الفصل ٦٤ : شفاه على حافة السكين


⧼ أردت أن أختفي هكذا ⧽

لويلجوسا كانت عائلة أسسها بطل .

الإنسان الذي ظهر فجأة عندما كان العالم في حالة اضطراب، شخص غير مفهوم اعترف به التاريخ، والذي طرد جيشًا كبيرًا من الوحوش من الشمال، و أوقف مجموعة من المتعصبين الذين أتوا من الجنوب مطالبين بالقضاء على الهرطقة، وهزم الرغبات الملتوية للسحرة الذين أرادوا خلق عالم مصنوع .

توضيح : الهرطقة ويطلق عليها أيضًا الزندقة، هي تغيير في عقيدة أو منظومة معتقدات مستقرة، وخاصة الدين، بإدخال معتقدات جديدة عليها أو إنكار أجزاء أساسية منها بما يجعلها بعد التغيير غير متوافقة مع المعتقد المبدئي الذي نشأت فيه هذه الهرطقة.

رجل لم يستخدم السحر، بل وصل إلى القمة بالسيف فقط .

قرر العالم أن يطلق عليه سيد السيف، و هناك شيئان تركهما البطل خلفه على هذه الأرض .

عائلة لويلجوسا، العائلة التي أسسها عن طريق الزواج من حبيبته الحبيبة، و السيفين الذين تركهما .

[ أيها البشر الحمقى، فقط الأشخاص المؤهلون يمكنهم خدمة هذا السيف العجوز 】

[ آه، لا أعرف ! أنتم جميعًا دون المستوى ! على الأقل فلتأتوا مع المؤهلات ! 】

كان السيفان الأسطوريان نيڤرمور و إيڤرمور سيفان قويان و مختلفان تمامًا، ولذلك آمن الناس بالأقوال التي تتناقل سرًا .

" من يختاره السيفان سيدًا له، فإنه يرث كل شيء من البطل الأول "

مع مرور الوقت، ترسخت إمبراطورية تسمى الإمبراطورية الغربية، و ولد العديد من أبطال لويلجوسا، والآن، بعد أن تم نسيان الأقوال، كان هناك سيد تم الإعتراف به من قِبل السيفين .

… وفقًا للتقاليد العائلية، توجهت آرني البالغة من العمر ستة أعوام إلى قاعة الخلود حيث تم ختم السيفين.

تفاجأت الشابة آرني بالنزهة غير المتوقعة بينما كانت تمسك بيد خالها جيرهان .

كان المبنى الرخامي الأبيض مقدسًا تمامًا حتى بالنسبة لعيون الطفلة الصغيرة .

"لماذا أتيت إلى هنا فجأة؟"

"لأنه تقليد عائلتنا."

"تقليد؟"

قام جيرهان بتربيت رأس الطفلة آرني .

"هذا هو المكان الذي تقع فيه شظية البطل."

"قطعة؟"

"صحيح، هذا يعني أننا جئنا لرؤية أرواح أسلافنا."

لم تستطع آرني الطفلة فهم هذه القصة الصعبة بعد .

جاء جيرهان أيضًا ممسكًا بيد والده عندما كان صغيرًا جدًا، المكان الذي يجب أن يأتي فيه كل من ولد في لويلجوسا ويحمل سيفًا.

في الماضي، كان المبارزون الذين جعلوا القارة مشهورة يزورون هنا ذات مرة، ولكن في مرحلة ما، جاء أحفاد العائلة فقط للزيارة .

دون أن تعرف شيئًا، تبعت الطفلة جيرهان ودخلت القاعة بوقار .

في تلك اللحظة، حدث رنين غريب جدًا .

[ تعالي إلى هنا …. ]

لقد كان صوتًا خافتًا جدًا .

الشعور وكأن شخص ما يناديك .

أمالت الطفلة رأسها .

سألت خالها، لكنه قال أنه لا يستطيع سماع ذلك .

تم وضع السيفين جنبًا إلى جنب في وسط المبنى في قاعة الخلود .

【 …… !! 】

كان السيفان اللذان رأيا آرني للمرة الأولى عاجزين عن الكلام من الصدمة، فلم يكن السيفان موجودان دائمًا في نفس المكان .

منحت إيڤرمور قوتها بشكل أساسي للمقاولين الذكور الوسيمين، بينما تشبث نيڤرمور بالمقاولات الجميلات .

منذ البداية كان ذلك لأنه لم يكن هناك أحد يتمتع بالصفات، التي لفتت نظرهما …

【 فلتبرمي عقدًا معي ! الموهبة ! الموهبة ! أريد البقاء معك ! 】

أول من أظهر رد فعل كانت إيڤرمور، وبما أن إيڤرمور كانت سيفًا مقدسًا، فقد كانت تقدر مكانتها فوق كل شيء آخر .

حتى للوهلة الأولى، كان بإمكانها رؤية مستقبل من شأنه أن يرفع اسمها .

【 عن ماذا تتحدثين ! هذه الطفلة لي ! مثل هذا الجمال يحمل سيفًا ! فلتعقدي إتفاقًا معي ! ]

【 آه، أيها العجوز ! ابتعد عن طريقي ! إنها المقاولة الخاصة بي ! ]

[ أيتها الطفلة الصغيرة، السيف الذي سيرفعك و يمنحك القوة هو أنا ! 】

— الصورة التوضيحية : هـنـا .

كان جيرهان هو الذي اندهش أكثر من رد الفعل العنيف للسيفين، اللذين كانا يتشاجران .

عندما جاء جيرهان الطفل للمرة الأولى، قال السيفين " صالح للاستخدام، ولكن ليس بشكل خاص … "

وتم الانتهاء من ذلك بسرعة، لكن لا أستطيع أن أصدق أن رد فعلهما قوي جدًا تجاه آرني .

عندما أصدر جيرهان تعبيرًا غريبًا، قامت آرني بسحب حافة ملابسه .

"هل يجب عليّ توقيع عقد؟"

"هاه؟"

"ألن يكون جميلاً لو كان لدي سيف مثلك ؟"

أشارت إلى ليڤيتين، ثم ابتسم جيرهان و اقترح على آرني بعيون مرحة.

"ثم هل تريدين أن أعطيك ليڤيتين؟"

"نعم!"

كانت آرني مفتونة بالسيف الأسطوري والهالة التي أظهرها لها خالها من قبل .

في نظر آرني، كان ليڤيتين أفضل سيف في العالم، وفي ذلك الوقت، صرخت إيڤرمور وكانت المعارضة شرسة .

【 لا …. ! 】

كانت إيڤرمور يائسة .

【 ماذا ستفعلين بمثل هذا السيف السيئ الذي ليس لديه حتى الآن شخصية مناسبة فيه ؟ نفضل أن تأخذينا نحن الإثنان ! ]

【هذا صحيح، تمامًا كما قالت ! نحن أقوى ! ]

【 إذا كنت تريدين، يمكنني أن أعطيكِ الثروة والشهرة وأي شيء آخر ! لذا اختارينا ! 】

[ هذا صحيح، هذا صحيح ! ]

السيفان، اللذان ظلا عالقين هنا لمئات السنين لأنهما لم يجدا مقاولاً مناسبًا، توصلا أخيرًا إلى نتيجة دراماتيكية بالاتفاق على اختيارهما معًا .

وبطبيعة الحال، لم تكن آرني مهتمة بذلك، بالنسبة لها، البطل الوحيد الذي لديها هو خالها .

كان الحصول على سيف خالها أفضل من السيف الأسطوري الذي لم تره من قبل .

في اللحظة التي كادت فيها أن ترفض اقتراح السيفين .

… هز صدى غريب جدًا قلب آرني، أصبح المكان حولها غير واضح و ظهر مشهد آخر غير قاعة الخلود.

وهناك كان هناك رجل يرقص بشكل جميل جدًا بسيفين .

' لا، هذا ليس رقصًا '

على الرغم من أنها كانت صغيرة، إلا أنها جاءت من عائلة المبارزة، لهذا تمكنت من رؤية مدى روعة رقصة السيف .

كانت تقنيات المبارزة مختلطة بشكل طبيعي وتتدفق مثل الماء .

ما بدا وكأنه جدول صغير أصبح نهرًا وفي النهاية محيطًا، يجتاح العالم .

تارة تصبح نجمة في السماء، وتارة تشبه حرارة الصيف بترفرف بتلات الزهور .

عندما انتهت الرقصة، لمعت عيون آرني، مفتونة تمامًا بالعالم الجديد.

الرجل الذي أظهر لها عالمًا جديدًا ابتسم بلطف لآرني، وكان أيضًا رجلاً ذو شعر فضي مثل ضوء القمر و عينين حمراء .

"آرني؟"

أنتهى المشهد الذي بدا وكأنه سيستمر للأبد .

كانت آرني في قاعة الخلود مرة أخرى .

بدا جيرهان قلقًا عندما نظر إلى آرني .

" أريد توقيع العقد، مع كلاهما ! "

سيفان يحملهما الرجل الذي التقيت به في خيالي.

لقد تواصلت مع نيڤرمور و إيڤرمور .

كان قلبي ينبض … هل يمكنني أن أصبح مثل هذا الشخص يومًا ما ؟ هل من الممكن إطلاق العنان لمثل هذا السيف الرائع ؟

بالنسبة لآرني التي كانت فتاة صغيرة، كان هذا مستوى لم تستطع حتى أن تحلم بالوصول إليه، لكنها كانت واثقة أنه في يوم من الأيام يمكن أن تصبح مثل ذلك الشخص .

" هاهاهاها، حفيدتي اللطيفة كانت لديها رؤية "

"رؤية؟"

" شيء مثل الخيال ؟ "

لم تتمكن آرني من فهم ذلك جيدًا، لكنها بدت و كأنها فهمت ذلك، فأومأت برأسها .

" هاهاها، يبدو أنك رأيتِ الذكريات التي تركها الشخص الذي كان يسمى سيد السيف الأول "

ضحك روسلان، الرئيس الحالي لـ لويلجوسا، أثناء مداعبة رأس آرني، ثم أخبرها بقصص أسطورية مختلفة عن أسلافه .

لكن أكثر ما حير آرني هو القصة التي تقول أن سيد السيف الأول كان قبيحًا .

" آآه، إذن هل أنا قبيحة أيضًا ؟ "

" هاهاها، كلا، الأمر ليس كذلك "

كان روسلان سعيدًا واستمر في الشرح .

تقول القصة أنه لم يكن قبيحًا بما يكفي ليُطلق عليه لقب رجل قبيح، لكنه سمي بهذا الاسم لأن الأميرة التي اتخذها زوجة له ​​كانت تُقارن بجمال منقطع النظير .

توضيح : المقصد هنا … جمال لا شبيه له، ولا مثيل له .

"إذن جمالك فقط بفضل سمو الأميرة، هل تفهمين؟"

ضحك الجد روسلان، الذي ورث أيضًا سلالة الأميرة .

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

فتحت آرني عينيها .

"لماذا راودني فجأة هذا الحلم ….؟ "

لقد كانت قصة من طفولتي والتي تبدو الآن بعيدة .

وقفت آرني، ومشطت شعرها الفوضوي و غرقت في التفكير .

السبب الذي جعل آرني قادرة على أن تصبح سيد السيف في سن مبكرة كان بفضل موهبتها في ذلك الوقت .

" …. هل شربت الكثير بالأمس؟"

لم يكن هناك صداع من آثار الكحول .

"هل أنتِ مستيقظة؟"

"جولي؟"

"هل أنتِ بخير؟"

"هاه؟"

جولينا التي تطوعت لتكون الخادمة الرئيسية، خدمت آرني.

لاحظت آرني التي ارتدت ملابس غير رسمية وخرجت إلى غرفة الشاي، شيئًا يزعج رؤيتها .

سألت آرني وهي تشير إلى كريڤ الذي كان عالقًا في الزاوية بتعبير غريب .

"لماذا هو هكذا؟"

" هذا بسبب … صداع الكحول "

أجاب كريڤ بصعوبة .

" ولماذا أنتِ بخير ؟ "

" لأنني شربت أقل "

أصبحت عيون آرني قاسية .

" لكنني لم أفعل ذلك عن قصد ! لقد أحضرت المزيد من الكحول، لكن القائدة نامت أولاً ! "

" أنا …. ؟ "

"نعم ! ألا تتذكرين ما حدث بالأمس؟"

" بالأمس …… "

ماذا حدث البارحة ؟ تناولت مشروبًا وتحدثت مع جولينا وخرجت لأن الجو أصبح ساخنًا فجأة … ولم أستطع تذكر أي شيء بعد ذلك .

في ذلك الوقت، مرت ذكرى قصيرة فجأة عبر عقل آرني وهي تحدق في الفراغ .

" لماذا …. أنت وسيم إلى هذا الحد ؟ "

أوه، هذا مستحيل !!!

" ……. "

لم يحدث ذلك .

" لماذا تثير ضجة حول كونك وسيمًا ؟ هذا مزعج …. "

" لماذا تبتسم دائمًا هكذا ؟ "

"حاول أن ترفع حاجبيك."

كما لو أن سدًا قد انفجر، عادت لي ذكريات الليلة الماضية الواحدة تلو الأخرى .

أمسكتُ بوجه كاسيان كما أردت، و طلبت منه باستمرار أن يعبس ….

" سأنام "

" هاه ؟ لماذا تفعلين هذا فجأة؟"

" فلتقولوا أنني مت اليوم، أنا لن أخرج، وداعًا "

"قائدة!"

ذهبت آرني إلى السرير وهي ترتجف من الحرج والخجل .

يجب أن أموت اليوم … إذا حدث هذا، فأنا بحاجة إلى الحصول على بعض النوم .

نعم، هذا يبدو وكأنه فكرة جيدة .

لم تكن تعرف ماذا ستفعل إذا بقيت مستيقظة والتقت بكاسيان.

كان من الممكن أن ينتهي بها الأمر بقتل زوجها من الإحراج .

" أوه ؟ أيتها الدوقة الكبرى لماذا تفعلين هذا …؟ "

" صاحبة السمو ؟ "

نظرت كل من الخادمة الرئيسية، مارتي و إيريكا، إلى آرني بحيرة، لكنها تجاهلتهما .

الهدف الوحيد هو غرفة النوم !

" هاه ؟ آرني ؟ لقد شربت ماء العسل، لذا جربي بعضًا منه ! "

في هذه الأثناء، أمالت المربية إيڤا، التي كانت تشرب ماء العسل، رأسها .

" إيڤا … قومي باعطائه لـكريڤ "

حتى إيڤا لم تستطع إيقاف آرني.

"ماذا؟ لقد أضفت بشكل خاص العسل البري من جبل هانوي لأعطيه لك …. "

أرادت آرني فقط أن تذهب بسرعة إلى غرفة النوم و تغطي نفسها بالبطانية .

لقد جننت، لماذا فعلت ذلك ؟

كانت هناك العديد من الأفكار التي تشوش ذهني الآن .

لن أشرب مرة أخرى أبدًا …!

كنت أمسك وجنتي الساخنة وأمشي بسرعة كما لو كنت أهرب .

"آرني؟"

— إجفال .

أمسك صوت كاسيان المنخفض بكاحل آرني.

حاولت آرني التي صُدمت، تجاهل الأمر والذهاب إلى غرفة النوم ….

"آرني."

" …… "

" آرني ؟ "

" …… "

هل ستتجاهله و تذهب، أم أنها ستواجه كاسيان بهذه الطريقة ؟

آرني التي كانت تقف على مفترق طرق حياتها، ابتلعت لعابًا جافًا.

كنت الآن أكثر توتراً مما كنت عليه عندما ذهبت إلى ساحة المعركة و واجهت خيار إنقاذ الوحدة الأولى أو تدمير معسكر العدو .

" هاه …. "

الهروب لم يكن فكرة جيدة.

قررت آرني وضع صفيحة حديدية على وجهها .

أدارت رأسها ببطء و نظرت إلى كاسيان الذي فتح فمه و قام بسؤالها .

" هل نمتِ جيدًا ؟ "

لم يكن كاسيان مختلفًا عن المعتاد، وضع إبتسامة لطيفة و هادئة على وجهه .

بالرغم من أن الأمر كان غير سار، إلا أنه بدا هادئًا، شعرت آرني بالسوء لسبب ما.

" لم أنم جيدًا "

" فهمت "

"إذًا يا كاسيان، أعتقد أنك نمت جيدًا؟"

"لا، لم أستطع النوم أنا أيضًا "

استقرت نظرة كاسيان على آرني.

"لأن هناك من لا يحب وجهي."

" …… "

تصلبت آرني، و ضحك كاسيان وهو ينظر إلى آرني التي تجمدت .

" قلتِ أنك لا تحبين ابتسامتي، لكنكِ لم تحبيني لأنني مازلت وسيمًا، لم أبدو هكذا لأنني أردت أن أبدو كذلك "

"آسفة."

دفنت آرني وجهها بين يديها.

أردت أن أختفي هكذا.

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان