الفصل 263 و 264 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


اقترب كايوين من يلينا دون أن يسأل عن السبب، ولف ذراعيه العريضتين حولها عن طيب خاطر .

ظلت يلينا في حضنه القوي لفترة من الوقت قبل أن تتحرك قليلاً.

" كم من الوقت كنتُ فاقدة للوعي ؟ "

" لقد استعدت وعيك بعد يوم واحد "

" يوم ؟ "

تذكرت يلينا أن ملك الشياطين قد هُزم بالأمس فقط .

بعد استخدام القطعة الأثرية، ظلت فاقدة للوعي لفترة طويلة، ربما أدى الجمع بين كاحلها المصاب و التحرر المفاجئ للتوتر الشديد إلى الإرهاق .

" و الفرسان … و آندي ؟ هل كلهم ​​بخير ؟ "

" لقد أصيبوا بجروح، لكن الأربعة جميعهم بخير وليست حياتهم في خطر، نحن حاليًا ننتظر فقط أن يستعيدوا وعيهم "

" آه، حسنًا "

شعور بالارتياح ممزوج بكلماتها الناعمة .

لقد شعرت بالارتياح، كان الجواب بأن أصدقائها لم يصابوا بأذى كافياً بالنسبة لها .

تأكدت يلينا بأن القوة المقدسة تملأ جسدها، لذا عندما تسنح لها الفرصة، فإن علاج الأربعة منهم لن تكون مهمة صعبة .

" وماذا عن الوضع في الخارج ؟ "

استفسرت يلينا عرضًا، فلقد مات ملك الشياطين، لذا هل يمكن أن يكون لوفاته بعض التغييرات ؟

سألت بنصف توقع، لكنها فوجئت بسرور عندما تلقت إجابة تلبي توقعاتها .

" يتم الاعتناء بمعظم الوحوش الآن "

وفقًا للشرح الذي أعقب ذلك، كان الوضع إيجابيًا إلى حد ما.

' الوحوش ! إن الوحوش تتراجع الآن ! '

بعد أن مات ملك الشياطين، رنّت الهتافات في جميع أنحاء القلعة، و انسحبوا الشياطين التي احتلت القلعة مثل انحسار المياه فجأة .

لقد بقي بعض المتطرفين، لكن أعدادهم تضاءلت بشكل كبير .

حاليًا، كانوا ينظمون قوة في قلعة الكونت للقضاء بشكل منتظم على الوحوش المتبقية .

عندما سمعت يلينا عن الوضع في الخارج، ضغطت خدها على صدر كايوين العريض وأطلقت الصعداء .

كان قلبها مرتاحًا، لقد غيرت المستقبل … لقد منعت الدمار حقًا .

وفجأة ظهر وجه المرأة العجوز في ذهن يلينا، كان الوجه الذي رأته قبل أن تستعيد وعيها، في مساحة بيضاء ممتدة في كل اتجاه .

كان وجه المرأة العجوز هو الذي تحدث معها في وسط ذلك الفراغ.

ماذا يمكن أن يكون ؟ هل كان ذلك مجرد حلم ؟

' إذا لم يكن مجرد حلم، فمن تكون تلك السيدة بالضبط …. '

فكرت يلينا أكثر في المرأة العجوز و المساحة البيضاء قبل أن تغلق عينيها في النهاية وتحفر أعمق في حضن زوجها .

وفي ذلك الفضاء الغامض الذي ظلت طبيعته الحقيقية مجهولة حتى الآن، أخبرتها المرأة العجوز بشيء ما، فقد ذكرت أنه سيكون هناك فرصة لمقابلتها قريبًا، و أنها ستشاركها قصصًا مختلفة.

إذا كانت هذه الكلمات صحيحة، فكل ما كان عليها فعله الآن هو الانتظار، ستأتي لحظة حل شكوكها من تلقاء نفسها.

وبينما كانت يلينا تغمض عينيها و تفكر بهدوء، شعرت بالقوة في ذراعي زوجها، اللذين كانا يعانقان جسدها .

للحظة، كان احتضانه القوي يُشعرها بالاختناق تقريبًا.

ذراعيه التي عادةً ما تعاملها بلطف مثل طائر هش يمكن أن يصاب بسهولة، عانقتها بقوة .

"كايوين؟"

لم يكن الأمر مؤلمًا، لكنه كان يشعرها بعدم الارتياح بعض الشيء نظرًا لأنها كانت تعاني من صعوبة في التنفس .

رفعت يلينا رأسها عن صدر زوجها، وكانت تعابير وجهها في حيرة ثم لاحظت الارتعاش الخفيف في رموش زوجها .

" أنت …. "

عندها فقط، دفن كايوين رأسه في انحناءة رقبة يلينا ثم كما لو كان مترددًا، تحدث أخيرًا .

" كنت قلقًا "

" …… "

" خلال هذه الأيام القليلة الماضية عندما لم أكن متأكدًا من ضمان سلامتك "

تعثر صوته للحظات كما لو كان يقمع مشاعره  " كنت خائفًا، خائفًا من أن شيئًا ما قد حدث لك."

" …… "

" لقد شعرت بالرعب حقًا "

فهمت يلينا أخيرًا .

حتى بين ذراعيه القويتين اللتين ضمتها بشدة بشكل غير مألوف، شعرت برعشة خفيفة في جسدها .

أغلقت يلينا عينيها بهدوء ثم فتحتهما، نبض قلبها بسرعة و انتشر إحساس الدغدغة تدريجيًا في جميع أنحاء صدرها بالكامل .

رفعت يلينا يدها ولمست بلطف رقبة كايوين و ظهره كما لو كانت تهدئه ثم تحدثت .

" كايوين "

" نعم."

" أرني وجهك، أريد أن أرى وجهك."

بناءً على كلماتها، رفع كايوين رأسه الذي كان موضوعًا على كتف يلينا بطاعة .

خفف من قوة ذراعيه التي كانت تضغط عليها بشدة تقريبًا، مما أتاح ليلينا مساحة كافية لمراقبة وجهه بسهولة .

باهتمام حقيقي، حدقت يلينا بملامح زوجها بدقة .

الجبهة الرائعة و المتناسقة، و الجسر العالي المتوازن تمامًا لأنفه، والشفاه ذات الشكل الرائع، والفك الدقيق ولكن المحدد بشكل حاد، والعينان أعمق و أكثر زرقة من أي محيط يمكن أن يكون على الإطلاق .

ثم أزدادت نبضات قلبها أكثر .

****************************

الفصل : ٢٦٤

" لقد أردت رؤيتك "

" .…… "

" حقًا."

لمعت عيونه الزرقاء، و نظرت يلينا إلى تلك العيون، و وضعت يدها بلطف على خد زوجها .

" رؤيتك هكذا مرة أخرى … تجعلني سعيدة، سعيدة جدًا "  همست، وأضافت الكلمات التي تدفقت من قلبها  " أنا أحبك، كايوين "

على الرغم من أنهم تبادلوا هذه الكلمات عدة مرات من قبل، إلا أنها قالتها مرة أخرى  " هل تحبني ؟ "

" أحبك "

" هل حقًا تحبني ؟ "

" نعم "

على الرغم من أنه بدا وكأنه سؤال مرح، إلا أن إجابته جاءت بجدية، اجتمعت نظراتهم في صمت .

" أحبك "

حدقت يلينا في كايوين باهتمام للحظة، وفي اللحظة التالية وجهت وجهه نحوها .

جبهته، أنفه … طبعت قبلة ناعمة على كل واحد منهم، ثم شرعت في تقبيل شفتيه المزمومتين .

لتعميق القبلة، قامت يلينا بفصل شفتيها قليلاً التي كانت بالفعل بشفتيه، ومع ذلك، في تلك اللحظة، سحب كايوين المذهول رأسه فجأة إلى الخلف .

بعد ذلك، قام بابعاد ذراعيه التي كانت تعانق يلينا وعاد للخلف، مما خلق مسافة بينهما .

" …… ؟ "

أصبحت يلينا مرتبكة .

ما الذي يحدث هنا ؟

" ماذا تفعل ؟ "

"إنه فقط …. "

عند إلقاء نظرة فاحصة، كان وجه كايوين مشوبًا بالحيرة، لقد تردد للحظات قبل أن يتحدث أخيرًا .

" الحقيقة هي أنني لم أستحم بشكل صحيح منذ القتال بالأمس "

مباشرةً بعد انتهاء المعركة مع ملك الشياطين، فقدت يلينا وعيها، ولم يترك كايوين جانبها منذ ذلك الحين.

لقد مسح الدم و الأوساخ عن جسده و وجهه بقطعة قماش مبللة، لكن هذا كل ما في الأمر .

أدرك أنه لم يستحم بشكل صحيح، و إضافة على ذلك، لم يغير ملابسه.

أصبح تعبير كايوين أكثر جدية عندما قام بتقييم حالته بشكل موضوعي.

من ناحية أخرى، حدقت يلينا في وجهه المتصلب في حيرة .

" فقط ماذا ؟ "

هل كان الأمر بسبب ذلك فقط ؟ سبب توقف القبلة ؟

" حسنًا، بما أن هذا هو السبب فقط، عد إلى هنا "

" هذا ليس مناسبًا "

" ربما أنت لا تشم ذلك لكن لديك فقط رائحة الجلد المنعش، لذا عد بسرعة "

" سوف أغتسل ثم أعود "

نهض كايوين فجأة من السرير و ضاقت نظرة يلينا .

" لن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً، سأعود سريعًا "

" هل تريد أن نستحم معًا ؟ "

اتسعت عيون كايوين و اتسعت عيون يلينا أيضًا .

' ما الذي قلته ؟ '

لم تكن فكرة تمت صياغتها بعناية، لقد كان تصريحًا وليد اللحظة مدفوعًا برغبتها في عدم الانفصال عن زوجها .

ومع ذلك، فإن تفاجؤ يلينا لم يدم طويلاً، وسرعان ما تألقت عيناها .

" أليست فكرة جيدة ؟ "

على الرغم من أنها تحدثت بذلك دون وعي، إلا أنه لم يكن سيئًا، لا، لقد كانت فكرة رائعة للغاية .

" بالتفكير في الأمر، أنا في نفس القارب، لم أستطع الاستحمام بما أنني كنت فاقدة للوعي "

أمسكت يلينا بحافة السرير و انحنت بجسدها نحوه .

كان شعرها الحريري يتحرك بلطف .

" أحتاج إلى الاغتسال أيضًا، وبما أننا في هذا … "

تحدثت بشكل عرضي وحاولت النهوض من السرير، لكنها فشلت و سقطت مرة أخرى.

ارتفع الألم فجأة و تفاقم بسبب إصابة كاحلها الأيسر .

" آآه "

تفاجأ كايوين من تأوه يلينا لذلك اقترب على عجل، كانت يده الكبيرة تدعمها بقلق و حرص .

" هل أنتِ بخير ؟ هل الألم أكثر من اللازم ؟ هل يجب أن استدعي الطبيب …. "

" لا بأس "

تمكنت يلينا من تنظيم تنفسها و رفعت رأسها  " إنه لا يؤلم الآن "

وبينما امتنعت عن الحركة، هدأ الألم تدريجياً، ثم ألقت يلينا نظرة خجولة على كاحلها .

" صحيح، ما الذي أفكر به بينما أنا مصابة …. "

ومن اليد التي دعمت جسدها، استطاعت يلينا أن تشعر باهتمام حقيقي بدلاً من الشهوة .

في لحظة إحراج يلينا، سقط ظل على وجهها، و بعد فترة وجيزة، لمس زوج من الشفاه الناعمة جبهتها.

بقيت الشفاه الدافئة هناك لبعض الوقت ثم تراجع ببطء كما لو كان مترددًا، كما لو كان يغادر مع بعض المشاعر العالقة .

" لاحقًا "

" ……. ؟ "

" عندما يتعافى كاحلكِ تمامًا …. "

ثم ماذا ؟ نستحم معًا ؟

وعلى الرغم من أن كلمات زوجها لم تستمر، إلا أن يلينا أكملت الأجزاء المتبقية في ذهنها كما تراه مناسبًا.

كان احمرار أذني زوجها و الكلمات المحذوفة من الأدلة المهمة التي ساعدتها على التخمين .

لمست يلينا بخفة المكان الذي لمسته شفاه زوجها بجبينها، كان يمكنها الشعور بدفء غريب .

" سأذهب لأغتسل "

هذه المرة، لم تتمسك به يلينا .

وبعد فترة، ظهر كايوين و شعره المبلل لم يجف بعد تمامًا ثم وضع شفتيه على شفاه يلينا .

أغلقت يلينا عينيها و أدخلت أصابعها بين خصلات زوجها الرطبة .

****************************

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان