أمسك تريزيف بمقبض السيف المقدس كما لو كان يحاول إخراجه من صدره .
ومع ذلك، في تلك اللحظة، ظهر ضوء أبيض لامع من السيف المقدس ثم تدفق هذا الضوء إلى جسد تريزيف .
" آآآهه ! "
تلاشى الضوء تدريجيًا من عيون تريزيف التي كانت محتقنة بالدم و شرسة، وسرعان ما سقط جسده ببطء إلى الوراء .
— اصطدام .
انهار تريزيف ولم يعد يتحرك، و اختفى الضوء الشديد تمامًا من عينيه المفتوحتين على مصراعيهما .
بعد لحظة قصيرة من السكون، ملأ هتاف النصر للسيف المقدس عقل يلينا .
[ لقد قتلته ! لقد وضعت أخيرًا حدًا لهذا الوغد المثير للاشمئزاز ! هاهاها ! ]
وبعد ذلك، أطلقت يلينا أنفاسها التي كانت تحبسها، الهواء الذي ملأ رئتيها اندفع للخارج دفعة واحدة.
لقد كان ميتًا، لقد مات ملك الشياطين الذي غزا هذا العالم و سعى إلى تدميره .
" يلينا ! "
ارتعد جسد يلينا المتوتر بشكل واضح و اقترب كايوين بسرعة و أمسك بجسد يلينا التي كانت على وشك الانهيار .
" يلينا، هل أنت بخير ؟ "
" أنا بخير، أنا على مايرام "
مع حل الوضع أخيرًا، ظهر وجوه الأشخاص الذين أصيبوا أثناء محاولتهم حمايتها في ذهن يلينا واحدًا تلو الآخر.
حراسها الفرسان و أنديدن، كانت بحاجة إلى تقييم إصاباتهم و علاجهم بسرعة .
" الفرسان و آندي … "
ومع ذلك، لم تكمل يلينا كلماتها، فجأة شعرت بضعف غير متوقع ينضب من جسدها .
و بينما كانت تشعر بشعور عميق بالسكينة، خفضت رأسها على صدر صلب .
' ما هذا ؟ '
رمشت يلينا، مساحة بيضاء بالكامل ملأت رؤيتها، خالية من أي شيء .
بطريقة ما، شعرت بنوع من الديجا فو .
عندما نظرت يلينا حولها، اتسعت عيناها فجأة .
" المرأة العجوز ! "
كانت الشخص الذي أظهر لها المستقبل و أخبرها كيف تغيره .
وقفت أمامها، تحدق بها في صمت .
كان وجهها المتجعد مألوفًا و مفاجئًا بشكل غير متوقع، لأنها لم تكن تتوقع رؤيتها مرة أخرى فجأة .
" كيف أتيتِ لمقابلتي ؟ لا، الأهم من ذلك، أين أنا بالضبط ؟ "
قامت نظرة يلينا بمسح المناطق المحيطة مرة أخرى .
في تلك اللحظة انفصلت شفاه المرأة العجوز و قالت " تهانينا "
" …… ؟ "
" لقد نجحتِ في قتل ملك الشياطين، تهانينا حقًا "
" المرأة العجوز ؟ "
كان صوت يلينا يحمل لمحة من الحيرة وهي تتمتم .
مظهرها و صوتها … كل شيء كان كما تذكرته تمامًا، ومع ذلك كان هناك قلق لا يوصف .
الآن فقط أدركت يلينا أن الجو المحيط بالمرأة العجوز بدا مختلفًا قليلاً عن ذي قبل .
لقد بدت أكثر هدوءًا إلى حد ما من ذي قبل … و أصعب في التعامل معها، حتى أسلوبها في الكلام قد تغير .
ومع ذلك، لم تشعر بالحاجة للإشارة إلى طريقة حديثها المتغيرة، و الأكثر من ذلك، كان هناك شيء أرادت قوله الآن بعد أن التقت بالمرأة العجوز مرة أخرى .
تحدثت يلينا " شكرًا لك "
حملت كلماتها امتنانًا عميقًا " أردت أن أخبركِ بهذا عندما نلتقي مرة أخرى، أشكركِ على السماح لي بمقابلة زوجي، أنا ممتنة لك، أنا أعني ذلك حقًا "
تعمقت التجاعيد في زوايا عيني المرأة العجوز .
' هل أبتسمت ؟ '
تعبيرها لم يتغير كثيرًا، لذلك لم تكن متأكدة تمامًا .
ثم تحدثت المرأة العجوز " بالرغم من أنه قد يكون من المبكر بعض الشيء أن تشعري بالارتياح التام و الامتنان … لكن أعتقد أن الأمر سيكون على ما يرام "
" ماذا ؟ "
" بعد كل شيء، لقد أثبتما أنتما الإثنان بالفعل قوة القدر "
قبل أن تتمكن يلينا من السؤال عما تعنيه، واصلت المرأة العجوز الحديث " لا بد أن هناك الكثير مما تشعرين بالفضول تجاهه "
لقد كانت محقة .
كانت يلينا تشعر بالفضول بشأن هوية المرأة العجوز الحقيقية أكثر من أي شيء آخر .
حسنًا، هل هذا هو مظهرها الحقيقي ؟
ربما المظهر الذي أمامها الآن لم يكن شكلها الحقيقي على الإطلاق .
وفي تلك اللحظة العابرة من الشك، رفعت المرأة العجوز يدها .
" ستتاح لي الفرصة لمقابلتك قريبًا، لذلك سأخبرك بالعديد من القصص بعد ذلك "
ثم لوحت يدها في الهواء بخفة .
" لا …… "
أصبح جسد المرأة العجوز بعيدًا .
" كلا، هل يتم دفعي بعيدًا ؟ "
ثم ظهر ضوء أبيض .
" أنا …. "
كان الإحساس على ظهرها ناعمًا، رفعت يلينا جفنيها ببطء .
" يلينا "
صوت ينادي اسمها مع شعور لطيف بالارتياح، يتردد صداه بلطف في أذنيها .
" هل أستيقظتِ ؟ "
لقد كان صوتًا منخفضًا إلى حدٍ ما، ذو صدى لطيف.
أدارت رأسها نحو مصدر الصوت الذي بدا كما لو أنها تريد الجلوس بجانب ذلك الشخص مدى الحياة و إخباره بكل شيء .
عندما رمشت، أصبح الوجه الذي ظهر في نظرها أكثر وضوحًا .
شعر أسود و عيون زرقاء .
رفعت يلينا ذراعيها وهي تحدق في وجه زوجها الآسر .
****************************
الفصل : ٢٦٢
" يلينا ؟ "
يمكن اعتبار إيماءاتها إشارة للاقتراب، أو ربما طلبًا لرفعها .
مال كايوين في البداية نحو يلينا ثم قامت يلينا بسحب رقبة كايوين نحوها بإحكام، و ضغطت شفتيهما معًا .
" …… ! "
ألتقت شفاههم بخفة ثم انفصلت مرة واحدة، التقيا مرة أخرى ثم انفصلا، مرتين ثم اجتمعوا بلطف مرة أخرى، ثلاث مرات، أربع مرات …
" انتظري يا يلينا "
و بينما كانوا على وشك التقبيل للمرة الخامسة، نادى كايوين اسمها بصوت مرتبك .
بدا من صوته أنه كان يرفض قبلتها، مما تسبب في ظهور ثنية مستاءة بين حاجبي يلينا .
لماذا ؟ هل كان يعتقد أنها لا تزال … غير كافية ؟
فحتى لو كان عشر مرات، فقد يكون بالكاد كافيًا .
في تلك اللحظة، عندما كانت على وشك التذمر من أعمق أفكارها، دخل شيء ما إلى مجال رؤية يلينا، بشكل متأخر .
خلف كايوين مباشرةً كان الناس يقفون في غرفة النوم، مرتبين على جانب واحد .
الخدم مطأطئين الرؤوس و الطبيب و …
" إحم "
" همم "
— سعال .
كان الكونت بينيل هناك مع ابنه و ابنته .
حطمت عملية التلفظ المحرجة التي قام بها هؤلاء الأفراد الثلاثة صمت الغرفة .
" …… "
نظرت إليهم يلينا بهدوء ثم أبعدت ذراعيها التي كانت تحتضن رقبة كايوين .
بعد ذلك استلقت على السرير مرة أخرى وأغلقت عينيها، و بعد لحظة، تقلبت يلينا واستدارت، ثم فتحت عينيها .
" همم … أين أنا ؟ "
تذبذبت عيون الناس المتجمعين في غرفة النوم لأنها كانت تحاول التصرف وكأن شيئًا لم يحدث !
عندها اتفقوا على مسايرتها .
" هل استيقظتِ يا سيدتي ؟ افحصها بسرعة لقد استعادت الدوقة وعيها "
" نعم سيدي "
تقدم الطبيب و ساعد يلينا على الجلوس .
باستثناء الكاحل المصاب بجروح طفيفة، يبدو أنه لم يكن هناك أي ضرر كبير .
وصلت نظرة يلينا أخيرًا إلى كاحلها، وكانت ضمادة بيضاء ملفوفة بإحكام حول كاحلها الأيسر، والتي كانت مثبتة بإحكام بجبيرة .
' لقد كانت ملتوية في الاتجاه المعاكس '
كان التفكير في الأمر الآن مروعًا للغاية، كان كاحلها الأيسر ملتويًا في اتجاه لا ينبغي أن يحدث .
في ذلك الوقت، كان الوضع متوترًا للغاية لدرجة أنها لم يكن لديها الرفاهية للقلق بشأن الإصابات .
" أنا سعيدة أنك بخير، إذن كيف هي إصابة الكاحل ؟ هل سيتعافى قريباً ؟ "
" حسنًا، هذا … " قام الطبيب بتعديل نظارته وبدأ الحديث بحذر .
" لا يبدو أن التعافي يمثل مشكلة، ولكن قد تكون هناك بعض الآثار المتبقية … "
" لاا " قاطعت يلينا الطبيب .
لا بد أنه كان على وشك القول إن كاحلها قد يظل متضرراً بشكل دائم !
نظرت يلينا إلى كايوين، و بذلت جهدًا في صوتها، و أرادت تجنب قلقه دون داعٍ .
" سوف أتعافى دون أي مشاكل، لذا من فضلك لا تثير مخاوف غير ضرورية "
" نعم بالتأكيد "
صمت الطبيب على الفور، كانت لديها نية طمأنة زوجها، لكنها كانت صادقة أيضًا .
' أعتقد أنه يمكن علاجه '
فكرت يلينا داخليًا وهي تنظر إلى كاحلها الأيسر ملفوفًا بالضمادات .
لقد أنقذت الناس الذين كانوا على حافة الموت، حتى أولئك الذين توقفت قلوبهم عن النبض.
بدا علاج الكاحل المصاب أمرًا سهلاً مثل الرمش .
وبطبيعة الحال، لم يكن لديها أي نية لمحاولة ذلك على الفور، لم ترغب بأن تفقد وعيها مرة أخرى بمجرد أن فتحت عينيها .
" الأهم من ذلك، لماذا الكونت هنا ؟ "
ردًا على سؤال يلينا، فتح الكونت بينيل فمه في حالة من الارتباك .
" أوه، حسنًا، كل ما في الأمر أنني أردت أن أعرب عن امتناني بمجرد استيقاظ الدوقة … "
" اِمتِنان ؟ "
" شكراً جزيلاً لك "
فجأة أحنى الكونت رأسه بشكل محرج " لحماية القلعة … أنا حقًا ممتن لكما "
وفي لحظة، تداخل صوت خافت مع كلمات الكونت .
" دوقة شكرًا جزيلاً لك على حماية القلعة "
" و ماذا عن الأشخاص الذين ماتوا ؟ "
" ماذا ؟ "
" ماذا حدث لأولئك الذين ضحوا بأنفسهم ؟ وعن معاملتهم "
رفع الكونت رأسه وأجاب على الفور " لقد تم الاعتناء بجميع الجثث، وبمجرد تسوية الوضع، نخطط لإقامة مراسم جنازة جماعية، و سنقدم تعويضات للعائلات أيضًا "
" فهمت "
صمتت يلينا للحظة قبل أن تتحدث مرة أخرى .
" هل يمكن أن تعطينا بعض المساحة ؟ أريد أن أكون وحدي مع زوجي "
" نعم بالتأكيد، أعتذر لعدم إدراكي لهذا … من فضلكِ ارتاحي جيدًا "
انسحب الكونت بينيل بسرعة من غرفة النوم مع ابنه و ابنته .
بعد إرسال الطبيب والخادمة بعيدًا، تُركت يلينا و كايوين بمفردهما .
" كايوين "
" نعم يا يلينا "
" تعال إلى هنا وقم باحتضاني "
****************************