الفصل ٤٦ و ٤٧ : ذهبت الأميرة إلى الشمال و أفسدت الأمور


" هل سنغادر بالفعل ؟ "

" نعم، سنذهب إلى السور الشمالي "

رفع الفرسان المرافقون رؤوسهم و توقفوا عن الأكل . ساد صمت قصير، و نظروا إلى بعضهم البعض في حيرة .

" عفواً ؟ ماذا تقصدين ؟ "

" كما سمعت، عليّ الذهاب إلى السور حالاً، فلتجهزوا أنفسكم "

تبادل بريدجر النظرات مع الفرسان . توترت سيرفيليا قليلاً، معتقدة أن بريدجر، قائد الحرس، سيعترض، فهو رجل مستقيم، معروف بقول الحق لسيده دون مجاملة .

" حسناً، سنرافقك إلى السور، يا أميرة "

لكن الأمور سارت بسهولة غير متوقعة، رفعت سيرفيليا حاجبيها وهي تنظر إلى بريدجر .

نظر إليها بوجه خالي من التعبير .

" بريدجر، هذا غير معتاد منك أن توافق بسهولة "

" لابد أن لسيدتي حكمة في ذلك، أنا فقط أتبع حكمتك العظيمة "

" ماذا … ؟ أميرة، السور خطير جدًا، لأي سبب تريدين الذهاب إلى هناك ؟ "

صرخ آرتشي بفزع و تعلق بذراع سيرفيليا .

" يا قائد، بماذا تفكر ؟ يجب أن تمنعها ! "

لكن بريدجر هز كتفيه فقط دون أن يجيب . قام من مكانه و بدأ في جمع متعلقاته .

" على الجميع الاستعداد."

بأمر من بريدجر، نهض إيستون و أكسي و جون و أوريس واحداً تلو الآخر . فقط آرتشي ظل ينظر حوله بعينين متسعتين و تعبير مصدوم .

" هل ستفعلون هذا حقًا ؟ أوريس، على الأقل عليك أن تمنعها ! "

بعد أن تخلصت سيرفيليا من آرتشي المتشبث بها، ربطت سيفها و عدلت ملابسها .

ارتدت الملابس التي أحضرها إيستون و عباءة سميكة . تعلق آرتشي بعباءتها رغم أنه كان يعرج .

" كلا، لا يمكنك الذهاب ! لا أريد ! إذا كنت ستذهبين، فأريد الذهاب معك "

" كيف ستتبعني بتلك الساق ؟ بريدجر وحده أكثر موثوقية من مائة شخص مثلك، فلا تتدخل "

" أنا فقط قلق عليك، أخشى أن تُصابي مرة أخرى …. "

في الواقع، سيرفيليا تعرف ذلك . تعرف لماذا يتمدد دائمًا على أريكتها، ولماذا ينام في الممر بدلاً من العودة إلى غرفته .

يبدو أنه تأثر كثيراً بحقيقة أن سيدته كانت بين الحياة و الموت بينما كان هو نائمًا مرتاحًا في غرفته . رغم أنها اعتبرته مساعداً صغيراً و غير كفء، إلا أن ولاءه لا يقل عن أي شخص آخر .

" آرتشي، أنا قلقة عليك أكثر، عد إلى القلعة و احصل على بعض الكعك من أوليفيا، سأعود سريعًا "

حتى عندما ذهب إلى العربة بين ذراعي أوريس، كان آرتشي يبكي و يثير ضجة .

" أميرة ! عليك العودة سريعاً ! وكوني حذرة ! "

لكن سيرفيليا لم تنظر إليه حتى، بل امتطت حصانها الأبيض بحركة واحدة بعد أن وضعت السرج .

" هيا "

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

بدت السماء ملبدة وكأن الرعد و البرق على وشك أن يضربا في أي لحظة .

ركب الفرسان بجانب سيرفيليا لحمايتها . وبعد فترة من الركوب، وصل موكب الأميرة إلى السور .

كان هناك علم أحمر يرفرف فوق السور يشير إلى الخطر . عندما وصلوا ببطء إلى البرج، وقف حارس البوابة في طريقها .

" أعلني عن هويتك و سبب زيارتك "

" أنا الأميرة سيرفيليا أبردين أميرة مملكة أستيريا، جئت لمضايقة … لا، أعني لأجد خطيبي لوسيان بيرنز "

عندها فقط تعرف حارس البوابة على سيرفيليا و انحنى بإحترام .

نزلت من على حصانها برشاقة، ثم ربتت برفق على أنف حصانها الأبيض الذي تعب من الركض حتى هنا .

"لماذا لا تفتح البوابة؟"

" سيدتي، هذا المكان خطير، من الأفضل أن تعودي الآن …. "

" إذا لم تفتح البوابة الآن، فحياتك ستكون في خطر أكبر "

قالت سيرفيليا بحدة، لكن حارس البوابة، رغم توتره الواضح، لم يُظهر أي نية للتراجع .

حتى رؤية الفرسان الحراس خلفها لم تخفه .

" سـ … سيدتي، إذا سمحت لك بالدخول، فسوف أقتل على يد الأرشيدوق "

" إذا كنت ستموت في كلتا الحالتين، فالأفضل أن تختار طاعة الشخص الأعلى مكانة "

هز حارس البوابة رأسه بذهول كما لو أنه اقتنع بكلامها، ثم تنحى جانباً . سلمت سيرفيليا حصانها له و صعدت الدرج الحلزوني .

أين يمكنها أن تجد الأرشيدوق ؟ بينما كانت تتجول وهي تفكر، صادفت فارسين .

"سيدتي الأميرة، ماذا تفعلين هنا؟"

اقترب منها فارس رأته من قبل في القلعة بعيون مندهشة . اسم الفارس ذو العيون البنية كان ….

" آه، تشوكو "

" أنا كونيس، يا سيدتي "

كتم الفارس الواقف بجانبه ضحكته. تجاهلت سيرفيليا ذلك و واصلت حديثها .

" حسنًا، تشوكو، أين الدوق بيرنز ؟ "

" الدوق خرج للدورية خلف السور، سيدتي، نحن في حالة طوارئ حالياً، وعلينا أن ندخل في حالة تأهب فورًا "

شعرت وكأن قلبها هوى إلى قدميها . فكرت سيرفيليا مليًا قبل أن تتحدث .

لم يكن هناك سوى حل واحد .

" حسناً، جيد، أريد الذهاب خلف السور، لذا من فضلك أرني الطريق "

تبادل كونيس و الفارس الآخر النظرات بتوتر .

" لا يمكن، حتى لو كنتِ الأميرة، لا يمكنك الذهاب خلف السور هكذا "

" أنا لست مجرد أميرة، سأصبح سيدة الشمال قريبًا، من يجرؤ على منعي من لقاء زوجي؟"

" مع ذلك لا يمكن، يا سيدتي، إذا حدث لك شيء، سنكون نحن المسؤولين "

" يبدو كما لو أنك تشكك في قدرات فرساني الحراس."

الوضع مختلف عن المرة السابقة حين سقطت وحيدة خلف السور . لا داعي للقلق الآن مع وجود أقوى فرسان القارة لحمايتها .

" لكنهم ليسوا متخصصين في قتل الوحوش، إنه خطير جداً "

احتج كونيس بشجاعة . غرقت سيرفيليا في التفكير أمام هذه المقاومة الأقوى من المتوقع.

' هل يجب أن أخبرهم أن الأرشيدوق في خطر ؟ لا، سيظنون أنني مجنونة إذا أخبرتهم أنني رأيت رؤية '

كانت تتصرف بجنون كافٍ بالفعل، فلا داعي لإضافة المزيد . قررت سيرفيليا استخدام أقوى سلاح لديها .

" انتباه "

إنه إساءة استخدام السلطة .

وقف الفارسان في وضع الاستعداد عند سماع صوتها الحازم .

" استرح ! "

وضعا ذراعيهما خلف ظهريهما، و بدأ العرق يتصبب من جبينيهما .

" لا يوجد هنا من هو أعلى رتبة مني."

سيرفيليا هي فارسة من أعلى مستوى وكانت نائبة قائد الفرسان الملكيين . هذان الاثنان مجرد فرسان عاديين على أحسن تقدير . لو كانوا في فرقة الفرسان الملكيين، لما تجرأوا على الدوس على ظلها .

" ولا يوجد من يملك سلطة أكبر مني هنا."

عندما تحدثت سيرفيليا بجدية دون ابتسامة، ساد الصمت المكان كما لو أن ماءً بارداً سُكب عليهم .

" انتهى وقت المزاح، افتحا البوابة "

أخيراً، استسلم كونيس و أخرج المفتاح من جيبه متردداً .

" وأخيرًا، فهمت ذلك "

" اتبعوني "

تبعت سيرفيليا و حراسها كونيس نزولاً على الدرج . استعادوا الخيول التي تركوها مع حارس البوابة، ثم توجهوا نحو البوابة الرئيسية للسور .

أثناء سيرهم في الممر الطويل، تردد كونيس عدة مرات قبل أن يتحدث .

" سأذهب معك أيضًا يا سيدتي "

نظرت إليه سيرفيليا بفظاظة. كان معها خمسة من أفضل الفرسان الحراس . لم تكن بحاجة إلى مساعدة تشوكو .

" لا تتدخل في ما لا يعنيك يا تشوكو، ألا تعرف أن المتدخل دائمًا هو أول من يموت ؟ "

عندما فكرت في الأمر، بدا أنها هي نفسها أكثر شخص يتدخل هنا . يبدو أن كونيس فكر بنفس الطريقة حيث تردد ولم يجب .

شعرت بالحرج و أضافت :

" أنا لن أموت لأنني البطلة "

" لكن البطلات عادةً ما يمتن "

تمتم كونيس بصوت منخفض .

" أنا لست ' بطلة '، أنا ' بطل ' لذلك سأكون بخير "

بعد عبور بابين ثقيلين، وقفوا أمام أصغر باب . تردد كونيس مرة أخرى و تحقق من الأميرة :

" هذا هو الباب الأخير، يا أميرة "

" افتحه."

أدار كونيس المفتاح وكأنه استسلم لكل شيء. فُتح الباب الثقيل مع صرير معدني .

هبت رياح الشمال الباردة بقوة، و انتشر التوتر في جسدها كله.

" سيدتي، فقط أخبرينا لماذا تريدين الذهاب "

سأل كونيس بتعبير يائس .

كانت تتفهم قلقه، لكنها لم تعرف كيف تشرح مخاوفها و قلقها .

كيف يمكنها أن تقنعهم بأنها سمعت صرخة الدوق بيرنز ؟

في النهاية، نطقت بتلك الجملة السحرية التي تحفز كل الفرسان و تشعل حماسهم :

" لإنقاذ الأميرة "

****************************

الفصل : ٤٧


هزت الرياح العاتية الغابة الكثيفة .

كان صوت حفيف أوراق الشجر في مهب الريح و الصرخات الغريبة التي يتردد صداها من بعيد، يضفي جوًا موحشًا .

شعرت سيرفيليا بقلق أكبر مما توقعت، فبلعت ريقها .

' هل سأموت أولاً ؟ '

لكن حتى لو ندمت، كان الوقت قد فات . لقد تصرفت بمظهر رائع، ولم يكن هناك مجال للتراجع .

في النهاية، قادت حصانها ببطء نحو المناظر الغريبة و الخطيرة . لحسن الحظ، لم يكن الحصان خائفًا و امتثل لتعليماتها .

" تحقق من الخريطة، يا بريدجر "

فتح بريدجر الخريطة التي قدمها كونيس، و تأكد من المكان الذي يقوم لوسيان بدوريات فيه.

" قال أنه ذهب بدوريات في الغابة السوداء … لذا، يجب أن نذهب في هذا الاتجاه."

" أرى الغابة السوداء هناك."

اتبعت سيرفيليا بريدجر بينما كانت تقود حصانها .

بدأت الشمس تغرب شيئًا فشيئًا . كان عليها العثور على لوسيان قبل أن يحل الظلام بالكامل .

" أميرة، هل حدث شيء للأرشيدوق بيرنز ؟ "

سأل أوريس الذي كان يتبعهم، بصوت مليء بالفضول . فكرت سيرفيليا للحظة ثم قررت أنه ليس من الضروري إخبارهم بأمور غير مهمة .

" لا يوجد شيء، أنا فقط أريد أن أقضي بعض الوقت مع الدوق "

" لا أوصي بمكان مثل هذا كموعد "

أضاف بريدجر وهو ينظر إلى جثة وحش متعفنة ملقاة على الأرض .

كان يراقب بحدّة حوله ليحميها، مما جعل سيرفيليا تشعر بالأمان أكثر من أي وقت مضى . لم يكن مهمًا أنها كانت وراء الحاجز، فخمسة رجال موثوقين كانوا يحرسونها .

" أنت تعرف، لدي ذوق خاص، إنه مثير و ممتع "

وسرعان ما دخلت المجموعة الغابة السوداء . بينما كانت تسير في الغابة الرطبة، لم تستطع سيرفيليا أن تخفف من توترها .

كانت تشعر أن وحشًا قد يظهر من أي مكان، أو أنها قد تجد جثة لوسيان .

" هناك شيء ما، يا أميرة "

نزلت المجموعة من خيولهم و شقوا طريقهم ببطء إلى مساحة واسعة .

وقفت سيرفيليا في وسط المكان تحت حماية بريدجر . كان ضوء القمر الضعيف يتسلل إلى المساحة الخالية المحاطة بالأشجار الكثيفة .

شعرت سيرفيليا بشيء من القلق .

" ماذا تقصد بوجود شيء هنا ؟ "

فجأة، شعرت بشيء حاد يقترب من خلفها، مما جعلها تشعر بالبرودة .

استدارت سيرفيليا بسرعة، ولكنها سقطت على الأرض بسبب شعور قوي بالحرقة في جانبها .

انفجر الدم من جانبها كالشلال، نهضت بسرعة فلم يكن لديها الوقت لتصدر أنينًا .

" ما هذا …. ؟! "

ظنت أن عينيها تخدعانها . كانوا فرسانها يوجهون سيوفهم نحوها .

" يجب أن أسمع تفسيرًا "

سحبت سيرفيليا سيفها بشكل تلقائي من خصرها .

' آآه '

بدأت يدي اليمنى تتخدر مرة أخرى، لقد ظهرت الأعراض في أسوأ لحظة ممكنة، مما جعل الوضع أكثر سوءًا .

كانوا الفرسان يدورون حولها، مهددين إياها. حاولت سيرفيليا أن تتحرك بسرعة لتجنب أن تكون محاصرة، لكنها كانت وحدها مقابل خمسة .

" لو كنتِ قد بقيت هادئة، لما كان هناك حاجة للتفسير "

قال بريدجر وهو يضحك بطريقة غير معتادة . لم تستطع سيرفيليا تصديق الوضع الذي كانت تواجهه .

كان إيستون، أكسي، جون، أوريس، وقائد الحرس بريدجر، بالنسبة لها، كانوا فرسانًا مخلصين و أصدقاء أعزاء .

انفجر الدم من جرحها في جانبها، و لطخ زي الفارس الأبيض النقي باللون الأحمر، لكن حتى الشعور بالألم كان ترفًا في تلك اللحظة .

" قائد، ماذا يجب أن نفعل ؟ "

" اترك الأمر لي "

بدون تردد، وجه بريدجر سيفه نحوها . تردد صدى الصوت المعدني الحاد لسيفين يلتقيان في الغابة الهادئة .

حاولت سيرفيليا كسب الوقت وسرعان ما أطلقت كلمات عشوائية .

" هل تعتقد أنك ستتمكن من هزيمتي باستخدام فنون السيف التي تعلمتها مني؟"

" لم أتعلم منك فقط "

تباعد الشخصان بعد أن اصطدم سيفاهما بقوة، و راقب كل منهما الآخر لبعض الوقت .

" توجيه سيفك نحوي هو بمثابة توجيه سيفك نحو العائلة الملكية، هل يمكنك تحمل ذلك؟"

ضحك بريدجر بضحكة مرعبة عند سماعه تلك الكلمات .

لقد عرفت سيرفيليا بريدجر لفترة طويلة، لكن هذه كانت المرة الأولى التي تراه فيها يضحك بهذه الطريقة …. لا، لم تكن تعلم أنه رجل يستطيع الضحك ….

" هذا يكفي من الشفقة، جون، إيستون ! امسكوا بها ! "

بأمر من بريدجر، اندفع الاثنان نحوها دون تردد. حاولت سيرفيليا أن تتفادى للجانب لكن أكسي كان هناك .

امسكتها ذراعه الكبيرة و القوية، فلم تستطع الحركة . بينما كانت سيرفيليا تتخبط، صفعها إيستون بقوة على خدها .

في تلك اللحظة شعرت برأسها يدور .

" ألا يمكنك فهم ما يحدث ؟ ابقي هادئة "

غطى إيستون رأس سيرفيليا بقطعة قماش سوداء . حاولت المقاومة، لكن قوة قبضتهم كانت شديدة جدًا، ومع عدم قدرتها على الرؤية، شعرت بالقلق يتسلل إليها .

ما هو نوع هذا الوضع، وأين بدأ الخطأ ؟

حاولت سيرفيليا المقاومة، لكن مع السيطرة على أطرافها، كان الأمر صعبًا .

" آآآه ! "

فجأة، فقدت أذرع أكسي قوتها، و سقطت سيرفيليا على الأرض دون أن تعرف ما يحدث .

في نفس الوقت الذي صرخ فيه الفرسان، رن الضجيج المعدني لاشتباك السيوف .

زحفت سيرفيليا على ركبتيها لتفادي الأذى، و عندما سحبت القماش عن رأسها، ظهر مشهد غير متوقع على الإطلاق .

" …. الأرشيدوق ؟ "

كان لوسيان يقاتل وحده ضد خمسة فرسان .

ركل إيستون بساقه القوية، مما أدى إلى دفعه بعيدًا . اصطدم إيستون بجذع شجرة و سقط فاقدًا للوعي .

استولت سيرفيليا على سيف إيستون و اندفعت نحو لوسيان .

" أرشيدوق ! "

"أميرة، هل أنت بخير؟"

تراجع الاثنان معًا في وضع قتالي .

" آه، يبدو أن الأمور تتفاقم."

تمتم بريدجر وهو يخدش رأسه، ثم أعطى إشارة للفرسان .

" سأعتني بالأميرة، وعليكم أن تتعاملوا مع الدوق."

" هل يمكننا قتله ؟ "

سأل أكسي بسخرية .

" لا يهم "

عندما قال ذلك، اندفع ثلاثة فرسان نحو لوسيان، بينما وجه بريدجر سيفه نحو سيرفيليا وحده .

" تدعون بأنكم فرسان، بينما الفرسان لا يهاجمون بهذه الطريقة المخزية "

" أعتقد أنك علمتني أن أفعل كل ما يلزم للفوز ؟ "

لم يكن لديها ما تقوله . في الواقع، كانت قد علمتهم أن الأولوية الأولى هي الضربة الأولى، و الثانية هي الهجوم الجماعي .

" لقد علمتك بهذه الطريقة دون أن أعرف أنك لقيط "

بريدجر كان مصممًا على استهداف نقاط سيرفيليا الضعيفة . مع إصابتها، أصبحت حركتها بطيئة، مما جعل من الصعب عليها تجنب سيفه . ومع اقتراب الليل، أصبح من الصعب رؤية ما حولها .

" آآآه ! "

استغل بريدجر لحظة ضعفها بسبب الألم، و قطع سيفه كاحلها . كما لو أن الوتر قد قطع، سقطت على الأرض بقوة.

" استسلمي، الهروب من هنا لن يحل أي شيء "

كانت سيرفيليا في حيرة من أمرها بشأن ما يجب فعله .

آه، ماذا قالت معلمتي ؟

تذكرت سيرفيليا ما قالته السير ليا روثوايلد دائمًا .

" سيرفيليا، أنت فقط تفعلين ما تفكرين فيه "

نعم، لا داعي للتفكير كثيرًا …

أغمضت سيرفيليا عينيها. شعرت بوجود شخص يقترب منها، كانت أصوات الأحذية الخشنة تدوس على العشب .

أمسكت سيرفيليا بالسيف الحاد بيدها العارية، ثم ألقت قطعة القماش السوداء على وجه بريدجر .

سال الدم من يدها، لكن لم يكن هناك وقت للألم .

في اللحظة التي كان فيها مشوشًا بسبب الرؤية المحجوبة، وجهت ضربة قوية إلى وجهه، ثم ركلته مما أدى إلى سقوطه أرضًا .

عندما سقط، صعدت سيرفيليا على صدره، ثم وضعت السيف على حلقه .

" كـح ! "

" أخبرني من الذي حرضك على فعل ذلك، إذا كنت لا تريد أن ينقسم رأسك إلى نصفين "

كانت تضغط السيف بشكل متزايد كتهديد، لكنها لم تكن قادرة حقًا على إيذائه .

" إنها أوامر سيدي "

متى أصبح لبريدجر سيد غيري ؟

مرت أمام عينيها ذكريات الأيام التي أقسم فيها بريدجر الولاء لها، و بذل كل ما في وسعه لحمايتها .

" ماذا ؟ يبدو أنك نسيت الوعد الذي قطعته لي، إنها ليست حتى بضعة أسطر "

تجمدت تعابير بريدجر، و تمتم بشيء غير مفهوم، ثم نظر إليها مباشرة و تحدث :

" أقسم أمام النور و الفوضى و الظلام، أن إرادة سيدي هي إرادتي، و أنفاس سيدي هي أنفاسي "

نعم، كان هذا هو القسم … وثقت سيرفيليا في قسمهم، ولم تشك قط في ولائهم .

" هل من الممكن، أنه منذ البداية …. ؟ "

ظهرت ابتسامة جنونية على وجه بريدجر، ثم وسع عينيه بحماس، كما لو أنه عاش كل هذا الوقت ليقول هذه الكلمات .

" سيدي هو فقط ذلك الشخص "

" تبًا، كنت أعتقد أنكم في جانبي "

عند سماع ذلك، بدأ بريدجر يضحك حتى كاد يختنق .

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان