ظلت يلينا في حضنه القوي لفترة من الوقت قبل أن تتحرك قليلاً.
" كم من الوقت كنتُ فاقدة للوعي ؟ "
" لقد استعدت وعيك بعد يوم واحد "
" يوم ؟ "
تذكرت يلينا أن ملك الشياطين قد هُزم بالأمس فقط .
بعد استخدام القطعة الأثرية، ظلت فاقدة للوعي لفترة طويلة، ربما أدى الجمع بين كاحلها المصاب و التحرر المفاجئ للتوتر الشديد إلى الإرهاق .
" و الفرسان … و آندي ؟ هل كلهم بخير ؟ "
" لقد أصيبوا بجروح، لكن الأربعة جميعهم بخير وليست حياتهم في خطر، نحن حاليًا ننتظر فقط أن يستعيدوا وعيهم "
" آه، حسنًا "
شعور بالارتياح ممزوج بكلماتها الناعمة .
لقد شعرت بالارتياح، كان الجواب بأن أصدقائها لم يصابوا بأذى كافياً بالنسبة لها .
تأكدت يلينا بأن القوة المقدسة تملأ جسدها، لذا عندما تسنح لها الفرصة، فإن علاج الأربعة منهم لن تكون مهمة صعبة .
" وماذا عن الوضع في الخارج ؟ "
استفسرت يلينا عرضًا، فلقد مات ملك الشياطين، لذا هل يمكن أن يكون لوفاته بعض التغييرات ؟
سألت بنصف توقع، لكنها فوجئت بسرور عندما تلقت إجابة تلبي توقعاتها .
" يتم الاعتناء بمعظم الوحوش الآن "
وفقًا للشرح الذي أعقب ذلك، كان الوضع إيجابيًا إلى حد ما.
' الوحوش ! إن الوحوش تتراجع الآن ! '
بعد أن مات ملك الشياطين، رنّت الهتافات في جميع أنحاء القلعة، و انسحبوا الشياطين التي احتلت القلعة مثل انحسار المياه فجأة .
لقد بقي بعض المتطرفين، لكن أعدادهم تضاءلت بشكل كبير .
حاليًا، كانوا ينظمون قوة في قلعة الكونت للقضاء بشكل منتظم على الوحوش المتبقية .
عندما سمعت يلينا عن الوضع في الخارج، ضغطت خدها على صدر كايوين العريض وأطلقت الصعداء .
كان قلبها مرتاحًا، لقد غيرت المستقبل … لقد منعت الدمار حقًا .
وفجأة ظهر وجه المرأة العجوز في ذهن يلينا، كان الوجه الذي رأته قبل أن تستعيد وعيها، في مساحة بيضاء ممتدة في كل اتجاه .
كان وجه المرأة العجوز هو الذي تحدث معها في وسط ذلك الفراغ.
ماذا يمكن أن يكون ؟ هل كان ذلك مجرد حلم ؟
' إذا لم يكن مجرد حلم، فمن تكون تلك السيدة بالضبط …. '
فكرت يلينا أكثر في المرأة العجوز و المساحة البيضاء قبل أن تغلق عينيها في النهاية وتحفر أعمق في حضن زوجها .
وفي ذلك الفضاء الغامض الذي ظلت طبيعته الحقيقية مجهولة حتى الآن، أخبرتها المرأة العجوز بشيء ما، فقد ذكرت أنه سيكون هناك فرصة لمقابلتها قريبًا، و أنها ستشاركها قصصًا مختلفة.
إذا كانت هذه الكلمات صحيحة، فكل ما كان عليها فعله الآن هو الانتظار، ستأتي لحظة حل شكوكها من تلقاء نفسها.
وبينما كانت يلينا تغمض عينيها و تفكر بهدوء، شعرت بالقوة في ذراعي زوجها، اللذين كانا يعانقان جسدها .
للحظة، كان احتضانه القوي يُشعرها بالاختناق تقريبًا.
ذراعيه التي عادةً ما تعاملها بلطف مثل طائر هش يمكن أن يصاب بسهولة، عانقتها بقوة .
"كايوين؟"
لم يكن الأمر مؤلمًا، لكنه كان يشعرها بعدم الارتياح بعض الشيء نظرًا لأنها كانت تعاني من صعوبة في التنفس .
رفعت يلينا رأسها عن صدر زوجها، وكانت تعابير وجهها في حيرة ثم لاحظت الارتعاش الخفيف في رموش زوجها .
" أنت …. "
عندها فقط، دفن كايوين رأسه في انحناءة رقبة يلينا ثم كما لو كان مترددًا، تحدث أخيرًا .
" كنت قلقًا "
" …… "
" خلال هذه الأيام القليلة الماضية عندما لم أكن متأكدًا من ضمان سلامتك "
تعثر صوته للحظات كما لو كان يقمع مشاعره " كنت خائفًا، خائفًا من أن شيئًا ما قد حدث لك."
" …… "
" لقد شعرت بالرعب حقًا "
فهمت يلينا أخيرًا .
حتى بين ذراعيه القويتين اللتين ضمتها بشدة بشكل غير مألوف، شعرت برعشة خفيفة في جسدها .
أغلقت يلينا عينيها بهدوء ثم فتحتهما، نبض قلبها بسرعة و انتشر إحساس الدغدغة تدريجيًا في جميع أنحاء صدرها بالكامل .
رفعت يلينا يدها ولمست بلطف رقبة كايوين و ظهره كما لو كانت تهدئه ثم تحدثت .
" كايوين "
" نعم."
" أرني وجهك، أريد أن أرى وجهك."
بناءً على كلماتها، رفع كايوين رأسه الذي كان موضوعًا على كتف يلينا بطاعة .
خفف من قوة ذراعيه التي كانت تضغط عليها بشدة تقريبًا، مما أتاح ليلينا مساحة كافية لمراقبة وجهه بسهولة .
باهتمام حقيقي، حدقت يلينا بملامح زوجها بدقة .
الجبهة الرائعة و المتناسقة، و الجسر العالي المتوازن تمامًا لأنفه، والشفاه ذات الشكل الرائع، والفك الدقيق ولكن المحدد بشكل حاد، والعينان أعمق و أكثر زرقة من أي محيط يمكن أن يكون على الإطلاق .
ثم أزدادت نبضات قلبها أكثر .
****************************
الفصل : ٢٦٤
" لقد أردت رؤيتك "
" .…… "
" حقًا."
لمعت عيونه الزرقاء، و نظرت يلينا إلى تلك العيون، و وضعت يدها بلطف على خد زوجها .
" رؤيتك هكذا مرة أخرى … تجعلني سعيدة، سعيدة جدًا " همست، وأضافت الكلمات التي تدفقت من قلبها " أنا أحبك، كايوين "
على الرغم من أنهم تبادلوا هذه الكلمات عدة مرات من قبل، إلا أنها قالتها مرة أخرى " هل تحبني ؟ "
" أحبك "
" هل حقًا تحبني ؟ "
" نعم "
على الرغم من أنه بدا وكأنه سؤال مرح، إلا أن إجابته جاءت بجدية، اجتمعت نظراتهم في صمت .
" أحبك "
حدقت يلينا في كايوين باهتمام للحظة، وفي اللحظة التالية وجهت وجهه نحوها .
جبهته، أنفه … طبعت قبلة ناعمة على كل واحد منهم، ثم شرعت في تقبيل شفتيه المزمومتين .
لتعميق القبلة، قامت يلينا بفصل شفتيها قليلاً التي كانت بالفعل بشفتيه، ومع ذلك، في تلك اللحظة، سحب كايوين المذهول رأسه فجأة إلى الخلف .
بعد ذلك، قام بابعاد ذراعيه التي كانت تعانق يلينا وعاد للخلف، مما خلق مسافة بينهما .
" …… ؟ "
أصبحت يلينا مرتبكة .
ما الذي يحدث هنا ؟
" ماذا تفعل ؟ "
"إنه فقط …. "
عند إلقاء نظرة فاحصة، كان وجه كايوين مشوبًا بالحيرة، لقد تردد للحظات قبل أن يتحدث أخيرًا .
" الحقيقة هي أنني لم أستحم بشكل صحيح منذ القتال بالأمس "
مباشرةً بعد انتهاء المعركة مع ملك الشياطين، فقدت يلينا وعيها، ولم يترك كايوين جانبها منذ ذلك الحين.
لقد مسح الدم و الأوساخ عن جسده و وجهه بقطعة قماش مبللة، لكن هذا كل ما في الأمر .
أدرك أنه لم يستحم بشكل صحيح، و إضافة على ذلك، لم يغير ملابسه.
أصبح تعبير كايوين أكثر جدية عندما قام بتقييم حالته بشكل موضوعي.
من ناحية أخرى، حدقت يلينا في وجهه المتصلب في حيرة .
" فقط ماذا ؟ "
هل كان الأمر بسبب ذلك فقط ؟ سبب توقف القبلة ؟
" حسنًا، بما أن هذا هو السبب فقط، عد إلى هنا "
" هذا ليس مناسبًا "
" ربما أنت لا تشم ذلك لكن لديك فقط رائحة الجلد المنعش، لذا عد بسرعة "
" سوف أغتسل ثم أعود "
نهض كايوين فجأة من السرير و ضاقت نظرة يلينا .
" لن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً، سأعود سريعًا "
" هل تريد أن نستحم معًا ؟ "
اتسعت عيون كايوين و اتسعت عيون يلينا أيضًا .
' ما الذي قلته ؟ '
لم تكن فكرة تمت صياغتها بعناية، لقد كان تصريحًا وليد اللحظة مدفوعًا برغبتها في عدم الانفصال عن زوجها .
ومع ذلك، فإن تفاجؤ يلينا لم يدم طويلاً، وسرعان ما تألقت عيناها .
" أليست فكرة جيدة ؟ "
على الرغم من أنها تحدثت بذلك دون وعي، إلا أنه لم يكن سيئًا، لا، لقد كانت فكرة رائعة للغاية .
" بالتفكير في الأمر، أنا في نفس القارب، لم أستطع الاستحمام بما أنني كنت فاقدة للوعي "
أمسكت يلينا بحافة السرير و انحنت بجسدها نحوه .
كان شعرها الحريري يتحرك بلطف .
" أحتاج إلى الاغتسال أيضًا، وبما أننا في هذا … "
تحدثت بشكل عرضي وحاولت النهوض من السرير، لكنها فشلت و سقطت مرة أخرى.
ارتفع الألم فجأة و تفاقم بسبب إصابة كاحلها الأيسر .
" آآه "
تفاجأ كايوين من تأوه يلينا لذلك اقترب على عجل، كانت يده الكبيرة تدعمها بقلق و حرص .
" هل أنتِ بخير ؟ هل الألم أكثر من اللازم ؟ هل يجب أن استدعي الطبيب …. "
" لا بأس "
تمكنت يلينا من تنظيم تنفسها و رفعت رأسها " إنه لا يؤلم الآن "
وبينما امتنعت عن الحركة، هدأ الألم تدريجياً، ثم ألقت يلينا نظرة خجولة على كاحلها .
" صحيح، ما الذي أفكر به بينما أنا مصابة …. "
ومن اليد التي دعمت جسدها، استطاعت يلينا أن تشعر باهتمام حقيقي بدلاً من الشهوة .
في لحظة إحراج يلينا، سقط ظل على وجهها، و بعد فترة وجيزة، لمس زوج من الشفاه الناعمة جبهتها.
بقيت الشفاه الدافئة هناك لبعض الوقت ثم تراجع ببطء كما لو كان مترددًا، كما لو كان يغادر مع بعض المشاعر العالقة .
" لاحقًا "
" ……. ؟ "
" عندما يتعافى كاحلكِ تمامًا …. "
ثم ماذا ؟ نستحم معًا ؟
وعلى الرغم من أن كلمات زوجها لم تستمر، إلا أن يلينا أكملت الأجزاء المتبقية في ذهنها كما تراه مناسبًا.
كان احمرار أذني زوجها و الكلمات المحذوفة من الأدلة المهمة التي ساعدتها على التخمين .
لمست يلينا بخفة المكان الذي لمسته شفاه زوجها بجبينها، كان يمكنها الشعور بدفء غريب .
" سأذهب لأغتسل "
هذه المرة، لم تتمسك به يلينا .
وبعد فترة، ظهر كايوين و شعره المبلل لم يجف بعد تمامًا ثم وضع شفتيه على شفاه يلينا .
أغلقت يلينا عينيها و أدخلت أصابعها بين خصلات زوجها الرطبة .
****************************