعناية عن أي إشارة، ولو سطراً واحداً، تتعلق بالبرج الشمالي، لكن كما قال لوسيان، لم تكن هناك سجلات تفصيلية في أي مكان .
ربما كانا سيستمران في البحث طوال الليل لولا وصول مساعد لوسيان، هيوز، إلى المكتبة .
" صاحبة السمو، يجب أن أذهب إلى الحاجز، من فضلك توقفي عن القراءة و اذهبي للنوم "
قال لوسيان لسيرفيليا بوجه متجهم .
"ماذا حدث؟"
أصبحت سيرفيليا قلقة قليلاً من زيارة هيوز المفاجئة في الصباح الباكر .
هل حدث شيء عند الحاجز ؟
" لا شيء مهم، فقط ابقي في القصر لأن الخارج خطير "
" تقول أنه لا شيء مهم لكن الخارج خطير، كلامك متناقض، فقط أخبرني الحقيقة بصراحة."
قالت سيرفيليا وهي تغلق الكتاب السميك بصوت عالٍ . أمام موقفها الحاسم، أجاب لوسيان وكأنه لا يملك خياراً آخر .
" … حدثت مشكلة صغيرة عند الحاجز، هذا كل ما في الأمر حقاً."
نظرت سيرفيليا إلى لوسيان بشيء من الشك، لكن موقفه ظل ثابتاً.
"حسناً، فهمت."
عادت إلى غرفتها متظاهرة بالاستسلام، لكن كان لديها خطة أخرى .
' سأتبعه و أتحقق بنفسي '
انتظرت سيرفيليا مختبئة في غرفتها حتى الفجر، وما إن بزغ الفجر حتى استعدت للخروج بسرعة، لكن عندما أدارت مقبض الباب بقوة، لم تتحقق رغبتها بسهولة .
" ماذا ؟ هل أقفل الباب ؟ "
هزت سيرفيليا المقبض المقفل . تساءلت عن مدى جنونه فهو يحبسها في غرفتها كلما سنحت له الفرصة .
" لماذا يحبسني بسبب سرب الغربان ذاك ؟ "
لكنها لم تفقد رباطة جأشها و فتحت النافذة مباشرة .
كان يمكنها النزول عبر الشجرة كما فعلت في المرة السابقة …. أليس كذلك ؟
" …. أين ذهبت الشجرة ؟ "
الشجرة التي ساعدتها في الهروب قد قُطعت ولم يتبقى منها سوى الجذع .
"هل هو مجنون حقاً؟"
يبدو أنه قطع الشجرة بعدما سمع أنها استخدمتها للهروب .
شعرت سيرفيليا بالذهول. رغم أنها كانت شخصية غير متوقعة، إلا أن لوسيان لم يكن أقل منها .
كان بإمكانها تحطيم الباب لكنها لم ترد لفت الانتباه، وكان يمكنها القفز من النافذة لكنها قلقت على كاحلها المصاب .
انتظر بهدوء حتى يعود لوسيان ؟ لم يكن هذا الخيار يستحق حتى التفكير فيه .
"همم، ماذا أفعل؟"
اختبأت سيرفيليا خلف الستار و غرقت في التفكير . مجرد وجودها في مكان مغلق من كل الجهات كان يسبب لها توتراً شديداً .
وفي نوبة غضب، بدأت تركل الجدار .
" كيف يجرؤ على حبسي ؟! "
لم تستطع كبح غضبها المتصاعد و بدأت تضرب الجدار بقبضتيها. رغم تورم يديها و ظهور الدم، لم تتوقف عن الضرب .
— بـوم !
تصدع الجدار تحت ضرباتها العنيفة .
" يا إلهي "
حاولت بذعر إصلاح الجدار، لكن الشق استمر في الاتساع، و بدأت القطع تتساقط على الأرض .
" ما هذا ؟ كيف ينهار الجدار بهذه السهولة ؟ "
بينما كانت تتذمر و تحاول إصلاح الجدار، رأت شيئاً من خلال الشق. نزعت الجزء المتشقق من الجدار للتحقق مما رأته .
" هناك باب ! "
عندما أزالت قطع من الجدار، ظهر باب أبيض . فكرت في سبب وجود باب غريب بين الغرف، ثم هزت رأسها متفهمة .
"يبدو أن العلاقة كانت جيدة بين الزوجين."
لم يكن غريباً وجود باب في الغرف التي استخدمها الدوق الكبير و زوجته عبر الأجيال .
اقتنعت ببساطة . على أي حال، كانت فخورة جداً باكتشافها للباب المخفي . أمسكت مقبض الباب بيد مرتعشة و أدارته .
" نعم ! إنه مفتوح ! "
رغم أنها زارت غرفة لوسيان من قبل، إلا أنها لم تتمكن من استكشافها جيداً آنذاك لأنها كانت مليئة بصورها و الهدايا التذكارية .
نظرت سيرفيليا حولها بحماس، كان تصميم الغرفة مماثلاً لغرفتها، لكن الأجواء كانت مختلفة تماماً.
كانت مزينة باللون الأزرق الداكن، وكأنها تشبه صاحبها، تعطي إحساساً بالهدوء و النظام .
الشيء الغريب كان عدم وجود أثاث كثير . فقط السرير يحتل وسط الغرفة، ولم تكن هناك أي متعلقات شخصية .
قد يظن أي شخص أنها غرفة ضيوف، و بالإضافة إلى ذلك ….
" يبدو أنه تخلص من كل شيء حقاً."
لم تكن الهدايا التذكارية التي وضعتها موجودة. توقعت أنه سيتخلص منها، لكنها لم تتوقع ألا يترك ولا قطعة واحدة.
" ألم يكن من الممكن الاحتفاظ بواحدة على الأقل كتذكار ؟ "
فكرت في تفتيش الغرفة بالكامل، لكنها شعرت أنه ليس من اللائق البقاء طويلاً في غرفة شخص غائب .
على أي حال، كانت راضية بأنها وجدت مخرجاً . فتحت باب الغرفة و عبرت الممر حتى وصلت إلى الباب الخلفي .
كان الجو غائماً. رعدت السماء كلها كما لو أن البرق على وشك أن يضرب في أي لحظة، و تلبدت السحب السوداء المحملة بالمطر .
بينما كانت تنظر إلى السماء التي بدت كأفعى ضخمة ملتفة، مشت ببطء نحو الفناء الأمامي .
" هاه ؟ ماذا يحدث هنا ؟ "
كانوا الفرسان يصطفون في صفوف منتظمة في الفناء الأمامي .
أسرعت بإخفاء نفسها، و عندما أطلت برأسها لترى ما يجري، كان هناك فارس يبدو أنه من الرتب العليا يقف في المقدمة و يصرخ على الفرسان الأدنى رتبة، لكن بسبب صوت الرياح القوية، كان من الصعب فهم ما يقوله .
' ماذا يقول ؟ '
يبدو أنه تدريب كبير ليجتمع كل هذا العدد، لكن لم يكن هناك أثر للوسيان في أي مكان .
وبينما كانت مستغرقة في البحث عن وجوه مألوفة، أمسك شخص ما كتفها من الخلف .
" أنت، لقد تأخرت "
توقفت سيرفيليا عن الحركة. بسبب صوته العالي، نظر جميع الفرسان المصطفين، بمن فيهم الفارس الأعلى رتبة، نحوها .
أشار لها الفارس الأعلى رتبة بالحضور إليه .
' اللعنة …. '
كان يعتقد أنها فارس ذات رتبة منخفضة بناءً على ملابسها . بدأت تتحرك ببطء .
" لماذا تتسكع هنا ؟ "
" آه …. نمت متأخرًا قليلاً لذا تأخرت "
تظاهرت سيرفيليا بأصغر صوت ممكن وهي تدلي بكذبتها . نظر إليها الفارس بتعبير يظهر عدم الاكتراث ثم أشار بإصبعه نحو الصف .
" اذهب بسرعة إلى آخر الصف و اصطف "
" آه، حسنًا."
وقفت سيرفيليا في نهاية الصف وهي تبدو غير راضية، لكن بما أنها هنا، كان يجب أن تفهم ما الذي يجري، لذا بدأت تتفحص محيطها بعناية .
كان هناك عشرات الفرسان مصطفين بانتظام في انتظار شيء ما.
من المحتمل أن يكون تدريبًا لفئة الفرسان المبتدئين، لكن ذلك يمكن أن يكون مقبولاً إذا تظاهرت بأنها تشارك بفعل ذلك .
كل ما عليها فعله هو المشاركة بما يكفي حتى لا يتم ملاحظتها ثم الانسحاب ببطء .
بعد لحظات، ظهر شخص يبدو كفارس رفيع المستوى، وأخذ يعدهم و ينظم الصفوف ثم صاح بصوت عالٍ .
" حسنًا، إذا اجتمع الجميع، فلنغادر الآن "
اتسعت عيني سيرفيليا بدهشة .
' إلى أين سنذهب ؟ أليس هذا تدريبًا هنا ؟ '
بينما كانت سيرفيليا تراقب الفرسان الذين يتحركون بسرعة، كانت تعقد حاجبيها .
" مرحبًا، هل يمكنك إخباري عن طبيعة هذه المجموعة ؟ "
سألت، وهي تقف بجانب أحد الفرسان المبتدئين الذي كان يقوم بتجهيز أشيائه .
نظر إليها الفارس بنظرة تعكس استغرابه من السؤال .
" …. علينا أن نتجه نحو الحاجز "
" آه، صحيح، كنت أعلم بذلك."
أجابت بوقاحة، لكنها سرعان ما اصطفّت خلفه و وقفت بشكل مستقيم، لكن جبهتها تجعدت فجأة .
' لقد وقعت في ورطة '
****************************
الفصل : ٦١
إذا استمرت على هذا النحو، فستُجر حتمًا إلى الحاجز . وفي أسوأ الحالات، قد تجد نفسها خارج الحاجز مرة أخرى .
كانت تريد تجنب تلك الكارثة مهما كلف الأمر. لقد ذهبت إلى ما وراء الحاجز مرتين في حياتها، ولم تكن أي من التجربتين ممتعة .
' لا داعي لتكملة المرة الثالثة '
راقبت سيرفيليا الفارس الأعلى رتبة بعناية، تبحث عن فرصة للهروب . فكرت أنها إذا ذهبت خلف المبنى الملحق إلى الحديقة الخلفية، فربما لن يلاحظها أحد .
تسللت خلف الفرسان الأدنى رتبة، متجهة نحو المبنى الملحق خطوة بخطوة .
" أنت ماذا تفعل هناك ؟ تعال إلى الأمام "
يبدو أن تصرفاتها لفتت الانتباه على الفور. تقدمت إلى الأمام وهي تكتم شتائمها .
تذكرت عندما انضمت إلى فرقة الفرسان لأول مرة في طفولتها . في ذلك الوقت أيضًا، كانت تُستدعى إلى الأمام و تُوبخ باستمرار … لذلك كانت تعرف جيداً ما يجب فعله في مثل هذه المواقف .
" آسف "
أن تعتذر مباشرةً قبل أي شيء آخر . من واقع خبرتها، هذا يجعل المحادثة تنتهي بشكل أسرع .
" …. اذهب إلى مكانك وقف باستقامة، لأننا سنغادر قريبًا "
انتهى الأمر بسلام، لكن بهذه الطريقة سيصبح الهروب صعباً .
بينما كانت سيرفيليا تفكر في ما يجب فعله، اصطفت في الصف بانضباط .
يبدو أن غريزة الفارس جعلتها تطيع أوامر رؤسائها تلقائياً، لكن لم تأتي فرصة الهروب بعد ذلك.
انطلقت مع الفرقة نحو الحاجز، ولم تستطع التحرك بحرية بسبب إحاطة عشرات الفرسان بها.
" لكن …. لماذا تم استدعاء كل هؤلاء الفرسان فجأة ؟ "
أمسكت سيرفيليا بالفارس الأدنى رتبة الذي سألته من قبل و سألته مرة أخرى . أجاب بإخلاص رغم أنه ما زال يبدو محتارًا منها .
" ظهرت علامات على هيجان الوحوش في الصباح الباكر، لذلك تم استدعاء جميع القوات الاحتياطية للذهاب إلى ما وراء الحاجز "
" آه، نعم، الآن أتذكر أنني سمعت ذلك من قبل، شكراً لك "
ابتسمت سيرفيليا بمرح و ربتت على ظهره، ثم استدارت مصدومة .
' قال أنها مشكلة صغيرة، لكنها مشكلة كبيرة جدًا ! '
يبدو أن الأمور ستتفاقم. أن تذهب إلى ما وراء الحاجز بهذه الطريقة !
لم تكن خائفة من الوحوش، بل على العكس، قد يتحسن مزاجها لو استطاعت ضرب بعض الوحوش بقوة .
ما كان يقلقها هو الدوق بيرنز …
إذا ذهبت خلف الحاجز مرة أخرى، لا تعرف ما نوع التوبيخ الذي ستتلقاه من الدوق .
يمكنها أن تتخيل وجهه المتجهم وهو يصرخ بصوت عالٍ . كان رجلاً أكثر تزمتاً مما يبدو عليه ولم يكن يتفهم تمرد النساء .
' سيكون الأمر مزعجاً، يجب أن أهرب بسرعة … '
كانت سيرفيليا تتطلع حولها بسرّية بحثًا عن فرصة للهروب، ثم أدركت فجأة تعبيرات الفرسان من حولها .
على عكسها، التي كانت تمزق شعرها كما لو تم جرها إلى مسلخ، كان لدى جميع الفرسان الشماليين وجوه مهيبة.
نادرًا ما تظهر العيون النابضة بالحياة و الأفواه المغلقة بإحكام في الفرسان ذوي الرتب المنخفضة، لقد كانوا مستعدين للتضحية بحياتهم لحماية الأرض التي نشأوا فيها و عائلاتهم .
عندما رأت سيرفيليا خطوات هؤلاء الشباب الذين قد لا يتجاوزون العشرين من أعمارهم، شعرت بالخجل من فكرة الهروب .
' كيف يمكن لفارس التفكير في الهروب ؟ '
بينما كانت تتردد، جاء صوت عميق إلى أذنها .
" أنت هناك "
" …. أنا ؟ "
" نعم، أنت ذو الشعر الأشقر، تعال إلى هنا "
بنداء أحد الفرسان، اقتربت سيرفيليا منه بشكل محرج .
كان له لحية كثيفة وشعر غير مرتب يبدو كأنه لم يُمشط يومًا، مما أعطى انطباعًا غير جيد.
"كم عمرك؟"
"عمري اثنان و عشرون عامًا."
أجابت سيرفيليا بصوت منخفض قدر الإمكان.
شعرت بالذنب لأنها كذبت و حذفت خمس سنوات، لكن لم يكن هناك خيار . كانت تبدو أصغر من عمرها، لذا كان من الأفضل أن تبدو أصغر في نظر الرجال .
نظر الفارس الأعلى إليها من أعلى إلى أسفل، ثم استدار ليشاهدها من الخلف و رفع شعرها ليفحصها، ثم أطلق زفرة طويلة .
" آه، كيف يمكننا استخدام رجل ضعيف مثلك ؟ أنت تعيق الطريق، لذا ابقى في الخلف."
" أُعيق …. ؟ "
شعرت سيرفيليا وكأن شيئًا ما قد انقطع بداخلها . على الرغم من أنها كانت صغيرة الحجم مقارنة بالرجال، إلا أنها كانت نائبة قائد الفرسان الملكيين و بارعة في فنون السيف أكثر من أي شخص آخر هنا .
كيف يمكنه أن يقول " تعيق الطريق ! "
لقد تأذى كبريائها كثيرًا . مدت سيرفيليا يدها المرتعشة لتصفف شعرها القصير . كانت عيناها الخضراوان تتلألأ بغضب .
" لقد انتهى الأمر "
" ماذا ؟ "
" لقد وُلدت من أجل هذا اليوم "
دفعت سيرفيليا كتف الفارس و اندفعت إلى الصف الأمامي من الطابور .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
كان لوسيان قلقًا بشدة .
كان واقفًا على الجدار يتأمل ما وراء الجدار و القلعة بالتناوب . حاول عدة مرات استعادة تركيزه، لكن ذهنه كان مشغولاً بأماكن أخرى، ولم يستطع التركيز .
' عليّ أن أبقى مستيقظًا، لا أعلم متى قد تهاجم الوحوش '
قبل ساعات قليلة، في الفجر الباكر، تمزقت الغيوم المتثاقلة، و ضرب البرق السماء الصافية بلا توقف .
كانت تلك علامة على هجوم الوحوش .
' هل كانت هذه بالفعل المرة الخامسة هذا العام ؟ '
لم يمضي وقت طويل منذ الهجوم الأخير، وها هي الوحوش تهاجم مرة أخرى . عض لوسيان على شفتيه .
كانت الفترات الزمنية تتقلص تدريجيًا . علاوة على ذلك، كانت الأعداد و القوة تزداد بشكل متزايد.
لو لم يكن الجدار موجودًا، لكانت الشمال و القارة بأسرها في خطر .
' لا يجب أن تحدث مثل هذه الأمور '
كرّس لوسيان جزءًا كبيرًا من حياته، التي لم تكن قصيرة، لحماية الجدار .
منذ صغره، وجد قيمته في الوقوف على الحاجز . كان مأسورًا بإحساس الواجب في حراسة الجدار، ولم يلعب أو يتكاسل يومًا.
لم يكن لديه أي شكوى عن تلك الحياة، وكان يؤدي دوره بشكل جيد .
…. حتى وقت قريب .
' كيف يمكن أن يحدث هجوم الوحوش أثناء وجودها في الشمال ؟ '
كانت حافة عباءته ترفرف بعنف . أدار رأسه ونظر إلى القلعة من بعيد .
" هي هناك "
سابقًا تسببت في تقلبات أحلامه كل ليلة، والآن جاءت إليه وأفسدت حياته اليومية .
" …. سيرفيل "
تمتم باسمها، ثم أدرك فجأة أنه قد يسمعه أحد، فالتفت بسرعة حوله .
يبدو أن الفرسان مشغولين بمواقعهم، ولم يهتموا بما كان يفعله . مع الشعور بالارتياح، جمع شجاعته و نادى باسمها مرة أخرى .
" …. سيرفيل "
يبدو أن اسمها يحتوي على نوع من القوة . يتجمع الصوت في الهواء مثل سحابة ثم ينفجر و يرسل قشعريرة في جسده كله .
كان يمسح خاتم الزمرد المعلق على قلادته بشكل متكرر . كان هذا الخاتم هو هدية الخطوبة التي قدمتها له الأميرة عندما جاءت إلى الشمال .
لم يكن يناسبه، لذا كان يشغل باله كيف يمكنه ارتداءه، حتى قرر تحويله إلى قلادة و ارتدائه . بالطبع، أخفاه داخل ملابسه حتى لا يلاحظ أحد .
كان خاتم الزمرد يشبه عينيها تمامًا. على الرغم من أنه كان يعلم أن الخاتم لا يحمل مشاعر صادقة من الشخص الذي أعطاه له، إلا أنه كان يحمل له دلالة خاصة .
قبل لوسيان الخاتم بسرعة ثم أعاده إلى داخل ملابسه .
بالنظر إلى عمق مشاعره تجاه سيرفيليا، كان لوسيان يتحمل الأمر بشكل جيد إلى حد ما.
لم يكن الأمر سيئًا أن يتظاهر بعدم اللامبالاة، أو أن يتصرف وكأن الأمر لم يكن شيئًا، أو أن يكذب كما لو كان لا يحب ذلك، لكن في بعض الأحيان، كانت مشاعره تتفجر، ولم يكن هناك سبيل لإيقافها .
في تلك اللحظات، كان يقترب منها دون أن يدرك ذلك، ثم يتراجع فجأة في صدمة .
كانت الرغبة في احتضانها بشدة أمرًا كان من الصعب تحمله . هز لوسيان رأسه وهو يتذكر الأخطاء التي ارتكبها.
' لا يجب أن يحدث هذا مرة أخرى، حتى لو كان عليّ قطع ذراعي، لا يجب أن أمد يدي نحوها '
' بأي حق يحق لي أن أعانق سيرفيل ؟ '
كنت آمل أن تحل مشكلتها بسرعة قبل اكتشاف المزيد أو التخلي عن المزيد .
' على الأقل، الشمال ليس المكان الذي يجب أن تكون فيه سيرفيل '
****************************