" … سيدتي ابقي هنا، سنعود فورًا "
ثم تبعوا الخادمة التي جاءت إلى الداخل لطلب المساعدة، دون حتى إعطاء يلينا فرصة لإيقافهم.
عقدت يلينا التي أصبحت الآن وحيدة في غرفة النوم، جبينها بتعبير مضطرب.
' ماذا يحدث في الخارج ؟ '
الوضع لا يبدو جيدًا، برؤية كيف تم استدعاء الفرسان .
كان هناك الكثير من الأشياء التي كانت بحاجة إلى تأكيدها.
بحثت يلينا عن حبل الجرس الموجود على رأس السرير، ولكن قبل أن تسحب حبله، فُتح الباب مرة أخرى، و ظهر وجهان مألوفان.
" يلينا ! "
" يلينا، هل أستيقظتِ ! "
" ميلي … عمي "
ركضت ميلي إلى السرير و سحبت يلينا لعناقها .
تفاجأت يلينا و عانقت ظهرها وهي تشاهد اقتراب الماركيز ليندن .
" أرى أنك هنا أيضًا يا عمي."
أجاب الماركيز ليندن وقد أظلم وجهه " في الواقع، بعد أن اندلعت الفوضى في العاصمة … هربت إلى هنا على الفور "
ثم أكمل حديثه بسرعة " هذا ليس الوقت المناسب للحديث عن هذا، الآن بعد أن استيقظت، سأستدعي الطبيب "
" لا، لن يكون ذلك ضروريًا."
" ألم تكوني فاقدة لوعيك لمدة يومين ؟ بالطبع يجب أن يفحصك الطبيب "
يومان …
' لقد كنت فاقدة للوعي لمدة يومين '
هزت يلينا رأسها " أنا أعرف جسدي جيدًا، لا أحتاج إلى طبيب ليفحصني، لذا لا تقلق."
تشعر يلينا الآن بالطاقة المتدفقة في جسدها بوضوح، شعرت وكأن شيئًا ما يملأ جسدها من الرأس إلى أخمص القدمين .
' لا بد أن هذه هي القوة المقدسة '
هل كان بسبب القوة المقدسة أنها شعرت بالنور، وكان رأسها صافياً، و كان بصرها حاد النظر.
فحص الماركيز ليندن بشرة يلينا، لقد بدت بالتأكيد كما كانت تبدو عادةً، لا ، بل بدت أفضل .
"حسنًا إذن … كما تريدين يا يلينا "
" لكن الشيء الأكثر أهمية يا عمي … "
" ماذا ؟ "
" كيف هو الوضع في الخارج ؟ وماذا عن العاصمة ؟ "
" آه، بخصوص ذلك … "
تردد الماركيز ليندن ثم فتح فمه و أطلق تنهيدة ثقيلة .
" هناك وحوش في كل مكان بالخارج، لا بد أنك رأيتِ الوحوش في طريقك إلى هنا، لقد احتلوا الجزء الخارجي من هذه القلعة و العاصمة … "
تابع بمرارة " لا أعرف ماذا يحدث هناك، لا يمكنني الإتصال بأي أحد في العاصمة، أو أي مكان آخر على وجه الأرض "
" ماذا ؟ لا يمكنك الوصول إليهم ؟ "
اتسعت عيون يلينا بصدمة .
" نعم، في الواقع، لا أستطيع إرسال أي شخص لنقل رسائل عما يحدث في الخارج، و الحمام الزاجل لا فائدة منه بسبب الوحوش الطائرة … و أجهزة الاتصال السحرية لا تعمل "
بمجرد أن سمعت يلينا أن أجهزة الاتصال السحرية لا تعمل، قامت بفحص السوار الموجود على معصمها.
" …… ! "
يمكنها أن ترى صدعًا في جوهرة المانا، عبثت بالسوار بإلحاح، لكنه لم يتفاعل .
' هذا مستحيل '
تحول وجه يلينا إلى اللون الأبيض، فقد كان عليها أن تتصل بزوجها، إذا انكسر السوار فكيف …
" في الوقت الحالي، سيتعين علينا التخلص من جميع الوحوش في الخارج، ولكن هناك الكثير منهم، سيكون الأمر أكثر من اللازم بالنسبة للقوات المتمركزة هنا للتعامل معهم "
مسح الماركيز ليندن وجهه بتعبير مضطرب " نحن ننتظر أن يرسل لنا القصر الملكي جنودًا، ولكن … "
في تلك اللحظة .
— تحطم .
انكسرت نافذة غرفة النوم و تسبب ذلك بضجيج عالٍ ثم دخل منقار كبير عبر الفجوة .
" كيااك ! "
لقد كان طائرًا .
كلا .
' إنه شيطان ! '
ريش أسود على جسم كبير، كان داخل منقاره أسنان لامعة كانت كبيرة جدًا وحادة بحيث لا تنتمي إلى طائر .
" لـ، لنهرب ! بسرعة، علينا أن نهرب ! "
أصبح وجه الماركيز ليندن شاحبًا ثم أخذ معه يلينا و ميلي و هربوا من غرفة النوم .
" كررري ! "
— رفرفة .
في هذه الأثناء، تحطمت النافذة بالكامل و تسلل الشيطان إلى غرفة النوم، و رفرف بجناحيه وهو يتبعهم .
كان الممر ضيقًا جدًا بالنسبة لجناحي الشيطان .
لهذا استمر الشيطان في الاصطدام بالأشياء بينما كان يكافح لنشر جناحيه، و هذا الأمر الذي أدى إلى إبطائه لحسن الحظ، ولكن مع ذلك، لا يمكن تجاهل حجمه الهائل .
لن يكون البشر لديهم السرعة الكافية للابتعاد عنه .
" آآآه ! "
في أكثر اللحظات غير المناسبة، لوت ميلي كاحلها وسقطت .
ولحق بها الوحش في غمضة عين.
" ميلي ! "
أصبح منقار الوحش فوق رأسها في لحظة.
" لا ! " صرخ الماركيز ليندن.
في تلك اللحظة، صفعت يلينا الوحش على وجهه.
— بـوم !
طار الوحش و أصطدم بالحائط بقوة شديدة .
" … يـ، يلينا ؟! "
****************************
الفصل : ٢٥٢
سقط الماركيز ليندن على الأرض بصدمة .
اتسعت عيون يلينا و فحصت يدها، لقد توهجت يدها بأكملها بضوء أبيض .
" مـ، ما الذي حدث للتو … "
ظل الماركيز ليندن يتلعثم، كما لو كان مندهشًا تمامًا، لكن يلينا كانت مندهشة بنفس القدر .
' هذا … '
كانت يلينا قد لوحت بيدها فقط بدافع الإلحاح بعد رؤية الشيطان يهاجم ميلي، لكنها استخدمت قواها المقدسة بشكل غريزي، دون أن تعلم أنها قادرة على مثل هذا التدمير .
— كـرري !
بعد ذلك، ارتعش الشيطان الذي تم إرساله بعيدًا، كما لو أنه استعاد وعيه .
شددت يلينا قبضتيها بتوتر .
وفي تلك اللحظة .
— طعنة ! طعنة !
ارتفعت الرماح من بعيد و اخترقت الشيطان واحدًا تلو الآخر .
" هل الجميع بخير ؟ "
" اللعنة، الوحوش في كل مكان ! "
" لا تقلقوا ! نحن هنا ! "
اقتحمت مجموعة من الفرسان المسلحين الممر، و بعد التحقق من وفاة الشيطان، قاموا بفحص الأشخاص الذين كانوا في الممر .
" هل أنتِ بخير ؟ "
" لابد أنك شعرت بالرعب "
" ليس عليكِ أن تشعري بالخوف بعد الآن "
" لقد قمنا بالقضاء عليه، أنتم بأمان الآن، لذا تستطيعون الراحة "
ركز الرجال انتباههم في المقام الأول على يلينا التي بدت الأكثر ضعفًا .
" …… "
كان وجه الماركيز ليندن غير قابل للقراءة .
" إحم "
أجبر ساقيه المرتجفتين على رفع نفسه " نحن جميعًا بأمان، لكن ابنتي أصيبت في كاحلها، هل يمكنها رؤية الطبيب ؟ "
" آه بالطبع، تعالي من هذا الطريق … "
ساعد الفرسان ميلي على المشي، و اختفوا من الممر .
بقي الماركيز ليندن حيث كان بدلاً من أن يتبعهم، و التفت إلى يلينا .
" يلينا، الآن … ما الذي حدث بحق خالق السماء ؟ "
" قوة مقدسة."
" قوة مقدسة ؟ "
انخفض فك الماركيز ليندن ثم خفض كتفيه من الإرهاق .
" … يا له من يوم، أنا أحتاج بعض الراحة، في الواقع، يجب أن أنظر إلى الآثار و أهدئ أعصابي … "
" آثار ؟ "
" آه، لم أخبرك بذلك، هل تتذكرين كيف قمت بالتنقيب عن الآثار ؟ "
تذكرت يلينا، كان الماركيز ليندن ينقب بنشاط عن الآثار .
حصل على صلاحية القيام بذلك من خلال صفقة مع كايوين.
" لقد أحضرت بعض الآثار معي هنا "
" …… "
كانت يلينا عاجزة عن الكلام .
كانت تدرك جيدًا أن عمها كان مهووسًا بالآثار، لهذا السبب حاول إجبار ميلي على الزواج.
لكنها لم تظن أن هوسه سيصل إلى الحد الذي سيجلبهم معه وهو يهرب للنجاة بحياته.
" فهمت، حسنًا، أتمنى أن ترتاح جيدًا … "
' مهلاً '
خطرت في ذهني فكرة فجأة.
" عمي "
استدار الماركيز ليندن الذي كان سيغادر، و فتحت يلينا فمها.
" من فضلك أرني تلك الآثار "
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
" الوحوش تخترق القلعة مرة أخرى ! "
" أوقفهم ! "
" لا تسمحوا لهم بالدخول، مهما حدث ! "
— قطع .
مسح توماس العرق من تحت ذقنه بعد قطع رأس شيطان كان يحاول اقتحام القلعة.
بعد وصوله قبل يومين، كان توماس يقاتل الشياطين دون توقف .
لقد أنقذت الدوقة حياته، لهذا كان مدينًا لها بحياته .
لم يستطع البقاء ساكنًا، لأنه كان يفكر بهذه الطريقة.
كل ما استطاع فعله هو الحفاظ على سلامة الدوقة داخل القلعة من خلال محاربة الشياطين والتأكد من عدم تسلل أي منهم إلى القلعة.
صاح ماكس " قلت أن هناك عدد قليل من الشياطين، لكن هذا ليس قليلاً ! "
قطع كولين شيطانًا و قال " أعتقد أن عدد هؤلاء القلة يستمر في التزايد "
" كيف يستمر هؤلاء الوحوش الأوغاد في التغلب على سور هذه القلعة الطويلة ؟ "
قام فارس صعد إلى ارتفاع عالٍ بفحص القلعة .
ثم اكتشف إجابة السؤال و صرخ " الوحوش متجمعة في مجموعات ! إنهم يصنعون أبراجًا من أجسادهم ! "
" ماذا ؟ "
" إنهم يتسلقون فوق بعضهم البعض ! علينا أن نسقطهم ! "
' كيف ؟ ' فكروا الفرسان الثلاثة في نفس الوقت .
سيكون من الصعب إطلاق النار عليهم بالسهام .
كانت سهامهم تنفد وكان لدى الشياطين جلد سميك للغاية .
سيتعين عليهم استهداف النقاط الضعيفة .
" …… "
استدار توماس غارقًا في أفكاره و غادر مكانه لفترة وجيزة، ثم عاد بحبل و بدأ بربطه حول خصره.
وسع ماكس و كولين أعينهما.
" هل أنت … ؟ "
" مستحيل، صحيح ؟ "
" سأحاول تحطيم هؤلاء الأوغاد بقدر ما أستطيع "
" أنت وغد مجنون ! هل ستتدلى من القلعة وتقاتل الوحوش ؟ هل أنت مجنون ؟ قد تموت إذا فعلت ذلك ! "
" سأكون بخير، سأذهب الآن "
أمسك توماس بسيفه، و الحبل ملفوف بإحكام حول خصره، كانت قبضته قوية للغاية لدرجة أنه قطع الدورة الدموية.
كان عليه أن يفعل شيئًا … أي شيء للدوقة التي كانت داخل القلعة .
" إذا تمسكت بقوة فلن أسقط "
" توماس ! "
صر توماس على أسنانه، و كان على وشك القفز من القلعة .
" سير توماس، تراجع ! "
صوت مألوف خلفه أوقفه .
" سـ، سيدتي ! "
كانت يلينا.
****************************